بارت من

رواية نورس على شطآن الماضي -7

رواية نورس على شطآن الماضي - غرام

رواية نورس على شطآن الماضي -7

وقد يكون هذاسبب المزيد من الفضول..
ممن حولها....
وامام كل هذا تبقى نورس صامته لا تعلق على اي شئ ....
فهناك اسؤ من الاهتمام من نظراتهم وتعليقاتهم..
فكل شئ من حولها ياخذها للخطيئة التي ارتبكتها...
فكلما شعرت باعجاب احدهم حدثت نفسها
(لو يعلمون...لما كان هذا شعورهم..)
حتى حنان عمتها وحبها يعذبها..
فهي تشعر انها لا تستحق هذه المشاعر..ابدا...
ولا تدري ما هي ردة فعل عمتها لو علمت بخطيئتها...
عاد نورس للمنزل وهي تحمل هذا الصراع بداخلها...
تناولت الغداء مع العمة فريدة..
بعدها دخلت غرفتها...
لديها الكثير من المذاكرة ...
هذا ما خطر لها حينها...
الا انها شعرت بقلبها انقبض فجأة...
وهي تفتح الملف...
وهي تقرأ التاريخ...
28 \فبراير... ذكرى ميلاد اخيها عامر...
نزلت دمعة من عينها...
لم تستطع ان تتوقف عن البكاء...
تتذكر عامر ذاك الفتى الشقي ....
الذي لا يترك مكانا الا وبه اثر من شقاوته...
كم اشتاقت اليه...
والى والدها ووالدتها...
نظرت الى الصورة المعلقه امامها....
صورة تجمع اسرتها الصغيرة ومن دون قصد...
فتحت الدرج...
واخرجت من بين مذكراتها...
اقربهم الى قلبها...
ذو اللون الازرق الداكن...
فهو يحمل اخر ذكرياتها مع اسرتها الصغيره...
كما يحمل في صفحاته الاخيره بداية الماساه التي تعيشها الان...
هذا حالها كلما عادت بها الذكرى لاسرتها الصغيره....
او حين تمر عليها ذكرى اعياد ميلادهم....
حضرت نورس محاضرتها الاولى....
والارهاق واضح عليها....
لم تنم جيدا البارحة....
كانت ذكرى عيد ميلاد اخيها عامر...
قضت الليله مع دموعها...
وبين مذكراتها والصور التي تجمعها مع عائلتها....
كانت الاستادة مستغرقه في الشرح....
في حين نورس ملتهية بالارواق في ملفها الزهر ي....
الا انها انصدمت من دفتر مذكراتها الازرق الداكن...
كان ما بين الاوراق داخل الملف....
لم تلاحظ الا الان....
انها المرة الثانية التي تحمله معها دون ان تنتبه...
لطالما اخفته بين حاجياتها على المكتب...
كانت تكره ان تجده خارج جدران غرفته...
فهو يحمل كل اسرارها.....
اغلقت الملف بضيق....
وهي تنظر الى ساعتها....
واخيرا انتهى وقت المحاضرة...
حملت ملفها الزهري وما يضمه من اسرار...
متجهه الى المكتبه....
انه المكان الوحيد الذي يعمه الهدؤ...
في الجامعه كلها....
دخلت المكتبة...
وجالت بنظرها في ارجائها...
المكان واسع....
وتتوزع فيها الطاولات بشكل طولي ومنظم....
وعلى الجانبيين غرف دراسية مغلقه...
التي عادة ما يجتمع فيها الطلبه والطالبات...
للدراسه في مجموعات....
فضلت ان تجلس على احدى الطاولات في الزاوية....
وضعت ملفها على الطاولة...
وضعت راسها عليه...
واغمضت عينيها...
هدؤ المكان لم يجعلها تشعر باي حركة من حولها...
لا تعلم كم مضى من الوقت...
الا انها وعت لنفسها وهي مازالت مرهقه...
وربما زاد الارهاق بعد الغفوة السريعه في هذا المكان الهادئ ....
مسحت براحة يدها على وجهها...
وادخلت شعرات على جبينها بأناملها تحت الوشاح....
تشعر انها لن تعي الا بعد ان تغسل وجهها بالماء البارد....
تركت مكانها...
ودخلت دورة المياه الخاصة بالمكتبه....
ازاحت الوشاح عن شعرها....
وغسلت وجهها بالماء البارد...
وهي تتسلل بالنظر الى نفسها في المراه من بين اصابعها...
مررت اناملها المبلله بالماء بين خصلات شعرها....
((يستحيل ان احضر جميع المحاضرات..))
كانت تكلم نفسها وكأنها تقنعها بالنصراف والعودة للمنزل...
خرجت من دورة المياه وبالها في التهرب من باقي المحاضرات...
اتجهت لمكانها على الطاولة....
سحبت ملفها الزهري...
وضمته اليها..
وهي تشد من ظهرها اكثر....
ما تشعر به اكثلر من ارهارق السهر....
خرجت من المكتبه....
متجهه الى مواقف السيارات...
((ليتني لم اذهب للجامعه اليوم
لم اجني سوى المزيد من الارهاق...))
كانت تحادث نفسها وهي تهم بالدخول للصاله
العمة فريدة بقلق
((نونو..ماذا بك؟؟؟لم عدت مبكرا...؟؟؟))
نورس وهي تزيح الوشاح من على شعرها ((لا شئ عمتي...اشعر بالارهاق ففضلت العودة..))
العمة باهتمام((جيد انك عدت..ادخلي لتستريحي))
رمت نورس بجسدها على السرير ....
وكأن ثقل جبال تحمله على ظهرها...
وغطت في نوم عميق...

الشاطئ الثامن

الموجة الثانية

بعثرت كل ما كان على الطاولة
واخرجت كل ما في حقيبة يدها ورمته على الارض
وقفت مكانها
وكتمت صرخة بداخلها
وهي تضع كفها على شفتيها
صارت تفتح ادراج المكتب بشكل عشوائي
مع انها تعلم انه ليس هنا...
في الصباح كان في ملفها الزهري بين الاوراق...
التفتت الى ملفها الزهري والاوراق المبعثرة على الارض...
والدموع تتراقص في عينيها....
جلست بضعف على الارض
واستندت على السرير...
ودخلت في نوبة من البكاء
لقد فقدت سر عمرها
بل كل اسرارها
دفترها ورفيقها الازرق الداكن
ليس على مكتبها
ما تتذكره انها لمحته في ملفها وهي في المحاضرة
اين قد يكون والملف معها
فتحت عينها...
واعادت شريط الذاكرة...
دخلت المكتبة..
والملف في يدها..
ووضعته على الطاولة واسندت راسها عليه...
بعدها.....
كانت في دورة المياه...
والملف تركته هناك..
على الطاولة...
في المكتبة...
فكيف يختفي الدفتر ويبقى الملف...
الا اذا سقط منها سهوا دون ان تنتبه....
ليس امامها الان سوى الذهاب للجامعه ...
والبحث عنه في المكتبة...
لاتدري كيف مر عليها الوقت...
وهي على فراشها...
جامدة لا تتحرك...
فقط صدرها يرتفع ويهبط...
وعيناها في السقف
عقلها خيل لها كل شئ
كل ما ممكن ان تتصوره
لو ان احدهم فتح الدفتر
وقرأ صفحاته
وليس من الصعب معرفة صاحبته
فالكثير من المعلومات بين صفحاته
يكفي ان يذكر اسم نورس فيه
ليتعرفوا عليه
هل من المعقول؟؟
بعد كل هذه السنين...
ان يفتضح امرها بهذه الصورة؟؟؟
وفي الجامعه؟؟؟؟
اخذت نفسا عميقا...
شدت بيديها شعرها للخلف اكثر....
وخطر ببالها شئ اخر...
قد يكون وقع منها...
وسلم للامانات...
دون ان يفتح...
وما عليها الا ان تذهب صباحا وتسأل...
ولكن متى يأتي الصباح؟؟؟؟؟؟؟
تسلل النور لغرفتها ...
فتحت عينها الذابله من الدموع...
مازال الوقت مبكرا...
الا انها رفعت جسدها المتهالك من السهر...
ببرود... وبيدين ترجف..
وقلب يكاد يخرج من ضلوعها...
كانت تجهز نفسها للذهاب...
نظرت لنفسها في المراة...
انها المرة الاولى التي ترتدي العباءة للجامعه...
غطت شعرها بوشاح حرير اسود...
حملت ملفها وحقبتها السوداء الصغيرة
وخرجت قبل الوقت بساعه...
كانت الشوارع تبدو خاليه بالنسبة لما هي عليه وقت خروجها كل يوم...
اخذت المسار الايمن في الطريق...
وهي تقود ببطئ...
ودموع عينها لم تتوقف...
ولسانها لا يتلفظ الا بكلمة واحدة....
(( يــــا ربي))
حتى وصلت للجامعه...
اوقفت السيارة...
وبخطوات قلقه اتجهت للمدخل...
قليل من هم حولها...
فقط وظفين امن الجامعه...
ادخلت بطاقتها في الجهاز...
تسجيل للحضور....
وما ان دخلت المبنى...
بسرعه اتجهت للمكتبه...
وصلت للمدخل...
دخلت..وهي تشعر ان قلبها تسمع دقاته...
كانت خاليه الا قليل من الطلبة والطالبات ربما مبكرين في الحضور للمذاكرة...
اتجهت للموظفه....
-(( صباح الخير..))
+(( اهلا..تفضلي؟؟؟))
_((نسيت دفترا بالامس هنا...))
وقبل ان تكمل... اشارت لها الموظفه...
+(( هنا توضع كل ما تركه الطلبه قبل ان نسلمه للمفقودات... ما هو لونه؟؟؟))
_((ازرق داكن..))
اخذت الموظفه تبحث من بين عدد قليل من الكتب والدفاتر...
وعينا نورس تبحث معها....
اقتربت منها...
+(( اسفه..ليس هنا... ربما اخذوه للمفقودات..متى تركته؟؟بأي وقت؟؟))
_((بالامس قبل الساعه العاشرة...))
+(( الساعه العاشرة؟؟؟ بما انه في وقت مبكر ربما اخذ للمفقودات.. لان هذه الكتب جمعناها من على الطاولات باخر الوقت... ))
بيأس اجابتها..((شكرا..))
اخذت خطوات مرهقه الى مكتب الامن....
لا تشعر باي شئ حولها...
حتى وصلت للمكتب...
قابلها الموظف...
_(( تفضلي...))
+(( ابحث عن دفتر لي... ))
_(( متى فقدتيه؟؟))
+((بالامس..ربما في المكتبه..لونه ازرق داكن..))
التفت للخلف..حيث ادراج توزع عليها المفقودات...
رفع لها ملف ابيض...
_((هذا فقط من مفقودات الامس..))
لا يمكن ان تصف شعورها وقتها
اين هو...؟؟؟
واين اختفى فجأة؟؟؟
ان عقلها توقف عن التفكير...
الشاطئ الثامن
الموجة الثالثه
لا شعوريا اتجهت لمكان محاضرتها الاولى...
دخلت وكان خاليا من الطلبة...
وضعت ملفها واسندت رأسها على الطاولة...
وهي تفكر...
او تحاول ان تفكر....
قطع خلوتها ازعاج طالبتين...
رفعت رأسها...لم يلتفتوا لها..
الا انها فتحت الملف..
واخذت تتصفحه...
لحظات وقد امتلأ المكان
بوجود الاستاذه...
كانت تريد ان تشغل نفسها بالشرح...
الا انها لم تستطع...
اخذت تهز احدى ساقيها بتوتر...
تريد ان تخرج من المكان..
ومن الجامعه...
وحتى من هذا العالم كله...
ومع انتهاء المحاضرة...
بقيت مكانها...
ليست قادرة على الوقوف
هذا ما تشعر به...
بدى المكان خاليا..
فقد خرج الجميع...
لاتدري ماذا عليها ان تفعل...
هل تحاول البحث عنه؟؟؟
ام تواصل حضور ما تبقى من محاضرات؟؟
تذكرت تهربها بالامس عن المحاضرات
اي ان عليها الحضور اليوم...
التفتت نحو احدهم يحدثها...
(( اهلا نورس..))
كان نبيل يقف امامها..
لم يخرج مع باقي الطلبه..
وقفت نورس وهي تحمل ملفها...دون ان ترد عليه
وقبل ان تخرج ...
(( هل اضعت شئ مهم؟؟؟))
وبسرعه...
اغلقت الباب... دون ان تخرج
والتفتت اليه...
لاتدري بأي الحروف تنطق...
كانت تبحث عن رد لكلامه..
تنظر في عينيه بحده...
وهو مازال ينظر اليها...

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات