بارت من

رواية قيود الماضي -7

رواية قيود الماضي - غرام

رواية قيود الماضي -7

جاسم: بل ...الجنة مرة وحده...ياخي هي اللي غلطت فيني ...بس يوم
حسيت اني اوجعتها وصاحت سامحتها ...تصدق مارضت تعطيني يدها
امسكها عشان اجيك.. تصروعت ...ههههه...
ناصر: البنت مستورة ومهب راعية سوالف ...انتبه يا جاسم ...تحمل
تغربلها ترى ابوها مأمني عليها..
جاسم: اقولك ..اكتب لها شيك يله ...انت اللي قلت ..
ناصر: هذي لو اكتب لها 100,000 ماتكفيها على اللي سويته فيها...
جاسم: عيل اكتب لي انا المية الف يله...
ناصر: فكني زين خلني اخلص الشغل اللي في يدي عشان اطلع ...
جاسم: متى يعني بنطلع ؟؟
ناصر: قلت بطلع انت شله تلصق ؟؟؟ أصلاً انت خلصت شغلك ؟
جاسم وهو يضع رجلاً على رجل: نعم ..
ناصر: عيل مالك الا تنطرني لين اخلص ..والا اقولك روح مكتبك احسن لك..
جاسم: اذا متملل مني بروح اقعد عند سكرتيرتك...
ناصر: ارتاح انت بس..
جاسم: مرتاح انا بس انت اخلص علينا...
فيما بعد
عندما خرجوا وجدوا عصام ينتظر فإذن له ناصر بالانصراف واكملوا
طريقهم للمصعد وجاسم ممسك بمرفقه وعندما وصلوا لباب المبنى
الزجاجي وفتح لهم رجل الامن الباب لاحظ ناصر أن المبنى شبه فارغ
الا من ليلى الجالسة على الاريكة الجلد السواداء في زاوية المدخل فقد
انتهى الدوام منذ ساعة فاستأذن من جاسم واقترب منها وسألها : ليش
مارحتي للحين؟
ليلى : السيارة ماجاتني للحين..
ناصر: ليش متأخرين ؟؟
ليلى: راح السواق يجيب اخواني يخلصون في هالوقت لأنهم في مدرسة مستقلة..
ناصر: وابوج؟
ليلى: في البيت بس سيارته في الكراج...
التفت ناصر لرجل الامن وسأله: في حد من السواقين هنيه؟؟
رجل الامن : لا ...خلص الدوام وراحوا..
ناصر: امشي نوصلج..
ليلى بحرج:لا ..مشكور ...الحين بيجوني...
ناصر: بالعقل يعني ...ما اقدر اخليج هنيه بروحج وماقدر انطر
معاج...اتصلي في ابوج واسأليه..
سحبت ليلى هاتفها النقال وهي ترتجف وضغطت على رقم البيت وعندما
سمعت صوت ابوها قالت : يبه ...وصمتت ...
مد ناصر يده وأمرها: عطيني اياه..
سلمته الهاتف فقال: السلام عليك يابو سعود...
ناصر: وينكم عن بنتكم ؟؟ الدوام مخلص من ساعة والشركة فضت..
ناصر: انزين احنا الحين طالعين نوصلها في طريقنا ...؟؟
ناصر: عيل اخليها هنيه بروحها مع السكيوريتي؟؟ هذي عدله عيل؟؟؟
ناصر: اصلاً باقي ساعتين على الدوام المسائي مافيه وقت يدوب تروح
ترتاح لها شوي ...
ناصر: هذي مثل اختي الصغيرة ...وانا استسمحك اني بوصلها هالمَره
والمَره الثانية تأكدوا أن السيارة ماتتاخر...يصير خير ...يالله فمان الله...
سلمها ناصر الهاتف بغضب وامرها باللحاق بهم وهو يتمتم: مهب
عدله قال !!! لا العدله انهم يهملون بنتهم وينسونها....
لحقتهم ليلى بخوف وتردد ..
نزلوا الدرجات القليلة ببطء لأجل جاسم واوصله لباب الراكب الذي
يجاور السائق وتركه ليدخل بنفسه والتفت الى ليلى قائلاً : اركبي ورا
وعلميني وين بيتكم ..
بعد أن صعدت ليلى خلفه قالت بصوت منخفض : بيتنا في المنطقة اللي
ورا قصر الشيخ محمد بن حسن ..
ناصر: وين ؟؟ ما اسمعج علي صوتج ...
أحست ليلى بأنها تتصبب عرقاً وأعادت ماقالته فرد جاسم:
بوهههه !!!!هناك ؟؟؟
فجأه ومن احساسها بالمهانه لسخريته نشف العرق كله ومعه دمها
ايضاً ..
ناصر: للحين في حد ساكن هناك؟؟
ليلى وبصوت واثق: ايه ...حتى انهم بنوا بيوتهم مره ثانية ...
ادار ناصر فيروز:
معرفتي فيك إجت عا زعل
معرفتي فيك ما كانت طبيعيي
من بعد ملل
حبك لإلي بلش متل الشفقة
كان بدي حنان
و ما كنت سألاني و علقاني بهالحلقة
محتاجي إنسان
بس اليوم ما بعرف كيف قلك
يمكن هلق عم قلك
حبيبي لآخر مرة بقلك حبيبي
مش أنت حبيبي
عم الهدوء السيارة الى ان وصلوا خلف القصر فسألها ناصر: اي واحد
بيتكم؟
اشارت بيدها للأمام وقالت: هذاك البيت الشعبي اللي في اخر الشارع ...
مروا على عدة فلل فخمة قبل أن يصلوا لبيتهم القديم والذي صدم منظره
ناصر وجعله يشعر بالذنب ...
شكرته ونزلت واغلقت الباب خلفها ودخلت بيتها مسرعه ..وجدت اباها
مع زوجته في الصالة سلمت وقالت وهي تكمل مشيها لغرفتها: مابغي
غدا ...ومهب رايحه الدوام عقب.. انا تعبانه...
دخلت غرفتها وهي مثقلة بحزنها واحساسها بالاستياء من اهمال اهلها
لها ...ومن الذي سيجعل جاسم يعاملها اسوأ من قبل ...وفوق كل هذا
كان معاملة جاسم لها ...كم تكرهه لمعاملته للناس بهذه
الدونيه ...ولكنه لم يعامل كل الناس بل هي فقط ..وفكرت( وينج يمه ؟؟
رحتي وخليتيني ...محد يحبني ..ولا حد مهتم
فيني.. وينج يمه محتاجتج ...؟ ودي ابكي على صدرج وانتي تضميني
وتنسيني همي ...
بعد ساعة وقد حاولت النوم ولم تستطع لأن بكاءها لم يتوقف فحاولت
مسح دموعها وقامت لمكتبها الصغير واخرجت دفترها وأخذت تكتب ...
يـــمــه..
تكفين اسمعيني ...
يمه بسألج شي ..
جاوبيني ..
هو صحيح اللي مات..
داخل القبر يصير حي ..؟؟
يـــمـــه ..
اسمع انا صوتج ..
كل يوم اسمعه ..
واذا اسولف وياج هاوشوني ..
قالوا انسي ..
روحي ياالله العبي ..!!!
يمه تعالي ارجعي ..
والله خلاص بسمع كلامج ..
مااخرب العابي ..
وان قلتي يا الله ..
روحي نامي ..
بروح علشان ماتزعلين ..
يمه تكفين ارجعي ..
اليوم حطت لي المديرة ..
نجمه فوق جبهتي ..
يمه سمعتها تقول ..
مسكينه هالبنت صارت يتيمه ..
قالت لها ابلة منيرة ..
مسكينه توها صغيرة ..
ايش كانوا يقصدون ..؟
يمكن عشان صرت عاقلة ..
ولا عشان دايم اسرح ..
يمه مريولي توسخ ..
ماكان قصدي اوسخه ..
بس تذكرت إنج تقولين ..
بعد شهرين ..
بشتري لج لبس ثاني ..
يمه تعالي اشتريلي ..
يمه عرفتي مها ..؟
صديقتي اللي وياي ..
زعلانه مني ..
تقول ماصرت انا اضحكها ..
راحت تدور غيري ..
عشان تلقي احد يونسها ..
يـــمـــه يا يمه..
نسيت شي ..
بقولج ترى بيتنا صار فاضي ..
محد يجينا ..
وكل اللي فيه انا واخواني ...
ليه وين اقاربنا ..؟؟
وين خالتي ..؟؟
اللي كانت تجينا ..
يمممه قووومي يالله تعاالي ..
تكفين يالله يا يمه تعاالي*** ..
فيما بعد
سأل ناصر عن ليلى فعرف أنها لم تحضر وانها اتصلت لتعتذر فعرف أن
جاسم السبب وهو لم يحضر ايضاً فقرر أن يحدثه في المساء ...
وبينما كان ناصر في الطريق مر على حديقة اسباير والتي كانت تعج
بالمرتادين ولمح بينهم هارون ممسكاً بيد رجل بحميمية واضحه
والابتسامة على وجهه .
عندها فكر ( هذا لازم نشوف له حل مايصير يتم جذيه..نسيته كلش )
في بيت ابو جاسم
جلس ابوجاسم مع زوجته وابنه يشاهدون التلفاز عندما انضم لهم
ناصر وجلس بجانب جاسم وقال له: ارتحت ..اكيه البنت ماداومت ..
جاسم: وشدراك اني السبب ..؟ يمكن هي زعلانه لأن احنا اللي وصلناها
واهلها اسفهوها .. والا يمكن لأن احنا عرفنا وين بيتها ؟؟ في للحين
قطريين يسكنون هناك؟؟
ناصر: ايه ...شكثر ...ورجعوا بنوا بيوتهم ..الا بيت اهل هالمسكينة ..
أم جاسم: انتوا عن من تتكلمون ؟؟
ناصر: عن رفيقة العنود...ليلى ..شفنا بيتها اليوم ...من البيوت
الشعبية القديمة
اللي بنوها من اكثر من 30 سنة ..
أبوجاسم: انتوا تدرون انهم على باب الله ..
ناصر: بس يبه أنت لو شفته كان عرفت أنه ممكن في لحظه يطيح على
راسهم.. خطر هم عايشين في مكان خطر...
ام جاسم: الله الحافظ ....احنا شلون نقدر نساعدهم ...
جاسم: اوهو... دشت ام جاسم على الخط ...عيل ابشر أنهم بينتقلون
من حياة الفقر..
ابوجاسم: وانت اول واحد بتساعدها ...شرايك ؟؟؟
جاسم: على قولة المثل ...كان زمان وجبر...الحين انا ماقدر اساعد
نفسي كيف اساعد امي؟؟
ابوجاسم: بداية لا تقعد تهبط في عزيمتها...
جاسم: أن شاء الله يبه ...انت تامر.. انا كنت امزح..
ابوجاسم: ادري انك تمزح ..بس مزحك هالايام ياولدي جارح ..
في تلك اللحظه نزلت العنود تتبعها عائشة وهي ترحب : هلا والله
وغلا ...وينك من زمان مامريت علينا ...
جاسم: البارحة متعشي معاج ...فقدتي الذاكره ؟؟
العنود وهي تقبل جاسم على طرف رأسه: فديتك كنت اقصد ناصر ...
ناصر: زين حد يلاحظ غيابي..
أم جاسم: افا عليك بس ...كلنا نلاحظ غيابك ياولدي ..
جاسم: ايههه ..راحت ياجاسم...
العنود: انت شمسوي في ليلى؟؟؟ ما رضت ترد علي اليوم واخوها
صلوح يقول انها كله تصيح...
جاسم: وانا شلي خص ...يمكن ابوها معطيها طراق ...ليش تحطينها
علي؟؟
العنود: احساسي ...واحساسي ما يخيب...
ناصر: هم ليش للحين ساكنين في هالبيت؟؟؟
العنود: وين يروحون ؟؟؟ ماعندهم مكان غيره...
ناصر: تدرين أن الحكومه تبنيلهم بيتهم مره ثانية؟؟؟
العنود: لا مادري..شلون؟؟
ناصر: صارلهم مده...ومن فترة طلع قانون يحدد انهم يبنون البيوت
الشعبية اللي انبنت قبل 1987...
عائشة : انزين هم وين يقعدون لي هدوا بيتهم ورجعوا يبنونه؟؟؟
جاسم: يأجرون لهم بيت..
العنود: بعد من وين؟؟؟ ابوها معاش التقاعد اللي ياخذه مايكفيهم
ويخلص من اول الشهر...وهي معاشاها بعد مايكفيهم ...ومهب لازم
اقول التفاصيل..
ام جاسم: والحل؟؟
عائشة : ومستحيل بيرضون حد يعطيهم بيت كصدقة ...
ابوجاسم منهياً الموضوع : هي مهب موظفة في
الشركة ...خلاص ..الشركة توفر
لها سكن ...في احد مجمعاتنا ...المجمع اللي فالوعب بيوته
ارضيه ...صح ياناصر؟
ناصر وهو يتأمل ابوجاسم بأعجاب : صح .
ابوجاسم: واجارها على كم ؟؟
ناصر: اظن 3000 ريال ...تدري احنا مازدنا الاجار على العالم...مثل ما
امرتنا...
عائشة: يابلاش ...الحين شقق اجارها 6000 واكثر...
ناصر: خلاص ...خلوها علي أنا بخلص لهم الموضوع ...
جاسم بصوت منخفض: والله حظها هالبنت اللي مصخر لها
هالاوادم..مسويه لكم سحر ...مادري وين خاشه الطبوب ...؟
دخل عليهم في تلك اللحظه محمد سعيداً وسلم عليهم ثم جلس بينهم
وسأل: شكلكم في اجتماع عائلي ..وما ناديتوني له ... اكيد تتباحثون
عن البنت اللي بتخطبونها لي ...صح ؟؟ تبغون تسونها مفاجأه ...
ناصر: احلى بنت بعد شتبي؟؟ متى نروح نخطب ..
احس محمد انه تورط فقال :منصدقك؟؟ من بنته ؟؟؟ وكم عمرها ؟؟
وتدرس والا تشتغل؟؟
ناصر: وانت كله تصدق؟؟ قولي الاول انت وينك مختفي صار لك كم
يوم؟؟ وين غاط؟؟
محمد بخيبة امل: رحت دبي مع الربع..
جاسم: وش جبت لي ؟؟؟
محمد: ماجبت شي حق حد ...شريت عود كمبودي حق ابو جاسم
وشريت حق نفسي 30 نعال.... الله يعزكم..
ناصر: خيبه ...30 ...والله فسقة ... جاسم انت كم تلبس ؟؟ عط اخوك
3... يمه تذكرين المذن من كم يوم قال انه عنده ناس محتاجين ...
تدري بخليه يكلمك...
محمد: قوللي كم رقمه عشان ما رد عليه...لا تحن ...والله رخاص
الوحده على200 وكل يوم اكشخ بوحده ...شوف هذي اللي يشوفها
يقول سيزار بشيوتي...
مد رجله لناصر ليرى نعاله ثم سأل: عووش وش عشاكم ...جنه صار
شعر ...
( وكرر ) عوش وش عشاكم ...ياسلام علي ...كل كلامي ذهب وموزون..
قامت عائشة لتحضر له عشاءه وقام هو ليجلس على طاولة الطعام
وأخذ يطرق الطاولة بأصابعه وهو ينتظرها...
نظر ناصر للعنود ولاحظ شحوبها والهالات السوداء حول عينيها
فاستغرب وسألها بأهتمام واضح :انتي ليش وجهج شاحب؟؟ انتي
مريضة؟؟ فيج شي؟؟
العنود وهي تمسح وجهها تلقائياً وهي تنفي وقالت: مافيني شي ..
ناصر: الا فيج.... اقربي وقولي لي...
ردت بتردد : مافيني شي...بس ...الدكاتره يعاملونا بظلم ويذلونا على
الدرجة..
ناصر: انتي بس والا كل الطالبات؟
العنود: اغلب البنات عدا اللي مايستحون ...اللي يقلون نفسهم على
الدكاتره ويسوون لهم حركات...
أبوجاسم: يهبون...مالهم والي هالبنات؟؟
أم جاسم: مايخافون من عذاب رب العالمين !!!!
ناصر: وشو اللي بيريحج؟؟ محد جبرج عليها انتي اللي قلتي تبغين تروحين مع ربعج...
العنود: ادري ...بس ..
ناصر: بس وشو؟؟ تبغين تنتقلين مع عويش؟؟
العنود: هناك اصعب ...
ناصر: والحل ...
العنود: بستحمل وبشوف هالكورس..
لاحظت أن الحيرة لازالت على وجهه فقالت: تبغي شيز كيك؟؟
هز رأسه بالنفي ...وظل يفكر ...


في اليوم التالي

دخل على جاسم في مكتبه وبعد لحظات صمت أقترح : شرايك؟؟
جاسم: فكرة حلوة ...بس لازم اعرفها قبل .
ناصر: العنود متضايقة..
جاسم: عادي ..حتى انا متضايق وبعدين؟؟؟
ناصر: بوديكم السينما عقب المغرب..
جاسم: بتضيق فيني زياده ... بتوديني فيلم اسمعه بدال ما اشوفه...
ناصر: انت اللي قلت انك متضايق مثلها وهي تحب السينما قلت اوديها
هي وعايشه..
جاسم: ياسلام..
ناصر: تبغي تروح حياك ...
جاسم: والشباب؟؟
ناصر : شفيهم؟
جاسم: لي شافوني داخل بيسونها مطنزه..
ناصر: وانت من متى يهمك راي حد ؟؟؟ واصلاً احنا ماندش اي فيلم الا
إذا طفوا الليتات ...
جاسم: ادري..
ناصر: بخلي السواق يجيب لنا تذاكر...فيه فيلم من النوع اللي يعجبها
عقب المغرب..
جاسم: ويمكن مايعجبني ؟؟
ناصر: وانت شلك خص ؟؟؟ احنا كلنا رايحين عشانها ..يعني مهب
ضروري يعجبك ولا يعجبني ...
جاسم: بل ...ليش عاد؟؟
ناصر: افهم يا اخي هالمره الطلعه مهب عشانك...عشان العنود..والعنود
بس..
جاسم: درينا يا اخي ... درينا ...ناقص تغنيها ...الا
بسألك ...سكرتيرتك داومت والا
للحين زعلانه؟؟
ناصر: اليوم المفروض تداوم العصر..وانا منيب راجع العصر ..
جاسم: دوامك كله خرطي وابوي مايدري عنك...
ناصر وهو ينهض منصرفاً : قوم زين....دور لك حد يرجعك
بيتكم ...نحاسه فيك أنا مهب موديك معاي..
جاسم: اها عاد ....تقدر؟؟
ناصر ممسكاً الباب وقبل أن يغلقه خلفه...: قلبي طيب شسوي فيه ...
ضحك جاسم بقوة...
في طريقهم للمنزل اتصل ناصر بالعنود ورن كثيراً بدون أن تجيب فشعر
بالملل وقال : ماترد ...
قبل وصولهم رن هاتفه ورأى اسمها على الشاشة فأجاب: وينج ماتردين
يوم اتصلت..؟
العنود: كنت في المحاضره توني طالعه..
ناصر: بنروح السينما اليوم ...تروحين معانا؟؟
العنود: اكيد ..بس من انتوا؟؟
ناصر: انا وجاسم ..شريت تذاكر فيلم يمدحونه قولي حق عائشة و6
تكونون بارزين ...
العنود والفرحه في صوتها: ان شاء الله ...
ناصر: بنكون في السيارة ننطركم 6 بالضبط إذا ماجيتوا رحنا
عنكم ...انتي تعرفيني عدل...
العنود: والله ببرز بسرعه ...ليش كل مره تقولي جذيه؟؟؟
ناصر: لأني كل مره انطر ساعه لين تبرزين...
العنود: حرام عليك...اليوم بتشوف ...ببرز قبل 6
ناصر: بنشوف...
العنود: يله باي بكلم شوشو..اكيد بتستانس..
ناصر: مع السلامة..
جاسم: شكلك بتوديني بروحي لأنها كالعاده بتتأخر..
ناصر: واكسر بخاطرها؟؟؟ وازعلها؟؟؟ اصلاً هالروحه بكبرها لها...
جاسم: ادري ...والله العظيم ادري...من صغرها وهي لاعبه
عليك ...يعني وشو اللي بيتغير عقب كل هالسنين...المصيبه أن مافي
وحده بتتزوجك بتستحمل هالمعاملة..
اكيد بتغار؟؟الا بتموت من الغيرة كان انا احتر ...
ناصر: لا تستحمل كيفها...اللي ماتستحمل العنود تقبض الباب...
جاسم: فكنا زين ...ان شاء الله تبرز الساعه 7 ويروح عليها الفلم..
ناصر: انت اخو انت!!!!!!!!!! انت عدو...
وأيضاً ضحك جاسم لأنه نجح في اغاضته للمرة الثانية اليوم...
السادسة مساءً
كان ناصر في سيارته ينتظر وبجانبه جاسم يطرق بعصاه الباب بشكل
استفزازي ومسكها ناصر ليمنعه وقال: مزعج ...طول عمرك مزعج..
جاسم وهو يتحسس ساعة يده: صارت الساعة 6؟؟ نفذ تهديدك لها ..
ناصر: بننطر شوي ...ماورانا شي...
ابتسم جاسم وقال: هذي كيف بتتزوج ؟؟؟ منهو اللي بيقدر يستحمل
دلعها..وأصلاً منهو هالرجال اللي بيرضى انك تدلع مرته ؟؟
ناصر بغضب: شفيك صاير مثل الحريم تحن؟؟؟ ممكن تسكت شوي؟؟؟
فُتح باب السيارة ودخلت العنود ومن وراها عايشة وهي تلهث وتسأل:
ليش مستعجلين ؟؟ باقي ساعة على الفلم؟؟
تحرك ناصر وهو يقول: ماتحسبين الطريق؟؟ يعني السينما ورا البيت؟؟
العنود: شفتني برزت من وهل مثل ماقلتلك؟؟
جاسم: ايه ..من وهل ...ساعتج مأخره ...صار لنا 10 دقايق ننطر يا
الشيخة..مافيه فايده اصلاً من الكلام معاكم ...
عائشة: الحين انتو تعزمونا وتذلونا !!! مايسوا علينا ...مره ثانية
بنروح بروحنا.. صح عندوه..
جاسم: معليه ...كان اسمي سوسو روحوا بروحكم...وكلمه زيادة
بتنزلون..
العنود ببراءة: وانا شلي خص ؟؟ انا ساكته ...ناصر شوفه...
ناصر: جاسم...اسكت عنهم...
ادار لهم فيروز
وقفوا في مواقف مجمع رويال بلازا التي تقع تحت الارض واستقلوا
المصعد للدور الثالث ثم توجهوا لليمين ودخلوا للسينما فسألهم ناصر: حد يبغي ياكل والا يشرب شي؟؟
طلب جاسم قنينة ماء ووقفوا ينتظرون ناصر ليحضرها ثم دخلوا معه للصالة كانت
مقاعدهم في وسط قسم العائلات فأجلس جاسم اولاً على الطرف ثم
جعلهم يجلسون بجانبه وجلس هو في الطرف الاخر بجانب العنود …
سألته بصوت منخفض: وش اسم الفلم؟
اعطاها قصاصة التذكرة وقرأت Bright Star
وسألته ثانيه وهي تميل اليه قليلاً: وش نوعه؟؟
ناصر: من النوع اللي تحبينه ...
تبين له لاحقاً ومن احداث الفيلم أن قصة الحب تقع بين بطل حالم
وبطلة واقعية بعكسه هو والعنود.. هي الحالمة بينما هو الواقعي...كان
يسترق النظرات ويرى وجهها القريب منه وهي مندمجة مع
الاحداث ..لم يكن يصدق مدى قربها منه ...
كانت على بعد سنتيمترات قليلة فقط...وعند نهاية الفيلم وقبل أن
يشغلوا الاضاءه كان ناصر واقفاً عند اعلى الدرجات ممسكاً به جاسم
والفتيات خلفهما ...وغادرا المجمع ...وفي السيارة قال لهم ناصر:
بوديكم مطعم مارحتوه من قبل...
عائشة:أي واحد..
ناصر: مطعم خزانه الهندي..
جاسم: وين ذيه؟؟
ناصر: في سوق واقف...
جاسم: بللللل...هناك؟؟؟؟
ناصر: في ظهره ...وعند وزارة الخارجية ..ماعنده زحمه ..لأنه
غالي ...
جاسم: هالايام مافيه شي غالي على هالناس..ما شاء الله العالم
مستبطره..
ناصر: انضلهم ...افقرهم...خلهم يخسرون حلهم وحلالهم..وانت
بتتبعهم لأنهم عقب مهب بانين لهم شي...
خافت عائشه فقالت: الله يزيدهم..
جاسم وهو يضحك عليها : مهب لله هالدعاء..
وصلوا للموقف الرملي الخاص بالمطعم وصعدوا الدرج لحديقة صغيرة
وزعت طاولات فيها ووسطها كان جسر خشبي مشوا عليه ومروا على
بركة ماء صغيرة بها اسماك زينة وبجانبها قفص به ارانب وحوله
اطفال يعطونهم اوراق الخس ابتسمت العنود وهي ترى الاطفال
فرحين ...وفي نهايته درجات قليلة للمبنى ولشرفة كبيرة بها بعض
الطاولات المستطيلة جلس على احداها شابين قطرين
وعلى اخرى عائلة اجنبية فأختار ناصر الاخيرة ووضع يد جاسم على
احد المقاعد واشار للفتاتين أماكن جلوسهم وجلس بجانب جاسم
وجاءهم المترودوتيل ووزع عليهم قائمة الطعام..
طلبت عائشة وجاسم برياني دجاج وطلبت العنود كاري دجاج وناصر
طلب ربيان بالكريمة...
عائشة: الجو يهبل ..رومانسي..
سرحت العنود عندها ونظرت الى الشارع البعيد الذي يؤدي للكورنيش
ولاحظ ناصر ذلك...فسأل عائشة: شخبار الكلية؟؟
تنهدت عائشة بقوة وردت : شقول وشخلي ...
جاسم: لهدرجة...
عائشة: اول شي عندنا مناظرة سياسية بيسونها في الجامعة وعزموا
كولن باول اللي كان وزير خارجية امريكا ويبغيني اكون في الفريق اللي
يرتب الموضوع كله..
جاسم: So….
عائشة: حاط معانا واحد ممل وسخيف ...
جاسم: شسمه ؟؟
عائشة: فهد بن سمعان..
ناصر: ولد سمعان ماغيره..؟
جاسم: اكيد هو لأنه مافي الا سمعان واحد فالدوحة..هو سوالج شي؟؟؟
عائشة: لا...لا...يخسي ...مايقدر...تدري فيني كيف اتعامل مع
هالنوعية..بس..
جاسم: بس..ايش؟؟
عائشة:اقولك ممل ...شايف عمره ...هو سنة تخرج..ويحسب نفسه ولد
الامير..
ناصر: لا تعطينه وجه ...
عائشة: من اللي قالك اني اعطيه ويه اصلاً ..بس بعد ما ادانيه...
جاسم: محد قالج دانيه...خله يولي ..
عائشة: والعميد..
ناصر: شفيه ؟؟بعد ماتدانينه ؟؟؟
عائشة: لا...فهد يقول ان إذا ما اشتغلنا معاه بنخسر الكردت اللي
بيعطينا اياه.. وهم اصلاً مايعطون كردت ...يمكن يقص علينا ..
جاسم: قحط...كل الجامعات الامريكية تعطي كردت حق هالاشيا..
ناصر: انا رايي انج تشتغلين معاهم بتكسبين خبره...حتى لو بدون
كردت..دايما حاولي تستفيدين من دراستج في الجامعة بكل الفرص
المتاحه لج...
جاسم: اي والله بتنفعج في شغلج عقب ...
عائشة : قولكم؟؟؟
ناصر مبتسماً لكلمتها: قولنا ..
قبل أن ينتهي العشاء وضع ناصر الشوكة في صحنه ونظر للعنود
وسألها: شفيج؟؟ المطعم مهب عاجبج؟؟
تفاجأت من سؤاله فردت : مافيني شي....المطعم حلو ..بس الكاري حار
وايد...
ناصر: اطلبي شي ثاني خل الكاري يولي..
العنود: لا ..خلاص ما ابغي..
رفع ناصر صحنه ووضع قطع الربيان الباقية كلها في صحنها وقال:
اكلي هذيه...لذيذ..ومهب حار..
دُهشت العنود من تصرفه وفتحت فمها تلقائياً ..
ناصر ساخراً : مادام فاتحته حطي فيه نتفة ربيان...
قطعت منه بتلقائية وأكلته فأبتسم ناصر..
في السيارة في طريق العوده..
عائشة: شرايكم نسويها طلعه اسبوعيه..؟
ناصر: أن شاءالله عمتي...اليوم طلعتنا كلها كانت عشان العنود ...
عائشة: وأنا الشيخة عائشة...وبتطلعني الاسبوع الجاي...هذا إذا انا
فاضيه..تدري يمكن انشغل مع العله العميد والعلل اللي معاه...
ضحكوا جميعاً فقال جاسم: طالعه علي...مايملى عينها حد ..


في صباح اليوم التالي

دخل مبنى الشركة رجل في الاربعينات من عمره يرتدي ثوب مفتوحة
ازراره ويرتدي طاقية مصفره كانت بيضاء عند بيعها وغترة مماثله
يمسكها بيده ..وسأل موظف الاستعلامات عن ناصر فأخبره بأنه لم
يحضر بعد وسأله عن اسمه وعما اذا كان لديه موعد معه..
فقال: لا..بمر عليه مره ثانية..
الموظف: بس ماقلتي شسمك؟؟
رد عليه الرجل: انت قولي متى بيجي؟؟؟
الموظف: يمكن 9 ونص..بس انا قلتلك..لازم موعد..
أعطاه ظهره ثم خرج من الباب الذي دخل منه..
بعد ربع ساعة وعندما حضر ناصر للشركة أخبره عصام عن ما قاله
موظف الاستقبال ..استغرب ناصر وقال : يمكن طرار...بس الطرار
شيعرفه بأسمي..!!
اسمع قوله إذا رجع يعلمك ...وانت علمني..


يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات