رواية غربة الايام -6
بس ليلى كانت خلاص مب قادرة تسيطر على عمرها ومايد واقف جدامها وحاط ايده على ويهه وهي تظربه ولا رد عليها بأي كلمة..واقتربت منها يدوتها في هاللحظة ووقفت بينها وبين مايد..
أم أحمد: بس!!!!! بتجتلينه.. خافي ربج!!!!
ليلى (وهي تصيح): ذبحتوني حرام عليكم!!!! حسوا فيني شوي..
أم أحمد: انتي اللي ذابحة روحج. هاذيلا يهال لازم بيلعبون وبيتعبثون. طولي بالج عليهم شوي..
ليلى (تصارخ): الله ياخذني في هالساعة عشان افتك منكم كلكم!!
أم أحمد: أخ عليج ...!! أسميك ما عرفت تربي يا احمد!!!
في هاللحظة دخل عبدالله ومحمد من برى ويوم شافت ليلى عمها حست بإحراج فظيع انه شافها في هالحالة وركضت فوق وهي تصيح..
عبدالله وقف مستغرب في الصالة وهو يشوف المشهد اللي جدامه. أمه واقفة تسكت أمل .. وسار محمد وخذها عنها ووداها الحمام عشان يوقف الدم اللي كان يصب من خشمها. ومايد واقف على صوب وخدوده حمر من التصفيع وشكله مقهور من خاطره. وسارة يالسة تصيح بهدوء حذال الطاولة..
عبدالله: شو بلاكم ؟ شو مستوي عندكم؟
أم أحمد (بتعب): هلا عبدالله تعال ابويه ايلس..
يلست أم أحمد وهي ترتجف من الغيظ ويلس عبدالله حذالها : امايه مب زين تحرجين . خافي ربج في عمرج..
أم أحمد: غصب بحرج..
اطالع عبدالله مايد اللي كان بعده واقف مكانه وقال: مايد؟ شو مستوي؟؟
اطالعه مايد من دون نفس وراح غرفته فوق من دون ما يرد عليه وطلع محمد من الممر هو وأمل اللي كانت ميودة كلينكس على خشمها ويوم شافت عمها انخشت ورا محمد..
عبدالله: أمولة تعالي..
أمل: بتواجعني؟
عبدالله: لا ما بواجعج تعالي..
مشت أمل ببطئ ويلست حذال يدوتها. وسارة رغم انهم زقروها اكثر عن مرة بس تمت يالسة في مكانها ولبستهم ..
عبدالله: ليش ما ترد؟
محمد: اسكت عنها عمي لا اتعب عمرك وياها. هاذي شكلها تخبلت..
أم أحمد: بسم الله عليها شو هالرمسة؟؟ ليش تفاول ع البنية؟
محمد: انتي ما تشوفينها؟؟
أم أحمد: هاذي ياهل. خلوها على راحتها شتبون بها؟؟
عبدالله: انزين امايه . ما قلتي لي شو مستوي..
أمل : كله اصلا من سارة يوم ما خلتني العب وياها..
أم أحمد: بس ياللا. سكتي عن اختج..
أمل: ما بسكت..
عبدالله: امولة !!
مدت أمل بوزها وسكتت ..
أم أحمد: تعرفهم هاذيلا يهال ولازم بيحتشرون وليلى الله يهديها كبريت ما تتحمل..
محمد: يحليلها اختي كل شي على ظهرها..
أم أحمد: بس بعد لازم تتحملهم شوي. طلعت حرتها كلها في ميود..
محمد: ميود يستاهل تراه هب هين الهرم..
أم أحمد: وحليله..
تنهد عبدالله: المهم امايه انا باجر بطلع دبي من الصبح. وبسلم عليج الحين..
أم أحمد: كم يوم بتم هناك؟
عبدالله: اسبوع..
أم احمد: وايد اسبوع!!
عبدالله: امايه عندي شغل. لازم اخلصه ما يستوي يتولف الشغل كله مرة وحدة..
أم احمد: الله يوفجك يا ولدي وتروح وترد بالسلامة. عاد ما اوصيك عن السرعة ..
عبدالله: ان شالله امايه. ياللا عيل اترخص انا الحين..
أم احمد: مع السلامة.
محمد: مع السلامة عمي.
طلع عبدالله ويلس محمد يهمز يدوته اللي حست بجسمها كله يعورها لأنها حرقت اعصابها قبل شوي. وقامت أمل ويلست حذال سارونا وردوا يلعبون ويا بعض. ولا كأنهن تظاربن قبل شوي..
ليلى دشت غرفتها عقب الزوبعة اللي استوت تحت وتوقعت انه عمها او محمد ايون وراها عشان يشوفون شو فيها او يهدونها بس اتريت وايد ومحد ياها. فتنهدت وقالت في خاطرها: أحسن بعد..
وقامت وغيرت ثيابها ولبست بيجامتها وحاولت انها ما تحس بالذنب عشان ظربت مايد. يستاهل. عشان يتأدب. بس احساسها بالذنب كان يرد لها وما قدرت تسيطر عليه. فقررت ترقد وتنسى الموضوع وأول ما حطت راسها ع المخدة رقدت على طول من التعب. ولأول مرة ما اهتمت اذا اخوانها راقدين ولا لاء. وحتى العشا ما سوت لهم اياه. وآخر فكرة فكرت فيها قبل لا ترقد. انه عندهم بشاكير تحت وخل يخدمون عمارهم بروحهم..
------------------
الساعة ثنتين فليل انتبهت ليلى على صوت تيلفون غرفتها يرن. وقامت بتعب فظيع تشوف منو متصل ويوم انتبهت للوقت ماتت من الخوف وشلت السماعة بأصابع ترتجف..
ليلى: ألو؟
ياها صوت هندي من الطرف الثاني واستغربت ليلى وايد: Hello
ليلى: منو انته؟
الهندي: ماماه انتي في نوم؟
ليلى (باستغراب): شو تبا؟
الهندي: انا يريد يسوي كلام شوية..
ليلى (مب مستوعبة): كلام شو؟؟؟
الهندي: انته شو اسم؟
اخيرا استوعبت ليلى السالفة وحست بعمرها تغلي من القهر..: الله ياخذك يا مسود الويه. خلصوا الرياييل من الدنيا عشان اتعرف على هندي. التعن مالت على هالشيفة..
ونزلت ليلى السماعة بقهر وأول ما التفتت عشان ترد فراشها رد التيلفون يرن. وعلى طول يرت الفيش وهي تتأفف. والله انه ما يستحي مقعدنها من رقادها عشان يتعرف لا وهندي بعد!!! ..
ردت ليلى لفراشها وجيكت على خالد وشافته راقد. وسمعت صوت باب غرفتها يتبطل بهدوء ويوم التفتت له انصدمت. كانت سارة مبطلة الباب وواقفة عنده تطالعها بصمت. ابتسمت ليلى ونادت عليها: سارونا. تعالي..
اقتربت سارة منها وركبت على الشبرية وباستها ليلى وقربتها منها وغطتها..
ليلى: تبين ترقدين عندي؟
هزت سارة راسها وابتسمت ليلى وسوت لها مكان . وأول ما حطت سارة راسها ع المخدة ابتسمت وسحبت ويه ليلى وهمست في اذنها وقالت: بقول لج سر..
ليلى انصدمت انها اخيرا رمست وتم قلبها يدق بقوة. بس ما حبت تبين لها شي وقالت: شو؟
سارة (بسعادة كبيرة): أمي يت..
حطت ليلى ايدها على قلبها وانترست عيونها دموع. وحمدت ربها انه الغرفة مظلمة وسارة ما تقدر تشوف دموعها. كانت خايفة على سارة. طول هالفترة وهي ساكتة ويوم رمست قامت تخرف؟؟؟ شو ياها..؟ اختها شو فيها؟؟
ليلى (بصوت يرتجف): وين يت؟
سارة: في غرفتي. توها يت ورمستني. بس محد شافها..
ليلى: شو قالت لج؟
سارة: قالت كل يوم بتي..
ليلى: انزين وعقب وين سارت؟
سارة: ما اعرف. سارت بس باجر بعد بتي. اذا تبين تشوفينها تعالي ارقدي عندي
عرفت ليلى انه سارة حلمت امها وحظنتها بقوة وهي تمسح على شعرها وقالت: فديتج يا غناتي. خلاص ارقدي الحين..
غمظت سارة عيونها وعلى ويهها ابتسامة رضى. ورقدت عند ليلى وهي تفكر في أمها اللي زارتها هالليلة وردت لها الأمل في حياتها. ويلست ليلى تراقبها لفترة طويلة وهي راقدة وتفكر بأمها اللي عمرها ما قصرت وياهم. وغمظت عيونها وهي تتذكر ويه امها ونزلت دموعها على المخدة وهي تلوي على سارة اللي كانت خلاص راقدة..
--------------------
يوم السبت. قرر عبدالله انه يسير دبي ويتابع مشروع علي بن يمعة بنفسه. مع انه كان متظايج وما يبا يودر عيال اخوه لمدة اسبوع كامل بس غصبن عنه. لازم يشرف على الشغل ويشوف العمال والمهندس ويجابل مشاكلهم شوي. وطلع من البيت الساعة 11 الصبح. وشل وياه ثيابه اللي بتكفيه لمدة اسبوع. وفي الدرب كان ساكت وأفكاره تاخذه وتوديه. يفكر يغير رايه ويروح ليوا. ويرتاح في العزبة ويغسل تعب وهموم الاسابيع اللي مرت عليه مثل الكابوس. بس طبعا كمل دربه لدبي ووصل فندق جميرا بيتش هوتيل الساعة 12 ونص الظهر..
أول ما وصل عبدالله دبي حس بكتمة. رغم انه الكل يحب دبي إلا انه يحس بغربة فيها. ويحس انه يجامل الكل هناك لأنه في داخله يتم متوتر لين ما يرد العين. وأول ما وصل وشلوا شنطته وودوها غرفته. غير ثيابه ورقد من التعب..
الساعة سبع المغرب. تفاجئ عبدالله انه رقد كل هالفترة وقام بسرعة . تسبح ولبس وصلى ونزل اللوبي. ويلس في الكوفي شوب يشرب قهوة بروحه. ولاحظ بطرف عينه انه حرمة اجنبيه يالسة تطالعه وحذالها عيالها وما سوى لها سالفة لأنه هالاشكال ما تعيبه. يجز منهم. ويوم يت بتروح . مرت الحرمة حذال طاولته وعطته نظرة وابتسامة وحس عبدالله بويهه يحترق من المستحى. قبل يوم كان صغير كان يحس بجرأة كبيرة وعادي عنده يتغزل في أي وحدة جدامه. بس الحين يوم انه كبر وعقل. خلاص فقد كل جرأته وكل رغبة في داخله بإنه يتعرف على وحدة او يكون علاقة وياها. وتنهد وهو يبتسم حق عمره ويقول في خاطره: لين الحين ما لقيت اللي تاخذ مكانج يا نورة. كلهن من أولهن لآخرهن ما يسوون ظفر ريولج. وفجأة حس بوحدة كبيرة وهو يشوف كل حد ويا اهله الا هو الوحيد اللي كان يالس بروحه وتمنى لو انه ياب عيال اخوه وياه. بس يعرف انهم كلهم ما بيرضون وأمه أولهم..
تنهد عبدالله بتعب وهو يفكر انه باجر لازم يشوف علي بن يمعة ويتفق وياه على كل شي. بيسير يتغدى عنده في البيت . وبيتناقش وياه في كل شي..
قام عبدالله عن الطاولة عقب ما دفع الحساب وكان بيرد غرفته فوق بس لفتت انتباهه حرمة قاعدة في الطاولة اللي حذاله ما لاحظها من قبل. كانت قمة في الجمال. بس باين عليها إنها مب مواطنة. وشكلها كبيرة شوي. يعني في الثلاثينات تقريبا ولبسها ومكياجها راقي..
جذبت هالحرمة عبدالله بشكل هو بنفسه ما توقعه ونظرتها الحالمة اللي على ويهها عطتها منظر اكثر روعة وجمال..
وقف عبدالله يطالعها وفي هاللحظة قامت والتفتت عليه. ويوم لاحظت انه كان يطالعها ابتسمت له واكتست خدودها بحمرة بسيطة خلاها تزيد جمال في عيون عبدالله..
عبدالله (وهو يبتسم): اسمحيلي ما كنت اقصد اني اراقبج..
ضحكت الحرمة وقالت بلهجة خليجية ما ميزها عبدالله: عادي اخوي ماله داعي تعتذر..
اطالع عبدالله لبسها. صح انها ما كانت متحجبة عدل بس لبسها وايد كان محتشم وفي نفس الوقت أنيق. وحس بخجل وهو مب عارف شو يقول لها او أصلا ليش كلمها . فيها شي هالانسانة يميزها عن غيرها. وهني ابتسمت له وقالت: شو رايك اعزمك على عصير؟
عبدالله: اخاف اسبب لج ازعاج؟
الحرمة: لا . لا ازعاج ولا شي..
ردت الحرمة تيلس على طاولتها ويلس عبدالله مجابلنها وعرفها على نفسه وهي بعد عرفته على نفسها: اسمي فاطمة. بنتي متزوجة وساكنة هني عندكم في الامارات وانا ياية ازورها...
عبدالله: وليش ما يلستي عندها؟
فاطمة: ما ابي ازعجها . وبعدين زوجها ما استلطفه بالمرة..
عبدالله: من وين انتي يا فاطمة؟
ابتسمت فاطمة: ما عرفت من لهجتي؟
عبدالله: لاء..
فاطمة: الظاهر انه قعدتي بالكويت أثرت على لهجتي الاصلية. أنا قطرية..
ابتسم عبدالله وقال في داخله المفروض كنت اعرف انه هالجمال ما بيكون مصدره الا قطر. وقال لها : وريلج وينه؟
فاطمة: ريلي صار له سنين متوفي. الله يرحمه. ما عندي غير هالبنية وشوف شو سوت؟ خلتني وتزوجت اماراتي..
عبدالله: ههههههه. انزين تعالي اسكني هني وخلج جريبة منها..
فاطمة: وشغلي؟ أنا دكتورة في جامعة الكويت وخلاص استقريت هناك..
ما يعرف عبدالله شو اللي خلاه يحس بارتياح كبير يوم عرف انه زوجها متوفي. وقبل لا يتكلم قالت فاطمة: بنتي ربت من يومين. يابت بنوتة صغيرة..
ابتسم عبدالله: ماشالله!!! مبروك..
فاطمة (بسعادة): الله يبارك فيك. وانت؟
عبدالله: أنا شو؟
فاطمة: مرتك وعيالك وينهم؟
ابتسم عبدالله بحزن وخبرها عن نورة. ما يعرف ليش فتح لها قلبه بس سوالفها وابتسامتها خلته ما يهتم انها غريبة عنه وهي يلست تسولف عن ريلها الله يرحمه وتخبر عبدالله عن اطباعه الزينة وكيف كان يشجعها انها تكمل دراستها وتشتغل ..
وما حس عبدالله بالوقت وهو يسولف وياها . ولا حتى بلحظة ملل وهي كانت تسولف بكل حماس وتضحك على سوالفه وهو يخبرها عن عيال اخوه الشياطين..
ويوم انتبه عبدالله انه الساعة استوت 12. انصدم من نفسه وكيف انه هالانسانة قدرت تمحي كل ذكرى لنورة خلال هالساعات اللي يلست فيهم وياه..
كان خاطره يقعد وياها لباجر بس خاف انها تكون تعبانة او انه ثجل عليها . وغصبن عنه قال لها انه بيسير يرقد عشان عنده شغل باجر..
مشى عبدالله وياها لغرفتها وعند الباب قالت له: تصبح على خير عبدالله . ان شالله اشوفك باجر بعد..
عبدالله: اذا الله راد بنتلاقى..
فاطمة وهي تبتسم: تصبح على خير..
عبدالله: وانتي من اهله..
ورد عبدالله غرفته وهو يفكر بهالانسانة اللي اقتحمت عليه حياته فجأة وخلته يتغير 180 درجة. وسرقت النوم من عيونه في أول ليلة له في دبي..
-----------------
يوم نشت ليلى الصبح. نزلت تحت عند يدوتها وشافت حرمة غريبة يالسة وعاطتنها ظهرها. ويوم شافت أم أحمد ليلى يالسة نادت عليها وكان صوتها متغير. جنها قاعدة تصيح..
نزلت ليلى بتردد خصوصا انها كانت لابسة جلابية جديمة ومب لابسة شيلة. وصدت الحرمة بويهها صوب ليلى وانصدمت ليلى ووقفت في مكانها وايدها على قلبها. كانت هاذي شهلا . اخت حميد..
شو يايبنها الحين. هي في ايام العزا ما يت وأكيد الحين يت تعزيهم..
وقفت شهلا وعيونها حمر من كثر ما كانت تصيح واقتربت من ليلى اللي كانت بعدها واقفة في مكانها وحظنتها بقوة وانفجرت وهي تصيح. وحست ليلى على طول بعيونها تحرقها وحاولت تيود دموعها بس غصبن عنها صاحت.. وحظنت شهلا وعقب ما حست انها هدت شوي يلست هي وياها حذال أم أحمد اللي كانت تمسح دموعها بطرف شيلتها..
شهلا: ليلى اسمحيلي ما ييت ايام العزا
ليلى: انتي اللي سامحيني حتى انا ما ييتكم بس انتي ادرى بالحال
شهلا : لا غناتي مسموحة والله بالحل..
سكتت ليلى وابتسمت لها . ما كانت تعرف شو تقول لها. مجرد انها تطالعها كان يسبب لها الم كبير. ليش يت الحين؟؟
حست شهلا بسكون ليلى وتوترت وطلعت صندوق صغير من شنطة ايدها وعطته لليلى اللي كانت مستغربة وتطالعها باندهاش..
شهلا: ليلى. احم. هذا. لقيت هالصندوق في غرفة حميد. وعرفت انه حقج ..
حست ليلى بإيدها ترتجف. ما كانت تبا تاخذ الصندوق. خايفة من اللي في داخله واطالعت يدتها بخوف . بس يدتها كانت سرحانة وما انتبهت لنظرة ليلى..
تنهدت ليلى وبلعت ريقها وخذت الصندوق وهي تحس بدوخة..
شهلا: أنا بروح الحين..
ليلى (وهي تحس براحة): وين؟ ما قعدتي..
شهلا: لا ابويه يالس بروحه في البيت..
أم أحمد: لا ما يستوي يا بنتي ما يلستي..
شهلا: الدريول يترياني برى خالوه ما اروم ابطي على ابويه..
وقفت شهلا ووقفت وياها ليلى وأم أحمد ووصلوها برى. وردت ليلى وتجاهلت الصندوق تماما. ولا كأنه موجود..
أم أحمد: ليلى ما شليتي الصندوق..
ليلى: ما اريده..
أم أحمد: شو ما تريدينه؟؟ بكيفج هو؟؟
ليلى: يدوه الله يخليج خشيه عندج..
اطالعتها ام احمد باستغراب . وشلت الصندوق وخلته حذالها وقالت: ان شالله. بحفظه عندي. بس لا اتين تدورينه عقب..
اطالعتها ليلى بتوتر وقالت: لا تحاتين. ما بدوره ولا ابااعرف اللي في داخله..
وراحت ليلى المطبخ تشوف الريوق وهي تحس بقلبها بيطلع من صدرها من كثر ما هو يدق بقوة. كانت خايفة من الصندوق. خايفة تبطله وتشوف شو داخله. خايفة اذا فتحته. تفتح وياه بحر الالم والدموع اللي في داخلها وتجرفها امواجه بشكل ما تقدر تقاومه. وساعتها شو بيكون في ايدها تسويه؟؟
بركن مبارك سيارته في باركنات الشركة وتنهد وهو يجهز عمره انه ينزل ويجابل شغله عقب شهر كامل. اخوه ظاعن ما قصر وكان كل يوم يراجع مشاريع مبارك ويشوف شو الامور المهمة في الشركة ويحاول انه يحلها. بس مبارك اللي غرق في الكآبة شهر. قرر امس انه لازم يتابع حياته ولازم يرد للشغل..
مظهره تغير بشكل كبير. كان اضعف بوايد عن قبل وتحت عيونه هالات سودا ما كانت موجودة من قبل. الشي الوحيد اللي ما تغير فيه. نظرته الجافة اللي تنطلق مثل السهام من عيونه..
نزل ميارك من سيارته ومشى بسرعة ودخل البناية. وهو في المصعد سلموا عليه الموظفين اللي كانوا راكبين وياه واستغربوا واستانسوا انه رد لهم. لأنهم فعلا كانوا محتاجينه. وأول ما دخل المكتب دش عليه اكثر من موظف وكان مبارك مظايج وهو يسلم عليهم يبا يرد لشغله بسرعة. ويوم طلع عنه آخر موظف اتصل بسرعة لأخوه ظاعن..
ظاعن: ألو..
مبارك: صباح الخير..
ظاعن : هلا والله. صباح النور..
مبارك: ظاعن. اذا مب مشغول تعال عندي ابا اراجع وياك كل اللي فاتني هالشهر..
ظاعن: انزين اصبر شوي . بخلص شغلي في البنك. وبييك..
مبارك: اوكى لا تتأخر ابا اسير البلدية..
ظاعن: الله يهديك لا تجتل عمرك من اول يوم. البلدية لاحق عليها باجر بتسير..
مبارك: لا لا . اليوم بسير..
ظاعن: خلاص. بخلص شغلي بسرعة وبييك..
مبارك: اترياك..
بند مبارك عن اخوه ويلس يدور بين الاوراق على مشروع علي بن يمعة. بس ما لقى له ولا ورقة واستغرب واتصل لمحاميه مصبح. وانصدم وايد يوم قال له مصبح انه المشروع خذاه عبدالله بن خليفة..
مبارك: شو؟؟؟؟؟؟ متى؟؟؟
مصبح: من اسبوعين ابتدوا يبنون ..
بند مبارك من دون ما يرد على مصبح وعلى طول اتصل بسهيل محامي عبدالله . وسهيل استغرب يوم شاف رقم مبارك ورد عليه بسرعة..
سهيل: هلا والله مبارك..
مبارك: انتوا ما تستحون؟؟
سهيل: نعم؟؟
مبارك: استغليتوا ظروفي وابتعادي عن الشركة ولهفتوا المشروع عني..
سهيل (اللي ابتدى دمه يفور): أي مشروع هذا اللي لهفناه ..؟؟
مبارك: فندق علي بن يمعة..
سهيل: الزم حدودك يا مبارك علي بن يمعة اتفق ويانا نحن قبل . انته اللي تدخلت في شي ما يخصك..
مبارك: انا غلطان اني دقيت لك انت. بسير اتفاهم ويا عبدالله بنفسه..
سهيل: عبدالله مب متفيج لك..
مبارك: حولني عليه الحين..
سهيل: اقول لك مب متفيج لك وبعدين هو مب مداوم اليوم..
مبارك: بسير له البيت..
وقبل لا يرد سهيل بند مبارك في ويهه وطلع بسرعة من المكتب وهو يغلي من القهر. كيف يتجرأ عبدالله يستغل ظروفه الصعبة اللي مرت به ويلهف اهم مشروع مر على مبارك في حياته كلها. ؟؟؟
وعلى طول ركب سيارته وسار لعبدالله البيت. بس الزراع شافه وقال له انه عبدالله في بيت اخوه لأنه ما كان بعرف انه ساير دبي. وطلع مبارك من بيت عبدالله وهو يتأفف واتصل في ابوه يسأله وين بيت المرحوم أحمد بن خليفة. ؟؟
أول ما نش عبدالله من الرقاد نزل المطعم عشان يتريق. كان ميت من اليوع ومول ما يعيبه ياكل في غرفته. وطبعا كان يتمنى يشوف فاطمة تحت في المطعم. وفعلا شافها يالسة بروحها .. كان خاطره يسير لها بس خاف يحرجها أو يفرض نفسه عليها وشو بيسوي إذا كانت تتريا حد؟؟ وعبدالله ما يعرف منو هني في الفندق يمكن حد يعرفه ويشوفه يالس وياها ويتوهق فقرر يقعد بروحه أحسن له..
بس قبل لا يقعد شافته فاطمة ونادت عليه وهي تبتسم ابتسامة عريضة: عبدالله!!! تعال...
ابتسم لها عبدالله وسار لها ويلس وياها ..
فاطمة(وهي تبتسم له): ليش كنت بتقعد بروحك؟ لا تقول انك ما شفتني..
عبدالله: خفت اسبب لج إحراج أو اءذيج. أو إني افرض نفسي عليج بأي شكل من الاشكال..
فاطمة: ياللا عاد أي احراج هذا؟ أنا مب ياهل..!!
ابتسم عبدالله واطالعها بسعادة. كان مستانس انه شافها وهو من امس يفكر فيها..
ابتسمت فاطمة. تحب نظرة عيونه. فيها عمق وفي نفس الوقت طيبة كبيرة..وسألته: شو اللي تفكر فيه؟
عبدالله: أفكر في المشروع اللي بخلصه اليوم الظهر. وأفكر في العزبة وعيال اخويه. وتبين الصدق؟؟ أفكر فيج. هل بترضين تكونين جزء من هالعالم ولا لاء؟؟
انصدمت فاطمة من كلماته وحست بقلبها يدق بقوة. بس حاولت انها تتجاهل اللي قاله وتاخذه على انه مزحة لا أكثر ولا أقل. أو مجرد مجاملة..و ابتسمت وقالت: عالمك وايد مثير وفي نفس الوقت مستقر جدا. والعيشة هني وايد غير عن حياتي في الكويت..
عبدالله: أكيد غير..
فاطمة: وانته رجل أعمال ومن كثر أشغالك أكيد ما عندك وقت تستانس فيه..
عبدالله: بالعكس عندي وقت فراغ كبير. يوم الخميس والجمعة ما اعرف شو أسوي. وايلس اتريى السبت عشان أرد لشغلي..
اطالعته فاطمة بتعاطف: حياتك جدا وحيدة. ليش ما تزوجت مرة ثانية يا عبدالله؟؟
عبدالله: انشغلت. ما ادري.. ما لقيت الانسانة اللي ممكن تكون مرتي..
فاطمة: عبدالله شو هالخرابيط؟؟؟ انته فرضت هالوحدة على نفسك. ولا شغل ولا أي شي في الدنيا كان ممكن يشغلك عن الزواج. حرام يا عبدالله. حرام تكبر وانته بروحك. منو بيداريك في كبرك؟؟ منو بيهتم بصحتك وببيتك؟؟
حس عبدالله بألم في قلبه . ليش الكل ينصحه ويشفق عليه؟؟ عبدالله مب وحيد. عنده امه وربعه وعيال اخوه..وقال: وعيال اخويه وين راحوا؟
فاطمة: انته قلتها. عيال أخوك. مب عيالك انت. مستحيل يكونون بحنان عيالك عليك. بييهم يوم وبيتخلون عنك..
عبدالله (بتحدي): عيل اذا هذا تفكيرج ليش انتي ما تسكنين هني عند بنتج؟
فاطمة: أنا خلاص تعودت على حياتي في الكويت ما اقدر أتخلى عن هذا كله. وبنتي هني ويا ريلها وعيالها . وما تقصر وياي . دوم تزورني وأزورها. وصدقني يا عبدالله. أول ما أحس إني بحاجتها . أكيد بقترب منها وبيي اقعد وياها..
نزل عبدالله عيونه . ما عرف شو يرد عليها..وقالت فاطمة في هاللحظة بحزن: انته ما تعرف شو معناة انه يكون عندك بنت أو ولد يملون عليك حياتك. ودر عنك عنادك. ترى الوقت ما فات وأنا متأكدة انه في ألف وحدة تتمناك. انتهز الفرصة وتزوج. لا تحرم نفسك من هالنعمة..
تفاجئ عبدالله من اهتمامها ومن حدة كلماتها وحس بصوتها يوصل لقلبه على طول. وفي النهاية ابتسم وقال: خلاص. أنقذيني انتي وتزوجيني..
ضحكت فاطمة من خاطرها وقالت: عبدالله ودر عنك التطنز أنا ارمسك جد..
عبدالله: أنا جاد في كلامي..
اطالعته فاطمة لفترة طويلة . كان باين من عيونه انه جاد في كلامه وهي ما كانت تبا تلعب وياه أو تضحك عليه. ومع انه عبدالله جذبها ومن أمس وهي تفكر فيه بس فاطمة مب خبلة. وعاشت حياتها كلها وهي تفكر بمنطقية وعقلانية. ومستحيل الحين تتخلى عن شغلها وحياتها ومبادئها وتحرج بنتها وتوافق على عرضه اللي قدم لها إياه بكل سهولة وهو بعده ما كمل 24 من عرفها..
فاطمة: عبدالله. شيل هالفكرة من بالك. انته ريال طيب وأتمنى نتم أصدقاء طول العمر..
عبدالله: حتى أنا أتمنى هالشي وعشان جذي أرد أقول لج تزوجيني..
كان شي جنوني اللي قاعد يقوله. شي عمره ما فكر فيه..بس ما قدر ايود عمره.. كان لازم يخاطر ويسألها اذا بترضى تتزوجه. لازم يتخذ هالخطوة خلاص ما يبا يتم بروحه عقب اليوم..
فاطمة احمر ويهها وحست بإحراج كبير: عبدالله ما اقدر. مستحيل أفكر مجرد التفكير بهالشي. انته غريب عني. توني أعرفك وما اعرف أي شي عن حياتك وانته بعد.. ليش تورط نفسك ويايه وانته يا دوب تعرفني؟؟
عبدالله: فاطمة..
فاطمة: اسمعني يا عبدالله. هالفكرة الحين بالنسبة لك حلوة ومثيرة ومغرية. بس باجر. بترد انت العين وأنا برد الكويت. بترد انته لشغلك واهلك وأنا لجامعتي وطلابي وحياتي. وبتتأكد انك كنت غلطان..
عبدالله: لا تحاتين هالشي انا متأكد من قراري..
تنهدت فاطمة: يا عبدالله تعرف شو أتمنى لك؟؟
عبدالله: شو؟
فاطمة: أتمنى تلاقي لك وحدة تناسبك. بنت صغيرة قمة في الجمال والأخلاق. وحدة تقدر تعيش معاك . أنا مستحيل أودر شغلي وانته مستحيل ترضى انه زوجتك اتدرس طلاب في الجامعة وأنا اقدر هالشي. هاذي هي مبادئك. بس أنا بعد ما اقدر أتخلى عن مبادئي..
عبدالله تنهد وابتسم.. وفي النهاية قال: فكري يا فاطمة..
فاطمة وهي تبتسم له: اعقل يا عبدالله..
ويلس عبدالله يسولف وياها شوي بس الجو من بينهم خلاص توتر واستأذنت منه عقب نص ساعة وراحت لأنها بتزور بنتها. ويلس عبدالله على الطاولة يفكر فيها وإعجابه بها يزيد ..وحس بالندم لأنه ما قابلها من زمان. بس في نفس الوقت كان متأكد إنها مستحيل توافق تتزوجه وكان مقدر سبب رفضها. بس استغرب من هالزمن اللي عمره ما جمعه في وحده عيبته من يوم نورة والحين أخيرا يوم لقى وحدة جذبت اهتمامه. طلعت هي اللي ما تباه..
-----------
ليلى كانت في هالوقت يالسة في الصالة ويا يدوتها عقب ما روحت شهلا عنهم. كانت ساكتة ويدوتها بعد ساكتة. ليلى كانت تفكر بالصندوق وغصبن عنها تفكر شو اللي ممكن يكون فيه. ؟؟ شو اللي تركه حميد حقها؟.؟ بس اللي كانت متأكدة منه هو انها اول ما تبطله بتكتئب على طول وشلت هالفكرة من بالها..
أم أحمد كانت سرحانة . تفكر بأحمد. بابتسامته. كل ما تشوف حد من عياله تتحسر عليه. وخصوصا أمل اللي كانت نسخة منه. كل ما تشوفها أم احمد ترد لها صورة ولدها أحمد بكل قسوة. صورته متجسدة في هالطفلة..وفي سارة وفي كل واحد فيهم. كان صعب بالنسبة لها انها تخبي مشاعرها جدامهم بس ام احمد وهالشي صعب وايد...
نزل مايد في هاللحظة ويوم شاف ليلى قاعدة في الصالة لف وكان بيرد فوق بس ليلى شافته ونادته بسرعة وهي تبتسم. :مايد!!
اطالعها مايد بطرف خشمه وقال: نعم؟
ليلى: مايد تعال برمسك..
مايد: وليش ترمسيني؟؟ شبعت من رمستج أمس..
أم أحمد: تعال فديتك ايلس حذالي..
مايد (وهو يطالع ليلى): اسمعي أنا بيلس بس عشان يدوه..
ليلى (تحاول إنها ما تبتسم): زين بس تعال..
يلس مايد عقب ما باس يدوته على راسها وصبت له يدوته جاهي حليب ..
ليلى: مايد أنا آسفة على اللي استوى أمس..
مايد: ما له داعي تعتذرين..
ليلى: يعني انته مب زعلان؟
مايد: ومنو قال لج إني مب زعلان؟
ليلى: انته قلت لي لا تعتذرين..
مايد: صح. ما اباج تعتذرين. كلمة آسفة ما تسوي شي..
ليلى: أفا يا مايد. الحين اعتذاري ماله أي أهمية؟
مايد: أمل وسارة شافوني انضرب لأول مرة في حياتي. منج انتي. وأنا أبويه وأمي عمرهم ما مدوا ايدهم علي. عادي الحين استوي مصخرة جدامهم..
ليلى حست بقلبها ينقبض كانت رمسته مثل النار تحرق يوفها. حست إنها خانت ثقته فيها. وثقة امها وابوها بعد. وكرهت عمرها بشكل فظيع لأنها مدت ايدها عليه امس..
مايد دمعت عيونه وأم أحمد ما عرفت شو تقول بس حاولت: مايد يا ولدي ليلى ترى ما كانت قاصدة وهي يحليلها أمس كانت تعبانة وانتوا زودوتها..
ليلى: يدوته مايد معاه حق أنا غلطت عليه وايد..
أم أحمد (وهي تبتسم لمايد): لا لا . مايد طيب ما يزعل. صح مايد..
مايد كان يقاوم دموعه وحاول يبتسم. بس ما قدر وقال وهو منزل راسه: هى هب زعلان..
بس ليلى ما قدرت تواجه شعورها بالذنب وقالت: مايد أنا صج آسفة إذا تباني اعتذر جدام اخوانك كلهم بعتذر عادي..
اطالعها مايد فترة وابتسم: ممممممم عندي طلب ثاني..
ليلى: شو ؟ آمر..
مايد: ما بسير المدرسة..
أم أحمد: عوذ بالله ردينا على هالسالفة؟؟
مايد: يدوه أنا حالتي النفسية تعبانة ما أروم ادرس..
ليلى: أنته أصلا شو دراك بحالتك النفسية انت ياهل مالك غير مدرستك..
مايد: ردينا للغلط آنسة ليلى. توج معتذرة..
أم أحمد: عيل تروم تقول ما تبا تسير المدرسة؟؟ ناوي تقعد في البيت تجابل الحريم.؟
مايد: لاء..
ليلى: شو عيل؟؟
مايد: بساعد محمد في شغله..
في هاللحظة دش محمد الصالة وكان متغتر وكاشخ. بيسير المحلات يشوف شغل ابوه..
ليلى: فديت هالويه..
محمد (يبتسم لهم ): صباح الخير..
أم أحمد: صباح النور والسرور. تعال فديتك تعال ايلس حذايه..
مايد (وهو يحط إيده على قلبه ويسوي عمره انجرح): أفاااااااا.. وأنا؟؟؟
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك