رواية نورس على شطآن الماضي -6
كيف لها ان تبرر غيابها في ثلاثة ايام متتاليه ...
ليس امرا مقبولا به في نظام جامعتهم...
التي تهتم لساعات الحضور....
خطر ببالها ان تمر على اساتذتها في مكاتبهم قبل بدء المحاضرات...
وتعتذر للغياب..
اقلها تمنع الاحراج لو سئلت امام زملائها وزميلاتها.......
*الشاطئ السابع*
*الموجة الاولى*
نزلت من سيارتها السوداء....
ومنها الى مبنى الجامعه..
ادخلت بطاقتها... لتسجيل حضورها....
اخذت نفسا عميقا....
مع اول خطوة داخل الجامعه....
انها معركة ...
هذا ما تشعر به....
ليست ذاهبه للدراسه...
انما معركة مع الماضي..
لابد ان تنتصر فيها...
لا احد يشعر بالصراع الذي بداخلها....
في حين تشعر ان كل من حولها...
منتبه لبريق التحدي في عينيها....
صعدت السلم...
الطابق الثاني...
نحو مكاتب الاساتذه.....
5 مقررات...اي 5 اساتذه....
وطبعا بدون استاذ مقرر الاقتصاد....
علي ان اقابل 4 منهم فقط....
ابتسمت لنفسها...
الخطوة الاولى... نجحت فيها...
تذكرته دون ان تبكي او تدمع عينها..او حتى تسرع دقات قلبها....
لم تطول مدة المقابله عند اي منهم...
فجميعهم قد درسوها من قبل..
ويعلمون جديتها واهتمامها بالدراسه...
فلم يكن صعب ان يقبلوا اي عذر منها...
مع وعدها عدم تكرار الغياب...
انتهت ابسط المهمات...
خرجت من القسم... تقنع نفسها ..ان لا شئ يقلقها....
لا شئ....
ولكن رؤيته ..رؤية ناصر هل تقلقها؟؟؟؟
بسرعه كان الامتحان لقدراتها...
هذا ما شعرت به عندما التقت به في الممر...
خارج من احد المكاتب...
مع استاذه مقرر القانون التجاري...
الدكتورة نيرمين....
اكثر اساتذة الجامعه شعبية ...
الكل يحبها للبساطة في تعاملها ...
اقتربت منهم..وضغطت اكثر بيدها على ملفها الزهري...
كانا يتحادثان...
لن تقلقها نظراته...
لن تهزمها هذه المرة...
رفعت راسها...
لتراه وتنظر اليه..
لتهزم ما بداخلها...
ولكنها لم تستطع فقط ابقت نظرها على الدكتورة نيرمين...
لا تعلم لم....
ابتسمت نورس لها....
ببساطة حيتها الدكتورة_( اهلا يا ابنتي..)
زادت ابتسامتها*(اهلا دكتورة...)
حتى اجتازتهما....
لم تستطع تحويل نظرها له...
ولكن..استطاعت ان تتماسك...
ان تتصنع الابتسامه..
واخيرا...
استطاعت ان تنطق ..وتخرج الكلمات من شفتيها..
دون ارتباك او دموع او بكاء
تجاوزته...دون ان تنهار...
نجحت في اول امتحان...
ولكنها الى الان لا تعلم....
هل تذكرها؟؟؟؟
موعد المحاضرة الاولى....
دخلت...
لاحظت انتباه بعض الطالبات لها....
تعلم انهن يجدنها متغيرة بعض الشئ...
رفعت نظرها لهن...
مما جعل احداهن تكلمها..
ربما هذه الفتاة انحرجت لان نورس انتبهت لنظراتهن..
_( تبدين مختلفه اليوم؟؟)
محاولة منها للتبرير ....
لاحظت ان جميعهن ينتظرن تعليق منها...
ابتسمت...( حقا؟؟؟)
وكأنها تفكر او تحادث نفسها..(لا ادري ولكن اجدك مختلفه...)
اكتفت نورس بالابتسامة....
دخلت بعدها الاستاذه....
مر وقت المحاضرة..ونورس مندمجه في تسجيل الملاحظات....
( ما تقوله الاستاذه موجود في المرجع..لا داعي ان تتعبي نفسك)
التفت لمن يحدثها....
ابتسم لها... ( ألديك المرجع؟؟)
وهي تهم بالوقوف بصوت منخفض (نعم... لكني افضل كتابه كل ماتذكره.الاستاذه..)
انصرفت ...
وهي تفكر في تطفل هذا الشاب...
لم تلاحظه من قبل...
اتجهت للاستراحه..في انتظار موعد المحاضرة التاليه...
مر بجانبها الشاب نفسه...
انتبهت انه التفت لها...
الا انها دخلت بسرعه للاستراحه الخاصه بالطالبات...
تذكرته اخيرا.....
كان معها في محاضرات الدكتور هاشم... الذي عرف بالشده مع طلبته......
وقد رسبه الدكتور في المقرر مع اثنين اخرين... بعدما اكتشف انهم يحاولون الغش بقصاصات ورق صغيره...
وحرم من الامتحان النهائي..وكاد ان يحرم من باقي المقررات التي يدرسها حينها...تبعا لقوانين الجامعه...فمن يحرم من امتحان بسبب الغش... فيعتمد رسوبه في باقي مقررات الفصل كلها..
لولا توسط اساتذة المقررات الاخرى عند دكتور هاشم بعدم ابلاغ قسم التسجيل بالامر..حتى لا يخسر نبيل باقي المقررات..
وافق الدكتور بصعوبة الا انه لم يتنازل عن حقه في حرمانه من الامتحان في مقرره....
كم كان هذا الدكتور العراقي الاصل شديد في تعامله.... الا ان الجميع يفضل تسجيل المقرر عنده لشرحه الواضح .. والتزام بانهاء المقرر في وقته...
انه لم يلفت انتباه نورس يوما...
ليس من النوع الذي يعجبها او يمكن ان تهتم لامره..
رغم شهرته في الجامعه...
ليس لتفوقه...وانما لصولاته وجولاته..في الجامعه. والمشاكل التي يتسبب بها....
وغرامياته مع بعضهن رغم ان الجميع يعلم..انه يتسلى فقط....
وربما لم يحب احد الا نفسه....
*الموجة الثانية*
انتبهت لنفسها... حان وقت المحاضرة...
محاضرة ناصر...الدكتور ناصر....
ليست قادرة على انكار خوفها وقلقها وارتباكها...
لكن عليها ان تسيطر على كل هذه المشاعر.....
فالنسبه لها... ان نجحت بذلك في اول محاضرة معه...
فسيسهل عليها الكثير....
اسرعت بخطواتها..
ترغب ان تتواجد في الغرفه الدراسيه...مبكرا...
ولتهيأ نفسها لجو المحاضرة..
دخلت بهدؤ...
رفعت نظرها...
لتجد زميله لها في المقرر نفسه مع شاب ...
ارتبكا فور دخولها..
كان ينظران لها بانزعاج..واضح ان هناك ما يقولانه او يفعلانه...
وقد ازعجتهم بتواجدها....
هل ينقصها شئ من الاحراج؟؟؟
هذا ما خطر ببالها لحظتها....
جلست مكانها المعتاد...
فيما انصرف الشاب...
وغيرت زميلتها مكانها...
التفتت لها نورس دون قصد..
لكنها انتبهت انها تنظر لها ليس بانزعاج فقط وانما بغضب..
لم تهتم لها نورس..
وابتسمت في داخلها...لابد ان امر مهم كان يحدث هنا... وانهيته انا في غير وقته...
لحظات...حتى دخل باقي الطلبة والطالبات..الذين اغلبهم يقفون خارجا قريب من الباب..
وما ان يلمحون الدكتور يسرعون بالدخول....
ايقنت ان ناصر ...او الدكتور ناصر..قادم
اغمضت عينها.... واخذت نفسا عميقا
وكتمت كل ما بداخلها.....
دخل الدكتور ..
يحمل بيده جهاز العرض...
تقدم طالب ممن يجلسون بالصف الامامي..
ورفع الجهاز من يد الدكتور ووضعه على الطاولة....
وهو يضع الاوراق التي بيده على الطاولة..
( السلام عليكم....)
سمعتهم يردون التحيه..وهي صامته..
وعينها في ملفها... تتصفحه دون ان تميز ما هو موجود في اوراقه....
رفعت نظرها له اخيرا....
وكأنها تسترق النظراليه...
كان بلباسه الخليجي... يبدوا اكثر وقارا....
كان هناك يرتدي .........قطعت تفكيرها....لا تريد ان تفكر في هذا الان...
( احمد..اريدك ان تحضر المكتب قبل المحاضرة..لتساعدني في حمل الجهاز..)
احمد وهو يجلس مكانه....
( ان شاء الله دكتور...)
كان توزع نظرها على كل ما هو امامها... محاولة في السيطره على نفسها..
فكم تخشى ان يقرأ قائمة الاسماء لتسجيل الحضور...
ومن الطبيعي يسألها عن غيابها ...
وقبل ذلك سيذكر اسمها..
وان لم يميزها عندما راها...
فلابد انه سيميزها الان من اسمها...
لكن ليس شرطا ان يعرفها من اسمها...
فربما لا يتذكره اطلاقا...
حتى هذه الفكرة لم تقلل من خوفها...
_(نورس محمد الـــ.....)
بلعت ريقها...
وهي ترفع يدها...والتي تغلبت على رجفتها
اخذ يبحث بنظره في جهة الطالبات_(نورس ...اين نورس)
بصوت منخفض+(نعم....)
انتبه لها..نظر اليها...(ارفعي صوتك ...)
لم تعلق.. بقيت تنظر للورقه التي في يده...
ابعد نظره عنها بسرعه..
لكنه عاود النظر اليها...
انتبهت له...
_(نورس.....)
زادت دقات قلبها.....
_( 3 ايام غياب؟؟؟؟لماذا يا نورس...)
لم تتوقع سؤاله... مع انه سؤال بديهي..
تاهت الكلمات منها ..كيف ستجيبه
الا انه لم ينتظر منها الرد....بعد ان انتقل للاسم التالي...
قلب الورقه على الطاولة...
وبدأ في الشرح...
ابدت عدم الارتباك والقلق..
وهي تسجل كل ما يقوله...
دون ان ترفع نظرها اليه...
تريد ان تصمد ..
والصمود بالنسبه لها الان على الاقل. ان لا ترتبك..
كانت تهرب من خيال الماضي...
الذي تسترجعه من صوته...
من نبرات صوته...
التي لم تتغير..
في حين تغير مظهره الخارجي كثيرا...
فقد كبر 10 سنوات تقريبا.... وبلباسه هذا...ووقار الدكتور الذي نجح في ابدائه للجميع
بدى مختلفا...
ماعدا عينيه ذات اللون البني....
التي حاولت ان تسترق النظر اليهما..
لا تدري لم...
انتبه لها.... وهو يكمل شرحه...
فيما عادت بنظرها لما تكتبه...
وهي تخفي ارتباكها...........
( اكرهك..كم اكرهك....)
كانت هذه بداية المواجهه
انتهت المحاضرة....
واعطت نفسها درجة 3 من 5.....
لسببين...الاول عجزها عن رفع نظرها للوحة العرض...
والثاني...انها لم تنجح في الرد عليه عندما سالها عن غيابها....
كان عليها ان تتشجع اكثر..وترفع نظرها للامام...نحوه دون ان تبالي...كما كان عليها ان تجيبه دون ارتباك....
تشعر بنفسها هادئة بعض الشئ....
راضيه عن نفسها....
لاول مرة تدخل في مهمة مثل هذه...
انه وقت المحاضرة الاخرى....
اسرعت بخطواتها اكثر...نحو المحاضرة...
وفي عينها بريق الانتصار....
واخيرا انتصرت على مخاوفها من مواجهته.....
وامامها الكثير لتتخطاه...
*الشاطئ السابع*
*الموجة الثالثة*
واخيرا رفعت جسدها من على السرير...
وهي تنظر لساعتها...
انها السابعه والنصف صباحا....
لم تكن نائمة....
ولكن هذه عادتها....
من السهل ان تستيقظ من النوم...
ولكن من الصعب ان تتحرك من السرير .....
ابتسمت...وهي تنظر لنفسها في المراة....
اليوم الجمعه ولديها الكثير لتفعله..
امور افتقدتها منذ زمن....
رفعت شعرها.....
تحتاج لكوب من القهوة الجاهزة ....
فالقهوة الحل الوحيد للكسل الغريب الذي يعتريها فجأة...
وخاصة بعد الاستيقاظ من النوم....
خرجت من غرفتها ترتدي لباس النوم القصير والواسع ...
ذو لون ابيض تتوسطه كلمة Sweet Girl باللون الزهري....
كانت العمة فريده مستلقية على الكنبه ...والمصحف بين يديها....
( صباح الخير فروودة.....) وهي تدخل المطبخ...
اندهشت العمة من نورس...
ماذا حل بالبنت هذه الايام....
تبعتها الى المطبخ....
( نونو ماذا تفعلين..؟؟؟)
_(كوب من القهوة الجاهزة ....)
(اشربي الحليب افضل بكثير...)
_( لن اصحى من هذا الخمول الا بالقهوة...)
وقبل ان تنصرف العمة ....
_( فروودة سنخرج اليوم ما رأيك؟؟؟)
( الى اين؟؟؟)
_( لدينا الكثير لنفعله....)
كانت العمة مستمتعه بالتغيير المفاجئ الذي حل بنورس.....
( وماذا لديك؟؟؟) وهي تجلس على الكرسي
التفتت لها نورس وكوب القهوة في يدها...
_( اولا نذهب لشراء حاجيات المنزل....)
( وثانيا؟؟؟؟) تقولها دون ان تخفي سعادتها...
_( نتسوق قليلا... احتاج ملابس جديده.... وانت ايضا عمتي....)
( وثالثا؟؟؟؟)
تكمل نورس _( نتغدى في المطعم الايطالي سيعجبك كثيرا؟؟؟)
( ورابعا؟؟؟)
نظرت نورس الى العمة....( عمتي.... لا امزح...اتكلم عن جد..)
العمة فريده..( وهل يسعنا الوقت لكل هذا؟؟؟؟)
نورس وهي تهم بالخروج...( كل هذه الامور نقضيها في مكان واحد..في المركز التجاري بالعاصمة...)
( كما تريدين....) اجابتها العمة فريده.... ومازالت محتارة من هذا التغيير....
دخلت نورس غرفتها...
جلست على مكتبها...
واخذت المصحف....
وبدأت في القراءة كعادتها كل يوم جمعه...
بعدها...
اخرجت ملابسها من الخزانه....
ودخلت الحمام لتستحم....
ارتدت ملابسها...
فستان باللون الازرق الفاتح... به ورود بيضاء كبيرة...
وارتدت عليه قميص ازرق قصير...
ووشاح ابيض غطت به شعرها....
ووضعت قليلا من البودرة وكعادتها الكحل الاسود ...
واللمعه الوردية على شفتيها....
فتحت باب غرفتها...
اخرجت راسها تنادي عمتها...
(عمتي انا جاهزة.....)
عادت لغرفتها..
تبحث عن دفترها ورفيقها..
اخذت تقلب صفحاته الاخيرة...
شعرت بغصه بداخلها....
لقد انتهت صفحات الدفتر....
لا تدري لم اشعرها هذا بالحزن....
فكل مرة تنتهي صفحات احد دفاترها والذي تكتب فيه اهم اللحظات التي مرت بها..
يجتاحها الشعور بالحزن....
فكل دفتر يحمل لمحات من حياتها...
واقربهم لها...
الدفتر ذو الون الازرق الداكن....
الذي يحمل سر عمرها...
( نونو... انتظرك...)
كانت عمتي تناديني.... اغلقت الدفتر وخرجت اليها...
لفت انتباهها ما ارتديه...
لابد انها لاحظت هذا التغيير....
لكنها لم تعلق....
خرجنا بسيارتي السوداء... متجهتين الى المركز التجاري الكبير....
صعدت نورس السيارة مع العمة فريدة
متجهتان نحو المركز التجاري
امام بوابة المجمع
العمة فريدة (منذ فترة طويله لم نخرج معا)
نورس (نعم عمتي...الدراسة اشغلتني كثيرا..)
العمة فريدة ..وهما تهمان بالدخول...( كم اتمنى ان لا تشغلك عن نفسك..)
نورس وهي تحاول ان تغير الموضوع ..(يبدو ان المجمع مزدحم اليوم..)
العمة فريدة..وهي تتلفت نحو واجهات المحلات (اليوم الجمعه ....لندخل هذا المحل..)
كانت نورس تبدو مستمتعه مع عمتها...
فنادرا ما يخرجن معا لتسوق...
كانت تشعر بشئ من التغيير...
(نونو...انظري لهذا الفستان يبدو رائعا عليك..) كانت العمة تشير لاحد الفساتين المعروضه في المحل..
نورس وهي تنظر نحو الفستان ( جميل ولكني ....)
العمة فريدة..(اعلم انك لست معتادة على مثل هذا التصميم ..لكني اراه جميلا..)
اخذت نورس الفستان..تتامله..كانت تراه جميلا ( لم لا اجربه..) كانت تكلم نفسها...
فيما كانت عيون تراقبها من بعيد...
دخلت نورس قسم التبديل..
ارتدت الفستان ...
كان من القماش الشيفون الاسود وتتوزع فيه ورود بالوان مختلفه..ابيض واحمر وكحلي ..بدى رائعا عليها...
كان يظهر لون بشرتها البيضاء....
الا ان هذا الفستان يبدو مختلفا ربما لانه مختلف عما اعتادت ان تلبس ...
ما ان راتها عمتها (جميل جدا...ستبدين مختلفه به في الجامعه..)
لم تعلق نورس ...فقط تنظر لشكلها في المرايا كم تبدو مختلفه في كل شئ..
خرجتا بعدها الى محل اخر...
ومازال هناك من يتبعها بعينيه...
نورس( عمتي انظري لهذا الفستان..)
العمة فريدة..(دعيني اراه...)وهي تلمس القماش باطراف اصابعها...
انشغلت العمة بالحديث مع البائع
بينما نورس تتامل ما هو معروض...
انتبهت لمن كان يراقبها....
رفعت راسها ...
تنظرت اليه....
(من هذا؟؟؟) تتحدث لنفسها....
لاحظ نظراتها اليه...فبدلها بابتسامة
(ماذا بك نورس؟؟؟) صوت عمتها وهي تحدثها...
التفتت نحو عمتها بسرعه
وبارتباك..( لا شئ..)
العمة فريده وهي تحمل ما اشترته...
(نورس هل تعرفين هذا الشاب؟؟؟)
نورس دون ان تنظر لعمتها..(من تعنين عمتي؟؟؟)
العمة وكأنها تشر بعينها...((ذاك الشاب الذي امامنا...كان يراقبنا ...انت تشترين الفستان..؟)
نورس تظهر عدم الاهتمام (شكله ليس غريبا...ربما زميل لي في الجامعه..)
لم تعلق العمة فريده على كلام نورس ....
في حين ان نورس بدى عليها الارتباك...
كانت تعلم ان هذا الشاب هو نبيل...
لكنها لا تعلم ماذا يريد منها؟؟؟
انشغلت العمة بالتسوق في المحلات...بينما نورس ظل عقلها مشغول بنظرات نبيل اليها... لطالما نظرات الشباب نحوها تزعجها,,,
لكن هذه المرة انتابتها الحيرة..
فهذا شاب عرف بعلاقته المتعدده مع زميلاته في الجامعه..ولا تدري ماذا يريد منها
بدى عليها الضيق والانزعاج...
نورس..( عمتي..دخل وقت الصلاة هل لنا ان نذهب للمصلى..)
العمة فريدة..( نعم نونو...اين المصلى)
نورس ..وهي تشير بيدها نحو جهة اليمين..( من هنا عمتي...)
وبعد 15 دقيقه ..خرجت من المصلى..
العمة فريدة..( اخذنا الوقت في التسوق...نذهب الان للغداء ما رايك؟؟؟)
نورس..( نتغدى الان وبعدها نذهب لشراء حاجيات المنزل...)
العمة فريدة...ونظرها على نورس وهي تعقد حاجبيها.... (تصوري اني نسيت اننا هنا من اجل شراء حاجيات المنزل...)
ضحكت نورس على كلام عمتها...
لحظات واقتربتا من المطعم الايطالي...
كان النادلة واقفه امام المدخل ...تعرض قائمة الطعام..ابتسمت لها نورس...فاخذتها النادلة نحو احدى الطاولات ...بينما العمة تتبعها كان بديكور من الخشب...
اعطى بساطه وروعه في الوقت نفسه...
كان المكان رائع...وجلستهما..مع بعض اروع...ونادرا ما تخرجان مع بعض ماعدا الاعياد والمناسبات...
العمة فريدة وهي تنظر للقائمة...( لا اعرف اطباقهم...اختاري لي معك...)
نورس تبتسم لعمتها...( ستاكلين على ذوقي اليوم...)
بينما نورس تحدث النادلة...رن جوال العمة فريدة اخذت العمة تبحث عن جوالها في حقيبتها. عشوايا والجوال مازال يرن...( انه اخي ابو عبدلله)
مازالت تبحث عن الحقيبه....تتحسس بيدها على جوانب الحقيبه... تسمع صوته حتى توقف الرنين...
واخيرا اخرجته من الجيب الجانبي للحقيبه وصارت تنظر اليه بأسى..وكأنها فقدت شئ ..
نورس..( عمتي ما بك؟؟؟ )
العمة فريدة وهي مازالت تنظر لشاشة الجوال...( عمك اتصل وانقطع التصال قبل ان اجيبه...)
(لا تقلقي لابد ان سيعيد اتصاله) قبل ان تكمل كلامها عاد الجوال لرنين من جديد..
وبسرعه اجابته العمة فريده بلهفه كبيرة واضحة على ملامحها..( اهلا اخي كيف حالك؟؟؟)
_(الحمدلله)
+(اتصلت على هاتف المنزل...لم يجيبني احد..)
_(نعم..انا مع نورس خرجنا للغداء..)
+(رائع لابد انكما تستمتعان...)
_(وهل لي ان اخرج مع نونو دون ان استمتع معها...)
+(كيف هي الان؟؟)
_( بخير..بدأت الدراسه للفصل الجديد... تريد ان تكلمك..)
*(اهلا عمي كيف حالك؟؟..)
+(بخير يا ابنتي..طمئنيني عنك وكيف هي الدراسة؟؟؟)
*(انا بخير والدراسة كما هي..)
كانت تتحدث اليه بعاطفه غريبه..عاطفه تشعر بها فقط عندما تحدثت ....
كم هو حنون هذا العم...
انهت المكالمة...
وبدئتا بعدها في تناول طعامهما...
كانت لحظات مميزة نادرا ما تشعر نورس بروح الاسرة والان هي تعيش هذه اللحظة ....
كانت تتلفت حولها ترى مجموعه من العائلات تتوزع على الطاولات في المطعم..
.ونظرت بعدها لعمتها...
وهمست...
(انا كذلك لدي اسرة طالما عمتي وعمي معي...)
*الشاطئ السابع*
*الموجة الرابعة*
((رائعه بهذا الفستان..اختارته والدتك؟؟))
غمز لها نبيل وهو يحدثها...
كان واقف امامها...وهي جالسه تتصفح ملفها الزهري...تنتظر دخول الاستاذة...
لا يعلم لم رفعت نظرها بسرعه اليه
واخذت تنظر اليه بحده... وقفت بحركة سريعة.. ابتعد بخطوات عنها
بينما هي خرجت من المكان
قبل ان تسقط الدموع من عينيها...
وسط ذهول الجميع....
ومن بينهم نبيل الذي وقف مكانه
وقد استغرب ردة فعلها كثيرا
فيما اسرعت نورس بعيدا
لا تعلم الى اين هي متجهه...
لا تشعربما حولها
فقط كلمة نبيل
اليها
كان يتكلم عن عمتها...
ضنا منه انها والدتها....
هل ما قاله يستحق كل هذا الانفعال؟؟؟
جلست على احد الكراسي جانب الممر
وبعد لحظات
((اسف هل ضايقتك...؟؟؟))....انتبهت الى نبيل واقفا...امامها ...لم تجب ....
جلس قريب منها على نفس الكرسي,,
(نورس هل هناك ما ازعجك ..لم خرجت من المحاضرة؟؟؟)
بحدة وهي تهم بالقيام (لا احب ان يتدخل احد في اموري..
واكملت...(كما لا احب ان يتبعني احد بنظراته...)
قبل ان تخطو بعيدا عن نبيل.... اصطدمت بنظرات ناصر الذي كان قادما يحمل ملفا في يده ويتبعه احد الطلبه وهو يحمل جهاز لعرض...
كانت تشعر ان ناصر ينظر اليها باهتمام...وقد حول نظره الى نبيل الجالس قريب منها...
بعدها التفتت نورس الى نبيل الذي وقف امامها
(لم اعتد على الاعتذار من اح..ولا اعلم للمرة الكم اعتذر لك انت بالذات...)
وانصرف عنها..
بقيت نورس جامده على الكرسي
تشعر انها لا تقوى عىلى شئ حتى على فتح عينها
ابقت عينها مغمضه..
وهي تضم ملفها الزهري الى صدرها....
لا تعلم كم مر من الوقت فاتتها المحاضرة الاولى..
وعليها ان تستعد للمحاضرة التالية...
محاضرة الدكتور ناصر...
فتحت عينها..
اخذت نفسا عميقا..
ورفعت جسدها...من على الكرسي...بصعوبة متجهة لدورة الماه
تريد ان تجدد من نشاطها
فهي تحتاج ذلك لمجهود نفسي في المحاضرة التاليه
كي تواجه نظرات ناصر..
وكذلك...نبرات صوته التي تؤثر فيها كثيرا...
دخلت دورة المياه
وراحت تنظر لنفسها في المراة
حقا تبدو مختلفه بهذا الفستان
ربما المرة الاولى التي تحضر الجامعه بفستان ...
اعادت ترتيب الوشاح الكحلي على شعرها..واخذ نفسا عميقا...
وهي تنظر الى عينها في المراة..
خرجت من دورة المياه
واتجهت الى المحاضرة
كم اشعر بالارتباك لا ادري لماذا هل بسبب انزعاجي من كلام نبيل
دخلت المحاضرة مبكرا...
لا احد غيري في المكان
صرت اتصفح الملف
احاول ان اشغل نفي قليلا..
باقي اكثر من ربع ساعه على بدء المحاضرة..
بعد قليل... قطع تفكيري... زميلي احمد وهو يفتخ الباب..
وفي يده جهاز العرض...
وضعه على الطاولة وهو يحدث نفسه..
( من الصعب ان التزم باحضاره كل يوم )
في حين نورس تنظر اليه وتضحك بداخلها لانه لم ينبه لها...
تفاجا هو بوجودها... ولكنه لم يبدي اي اهتمام...
اقترب من الباب..ليخرج ..ما ان فتحه..
تفاجأ بالدكتور ناصر...
( اهلا احمد...هل احضرت الجهاز؟؟؟)
ابتسم احمد...(نعم دكتور..)
لم تلاحظ نورس دخوله كانت مستغرقه في تصفح الملف...
اخذ الدكتور ناصر مكانه على الكرسي
قبل ان يفتح الملف الذي في يده...
التفت الى نورس
اخذ ينظر اليها..
ولانه يرتدي نظارة طبيه
قربها بطرف اصبعه الى عينيه..
مازال ينظر اليها....
رفعت نورس راسها ما ان سمعت حركة الباب...
كانت مجموعه من الطلبة والطالبات نظرت الى ناصر باستغراب...
الذي لم تشعر بوجوده...زاد ارتباكها..كيف تنفرد مع ناصر في مكان واحد دون ان تشعر...
لا تعلم منذ متى هو يجلس امامها
شعرت بنبضات قلبها السريعه
واغمضت عينها...
واخذت نفسا عميقا...
كعادتها كلما شعرت بالارتباك...
وهي تردد بداخلها ( اهدئي ..اهدئي يانونو..)
فتحت عينها على صوته ...صوت ناصر... نبرات صوتها نفسها...
(نورس محمد ال...)
انتبهت اليه انه يسجل الحضور...
رفعت كفها دون ان تنظر اليه..
(نعم موجودة...)
وكعادتها ابقت نظرها بعيدا عنه..
وانشغلت بتسجيل كل الملاحظات حتى انتهى وقت المحاضرة
لتخرج هي مباشره
قبل انصراف الدكتور ناصر
الشاطئ الثامن
الموجة الاولى
مر اليوم بصعوبة ..
امور كثيرة حدثت اربكتها...
لم يكتفي عقلها بكل ما يعني الدكتور ناصر...
انما اصبحت ايضا....
تفكر بتصرفات نبيل معها....
وكأن عقلها تنقصه امور لينشغل بها....
قد لا تكون المرة الاولى التي تتعرض لهذا الموقف...
فهي فتاة مثل كل الفتيات في الجامعه المختلطه....
وقد تتعرض للمضايقه من زملائها...
حتى ولو كانت بنظراتهم لها ....
كما ان هدؤها وانعزالها جعل الفضول يحيط بها...
سواء من زملائها او زميلاتها...
وكثيرا ما تسمع تعليقات منهم لكنها ابدا لا ترد عليهم....
في حين انجميع الاساتذه الذين درسوها احبوها لاهتمامها بالدراسه وتفوقها..
وقد يكون هذاسبب المزيد من الفضول..
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك