رواية نورس على شطآن الماضي -59
(( اميراتي سأسرق ماما فروودة منكن...وسنؤجل المذاكرة لما بعد..))
امسكني من
ذراعي
وصحبني للجناح الخاص بنا
(( سلمان.
.لم فعلت ذلك؟؟؟))
((اريد ان انفرد بك
وقتك كله للبنات ))
وانا اغمز له
((لان وقتك كله لعملك))
((تغارين من عملي ))
((كما تغار من بناتك ))
كان ينظر الي بنظرات
تحمل كلام كثير
ماذا تريد ان تقول
سلمان
ابتسم لي
((اريدك ان تعرفي
اني احبك
احبك كثيرا
ولا يهم ان رزقنا بابن او لا ))
كان يحادثني بهدؤ
اقترب مني اكثر
وصار يمرر انامله بين شعري
ونظره لعيني
((اريدها بنت تشبهك مثل لون عينك وحرير شعرك))
واكمل...........
((واريده ابنا بطيب قلبك يضم بناتي اليه يحميهم لانه اخوهم الوحيد))
استغربت من همساته هذه
صرت انظر في
عينيه
وقلبي يكاد يخرج من بين
ضلوعي
كان كفي يرجف على
كتفه
لقد وصلته النتيجه
لم اسئله لانه نطق
اخيرا
((اتصلت الممرضة النتيجة ايجابية...))
((ماذا تعني بايجابية))
لم استوعب معنى الكلمة تلك اللحظة
او ربما غير
مصدقه
بينما هو يومأ لي
ان ما افكر صحيح
انا حامل.؟؟؟
لا اصدق...
ضممته لي بقوة
كنت اشعر اني سأدخله بين
ضلوعي
كنت ابكي
دون شعور
لا اصدق ما
يقول
ابعدني عنه
لينظر الي
ويمسح دموعي
((لا تبكي فريده))
((لا اريد ان ارى دموعك))
رفعني من على
كتفه
لنتوضأ ونصلي ركعتي شكر
لم اكن اخطو نحو سجادة الصلاه
كنت اطير
اليها
الشاطئ الــ 38
الموجة الخامسة
ودون ان يشعرا
تسلل الروتين لحياتهما
كانا يستيقظان صباحا
ويغادران معا للجامعه
فيما تعود نورس برفقة زينة
بما انها تنتهي قبل زوجها
زوجها ناصر
الذي يعود بعدها
فيجدها قد حبست نفسها في غرفتها
بعد ان تناولت غدائها وحدها
كانت حياة مملة لكلاهما
قد يفكر احيانا بالخروج
واحيانا كثيرة يغير رأية
فهو ليس وحده
هناك فتاة تشاركه هذا الضيق..
ومازال في حيرته
ان كان الوقت مناسب ليبوح لها بما يثقل صدره
وبالكاد رتب الكلمات
((نو رس من الصعب الحياة في هذا الصمت...))
كانت تنظر اليه وكأنها تريد منه توضيحا لكلامه
(( الا تشعري بالملل من هذا الروتين؟؟))
بقيت صامته لا تدري ما عليها ان تقول
هي كذلك تشعر بان الوحده تكاد تقتلها
لكن ليس هناك مفر من ذلك...
انتبهت الى ابتسامه قد رسمها على محياه
لم تعدها من قبل
(( ما رأيك ان نشاهد فيلما))
أومأت برأسها بالايجاب
ليس لديها فرصة ان ترفض...
الشاطئ الــ38
الموجة السادسة
لم اتوقع ردة فعلها ابدا واضح انها متضايقه من الجلوس وحدها
لذا لم تتردد ان تشاركني الجلوس ومشاهدة فيلم
وبالطبع لابد من لمسات رحمة\التي جائت تراقبنا من بعيد...
وهي تبتسم
لاادري لم شعرت انها ابتسامة خبث
اشرت لها بأصبعي ان تأتي....
حركة ضحكت عليها نورس
فيما كتمت انا ضحكتي
لان رحمة شعرت بالارتباك....
ربما كانت تظن اني سأوبخها على مراقبتها لنا
لكني طلبت منها ان
تعد لنا الشاي مع بعض الموالح
ذلفت رحمة فيما حاولت الاندماج مع الفيلم
ولا ادري ان كانت تابع الفيلم ام انها في عالم اخر....
عادت بعدها رحمة
وقد حضرت ما طلبت منها\
مع كوب من القهوة
(( مدام نورس..تحب القهوة الساخنه...))
تعجبت نورس من تصرفها....
كانت تنظر اليها باستغراب
التفت الى نورس
وانااحاول ان اخترع حديثا بيننا
((لا تستغربي من رحمة...فهي تدقق في كل ))
شئ انتبهت انها بدى عليها الارتباك ...
(( نورس ما بك؟؟؟))
تفاجأت من سؤالي
كان واضح عليها ان لديها ما تريد ان تقوله...
ابقيت نظري عليها
قد اشجعها على الحديث قليلا
(( هل تظن انها قد تخبر احدا عن حياتنا))
فاجأتني فعلا بملاحظتها
هل من المعقول انها اخبرت زينة عن طبيعه علاقتنا انا ونورس؟؟؟
لم اجد لتساؤلاتها اجابة..
فيما ابعدت نورس نظرها الى الشاشة
ونظري انا مازال عليها
ربما كانت قلقه
لكنها ليست غاضبه او خائفه او متردده كما اعتدت
ان اراها\
اطلت النظر لقد تلاشت ملامح القلق بعد ان اندمجت مع الفيلم
بدت تتصرف بعفوية..
بعد ان استندت على الكنبة
وضمت ركبتيها الى صدرها
وهي تشرب القهوة المفضلة لديها
كم هو رائع اللون الزهري والازرق عليها
ويبدو ذوقها رفيعا ...
((حلوة البيجاما..))
هما كلمتين من ناصر
شعرت وكانهما طلقتين في صدري لا ادري لماذا
ما ان ادركتهما
حتى تحركت بحركة سريعه
ودون ان انتبه سكبت كوب القهوة الساخنه علي..
بقيت واقفه
وانا انظر الى بقايا القهوة على ملابسي
وقليل منها على كفي
تقدم باتجاهي بحركة سريعه
(( احترقت؟؟))
(( لا..))
وهو يقرب المنديل لكفي
(( انسكبت القهوة عليك..))
(( ليست ساخنه))
كان نظره لكفي
مرر المنديل ببطء على بقايا القهوة
كان قريب مني كثيرا
كنت اشعر بأنفاسه
اغمضت عيني وكتمت انفاسي
كنت ارغب ان لا اشعر بالحياه وانا قريبه منه
سحبت يدي بهدؤ
وانا احاول ان ابتعد عنه
الا انه مسك انا ملي في اللحظة الاخيرة
((خفت عليك))
بلعت ريقي بصعوبة
وانا اسحب بقايا اناملي التي تاهت في راحة يده
ابتعدت عنه
ونظري لملابسي المتسخه
هربت منه ولكن ببرود فاطرافي باتت متجمده
لا ادري كيف وصلت لغرفتي...
بقيت مستنده على الباب
حتى...................
كانت خطواته
اسمعها
كان يقترب من الغرفه
(( نورس نسيتي جوالك... يرن...))
فتحت الباب بارتباك
سلمني الجوال
رفع نظره الي
وكأنه يحاول ان يغير الجو بيننا
(( سانتظرك لنكمل الفيلم...))
غادر دون ان يسمع تعليقي\ليس لدي القوة لاشاركه الجلوس....
نظرت للجهاز كانت العمة فريده
ابدل ملابسي واتصل بها
حينها.................................
بقيت مكاني على الكنبه
\انتظر عودتها من الغرفه
لا انكر اني قلق من عدم عودتها
حتى سمعت خطواتها على السلم
لم انظر اليها تجنبا لاحراجها
حتى تقدمت اكثر باتجاهي
لكنها لم تاخذ مكانها على الكنبه
انما بقيت واقفه
نظرت لها باستغراب
(( عمتي اتصلت بي...اريد...))
ابتسمت لها...((تريدين زيارتها؟؟؟))
اومأت برأسها
لم تخجلين من طلب ذلك))
سأخذك لها متى شئت))
((...((بعد غد...مناسب؟؟؟
كما تريدين....))
الن تكملي الفيلم))
اخذت مكانها على الكنبة...
اشعر بارتباكها
وهي تشد البيجاما عليها
كانت ترتدي بيجاما من قطعتين بدت واسعه فعلا
ربما تعمدت ان ترتديهامعي
الا انها بدت مميزة باللون الاصفر والابيض
الا اني التزمت الصمت لا اريد ارباكها
.................................................. ....
الشاطئ الــ38
الموجة السابعه
((خفت عليك))
كلمتين هزتني بقوة
لم استطع النوم للان
وانا افكر فيما يعني
بت تائهه من جديد
هذا ناصر الذي سهرت ليالي ابكي فعلته معي؟؟
اراه احيانا شخص اخر
احاول ان افهمه
ان استوعب افعاله
مع الجميع
يبدو محبوبا كله طيبه
هل يتصنع ذلك
كما تصنع نظراته وحبه واهتمامه لي
عند لقائنا الاول
ام ان هذه حقيقته
وان كانت حقيقته فعلا
مالذي دفعه لينهي علاقته معي هناك بجرم لا يغتفر
لابد ان احصل على اجابة
ولن اجدها الا معه
تحركت من السرير
الى الزاوية الزجاجية
صرت اتأمل حديقة الفيلا
وعقلي يبحث عن تفسير
تفسير لصمتي طوال هذه الفترة
صمتي امامه
واني لم احاول يوما ان اطلب منه تفسيرا
ان كان قد استعد للسفر
لم زارني تلك الليله؟؟؟
ولم تركني وحدي بعد ذلك الجرم؟؟؟
حتى لمحته في الاسفل
يجول في حديقة الفيلا
و السيجارة بين شفتيه
لاول مرة اراه وهو يدخن....
حتى شعرت بجرئة غريبه
تتسلل بداخلي
لم اصدق نفسي
كيف فكرت في الامر
اتجهت للمرايا
نظرت لنفسي....
لعيني....
هل انت مستعده يا نورس؟؟؟
لملمت قصاصات شعري....
اخذت نفسا عميقا....
رغم ان قلبي يكاد يخرج من بين ضلوعي...
صرت اخطو على السلم بهدؤ
حتى تسارعت الخطوات
بتسارع دقات قلبي
وكأنهما رتمٌ واحد
خرجت اليه..
كان يستند على الشجرة...
يدخن ونظره للسماء
وهو يرتدي بيجاما نوم كحليه
تبدو خفيفه في هذا الجو البارد بعض الشئ
صارت خطوات تصدر صوتا خفيفا
التفت لي
ما ان لمحنى
حتى فتح عينه
وابعد السيجارة عن شفتيه
وبدى جامدا كما التمثال كأنه لم يصدق اني امامه
كنت انظر اليه تارة
وانزل بنظري للاسفل
تقدم خطوات نحوي...
(( نورس ماذا تفعلين هنا؟؟))
لا ادري
لم اجد اجابة لسؤاله
وقفت مواجهه له
ابحث عن كلمة ابدا بها حديثي
لكن اين الحروف
تاهت مني
وانا امامه
همس لي...
(( نورس ....مابك؟؟))
رفعت نظري اليه
اطلت النظر في وجهه
لعينيه
عينيه اللتان بهما سلب مني كل شئ
(( لم تركتني؟؟؟))
كانت كلمتين مني
كأعصار باتجاهه
لدرجة انه تراجع خطوتين للخلف
وهو يشد انفاسه بقوة
لا ادري كم مر من الوقت
بدى لي وقتا طويلا
فيما نحن على صمتنا
كنت انظر اليه...
وجنبه الايسر باتجاهي
لم يكن ينظر الي
بنبرة مختلفه اعدت عليه السؤال...
(( لم تركتني؟؟؟))
(( ليس وقته نورس...))
قالها وهو يضع السيجارة بين شفتيه
(( ليس وقته؟؟؟ ومتى وقته برأيك؟؟؟))
كان يسحب انفاسه بقوة
وبشكل ملحوظ
(( اتركيني وحدي...))
(( قبل ان اتركك سأجيب انا على هذا السؤال...))
واكملت...
(( اخذت مني ماتريد.. من الطبيعي ان تتركني...))
التفت لي بحركة سريعه...
كنت اشعر وكأنه بركان يثور امامي
ولا ادري لم نطقت بهذه الكلمة
وكيف قويت على ذلك
(( كنت تراني فتاة رخيصه تأخذ منها تريد وتتركها..))
لحظتها...
لمحت احمرار واضح في عينيه
وهو يقترب مني...
(( لا تنطقي بهذه الكلمة ..فهمتِ؟؟))
كان يقولها بأقوى صوته
نبرة لم اعدها منه
ارعبتني فعلا...
(( ان فكرتِ ان ما قلتهِ سببا لماحدث..
فهذا يعني اني احمل الصفه نفسها...))
وقد اخفض صوته قليلا...
(( وانا لن اقبلها لكِ ولي...))
لم ابتعد عنه
كنت انتظر منه المزيد
اشعر اني سأصل للحقيقه
حقيقه ماحدث
نظر الي...
اقترب اكثر...
مد كفه الي
قربه من شعري
الا انه ابعدها في اخر لحظة
عينيه تكاد تلتهمني
حدث ما حدث نورس))
وليس وقته ان اتحدث فيه الان
امور كثيرة حدثت
سأخبرك لكن ليس الان...))
ابتعد عني
وانا مكاني جامده
(( اذهبي غرفتك...))
كنت ابكي
ابكي بصمت دموعي صارت تترقرق من عيني
فيما كنت المح دموع محبوسه بين جفنيه
اخذني بكلامه
لكنه لم يجبني على سؤالي
التفت لي مرة اخرى
((ليس وقته..اذهبي..))
هل ستحين لي فرصه اخرى مثل هذه؟؟؟
لا اعتقد
رفعت نبرة صوتي قليلا
(( 10 سنوات مرت...
لم اذق طعم النوم...
كل ليلة تمر كنت اخشى الصباح
اخشى يوم جديد قد يُكشف امري فيه..
وانت لا تعلم عني شيئاً.))
كان الجو باردا
اتحدث وانا ارجف
ليس من البرد فقط
انما هول الموقف زاد من رجفة حتى الحروف على لساني...
(( الجو بارد... ادخلي...))
(( تخاف علي..؟؟؟))
لم يجبني....كان ينظر فقط
وكلمات كثيرة في نظرة عينيه
(( الم تخشى ان ينفضح امري؟؟؟))
كنت احاول ان اثيره بحديثي
علّه ينطق
حتى ثار الا انه بعكس ما اريد
صرخ باعلى صوته
(( ارحميني يا نورس... انصرفي من امامي...))
ارهبني فعلا
بكلماته وبنبرة صوته القوية
لم اشعر بنفسي الا وانا اشهق
ابكي بحرقة
بحرقة سنين مرت
وانا اغادر المكان
بخطوات جندي هُزم في معركتهِ
((لم انسى هاتين العينين ابداً
مازالت لمسات شعركِ في اناملي
اشعرُ بها))
دون ان اراه
سمعت هذه الكلمات منه
لا اتخيل ذلك
متأكده اني سمعتها
وانا انصرف عنه
كانت كما الماء البارد
اطفئ ناراً بداخلي
جررت نفسي على السلم
ورأسي يكاد ينفجر
وما ان دخلت غرفتي
رميت بنفسي على السرير
واخذني النوم عن كل الامي
السلام عليكم.....
تحياتي للجميع..وكل من انتظرني....
بارت اتمنى يعجبكم
شاطئ جديد...
بموجات تحمل مشاعر لكل ابطالنا....
اعذروني على التقصير..ولكن غصبا عني....
الشاطئ الــ 39
الموجة الاولى...
استيقظت وانا في غاية الضيق
تذكرت مواجهتي البارحة مع ناصر
بصعوبة سحبت جسدي من على السرير
لا اعلم كيف سيكون يومي
وكيف سأرافق ناصر الى الجامعه
حتى كان رنين الجوال..
زينة....
حدثتني في اقل من دقيقه
لتخبرني انها ستكون هنا بعد اقل من نصف ساعه
لنذهب معا الى الجامعة
كما طلب منها ناصر
لم اعلق على كلامها
الا ان ألف فكرة في رأسي
ولكن ليس وقته...لابد ان اجهز وبسرعه
بعد نصف ساعة
كان صوت زينة...
خرجت من غرفتي
وبحركة سريعه نزلت على السلم...
وانا اشد وشاحي الابيض
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك