رواية نورس على شطآن الماضي -54
الشاطئ 34
الموجة الثانية
(( صباح الخير.... يبدو عليك النشاط...))
كتمت ضحكتي...
كانت جامدة تنظر الي
وانقلب بياض وجهها للون الاحمر
كانت تجري على السلم وكأنها طفلة
بلباسها الرياضي
وشعرها الذي يتحرك مع كل خطوة
لم ترد علي....
بقيت مكانها...
اشرت لها لكوب الشاي....
(( ان رغبت في الافطار فكل شئ موجود في الثلاجة...))
مكانها لم تتحرك...
تقدمت لها...
وحاولت ان اكون طبيعيا معها حتى لا تنحرج مني اكثر...
(( نورس ماذا تحبي ان تفطري؟؟؟))
بهدؤ اجابت...
(( لا اريد...))
(( لم لا تريدين...الا تحبين تناول وجبة الافطار...))
(( لا.... ))
(( لا تأكلين شئ ابدا؟؟؟))
بالكاد نطقت...
(( قهوة ساخنة فقط...))
اشرت للمطبخ توجد قهوة ...
سبقتها للمطبخ...
لاني اعلم انها لن تتحرك
ان لم افعل
(( نورس..
في هذا الدرج... الشاي والقهوة...
واكياس القهوة الجاهزة...
وقطع السكر....))
كان نظرها للدرج وليس لي...
واكملت...
(( هنا البهارات بأنواعها....
وهنا معلبات الاغذية الجاهزة بأنواعها....
وفي تلك الخزانه...
اكياس الارز والسكر....))
كانت صامته لم تنطق
ربما كانت قلقه من ان اطلب منها
ان تعد لنا الوجبات كل يوم
ولابد ان انقذها من هذا الموقف...
(( عادة تأتي احدى الخادمات مع زينة لتعد لي ما احتاج.
ولكن ليس يوميا....
لان غالب يومي خارج المنزل...))
وانا اهم بالنصراف
وهي مازالت على صمتها...
(( اعتقد لابد ان احضر خادمة....))
الشاطئ 34
الموجة الثالثة...
بالفعل صدمني
بكل ما فعله وما قاله
شعرت وكأني قطعه ثلج واقفه في هذا المطبخ الواسع
ضننت للحظة ان يطلب مني اعداد الغداء له
وهو يشير الى محتويات المطبخ
كنت افكر كيف سأقول له اني لم اعتد على الطبخ مطلقا...
جلست على احد كراسي طاولة الطعام....
الا اني انتبهت لمجموعه الصحون المتسخه...
بقايا ما تناولناه بالامس...
علي ان انظفه....
ضحكت على نفسي لحظتها...
ها قد بدأت احدى مهماتي في هذا المنزل...
اخذت في تنظيف الصحون
بمتعه غريبه....
وبعدها...
اعددت لي قهوة ساخنه...
شربتها لوحدي في المطبخ
وانا افكر
(( كيف سأفاتحه بأمر سيارتي...ام اطلب من زينة مباشرة..))
انهيت شرب القهوة
وخرجت بعدها الى الصاله
حيث كان يجلس يقرأ الصحيفه...
ترددت..
هل احدثه..
ام اصعد غرفتي...
(( نورس...الا ترغبي ان تزوري صديقتك؟؟؟))
ابتسمت لا اراديا
حمل كبير وقع من على كتفي...
تقدمت اليه...
من السهل الان ان اخبره بما خططت له البارحه...
(( نتصل بمحل الهدايا ونرسل لها باقة من الزهور...
قبل ان اخذك لزيارتها...))
كعادتي جمدت مكاني....
بالكاد رفعت نظري اليه
رمى الصحيفه جانبا
وبدأت نظراته تتغير ...
ابتسم لي..
(( نورس اجلسي لم انت واقفه؟؟؟))
جلست بحركة اليه...
وانا اعبث بخصلات شعري...
(( لابد ان نعتاد على العيش معا نورس...
حاولي ان تتأقلمي...))
ابتسمت له...
كانت ردة فعل عظيمة بالنسبة لي وله طبعا
لانه تحرك ليكون على طرف الكرسي
قريب مني اكثر...
(( الان اخبريني ماذا قررت عن الدراسة..هل ستبقينها ذاتية؟؟))
(( لا ادري... ))
(( غدا سيبدأ دوامي في الجامعه..
تأتين معي...
وخلالها تقررين...
اما ان تكملي اجراءات التسجيل لدراسه ذاتيا
وتقابلي اساتذتك لتتفقي معهم...
او ان تبدلي تسجيلك لدراسة الدائمة...
وهذا رأي انا...))
كان يبدو متفاعلا معي..
بدرجة كبيرة..
كما يبدومتحمسا...
ولا اراديا اخذني الحماس معه
(( حسنا... كما تريد...))
ابتسم لي..
(( الان اتصلي بصديقتك...
اسأليها في اي مستشفى ...؟؟؟))
وانا اهم بالقيام...
(( اين ذاهبه؟؟؟))
((جوالي في الغرفه...))
(( استخدمي جوالي...))
وهو يمده الي...
(( الا تحفظين رقمها؟؟؟))
اخذته منه...
ولا ادري لم اناملي ترجف..
وانا استرجع رقمها....
لحظتها.............................
كنت انظر اليها
كم تبدو خجله
ولكنها اظهرت بعض التجاوب معي...
تحدثت مع صديقتها
كانت تبدو سعيدة
سعيدةجدا
الشوق واضح من نبرات صوتها...
وكانت تردد...
(( اخبرك عندما القاك...))
انهت بعدها المكالمة...
لأسألها...
(( ماذا كانت تسألك صديقتك...
لتجيبيها بأنك تخبرينها لاحقا؟؟؟))
لا ادري لم الفضول...
ولكن كنت ارغب ان اعرف...
طال نظرها الي...
وهي تمد جوال نحوي...
(( تسألني ......))
لم تكمل....
الا انها وقفت بحركة سريعه....
(( سأجهز بسرعة...))
وهو يكتم ضحكته على ارتباكها...
(( اخبريني في اي مستشفى.....))
الشاطئ 34
الموجة الرابعة...
بعد اقل من ساعه....
فيما كنت انا جاهزا
بعد ان ابدلت ملابسي...
عادت نورس....
لم انتظرها طويلا كي تجهز للخروج..
كانت تبدو انيقه....
انيقة جدا...
بنطالها الجينز باللون الازرق الفاتح...
وقميص طويل
بأكمام طويلة بلونه الاصفر...
دون لمسات من المكياج...
لا اراديا لم صرت اقارنها بــ سمر...
فكم كنا نتأخر في الخروج
والسبب هي...
نورس بهدؤ...(( الن نذهب؟؟؟))
لحظات...
صعدنا سيارته...
تبدو مغبرة من قلة الاستخدام...
ولكن الاهم...
اننا كنا معا...
قريبان من بعض اكثر....
لم اكن التفت اليه....
كنت اتهرب من ذلك
فليس لي رغبه في الحديث معه..
بقدر شوقي لها
كنت في قلق وحيرة..
فبعد قليل التقي برجاء...
ولابد انها ستعيد علي اسئلتها
بعد ان وعدتها ان اخبرها بكل شئ عند لقائنا
تريد ان تعرف كل شئ عن زواجي
ولابد من مبرر لعدم اخباري لها بالامرمسبقا
والاكثر من هذا
انها لن تتوقع ان يكون زوجي
الدكتور ناصر
زوج زميلتها سمر
سابقا...
(( نورس ....لقد وصلنا....))
بالكاد انتبهت لي
وانا اشير لها بالنزول...
تحركت ببرود كعادتها ...
لحظات قطعناها في موقف السيارات...
في صمت كعادتنا
حتى وصلنا للمدخل....
كنت بجانبها...
فيما تبدو في عجله من أمرها...
دخلنا القسم الخاص بالولادة...
توقفت للحظة...
تذكرت ايام مضت
ايام كلها دموع...حزن...
انتهت بالفراق...
بلعت ريقي بصعوبة...
وانا اشير لها للغرفة الموجهه لنا..
اعتقدان هذه هي الغرفه...
بهدؤ نطقت...(( نعم هي..هذا سعود زوجها..))
كان خارج لتو من الغرفة
تقدمت معها....
انتبه لنا زوج صديقتها...
كانت ملامح الفرح بادية على وجهه...
واضح انه يعرف نورس جيدا...
ابتسم ما ان لمحنا..
رغم ان شئ من الاستغراب في نظراته...
لم يستطع اخفائها...
تقدم نحوي يصافحني...
فيما نورس دخلت الغرفه....
لحظتها............................................ ..
كنت اقاوم الدموع...
وانا المحها...
وهي بقرب والدتها...
بدت وكأنها غير مصدقة اني معها....
اقتربت منها
ضميتها لي بقوة....
صرت انظر لعينيها...
لفرحتها...
((رجاء...كيف حالك..؟؟))
((بخير...لا اصدق انك معي...))
(( واضح ان تنتظرين عودتي لتضعي طفلك...))
(( بالطبع...حتى تعرفي كم احبك...))
(( انت بخير رجاء؟؟اخبريني؟؟))
(( انت من سيخبرني... كيف حدث كل هذا...))
لا ادري بم اجيبها
شعرت بارتباكي...
ولابد ان الامر اصعب بوجود والدتها...
ليست والدتها فقط....
كان حامد موجود..
في نفس الغرفة...
كيف لم المحه ...؟؟؟
التفت لي...
(( اهلا نورس...كيف حالك.؟؟))
ابعدت نظري عنه...
(( بخير الحمدلله...))
وهو يهم بالخروج..
(( لقد علقت اسم عزوز كما تريدين...))
رجاء...(( اسمه عبدالعزيز لو سمحت...))
التفتت الي...
رائعه الزهور التي ارسلتها....
اشارت لباقة من الورد الملون...
بتنسيق جدا رائع...
لأول مرة اشعر ان ناصر احسن فعل شئ
تقدمت والدتها
واعطتني الطفل..
حملته بين ذراعي
وانا اكتم دموعي...
واردد المعوذات عليه
(( عقبالك..رجاء اخبرتني بزواجك..فرحنا لك كثيرا.))
احببت كلمات خالتي ام حامد
بعدها
اخذنا الحديث.
حديث ايام مضت...
ايام غربة....
عدت وانا احمل لقب زوجة...
زوجة الدكتور ناصر
كنت متوقعه صدمتها...
تفاجأت كثيرا....
لم تعلم انه طلق سمر...
بعد توفي طفليهما التوأم..
بديت وكأني احكي قصة خيالية بالنسبة لها...
وكل ما اخبرتها...
انه من معارف عمي فهد..
وكل شئ حدث بسرعه...
حتى نعود للبلاد معا...
وانهي فكرة استقراري في لندن...
لاكمل دراستي..
وهو يعود لعمله في الجامعه...
كان كل شئ مختصرا..
لم ادخل في التفاصيل...
ولطالما رجاء تحترم صمتي ...
رغم بريق عينيها..
الذي بودها ان يخترقني لتعرف مني كل شئ...
حتى قاطعنا رنين جوالي..
كان ناصر...
انتبهت لي رجاء
وهي تغمز لي...
(( تأخرت على زوجك..لا يقوى على بعدك...))
لا تدري كم المتني كلمتها
ابتسمت بصعوبة...
وهي تصر على زيارتي لها
بشكل متواصل...
وعدتها بذلك...
وخرجت بعدها...
كان ناصر واقف معهما...
حامدوسعود...
لطالما كنت ارى سعود شاب وسيم...
و حامد له طله مميزة...
الا انه بدى مميزا بينهما...
ولكن شئ غريب في نظراته نحوي...
شعرت بأنه متضايق بعض الشئ...
وصلنا للسيارة
حتى نطق اخيرا...
(( كيف يوقف سيارته هنا؟؟؟))
واضح ان احدهم قد ضايقه بوقوفه خلف السيارة...
نزل بعصبية..
كنت المحه يحادث شابا اصغر منه...
بدى عصبيا فعلا...
صعد السيارة...
وتحركنا من المكان...
بدى قلبي يدق بسرعه...
لا ادري لماذا؟؟؟
كنت قلقه
بل خائفة لاول مرة اراه بهذه صورة
حتى وصلنا للمنزل...
دخلنا معا....
و اغلق الباب بقوة...
التفت اليه باستغراب...
ولا ادري لم تكلمت تلك اللحظة...
وكانت الشرارة الاولى...
(( مابك؟؟؟))
كان من الذوق ان اسئله
ولكن لم اتوقع رده....
تقدم نحوي...
فيم كنت مرعوبة من حركته..
وهو يشير لي...
(( هل انت معتاده على الجلوس مع صديقتك برفقة اخيها؟؟؟))
لم افهم ما يعني...
جمدت مكاني...
شعر اني اريد المزيد من التوضيح...
(( اخو صديقتك الم يكن برفقتكما في الغرفة...))
مازلت صامته
لم استوعب ما يقول...
وبنبرة استهزاء
وهو يهم بالانصراف نحو غرفته
(( واضح انكم معتادين...))
لحظتها استوعبت كلامه
كان يتحدث عن حامد...
لابد انه تضايق من وجوده في الغرفه حيث كنت انا...
لكن...لم كل هذا الانفعال؟؟؟
(( انتق الفاظك معي...))
_((ماذا؟؟))
(( كما سمعتني...))
_(( ومالذي لم يعجبك؟؟؟))
(( كيف تقول اني معتادة على الجلوس مع اخ صديقتي...؟؟؟))
_(( لان هذا ماحدث...))
((وما ادراك انت؟؟؟لم تكن معنا في الغرفه...))
اقتربت منه اكثر
وبحده....
(( كانت ام حامد معنا....ولم انتبه لوجوده اصلا الا عندما هم بالانصراف...))
طال صمته..
ولكن كان لديه شئ مهم ليقوله
شعرت بذلك من نظراته
(( رأيتك معه...في الجامعه....عندما التقينا اول مرة...اتذكره جيدا...))
لا ادري كيف تصلبت مكاني
كان يتحدث...
عن لقائنا الاول في الجامعه...
يتذكره..
يعني انه عرفني لحظتها...
و يتذكر جيدا من كان معي حينها...
(( يبدو ان ذاكرتك قوية ..دكتور...))
شعر بشئ من الاستهزاء من نبرة صوتي...
-(( اكلمك بجدية...))
قالها بعصبية...
يكلمني بجدية...
وهل الجد له مكان في حياتك...
((ان كنت تريد ان تتكلم جديا...فأنا مستعدة.. ولدي الكثير لأقوله....))
فيما كنت اشعر اني اسحب الهواء بصعوبة لصدري...
اومأ برأسه
ان اتكلم...
وكأنه يتحدى ان كان لدي كلام اقوله...
ولكن ماذا اقول؟؟؟
وبماذا ابدأ...
ابدأ بنظراته الاولى التي اسرتني
ام بخطفه برائتي تلك الليله
ام تعمده احراجي عندما كنت طالبته
هربت كل جيوش الكلمات
وانهمرت دموعي
لم استطع ايقافها
سيل من الدموع على خدي...
تغيرت ملامح وجهه فجأة تقدم نحوي...
كنت ارى قدميه تقترب
عله يريد ان يمسح دموعي...
((اياك ان تلمسني...))
صرخت بأقوى صوتي...
وانا امسح دموعي بظهر كفي...
وقف مكانه..ونظره اليه...
((اياك ان تلمسني... اكررها الف مرة...لم اعد تلك الفتاة التي عرفتها في المانيا...))
صمت...لم ينطق...
فيما امسكت بطرف الحديث...
(( تريد ان تحاسبني على تصرفاتي الان؟؟؟))
لملم الحروف ...وبنبرة مرتفعه...
(( لم اعني محاسبتك نورس..))
هدأت قليلا وانا اكلمه...
(( تعرف حامد الذي تتكلم عنه....
رافقت اخته سنوات...
لم يحاول يوما مضايقتي..
ولقائي به في الجامعه
كان لقائي الوحيد...
جاء ليعرف ردي...))
اخذت خطواتي الاولى على السلم...
ولم ينتهي حديثي...بعد...
(( حامدتقدم لخطبتي...
كما تقدم قبله الكثير...
ولكني رفضته...
ليس كما رفضت غيره بدون اي حيرة او تفكير
لا...
رفضته غصبا عني....))
وبنبرة قوية منه...
(( الا تخجلي من قول هذا الكلام...))
(( اخجل من حُسن تصرفه معي...
ام اخجل مماحدث قبل سنوات؟؟؟
تركتني بقايا بنت....
تائهه بما احمل من جرح...
جرح حطم كل احلامي...
حتى اني لم اسعد بوقوفي على قدمي...))
وانا ابتعد عنه...
(( تركتني في نفس الليله...
وعدت بعد سنوات...
لألتقيك وانت ممسك بذراعها..
تخترق صفوف المدعوين الذين يمدحون في جمالها وفي رجولتك.ووسامتك..))
شعرت لحظتها بأنه ابكم..
لن ينطق ابدا...
وانا استمد قوتي من صمته
وودت ان يصمت الدهر كله
لاتكلم انا
لأبوح بالم سنين
كتمته في صدري
عن الجميع
ألم حطم كل احلامي
بعد ان حاولت ان الملمها بصبري على فقداني لاسرتي
لم اجد معنى للسعادةوالفرح بعدها
كنت اقول له كل هذا بنظرات عيني
نظرات قاسية..
بقسوة تلك الليالي....
انتظركمــ دائما
الشاطئ الــ 35
الموجة الاولى
زينة...
ماذا فعلت بي نظراتك ولفتاتك ونبرات صوتك؟؟
ورغم بعدك الا اني لم انساك...
كم اشتقت لك..
حتى بات الارق رفيقي كل ليله...
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك