رواية نورس على شطآن الماضي -53
(( هذا منزلك عروستنا..))
كانت تحدثني وهي تنظر الى عمها...
تبتسم له...
ناصر...((الن تدخلي زينة؟؟؟))
زينة..((لا عمي..اترككما الان..))
لحظتها كان السائق قد ادخل حقائبنا للداخل
صعدت للسيارة
بينما ناصر تقدم عني بخطوات
وانا خلفه,,,,
مدخل كبير لفيلا واسعة
وبان اتساعها ما ان دخلتها
لكن.....................................
احساس غيب انتابني
ما ان تلفت في ارجائها...
لا ادري لم اوحى لي المكان بالكابه
رغم فخامته وروعته...
كانت نظافة المكان واضحه في كل زوايا المكان
انتبهت اليه وهو يحادث زينة في الجوال...
(( لم اتوقع تفعلينها...المكان في منتهى النظافة...))
التفت الي ما ان انهى مكالمته القصيرة
((كنت اتوقع ان الغبار قد كسى المكان...
لكنها ارسلت من ينظفها...))
لم اعلق...
وانما.....ابقيت نظري على ما حولي...
كانت اكثر من صاله متداخله مع بعضها
يتوزع فيها اثاث قديم كلاسيكي
وعلى جانب واحد ثلاث غرف...
وسلم في جانب الصاله
اشار اليه ناصر...
(( نورس...لنرى الغرف في الاعلى...))
تقدم هو امامي
وتبعته بخطوات بطيئة
جلت بنظري للمكان
صاله تحوي جلسه عربية....
وممر يضم اربع غرف...
(( لمن كل هذه الغرف؟؟))
كنت احادث نفسي
وكأنه يجيب على سؤالي...
(( نورس اختاري...احدى الغرف لتكون لك....))
التفت اليه بحركة لا ارادية
وكأني اسأله
(( وانت؟؟؟))
الا اني نطقت اخيرا...(( اي غرفه تناسبني..لايهم...))
بقي مكانه
وكأنه يفكر في شيئا ما
وهو يعض على شفتيه
تقدم الى الغرفه التي في واجهة الممر
امسك مقبض الباب
ونظر الي
انها الغرفه الرئيسيه هنا
غرفتي الخاصة
ولأنها الاوسع سأتركها لك...
لحظات واحضر حقائبك لترتبي حاجياتك...
انصرف عني ....
وانا مكاني....
نظري لباب الغرفه...
وبحركة بطيئة مني
فتحت الباب...
وزاد اتساع ناظري
صرت اجول بعيني في الغرفه
وانا مكاني
كانت الغرفه واسعه
واسعه جدا
واثاثها في منتهى الروعه
لم اتصور ان تكون هذه غرفة ناصر...
تقدمت خطوات ..
توسطت المكان....
كم هي واسعه
والنور يدخل من واجهة زجاجية كبيرة في احدى زواياها
سرير منخفض لا يكاد يرتفع عن الارض
باللون الرصاصي...
وكذلك الاباجورة على جانبيه...
فيما كان مغطى بمفرش باللون الاخضر التفاحي...
اللون الثاني للغرفه...
حيث ان الجهة الاخرى...
تحوي كنبة باللون الاخضر....
والجدار خلفها مغطى بورق يحمل نقوش باللون الرصاصي...
وقطعة سجاد بين الكنبة والسرير تحمل نفس اللونين
كانت الغرفه بفرشها والاكسسوارت الموزعه فيها
في منتهى الذوق فعلا...
الشاطئ 33
الموجة الثانيه
كانت الحقيبتان ثقيلتان جدا
بالكاد وصلت للغرفه
رأيتها واقفه
تنظر للمكان
التفتت لي ما ان انتبهت لدخولي
رميت مافي يدي على الارض
كانت مبهورة بروعه الغرفه
وكنت اكثر انبهارا....
صرت اتلفت في الغرفه
باستغراب
كان واضح على ملامحي...
حتى اني نسيت ان نورس بجانبي
ضحكت مع نفسي
انتبهت لها اخيرا
وهي تنظر لي باستغراب
(( كيف تغير كل شئ في الغرفه....))
كانت صامته تنظر الي...
وبسرعه..اتصلت في زينه...
(( زينة... ماذا فعلت في الغرفه
شككت للحظة اني في مكان مختلف...))
(( عمي...هل تعتقد ان غرفتك بأثاثها القديم تناسب عروسين...))
لحظتها التفت الى نورس
لابد انها تسمع حديثنا...
فقد كنت احدثها من مكبر الصوت...
(( كيف فعلت ذلك في اقل من 24 ساعه...))
(( كنت على اتصال مع مهندس ديكور من معارفي...
وطلبت من الحارس العم صالح ان يصحبه لغرفتك....
ويحدد التغييرات اللازمة.....))
(( بدت وكأنها ليست بغرفتي...))
(( انا كذلك تفاجأت بها... الاهم ان تعجب عروستك...))
انهيت المكالمة
وهو ينظر الي
(( هل اعجبتك نورس...))
بهدؤ اجابتني...
(( نعم... لكنها.....واسعه...لا اعتقد انها تناسبني...))
تفاجأت من ردها
(( ستكون لك نورس...لأنها افضل الغرف في المنزل...))
لا ادري كيف نطقت بهذا
ربما رغبه مني لابين لها
اني اريد لها الافضل...
(( اتركك الان...))
الشاطئ 22
الموجة الثالثة
خرج من الغرفه
فيما جلست على طرف السرير....
زينة هي من جهزت المكان...
افقت من شرودي على صوت رنين الجوال...
كانت عمتي
سعيدة بعودتي...
كان صوتها مرتفع..
شعرت بها تبكي فرحا...
فرحه لاني عدت من جديد...
وربما فرحة اني تزوجت اخيرا....
اطمأنت علي الان...
هذا ما شعرت به عمتي
ولا تعلم اني دخلت متاهه جديدة...
انهيت الاتصال...
كنت ارغب في الاستحمام والخلود لنوم....
ماذا كانت تتصور زينة؟؟؟
اخجلتني فعلا...
لقد جهزت الحمام من كل شئ....
لا اتوقع ردة فعل زينة لو عرفت طبيعة علاقتي بعمها
لابد ان الحماس الذي تعيشه معنا سيتبدد بسرعه...
في تلك اللحظة..............................
كان ناصر قد وعى اكثر لنفسه
بعد استحم بالماء البارد....
خرج من احدى الغرف في الطابق السفلي...
اختارها بعيدا عن نورس...
تعمد ذلك....
اتجه الى المطبخ
لابد ان زينة قد جهزت ما نأكله...
فعلا...
كان الطعام جاهزا
يحتاج للتسخين فقط...
وهو يرتدي لباس رياضي
اخذ يسخن ما هو مجهز في الثلاجة....
وزعه على طاولة الطعام....
وبخظوات سريعه
خطى على السلم باتجاه غرفته سابقا
وغرفة نورس حاليا......
طرق الباب...
لكنها لم ترد...
اعاد طرق الباب...
فلم يجد اي اجابة...
صار يناديها...
لكنها لم تجبه.....
فتح الباب بهدؤ...
وزع نظره لارجاء الغرفه...
الحقيبه مفتوحه...
وبعض الملابس متناثرة على الارض
ولكن اين هي....
تفاجأ بها تقف امامه
خارجه من الحمام...
وهي ترتدي بيجاما بناتيه باللونين الاصفر والابيض
وشعرها متناثر على كتفها..
كل منهما ينظر للاخر...
((اسف... كنت اناديك لم تجيبيني....))
وهي تشير للحمام...
(( كنت....كنت اجفف شعري..لم اسمعك...))
(( حسنا انتظرك.... الطعام جاهز في المطبخ....))
خرج من عندها
وهي جامدة مكانها
اسرع بخطواته لخارج الغرفه....
التفت لها...
(( هيا نورس...))
تعمد ذلك
ليجبرها على رفقته...
رمت المنشفه على طرف الكنبة...
وتبعته...
دون ان تلتفت اليه..
وكذلك هو...
رغم انها لا ترغب في الاكل..
تريد ان تنام فقط...
شعر برائحة عطرة تنبعث منها...
بينما هي تحاول ان تبتعد عنه
لابد ان ما استخدمته من غسولات قد جهزتها لها زينة
تظهر رائحتها الان...
(( ماذا سيفكر الان؟؟؟؟؟))
معا في المطبخ....
يتناولان اصناف مختلفه
قد جهزتها زينة..
هذا ما فهمته نورس من ناصر....
لابد انها لم تعده بنفسها....
تذكرت الحقيبه التي استلمتها من الخالة ليلى
تذكرت ما تحويه عندما فتحتها في الغرفه
كانت مجموعه من الهدايا
وكل هدية تحمل اسم احد افراد عائلة عمها
هدايا بكل ما تحتاجه العروس
ذهب..مجوهرات
عطور...
ملابس...
كانت تجهيز كامل لها....
كم اسعدها اهتمامهم بها...
انتبهت لرنين الجوال..
في جيب البيجاما...
كانت نغمة رساله نصية
ببرود فتخت الرساله
الا ان ملامحها تغيرت فجأ
انتبه لها ناصر
كانت عينيها تدمع...
وهي تقرأ الرسالة
نظر اليها ناصر...
لكنها لم تتحمل
حتى اجهشت في البكاء
كان ناصر منصدم
لا يفهم ماحدث فجاة...
بارتباك قدم لها الماء...
(( نورس ما بك؟؟؟))
وقفت ..وهي تمسح دموعها....
((لا شئ ...لاشئ...))
وهي تهم بالانصراف ..
سألها ناصر...
(( مابك نورس...))
التفتت اليه..
(( رجاء. صديقتي..وضعت اليوم.... ))
انصرفت عنه
فيما كان مبتسما
كم هي حساسة
كل هذه الدموع...
من أجل صديقتها؟؟؟؟؟
تكملة الشاطئ 33
الشاطئ 33
الموجة الرابعة
تجربة جديدة
اعيشها مع سلمان
رغم الالم والارهاق الناتج عنها
الا اني متحمسه للنتيجه...
لا انكر اني انصدمت من مقدار الالم الذي اشعر به....
خاصة من بعد ما بدأ مفعول الابر المنشطة....
ولكن لابدان اتحمل
فبها نزيد فرصة الحمل..
وبذلك يتحقق حلمنا...
ولكن علي ان انتظر...
على الاقل اسبوعين...
لاعرف النتيجة...
هل نجحنا في ذلك ام لا...؟؟؟؟
تذكرت زيارة نجلاء وعلياء مع والدتهما اليوم
كانتا ترددان كلمات لابد ان تضايق من يسمعها
خاصه بعد ان لاحظت والدتهما تعبي...
وسألتني ان كنت مريضه..
كانت الاجابة سريعه من نجلاء...
(( لابد انها مريضه..او مرهقه من السفر..ماذا سيكون غير هذا؟؟؟...))
لتكمل اختها الحديث...
((بالطبع ليست حامل.....))
لمحت كيف نظرت لهما والدتهما بغضب
ولكني صمت..
ليس لدي سوى الصمت....
احتراما فقط لخالة سلمان....
كم ارغب ان يتحقق حلمي فعلا...
لاسعد سلمان...
ولأعلم هاتان الاختان...
اني قادرة على الانجاب...
وان تخطيت الاربعين...
لحظتها دخلن الفتيات معا للغرفة...
مريم..((ماما فريده..الن نتعشى؟؟؟))
مرام...((هل انت مريضه..؟؟؟))
مروة كعادتها يأتي تعليقها بعد اخواتها
((ماما.. ان كنت مريضه سنحضر لك الاكل هنا...))
كنت انظر اليهن...
وهن حولي..
كن قلقات فعلا علي...
ولا اراديا وضعت كفي على بطني...
(( ان لم يكتب الله عز وجل لي الحمل هذه المرة لن اكرر عملية التنشيط...و هؤلاء الاميرات من حولي...))
كان شعور غريب بالرضا
وانا ارى اهتمامهن بي..
تحركت بصعوبة من السرير...
ورافقتهن لغرفة الطعام...
رغم الالم الذي اشعر به..
الا انه تلاشى مع برائتهن...وهن من حولي...
(( هل تناولتن العشاء عني؟؟؟))
سلمان قد حضر مبكرا على غير عادته...
وقفت مرام تجيبه ..
(( ماما مريضه لابد ان تأكل شيئا...))
ضحك والدها بصوت عالي
كم كان سعيدا
خاصة بعد ان لاحظ اهتمامهن
(( كم انت محظوظة ببناتك فرووودة...))
همست له
((لتعرف حكمة الله عز وجل..ان لم تنجح تجربتنا هذه المرة
علينا ان نقتنع بالبنات ...))
قرب شفتيه من اذني....
((لكني اعلم ان طفل في الطريق مشترك يجمع هذه العائلة))
الشاطئ 33
الموجة الخامسة
وحيدة في الغرفه
احاول ان اتأقلم في المكان
جسدي مسترخي على السرير
ونظري للسقف
ارغب في النوم فعلا
فكم انا مرهقه...
ولكن يستحيل ان انام والانارة مضاءة
وهل لي ان اطفأها وانا وحدي في الغرفه
و في الطابق العلوي
لن اشعر بالامان ابدا
في السابق كانت غرفتي قريبه من غرفة عمتي
وعندما كنت مع اسرة عمي
كانت غرفة عمي قريبه من غرفتي ايضا
الامر كان سهلا علي..
هل سأبقى طويلا على هذا الحال...
حاولت ان اشغل تفكيري بأمر اخر...
وهل هناك غير صديقتي رجاء؟؟؟؟
كم اشتقت لها...
كنت اخطط لازورها
والان....لابد من زيارتها في المستشفى....
لم اتصل بها
لابد انها متعبه فاليوم الاول لها
ولكن......
كيف سأذهب لها؟؟؟
سيارتي ليست معي....
لابد ان احضرها من موقف منزلنا....
ولكن كيف؟؟؟؟
هدأت قليلا....
بعد ان استقر تفكيري...
زينة من لي ان اطلب منها ان تأخذني للمنزل...
وناصر ؟؟؟؟
لابد ان اخبره
فمهما كان هو زوجي الان
وعلي ان اسـتأذنه
من حقوقه علي....
اربكتني هذه الكلمات...
حقوق زوجي
ناصر
هل له ان يطالب بها...
رغم ما بيننا من اتفاق؟؟؟؟
وهل ماقد نتفق عليه يكسر هذه الحقوق
انها حقوق شرعيه
على كل منا الالتزام بها
وان حصل...
وكالب بأي من حقوقه
ليس لي ان اعترض ..مهما كان موقفي اتجاهه
حيرتي تزداد كل لحظة
كيف لي ان احتمل شخص
شخص اكرهه بكل ما تحمل الكلمة من معنى
كم هو صعب؟؟؟
لكن اعترف...
ان ليال مضت كانت اقسى علي من هذا الشعور...
والحل كان مفاجأة لي..
لم اتوقعه او انتظره...
زواجي منه
هو الحل...
وعليه لابد ان اتحمل....
حتى تاتي الفرصة لأنهي هذا الوضع.....
نهاية الشاطئ الــ 33
بدون اي مقدمات
لكم ما كنتم تنتظرونه....
الشاطئ الــ 34
الموجة الاولى
تسلل النور
من خلال الواجهة الزجاجية
في زوايه الغرفة
تحركت من السرير
باتجاه النور
كم هي رائعه فكرة هذه الزاوية
كانت تطل على حديقة الفيلا
ولتو انتبه ان ارضيتها زجاجية كذلك
فتحت الستارة اكثر
كانت بارزة للخارج بشكل هرمي
وللاعلى بشكل قبه من الزجاج
تصورت لو سقط المطر
وانا واقفه فيها
سيبدو وكأنه داخل الغرفه
انتبهت الى نفسي
اتثاوب كل لحظة
لم اخذ حاجتي
من النوم
غفيت قليلا
واستيقظت مع اذان الفجر
لا اعلم عنه شئ
ناصر طبعا
هل مازال نائما؟؟؟
وبما اني اتوقع ذلك...
قررت ان اتجول في الفيلا
لاكتشف المكان الذي سأسكن فيه
ولو.....مؤقتا.....
تقدمت نحو الباب
لأتوقف فجأة
هل سأخرج هكذا؟؟؟؟
وهل سأتحجب عنه؟؟؟؟
بالطبع لا...
عدت للمراة الكبيرة....
القريبه من السرير
نظرت لنفسي....
لن اخرج بلباس النوم..
وبسرعه....
بحثت بين ملابسي التي مازالت في الحقيبه
اختيار عمتي كان موفقا...
رغم ترددي لحظتها...
بنطال قطني باللون الازرق البحري...
وتي شيرت بأكمام قصيرة
باللون الابيض وتتوسطه نقوش زرقاء...
هذا يبدو مناسبا....
رفعت شعري المنسدل على كتفي...
كذيل الحصان...
وخرجت... بعدها
الفيلا يعمها الهدؤ
هدؤ يوحي بالكابة فعلا....
ابدأ بالغرف....القريبه من غرفتي...
وغرفة ناصر سابقا....
ثلاث غرف اخرى....
الاولى كانت تحوي غرفة نوم قديمة...
قديمة جدا...
واخرى.... بدت وكأنها مخزن
لكل ما هو قديم من الاثاث....
والاخيرة...
لا اعلم ما بها كانت مقفله....
لم هي بالذات مقفله؟؟؟؟
نزلت بعدها من على السلم...
بخطوات سريعه....
وجمدت فجأة عند اخر السلم....
الشاطئ 34
الموجة الثانية
(( صباح الخير.... يبدو عليك النشاط...))
كتمت ضحكتي...
كانت جامدة تنظر الي
وانقلب بياض وجهها للون الاحمر
كانت تجري على السلم وكأنها طفلة
بلباسها الرياضي
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك