رواية غربة الايام -50
المهم انها نزلت. وكانت الأولى اللي فجرت بحور الدموع في جفونها هالليلة..كانت تصيح حبها اللي مات في ليلة قاسية وحارة من ليالي الصيف. تصيح ماضيها اللي صاحته الف مرة من قبل. ومستقبلها البارد الخالي من الحب. تصيح حياتها اللي بتمر جدام عيونها وهي محرومة من كلمة " أحبج" . أي حياة هاي اللي تنتظرها.؟؟ بنت في بداية العشرينات. أم لخمسة اطفال . في يوم من الايام كلهم بيكبرون وبيودرونها وبتم هي وحيدة..
هالشي يرعبها فوق حدود الرعب. وكل ما تفكر به تحس بإحساس بارد يسري في عروقها. روتين حياتها يرعبها. الملل والأيام اللي تمر عليها وهي ما تميز من بينهن. بعد يرعبها..
تنهدت ليلى بحزن وباست شمسة بحنان يوم شافتها راقدة. وطفت ليتات الصالة وركبت فوق عشان ترقد هي وشموس
في غرفة عبدالله ، كان مايد منمدج في قراءة القرآن بصوت عالي ورائع. وعبدالله استوى له دقيقة وهو مبطل عيونه ويطالعه بس مايد مب منتبه عليه. يوم فتح عبدالله عيونه كان أول شخص شافه جدامه هو مايد. وتم يطالعه بحيرة وهو يتحراه اخوه احمد الله يرحمه. حاول عبدالله يتكلم بس كان حاس بتعب كبير. وكأنه نسى كيف يحرك عضلات جسمه. الشي الوحيد اللي رام يحركه للحين هن عيونه. وعيونه كانت مركزة على مايد..
أفكار عبدالله كانت كلها متلخبطة. اضاءة الغرفة رغم انها مب وايد قوية بس أذت له عيونه. وكان كل شوي يرمش عشان يخفف من حدتها. كان صدق مصدوم . ما يعرف هو وين. وشو يسوي هني؟. وليش اخوه احمد رد صغير جي؟ هذا اكثر شي كان محيرنه!!. هذا اللي يالس جدامه يقرا قرآن هو أحمد اخوه. بس يوم كان بعده صبي. غمض عبدالله عيونه بتعب وبصعوبة رد يبطلها مرة ثانية..
وشوي شوي . بدت تهاجمه الذكريات وحدة ورا الثانية..وتدفعه بكل قوة للزمن الحاضر..
زواج أحمد وجلثم. عيالهم. الحادث. امه وهي تصيح في العزا. ياسمين. وطفلة صغيرة للحين يتهيأ له انه يشم ريحتها الحلوة . ياسمين. مرته. وابوها. وشكل ياسمين وهي تزاعج عليه وتعطيه بنته..
يتذكر انه كان واقف في بيت اخوه. وهذا. هذا مب أحمد. هذا ولده مايد..
بطل عبدالله حلجه وبصوت خافت ويرتجف من ورا الاكسجين قال: " مايد؟"
رفع مايد راسه عن المصحف والتفت بسرعة لعمه. كان الصوت خفيف وايد وما يعرف مايد اذا صدق سمعه ولا لاء. بس يوم شاف عيون عمه العسلية تطالعه شهق وانترست عيوونه دموع وتم يالس مكانه وهو يطالعه ومب مصدق انه اللي يشوفه جدامه حقيقة . رغم انه يوم يا هني ويلس ويا عمه كان متوقع انه ينش في أي لحظة . بس الحين يوم استوى هالشي جدامه كان مايد مب قادر يتحرك من مكانه. ومب قادر حتى يتكلم. ويوم خفت صدمته فز من مكانه وهوى على عمه يبوس ويهه وإيده ويصيح بقوة من الفرحة. وعبدالله ابتسم له بتعب كبير خلت مايد ينتبه لنفسه وركض بسرعة برى عشان ينادي النيرس او الدكتور أو أي حد يشوفه جدامه..
خلاص المأساة انتهت. والأزمة عدت على خير
خلاص عمه عبدالله اخيرا رد لهم..
أخيرا!!
.
.
.
مر أسبوع
خلال هالاسبوع، استعاد عبدالله وعيه تماما وخلال اقامته في المستشفى في فترة النقاهة كانت غرفته دوم مزدحمة بالزوار من الاهل والمعارف ورجال الاعمال اللي يحترمون عبدالله وتربطهم وياه علاقات عمل وصداقة. الجرايد المحلية كلها انترست من التهاني ولمدة اسبوع كامل. وعبدالله خلال هالفترة استعاد ذاكرته وريح بال اهله لأنه نجى من احتمالية الشلل واعلن لهم الدكتور انه صحته تمام. الكل كان مستانس انه عبدالله رد لهم. واللي فاجئ الكل انه صالحة كانت اكثر وحدة يلست وياه. أكثر حتى عن أم أحمد..وما كانت تطلع عنه الا يوم يدشون الرياييل عنده..
محمد ومريم ردوا من السفر ومريم على طول اتأقلمت ويا الوضع اليديد واندمجت ويا الكل في البيت وخصوصا ويا سارة ومايد اللي من أيام إيطاليا وهي متخبلة عليهم. ومحمد ارتاح انه مرته مستانسة ويا اهله ورد يلتفت لشغله ومحلاته ومطاعمه شوي. وأكيد ما نسى مبارك والشركة وفي ثاني يوم له في البلاد سار الشركة عشان يشرف على الشغل ويا مبارك. ومبارك كان يعرف انه محمد ما يدانيه. هالشي كان واضح جدا من طريقة معاملته له . بس ما اهتم وحاول قد ما يقدر انه يساعد محمد ويعلمه الشغل..
في عالم ثاني من صنع الإنسان نفسه. وفي منتصف خيوط الشبكة العنكبوتية. كانت لطيفة تعيش ويا حلمها اليديد. لطيفة صارت ادش البوول بشكل يومي وتيلس تلعب ويا مانع بالساعات وتسولف وياه وهي تتحراه مايد وكانت وايد مستانسة بهالوضع بس للحين ما خبرته هي منو أو شو تبا منه بالضبط. سوالفهم كانت جدا عادية وما تتعدى اهتماماتهم وهوياتاهم ودراستهم وبس. رغم هذا كانت لطيفة تحس انه في كل مرة تشوفه اون لاين وتسولف وياه يزيد حبها له ويكبر في عينها أكثر. وتتمنى لو تقدر تعرفه اكثر واكثر..
موزة حاولت تتجاهل مشاعر الغيرة اللي ابتدت تنمو في داخلها وردت لزياراتها اليومية لليلى وعطتها اللوحة اللي رسمتها عشان تعطيها لعمها يوم بيرد البيت وليلى احساسها بالذنب تلاشى تقريبا لأنها قررت ما تفكر بمبارك نهائيا. ورغم صعوبة هالشي قررت انها لازم تتحكم بمشاعرها. عشانها وعشان ربيعتها
.
.
يوم السبت الصبح، كان محمد ساير ويا مبارك موقع البناء عشان يشوف شو استوى على مشروع عمه عبدالله اليديد. مبارك كان يعرف انه محمد ياي هني وهو يدور عليه ولو غلطة وحدة بس. عشان يطلع كل اللي في خاطره . بس مبارك كالعادة تجاهل وسوى عمره ما يعرف شي ويابه وياه هني في موقع بناء العمارة ويوم نزلوا من موتر مبارك شاف محمد انه العمال بعدهم في البداية ومثبتين عواميد الحديد اللي تشكل هيكل البناء في الارض المحفورة بعمق . اكوام الاسمنت والطابوق والخرسانة كانت في كل مكان والعمال فوق الخمسين شخص موزعين على كامل الموقع والمهندسين يالسين في الصندقة اللي على صوب يقرون الخرايط ..واحد من المهندسين يوم شاف مبارك طلع من مكانه ويا صوبه هو ومحمد عشان يسلم عليهم..
المهندس: " السلام عليكو .."
مبارك (وهو يمد ايده ويسلم عليه): " وعليكم السلام والرحمة. شحالك يا حسام"
المهندس: "الحمدلله ازيك انته.."
مبارك: " بخير ربي يعافيك.."
سلم المهندس على محمد اللي كان يتفقد كل شي حواليه وعقب التفت لمبارك وقال
المهندس: " واستاز عبدالله ازيه دلوأتي..؟ والله كنت هروح له المستشفى امس بس ما أدرش أسيب العمال هنا لوحديهم.."
مبارك: " عبدالله الحمدلله الحين وايد احسن عن قبل وان شالله الاسبوع الياي بتشوفونه وياكم هني. هذا محمد ولد اخوه ياي يشوف شو سويتوا للحين.."
المهندس: " يا أهلا وسهلا. تفضلوا معايه وشوفوا بنفسكم .."
مشى مبارك ومحمد ويا المهندس واقتربوا من العواميد الحديدية المثبتة في الارض ويلس المهندس يشرح لهم ليش حفروا الارض بهالعمق وانهم بيسوون باركنات تحت البناية بدل لا تاخذ مساحة من المكان الخارجي..
محمد: "انزين وليش يايبين الخرسانة الجاهزة؟؟ مب احسن البنيان كله يكون طابوق؟؟"
المهندس: " أكيد احسن بس كل المباني دلوأتي بتستخدم الخرسانة. أسرع وأنظف للبيئة وأرخص.."
محمد (وهو يطالع مبارك): " عمي عبدالله يعرف عن هالشي؟"
مبارك: " أنا ما تعاملت في هالمشروع الا ويا الشركات اللي يتعامل وياها عمك.."
محمد: " وشحنات الاسمنت وكل شي مسجل طبعا وفواتيره في المكتب؟"
مبارك (ببرود): " أكيد"
محمد (للمهندس): " هممم. ومتى بتسلمون المشروع للعميل؟"
المهندس: "إحنا لسا في أول المشوار. البناية دي مش حتجهز إلا بعد 3 أشهر.."
كان محمد مندمج في حواره ويا المهندس وفي هاللحظة كانت وحدة من الرافعات ترفع عواميد الحديد للعمال اللي فوق والعمال ينزلونها منها ويثبتون العواميد في هيكل الطابق الأول. بس بينما واحد من العمال ينزل العواميد من الرافعة . طاحت وحدة من الحدايد عنه وكانت متجهة لراس محمد بالضبط. ورغم صرخة الهندي اللي حاول يحذرهم الا انه محمد ما انتبه للخطر المتجه له واللي في أي لحظة بيشق راسه نصين..
لولا انه مبارك كان أسرع عنها ودزه بعيد وظربته الحديده هو في إيده وابتدا الدم يصب منها بغزارة. محمد عصب يوم دزه مبارك وكان مب مستوعب اللي يستوي. وتوه بيلف عشان يهزبه يوم شاف الدم يصب من إيده..
المهندس والعمال كلهم اجتمعوا يشوفون شو استوى بإيد مبارك ومحمد واقف مذهول بعده من الصدمة ومن واقع انه كان بيموت وانه مبارك هو اللي انقذ حياته من الموت. مبارك كان يلف إيده بغترته وملامح الألم مرسومة بعمق على ويهه والمهندس كان محتشر ويزقر على أي حد عشان يجهز السيارة ويودونه المستشفى. وهني تحرك محمد وسار صوبه وقال لهم..: " أنا بوديه المستشفى . خلاص حصل خير. ردوا شوفوا شغلكم.."
اطالعه مبارك بنظرة ما فهمها محمد ومشوا اثنيناتهم للسيارة ومحمد كل شوي يطالع مبارك وكان مبين انه راص على أسنانه بقوة عشان يمنع أي صرخة ممكن تطلع منه بسبب الألم اللي يحس به..
وداه محمد الطوارئ ويلس وياه لين ما خاطوه له الجرح اللي في ايده ولفوا له اياها وخبرهم الدكتور انه رغم انتفاخ ايده الفظيع ماشي كسور بس بعد لازم مبارك يريح ايده ويبتعد عن السواقة نهائيا. بس منو بيقنع مبارك؟ أول ما طلعوا اثنيناتهم من الطوارئ التفت على محمد وقال له: " بردك الشركة وبروح انا البيت ابدل ثيابي . كندورتي خايسة دم.."
محمد: " انا بوصلك البيت وبتصل بربيعي يوديني الشركة.."
مبارك: " ليش عاد؟ لا تعبل عليه. انا بوصلك الشركة.."
محمد: " بس الدكتور قال لك لا تسوق.."
مبارك: " ومن متى انا اسمع رمستهم هاذيلا؟ "
محمد: "انزين ع الاقل خلني اسوق انا للشركة وعقب جان ناوي تذبح روحك الله وياك.."
ضحك مبارك وابتسم محمد وهو يركب الموتر وياه . رغم انه ما شكره بس مبارك كان يعرف انه محمد متلوم وايد فيه. ورغم الالم اللي يحس به مبارك للحين في ايده بس بعد كان مستانس انه اخيرا قدر يكسب ولو شوي من محبة محمد واحترامه. في النهاية اذا كان ناوي يخطب ليلى، لازم يكسب ثقة محمد..
انتبه مبارك لأفكاره واتفاجئ بها!
يخطب ليلى؟ من وين يت هالفكرة؟
ابتسم مبارك لنفسه وهو يطالع محمد بطرف عينه وقال في خاطره. ليش لاء؟ وانا وين بحصل احسن عنها؟
.
.
.
في بيت أحمد بن خليفة، وفي الصالة اللي فوق كانن البنات كلهن متيمعات. موزة يالسة تحت وشموس في حظنها ترضعها وتتفداها وتهمس لها. وليلى يالسة ع القنفة واللاب توب على ريولها . تجيك ايميلها وتعدل شي في موقعها. وع القنفة الثانية ومجابل التلفزيون كانت مريم يالسة ويا أمل وسارة ومزنة..
مزنة من يوم شافت مريم وهي لاصقة فيها وما تبتعد عنها الا يوم تروح بيتهم. وسارونا حليلها كل ما تبا تيلس حذال مريم تطالعها مزنة بنظرات تهديد..
كانن محتشرات وكلهن يسولفن في نفس الوقت عشان جي ما كانت ليلى مستوعبة اللي تقراه في ايميلها من وحدة اسمها " لمياء" . وردت تقراه مرة ثانية وهي تركز على كل كلمة..
" السلام عليج. اعتقد اسمج ليلى صح؟
المهم انا بدش في الموضوع على طول. كنت اطالع الصور اللي في موقعج. ولاحظت انه من بين كل الصور. صورة وحدة بس كان فيها شخص. أبا أعرف شمعنى هالشخص بالذات هو اللي صورتيه؟؟؟ مع انه باجي الصور مجرد طبيعة لا أكثر. يكون في علمج الشخص هذا خطيبي. واعتقد انج صورتيه بدون لا يدري. وما يحق لج ابدا تنشرين صورته في موقعج..!!
لو سمحتي شلي الصورة وبسرعة. وبعدين شو قصدج بكلمة " Dream" اللي كاتبتنها تحت الصورة؟؟ ممكن توضحين لي؟؟"
حست ليلى بالدم كله يتدفق لويهها. معقولة اللي يستوي؟ معقولة تكون هاي خطيبة احمد ؟؟ ما عرفت ليلى شو تسوي. وحست انها حرانة ومخنوقة. ونشت من مكانها وسارت توقف في البلكونة وهي تنتفض. ونشت مريم وراها يوم حست انها متظايجة وطلعت في البلكونة وسألتها: " شو فيج غناتي؟"
ابتسمت لها ليلى ابتسامة باهتة وقالت لها: " ما فيني شي حبيبتي. بس ابا اتم بروحي شوي.."
باستها مريم على خدها وابتسمت لها وودرتها بروحها في البلكونة..
وتمت ليلى تفكر شو بتسوي الحين وشو الرد اللي ممكن ترده على لميا
الساعة تسع فليل، يلست ليلى في غرفتها عقب ما رقدت شموس. وبطلت لاب توبها وخذت نفس عميق. طول اليوم وهي تفكر شو تكتب للميا وشو ممكن ترد عليها. كانت وايد مستحية منها ومن اللي سوته. على أيام إيطاليا تعترف انها كانت معجبة بأحمد. بس أيام إيطاليا ولت من زمان. وهالاعجاب انتهى خلاص. وهي أكيد ما بتخبر لميا بمشاعرها ولا بتحاول تزيد غضبها. وأخيرا يوم هدت أعصابها وراح عنها التوتر. قررت شو تكتب. وبطلت صفحة الايميل. وابتدت تكتب..
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة لمياء
أتفهم سبب غضبك مني. وأعترف بأنني مخطئة..
ولكن اعتقد انه يحق لي الدفاع عن نفسي وتقديم الأسباب التي قد تشفع لما فعلته
أولا أعتذر منك لما سببته لك من توتر. وتأكدي بأن الصورة تم حذفها من الموقع بأكمله..
وبالنسبة لكلمة Dream التي علقت بها على الصورة، فلم يكن قصدي منها سوى انه نظرته كانت حالمة. وكنت أتساءل حينها عما يحلم به. والآن وبعد أن قرأت رسالتكِ. تأكدت أنه كان يحلم بكِ إنتِ..
صدقيني لم التقط هذه الصورة إلا لتخليد ذكرى جميلة مرت في ذلك اليوم. ولا علاقة لها بخطيبك أبدا..
لم أقصد بها أي شيء آخر..
ارجو أن تقبلي اعتذاري..
اختك
ليلى"
وعقب ما طرشت ليلى الايميل حست براحة وابتسمت رغم انها تعرف انها قصت على لميا وتحايلت على الحقيقة. بس بعد أحيانا الانثى تحتاج لبعض التحايل عشان تنجو من الإحراجات اللي مثل هاذي..
يلست ليلى ترد على الرسايل اللي وصلتها بخصوص الموقع ونست جزئيا سالفة الرسالة عقب ما اطمنت انها ردت عليها. وعقب ثواني. سمعت حد يدق على باب غرفتها ويوم التفتت دخل محمد وهو يبتسم لها واستانست ليلى وايد يوم شافته . وهو اقترب من الشبرية وباس شمسة على خدها الصغير وعقب يلس مجابل ليلى ..
ليلى: " يا ويلي يا ويلي. منو قدي. المعرس مودر عروسه وياي يسولف ويايه؟"
محمد: " مريامي يالسة ويا اليهال تحت. وبعدين تولهت عليج. حرام يعني؟"
ليلى: " غصبن عنك أصلا تتوله عليه. مب بكيفك. "
ابتسم لها محمد واطالع اللاب توب وهو يقول: " شو تسوين..؟"
ليلى: " ماشي. ألعب في النت. شو اخبارك حبيبي؟"
محمد: " الحمدلله. اممم. تبين الصراحة هاليوم كان فظيع!!"
ليلى: " ليش؟؟ عسى ما شر؟"
محمد: "ماشي. بس كنت بموت!"
شهقت ليلى وهي تحط إيدها على قلبها: " شوووو؟؟!! حمود انته شو تقول؟؟"
محمد: " صدق والله. كنت ويا مبارك في موقع البناء وكانت وحدة من الحدايد بتطيح فوق راسي.."
شهقت ليلى بخوف وقالت: " وشو استوى؟؟"
محمد: " والله لولا رحمة رب العالمين ولولا انه مبارك كان هناك في هاذيج اللحظة ولا جان انا ما شفتيني يالس وياج هني.."
لوت ليلى عليه رغم معارضته وهي تتفداه. : " فدييت روحك والله . الحمدلله على سلامتك. وانته شو مودنك هناك؟؟"
محمد: " تبين الصراحة كنت ساير ويا مبارك لأني مول ما كنت اوثق به. وأبا اعرف شو خبص في الشركة في غيابي.."
ليلى اللي تظايجت من رمسة محمد عن مبارك. قالت بحزن: " حرام عليك يا محمد . انته تعرف انه بعض الظن إثم. ويا حيه مبارك يوم انه ودر شركته وساعدنا في هالمحنة. "
محمد: " هيه اعرف. والله انه نظرتي تغيرت فيه تماما. خصوصا اني دورت عليه غلطة وحدة بس في شغل الشركة وما لقيت. ما شالله عليه صدق ريال الواحد يروم يعتمد عليه. وبعدين يا ليلى . مبارك أنقذ حياتي. لو شو سويت مستحيل ارد له هالجميل. "
ابتسمت ليلى وهي تفكر بمبارك. فعلا كلهم كانوا ماخذين عنه فكرة غلط. بس هو اللي سبب هالشي لنفسه. عيوبه الظاهرة جدام الناس كانت تغطي على أي شي حلو في داخله. وما يعرفه زين الا اللي اقترب منه وفاجئه في لحظة ضعف. مثلها هي. ومثل محمد والموقف اللي استوى له اليوم
محمد: " امم. ليلوتي؟"
ليلى (وهي ترد للواقع): " عيون ليلوتك .."
محمد: " شو اخبار مريم وياكم في البيت؟"
ليلى: " فديت قلبها والله هالبنية شيخة البنات . محمد انته لازم كل يوم تصلي ركعتين شكر لرب العالمين لأنه وهبك هالانسانة . صدق يعني كتلة مشاعر متحركة. من يوم وصلت بيتنا وهي تهتم باليهال وبيدوه. ولو عطيتها الفرصة جان اهتمت فيني انا بعد. "
ابتسم محمد بسعادة: " فدييتها!!. والله كنت خايف انها ما تتأقلم وياكم . تبين الصراحة مريامي كنز.."
اختفت ابتسامة ليلى وهي تسأله: " شو اخبار صحتها؟"
محمد: " اذا اتبعت النظام الغذائي ونست سالفة الحمل نهائيا. بتكون بخير.."
ليلى: " وانته يا محمد؟ بتصبر عن العيال؟"
محمد: " ليلى مابا افكر بهالموضوع حاليا. أهم شي اني مستانس ويا مريم.."
ليلى: " بس لازم في النهاية تفكر.."
محمد: " هاذيج الساعة بفكر بحل. أو يمكن حالتها في اليوم من الايام تسمح انها تسوي عملية لصمام القلب. وساعتها ما بيكون في أي مانع انها تحمل.."
ليلى: " ان شالله.."
محمد: " خلاص انا بسير عندهم تحت. ما بتين؟"
ليلى: " لا ما اروم اودر شموس روحها. بس عادي بيلس اخلص شغلي في الموقع.."
ابتسم لها محمد وقال وهو ينش عشان يطلع: " عساج ع القوة .."
طلع محمد من الغرفة وردت ليلى تخلص شغلها في الموقع وتكمل رد على الرسايل اللي واصلتنها..
.
.
.
في هالوقت. كانت لميا خطيبة أحمد أون لاين وتسولف ويا نوال بنت عمها في المسنجر. وتسمع أغاني وتلعب سوليتير. ويوم وصلتها الرسالة من ليلى بطلتها على طول ويلست تقراها. ومع كل كلمة تقراها كانت تحس بالراحة. اللي يشوبها بعض الشك في صدق كلام ليلى. ويوم خلصت الرسالة ما ترددت أبدا في إنها تاخذ إيميل ليلى وتظيفها عندها في المسنجر. لسببين. أول شي اسلوبها وايد عيبها. وثاني شي كان عندها فضول وتبا تعرف منو هالبنية وكيف جمعتها الصدفة بخطيبها. وهل فعلا ما لها أي علاقة ثانية وياه؟
ظافتها لميا عندها في المسنجر وتريت شوي لين سوت لها ليلى accept ويت أون لاين. وعلى طول ابتدت لميا بالكلام..
لموي: " السلام عليكم ورحمة الله. "
البنفسج: " وعليكم السلام ورحمة الله .."
لموي: "اشحالج اختي ليلى.."
البنفسج: " الحمدلله طيبة. انتي شحالج؟؟"
لموي: " بخير ربي يعافيج. أمم اكيد انتي الحين تتسائلين ليش انا ظفتج عندي.."
البنفسج: " بصراحة هيه. وإذا كنتي ناوية اتكملين عتابج لي فأحب أٌقول لج اني اعتذرت منج وما عندي شي ثاني اقوله.."
لموي: " لا لا لا . مب هذا هو سبب اظافتي لج.."
البنفسج: " عيل؟"
لموي: " بصراحة اختي انا وايد منحرجة منج. اسلوبي وياج كان هجومي. ولازم اعتذر.."
ابتسمت ليلى يوم قرت رمستها وكتبت لها
البنفسج: " لا بالعكس. هالشي من حقج. وانا اللي لازم اعتذر.."
ابتسمت لميا وفكرت تفتح وياها الموضوع الحين ولا عقب؟ وقررت في النهاية انها ما تستعيل وقالت
لموي: " اخت ليلى اذا يزعجج اني ظفتج عندي اتمنى تخبريني لا تستحين ترى عادي. "
البنفسج: " لا والله لو كان هالشي يزعجني جان ما سويت accept وانتهى الموضوع.."
لموي: " انزين بصراحة حبيت اتعرف عليج اكثر. ممكن؟"
البنفسج: "أكيد ممكن. ليش لاء "
لموي: " خلاص عيل انا لازم اطلع الحين بس بنتلاقى مرة ثانية ان شالله وبنعرف بعض أكثر.."
البنفسج : " على خير ان شالله.."
طلعت لميا من المسنجر ويلست ليلى تفكر بها وبالصدفة الغريبة اللي جمعتها فيها. وحمدت ربها انه السالفة عدت على خير وانه البنية طلعت عاقل وما تهجمت عليها اكثر..
.
.
في سيارتها الميني كوبر الصفرا، كانت ياسمين تسوق وشيلتها على جتفها. والميكياج اللي حاطتنه وايد غامج ومطلعنها صدق جميلة وكل اللي في المول انبهروا يوم شافوها. بس كل هذا ما عزز ثقتها بنفسها ولا حتى خلاها تبتسم. مزاجها كان وايد معتفس وللحين بعدها متنرفزة..
ياسمين توها رادة من ميركاتو ويا نهلة ربيعتها، كانن سايرات يشوفن فلم تروي. والانسة نهلة من يوم طلعن من السينما وهي للحين تجفف دموعها.
ياسمين: "اففف. نهلوه بس عاد لوعتي لي بجبدي.."
نهلة (وهي تمسح المسكارا اللي نزلت على خدودها من الصياح): " انتي كيف ما صحتي؟ صدق ما عندج احساس!!"
ياسمين: " ما اداني براد بت .احسن يوم مات طول الفلم وهو قاهرني.."
نهلة: " قلتها توني. ما عندج احساس.."
ياسمين: " وين تبينا نسير الحين؟"
اطالعتها نهلة باستغراب: " وين بعد؟ اكيد البيت. الساعة تسع ونص الحين"
ياسمين: " أففف. انا بعدني ما شبعت من الطلعة . تعالي بنتعشى وعقب بنرد البيت.."
نهلة: " ياسمين لا ء. والله خطيبي بيحتشر لو عرف اني للحين برى البيت.."
ياسمين: " تبين الصراحة انتي من يوم انخطبتي وانتي مستوية مملة"
.
.
اطالعتها نهلة بطرف عينها وقالت لها: " والله انا تامة على حالي. أنتي اللي ما اعرف شو بلاج"
ياسمين: " تعرفين شو؟ انا بردج البيت بس عشان افتك من رمستج اللي تسم البدن! بس خليني امر شيشة البترول. موتريه بيوقف في نص الشارع .."
سكتت نهلة ومرت ياسمين شيشة البترول ووقفت تترياهم يعبون لها الموتر بترول. ونهلة تذكرت انها مب قارية الجريدة اليوم واشرت للفلبيني عشان اييب لها الجريدة. وعقب ما ردت ياسمين تسوق، كانت نهلة تطالع الصفحة الأولى من الجريدة باستغراب وتحاول تقرا الكلمات رغم ضوء السيارة الخفيف. وفي النهاية يوم استوعبت اللي قرته اطالعت ياسمين وقالت لها: " تعرفين انه ريلج طلع من الغيبوبة؟"
التفتت لها ياسمين للحظة وهي مصدومة وردت بسرعة تطالع الشارع وقالت بارتباك: " شدراج؟"
نهلة: " الجريدة كلها تهاني بسلامته. غريبة!! معقولة محد في بيتكم يقرا جرايد؟؟ محد شاف التهاني؟"
ياسمين (وهي تبتسم بمرارة): "أبويه يقراهن. واخويه بعد. بس مثل ما اتوقعت ولا واحد فيهم كلف على نفسه وخبرني.."
تيمعت الدموع في عيون ياسمين وحاولت ترمش اكثر من مرة عشان ما تبين لنهلة أنها تأثرت باللي قالته. حست براحة كبيرة لأنه عبدالله طلع من الغيبوبة. كانت وايد خايفة عليه. ورغم انها ما تبا تعترف بهالشي بس الحين يوم طرته نهلة حست بشوق كبير له. وحز في خاطرها انه مر بهالازمة الكبيرة وهي مب وياه..
يا ترى الحين يوم نش. بيفكر فيها؟ ولا بعده زعلان منها؟
ابتسمت ياسمين وهي تنزل نهلة بيتهم..
لا ما تعتقد. عبدالله يموت فيها. أكيد إذا سارت تزوره في المستشفى بيستانس
شغلت ياسمين الاف ام وهي تردد هالفكرة في بالها
فجأة. مزاجها اعتدل. والحياة ردت حلوة شرات ما كانت قبل
فجأة. رد لها الامل
.
.
.
كان عبدالله يضحك بصوت عالي على سوالف أمه وصالحة اللي كانن يالسات يتلاسنن جدامه من ساعتين الحين. كل وحدة فيهن تنغز الثانية بالرمسة وعبدالله مستانس لمجرد وجودهن وياه هني ومستانس بعد لأنه الدكتور قال له انه يروم يرد البيت عقب يومين..
حرك عبدالله عيونه في أرجاء غرفته في مستشفى توام. الغرفة كانت مزدحمة بباقات الورد العملاقة والهدايا وعلب الGodiva والباتشي والPistache . رغم انه امه مرتين فرغت غرفته منهن ونقلت الباقات والهدايا للبيت بس من كثر الهدايا والباقات اللي وصلته كانت الغرفة ترد تنترس بسرعة. وغير هذا ليلى حليلها للحين ما شبعت منه ولا يلست وياه لأنه الرياييل كانوا اربعة وعشرين ساعة يالسين عنده وامه وصالحة رغم انهن موجودات في المستشفى طول الوقت وماخذات لهن غرفة ثانية عشان الحريم بس ما يرومن يسولفن على راحتهن وياه الا عقب الساعة 10 فليل وهالحزة عبدالله يكون صدق تعبان من الزيارات ورغم هذا يستانس وايد يوم يشوفهن داخلات عنده ويحس انه التعب كله والهم انزاح عن صدره..
صبت له ام احمد قهوة وعطته الفنيال للمرة الخامسة رغم تحذيرات الدكتور انه القهوة ممكن تظره. بس منو يسمع؟ . خذ عبدالله الفنيال وشرب وهو يسمع سالفة صالحة اللي جذبت انتباهه
صالحة: " فضحتنا الله ياخذها ويفكنا منها..وسوتنا مضحكة جدام اللي يسوى واللي ما يسوى. وهالخدية فهد بعده يفكر يطلقها. والله خسارة التربية فيه هالصبي. غادي لي شرات الطرطور. حرمته تمشيه على شورها وهواها..!!"
أم أحمد: " وليش يطلقها . هو ريلها وبيعرف يسنعها. وان شالله بتصطلب. انتي لا ترفعين ضغطج وتحرقين أعصابج عليها هالخايسة!!"
صالحة: "لو يعرف يسنعها جان سنعها اول ما خذها. مب الحين!!. والا انته شو رايك يا عبدالله؟"
عبدالله كان يسمعهن وشوي شوي يتذكر تفاصيل هاذيج الليلة يوم سار يرد شيخة البيت. في رايه شيخة المفروض كانت تنذبح هاذيج الليلة. وتفاجئ انه فهد للحين ما طلقها. واعتبرها قوة تحمل فظيعة منه. وشي هو بنفسه ما يروم يسويه. بس يوم سألته صالحة عن رايه رد عليها وقال: " والله الريال حر هو ومرته. والمفروض محد يدخل من بينهم.."
تفاجئت صالحة من رده . كانت تتوقعه يوقف وياها. ويتحرطم على فهد. وعقب تذكرت انه هو بروحه كانت حالته حالة ويا مرته ومب قادر يسيطر عليها. عشان جي شربت قهوتها وهي ساكتة..
أما عبدالله فتم يطالع امه ويحاول ينتبه على سوالفها وهو يتظاهر انه مرتاح. حتى الابتسامة كانت بالنسبة له حمل كبير بس مجبور انه يبتسمها. للأسف طلع عبدالله من غيبوبته وهو يحس بأمواج الهم واليأس يتغطي الجزء الأكبر من حياته. وكل اللي يقدر يسويه حاليا هو انه يوصد أبواب قلبه ويتجاهل تماما أصوات الشوق المنبعثه من خلف هالابواب. لأنه الشوق لإنسانة مثل ياسمين ما بيسبب له الإ الألم . وهذا آخر شي يحتاج له عبدالله حاليا..
.
.
.
.
الساعة ألحين 12 فليل وكل حد في بيت المرحوم أحمد بن خليفة كان راقد. مايد اللي تعقد من المكالمات الغريبة اللي توصله، أغلق موبايله ورقد . وليلى بعد كانت راقدة من الساعة عشر ونص ووياها خالد وشموس. ومحمد ومريم من عقب العشا وهم في غرفتهم وأكيد الحين راقدين. وأم أحمد باتت في المستشفى . وأمولة راقدة بعد ..
ركزت سارة عيونها في الظلام على ويه اختها وحاولت تشوف اذا كانت شفايفها تتحرك ولا لاء. بس أمل كانت راقدة. مستحيل تكون هي اللي اطلع هالصوت..!!
غمضت سارة عيونها وانخشت بكبرها تحت اللحاف . بس الصوت بعده يوصلها. كان صوت خفيف. يشبه الهمس. وسارة مب قادرة تحدد مكانه بالضبط ولا حتى شو الكلام اللي تسمعه. وعقب ما ركزت أكثر. اكتشفت انه مب صوت شخص واحد. كانوا مجموعة من الاشخاص ويرمسون في نفس الوقت. وكان الصوت شوي شوي. يقترب منها. ويوضح . أكثر. وأكثر..
وكل ما كان يقترب منها كانت الكلمات اللي تنقال تحيرها أكثر..وكأنها بلغة غير مفهومة. !
ويوم حست سارة انه الصوت خلاص صار قريب منها ما قدرت تيود دموعها وتكورت تحت اللحاف وهي تحظن مخدتها وتمت تصيح . ومن الخوف كانت راصة على اسنانها بقوة. تخاف إذا طلعت أي صوت. يحسون فيها وياخذونها وياهم..
رغم انه محد يصدقها. وانهم كلهم يقولون لها بأن هاي مجرد احلام. بس سارة رغم سنواتها القليلة مقتنعة بإن كل اللي تمر به حقيقة. كانت عايشة حالة خوف دايمة. تمر عليها الايام بطيئة وهي تتريا وقت الرقاد بخوف وقلق. تعرف انه الموعد اللي الكل يرقد فيه، هو موعد الرعب والساعات السودا بالنسبة لها. والأصوات اللي كانت تسمعها تزيد كل يوم. واللي مخوف سارة أكثر انهم يرمسونها حتى وهي يالسة ويا اخوانها. ويوم تلتفت لهم سارة عشان تشوف ردات فعلهم، تستغرب انهم طبيعيين ويكملون سوالفهم عادي. ساعتها بس اكتشفت انها هي الوحيدة اللي تقدر تسمعهم. وانها اذا خبرت الباجين ما بيصدقونها. ويمكن حتى يضحكون عليها..
بطلت سارة عيونها بحذر يوم حست انه الصوت ابتدى يختفي تدريجيا. ومسحت دموعها بطرف بيجامتها وهي بعدها تحت اللحاف. وشوي شوي طلعت راسها ويلست تحرك عيونها في الغرفة وتجيك كل زاوية عشان تتأكد انه محد موجود وياها. ويوم تأكدت . تنهدت براحة والتفتت لأختها أمل اللي كانت راقدة بعمق. ونشت من مكانها واقتربت من اختها وتمت تهزها اكثر من مرة لين ما بطلت أمل عيونها بصعوبة واطالعت سارة بتعب..
قربت ساره ويهها من ويه اختها وقالت لها: " لوله عادي أرقد عندج؟"
هزت أمل راسها وسوت لها مكان حذالها وبسرعة انخشت ساره تحت الفراش ويا اختها ولصقت فيها وهي تحس بالراحة والأمان لمجرد احساسها بالقرب منها. وأمل بكل عفويه لفت إيدها على رقبة اختها ولصقت خدها بخدها وردت ترقد. ورقدت سارونا وعلى ويهها ابتسامه رضا..
.
.
.
في غرفتها، كانت ليلى تراقب الساعة بقلق وهي تحاول بكل طاقتها انها ترقد. من الساعة عشر ونص وهي على هالحالة. مب قادرة ترقد من كثر الافكار اللي تمر في بالها. دريشة البلكونة كانت مبطلة لأنه الجو برى كان بارد وايد وراقبت ليلى الستاير الخفيفة وهي تتحرك بلطف ويا النسيم اللي كان يحمل لها ريحة الياسمين المزروع في الحديقة تحت دريشتها. تنفست ليلى بعمق وحست انها خلاص ما بتروم ترقد وما شي فايدة اتم في الفراش. عشان جي نشت وهي تطالع شمسة وخالد . وعقب ما تأكدت انهم راقدين ، طلعت من غرفتها ومشت على أطراف اصابعها وهي تنزل تحت وتطلع من الباب الزجاجي للحديقة..
أول ما وقفت ليلى في الحديقة حست بالبرد يدخل في عظامها ويتسلل من تحت ريولها الحافية وارتجفت وهي تبتسم وتحظن عمرها عشان تدفى. وتمت تتمشى شوي في الحديقة وهي تحس بقطرات الندى تتجمع على ويهها بمزيج من البرودة والرطوبة واحساس ثاني يشبه السحر..
كانت تعرف انه مبارك هو واحد من أسباب الأرق اللي معذبنها الليلة. كانت كل ما تغمض عيونها عشان ترقد، تنرسم صورة ابتسامته في خيالها وترد تتذكر آلاف التناقضات اللي تجمعت في نظرة عيونه وهو يطالعها. الاندفاع والتردد، الثقة والخوف، الاحترام والنظرات العابثة، كانت عيونه ما تستقر على نظرة معينة لأكثر من ثواني. صعب انك تقرا معنى نظراته. صعب تفسر ملامح ويهه. إلا إذا فاجئته في لحظة ضعف..
مبارك بالنسبة لليلى كان لغز. كل ما تحاول تحله ترد لنقطة البداية باستسلام. كانت مب قادرة تفهمه. مبارك مختلف عن الشخص الوحيد اللي عرفته في حياتها. حميد..
بالرغم من الصوت القوي اللي في داخلها واللي كان يحذرها من مبارك ويذكرها أكثر عن مرة بموزة. إلا انه ليلى ما قدرت تسيطر على الإعصار اللي كان يكتسح قلبها كل يوم بشكل اقوى عن اللي قبله.
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك