رواية نورس على شطآن الماضي -3
لم ينتبه لوجودي احد..كلا مشغول بالدرس... وعمتي كانت تنظر لي من وقت لاخر..وارى ارتياحها من قربي منها في هذا المكان وخاصة انها تراني متحمسه كثيرا.
المكان مميز..رغم صغر المساحه..الا ان ليس هناك سوى ذكر الله .. شئ روحاني غريب ... لم اعتد عليه في اي مرحلة من دراستي..فليس هناك من يتفنن في اللبس او المكياج او التحدث بامور الدنيا..
كانت دراستي الجامعية بين اكثر من جامعه..فقد حصلت على البكالوريوس في الحاسوب من جامعة العاصمة... وبعدها درست في احد المعاهد الكبيرة وحصلت على دبلوم في اللغه الفرنسية..وكان لدي فرصة للسفر لباريس لاكمال الدراسه...
لم ارغب ان اترك عمتي وليس هذا طموحي...وفي نفس الوقت لم ابحث عن وظيفة لاني وجدت المتعه بالدراسه..والتحقت لجامعه اخرى لادرس المحاسبة... هذه كان حياتي دراسة لا غير
والان في هذه العطلة لدي دراسه جديده وممتعه ومميزة ...
كنت اعود من المركز لغرفتي مباشرة ووقتها يكون وقت صلاة المغرب ومن ثم ابدا بمراجعة الدروس التي اخذتها في التجويد
كنت استمتع بطريقه المذاكرة الجديده..حيث كنت اسجل صوتي وانا اقرا واعود لاستمع اليه لاعرف اخطائي... كنت ارى عمتي تفعل ذلك واتعجب منها..والان عرفت المتعه بما كانت تفعل.
ولا انكر اني اكتشفت اني جاهله باحكام قراءة القران ..وجهلا ليس بسيطا...
صديقتي رجاء افتقدتني كثيرا... مع اني حاولت دعوتها لكنها امتنعت بحجة لا وقت لديها فزواجها قريب ....
حتى اتصلت لي احدى المرات بعد عودتي من مركز القران...
رجاء(نونو كيف حالك)
اجبتها بترحيب (اهلا رجاء وحشتيني)
وانخفض صوتها(لو كان كلامك صحيح لاتصلت)
وبنفس حدة صوتها(ولم لا تتصلين انت)
بدلعها المعهود(تعلمين اني مشغولة...عروس جديدة)
وكأني اجهل ذلك(حقا؟؟لم اعلم)
وصارت تحدثني بجدية(نونو اليوم اريد ان تاتي معي..)
سالتها (الى اين؟؟)
اجابتني(نذهب للمشغل لاستلم فستاني)
باستغراب واضح سالتها(هل هو جاهز؟؟؟)
تحدثني وهي تلمح لشئ (اكيد... كنت اذهب لاتاكد من قياساته من فترة لثانية وحدي ..بما ان صديقتي مشغولة)
اجبتها (فهمت قصدك... ساذهب معك حتى لا ترددي اني مشغولة عنك فقط)
قاطعتني (ليس هذا فقط..سنذهب لتسوق...احتاج لبعض الاشياء البسيطه)
بهدؤ(وهل لدينا الوقت)
رجاء(نعم انت اجهزي الان وساتي لاخذك)
انهيت المكالمة مع رجاء... رغم التعب الذي اشعر بها خاصة اني لتو عدت من المركز الا اني لم ارغب برفض طلبها خاصة اني انشغلت عنها بالمركز في الفترة الاخيرة
وكعادتها رجاء تحضر قبل الموعد فقط لانها ستتسوق...
خرجت لها ..وكنت وقتها البس العباءة التي اذهب بها للمركز...الا اني ابدلت الوشاح الاسود باخر بالون البني الفاتح وبه نقوش بيضاء وحملت حقيبتي البيضاء الصغيرة..
تفاجأت انها لم تكن سيارتها... انها السيارة الجيب نفسها التي ذهبنا بها للحفل... تغيرت ملامحي فجاة وشعرت بنبضات قلبي السريعه,,وبهدؤ فتحت الباب وصعدت...حييتهم بصوت منخفض وبقيت صامته ..حتى رجاء لم تحادثني ربما لانها تعلم اني لن ارد عليها..كانت تلفت لاخيها لتحادثه بصوت منخفض...
وما ان وصلنا للمشغل ودخلنا...حتى هجمت عليها بكلامي
مسكت ساعدها بقوة (رجاء... لم تخبريني ان اخيك هو من سياخذنا..)
التفت لي (وماذا في ذلك)
بعد ان تركتها (لديك سيارتك ..وممكن ناخذ سيارتي لا داعي لان نذهب معه)
وهي تتلفت تبحث عن العامل (نونو ليس وقته..ثم ان نحتاج وقت واخاف ان نتاخر..وتعلمين ان خطيبي يرفض ان اعود للبيت وحدي بوقت متاخر )
ضايقني انها لم تخبرني ان اخيها من سيصحبنا...فما زلت اخجل منه على ما حدث لي بوجوده تلك الليله...
انتبهت لصوت رجاء تناديني في غرفة القياس... دخلت لها وكانت الخياطة تضبط ذيل الفستان... كانت رائعه به ..وكلمة رائعه قليله عليها....
فستان ابيض ناصع البياض... مزين بورود زرقاء بلون زاهي ونفسه موزع على الذيل الطويل...كما في طرف الفستان من الامام... هو نفسه الفستان الذي اخترته معها اخر مرة جئت معها هنا..لكني لم اتوقع ان يظهر بهذه الروعه... لحظات ولبست الطرحة كان موزع عليها كريستال باللون الازرق بمثل لون الورد..مع ورود صغيرة زرقاء في اعلى الطرحة فقط..
كانت رائعه..منتهى الروعه...بصعوبة امسكت دموعي..لم اقوى على التعليق..واكتفيت بابتسامة...
انشغلت مع الخياطة في تضبيط الفستان ..كنت سعيده به..رائع وانا ارتديه..وسعدت بنظرات نورس الي..كنت المح دمعه تتراقص في عينيها...اعلم انها سعيده برؤيتها لي وانا ارتدي فستان الزواج....ولما خرجت من غرفة التبديل...امسكتني نورس...(رائعه رجاء..ومع المكياج الازرق ستظهرين احلى عروس..)
من دون قصد وانا اضع الوشاح على راسي.... (تظنين اني ساكون احلى من سمر ليلة عرسها فقد كانت رائعه)
لم تجبني نورس التفت لها ...لقد تغيرت ملامحها فجاة...هل لاني ذكرتها بحفلة سمر؟؟؟
صرت اتامل نظراتها التائهه في المكان...التفت لها وانا ارفع من صوتي(نونو رائعه انت بالعباءة)
نظرت لاسفل العباءة والتفت لي( حقا؟؟ لقد اعتدت على لبسها عندما اذهب لمركز القران)
تعمدت تغيير الموضوع ونحن خارجتين من المشغل...
لمحتهما خارجتين من المشغل..كانتا تتحدثان معا وصمتا فور صعودهما السيارة..التفتت لي اختي...(حامد روعه روعه الفستان)
ابتسمت لها دون ان اعلق...
بحدة سالتني (الا تصدقني؟؟؟...)
غمزت لها دون ان اجيب...
التفت الى نورس في الخلف..(نورس مارايك في الفستان )
التفت الى رجاء (قالت الفستان جميل..وليس انت )
اعتدلت رجاء في جلستها وبتحدي قالت ( ستراني عندما ارتديه)
ضحكت بصوت عالي... رغم انها ستصبح عروس قريبا الا اني لازلت اراها طفلة...مدللـه...
وصلنا قريب من بوابة المجمع,,, اوقف حامد السيارة والتفت لاخته ( اتصلي بي فور انتهائك من التسوق..)
رجاء وهي تنزل من السيارة ( حسنا ..)
نزلت قبلها وانا افكر(هل حملت الجوال).ابتسمت لا اراديا ما ان وقعت يدي عليه داخل الحقيبه..رفعت نظري..لاجده ينظر الي.... التفت للجهه الاخرى باحراج... بينما هو تحرك بالسيارة...
*الموجة الثانية*
وبدأ مشوار التسوق مع رجاء الذي لن ينتهي اما تصرف كل مالديها من مال او ان تغلق المحلات...
دخلنا محل العود والبخور... واشترت منه عدد من انواع العود... كنت اشعر بان رائحته علقت بملابسنا لكثرة الانواع التي جربها لنا صاحب المحل...
انتبهت الى رجاء تخرج من المحل وهي تتلفت..سالتها (عن ماذا تبحثين...؟؟؟)
مازالت تتلفت(محل الفساتين الذي دخلته معك اخر مرة..)
مسكتها من يدها ومشيت معها خطوات نحو المحل المقابل...( امامك الا ترينه..؟؟)
ابتسمت دون ان تعلق... كان يعرض فساتين رائعه موديلات بسيطه... ومن اقمشه ناعمه...
اسعارها كنت ااجدها خياليه.... الا ان صاحب المحل سمعته يقول لرجاء انها الماركة الاصليه من اوربا...
اكتفيت بالنظر...بينما رجاء اخذت قطعتين تقيسهم.... انتبهت لها تنادي..دخلت لها..كانت ترتدي فستان من الحرير به خطوط بلون فاتح من تدرجات البني. بنفس ماركة بربيز.. بدى قصير اوباكمام قصيرة.. ..وهي تنظر لنفسها في المرايا. وتبتسم (مارايك؟؟).
( بسيط وراقي....)اجبتها وانا انظر لسعره قد يكون مرتفع لكنه يستحقه فعلا...
نادتني مجددا وهي ترتدي... الفستان الاخر ..باللون التركوازي طويل وبدون اكمام.... قماشه به لمعه فضيه عطته لمسة جمال..بدى رائع عليها...بان قوامها الرشيق اكثر.. ( كم هو رائع عليك...اراه افضل من الفستان القصير)..
غمزت لي ( سعود تعجبه الفساتين القصيرة..رائع لو لبسته في شهر العسل)
تركتها انتظرها عند المحاسب.. بعدها تقدمت رجاء اليه..( اعطني الفستانين بنفس القياس..)
انصرفنا من المحل..وانا افكر بكلامها تبحث عن كل ما يعجب زوجها... ليست هي فقط..كل البنات لابد ان يكونون مثلها..اغمضت عيني فجأة وانا واقفه مكاني بين المحلات...(الا انا )
انتبهت لي رجاء...(نونو اسرعي..مابك؟؟)
(لا شئ رجاء... انا معك ...).... مررنا باكثر من محل... لم تفكر ان تنظر لداخل...حتى وصلنا لمحل واضح عليه يختص بالملابس النسائية...
دخلت معها...كان يعرض اقمصة نوم نسائية...بعضها بدا لي وكأنها فستان سهرة...
(سانتظرك خارجا على الكرسي..) قلت لها وانا خارجه من المحل..لم اسمع تعليقها.. هل كل الزوجات يرتدين مثل هذا اللباس... ياترى كيف ينظر الزوج لزوجته لحظتها؟؟؟؟ وضعت كفي على وجهي... لا ادري بم افكر؟؟؟ والى اين ياخذني تفكيري....
خرجت من المحل دون ان اشتري..كنت ابحث عن نورس..اين ذهبت هذه الفتاة..لم مزاجها يتعكر فجاة...
قد ترغب في العودة للمنزل... لا ادري متى سافهمك يا نورس...وجدتها جالسه على كرسي
قريب من المحل.... كفيها على وجهها..اسرعت نحوها بهلع( انت بخير نورس؟؟)
وقفت مباشرة امامي...( رجاء ..هل اشتريتي شئ؟؟)
(لا... كنت اتفرج عليها لاني اشتريت منها من قبل الا تذكرين؟؟)
لم تكن نورس معي...كان عقلها شارد... مشينا قليلا... كان المقهى امامنا...التفت الى نورس..
( نونو مارايك نجلس قليلا...ام نتصل باخي حامد )
التفتت لي ( هل انتهيت من التسوق؟؟)
بهدؤ اجبتها ( التسوق لا ينتهي..كما اجدك مرهقه..مابك نونو؟؟)
لم تجبني..حتى اقتربنا من اول طاولة عند الطرف...
وهي تهم بالجلوس ( معك حق.. خرجت معك مباشرة بعد عودتي من مركز القران)
حملت الجوال لاتصل باخي حامد..الا اني انتبهت الى انه جالس امامي..مع شاب اخر...
حقا كنت مرهقه جدا..والمشي في المجمع ارهقني اكثر... كانت رجاء ستتصل باخيها... الا اني لاحظتها تنظر لاحدهم بالجهه الاخرى ...التفت خلفي فوقعت عيني في عينه..كان حامد جالسا وانتبه لنا كما انتبهت له رجاء..الا ان ما اربكني هو ابقاء نظره علي..في حين اني لم استطع ابعد نظري عنه لا ادري لماذا؟؟؟
(لا داعي للاتصال لقد رانا) عندها عدت بنظري لرجاء...
سالتها ( حامد اخبرك انه هنا؟؟)
اجابتني وهي تهم بالوقوف (لا ..رايته الان)
اخذت من يدها احد الاكياس احمله عنها..وتقدمنا نحو البوابة وحامد خلفنا لم انتبه له الا بعد ان سمعته يكلمنا...(السيارة جهة اليمين..)
كانت نبرة صوته متغيرة هذا ما شعرت به... وتاكدت عندما صعدنا السيارة جلست جامدة مكاني.. حتى انفاسي كتمتها... لم انتبه لحديثهم الا بعد ان رفع صوته غاضبا..(رجاء اما قلت لك اتصلي بي فورا بعد انتهائك من التسوق؟؟)
رجاء دون ان تلتفت له..( نعم..كنت ساتصل... لكني وقتها وجدتك امامي..فلم اتصل؟؟)
وبحده اجابها مما جعلها تلتفت له ( ولم جلوسك في المقهى؟؟؟)
نظرت اليه لم تجبه الا بعد ان حرك السيارة...( ولم انت غاضب؟؟؟)
لم يجبها او يعلق على كلامها....
وبقى الجميع على صمته حتى اوصلوني المنزل...وكعادة عمتى كانت تنظرني ولم تدخل غرفتها الا بعد ان دخلت غرفتي... ابدلت ملابسي بسرعه كنت اشعر ان النوم سيغلبني باي وقت...
وضعت راسي على الوسادة ولم اشعر بما حولي......
.................................................. .................................................. ................
لم اتكلم مع رجاء حتى وصلنا البيت ..ونزلت هي تحمل الاكياس بيدها..لم تتركها لاحملها كالعادة..وبسرعه صعدت لغرفتها...دخلت انا كذلك غرفتي... اعلم ان رجاء تضايقت من حديثي علني.... غضبت منها دون سبب واضح لها..
جلست على طرف السرير اتذكر ما قاله الشاب الذي يجلس مع صديقه قريب مني في المقهى
..( انظروا من اتى..)
*(اليست هذه نورس... تحضر معنا محاضرة الدكتور امجد)
.. (نعم .. تشد الانتباه لا ادري لم؟؟..)
* ( لانها جميله)
..( وكئيبة)
*(جميله ولكنها مثل الجوال دائما على الصامت )
وغرقا في الضحك...
تضايقت من تعليقاتهم على نورس وقتها..ولكني صرت افكر بكلامهم..هل يعني هذه طبيعة نورس..دائما صامته وشاردة في عالم اخر... اشعر بان امور كثيرة ترهقها..نظراتها جدا حزينه..وبريق عينيها غريب... لدرجة اني لم اقوى على ابعاد نظري عنها.. عندما التفت الي في المقهى..اهتمام كبير نحوها لا ادري ما سببه..
*الموجة الثالثه*
لم يرهقني الاستيقاظ لصلاة الصبح..لاني نمت مبكرا البارحة..حتى ان عمتي لم تحضر لايقاضي الا بعد ان صليت ..
اخذتني القراءة في القران..كم اشعر نفسي خفيفة..بلا هموم... احساس صار يلازمني من بعد مداومتي على مركز القران...
الا ان هناك ما يعكر تفكيري..عندما يجرجرني موقف امامي للماضي
استلقيت على سريري ...حاولت ان اغمض عيني..
بدى احساس غريب ي صدري جعلني اتقلب اكثر على سريري
مسكت قلمي...
(( اشتقت لك دفتري العزيز
ان حامد...بنظراته لي التي توترني تمنعني من النوم
نورس...
هل نسيتي؟؟؟ نسيتي مالذي جرى من وراء مثل هذه النظرات
هل ستستمرين في السير خلف هذه المشاعر الغريبة لتنتهي بك في ماساة اكبر))
اسقطت القلم من يدي..
صرخت باعلى صوتي... وبدت يدي ترجف..ودموع تنهمر دون ان اشعر بها
غطيت وجهي بصفحات الدفتر...
((اعذرني دفتري العزيز
..ارجو ان عمتي لم تسمع بكائي
لا ..لن استسلم لمثل هذه الامور
مستحيل ان اعيش الوهم مرة اخرى
وحتى ان كان حقيقة..
ماذاستكون نهايته..؟؟
لان النهاية الطبيعيه لمثل هذه المشاعر انا لا استحقها
ولن يرضى بها اي شاب..
كم اكره ما احمله بداخلي...
اعادني لشطان الماضي...
ليعصف بي الموج والريح..
لن يريحني من هذا كله سوى الموت..
نعم الموت
استغفر الله....
اعذرني دفتري العزيز...من بعد يومياتي المفرحه في المركز ومع رجاء ..اعود لاسطر في صفحاتك الام جديده...وقد تكون الام ماضيه احييها كل لحظة غصبا عني..))
.................................................. ..................................................
كم هو مؤلم ان يمضي بك الزمن وانت مكانك ...لا تتحرك ولا تنجز لنفسك ما يرضيها..
لقد انقطعت عن رجاء متعمدة...ارفض ان اخلق مواقف جديدة تجمعني باخيها... وارفض اي احساس جديد قد يختليني...
تهربت من صديقة عمري في احلى ايامها وهي تجهز لزواجها... اخلق الحجج لها..ولانها اعتادت على طبعي..لم تعد تسالني او تلومني
حتى كلمتني البارحة تؤكد على حظوري الحفل مع عمتي... حفل زواجها... واخيرا تحقق حلمك انت وسعود...كم انا سعيده لك ...
احترت فيما سأرتدي...
هل فستان ناعم بسيط...ام اختار فستان فخم اظهر به كأخت للعروس... لم اعرف بالضبط ان اختار...
انهيت دروس المركز مبكرا...وقد اخذت احتياطي ان لا اذهب بمرافقة عمتي..وانما ذهبت بسيارتي .. لاخرج بعد الدرس مباشرة الى المجمع التجاري...اعجبتني الفساتين التي اختارت منها رجاء اخر مرة كنت معها..
اوقفت سيارتي قريب من المدخل..ومنه مباشرة الى المحل...
لحسن حظي عروض رائعه على فساتين السهرة.....
من بين كل الفساتين شدني فستان واحد... فستان من الشيفون برسومات جلد النمر... باللون البني والاسود.... تصميمه خيال... يثبت بربطه عريضه على العنق..وبذلك سيكون بدون اكمام..والقماش مشدود على الجسم..مع ذيل بسيط..نظرت لنفسي في المراة ...بدوت وكاني سمكه حقا.. ضحكت على تشبيهي..
.اخذت باقي اكسسواراته..من حلق واسوارة وحذاء بكعب عالي...لم اهتم لكلفته...
انتهيت من الاختيار..ودفعت المبلغ..اخذت الاكياس منصرفه باتجاه السيارة السوداء
كنت اشعر بالسعادة... اشعر باني فتاة مثلكن..فرحة لزواجي صديقتي واختي... واحب ان البس واظهر نفسي رائعه امام الجميع...
وانا في السيارة افكر...
ساحتاج للون ذهبي وبني لظلال المكياج فوق الجفون... لابد ان يكون لدي في مجموعه
ادوات التجميل التي اهدتني اياها رجاء في عيد ميلادي....تعجبت من نفسي ..اول مرة اهتم بكل هذا... لم تكن الزينه تعنيني في يوم من الايام... ولكنه زواج اختي وحبيبتي وصديقتي رجاء..
.................................................. .................................................. .............
اعتذرت نورس اليوم من الذهاب معي الى مركز القران..ستجهز نفسها لحفلة زواج صديقتها..لم ابدي اي اعتراض..لطالما رغبت ان تخرج قليلا لمثل هذه المناسبات على امل ان تتغير نفسيتها بعض الشئ...
كان الجميع في المركز يسال عنها ..رغم هدؤها الدائم الا انها لفتت انتباه الجميع هناك... وقد احبوها النساء والفتيات.... وهذا ما شعرت به هي ايضا وشجعها على الاستمرار...
عدت من المركز متاخرة عن كل يوم... رغبت في الاعتذار عن الذهاب مع نورس لحفلة رجاء..ولكني ترددت ... لابد ان اذهب لاسباب كثيرة..وهي انها المرة الاولى ان تكون المناسبه تعني ابنتي نورس... ولا اريدها ان تظهر لوحدها هناك... وقد تتاخر فلابد ان ابقى معها حتى لا تعود لوحدها.... ثم ان رجاء اعتبرها كأبنه لي ..وتستحق ان البي دعوتها...
لم اشعر بوجود نونو في المنزل لابد انها مشغولة بغرفتها فلم ارد ازعاجها... دخلت غرفتي لارتاح قليلا ومن ثم ارافقها للحفله....
قضيت ساعات في الغرفه اجهز نفسي..اشعر ان طاقتي نفذت وقد اصل للحفل وابقى جالسه لا اتحرك... لا اعلم تلك الفتيات الاتي يظهرن بزينتهن شعر ومكياج كم يكلفهن من وقت وجهد كل يوم؟؟؟... ربما لاني لم اعتد على ذلك لذا اخذت كل هذا الوقت...
خرجت من غرفتي للصالة ولم اجد عمتي..ذهبت لغرفتها..ما ان طرقت الباب حتى خرجت لي... كانت ترتدي عبائتها الحرير ....ولكنها ما ان راتني حتى بقيت مكانها ...تنظر الي... لقد ارتديت الفستان الذي اشتريته ومع الكعب العالي بدوت كاني عارضة ازياء... وكان تصميم الفستان في غاية الدقه وكما تسميه رجاء تصميم حورية البحر...
فعلا هذا ما قالته عمتي.( .تبدين وكانك حورية البحر...)
وكنت قد تركت شعري الطويل الاسود منسدل دون اي تغيير... ووضعت مكياج بدون مبالغه...باللونين البني والذهبي اضافة للاسود... ولاول مرة اضع عدسة ملونه...وبدت عيني عسليه..رغم ان لونها يعجبني.الا اني فضلت التغيير...
مسكتني عمتي من يدي..واجلستني على الكنبة...حركتها اقلقتني لا اعلم ما ذا تريد؟؟؟
وضعت يدها على راسي واخذت تقرا المعوذات وتردد الاذكار...ابتسمت لها ولم اعلق..وعندما انتهت نظرت لها..وقبل ان اتكلم قالت لي..( لا اريد ان يصيبك الحسد مثل اخر مرة) كانت تعني ما حدث في حفله سمر..انها لا تعلم السبب الحقيقي..
الا اني طمئنتها (عمتي لا تقلقي..لقد قرات المعوذات وارددها دائما ولم انسى اذكار اليوم ..اطمئني..)
وقبل ان اخرجت لبست جاكيت اسود طويل يصل لاعلى الركبة ..مع شال اسود.... لا ادري كيف يخرجن بهذا اللباس انها المرة الاولى التي ارتدي فيها فستان سهرة مثل هذا.. حتى اني لا اعرف كيف اخطو بقدمي ...
طلبت من عمتى ان نذهب بسيارتها..فطبيعي اني لن اعرف ان اقود السيارة...
خلال اقل من نصف ساعة وصلنا الحفل..
. كان في قاعه افراح واسعه
.. دخلنا القاعة..واخترنا طاولة في المقدمة...
لم التفت للموجودات... كنت فعلا خجله...
جلست على الكرسي وما ان التفت لعمتي حتى رايت ام رجاء تتقدم نحونا..
وقفت لها..كان كل من تقع عيني عليه ينظر الي..تجاهلتهم وتقدمت لها ...
حيتني بحرارة..كما رحبت بعمتي...
كانت سعيدة.وكلمة سعيدة قليلة في حق مشاعرها الواضحة...
فجاة ارتفع صوت الموسيقى ..
كم اكره هذا النوع من الازعاج..
لم اعد اسمع ما تقوله ام رجاء لعمتي الا اني انتبهت لها وهي تقول..
( عقبال فرحتكم بنورس..)
لم اعد اسمع بعدها شئ حتى ازعاج الموسيقى.
.جلست على الكرسي واخذني المي لابعد ما اتصور..امي ... امي هل ستفرح بهذا الشكل لو كانت على قيد الحياة..
وكيف هي مشاعر الاب والاخ؟؟؟...
عمتي كذلك ما ذنبها اني احرمها هذا الشعور ان تراني عروس...
تذكرته مع عروسته ليلة زواجهم...
انا وهو ارتكبنا نفس الخطيئة..
الا انه قادر على الحياة بشكل طبيعي بعكسي انا..لقد تحطم كل شئ..
كل شئ..
بدا الدمع يترقر في عيني...
انتبهت لنفسي..اخذت نفسا عميقا...
حاولت الهروب من هذه الافكار..
من حقي ان افرح ولو هذه الليلة فقط..
مضى الوقت بنا مندمجين مع رقص البنات على منصة القاعه..
الاغاني لم تتوقف وهن كذلك مع كل اغنية رقصه مختلفه...
لم اجرب مرة واحده ان ارقص ...
والحقيقه اني لا اذهب حفلات حتى اجرب الرقص...
كم هي ممتعه الحفله.
.بكل ما فيها..وقد اجادت رجاء اختيار ديكور القاعه...
كان كل شئ مزين . ورود وشراشف وشموع وشرايط تزين الاكواب....
كل شئ باللونين الابيض والازرق...
*الموجة الرابعه*
اعلنوا دخول العروس..وتغطى اغلب الحاظرات ..وطبعا منهن لسن متحجبات..
بينما انا لبست الجاكيت مع الوشاح الاسود.. اطفئوا الانوار...واضائوا الشموع على الطاولات وعند المدخل وفي المقدمة كذلك على جانبي كرسي العروس الذي بدى وكانه غيمة وخلفه ديكور سماء زرقاء وغيوم صغيرة بيضاء...
كاننا في السماء وليس في الارض..
فتحوا البوابة الكبيرة... ودخلت رجاء بفستانها الابيض...والطرحة تغطي وجهها المزينه بالازرق ... كان على جانبيها اربعة رجال..لم اميزهم من بعيد...
تقدموا معها بخطوات بطيئة ...وعلى انغام الزفة الخليجية... كان مشهد رائع ومؤثر... تمالكت نفسي فلم احضر من اجل البكاء؟؟؟
اصبحت رجاء قريبه مني كان نظري عليها..لم اقدر حتى ان احرك رمشي... اتاملها واتامل ابتسامتها وخجلها...
سعيدة جدا.. وانا اكثر منها سعادة... انتبهت لرجال الذين معها..انه والدها ابو حامد مع اخيه عم رجاء الكبير... والطرف الاخر ربما خالها وحامد... الذي لم اميزه الا هذه اللحظة ...
في الوقت الذي هو ينظر الي بشكل ملحوظ ولم يرفع عينيه حتى عندما انتبهت له... ابعدت نظري عنه..لا ادري لم عاودت النظر اليه...لأراه مازال ينظر...
شعرت بحرارة تجري بجسدي.... لابد انه انتبه لي من البداية... التفت الى الامام جهة المنصه..وابقيت عيني مغمضه..وفتحتها وهم يصعدون عليها جميعهم... حتى اوصلوا رجاء الى الكرسي.. كان هناك من يقمن بالتصوير... الا اني تحركت من مكاني ..
بعد التصوير نزل الرجال متجهين للبوابة..بخطوات سريعه..وما ان وصل حامد قرب الطاولة التي اجلس عليها حتى ابطأ في خطواته...
وصار يتلفت نحو مكان جلوسي..لكنه لم يجدني لقد تعمدت ان اغير مكاني واغطي وجهي بالكامل بالوشاح الاسود...واصبحت وكاني احدى المتغطيات ..لم يميزني..ولكن بدى محتارا...حتى اني كتمت ضحكتي...
ما ان خرج حتى بدأت موسيقى الزفه الاخرى..لابد انه العريس...التفت الى عمتي...
(عمتي ساذهب لدورة المياه ..)
تحركت من مكاني الى نهاية القاعة..كنت ابحث عن مدخل دورة المياه...
اشارت لي العامله قبل ان اسالها نحو المدخل الذي دخلت منه رجاء وقفت عنده ووجدت باب اصغر على الجانب الايمن...
دخلت مسرعه لدورة المياه... الاني وجدتها غرفة الانتظار للعروس...
لم اشارت لي ان ادخل الغرفه؟؟؟ كم هي غبية..
الا اني انتبهت لوجود مغسله ومرايا كبيرة في الجانب...اتجهت اليها...
ازلت الوشاح والجاكيت ونظرت لنفسي ..لم يتغير شئ..
ومالذي يغيره فانا منذ حضوري الحفل لم اتحرك من مكاني..
كنت انظر لطول شعري.. بدى لي طويلا..لم انتبه لذلك الا عندما كنت اسرحه في المنزل قبل حضوري...
ولكن الان صار يذكرني بشئ اخر.. انه مثل شعر امي عندما توفيت..كانت اكبر من سني الان قد يكون عمرها 32 سنه عندما حصل الحادث...
دمعت عيني..وانا اتذكر... كل شئ يذكرني بحزني حتى الافراح..نظرت الى نفسي وانا امسح دموعي.اكلم نفسي.(الا تعرفين كيف تفرحين يا نورس بلا دموع؟؟),,
مسحت دموعي دون ان اخرب المكياج... ورفعت شعري بكفي لاعلى..ونظرت لشكلي..لو اني رفعته لبدوت اجمل.... لان حتى وهو مرفوع يصل لمنتصف ظهري...
وضعت يدي على ظهري..كم اشعر بالتعب..اغمضت عيني وتذكرته...
جلست على الكنبة اخذت نفسا عميقا...من هول صدمتي بنظرات حامد الغريبه...
كان صوت الموسيقى منخفض...وضعت يدي على راسي... لشعوري بشئ من الهدؤ...
استندت واغمضت عيناي....
اختفت نورس من المكان..قالت لي انها ستذهب الى دورة المياه واتاخرت...
حتى انها لم تحظردخول سعود الصاله مع اخوانه وابيه....
تقدمت لنهاية القاعه سالت العاملة عن دورة المياه..
اشارت الى جهة اليسار اخر الممر...كانت خالية..لا يوجد بها احد.من سيترك الزفه لذهاب الى دورة المياه,,
نورس طبعها غريب.صرت اتلفت...ابحث عنها..العاملة تتقدم لي..
(تبحثين عن احد؟؟) بصعوبة سمعتها من ازعاج الموسيقى,,,(نعم ابنتي..لا اجدها)
اشارت لي للجهة الاخرى..كانت البوابة مفتوحة..وفي باب اصغر ...قريب مني مفتوح اقتربت... الا اني سمعت صوت اغلاق باب اخر كان في نهاية الممر.....اتجهت للداخل..كانت نورس..مستندة على الكنبة,,
( نونو انت هنا..)
فزعت نورس ما ان سمعت صوتي..( عمتي...)
_(ماذا تفعلين هنا)
*( لا شئ...)
-(دخل سعود مع اهله وخرجوا ولم ترينهم
*(ليس مهم...المهم رايت رجاء)
مسكت بيدها لتقوم معي ..(ماشالله عليها...منتهى الجمال..)
خرجنا من الغرفه الى داخل القاعه وفي طريقي التقيت بالعاملة..(اسالك عن دورة المياه تشيرين لي للغرفه؟؟)
ابتسمت العاملة..ربما لم تفهم ما قلت...
عدت لمكاني... كانت اختا سعود ترقصان..ورجاء وسعود في عالم اخر.... كنت اشعر وكانهما ليس معنا في الحفل.... وقد اختفى خجل رجاء.....
انتهى الحفل مع ساعات الفجر الاولى..كم اشعر بالتعب وعمتي واضح عليها النعاس...ولكن بقينا لاخر الحفل..ولم تعترض عمتي...فهذه حفلة رجاء وتعتبرها مثل ابنتها...
ارتديت الجاكيت ...وغطيت شعري... واتجهنا نحو المخرج...
كان عدد الحضور قليل وقت خروجنا فقط اقارب رجاء وسعود... كان هناك عدد من الرجال امام البوابة الخارجية..لم اراهم جيدا..
لمحتهم وقد سمعت اصواتهم العالية..مشيت بجانب عمتي حتى ابتعدنا عنهم ..وقفت عمتي امام موقف السيارات ..
وصارت تتلفت..(اين السيارة..لقد تغير علي المكان بعد اختلى من السيارات..)حتى تقدم لنا العامل الاسيوي المسؤل عن تنظيم موقف السيارات..
وقبل ان يتكلم انتبهت لصوت احدهم..( خاله.هل تحتاجين لشئ ....) في حين اشار بيده للعامل ان ينصرف..
كان حامد..انتبهت اليه.. يحدث عمي وهو يوزع نظراته بيني وبينها..وبحركة سريعه التفت للجهة الاخرى ووضعت الغطاء على وجهي..ولم التفت له
عمتي ( لا اعلم اين اوقفت السيارة؟؟)..
سالها (ما هو نوع السيارة..)
اجابته ( اكورد رصاصي..)
مد يده لها (اعطني المفتاح انا ساقربها لك..)
اخذ المفتاح من يدها... واتجه للجهه الاخرى..لم تكن بعيده لكن من الصعب ان نميزها..كنت انظر اليه داخل السيارة..بدى وسيم حقا كما تمدحه رجاء دائما... صرت اتامل شكله من تحت الغطاء... وانتبهت لعمتي تناديني (نونو هيا )
لم اعي لنفسي.. الا وعمتي قريبه من السيارة وهو بجانبها..صعدت بسرعه...وبقى هو مكانه..وعندما تحركت عمتي بالسيارة,,,انتبهت له يشير بيده يودعنا...
كنت مرهقه حقا..وليس لدي قوة كافيه لافكر بتصرفاته اكثر..اريد فقط ان اصل للسرير وانام...انتبهت لعمتي..(ماذا يعمل؟؟) لم افهم ما تعني..(ماذا تقصدين عمتي؟)..
*( هذا اخ رجاء الوحيد ما ذا يعمل..)
+( حامد؟؟ لا اعلم)
*(اسمه حامد؟؟)
+(نعم عمتي..)لا ادري لم شعرت بالاحراج..
*(لم اره من قبل..)
+( اين سترينه عمتي..ثم انه كان يدرس بالخارج ومن اسابيع تخرج )
*(ما شالله لديك معلومات عنه )وهي تلتفت وتبتسم
+( رجاء اخبرتني....)
ساد الصمت بعدها...
وغلبني النعاس...
ومن السيارة..الى المنزل... الى الغرفة بسرعه ابدلت ملابسي..وبصعوبة ازلت مكياجي وانا نصف نائمة..ووضعت راسي على الوسادة وغطيت في النوم...
كان الارهاق واضح على نونو لكن بالي اصبح مشغولا...بقيت سهرانه حتى اذان الفجر..افكر في حامد ..
شعور غريب الم بي منذ ان رايته في زفة رجاء... كانت نظراته نحونا..
وحتى تصرفه معنا عند موقف السيارات... كان واضح عليه الاهتمام..
وكذلك نورس واضح عليها الارتباك... تصارعت الافكار في راسي..هل هناك امر تخفيه نونو عني...
وبسرعه ادركت سؤ تفكيري..مستحيل ان يكون هناك امر مثل هذا وتخفيه عني نورس... اعرف كم ترفض فكرة الارتباط..
ربما هناك شئ من ناحيته هو..هنا شعرت ببرودة الفكرة..
اهتمام منه هو... ابتسمت لا اراديا...
لا ادري لم خطر ببالي فكرة ان ترتبط نونو بشخص مثل حامد...
كم اتمنى ذلك..فهو شاب من عائلة معروفة ومحترمة...
وحاصل على شهادة من الخارج... قل حماسي فجأة هل المشكله في وجود شخص بمواصفاته فمن تقدم لنورس كثيرين واغلبهم حلم لاي فتاة الا ابنتي..ولا اعرف السبب...انقطعت افكاري مع صوت اذان الفجر
بقيت اتقلب على السرير ...
رغم الارهاق الا اني لم استطع النوم ...
حزنت كثيرا عندما عدنا للبيت بدون رجاء...
سنفتقدها كثيرا....
ليس هذا فقط ما يمنعني عن النوم....
فكل ما حدث هذه الليله كان مميز....
يكفي اني رايتها..
كانت رائعه فعلا....
لم اتمالك نفسي عندما لمحتها...
لقد ميزتها من بين كل الموجودات...
صرت انظر اليها..الى ان اصبحت قريب منها..اانتبهت لي ...
ابعدت نظرها عني....
ولكنها عاودت النظر الي..
شعرت بارتباكها.... تجاوزتها الى مقدمة القاعه...
انشغلت بعدها برجاء والتصوير معها...
وعند انصرافي افتقدتها..
صرت ابحث عنها بشكل ملحوظ..
لكني لم اراها....
خرجت من القاعه وانا افكر اين اختفت؟؟ قبل لحظات كانت امامي...
انتبهت الى سعود بانه سيدخل مع اخوته ويصحبه عمي...
كان يبدو عليه الفرح كيف لا والليله سيتحقق حلمه بالزواج من رجاء...
بحثت في جيبي عن الجوال...
اسرعت نحو ممر الخدمات المؤدي للغرفة التي كانت بها رجاء...
دخلت من الباب الصغير ومنه الى الغرفة...
وقفت جامدا مكاني..
انها هي ... امامي..لم تنتبه لي ابدا....
كانت مشغوله بنفسها ...وهي تستعرض شعرها امام المراة....
وعيت لنفسي..لم انا اقف هنا بوجودها....
خرجت بسرعه ...لا اريد احراجها....
خاصة اني انتبهت الى ان هناك من هو قادم....
خرجت من الباب نفسه الذي دخلت منه...والذي يؤدي لممر الخدمات...ومنه للخارج...
الا اني انتبهت لصوت ناعم ينادي..
( اهلا حامد...)
التفت للخلف...باستغراب ....وقع نظري على الفتاة..لم اميزها.... صرفت نظري عنها..الا انها اقتربت اكثر..(ماذا تفعل هنا؟؟؟المكان خاص للنساء..)
واضح انها تريد الحديث فقط..( وما شانك انت؟؟)
(انت؟؟الم تعرفني ؟؟انا اميرة ...ابنة عمك...)
التفت لها (اميرة لم انت هنا؟؟)
استغربت وجودها امامي... اول مرة اراها من غير حجاب... لم اميز حتى صوتها..
وشكلها بدى لي غريبا.... اردت الانصراف...كان موقفا محرجا حقا
بصوتي العالي (ادخلي بسرعه.... قد يمر الرجال من هنا...)
بقيت مكانها (انت اخبرني ماذا تفعل معها في الغرفة..؟؟؟)
التفت لها بحركة سريعه...وتقدمت نحوها (ماذا تقصدين؟؟؟)
وهي تغمز ( رايتك خارج من الغرفة .. )
بحدة اجبتها..(احترمي نفسك...)
وبجراة اقتربت اكثر ( ..هل تعجبك هذه الفتاة المتكبرة؟؟؟)
(اغربي عن وجهي ..) قلتها وانا ابتعد عنها.
( انك لم تبعد نظريك عنها داخل القاعه....)
لم ابدي اهتمام لتعليقها لابد انها تريد ان تغيضني ..
تمالكت نفسي ..وابتعدت عنها للخارج.. لم تفكيرها قذر باتجاه نورس... وكيف تظن بها... وتجرؤ على الحديث في امور غاية في الحساسية بهذه البساطه...
كم هي قليلة ادب..و جريئة.. لتقف امامي بهذا الشكل ...كانت شكلها ملفت للانتباه.... فستان احمر.. ملتصق بجسمها حتى انها تتحرك به بصعوبة .
وتسريحة شعرها الغريبه ومكياجها الصارخ....كيف لها ان تخرج بهذا الشكل...
لقد تسببت لك بسؤ الظن بدون قصد يا نورس... ولاادري هل لي ان اكلم اميرة وانبهها لسؤ فهمها... ام انسى الموضوع حتى لا يكبر في نظرها...وتشعر باهتمامي اتجاه نورس... التي لا تدري عن شئ ابدا..
كيف تتوقع هذا من نورس.. انها بنت نفسها ولابد ان تفهمها اكثر مني ..
تذكرت نورس ما ان راتني اقترب منها هي وعمتها في موقف السيارات حتى غطت وجهها... كل يوم يزيد اعجابي بها... وليتني اعرف سبب حزنك والدموع التي تراقص في عينيك دائما...
حامد مازال يتقلب على سريره وصورة نورس امامه وبريق الحزن الذي في عينيها يحيره كثيرا...
*الشاطئ الخامس*
*الموجة الاولى *
انهيت مكالمتي مع رجاء وانا في قمة السعادة...كم انا فرحة لعودتها من شهر العسل. افتقدتها كثيرا مر على زواجها اكثر من 3 اسابيع.... فلم يعد جوالي يرن ابدا... فليس هناك اتصالات مع غيرها...
ولكن هل ستعود علاقتنا مثل السابق
ام انها ستنشغل بالحياة الجديده
قد يؤثر هذا علي كثيرا
بما ان ليس لدي صديقة غيرها
ولكني سعيدة من اجلها...
غدا سأراها ستقيم حفل استقبال في الاستراحة الخاصة بوالدها
دعتني مع عمتي فريدة
وكعادتها لابد ان تعطيني بعض الملاحظات على لباسي
( حذاري ان تلبسي لباسك القاتم الرسمي..اكرهه...اريدك الاجمل بينهن..كما كنت في حفلة زواجي..)
اعتادت على ان تراني بلباس يظهر عليه الرسمية وبالالوان القاتمة..
ورغم امتعاضها الا اني لا اغير من ذوقي في الاختيار....
اتذكر اننا نذهب لشراء لباس للجامعه..نختار الطقم نفسه الا انها باللون الاحمر وانا باللون الكحلي..
لطالما حاولت ان تغير من اختياري لكن لا جدوى
اشعر ان عقلي بدأ يفكر مثل باقي الفتيات...(ماذا سأ لبس غدا؟؟؟)
.................................................. .................................................. ..
جهزت مبكرا.... فاليوم ساستقبل صديقتي العزيزة بعد طول غياب..
كم اشتقت لها...
نظرت الى نفسي في المراة...
انها المرة الاولى التي البس فيها فستان قصير...
لونه اسود.... ولانه عاري عند الصدر ارتديت عليه قميص من التور باللون التركواز...
مع مكياج بسيط وضعته بنفسي....
وهذه المرة رفعت شعري ولانه طويل بدى حقا وكانه ذيل حصان...
شعرت وكاني اصغر من سني... لا ادري لم...
ففضلت ان لا البس حذاء بكعب عالي..
واكتفيت بحلق دائري وخاتم تركوازي اللون ....
ارتديت العباءة التي ارتديها دائما لمركز القران لانها غير مفتوحه من اسفل..
فسيسهل علي المشي بالفستان القصير...
ولم انسى هديتها.... فتحت درج المكتب... واخرجت العلبة المخملية الحمراء
وقبل ان اضعها في حقيبتي السوداء الصغيرة..
فتحتها...
اعلم كم يعجبها الذهب الابيض...
لذا اخذت لها هذا الخاتم ونقشت بداخله اسم سعود..
خرجت لاجد عمتي مندمجة مع مسلسل جديد....
انها لم تجهز لذهاب معي... رغم اني اخبرتها البارحة...
*(عمتي الن تأتي معي؟؟)
_(لا نونو ..اعذريني..لن استطيع الذهاب..) دون ان تلتفت الي..في غاية الاندماج مع المسلسل
*(هل هو مسلسل جديد)
_(لا..لكني لا ارغب في الخروج ... اذهبي انتي واستمتعي مع صديقتك..)
خرجت بالسيارة... متجهه الى الاستراحه...اتصلت برجاء حينها لكنها لم ترد..لابد انها مشغولة...
بعد ثلث ساعة وصلت للمنطقه ولكني لم ادل طريق الاستراحه....
وقفت جانبا..وصرت اتصل على جوالها مرة اخرى..الا انها لم ترد....
طال وقوفي في المكان...
وقليله هي السيارات التي تمر من هذا الطريق لانها منطقه سكن خاص...
حتى اتصلت رجاء...
(اسفه نونو الجوال ليس معي..)
_(انا واقفه على جانب الطريق منذ ان اتصلت لك..)
(الا تعرفين الطريق الاستراحه..جئت معي من قبل ..)
_(لا اذكر رجاء..)
(حسنا سارسل لك السائق وانت اتبعيه...اين انت بالضبط؟؟)
انهيت المكالمة مع رجاء...بعد ان اخبرتها بمكاني..وبقيت انتظر السائق...
بعد اقل من 5 دقائق انتبهت لاضاءة قوية نحوي من سيارة خلفي... واشار الي ان اتبعه... تحركت من مكاني وصرت امشي خلف السيارة.... وبروده غريبة تسري في دمي...
رجاء اخبرتني ان السائق من سيدلني على مكان الاستراحه... لكن من هو امامي هو حامد اخيها.... لا اعلم لم تحب احراجي هذه الفتاة,,,,
بقيت ورائه كان الطريق ليس سهل علي ان اتذكره... مرة واحده فقط لاني جئت الى هنا وكانت رجاء هي من تقود السيارة...
انتبهت لمجموعه من السيارات واقفه امام المدخل....
هنا تكون الاستراحه...
الا اني لا اجد موقف لسيارتي....
انتبهت الى حامد ينزل من سيارته الجيب السوداء ويتجه نحو البوابة...
فتح البوابة بحركة سريعة..واشار الي ان ادخل...
المدخل واسع جدا..ولا توجد سيارة بالداخل غير سيارتي..اوقفتها جانبا...دون ان التفت خلفي او حتى ان اشكره..شعرت بارتباك شديد وقتها... لا ادري من اي جهه ادخل المبنى...
( ادخلي من جهة اليسار.... المدخل الذي امامك..)
جمدت مكاني..لازال واقفا خلفي..وشعر بارتباكي... الا اني تقدمت نحو المكان الذي دلني عليه... وما ان قطعت الممر حتى وجدتهن متجمعات قرب المسبح الكبير....
صرت اتلفت ..جتى لمحت خالتي ام حامد...
اسرعت لها...
(اهلا خالتي..كيف حالك؟؟)
_(اهلا بك نورس.. هل دلك حامد؟؟؟)
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك