رواية غربة الايام -3
مبارك: خلاص اسكتي الله يخليج عورتي لي راسي تراج..سكتت نجلا وصدت بويهها الصوب الثاني. كانت متعودة على اسلوبه وياها دوم يسكتها ويناجرها. بس بعدها تحبه موت ومستحيل تتخلى عنه. وتعرف انه رغم كل شي يموت فيها..
حس مبارك بالذنب لأنه سكتها وبطل الدرج مال السيارة عشان يطلع شريط عبدالمجيد. في اغنية خاصة فيهم تحبها مرته وايد . أغنية أعز الناس. بيحط لها اياها وبتعرف انه يبا يراضيها. ونجلا طيبة وبترضى.
فتش مبارك بين الشرايط ولاحظ انه مرته بعدها لافة بويهها الصوب الثاني. ويوم حصل الشريط. يا بيشله بس طاح عنه تحت. وفي اللحظة اللي وخى فيها مبارك عشان اييب الشريط اللي طاح حذال البريك. ادمرت حياته وحياة اعز ناسه. وتسبب بدمار ما يتعوض لعايلة كانت ما تعرف انه قدرها تذوق الحزن والمرارة عقب هالليلة المشئومة...
نهاية الجزء الاول
الجزء الثاني
وخى مبارك عشان ييب الشريط اللي طاح عند البريك وأول ما رفع راسه سمع مرته نجلا تصرخ: مبااااااااااااارك!!
بطل مبارك عيونه ع الاخر وهو يشوف الشاحنة جدامه. وبأقصى سرعته لف السكان الصوب الثاني وقدر يتفاداها بثواني بس..
تنهد مبارك واطالع مرته بحنان وهو يقول: اسف غناتي ما كنت منتبه..
ما كمل مبارك كلمته الا وهو يشوف سيارته النيسان عافده فوق سيارة ما لحق يشوفها وصرخ بأعلى صوته وهو يحس بسيارته تتجلب في الهوا واخر شي يذكره صوت مرته نجلا وهي تقول: ناصر. أختك..
وعقبها ظلمت الدنيا في عيونه..
--------------
في هالوقت كانت ليلى واخوانها موقفين عند شيشة البترول اللي عند مدخل الشويب ومايد ومحمد وسارة وأمل نزلوا يشترون لهم شيبس وكاكاو وعصير. وليلى يلست في السيارة تترياهم..
اشفاق: ماماه ليلى سرعة . الحين باباه يجي ويشوف نحن يوفق هنيي . وايد جنجال حق انا..
ليلى: انزين اصبر ابويه ما بينتبه لنا . ما بيتأخرون اصبر..
دخل محمد السيارة ودخلت وراه امل وسارة ..
ليلى: وين مايد؟
محمد: ما رمنا نخوزه عن ثلاجة الايسكريم..
ليلى: محمد سير ناده وايد تأخرنا..
محمد: ان شالله..
بس قبل لا يظهر محمد ، بطل مايد باب السيارة ودخل وهو يبتسم لليلى وقال: يودي ليلى يبت لج ايسكريم ماغنوم اللي تحبينه..
ابتسمت ليلى: مشكووووور حبيبي بس انته تعرف اني ما اكل شي وانا في السيارة..
مايد: عاد هذا كليه عشاني..
ليلى: ان شالله باكله ..
اشفاق: روح؟
ليلى: رووووح. خلصنا .
أمل كانت حاظنة الشيبس والعصير بقو وتطالع ليلى بغضب ومادة بوزها..
ليلى: ههههه بسم الله الرحمن الرحيم. لولة بلاج؟؟
أمل(بنبرة شريرة) : انا ما بعطيج..
ليلى: ههههههه ومنو قال لج اني ابا من عندج شي؟؟
ابتسمت أمل براحة وما قدرت ليلى تتحمل وهي تشوف غمازاتها وقرصتها على خدها..
أمل: كله حقي؟
ليلى: كله حقج ..
سارة: ليلى تبين جالكسي.؟؟
ابتسمت ليلى لأختها الرقيقة سارة وقالت : مابا جالكسي حبيبتي . عطي دانة. أكيد الحين يوعانة..
طلعت سارة دانة من الكيس وتمت تطالعها . رغم انه كل العابها في شنطتها بس دانة ما رامت تتخلى عنها وخلتها في الكيس وياها..
سارة: دانة تقول انها مب يوعانة. وتبا ترقد..
ليلى: خلاص رديها في الكيس ورقديها..
مايد: طاع الجذابة...!! متى قالت لج؟؟ انا ما سمعت حد يرمس. بذمتكم سمعتوا شي؟؟
أمل: لاء انا ما سمعت..
محمد: ميود لا تأذي سارونا..
سارة: قالت . انته ما يخصك ..
واحمر ويه سارة وفرت الكيس اللي فيه الحلاوة تحت ولصقت في ليلى وخشت راسها في عباتها..
اطالعت ليلى مايد بنظرة حادة . وهو ابتسم لها وانشغل بالاكل.. مسحت ليلى على شعر سارة وقالت: أنا سمعتها يوم رمست. وباجر بخيط لها ثياب انا وياج. شو رايج؟؟
سارة (وهي بعدها لاصقة في اختها): زين..
في هاللحظة محمد أشر لهم على حادث مستوي في الشارع الثاني وقال: شوفوا. شوفوا حادث!!!
مايد: اشفاق وقف بنسير لهم يمكن محتاجينا..
ليلى: لاء!!! اشفاق لا توقف . ابويه بيذبحنا لو شافنا موقفين هني..
محمد: بعدين سيارة الشرطة موجودة مب لازم تستعرض شجاعتك أخ مايد..
مايد: حرام عليكم ابا اشوف!!!
ليلى: قلت لاء يعني لاء..
وأصلا اشفاق ما كان مسوي لهم سالفة وكان يسوق وحتى ما التفت صوب الحادث..
أمل: ابا شوف الحادث..
مايد (يطالعها بنص عين): أمل شو يعني حادث؟
اطالعته امل باستغراب وقالت : يعني .. حادث..
مايد: والله كنت متأكد انج ما تعرفين. ردي التهمي اللي في ايدج ..
ليلى: أف منم هالشباب. محد تم في البلاد . كل يومين نسمع عن حادث وعشرة متوفين..
محمد: اتمنى ابويه ما يشوف الحادث. انا كنت ابا اكلمه عشان ياخذ لي موتر..
ليلى: لا ما عليك ابويه واثق فيك.
ابتسم محمد بثقة ..
مايد: مالت عليك الشباب من صف اول ثانوي وهم عندهم مواتر وانته خلصت ثالث ثانوي ومحد سوا لك سالفة..
ليلى: ميود!!
محمد: انته محد طلب رايك..
مايد: انا أول ما ادش الثانوية بطلب الموتر من ابويه . وبتشوف اذا ما عطاني..
ليلى: انته دش الاعدادية اول وعقب كمل احلامك عن الثانوية . خلاص؟
سكت مايد وضحك محمد . ويلسوا يسولفون لين وصلوا البيت..
وصل عبدالله المستشفى وعلى طول سأل عن اللي مسوين الحادث بس الشرطي اللي كان واقف هناك سمعه وقال: انته تعرفهم؟
عبدالله: أنا اخوه..
الشرطي: يتريونك عشان تتعرف على الجثث..
عبدالله يوم سمع كلمة جثث فقد توازنه ويلسه الشرطي بسرعه على الكرسي. حس بعمره ظعيف ومهزوز. شو بيسوي من دون اخوه؟؟ وعيال اخوه اللي كان يعتبرهم عياله . كان مب قادر يتخيل الدنيا بدونهم وبصعوبة كبيرة استوعب انه الشرطي يكلمه..
الشرطي: اناديلك الممرضة؟
عبدالله: هاه؟؟ . لا . بسير وياك. (كان يبا يشوفهم بعينه ويطمن انهم مب هم اهله. أهله بعدهم في دبي ما ردوا اكيد ما بيردون الحين فليل..)
مشى عبدالله ورا الشرطي في الممر الطويل وما كان يسمع الا صوت خطواته ودقات قلبه. ويحس انه الممر طويل ماله نهاية وعمره ما بيوصل للمكان اللي بيحدد مصير اخوه..
بس في النهاية وصل واطالعه الشرطي والطبيب اللي هناك بتعاطف وهم يشوفون نظراته المكسورة وخوفه الواضح في عيونه. عبدالله كان ريال معروف والكل يحسب له الف حساب وما كانوا في يوم يتوقعون انهم يشوفون في عيونه هالنظرة. او يشوفونه بهالانهزام..
رفع الطبيب الشرشف عن ويه اول جثة وانقبض قلب عبدالله وهو يطالع ملامحها وقال بثقة: لا . ما اعرفها..
حس عبدالله براحة وردت له ثقته وقال في خاطره اكيد غلطوا. أكيد تشابه اسماء. . وكان بيطلع بس الدكتور وقفه وقال: لحظة استاذ عبدالله ما شفت باجي الجثث..
عبدالله: قلت لك ما اعرفها..
الدكتور: شوف الباجين ..
رد لعبدالله خوفه وكان رافض انه يشوف الجثث. وكأنه اذا ما شافهن اخوه ما بيموت. هالجثث هي اللي بتأكد له وفاتهم. رفع الدكتور عن الجثة الثانية وهز عبدالله راسه براحة وهو يقول لاء ما اعرفها. كانت جثة بنية صغيرة وحط عبدالله ايده على قلبه وهو يفكر بملامحها اللي يعرف انها بتم محفورة في خياله..
يوم يا دور الجثة الثالثة حس عبدالله بخوف فظيع وقال للكتور: خلاص ما اعرفهم..
الدكتور: اسمح لي ياخوي بس لازم تكمل ويانا الاجراءات..
رفع الدكتور عن ويه الجثة الثالثة واندفع عبدالله من الباب . طلع برى ما كان قادر يتنفس. لاء هاذي مب كلثم. كلثم في دبي ويا اخوه وعياله . وطلع الدكتور وراه. : اخوي تقدر ترد في وقت ثاني ..
عبدالله: لاء. انا.. هاذي..
الدكتور (بعطف): تعرفت عليها..؟؟
عبدالله (بصوت مخنوق ودموعه مغرقة ويهه): هى..
الدكتور: يا اخوي خلص هالاجراءات الحين عشان ما ترد تتعذب عقب. ياللا
دخل عبدالله ويا الدكتور وتعرف على جثة اخوه وجثة حميد بصعوبة كبيرة. ويلس يصيح في الممر بصمت وهو يقرا الفاتحة على ارواحهم. نسى تماما عيالهم في هاللحظة . حس بعمره وحيد و ضعيف. مب عارف شو يسوي او وين يروح. وما حس الا والشرطي واقف على راسه: اخوي..
رفع عبدالله راسه وشاف الشرطي شال خالد ولد احمد ولافنه ببطانية. وخالد كان ويهه معتفس واحمر . كان خايف من الشرطي ومن الممرضات وكل هالاثارة اللي حواليه..
وقف عبدالله بسرعة وسحب خالد من ايد الشرطي وتم يبوسه ويحظنه وهو يقول: الحمدلله .. الحمدلله ..
الشرطي دمعت عيونه . كان يعرف انه ام الياهل توفت وابوه بعد. وقال : فحصنا الياهل والحمدلله طلع سليم ..
عبدالله: مشكور ياخوي ما قصرت..
الشرطي: افا عليك يا خوي هذا واجبنا..
عبدالله: أبا.. اعرف. الحادث كيف....؟؟
يلس الشرطي ويلس عبدالله وياه وهو حاظن خالد اللي كان يصيح وبدا يهدى يوم شله عمه عبدالله اللي كان نسخة من ابوه احمد..
الشرطي: الظاهر انه راعي النيسان حاول يتجنب شاحنة كانت سيارة اخوك وراها بالضبط. وفعلا قدر يتجنبها . بس تفاجئ بسيارة اخوك ورا الشاحنة. و..
عبدالله (بقوة): كمل..
الشرطي: اصطدمت السيارتين ببعض بقوة. وبعدنا ما تأكدنا بس الظاهر انه النيسان عفد على البي ام وعقبها انجلب..
عبدالله: والبنية والحرمة اللي ماتوا اهله؟
الشرطي: هى. وولده في العناية..
عبدالله: ما عرفتوا هويته؟
الشرطي: امبلى. مبارك بن هادف..
أول ما سمع عبدالله الاسم حس بالدم يتيمع في ويهه وانقهر من الخاطر ووقف وسار عن الشرطي اللي استغرب منه. بس عذره لأنه اكيد حالته حالة الحين..
----------------
دش عبدالله قسم العناية المركزة وكان مبارك يالس ويا اخوانه وابوه ويوم شافوا عبدالله ياي صوبهم انصدموا . كلهم يعرفونه ومحد توقع وجوده هني. اطالعهم عبدالله بنظرات حادة وهو حاظن خالد اللي رقد من التعب. وفي النهاية وصل لمبارك. كان ويهه تعبان ومرهق. وملامحه حزينة تقطع القلب. بس عبدالله ما اهتم. كل اللي كان يهمه انه مبارك جتل اخوه ومرته..
مبارك يوم شاف عبدالله . وقف وهو مب مستوعب شو اللي يايبنه هني. اطالعه مبارك وعيونه حمر من كثر الصياح . وكانت نظرته كلها يأس . مبارك كان ريال وسيم. طويل وعريض وعيونه سود. وورا قناع القسوة اللي كان دوم يلبسه.قلب ابيض وحنون. يعني عبدالله ومبارك كانوا متشابهين من عدة نواحي. رغم فارق السن الكبير اللي من بينهم. بس الحين ما بجى من هالملامح الا الخوف واليأس والتعب..
عبدالله سوى شي ما توقعه مبارك. رفع خالد ولد اخوه عن جتفه وجدمه من مبارك. وقال بصوت عالي: تعرف هذا منو؟؟؟؟
مبارك كان مب مستوعب واخوانه اقتربوا عشان يردون عبدالله عن اخوهم بس ابوهم ردهم واقترب هو يشوف شو السالفة..
عبدالله: هذا ولد احمد!!!! احمد اللي جتلته يالنذل. هذا ولده. تيتم وهو بعده ما كمل السنتين. جتلت امه وجتلت ابوه. الله ينتقم منك . الله ينتقم منك !!!
مبارك: انته شو تخربط؟؟
كان صوت مبارك مبحوح ورايح تقريبا من كثر ما كان يصيح. ودموعه كانت تنزل بكل حرية على خدوده ولا همه انه عبدالله يالس يشوفه..
بومبارك: عبدالله يا ولدي استهدى بالله هذا مب وقته..
عبدالله كان يعرف ابو مبارك ويحترمه وايد والتفت له بحزن وسكت . وفهم مبارك اخيرا انه اللي كانوا في السيارة الثانية هم اهل عبدالله وقال: عبدالله انا..
بس بو مبارك كان يحاول يفهم عبدالله انه مبارك بعد يمر بلحظات رهيبة وقال: الدكتور يقول انه ناصر ما بيعيش. ما له امل. كلهم راحوا ..نجلا ومها . والحين ناصر..
سمع مبارك رمسة ابوه وقال: لا . نجلا ومهاوي هناك ما فيهم شي. بس ناصر اللي تعور ابويه انته ما فهمت ع الدكتور..
تذكر عبدالله الحرمة والبنية اللي شافهم قبل شوي واستغفر ربه في داخله وطلع من قسم العناية بصمت ..
الظاهر انه عيال اخوه الباجين ما ياهم شي. أكيد كانوا ويا اشفاق. وروح عبدالله بيت احمد بسرعة عشان يطمن عليهم. وحاول يبعد الصور الفظيعة اللي شافها جدامه قبل دقايق معدودة..
--------------
في قسم العناية وعقب ما هدى مبارك شوي وتقبل خلاص انه مرته وبنته راحوا. طلع الدكتور واقترب منهم. وفز مبارك من مكانه بسرعة وقال: ناصر؟
نزل الدكتور عيونه وركض مبارك داخل عند ولده واطالع الدكتور ابو مبارك واخوانه وهز راسه بأسف. ويلس ابو مبارك بتعب وهو يسمع صرخة مبارك من داخل الغرفة وعرف انه الولد راح..
مبارك حظن ولده بقوة وهو يصيح العايلة اللي ظاعت من ايده في دقايق. ودش عليه ابوه وبعد الياهل عنه بصعوبة. ومدده على الشبرية وطلع مبارك من الغرفة وهو يصيح شرات اليهال. ويلس وياه لليوم الثاني عشان يهديه..
في بيت أحمد بن خليفة، ليلى كانت خايفة ومتوترة. الساعة الحين وحدة ونص واهلها بعدهم ما وصلوا. ما كانت تعرف شو تسوي او لمنو تتصل. فقررت تترياهم بصمت. وعقب دقايق طلع محمد من غرفته وشافها يالسة في الصالة ويلس حذالها..
محمد: ليش ما رقدتي؟
ليلى: امي وابويه بعدهم ما يوا..
محمد: معقولة؟؟؟ انزين دقي على موبايل ابويه..
ليلى: مغلق..
محمد: مغلق؟؟
ليلى: يمكن وقفوا في منطقة ما فيها إرسال. أنا خايفة تكون سيارتهم اختربت وواقفين يتريون حد اييهم.
محمد: انزين دقي على موبايل حميد..
ليلى: ما عندي رقمه..
محمد: ولا أنا..
ليلى: خلاص بنترياهم..
محمد: بس بصراحة وايد تأخروا. وين ساروا؟؟
اطالعته ليلى بحيرة: ما اعرف. محمد انا خايفة...
محمد ما عرف شو يسوي او كيف يطمنها فنزل عيونه وتم ساكت وهو يدعي الله انه اهله يكونون بخير. وليلى وقفت وتمت تمشي في الصالة وهي تتريى. صوت الساعة وهي تتحرك يخترق اذنها بكل برود وهي تحترق في داخلها تبا تعرف شو اللي اخرهم؟؟ وين ممكن يسيرون هالحزة؟؟ أمها هي اللي كانت مستعيلة تبا ترد بيتها . وين بتكون راحت؟
وعقب ربع ساعة. التفتت ليلى على اخوها محمد اللي كان يالس يطالعها وهي تمشي وقالت: محمد تعال نطلع في الحوي نترياهم..
محمد: يعني اذا طلعنا بيردون بسرعة..
ليلى: ما ادري. بس ابا اطلع..
محمد: انا..
ليلى: شو تخاف؟؟
محمد (بثقة): مب خايف.. ياللا نطلع..
طلعت ليلى ويا اخوها ويلسوا في الحديقة يتريون اهلهم ايون بس الهدوء كان مخيف والوقت يمر ببطئ شديد. محد فيهم تكلم. كانوا يتريون بصمت. كل واحد غرقان في افكاره. محمد يفكر بالكابوس اللي وقف له قلبه وخلاه ينش من رقاده ويطلع هالحزة وليلى تفكر بحميد اللي بيوصل اهلها وبيروح بوظبي على طول..
كان باب الحوي مبطل للحين. وفجأة سمعوا صوت سيارة وقامت ليلى وهي مبتسمة وطالعت اخوها وقالت: اخيرا وصلوا. الصراحة مصخوها. اصبر بهزبهم..
محمد: تعرفين ابويه. اكيد طلب من حميد يوديهم مطعم عشان يقهروننا يوم يردون البيت..
ضحكت ليلى بس ضحكتها اختفت يوم شافت سيارة عمها عبدالله الكاديلاك توقف جدام باب الصالة..
بطلت ليلى حلجها عشان تتكلم بس يوم شافت عمها ينزل من السيارة وخالد في ايده توقفت افكارها وما قدرت ترمس. كانت تنقل نظرها بين عمها واخوها الصغير ومن دون كلمة اقتربت من عمها وفي بالها ألف سؤال . وشافت في عيونه دموع غريبة عليها. عمها كان يصيح. أول مرة في حياتها تشوفه يصيح. ويوم شافها تقترب منه خنقته العبرة ومسح دموعه بغترته..
وقفت ليلى جدامه وسألته بهدوء وخوف: وين لقيت خالد؟
هذا كل اللي تجرأت ليلى تقوله. ما تجرأت تسأله وين امها وابوها . وين خطيبها؟؟ ليش خالد عنده هو. ووين الباجين؟؟ تلفتت حواليها تدور سيارة خطيبها. وعمها كان منزل عيونه وحاظن خالد اللي كان راقد على كتفه..
ليلى (بصوت مخنوق): وينهم؟؟ ليش امايه ما يت للحين. وابويه. ؟
عبدالله: خلاص يا بنتي لا تترينهم..
اطالعته ليلى باستغراب. صوته كان مبحوح وتعبان. ونبرة صوته حزينة. عمها ما كان يسولف..كان يرمس بكل جدية. ليش ما تتريا أهلها؟؟ ومحمد اقترب منهم وهو مبطل حلجه: ليش ما نترياهم؟؟ وين بيباتون؟؟
هني ما قدر عبدالله يتحمل ولف بويهه الصوب الثاني وهو يصيح بصوت عالي . ومحمد بعده يطالعه وقال بعصبية وقهر: عمي عبدالله انا سألتك وين بيباتون.؟؟؟ ليش ما ترد؟؟
بس عبدالله كان يصيح وهو حاظن خالد وليلى تدور اجابة تطمنها. تريحها. ما عرفت شو تسوي ووقفت جدام عمها وسألته وكأنه ياهل: عمي عبدالله. امي وين؟؟ الله يخليك خبرني عمي وينهم؟؟؟
عبدالله (بتعب): يا ليلى اهلج سووا حادث ..
محمد(بسرعة): وشو استوى لهم؟؟ في أي مستشفى هم الحين؟؟ الله يخليك ودنا .. انا.. أبا أمي..
وابتدا محمد يصيح. بس ليلى كانت فاهمة. كانت تطالع عيون عمها وفاهمة كل شي. اهلها خلاص راحوا. أو واحد منهم ع الاقل. في شي استوى وعمها عمرها ما شافته جذي..
عبدالله: امك راااااااااااحت خلاص . احمد وكلثم وحميد. جتلهم. مبارك جتلهم. راحوا. كلهم راحوا..
سكتت ليلى وحست بألم فظيع في قلبها. ومحمد لوى عليها من ورا بقوة وكان يصيح بصوت عالي يقطع القلب. بس ليلى كانت تايهة في افكارها. مب قادرة تصيح الدموع مب راضية تنزل من عينها. شو يعني راحوا؟؟ وين راحوا؟؟
ليلى : لا . امايه بتي. الحين بيوون . بتشوفون. امايه وين بتروح يعني. ؟؟ هذا بيتهم..
عبدالله: ليلى..
عصبت ليلى ودزت محمد بعيد عنها. واطالعت عمها بغضب وصرخت عليه: بيووووون . انته شدراك!!!!!! شفتهم؟؟؟؟ ابويه وامي ما بيخلونا نبات بروحنا.. عمي ما بيخلونا بروحنا...
عبدالله: محد بجى يا ليلى غير خالد..
تذكرت ليلى خالد وانصدمت اخيرا انه اللي صار صدق. امها وابوها. وحميد..
مدت ليلى ايدها وخذت اخوها عن عمها عبدالله ودشت داخل ودش محمد وعبدالله وراها بسرعة.. وقفت ليلى محتارة في الصالة وعقب شوي يتها فكرة ويلست تبطل الابواب كلها اللي داخل في الطابق الارضي. بطلتهم باب باب وهي تقول.: وين منخشين؟؟ حرام عليكم طلعوا والله ما يضحك...
محمد كان خايف ويطالع اخته وهو مصدوم وفي النهاية راح و يلس تحت الدري وصاح من خاطره وهو حاظن عمره. وعبدالله كان يلحق ليلى ويحاول يهديها بس ليلى كانت ثايرة . غضب الدنيا كله في عيونها وفي صوتها وهي تدورهم ..
عبدالله: ليلى استهدي بالرحمن وادعيلهم بالرحمة مب زين اللي تسوينه..
ليلى: انته ما تعرف حركات ابويه؟؟ الحين بيطلع لنا وبيضحك علينا...
عبدالله يود ليلى من كتوفها وهزها: ليلى ابوج مات . وامج وخطيبج بعد ماتوا. أنا شفتهم بعيوني. توني راد من المستشفى وشفتهم . محد بجى غير خالد. تفهمين؟؟؟؟
وقبل لا يكمل رمسته طاحت ليلى وكان خالد بيطيح من ايدها بس عبدالله يوده بإيد وبالايد الثانية بنت اخوه. ونادى على محمد اللي ياه يركض وشل خالد عن عمه ونزله على القنفة. وعبدالله نزل بنت اخوه على القنفة الثانية وحاول وياها عشان تنتبه. وراح محمد اييب لها ماي ورشه عبدالله على ويهها وهو يقرا عليها .. وعقب دقايق نشت. واطالعت عمها بتعب...
عبدالله: بسم الله عليج يا بنتي..
ليلى (بتعب): وين خالد؟
محمد: هني. راقد على هالقنفة..
نشت ليلى وشلته من دون ما تكلمهم وودته غرفته وصكت الباب وراها..
وش راح يصير يعد هذا كله
وش راح يصير ليلى ورده فعلها وهي تفقد امها وابوها وخطيبها وحبيبها حميد
محمد وش راح يسويي بعد موت امه هل راح تتوقف الحياه معه ؟؟؟؟؟؟؟؟
ماجد آآآآآآه ياماجد في احلى ايام مراهقته يفق اعز ثنائي عنده ؟؟؟؟؟؟ وش راح يصير فيه
وامل والملاك ساره وخلووود الصغير اللي ارد ربي ينجيه من حادث مؤلم
وش راح يصير فيهم
هاليتمى من راح يرفق فيهم
تابعوا معي احداث احلة قصه للكاتبه المبدعه والمتألقه ظـــنـــــون
لا تتركون القصه وتقولون من اولها حزن
صدقوني القصه روووعه اقروها وماراح تخسرون شيء
محبتكم
عبدالله اطالع ولد اخوه اللي كانت عيونه حمر بس يحاول يتحكم بعمره وقال: أنا بسير اخبر امايه. وانته سير ارقد يا محمد باجر وراك عزا لازم تيلس ويايه عند الرياييل..
محمد: ان شالله عمي..
في غرفة خالد كانت ليلى ترتجف وهي حاظنه اخوها ودموعها تنزل على ظهره. كانت تفكر بعيالها اللي اليوم العصر كانت تفكر انها تييبهم من حميد. عيالها اللي ماتوا قبل لا بينولدون. عيال حميد..راح حميد وراحت كل احلامها وياه. وبدت الدموع فجأة تنزل من عيونها بحرارة وحست بعمرها تهتز بصمت وهي تصيح على المصيبة اللي حلت عليها. وكل اللي راحوا عنها..
محمد يلس بروحه في الصالة يصيح ويحس بالدموع تحرق خدوده. المفروض باجر الصبح يسير ويا ابوه بوظبي عشان يشوفون نتايج الكلية. وامه المفروض من الصبح تنش عشان تسوي له ريوق وتدعي له بالتوفيق. شو بيسوي من دونهم؟؟ كيف بيعيش باجي ايامه من دون صوت ابوه وابتسامة امه؟؟ وغصبن عنه ردت أفكاره لحميد. وحس انه يكرهه من الخاطر. رغم انه يعرف انه اللي صار قضاء وقدر بس في داخله ما قدر يمنع احساسه انه حميد مذنب. وانه هو اللي جتل امه وابوه. بس مستحيل يقول هالشي جدام ليلى. احتراما لأخته اللي يحبها موت..
عقب ساعة طلعت ليلى ويلست في الصالة ويا محمد . حست في داخلها قوة كبيرة ما تعرف من وين يتها. كانت تتوقع انها بتم منهارة. بس كل ما ردت تفكر باخوانها تحس بقوة كبيرة في داخلها. يلست ليلى بصمت ومحمد بعد كان ساكت. اثنيناتهم ما راحوا يرقدون. محمد يفكر كيف بيخبر اخوانه بهالخبر باجر. وليلى ما تبا ترقد. خلاص ما تبا ترقد ابدا او تفكر او حتى تحلم . لأنها كل ما بدت تفكر . تفكر بإحساس امها وهي تموت واحساس ابوها . تفكر بخطيبها. شو اللي خلاهم يسوون الحادث؟؟ ما تبا تفكر. تعرف انها اذا فكرت فيهم بتتخبل اكيد. واخوانها ما يستاهلون هالشي. كان صعب عليها انها تفكر انها ما بتشوف أمها مرة ثانية ولا أبوها. وانه خلاص ماشي عرس شهر ثمانية. كانت مب مصدقة ومب فاهمة اللي استوى. فستان الصباحية بعده مفروش على شبريتها. لأنها ردت تجربه قبل لا ترقد في الصالة. بس غصبن عنها ردت تفكر بأمها. كيف ماتت. تعذبت ولا لاء؟؟ ماتت على طول ولا عقب؟ كانت افكار فظيعة ما قدرت تخبر محمد عنها. واطالعته بصمت وهو منسدح حذالها وساكت. وكل شوي كانت تسمعه يشهق. وترد دموعها تنزل مرة ثانية..
محمد: ليلى..
ليلى: هممم
محمد: يمكن...
ليلى: شو؟
محمد: لا تعصبين بس انا بعدني اترياهم يردون. ومب متحرك من الصالة الا يوم اشوفهم يايين..
ليلى: لا تعذب عمرك يا محمد. حرام عليك. ولا تعذبني وياك..
اطالعها محمد بعيون اكبر بوااااااااايد عن عمره..ساعتين خلته يكبر عمر. وقال: شو بنسوي الحين؟؟
حست ليلى بالألم في صدرها يرد مرة ثانية. فعلا .شو بيسوون الحين من دون اهلهم؟ شو بتسوي هي من دون امها؟؟ صح انها كانت متعودة على اخوانها وتعرف تتصرف وياهم بس امها كانت دوم وياها. عمرها ما كانت بروحها وياهم. شو بيسوون الحين؟
ليلى: ما اعرف. محمد انا ما اعرف شو اسوي..
محمد: ليلى قلبي يعورني ..
اطالعته ليلى وشافته موخى راسه ودموعه تنزل وتوصل عند اخر خده وتطيح على ايده. كانت تبا تحظنه وتهديه. بس كانت مب متعودة انها تكون قريبة منه. مايد غير بس محمد طول عمره منعزل ويخلي عمره قوي. واليوم طلع على حقيقته. طلعت طبيعته الهشة وضغطت ليلى على ايده بحنان..
ليلى: حتى انا..
محمد: أحس انه كابوس وبنصحى منه في أي لحظة..
ليلى:..............
محمد كان بعد يفكر بلحظة موتهم. يفكر كيف كانت. ابوه نط من السيارة ولا اللي صار صار فجأة وما لحقوا حتى يتنفسون؟؟ يا ترى ماتوا على طول ولا كان في امل ينقذونهم. يمكن بعدهم ما ماتوا. بس الطبيب ما يعرف. يمكن لو ردوا يشيكون عليهم مرة ثانية؟؟ كانت افكار رهيبة خلته يكره عمره ووقف وطلع برى في الحديقة. بس ما قدر يتحمل يتم بروحه. كان خايف. من افكاره. افكاره عذبته. ورد ويلس جدام ليلى ببراءة وفي عيونه حيرة وخوف. وقال: ليلى. بمووت. والله بموت..
نزلت ليلى من فوق القنفة ويلست وياه ع الارض. واطالعته بحزن..
محمد: كل شوي افكر.. في نهايتهم. (وصد الصوب الثاني وهو يمسح عيونه)
ليلى (بسرعة): لاء. لا تفكر. تفكيرك ما بيغير شي..
بس هي بنفسها كانت تفكر بهالشي طول الليل. لو كانت هي مكان امها. او ابوها. ليش خلوهم بروحهم ويا الدريول؟؟ ليش ما ركب واحد منهم وياهم.؟؟ جان ع الاقل ما حست ليلى بهالوحدة الفظيعة. وغصبن عنها كانت تتألم..
ليلى: بسير اشوف خالد..
محمد: سيري ارقدي وانا بيلس عنده..
تنهدت ليلى: اعرف عمري ما برقد..
كانت ليلى تفكر بوناستهم اليوم الصبح والعصر وكيف كانوا يضحكون. مب مصدقة انه كل شي انجلب. وانه حياة حبايبها انتهت. وكل دقيقة كانت ترد تفكر بحميد. شكثر كانت تحبه . وشكثر كان يحبها. تذكرته يوم يقول لها انه توله عليها وانه عقب شهرين ما بيخليها تغيب عن ناظره ولو ثواني. حميد مات وهي واخوانها تيتموا..
مرت الليلة كئيبة وهم يتذكرون الماضي ويفكرون بمستقبلهم الغامض. وفي النهاية تكلمت ليلى: خلاص محمد روح ارقد. لازم تنش من الصبح باجر عشان تجابل الرياييل
محمد: بطمن على اخواني وعقب بسير ارقد..
ليلى: زين تسوي..
محمد: ما تبين شي؟
ليلى: لا
وأول ما راح محمد وقفت ليلى وسارت تتيدد وصلت ركعتين ويلست تقرا قرآن. وتدعي لأمها وابوها وخطيبها بالرحمة والمغفرة..كانت ما تبا تفكر ابدا وهاذي احسن طريقة تشغل فيها عمرها..
وعقب ما خلصت سارت وانسدحت حذال سرير اخوها خالد وما حست بعمرها الا وهي راقدة. وعقب ساعتين نشت يوم حست انه حد يتحرك حذالها وبطلت عيونها وابتسمت يوم شافت خالد يوايج عليها من السرير. ميوّد الحدايد بإيده وعيونه مبطلة ع الاخر..
بس ابتسامتها اختفت على طول يوم قال خالد: ماماه؟
وقفت ليلى وشلته ودزها خالد عنه وهو يصيح: ماماه..
ليلى: حبيبي ماماه محد..
ما كانت تعرف شو تقول له. خالد ياهل وما يفتهم..ورغم هذا ما كانت تبا تقص عليه وتقول له ماماه الحين بتي..
خالد (يطالعها): ماماه بوح؟؟
سكتت ليلى وباسته على خده وودته الحمام عشان تغسل له ويهه . ونزلته في الصالة وهي تطالع الساعة. كانت الساعة 6 الصبح. وحطت له ألعابه عشان ينشغل بهم وراحت تسوي له حليب . بشاكيرهم بعدهم بيت يدوتها ما ردوا. ويوم طلعت من المطبخ سمعت باب الصالة يتبطل. ودشت يدوتها وهي تمشي بصعوبة والخدامه ميودتنها وتساعدها ع المشي. ركضت ليلى وحبت بدوتها على خشمها وراسها وخذت ايدها عن الخدامة عشان تساعدها هي ع المشي..
أم احمد كانت تصيح وتتنفس بصعوبة. وأول ما يلست ع القنفة سحبت ليلى وحظنتها وانفجر بحر الدموع اللي في قلب ليلى على طول ويلست تصيح من خاطرها وبصوت عالي ويدوتها تصيح وياها..
أم أحمد: لا حول ولا قوة الا بالله. انا لله وان اليه راجعون. وين اخوانج.؟
ليلى: بعدني ما خبرتهم..
أم أحمد: سيري قعديهم فديتج أنا بسير أبطل الميالس للحريم. ومحمد قعديه ..
ليلى: ان شالله ..
مشت ليلى ببطئ وخوف وهي تتساءل في داخلها كيف بتخبرهم.؟؟ كيف بتفهمهم؟؟ كيف تفهم طفل انه ما بيشوف امه خلاص..؟؟ كيف تشرح له انه بيكبر وبيعيش باجي ايامه من دونها؟؟ كيف تخبر مراهق انه بيتخرج من المدرسة والكلية وأبوه ما بيكون وياه عشان يوقف وياه ويفرح وياه. كيف تخبره انه بيعرس وأبوه محد وبتمر أعياد وابوه محد؟؟ وبتمر سنين وبتم صورة أمه في باله وهو مب قادر حتى يسمع صوتها؟؟ كيف؟؟
قبل لا توصل ليلى الصالة اللي فوق تلاقت ويا محمد ع الدري..
ليلى: وين ساير من الحين؟؟
محمد: عمي عبدالله دق لي . بسير اجابل الرياييل وياه في الميلس. والظهر..
نزلت ليلى عيونها. كانت تعرف انه الظهر بيصلون عليهم ويا صلاة الجمعة وبيدفنونهم حزة المغرب. بس احترمت صمت اخوها وقالت: خلاص روح . بارك الله فيك يا خوي. وانا بطرش مايد وراك يوم بخبره..
محمد: لا تغصبينه ..
ليلى: ان شالله..
نزل محمد الصالة اللي تحت وسمعته ليلى يسلم على يدتها وهي طالعة فوق. وحست بقلبها ينعصر من الألم وهي توقف جدام الممر اللي يودي لغرف اخوانها الصغار. خايفة ومتوترة. ما تبا تخبرهم.. ما تبا تكون هي الانسانة اللي تصدمهم. بتقول ليدوتها تخبرهم..بس قبل لا تلف وترد تحت. طلع مايد من
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك