رواية قيود الماضي -3
ظلت نوال تراقبهم من بعيد وهي تمصمص شفاتها وتفكر: وشايف نفسه..على
ايش؟؟ واحد عَمي ...صج مللني بس أنا مهب رايحه الا عقب مايجي ناصر..
اوصلت العنود اخاها الى غرفته وهي حذره وقلبها يرتجف مخافة أن يصطدم
بشيء ما ويتأذى ويغضب...كانت معه وهي تحس بالعجز عن اصلاح وضعه مما
اشعرها بالحزن الشديد...واستغربت ...كيف يتحول اخاها من شخص محب وحنون
الى اخر غَضِب وساخر...
بعد ساعة
كان الجميع في الصالة يشاهدون نشرة الاخبار في قناة الجزيرة ونوال تهز رجلها
بعصبية لأنها ملت الجلسة حتى عندما جلس اباها بجانبها فرحاً بتواجدها معهم
وعندما فتح الباب توقعت أن يدخل ناصر فوقفت ولكنها رأت محمد يدخل مسرعاً
ويجلس على أول مقعد ويسلم...
ابوجاسم : شعندك قاعد معانا هالحزه؟؟ ماعندك دوام؟؟
محمد: بكره دوامي الصبح...
ابوجاسم: شالله حادك على العسكرية؟؟ لو مشتغل مع ناصر مهب اريح لك..
محمد: شكلي باخذ تقاعد وبرجع مدني...
ابوجاسم: اي تقاعد اي خرابيط... توك الا مخلص الكلية العام...والسنة بتتقاعد!!!
محمد: شسوي يبه كارفينا كراف ...ماعندنا وقت نستانس بحياتنا...
ابوجاسم: الا مالكم في الشقى...مدلعين ...منتو بمثلنا ...ماتم شي ما سويناه..هاليد
ذي اللي تشوفها تشققت من كثر ماشلنا وحطينا ...
فكرت نوال ( هذا اللي بيسندرنا الحييييين ....وينك ياناصر؟؟ ليش تأخرت؟؟ )
ابوجاسم: كانوا يشغلونا في كل شي يوم كنا في ارامكو...ولانقدر نقول لا... نرجع
الكمب نحط راسنا ونرقد مثل الموتى لين يأذن الفجر...
عندما سمعته يبدأ بسرد ماضيه علمت أنه لن يسكت حتى يثير بها السأم والملل
فسحبت نفسها بهدوء وغادرت بسرعه قبل أن يلاحظها أحد فيستبقونها معهم..
انتبه لها محمد وفكر( زين اللي فكتنا وراحت...عشان اقول سالفتي...)
سمع ابوه يقول: كنا نشتغل مع بعض وناكل مع بعض ...ونرقد مع بعض .. مافي
فرق بين قطري وبحريني وسعودي...الله يذكرهم بالخير ...
سرح ابوجاسم كأنه تذكر أحداً وسكت فجأه...
بعد دقائق سمعوا طرقاً على الباب فقامت العنود من مكانها وهي ترتب شيلتها على
رأسها وتصرخ: شوشو البسي شيلتج اكيد هذيه ناصر...
وفتحت الباب وهي تلهث وكان ناصر وسألها عندما رأها مقطوعة النفس: شفيج؟؟
حد لاحقج؟؟
العنود: لا ..بس جيت بسرعة...كنت حاسه انك انت اللي عند الباب..
ناصر: أنت الحين بتدشين الجامعة...لا تركضين مثل البزران...لو طحتي الحين؟؟
كان تكسرتي على الرخام...
العنود وهي تطرق رأسها : الشرهه علي اللي كنت ما ابغيك تنطر في الحر...
ناصر: ماعلينا ...من تحت؟؟
العنود: كلهم الا شوشو ...في غرفتها فوق..
ناصر: انزين انتي بتدخليني والا بتم في الحر...عيل شفايدة ركيضج؟؟
العنود وهي تفسح له الطريق ليتنحنح ويقول بصوت عالي: السلام عليكم ...
ردوا عليه: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أم جاسم: تعشيت يمه؟
ناصر: ايه يمه في المجلس...( التفت الى جاسم وسأله ) جاسم شتعشيت؟؟
جاسم: مادري...شي لقلق حطيته في فمي بدون ما اعرفه..
العنود: حرام عليك..هاي المعكرونه بالصلصة البيضا اللي تحبها...
جاسم: كنت احبها عشان خاطر مريم بس...الله يرحمها..
الجميع: الله يرحمها ...
محمد مغيراً الموضوع عندما لاحظ امه تمسح دمعة سقطت من عينها: وأنا ليش
محد سألني عن عشاي؟؟؟ ولد الجيران أنا ؟؟ مانيب ولدكم ...مادري اروح اتزوج
عشان القى وحده تعطيني وجه وتهتم فيني..
أم جاسم: الساعة المباركة..أنت بس عزم وانا اروح اخطب لك اللي تبغي...
محمد: بتروحين سوريا؟؟ انا بتزوج سورية...
أم جاسم: ايه يصير خير...مافيه الا قطرية ...واذا بعدنا شوي ...خليجية ...وغير
انسى...
محمد: ترى أنا من صجي ماتعشيت...
أبوجاسم: انت مهب قايل انك طالع تتعشى مع ربعك؟؟
محمد: ايه...لكن ماتعشيت...
أبوجاسم: وليش عاد؟؟ ماكان عندكم فلوس؟
محمد: من اللي صار لي يبه...اسمع...رحنا مطعم وكان زحمة ..وماحصلت الا
كرسي احذا بنتين قطريات..قلت في خاطري عيب يا ولد...ودورت كرسي ابعد
وقعدت وتوني طالب مع الربع وجايبين طلبي ...وصحني كان مليان شبس مع
السندويش والا...اشوف زلمه قرب وقعد احذا البنتين وقام يكلمهم...كان تاخذني
النخوه واهد عشاي واروح له واقوله: اسمح لي اخوي ...هذول هلي ...ليش قاعد
احسبه يتحرش فيهم ...والا الرجال بطل عيونه ...ووحده منهم تقول وهي
مستغربه: هذا خالي...
حسيت اني تصخنت ....والحراره بتطلع من وجهي ...رجعت طاولتي والقى ربعي
ماسكين ضحكتهم ....ماقدرت اكل عشاي من الفشيله هديته وقمت ...
الجميع: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ابوجاسم: تستاهل ...هذي اخرة اللقافه...
محمد :يابلفيت قلت بتصرف بشهامة.
جاسم: مستحيل تتغير...دايما تحط نفسك في مواقف...تذكر سالفة براطمك اللي
انتفخت يوم كنت فالكلية...
محمد: وهذي كيف تنّسى؟؟ استوت من قرصة البعوضة جنها براطم هيفا وهبي..
خذت رخصة من العيادة وقعدت في الثكنه ماطلعت ...كانوا بيصورني بس ماخلتيهم
كنت كله اعض عليها...فضيحة...يومين لي طابت...عندوه وين العشى...؟
قامت العنود وهي تضحك عليه وامرت الخادمة بوضع طبق في غرفة الطعام...
سألت ام جاسم ناصر: ناصر يبه الفلوس تحولت حق الجماعة هالشهر؟
ناصر: تحولت يمه...لاتحاتين ..
سأله جاسم: شخبار الكمبيوتر..؟
ناصر: طلعوا يوزعون لاب توبات في معهد النور فيها برنامج ناطق اسمه ابصار
يقرالك المواقع كلها والجرايد وايميالتك بعد..
جاسم: طرشلهم لاب توبي خلهم يحطون لي البرنامج... خل اللي عندهم حق
المحتاجين انا الحمدلله الله مغنيني عنهم..
ناصر: بل ياجاسم..هذا نظام لك ولغيرك...
جاسم: ادري زين ...وقلتلك خله لغيري يكون محتاج...يمه خلي لشمي تجيبه من
على المكتب وتجيب شنتطه بعد...
رأت لشمي وهي تخرج من غرفة الطعام فنادتها وشرحت لها ..
نادت العنود: يالله يامحمد ...عشاك بارز...
جلست بجانب امها وقالت: ترا أنا ماتشريت حق الجامعة وابغي السواق
ناصر: شوفي الوالدة متى تفضى وروحوا...
العنود: نوال بتروح فيلاجيو بكره وبروح معاها...امي تتعب بسرعه...
ناصر: روحي مع الوالدة وإذا تعبت ارجعوا واطلعوا يوم ثاني عادي...مهب لازم
تشترون كل اغراضكم في يوم...
محمد: عدل كلامك...درر...درر...
العنود وهي تترك الصالة: اوففففففف...
ناصر وهو يبتسم: تأففي لي بكره...
دخلت العنود على اختها في غرفتها ووجدتها مستلقية على سريرها بالمقلوب
رافعة ساقيها على الحائط وهي تمسك برواية اجنبيه وتقرأها بنهم...
ونادت: ( شوشو...؟) ولم ترد عليها..
القت نفسها بجانبها بقوة فأخافتها ووقع الكتاب من يدها فصاحت: عمى يعمي
ابليس ...شفيج استخفيتي؟؟؟
العنود: كنت ابغي اروح فيلاجيو مع نونو بس ناصر مارضى...
عائشة: وهلي سكتوا؟؟
العنود: محمد يقوله ( واخذت تقلده ) كلامك درر...درر...
عائشة: إذا مهب عاجبج كلامه ...روحي مع نونو ماراح يدري...
العنود: ماقدر..ماتعودت اسوي شي من ورا هلي...
عائشة: عيل ليش جاية تقطعين علي استرسالي مع روايتي
العنود: وانا كل اللي يسألني اقولهم تخلص البروجكت وانتي قاعده تقرين قصص!!
عائشة: توني مخلصه وقلت بقرا شوي ...
العنود: وش هالقصة اللي شاغلتج؟؟
نظرت اليها وقالت: هاي قصة وحده يابانية عمرها ماطلعت بره مدينتها وسفرها
ابوها امريكا تدرس فالجامعة في سفينه وبروحها وماوصلت الا عقب اسبوعين...
تخيلي اسبوعين عشان تروح امريكا...لو انا كان انتحرت...الحمدلله على نعمة
الطيارات ...واحداث هالقصة صارت قبل غزو اليابانيين لمرفأ بيرل الامريكي..
العنود وقد انساقت وراء حديثها: وبعدين؟؟
عائشة: ولا أبلين...للحين ماقريت شصار فيها...توها واصله البلد...
العنود: الله ياخذ ابليس واهله...تدرين ماحبج تقولين لي اول السالفة
وتسكتين...ليش تقولين يوم انج ماخلصتيها..؟؟
عائشة وهي تبتسم: انتي اللي سألتي...أنا شخصني...؟؟
العنود: الشرهه مهب عليج ...الشرهه علي أنا الشيخة العنود اللي سمحت لنفسي
أني اقعد مع وحده مثلج...
ووقفت ثم غادرت ....
بعد اسبوع
في اطراف الريان ايضاً ولكن في الجهه الفقيرة وفي منزل شعبي قديم ومتهالك
سقط معظم الطلاء من على الجدران على مر السنين والباقي كان لوحة لرسومات
طفولية ملونه مختلطة بكتابة غير مفهومه جرى طفل صغير لم يكمل السابعة خلف
اخاه الذي يكبره بسنوات في الصالة الصغيرة الى الممر الضيق الذي يؤدي الى 3
غرف نوم فتحوا باب احداها ودارو فيها وعندما صرخت فيهم اختهم الكبيرة ليلى
فخرجوا مسرعين وهم يضحكون...
عادت لتكتب في دفترها الصغير بقلم رصاص صغر من الاستخدام....
يبه .. كيـف السنـه مـرتّ .. ولا مـر الفـرح بالبـال ؟؟
زرعـت احـلا أمـل غاـه .. وابـد .. ماللمـطـر طــاري
حسبت ان البخـت وافـي .. اذا خـان الرجـال .. رجـال
واثـاري الحـظ بالدنيـا مثـل بعـض الـعـرب .. ســاري
اذا مـرّ المـسـا غـربـه .. وتــاه بـهـا العتـيـم .. هــلال
تـلاقـيـنـي بـصـفـحـات الـعـتـيـم .. افــلــل افــكـــاري
يبه .. كيف امشي بدربٍ .. بلا عثره .. ولا غربـال ؟؟
دروبـي شـوك .. والساعـة سريعـة .. والعمـر جـاري
نفاني الوقت من نفسـي .. يبـه .. واثـر الهمـوم جبـال
هـي الطيبـه .. وابــي أخــذ يـبـه مــن طيبـتـي ثــاري
أرق .. واللـيـل غطـانـي فـبـردة .. والثـوانـي طـــوال
أرق فـي راحتـي .. ضيـقٍ بصـدري .. ليـل باسفـاري
طفـل جــرحٍ بـكـا فيـنـي .. وصـحـا بالضـلـوع اطـفـال
ألا يامكـثـر اطـفــال الـجــروح .. ومـكـثـر اســـراري
لبس ثوب الصبر قلبي .. ضحا غاب الصديق .. اظلال
تـمـرد كــل شــي فيـنـي عـلـي .. ..وفــزتّ اشـعـاري
تعبت اهرب مـن الماضـي .. واعيـش بوحدتـي رحـال
واكـون الرمـح والطعنـه .. واكــون الـريـح والــذاري
يبـه .. مـن عـام .. مامـرّ الفـرح .. لاحـس .. لامـوال
انـا البايـع معاناتـه .. وانـا السلـعـه .. وانــا الـشـاري
يبـه .. ياراحـة اعيونـي وقلبـي .. كيـف كيـف الـحـال
عسى ماضايقك جـرح الظميـر .. وطـول مشـواري ؟؟***
بعد قليل سمعت طرقاً على الباب فتعرفت على صاحبها وقالت: ادخل يبه..
دخل اباها الغرفة وهو يرفع نظارته من على انفه.. واقترب منها وسألها: تغديتي
يابنتي؟؟
ليلى: الحمدلله..
اباها : بس أنا ماشفتج تاكلين معانا ...حطيتي الصحن ورحتي...
ليلى وهي تقف بجانبه: كلت فالمطبخ قبل لا تجي...
حظنها ونزلت دمعه من عينه فقد كان متأكداً من أنها تكذب...ولكنه لم يقل لها شيئاً
بل اخرج لها من جيب ثوبه قطعة من الخبز ووضعها في يدها وقال: هذي خبزة بر
مسويتها مرت بوخالد وخشيتها لج...لأني ادري أنج تحبينها..
اخذتها وقبلته على خده وهي تقول: مشكور يا احسن ابو فالدنيا...
اباها: الله يصخر ام سعود لج قولي أمين...
ليلى وهي ترفع يدها: اااااااامين
خرج من غرفتها وهو يدعوا لها بالزوج الصالح... وعاد لغرفته ووجد زوجته
هناك وعندما رأته سألته: راحت ليلوه تغسل المواعين؟؟؟
ابوسعود: ليلى تعبانه من وقفة المطبخ طول النهار...حتى الغدا ماتغدت...
زوجته: حتى أنا تعبانه من تنظيف البيت طول النهار انا انظف وعيالك
يوصخون..وغسال الثياب والكواي.. وبعدين ماعليك منها اكيد كلت قبلنا...الاكل
جدامها محد مانعها...
ابوسعود: حرام عليج يامره..ارحميها شوي هذي يتيمه...
زوجته: انت ارحمها وارحمني وجيب لنا خدامه...
ابوسعود: من وين...معاش التقاعد يالله يكفي صرف البيت..
زوجته: هذا هي بتدش الجامعة عقب كم يوم ..واللي مثلها يصرفون لهم معاش اخذ
منها وجيب خدامه ومعاش الخدامه الا 500 تدفعها هي كل شهر...شحاجتها
بالفلوس...خلها تساعدنا ..
ابوسعود: وإذا عطوها ...كم بيعطونها ..؟؟
زوجته: كيفك...قلتلك طلعلي شغل خلني اساعد مالقيتلي...
ابوسعود: مالقيت الا فّراشة..وانا ما ارضاها لج...
زوجته: ولا انا ...الاكل اللي اطبخه يادوب يجيب لنا حقه ...حتى الاجار...والله لو
بيدي شي كان سويته...
خرجت بانفعال ودخلت غرفة ليلى بدون أن تطرق الباب وقالت: أنتي مشتكية علي
عند ابوج؟؟؟
ليلى وهي تغلق الدفتر وتقف: لا والله ماقلت شي...ليش شصار؟؟
جلست على حافة السرير وقالت: نفس سالفة كل يوم...انتي تشغلين بنتي انتي
كارفتها...انا معذبتج ليلى؟؟؟
ليلى وهي تبتسم: انتي تعرفين ابوي...دايماً يحاتيني...بنته الوحيدة شاسوي؟؟
ام سعود: يحسسنني بالذنب كل يوم ...الا تعالي أنتي تغديتي قبلنا صح؟؟؟
ليلى: ايه..
ام سعود: ليلوه...تغديتي ؟؟ لا تكذبين..
ليلى: والله تغديت ابوي جاب لي خبزة بر وكلتها...
ام سعود: وليش ماكلتي غدانا؟؟ انتي طابخته وما كلتيه...
ليلى: ماحب الربيان ...وماكان فيه ودام غيره...
ام سعود: بس فيه اشيا ثانية كان ممكن تاكلينها...مع العيش ...بطاطس مثلاً
ليلى: الحين بتسوين لي مثل ابوي...؟والله أنا ما اشتهي...
ام سعود: كيفج..بروح اقيل شوي..انتبهي لأخوانج..
ليلى: ان شاء الله.
ليلى هي الأبنة الكبرى لأبوسعود والوحيدة من زوجته الاولى والتي لاقت حتفها
وهي تلد ليلى بعد ولادة عسيرة قام بها طبيب متمرن...تزوج بعد أن كبرت من
حمده والتي كونت علاقة غريبة معها ...غير مفهومه فلا هي حب ولا هي كره ..
ولكن الحياة استمرت بينهم بلا مشاكل بعد أن عرفت ليلى كيف تسترضيها وتبتعد
عن طريقها وفي نفس الوقت تساعدها بدون أن تطلب ...وهذا الذي شجع زوجة
ابيها من معاملتها بطريقة عادية بدون قسوة زوجة الاب المعروفه..مع انها كانت
متخوفه كثيراً قبل أن تقبل بأبيها...انجبت ثلاثة ابناء اكبرهم سعود وهو في الرابعة
عشر وعيسى في العاشرة والصغير صالح..
في الثالثة عصراً رن هاتف البيت ورد عليه صالح ببرود فقد كان يشاهد حلقة من
مسلسله الكرتوني المفضل ...
صالح: الو...
العنود: السلام عليكم..
صالح: شتبين؟؟
العنود: صلوح رد السلام اول...
صالح: ابي اشوف التلفزيون خلصينا شتبين..؟؟
العنود: يامسود الويه رد السلام..
صالح: عليكم ...خلصيني والا بحط السماعة...
العنود: ناد اختك مع ويهك..
وضع السماعة على الكرسي ونادى ليلىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى
خرجت مسرعه لئلا يكرر صراخه ويوقظ اباها وزوجته: شتبي؟
صالح: رفيجتج على التلفون...
ليلى وهي تحمل السماعة : مالها اسم رفيقتي.؟
لم يرد عليها وظل يتابع مشاهدته للمسلسل...
العنود: لها اسم بس اكيد هو مندمج مع سيف النار... وحبيت اغربله شوي..
ليلى: اللي فيها ذبح ومذابح؟؟
العنود: ايه...ودمان بعد..هذا اللي يحبونه الصبيان ...
ليلى: وعععععع ...وتجين عقب تتفدينه فالروحه والجيه...ما يعطيج ويه...
العنود: ويه فديته..
ليلى: مسوي لج طبوب هالولد بس ماندري وين دافنها...
العنود: كيفه...المهم...بتجينا اليوم العصر؟؟؟
ليلى: ليش احنا عندنا موعد اليوم وانا مادري؟؟
العنود: ايه...بس انتي نسيتي...
ليلى: صج والله؟؟ أنا ما استأذنت من ابوي؟؟
العنود: عادي...لي قعد استأذنيه واتصلي فيني وانا بطرش لج السواق والخدامة..
ليلى: إذا الله راد...
العنود: حاولي والله متملله وطفرانه...وشوشو مشغولة الله يمللها...ولازم نتفق
على روحة الجامعة...
ليلى: قلتلج إذا الله راد...خلج عند التلفون ياويلج إذا رد علي حد غيرج...
العنود: تامرين امر...حبيبتي...
ليلى: عياره...يالله مع السلامة..
العنود: مع السلامة...
*** تنويه القصيدة للشاعر القطري جاسم بن همام !
بفضل من الله
انتهى الجزء
الجزء الرابع
اتصلت ليلى في العنود واخبرتها بموافقة اباها على الزياره فأرسلت لها السائق
وصعدت لغرفتها لتستعد ولم ترى ناصر عندما دخل البيت ليصحب جاسم معه...
وكان في انتظاره فأخذه للسيارة المتوقفه أمام الباب...
وفي الطريق
ناصر: وين تبغينا نروح؟؟
جاسم: كيفك...طفران حدي..
ناصر: نروح الكورنيش....
جاسم: مادري...شنسوي هناك؟؟
ناصر: نقعد...نتمشى..أي شي...
جاسم: نقعد في السيارة ...
كان العصر قد اقترب على الانتهاء عندما وصلوا للمكان بالقرب من حديقة فندق
شيراتون الدوحة وركن هناك ولكنه لم يطفيء المحرك..
ناصر: تبغي عصير؟؟
جاسم: مهب الحين...تصدق...كنت كل ماخلص المشي أشتري لي كرك واشربه في
البرد وعصير منجا في الحر..
ناصر: ايه...كنت ساعات امر عليك وتشربني..
جاسم: وأنت للحين ماتحب تمشي ؟؟
ناصر: لي بكره..يكفيني الجم ...والخيل...
جاسم: لازم..ماتتنزل حق الفقارى...ماتحب تتمرن الا مع الكباريه في الرتز..
ناصر: من رجعت ما رحت ذكرتني...بس قول الصدق ...لما تجيني عقب التمرين
وتشرب معاي قهوه في الكوفي شوب احلى والا لين شربتني كرك المعصرة واحنا
فالسيارة ورحيتك تبط الراس احلى؟؟
جاسم: لأن في الجم عندكم شاورات يالذكي فتتسبح وترجع تكشخ بس عالكورنيش
وين تلاقي شاور ...حمامات عمومية تلوع الجبد وسوو جديدة خربوها اللي
مايعرفون حق التكنولوجيا...
ناصر:ههههههه..خربوها !!!
جاسم: شعرفهم يدشّون حمام بالازره...ولا وينفتح الباب عليهم بعد 15 دقيقة..
ناصر: ما وحشك المشي هنيه؟؟
جاسم بغضب: لا...
ناصر: ماتمللت من قعدة البيت؟؟
جاسم: عندك حل ثاني؟؟؟
ناصر: عندي حلول...حياتك ما انتهت ياجاسم وانت تدري...ليش تحسسنا أنك
خلاص ماعاد اي شي يهمك...اللي صار كله مكتوب عند رب العالمين...مهب زين
اللي تسويه...
جاسم: وانا شسويت؟؟؟ قاعد في حجرتي كافي خيري شري...والا في الصالة مع
امي وابوي...
ناصر: وبس؟؟ وربعك؟؟ والمجلس؟؟ وشغلك؟؟؟
جاسم: وبس...تبغيني ارجع لحياتي ولا كني سويت شي!!!
ناصر وهو يضرب المقود بيده بغضب: عودنا ...اللي صار مهب بيدك بيد رب
العالمين بس ...خلاص اللي صار صار...فلا تعترض على مشيئته استغفر ربك...
جاسم وهو يتنهد ويمسك برأسه ويقول بحزن: استغفر الله ...استغفر الله..
ناصر وقد خطرت بباله فكره: ماجانا الهندي ...شرايك ننزل شوي..
بدا جاسم متردداً فرغب ناصر بتشجيعه فنزل وفتح له الباب وانتظره وبعد دقائق
بدت ساعات نزل بحذر وأمسك ناصر من ذراعه وقد رفض احضار عصاه وتخطوا
الاسفلت ووصلوا لأرضية الكورنيش المركبه من قطع الانترلوك الملون حتى
اقتربوا من البحر ووقفوا وأخذ جاسم يتنشق الهواء بقوة وكأنه يَود بأن يسحبه كله
وبعد مده وناصر يراقبه سأله جاسم: التفت مناك وشوف المكان هناك وقولي ...
تشوف العجوز القطرية اللي تمشي بالغصب مع بطولتها اللي تلمع في الشمس مع
بنتها وشكلها فيها سكر وبنتها تجبرها على الرياضة؟
دقق ناصر في الناس ولاحظ من بعيد تلك العجوز التي ذكرها فقال: ايه..
تابع جاسم: والشباب الثلاثة اللي يمشون وجنهم يركضون وهم لابسين لبس
رياضة ويسولفون مع بعض.
مسح ناصر قطرات العرق من على جفنه اسفل نظارته الشمسية ثم وجدهم بين
المتريظين فقال: ايه
جاسم: والبنتين الضعاف اللي ماتدري ليش يسوون رياضة وهم بيختفون...
ابتسم ناصر لأنه وفي نفس اللحظة مرعليهم شابتين وهم يرتدين العباءة والشيلة
باحكام وفي ارجلهما احذية رياضية ... فقال: ايه..
جاسم: والرجال المتين اللي لابس بدلة تخسيس سودا ويمشي في الشمس لي صار
اسود منها...
وجده ناصر وقد بدا كنقطة سوداء من بعيد: ايه...
جاسم: والمره اللي تمشي بروحها ولابسه نقاب وحاطه شال زيتي على كتفها ولي
شفتها خاطرك تطب في البحر من الحر الزايد وتستغرب ليش تحط هالشال العود
على كتفها...
ميزها ناصر بسهولة من خلال الحشد من شالها فأجاب: ايه والله..في الحر حاطه
شال!!!
جاسم: وحتى في الشتا...ماتطلعع بدونه ودايماً على كتف واحد بس مثل
الاسكتلنديين...والهندي مع مرته وبنته اللي كاشخين بنفس اللون...
ضحك ناصر على تعليقه ولكنه لم يجدهم..فقال: شكلهم راحوا بلادهم في الاجازة..
جاسم وبقسوة بدت على وجهه وهو يواجهه ناصر: كيف تبغيني ارجع امشي
معاهم ؟؟؟ بعصاتي؟؟؟
ناصر: انت تدري أنك ممكن ترجع تشوف مره ثانية...لا تستكين لهالحياة ...
جاسم: هذا انت قلتها...ممكن...احتمال ...مافي اي شي بيدنا الا ان احنا
ننطر..ممكن ايه وممكن لا...تبغيني اتعلق بأمل ممكن يختفي ...في لحظه...
ناصر: لولا الأمل ما كان للعلـــة مـــــــداوي.. لازم تاخذني قدوة قدامك...لولا الامل
ماكنت قدامك هنيه....وانت تدري باللي عشته قبل لا اجي الدوحة...
جاسم: أنا مهب مثلك...انت اشجع مني..
ناصر: الله يهداك بس...امش نرجع السيارة ...أذان المغرب قرب...بنمشي لين
المسجد اللي قريب الديوان وبنصلي هناك...شقولك؟؟
جاسم وقد فهم قصد ناصر: واذا غلطت...
ناصر: جرب...منت بخاسر شي...مامليت من صلاتك بروحك؟؟؟
جاسم: بلا...بس...
ناصر: بدون اي بسبسه...كل ماتسمع تكبيرة نفذ...مثل قبل بالضبط...
جاسم: توكل على الله...
عادا الى السيارة والحزن والارتباك يحوطهم ...
في مكان اخر
في منزل ابوسعود كانت ليلى تركب السيارة التي ارسلت من اجلها عندما لحقها
اخوها صالح وهو يسألها: متى بترجعين؟؟
ليلى وهي تبتسم له: للحين مارحت وتسألني متى برجع!
صالح: مادرستيني ؟؟
ليلى: وتوك تقول!!! خلاص عيل اعتمد على نفسك اليوم...جرب مره وحده ...انت
صرت كبير ولازم تعرف تحل واجباتك بروحك..
صالح: ماعرف...ابغيج معاي...
ليلى: تروح معاي؟؟ونحل هناك؟؟
صالح: ماعندهم يهال هناك ...
ليلى: وانت شتبي باليهال...!! بتروح تلعب والا تدرس؟؟
صالح: بلللل بدرس طول الوقت؟؟؟ ليش احنا شكثر بنقعد؟؟
ليلى: اكيد لي 8 ..
صالح: بتخليني العب في السوني مالت اختها؟؟؟
ليلى: انت روح جيب شنطتك ويصير خير...
في خلال عشر ثواني كان صالح جالساً بجانبها وحقيبته المدرسية في حضنه وهو
يهتز مكانه ويقول: ليش ماتخليني اقعد قدام وتقعدين الخدامة ورا...
امسكته ليلى من ذراعه وقالت: عشان تلعب في الازره والقير وتخليه يدعم
بنا...اقعد مكانك...وعن التنطنط...اقعد عدل صلوح والا ترى برجعك...
رمى حقيبته في ارض السيارة ووضع ذراعيه على صدره وتصنع الغضب...
فكرت بصمت: فديت اللي زعل...احسن خل نوصل البيت بسلام...
وتذكرت شيئاً فشهقت وقالت: امك تدري انك جيت معاي؟؟
صالح: قلتلها قبل لا اطلع ...
التفتت ليلى الى الشارع ذو الارضية القديمة والمليء بالحفر والمحاط ببيوت شعبية
بعضها قديم وبعضها تم تجديد بناءها على شكل فلل كبيرة وبدا النتاقض واضحاً
هنا ...بعد قليل خرج السائق الى الشارع العام المعبد والفسيح والمليء بالسيارات
المختلفة الاحجام والاشكال والمسرعه وكأنها في سباق مع الزمن وتوجهوا لبيت
العنود..
فيما بعد
وبعد أن صلوا العشاء عادوا للمنزل وأوصله ناصر لباب الفيلا وتأكد أنه دخل
وعصاه تسبقه وعاد لسيارته ثانية وتوجه للمجلس واوقفها بجانب السور وقبل أن
ينزل وبدون قصد نظر للمرأة الجانبية واكتشف وقوف نفس السيارة الغامضة في
بداية الشارع فشّغل المحرك ثانية واتجه نحوها فدار سائقها والذي لم يلمحه للظلام
المحيط به وعاد ادراجه مسرعاً وناصر خلفه ...وأخذ يدخل في الازقة الضيقة
وسيارته اليابانية الصغيرة تساعده على اجتياز تلك الازقة بعكس سيارة ناصر
اللاندكروز والتي كان سيحشرها في احداها الا انه انتبه في اللحظة الاخيرة وضغط
على الفرامل بسرعة وتوقف واكتشف أنها اختفت ثم ضرب المقود بيدة بقوه وهو
يصرخ: شتبي مني الله ياخذك....؟شتبي؟؟؟
تراجع للخلف وعاد للمجلس ثانية وهو محتار ويسأل نفسه مراراً وتكراراً عن
هوية السائق ولماذا يهرب منه بهذا الشكل...
في بيت ابوجاسم
كانت ليلى جالسة تتصفح مجلة بأنتظار العنود بعد أن تركتها لتذهب لأمها بعد أن
نادتها وهي تفكر بأخاها الذي ما أن انتهى من حل واجباته حتى جرى لغرفة عائشة
ليلعب البلاي ستيشن أمام تلفازها والتي اعطته مهله لنصف ساعة فقط وعندما
ينتهي الوقت عليه أن يغادر الغرفة وبدون اعتراض ككل مرة...جلس متسمراً أمام
التلفاز وهو ممسك بمقبض ابيض شّغل الجهاز واختار لعبة كرة القدم وغاب عن
من حوله ...
اخذت عائشة تراقبه وهي مستلقية على فراشها وتقرأ كتاب ...حتى أنقضى الوقت
فنادته: صلوح...يله سكر اللعبه...
لم يرد عليها صالح لأنه كان غارقاً حتى أَذنيه في لعبته...
وقفت أمام التلفاز واضعة يديها حول صدرها وتنظر اليه رافعة حاجبها الايمن مما
جعله يرمي المقبض على الارض وهو يلوي شفتيه ويقف ليتجه للباب حين لحقته
وقالت له: شوف ...إذا نجحت في اخر السنة بمجموع قوي بشتري لك وحده...
وقف مستغرباً وسأل: بتشترين لي Wii ؟!!
عايشة: ايه...أذا جبت مجموع اخر السنة..
صالح بغضب وهو يفتح الباب: شدخل...لي الحين ماتدرسنا وأنتي تبيني
انجح!!!خلاص مابي ...بقول حق ابوي يشتري لي وحده بكرة...
مشى في الممر بعد أن قفل الباب وهو ينظر للارض ولم ينتبه لجاسم الذي كان
خارجاً من غرفته ايضاً فصدمه ووقعا على الارض معاً وسط اندهاشه من الموقف
وغضب جاسم واخذ يتحسس الارض يبحث عن عصاه والتي سقطت خلف
صالح فقال: ماتشوفين؟؟؟والا عميتي مثلي..؟؟
قال صالح بعد تردد: أنا مهب بنت...أنا ولد..
جاسم: ولد من انت؟؟؟
صالح : ولد عبدالله بن هلال
جاسم: من ذيه...وشتسوي في بيتنا؟؟
صالح: انا جيت مع اختي ليلى ..رفيجة العنود...
انتبه جاسم لنفسه وتمالك اعصابه ثم قال: تشوف عصاتي وينها؟
امسكها صالح ومدها له ولما لاحظ أنه لم يأخذها وضعها في يده وهو يرتجف
وأحس جاسم بذلك..فقبض عليها بمعصمه وقال: شسمك؟
صالح: صلوح...
جاسم: امسك يدي وساعدني عشان اوقف يا صالح...صوتك يبين انك رجّال
والرجّال مايكسرون اسمه...
تغلب صالح على خوفه وحاول مساعدته على الوقوف وقال: أنااسف ماشفتك..
جاسم وهو يقول له: وصلني لي اول الدرج...تقدر؟
صالح: ايه..
جاسم: يالله مشينا..
امسكه جاسم من كتفه وجعله يقوده للامام وهو يمشي بحذر...وابتسم عندما سمع
سؤال صالح البريء: انت ليش ما تشوف؟
رد عليه: من الله..
صالح: ليش؟؟ الله مايحبك؟
جاسم: من قال مايحبني؟؟
صالح: عيل اكيد انت شرير عشان جذيه الله خلاك ماتشوف..مثلنا..
جاسم:يمكن..وانت؟؟شرير والا طيب؟؟
صالح: انا شرير شويه بس وايد طيب...
جاسم: انزين ياشرير شوية وين اختك؟؟
صالح:عند العنود.
جاسم: عيل روح لها احسن يمكن تدورك..
تركه صالح ودخل عند اخته وجلس بجانبها على السرير بهدوء فقالت له: ياهادي
يادليل..شعندك؟
صالح: تعرفين ان عندهم ريال شرير والله مايحبه؟
خافت ليلى من كلامه فسألته : من؟؟انت ماكنت تلعب في الوي؟؟
صالح: ايه بس ماخلتني عوش اطول توني بديت وطردتني
ليلى: عيل وين شفت الشرير؟
صالح: برع عند الباب..
ليلى وقد قاربت على الصراخ: اي باب انت وين رحت؟
صالح: اقولج عند عوش وتوني طالع من عندها دعمني الشرير..
ليلى: اي شرير؟
صالح: اللي الله خلاه مايشوف...
ليلى وهي تأخذ نفساً: اشوا...خرعتني احسبك طلعت برع البيت..
صالح: وين اطلع؟؟ انتي تخلين حد يطلع؟
دخلت عليهم العنود وقالت وهي لاتزال واقفة عند الباب : تبغون تتعشون من
ماكدونالد ؟
صالح: انا مابغي..
العنود: ليش؟؟
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك