رواية نورس على شطآن الماضي -33
((سلمــــــان))
فتح عينيه بصعوبة
ادرك من امامه اخيرا
انها بقربه....
تبتسم له...
كانت حقا امامه في صورة عروس...
تنظر اليه بعينيها الواسعة العسلية...
والتي زادتها جمالا برسمها بالكحل الاسود...
شعرها الذي بدت خصلاته المتدرجة في الطول متناثرة على كتفها
ولاسفل ظهرها..
بجلابيتها الحرير..المطرزة...
بدى اللون التركوازي مذهل عليها...
والسلسال ذو القلوب الثلاثه يتدلها من عنقها....
((فريــــدة..لمــ اشبع نومـــ ....))
_(( بلا كسل... اختك بدور هنا...))
(( انزلي لها..))
-(( سلمان... اخجل من لقائها بدونك...))
رفع جسده من على السرير
واقترب منها اكثر
(( امممم...ستنهض اخيرا؟؟؟))
وهو يمرر انامله على السلسال
ومن ثم على عنقها
(( لا فقط اتأكد هل مازلت ترتدينه؟؟؟))
وعاد لوضعه السابق...
((سلمان...بدور تنتظر...))
بعد لحظات....
ليست بقليلة....
كانت فريدة وسلمان
ينزلان من على السلم...
لتقترب اليهما اخته بدور...
(( اهلا سلماااااااان....))
والتفتت الى فريدة....
(( اهلا بالعروس....))
اقتربت من فريدة اكثر...
تصافحها..وتقبلها...
كانت فريدة سعيدة بترحيب بدور...
حتى اخذتا مكانا على الكنبة قريبتان من بعض..
بينما سلمان مازال واقفا...
همت بدور بالحديث...
الا ان سلمان قاطعها
وبدى عليه الغضب..
(( ستلصقين باختي...وتأخذك في حديثها الذي لاينتهي... وتتركيني واقف؟؟؟))
تعجبت فريدة من ردة فعل سلمان
بينما بدور كتمت ضحكتها
(( قلت لك انزلي استقبليها ادعيت الخجل....))
فريدة باستغراب...
(( سلمان مابك...؟؟))
جلس على الكنبة الاخرى...
((اريدك ان تجلسي بجانبي....))
ضحكت بدور بصوت عالي
والتفتت الى فريدة التي بدت انها مازالت في هول استغرابها
(( فريدة..قومي واجلسي بقرب زوجك....))
ببرود تحركت فريدة...
وجلست بقرب سلمان...
واخذت تنظر اليه بنظرات تظهر ضيقها...
الا انه لف ذراعه حول خصرها وهو يبتسم...
(( مارأيك..اعرف كيف اغضب؟؟؟؟))
قاطعته بدور..
(( ان كان وقت الغزل الان... سأذهب لغرفتي..مرهقه من العمل والدراسة...))
باحراج اشارت لها فريدة ..
(( لا بدور... اجلسي..اخيك يمزح...))
سلمان...
(( اجلسي بدور..ولكني لم اكن امزح...))
ضحك بعدها مع اخته..
والتي غمزت له..
(( هناك زائرة قادمة الان... الخالة مع بنتاها...))
الشاطئ الــ19
الموجة الرابعة ....
بعدها....
كان اللقاء الاول
بين فريدةوخالة سلمان
وبنتاها....
بدت الخالة ترحب بفريدة....
وتمدح طلتها
طلة العروس...
فيما البنتين بقيتا صامتتين....
تبادلن الحديث مع بعضهن بالاضافة الى سلمان...
كانت فريدة سعيدة جدا ..
احساس جديد بلمة العائلة....
وفي لحظة من لحظات فرحها
لابد ان تتذكر ابنتها...
نورس....
استئذنتهم لحظتها...
وفي مكان
فردان لم يذوقان الدفئ فيه الى الان
قطع حبل افكارهما طرقات الباب
كانت نورس مستلقية على الكنبة ...
وزينة مستندة على واجهة السرير
تضم ذراعيها لصدرها...
(( نورس....هل انت نائمة...؟؟؟))
التفتت زينة لها....
بحركة سريعه تحركت نورس متجهه نحو الباب...
(( نعم خالة....))
__(( فريدة تطلب محادثتك...))
لحظتها فقط
ارتسمت الابتسامة على محياها
ولانها ترتدي لباس النوم
اسرعت لتاخذ لباس الصلاة
ارتدته بحركة سريعه
وخرجت من الغرفه
نحو هاتف المنزل...
لحظات من الفرح ممزوجه بالحزن والشوق
كلا تطمئن على حال الاخرى
وكأن روح في جسدين
وقد التقى الجسدين اخيرا
وان كان عبر اسلاك الهاتف....
كلا منهما تطمئن الاخرى على حالها...
مشاعر واحده
ورغبة واحدة
ودت كل منهما بلقاء الاخرى
وكانهما ترغبان بالتسلل عبر الاسلاك
حديث عن الشوق...
ولهفة اللقاء...
(( بنيتي... ان احتجت لي لا تترددي... عمك سلمان وعدني في اي لحظة اطلب رؤيتك يأخذني لك...))
_(( عمتي... عمي ابو عبدالله يعاملني كأبنته..لا احتاج لشئ اكثر....))
(( لولا مسئولية عمك سلمان لكنت طلبت منه حالا رؤيتك...اعذريني بنيتي...))
_(( لا عمتي.. لا تقلقي... عمي سلمان يستحق كل اهتمامك..لا تشغلين نفسك بي...انا بخير...))
(( لن اطمئن حتى اراك..ماذا عن دراستك؟؟؟))
_(( الى الان لم اقرر ماذا سأفعل...سأحدثك عن هذا لاحقا..))
واخر الحديث بينهما...
دموع من كلتاهما....
انهت نورس المكالمة...
عائدة لغرفتها...
بصمت...
فقط دموعها من تعبر عن مشاعرها...
جلست على الكنبة...
وغرقت في البكاء...
اقتربت منها زينة...
(( نورس...لم البكاء؟؟؟))
_((عمتي...اشتقت لها...))
قربت زينة نورس منها اكثر
(( ليست هنا؟؟؟))
_(( لا في البلاد...كنت اعيش معها والان تزوجت ....))
تاهت كل منهما بأفكارهما...
نورس..
في عالم البعد
البعد عن عمتها
التي هي كل شئ
وزينة..
في عالم الحرمان
الحرمان من هذه المشاعر
الشوق لمن هو بعيد عنها
سواء والدها
او اخيها
لا احد ترغب بلقائه
سوى عمها
وفي تلك الزاوية
من فيلا العروسين
تقدم سلمان خلف عروسته
احاط بذراعه على خصرها
(( مابها العروس؟؟؟))
مسحت دموعها..
والتفتت اليه
(( كنت اكلم نورس..اشتقت لها...))
وهو يمسح دموعها ...والقلق على ملامحه
((لم لا تخبريني..اخذك اليها ان رغبت...))
نظرت لعينيه
(( لا يمكن ترك بناتك في هذا الوقت.))
وهو يمسح على شعرها...
(( المربية وبدور معهن...))
اخذت نفسا عميقا...
((.لا نريد ان نشعرهن اني اخذتك منهن...))
ابتسم لها
لم يستطع ان يعبر عن سعادته بما قالته
امسك بكفها
واصطحبها لضيوفه
وهو يهمس لها
لا اريد ان يروك الا سعيدة
لاني اريدك دائما سعيدة معي...
انتظركمــــ
تحياتي للجميع
ويسبقها
كل اعتذاري
اعلم اني تأخرت عليكم كثيرا كثيرا
لسبب ان ظروفي تغيرت عن قبل
ومن المستحيل ان انزل شواطئ من غير اقتناع بمضمونها
حاولت كثيرا ان ارضيكمـــ
في هذا الشاطئ
وارجو ان ينال رضاكمــ
الشاطئ الــ 20
الموجة الاولى....
اجتمعت العائلة على وجبة الافطار
كعادتها كل صباح
وفي وقت محدد للجميع
الا الفتاتان
ليستا معهم
التفت ابو عبدالله
وكأنه يفتقد احدهما
(( اين البنات ام عبدالله))
ام عبدالله...
((ربما نائمتين...لم ارغب في ايقاظهما))
وقبل ان يهم طلال في الجلوس...
((واخيرا اصبح في بيتنا فتاة....ربما خجلتان من الجلوس معنا))
رفعت ام عبدلله نظرها بسرعة الى ابنها..
(( هل تعتقد ذلك؟؟؟ ))
وبحركة سريعه تحركت من مكانها
نحو غرفتهما
طرقت الباب بهدؤ..
ولا جواب...
لحظات وعادت ادراجها...
(( اعتقد انهما نائمتين...))
مع كل لفته من لفتات اسرتي
والتي تدل على اهتمامها نحو هاتين الفتاتين
كنت صامتا
لم اعلق
كنت اتمنى ان اجتمع معها على وجبة الافطار
لم هذا الشعور ؟؟؟
لاادري
ولكني تراجعت
فكم اخشى ان ينتبه احدهم لاهتمامي بها
ولو بنظراتي نحوها
لذا..فضلت الصمت....
بعد الافطار...
كما هو كل صباح
اسرع محمد للحاق بباص المدرس..
والدي... يجلس على الكنبة في الصاله
يرتب اوراقا في ملف بين يديه...
حتى موعد قدوم السائق
كان هذا ما يفعله قبل الذهاب للعمل يوميا...
اما انا كعادتي كل صباح لدي ما افعله في مكتبة الجامعه...
انتبهت الى طلال يحدثني وهو يصعد السلم...
(( عبدالله..احتاج السيارة لاخذ امي للمركز الاسلامي اليوم...))
التفت اليه وبهدؤ...
(( لابأس... سأخذ سيارة اجرة....))
حتى كان صوت والدتي..
(( بني عبدلله.. لك ان تذهب بالسيارة...ليس من الضروري ان اذهب اليوم....))
اتجهت اليها ووقفت امام باب المطبخ...
(( امي... مفتاح السيارة في مكانه...ساخذ سيارة اجرة..))
حتى سمعت صوت فتح الباب
باب غرفة المكتب..سابقا
انها الغرفة التي تضم الفتاتين
تضم زينة...وابنة عمي
كانت صوت خطوات باتجاهي
رفعت نظري
لمن تقف خلفي
انها نورس
ترتدي لباس الصلاة
اتيه تحادث والدتي
حتى طربت بصوتها...
صوت زينة..
لم اعتد على الامعان في النظر لوجه فتاة
فخمنت انها نورس
لكنها ليست هي..
كانت تخبر امي عن رغبتها في زيارة عمها...
لحظتها فقط رفعت نظري اليها..
تبدو مختلفه..
ملامحها مختلفه..
ليست زينة التي اعرفها..
تبدو اروع بكثير..
وهي تغطي نفسها بلباس الصلاة...
التفتت لها امي...وهي تبتسم...ونظرها لما ترتديه
(( ابو عبدالله سيخرج الان..لم هذا اللباس عليك زينه..))
ابتسمت وهي تنظر للاسفل..لما ترتديه
(( كنت اصلي...))
وبحماس...
((سأجهز في لحظات...))
دخلت الغرفه
لحظتها استيقظت نورس
فتحت عينها على زينة وهي تخلع لباس الصلاة...
(( اين ذاهبه زينة؟؟))
وهي ترتب شعرها...
(( ابو عبدالله سيأخذني لزيارة عمي....))
ثم التفتت الى نورس
(( اسفه نورس..ارهقتك بالنوم على الكنبة...))
ابتسمت لها نورس..
(( لا عليك... اسرعي الان والا ذهب عنك عمي...))
غمزت لها
((اعتدت على الوقوف طويلا امام المراة ...))
خرجت بسرعه...
كان ابو عبدالله يلملم اوراقه في الملف...
((جاهزة بنيتي؟؟؟؟))
((نعم ...))
وهو يهم بالخروج
(( بنيتي... لديك رقم جوالي؟؟؟))
((نعمــ...))
((جيد ان احتجت لشئ وانت هناك اتصلي بي...
خذي ايضا رقم هاتف المنزل...ان انشغلت ولم اجبك..يمكنك محادثة ام عبدالله...))
خرجت خلفه....
وانا افكر بالاستاذ فهد
كم هو مهتم بكل من حوله
وياخذ احتياطاته لكل الامور
كان السائق ينتظر امام مدخل المنزل...
صعدا السيارة
ابو عبدالله وزينة
الاخيرة..لم تنتبه الى عبدالله...
كان واقفا على الطرف الاخر للطريق
ينتظر سيارة اجرة
والحقيقة
انه ينتظرها ان تخرج
يرغب في رؤيتها قبل انصرافه للجامعه....
لم يسعد برؤيتها
كما سعد برؤيتها قبل لحظات
وان كانت تبدو رائعه
كانت ترتدي البنطال الجينز بلونه الازرق الفاتح...
بدى ممزق بعض الشئ عند الركبة...
وجاكيت قصير بنفس اللون...
تحته قميص ابيض....
ولملمت شعرها وغطته بقبعه من الجلد باللون الاحمر بلون حقيبتها....وحذائها الرياضي....
كان يراها رائعه
ولكن ليست اروع من لباس الصلاة
شعر بالضيق فجأة
كيف لها ان تخرج هكذا
لابد انها ستكون بشكل ملفت اكثر
لاي احد يلتقي بها...
ومنذ متى تهتم بما تلبسه الفتيات؟؟؟
هذا السؤال الذي جال في صدره فجأة
ايقظه لما حوله
ولبرودة الجو....
وان عليه ان يوقف سيارة اجرة وبسرعه .....
الشاطئ الـ20
الموجة الثانية
لمحته من الواجهة الزجاجية للغرفه
كان يحادث الدكتور
يبتسم معه
اسرعت بخطواتي نحوه
فتحت الباب
دون استئذان
جريت اليه
وكأني اقطع مسافات طويلة
حتى ارتميت في احضانه
يناديني باسمي
زينة...زينة
ولكني لم استطع ان اجيبه
كنت ابكي
ابكي فرحا
انه بخير
يبدو افضل بكثير
وتجاوز الازمة
اخيرا انتبهت
ان استاذ فهد معنا...
اخذ يحيي عمي...
بينما عمي يشكره لاستضافته لي
لا اعلم ما كان يدور بينهما
الاهم....
ان عمي بخير...
انظر اليه
مازال شئ من الحزن في بريق عينيه
لكنه افضل
افضل بكثير....
وسعدت اكثر عندما علمت....
انه سيخرج اليوم من المستشفى...
انصرف استاذ فهد...
ولم اجد حديث سوى عن عائلة الاستاذ فهد
وحسن ضيافتهم واهتمامهم لي..
رغم اني اريد ان اعرف منه
ماذا عن زوجته سمر
هل تعلم بكل ما جرى
ام مازلت مرتمية في احضان والدها
هاربة مما جرى تاركته يواجه المه لوحده
كنت اعلم مسبقا انها لن تتحمل اي مسئولية
صمت عمي لم يعلق على اي شئ
مما قلته عن عائلة ابو عبدلله
كأنه يفكر في امر ما
فيما ارحت جسدي على الكنبه
لم انم جيدا البارحة كنت في لهفه لزيارة عمي
كمــ اشعر بالنعاس
في اللحظة نفسها.....
كنت المحها
تغالب ارهاقها
والنعاس يداعب جفنيها
لم اعلق
او اتحدث
حتى غطت في النوم
فيما عدت استرجع حديثها
حديثها عن استضافه عائلة ابو فهد لها
وتحدثت عن ابنة اخيه
عن نورس
التي اصبحت تشاركها غرفتها في بيت عمها
لم هي مع عمها هنا في لندن؟؟؟
اتذكر انها تستعد لزواج
افكاري متشتته
لا افهم ماذا حدث معها بالضبط
ولم هي هنا ولم يمضي على زواجها الا ايام
يبدو ان زينة ارتاحت كثيرا معها
فهي تمدح فيها وفي احسن معاملتها
تبدو طيبة
كررتها زينة اكثر من مرة
وكأني لا اعرف ذلك
ولا اعرف نورس نفسها
اعلم كم هي طيبة
وتحسن المعاملة مع الجميع
اعرف ذلك من قبل سنوات مضت
منذ اللحظة الاولى التي لمحتها فيها
بلباسها الابيض
وشعرها الطويل المنسدل على كتفيها
تستند على كرسيها المتحرك
لم تكن قادرة على المشي
نظراتها حزينة تائهه
كنت ارى اعاقتها سببا لحزنها
قد تكون انتبهت لنظراتي نحوها
كان شئ غريب يشدني اليها
لم استطع ابعاد نظري عنها
رغم روعة المكان الذي نجلس فيه
البهو الواسع
والحديقة التي يطل عليها
الا اني لم ارى ما هو اجمل منها لحظتها
كانت برفقتها سيدة
انها عمتها....
كانت مهتمة بها كثيرا
شعور لاول مرة يخالجني اتجاه فتاة
كنت اخشى ان افضح نفسي بنظراتي نحوها
وبسرعه
خرجت من المكان مع والدتي دون ان التفت لها
رغم اني كنت ارغب ان التهمها بنظراتي....
لالمحها في اليوم الثاني
وكأن لا احد غيرها في المستشفى لالتقي به
والحقيقه اني لا ارى غيرها
لمحتها مع عمتها
كانت تمسح بيدها على شعرها الرائع
ونظرها الي
الي انا.....
تجنبت النظر اليها
وتظاهرت بالانشغال مع الطبيب
اتذكر ان عمتها حدثتني
وبسبب ارتباكي...
لم انتبه لما قالت
فاكتفيت بابتسامة
وبسرعه انصرفت من مكان وجودها
وجودها الذي يربكني
يهز كياني
لا اعرف لماذا؟؟؟؟
حتى سمعت نبرات صوتها
ان كان وجودها قادر على ان يهز كياني
فان صوتها
هزم كل شئ بداخلي
سمعت صوتها لاول مرة
عندما وجدتها في بهو المطعم
تعمدت الاقتراب منها
لاسئلها ان تحتاج لمساعده
كانت وحدها
كانت حجه لاحدثها
ولكن لم اتوقع ان تترك نبرات صوتها
كل هذا الاثر علي
اخبرتني انها مع عمتها
وان اسمها نورس
نورس؟؟؟؟
فكرت بكل الاسماء
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك