رواية غربة الايام -31
تنهدت مريم وهي ترد الدفتر في مكانه بالدرج وأول ما وقفت عشان تبدل ثيابها وتنزل تحت في المطبخ عند أمها سمعت صوت دق على باب غرفتها وسارت تبطله. كان منصور واقف عند الباب يطالعها وعلى ويهه ابتسامة عذبة..منصور: "صباح الخير.."
مريم (وهي تبتسم ابتسامة عريضة): "صباح النور يا هلا والله. تفضل منصور.."
دش منصور الغرفة ويلس ع الشبرية وسألته مريم وهي تيلس حذاله: "ليش راد من الدوام هالحزة؟"
منصور: "بس جي مزاج. المدير العام وكيفي.."
مريم: "هههههه. معقولة تولهت عليه ورديت عشان تشوفني؟؟"
منصور: "هي هاذي. تصدقين؟؟ والله تولهت عليج.."
اطالعته مريم بنظرة وقالت: "ما اصدقك.."
منصور: "أفااا. انزين عشان اثبت لج. قومي اتلبسي.."
مريم: "أتلبس؟؟ وين بنسير؟"
منصور: "بوديج دبي. بنتغدى هناك . وبنسير نتشرى لج من هالكتب اللي تحبينهن.."
مريم: "صدق؟؟ صدق منصور ؟؟"
منصور: "هى بلاج جي تطالعيني. صدق والله قومي تلبسي. أنا وانتي بس. "
مريوم من الفرحة وقفت وركضت صوب الكبت. وهي تقول: "دقايق وأكون جاهزة. ياللا منصور اطلع ابا اتلبس. "
منصور: " ههههههه زين زين. بطلع. اترياج تحت.."
مريم: "بخلص وبنزل الصالة.."
طلع منصور من الغرفة ويلست مريم تبدل ثيابها بسرعة وهي مستانسة انه منصور ودر الدوام وبيفضي عمره حقها اليوم . بس عشان خاطرها هي..
***
عبدالله وسهيل وصلوا مبنى شركة مبارك عقب عناء طويل وعقبات عديدة كان أولها روان اللي أول ما شافت عبدالله طالع من المكتب انهدت عليه وهي تصيح وتترجاه يتراجع عن قراره. وآخرها سكرتيرة مبارك اللي رفضت تماما انها ادخلهم عليه . وفي النهاية ما سوى لها عبدالله سالفة ودش مكتب مبارك من دون حتى ما يدق الباب وشافه يالس ويا المحامي راشد سليمان اللي انصدم يوم شاف عبدالله داش عليهم..
مبارك (وهو يوقف ويطالع عبدالله بتحدي): "أظن السكرتيرة قالت لك انه عندي اجتماع"
عبدالله (وهو يرد له نفس النظرة): "اجتماعكم هذا أنا أول واحد لازم اكون موجود فيه. "
سهيل: " يا جماعة ما له داعي هالاسلوب . عينوا من الله خير وايلسوا وخلونا نتفاهم.."
مبارك: "اسمع يا عبدالله من دون مقدمات ورمسة فاضية. أنا ابا حقي.."
عبدالله: "مالك حق عندي.."
المحامي راشد: "بس الفواتير اللي عندنا تقول غير هالشي.."
مبارك: "راشد ممكن.."
عبدالله (لراشد): "انت بالذات تسكت وما يخصك . هالمسألة بيني وبين مبارك.."
مبارك: "راشد محاميه. ومثل ما دخلت سهيل في السالفة انا دخلته هو. "
وقف سهيل جدام عبدالله وعطى ظهره لمبارك وقال بنبرة حادة: "عبدالله ايلس وخلنا نتفاهم. وانته يا مبارك. عشان خاطري هدي اعصابك. "
كانت النظرات اللي بين عبدالله ومبارك مشتعلة ولو الواحد فيهم يروم يجتل الثاني بعيونه ما بيتردد في هاللحظة أبدا. بس احتراما لسهيل يلسوا اثنيناتهم متجابلين. وتنهد سهيل بارتياح مؤقت وهو يطالع المحامي راشد سليمان ويقول له: "ممكن تتفضل تيلس ؟"
يلس المحامي ويلس سهيل حذاله. وقال: "خلونا أول شي نتفاهم على سالفة الفواتير. عبدالله. مبارك عنده أدلة تثبت انك شركتك كانت تاخذ النصيب الأكبر من الأرباح وبدون علمه. يعني حصل تلاعب في الفواتير. وانا فهمتك كل شي واحنا يايين هني. "
عبدالله: "أنا ما لي علم بهالموضوع . ومب قاصر من البيزات عشان اتلاعب بكم ألف مالهن أي جيمة. يمكن الغلطة تكون من المحاسبين اللي عندي ويمكن بعد تكون غلطة مب مقصودة أنا ما اروم اظلمهم. بس المفروض هالشي تتناقش فيه ويايه أنا . بدل لا تسير وتتآمر عليه من ورايه يااا. مبارك.."
مبارك: "والله عاد سواء كانوا المحاسبين هم الغلطانين ولا انته الغلطان .ألتلاعب استوى وانا عندي ادلة. وهالقضية بتحلها المحاكم يااا . عبدالله. "
سهيل: "مبارك!!"
مبارك (وهو يتجاهل سهيل): "وعن سالفة التآمر أنا خبرت المحامي عن القضية بس ما طلبت منه يتصرف وهو تصرف بنفسه وانا ما يخصني باللي استوى.."
المحامي راشد: "فعلا يا أخ عبدالله انا اتحمل كامل المسئولية عن اللي استوى.."
اطالعه عبدالله باحتقار وقال: "صدقني بتتحمل المسئولية عدل انته وربيعك خليفة. وانا قدمت البلاغ ضدكم.."
مبارك: "والبلاغ ضدك انته باجر بقدمه.."
اطالعه عبدالله ببرود ورد له مبارك نظرته بنظرة حادة . وسهيل كان يشوف الوضع يتأزم جدامه ومب عارف شو يسوي. وفي النهاية قرر يلجأ للوسيلة الاخيرة وقال للمحامي راشد سليمان: "ممكن اخوي تخلينا بروحنا شوي؟؟ "
مبارك: "لاء. راشد يتم هني. "
سهيل: "أبا ارمسكم انتو الاثنين بروحكم.."
مبارك: "اعتقد ما بجى شي نقوله.."
عبدالله: " أنا كنت ياي هني اتفاهم وياك. وكنت اتمنى نحل هالمسألة بعيد عن المحاكم.."
مبارك: "لو كنت صج تبا تتفاهم ما بتهجم عليه في المكتب بهالطريقة. وما بتقدم بلاغ على محاميه من دون ما تخبرني.."
عبدالله: " أهاااا.. خلاص. مثل ما قلت يا مبارك. ما بجى شي نقوله او نتفاهم عليه. (ووقف واطالع سهيل بحزن وهو يوقل). ياللا يا سهيل. نش خلنا نروّح.."
تنهد سهيل وهو يطالع مبارك بحزن ومبارك نزل عيونه عشان لا يواجه نظرته. كان يحترم سهيل وايد بس هالمرة ما يقدر ينفذ كلامه او يراعي مشاعره وقبل لا يطلع عبدالله وسهيل من المكتب. وقف مبارك وقال: "عبدالله.."
التفت له عبدالله وعلى ويهه نظرة تساؤل..
مبارك: " اعتقد انه الثقة انعدمت من بيننا. على الاقل من صوبي أنا. تقدر تعتبر هالشراكة خلاص انتهت. والأخ سهيل اكيد ما بيقصر وبيسجل هالشي في المحكمة.."
***
الساعة الحين وحدة الظهر وياسمين من عقب ما روحوا عنها أم أحمد وليلى ومن عقب ما دقت لعبدالله ألف مرة ولا حصلته وهي يالسة ع النت. عبدالله وعدها يشتري لها كمبيوتر هالاسبوع وشيخة ما قصرت وعطتها اللاب توب الجديم مالها. والuser name والباسوورد مالها. وتمت ياسمين تتصفح المواقع وهي ما تعرف بالضبط على أي بر ترسي. الجات مول ما عيبها ولا تعرف ليش شيخة متخبله عليه وكل يوم ادشه. وحتى المنتديات حست انها ما تستهويها. ياسمين ما تحب السوالف الثقافية ولا يهمها انها ترمس ناس ما تشوفهم ومعظمهم يهال من اللي يدشون الجات. وعشان جي دشت واحد من مواقع البطاقات المشهورة في النت واللي كانت شيخة حاطتنه في المفضلة وتمت تتصفح البطاقات الموجودة فيه. كان الموقع وايد حلو وياسمين عيبتها التصاميم الموجودة فيه وانبهرت بالدمج العجيب بين الصور والكلمات. وكان خاطرها تعبر لصاحبة الموقع عن اعجابها بالبطاقات. بس طبعا ما كانت تعرف شو تسوي. واتصلت بشيخة اللي كانت توها ناشة من الرقاد وردت عليها بصوت خشن..
شيخة: "ألووو"
ياسمين: "صباح الخير.."
شيخة: "هلا والله صباح النور. شحالج غناتي؟"
ياسمين: "الحمدلله انا بخيييير. انتي شحالج؟؟"
شيخة: "تماام والله. شو الاخبار؟"
فكرت ياسمين تخبرها عن سالفة الحمل ولا لاء.؟؟ بس في شي في داخلها منعها من انها تخبرها. خصوصا انه ما تعرفها عدل للحين. ولو انه شيخة تحب تتصرف وكأنها ربيعة ياسمين من زمان بس ياسمين ما يعيبها تاخذ وتعطي وياها وايد. وللحين مرابعتنها بس عشان تبعد الملل عنها شوي..
ياسمين: "أنا يالسة ع النت.."
شيخة: "ههههههههه . ما شالله عليج ما تظيعين وقت.."
ياسمين: "لا والله بس ملانة. وما عندي شي اسويه. وريلي بعده ما رد من الدوام. عشان جي قلت ادش.."
شيخة: "ووين دشيتي؟ الجات؟"
ياسمين: "لا لا . دشيت موقع بطاقات. واااايد حلو. اسمه موقع.............."
شيخة: "أهااا. هالموقع غاوي دوم اطرش منه بطاقات لربيعاتي.."
ياسمين: "انزين شيخة بغيت أسألج. "
شيخة: "امري غناتي.."
ياسمين: "أنا ابا اخبر صاحبة الموقع انه الموقع عيبني. وين اسير؟؟"
شيخة: "ههههههههه وشله تكتبين لها؟؟"
ياسمين: "ما ادري..بس جي. اباها تعرف انه الموقع عيبني.."
شيخة: "يا ويلي عالطيبة والبراءة..!!"
ياسمين: "هههههههه ما يخصه. انزين بتخبريني ولا؟؟"
شيخة: "هى بخبرج. سيري صوب مكتوب للتواصل معنا. شفتيه؟؟"
ياسمين: "امممممممم. هى شفته. اهوس عليه؟؟"
شيخة: "هيه. شو طلع لج؟"
ياسمين: "سجل الزوار. معاينة. توقيع.."
شيخة: "أوكى هوسي على توقيع.."
ياسمين: "أهااا. طلع لي الاسم والبريد والرسالة.."
شيخة: "أوكى في الاسم اكتبي اسمج او لقبج. "
ياسمين: "عادي اكتب اسمي؟؟"
شيخة: "كيفج. انتي حرة .."
ياسمين: "امممم. لا لا مب حلوة. بحط لقب. "
شيخة: "شو كتبتي اللقب؟"
ياسمين: "ياسمينة "
شيخة: "ههههههههه شو الفرق؟؟"
ياسمين: "ما فيه افكر بلقب. انزين وعند البريد شو احط؟؟"
شيخة: "حطي بريدي. (ونقلتها شيخة ايميلها). المرة الياية يوم بجوفج بعلمج شقايل تسوين لج ايميل.."
ياسمين: "أوكى خلاص. وعند الرسالة اكتب اللي اباه صح؟"
شيخة: "هى.."
ياسمين: "انزين ياللا مشكورة. باي.."
شيخة: "افااا. بتبندين؟؟"
ياسمين: "هى عقب بدق لج.."
شيخة: "أوكى اترياج.."
بندت ياسمين وهي تتأفف. مول ما كانت اداني شيخة بس مجبورة اتم وياها مالها غيرها هني في العين. وردت افكارها ع الموقع اللي جدامها وعصرت مخها لين طلعت كلمات شكر وتقدير لصاحبة الموقع وطرشتهن حقها. وعقب دقايق ملت وبندت النت وردت اللاب توب في شنطته وسارت تحت تطالع التلفزيون..
***
في السيتي سنتر في دبي .
وبالتحديد في المجرودي. كانت مريم يالسة ويا منصور يشربون hot chocolate عقب ما حست مريم انها شبعت من كثر الكتب اللي اشترتهن. وكانت تدري انه منصور رغم مشاغله يايبنها هني عشان تستانس وقدرت له هالشي وايد. ومنصور كان بعد وايد مرتاح لأنه مريم اليوم حالتها وايد تحسنت عن الاسابيع اللي طافن وتمنى انه اللي بيقول لها اياه ما بيأثر على مزاجها ..
منصور: "مريامي؟؟"
مريم: " عونك.."
منصور: "عانج ربج غناتي. بغيت اخبرج بموضوع. وقبل لا تعرفينه. تأكدي انج مب مجبرة تردين عليه الحين وحتى مب لازم تردين . اذا تبين اطنشين الموضوع عادي طنشيه. خلاص؟؟"
مريم (وهي تطالعه باستغراب): "أوكى شو هالموضوع؟؟"
منصور: "واحد من ربعي.. رمسني امس. وو. يبا يخطبج.."
كان منصور يرمس ومع كل كلمة يقولها يطالع الانفعالات اللي على ويه اخته مريم. بس ملامح ويهها كانت غير مقروءة . وتمت تطالعه بنفس النظرة ولا كأنها سمعت شي وفجأة ابتسمت وضحكت بنعومة..
منصور: "ليش تضحكين؟؟"
مريم: "ربيعك هذا تخبل؟؟ وانته يا منصور المفروض كنت ترفض من دون ما ترمسني.."
منصور: "وليش ارفض؟؟"
مريم (باستخفاف): "منصور الحين انا ويه زواج؟؟"
منصور (بثقة): "هى نعم والف من يتمناج.."
مريم: "في نظرك انته بس.."
اطالعها منصور والابتسامة تختفي من ويهها وقالت له وهي تركز نظراتها عليه: "خل ربيعك يدور له وحدة تنفع تكون له زوجة. مب وحدة بيتم يخدمها ويهتم فيها لآخر يوم في حياتها.."
تنهد منصور بحزن وكان باين عليه انه معصب ومريم اجبرت نفسها انها تبتسم وقالت له: "قوم خلنا نسير نتغدى. تراني من الخاطر يوعانة.."
منصور (بدون نفس): "ياللا قومي.."
اطالعته مريم بدلع وقالت وهي توقف: "لا ترمسني جي.."
منصور (يبتسم): "ان شالله. ياللا غناتي نسير نتغدى.."
مريم: "هى جي احسن.."
وطلعوا اثنيناتهم عقب ما دفع منصور الحساب وساروا يدورون لهم مطعم غاوي يتغدون فيه..
***
يوم رد عبدالله البيت الساعة ثنتين ونص كانت ياسمين تتمشى في الحديقة وهي خلاص تحس انه صبرها نفد. تبا تخبره الخبر الحلو بسرعة ومقهورة منه لأنه تيلفونه للحين مغلق. عبدالله وايد كان متكدر وأعصابه تعبانة. وكل اللي يبا يسويه هو انه يرقد ويكون بروحه. يبا يفكر عدل وبهدوء بكل الأحداث اللي استوت له اليوم الصبح عشان يعرف يقرر شو يسوي بخصوصهن. بس كان لازم يعترف لنفسه انه منظر ياسمين وهي واقفة تترياه في الحديقة وعيونها تطالعه بنظرة حادة ولابسة جلابيتها الزرقا اللي يموت فيها خلاه يبتسم من خاطره وينسى ولو للحظة المشاكل اللي يعاني منها..
وقبل لا يوصل لها اقتربت منه ياسمين وحطت اياديها على خصرها وقالت : "ممكن اعرف ليش تيلفونك مغلق من الصبح لين الحين؟؟"
عبدالله: " هههههه فديت روحج تيلفوني مفضي نسيت اجرجه امس. جان اتصلتي ع المكتب.."
ياسمين: "اتصلت بس هالسكرتيرة الحيوانة قالت لي انك مب موجود.."
عبدالله (وهو يحط ايده على جتفه ويمشي وياها لباب الصالة): "هى انا اليوم وايد كانت عندي اشغال برى الشركة..سويت جولة على ال.."
ياسمين: "مابا مابا مابا اسمع عن الشركة..!!. أنا عندي خبر وايد مهم.."
عبدالله: "شو هو؟؟ "
بطلت له ياسمين الباب وقالت: "دش بخبرك ما ينفع هني.."
دش عبدالله وهو يتنهد بتعب ويلس ع القنفة ويلست ياسمين على ريوله واطالعته بدلع وقالت: "عبادي انته اليوم لازم تكون اسعد انسان في الدنيا.."
عبدالله (باستهزاء): " هييييييه اكيييد!!"
ياسمين: "أوووهووو. أنا ما يهمني شو استوى في الشغل. هني البيت. يعني جو ثاني. لا تخرب عليه فرحتي!!"
عبدالله: "هههههههه.. خلاص خلاص فديتج ما بنخرب عليج فرحتج. ارمسي. شو هالخبر اللي مخلنج مفرفشة جي اليوم.."
ياسمين: "عبااااااادي. أنا....حاااااااااامل. "
محد في هالدنيا يقدر يتصور السعادة اللي غمرت أحاسيس عبدالله في هاللحظة. سعادة خلته ما يشوف ولا يحس بأي شي حواليه. غير هالانسانة اللي منحته أغلى أمنية على قلبه. وحققت له حلم كان يراود قلبه من سنين. كل الهموم اختفت وكل المشاكل والمشاغل انركنت على صوب جدام هالخبر اللي بالفعل خلاه اسعد انسان في الدنيا في هاليوم..
***
" You will Always Remember this. as the day you ALMOST caught Jack Sparrow"
بهالجملة خلص فلم Pirates of the Caribbean اللي كان مايد يالس يتابعه هو ومترف في الميلس في بيتهم. وعقب ما خلص الفلم نقز مايد من مكانه وفي ايده عصا وفي نفس اللحظة وقف مترف وهو يصرخ ويصوب العصا اللي في إيده صوب مايد : "أين ستهرب مني أيها القرصان ؟؟ سوف أقطعك إربا إربا وأرمي بلحمك لأسماك القرش المفترسة!!"
مايد (وهو يعفس ويهه ويحاول يخلي نظرته شريره): " لن تتمكن من النيل مني أيها البحار. ها ها ها. سوف أيوّدك بيديه هاتين وافرّك في البحر لتغرق وحيدا بائساً"
مترف ما تحمل وانفجر من الضحك . : "إييييييييه شو هاللغة الخربانة؟؟"
مايد: "ههههههه تعال نشوفه مرة ثانية. والله عجيب الفلم"
مترف: "لا لا بسنا. شفناه مرتين. يكفي. أنا مب ياي هني عشان انحبس في الميلس قوم بنسير نهيت في العين مول.."
مايد: "امممم الهياتة خلها حق عقب المغرب. تعال الحين بنسير نزيغ قوم ساروه احيدهم يلعبون في الحديقة صوب المسبح.."
مترف (بتردد): "وين تبا؟ وأختك؟"
مايد: " لا لا محد أختي سارت عند ربيعتها. وما بترد إلا عقب المغرب .الساعة الحين أربع ونص بعده وقت قوم ياللا والله وناسة بنزيغهم..هي هي هي.."
مترف (وهو يبتسم ابتسامة شريرة): " ياللا .."
طلع مايد ويا مترف من الميلس وكل واحد شال عصاته في ايده وسارو صوب الحديقة. اليوم مترف فاجأ مايد ويا يزوره في العين. اتصل به وقال له انه عند باب بيتهم ومايد طار له بسرعة عشان يشوفه لأنه صج كان متوله عليه. وأيامه هالكورس في المدرسة وايد مملة ومالها طعم من دونه. واليوم يوم شافه حس انه كل الشطانة اللي فيه ردت له وكل الخمول اللي كان فيه هاليومين راح عنه. وهم في دربهم للحديقة كان مايد سرحان وأفكاره غصب ردته للصورة اللي شافها في موبايل ربيعه ومب عارف كيف يتصرف بخصوصها . وفي هاللحظة سأل مترف مايد: "شو أخبار مانع؟"
مايد: "للحين نذل. وطول عمره بيتم نذل.."
مترف: " ليش سوالك شي بعد؟؟"
مايد: "يخسي الا هو. من هذاك اليوم اللي ظربته فيه وهو ما يتجرأ يحط عينه في عيني.."
مترف: "ههههههه.. "
مايد: " بس بعدني مب مطمن له. "
مترف: " ما عليك منه. كلها سنتين وبتفتك من المدرسة وصدعتها.."
مايد: " صدقت.."
سارة وأمل وخالد كانوا يالسين في الحديقة صوب المسبح. وشكلهم صج مشغولين. مسوين دائرة وفي نصهم جدر صغير وعلبتين حليب مركز وثلاث اجياس جوز الهند . وأدوات تشكيل البسكويت على شكل نجمة وقلب ومربع ودائرة ومثلث ووردة. وخالد يايب الحمسة مالته في حوضها الصغير وحاطنها حذاله ويطالع خواته اللي قررن اليوم يسون حلاوة جوز الهند اللي شافن طريقتها على قناة سبيس تون. وليلى قبل لا تسير بيت موزة رفعت شعورهن فوق وربطت لهن اياه بسكارفات وردية كانت عندها وعطتهم قفازات بلاستيك عشان النظافة وهم يشتغلون ووصتهم على خالد وسارت..
بطلت سارة واحد من الاجياس اللي حذالها وصبت جوز الهند في الجدر. واطالعت أمل وهي تقول: "أنا بحط جوز الهند. وانتي صبي الحليب. وخالد. انته حركهم عشان يستوون عجينة.."
أمل + خالد: "أوكى.."
صبت سارة جوز الهند وسووا أمل وخالد نفس ما قالت لهم اختهم . وشوي شوي ابتدت العجينة تتماسك وارتسمت البسمة على ويوههم وهم يحسون بنشوة الانتصار..
أمل: "الله!!!. استوت!!.."
سارة: " نحط بعد حليب؟؟"
أمل: "لا لا . هم قالوا بس علبتين.."
سارة: "ياللا هاتي ادوات التشكيل.."
خالد: "عادي اعطي سلحفاتي؟؟"
اطالعته أمل بنظرة حادة وقالت وهي تشدد على كل كلمة: "لاء. هذا أكل أوادم. حمستك الوصخة هاذي أكلها حشيش!!"
خالد (وهو مبوز): "ما اطيع تاكله. وحتى الخس ما تباه. انزين بس بعطيها حبة وحدة..!!"
بكل هدوء سوت له سارة كرة صغيرة من جوز الهند وعطته عشان يعطي الحمسة وأمل تمت مقهورة بس سكتت وكملت شغلها. وفي داخلها تتحلف لهالسلحفاة اللي من يوم يابها خالد وهي منأرفة منها.
أمل: "بعدين شو نسوي نحطها في الفرن؟؟"
سارة: "هم قالوا عادي جي ناكلها. بس نحطها في الثلاجة عشان تتماسك أكثر.."
أمل: " أوكى.."
في هاللحظة. ومن دون سابق انذار هجم عليهم مايد ويا مترف من ورا الشير وهم يصرخون :" هجوم القراصنة!!"
تمت أمل مبطلة عيونها وعقب ما استوعبت الموقف صرخت ونشت بسرعة هي واخوانها وكل حد يشل أغراضه وياه. بس مايد ومترف كانوا اسرع وشلوا عنهم الجدر وحوض السلحفاة. ووقف مترف يطالعهم ويبتسم. صار له شهرين مب شايفنهم وفي هالفترة القصيرة تغيروا وايد. أمل ماشالله كل مرة يشوفها فيها يحس بها تطول أكثر ووزنها يزيد. والحين وهي تطالعه وتبتسم غمازاتها كانت وايد واضحة وشكلها وايد كيوت. وخالد ويهه بعده متورد من الحروق اللي كانت فيه وعيونه وايد ناعسة . بس سارة هب اللي صج جذبت انتباه مترف. هالطفلة كل ما يشوفها ينبهر ويتم في داخله يسمي عليها بالرحمن عن يحسدها. جمالها مب طبيعي وشعرها اللي تعود يشوفه مبطل، الحين رافعتنه ورابطة سكارف وردي على راسها ولونه منعكس على بشرتها الصافية. وعيونها اللي نادرا ما يشوف البسمة توصل لها هالمرة كانت تطالعه بسعادة حقيقية وهالشي خلاه يبتسم لها من الخاطر..
خالد (بعصبية): "ردوا سلحفاتي!!!. ميود ردها.."
مايد: " جااب ولا كلمة . ما ابا اسمع نفس. انتو رهائن عندنا وهالحلاوة هي الكنز. ولازم ناخذه. والسلحفاة بعد"
أمل (وهي مستانسة ): " وشو بتسوون فينا؟ بتذبحوننا؟؟"
مترف: "بنوديكم السجن.."
اطالعه مايد باستغراب:" ليش القراصنة عندهم سجن؟؟"
مترف (وهو يبتسم بخبث) : "وهم شو دراهم؟؟ تعال نسجنهم.."
بس اللحظة اللي رمسوا فيها هم الاثنين عطت خالد وأمل وسارة الفرصة انهم يشردون وفي ايدهم الصينية اللي شكلوا فيها الحلاوة. ومايد على طول ركض وراهم وهو يزاعج عليهم: "وقفوا!!. ما يستوي تشردون انتو رهائن عندي!!!.."
مترف في البداية تردد انه يدش وياه الصالة من باب الحديقة الزجاجي بس عقب قال بما انه اخته العودة محد . يعني عادي وركض وراهم داخل. بس أول ما وصل عند الدري تفاجئ بطفلة أول مرة يشوفها وهي يوم شافتهم راكضين فوق فرت نعالها ع الارض وركضت وراهم. ودزت مترف وسبقته ع الطابق الثاني. ومترف وحليله فقط ويهه ورد ويلس تحت في الصالة..
***
في مكان ثاني من العين. وجدام باب الفيلا اليديدة اللي كان عبدالله باننها لياسمين. كان عبدالله موقف سيارته ويطالع ياسمين اللي كانت مغمظة عيونها ومبتسمة وقلبها يدق بسرعة من الاثارة اللي حاسة بها. وعبدالله عيبه شكلها وتم يطالعها ثواني قبل لا يبطل باب السيارة وينزل ويبطل الباب من صوبها ويمد لها ايده عشان تنزل وهي بعدها مغمظة عيونها وتضحك ..
وعقب ما اتأكد انها مواجهة الفيلا جان يقول لها: "ما بتبطلين عيونج؟؟"
ياسمين: "أبطل؟؟"
عبدالله: "هى بطليهن..وشوفي المفاجأة.."
بطلت ياسمين عيونها واطالعت الفيلا وهي مب مستوعبة اللي يصير. كان اللي جدامها قصر. الحديقة وايد عودة. والبوابة حديدية سودا ومزخرفة بشكل رائع. تنفست ياسمين بشكل متقطع وحطت ايدها على قلبها واطالعت عبدالله اللي كان واقف حذالها يراقب كل ردة فعل تطلع على ملامحها ويبتسم لها بحنان. ومن دون ما تسأله عرفت. عرفت في داخلها انه هالقصر قصرها. وانها هي الاميرة اللي بتعيش في داخله. كانت هاي أكبر وأعظم هدية ممكن انه ياسمين تتخيلها. ومشت ببطئ باتجاه البوابة وقلبها يدق بعنف. وعبدالله كان يمشي وراها..
دشت ياسمين الحديقة اللي كانت النافورة في نصها. وعلى الجوانب احواض المفروض يكون فيها ورد بس بعده ما انزرع والشجيرات الصغيرة اللي توهم زارعينها. وعلى اليمين الميالس وع اليسار ملاحق. وغرفة أكيد بتكون للزراع يحط فيها اغراضه. ومشت مسافة طويلة لين وصلت لباب الصالة وبطلته. وأول ما دشت حطت ايدها على حلجها وهي مب مصدقة. الفيلا كانت فخمة لأبعد الحدود. الأثاث من أرقى ما يكون وعمرها ما تخيلت او دشت مكان بهالفخامة. وغصبن عنها نزلت الدموع من عينها وهي واقفة حذال طاولة عودة في نص الصالة عبارة عن حوض من الاسماك الذهبية . وقبل لا تكمل باجي الاثاث التفتت وراها وشافت عبدالله واقف يتأملها وعلى ويهه ابتسامة رضا..
ياسمين اقتربت منه بسرعة وحظنته حيل وهي تقول له : " حبيبييييييييييي.. والله روعة روعة روعة الفيلا عمري ما تخيلت اني بسكن في مكان بهالروعة. فديت روحك الله لا يحرمني منك ان شالله.."
وقبل لا يرد عليها باسته بسرعة على خده وركضت صوب الممر وهي تفر عباتها على القنفة وتقول له: "بسير أشوف الغرف كلها. تعال عبادي تعال!!!"
عبدالله ما رد عليها. حس انه صوته راح. وهو يتذكر خيالات جديمة وصور لماضي رد يتكرر جدام عينه من أول ويديد. قبل ثلاثة وعشرين سنة. كان واقف في وسط الصالة في فيلا تشابه هالفيلا وجدامه حبيبة قلبه وعروسه نورة. نفس فرحة ياسمين كانت في عيون نورة. ونفس الحركة اللي سوتها نورة يوم فرت عباتها وركضت تشوف باجي الغرف تكررت اليوم جدام عينه بس بدل نورة كانت اللي جدامه ياسمين. ويا كبر الفرق اللي بين هالثنتين. نورة . يااااااااه شكثر كان يحبها. مجرد انها تبتسم له كان يخليه يحس انه ملك الدنيا وما فيها. وقبل لا يطلب منها الشي كانت تسوي له اياه كأنها تحس به وتفهمه من نظرة عيونه. مع انها كانت وايد تتعب ومع انه ما عاش وياها إلا شهر بس خلته يحس انه أكثر ريال محظوظ على وجه الكرة الأرضية. بس بعد ياسمين منحته شي كان طول عمره يتمناه. شي حتى نورة ما قدرت تعطيه اياه. أخيرا بيكون أبو وبيحس بطعم انه يكون عنده عيال يحبهم وعايلة حقيقية ومتكاملة..
" عبادي تعال ليش يلست هني؟؟"
صوت ياسمين وشعرها الذهبي اللي طاح على جتفه خلاه يرد للحاظر ويخلي أشباح الماضي وراه. بس هالذكرى هزته بنعف وحتى الابتسامة اللي ابتسمها لياسمين وهو يوقف ويمشي وراها كانت ابتسامة باهتة مالها أي معنى
***
في مبنى مسرح البلدية. كانت ليلى وموزة واقفات في نص قاعة المعارض يطالعن التجهيزات حق المعرض اللي بيفتتحونه باجر. والدريول اشفاق يترياهن برى متى ما خلصن بيظهرن له عشان يروحن. كل شي كان مرتب والعمال اللي استأجرهم عبدالله لبنت اخوه كانوا مب مقصرين . لوحات موزة خذت المساحة الأكبر من القاعة وكانت بتعرض 12 لوحة للبيع ولوحتين بس للعرض. وفي زاوية صغيرة ع اليمين كانت ليلى تعرض 4 من الصور اللي تحس انها ابدعت فيهن. ومع انها مول ما كانت متوقعة انه حد يشتريهن بس مجرد فكرة العرض كانت تخليها تحس بالإثارة..
موزة: "خبرتي مايد عشان يوقف هني باجر في الافتتاح؟"
ليلى: "ما طاع الهرم. محمد وعدني يشرف ع المعرض في أول يوم بس باجي الايام ما اعرف شو بنسوي.."
موزة: "بشوف ابويه اذا بيطيع.."
ليلى: "هههههه عمي سهيل؟؟ معقولة؟؟"
موزة: "أدريبه ما بيرضى بس بحاول وياه. يعني أول شي ما يخليننا نحن نشرف ع المعرض وبعد ما يبا يساعدنا؟؟"
ليلى: " الله يستر. أهم شي الافتتاح باجر يكون اوكى.."
موزة: "لا تحاتين. ربيع ابويه شخصية وايد مهمة. ووعده باجر هو اللي يفتتح المعرض.."
ليلى: "حلو والله. بيسوي لنا دعايا.."
موزة: "على طاري الدعايا شفت الاعلان اليوم في الجريدة بصراحة ومن دون مجاملات غناتي صج عيبني. وعمج ما شالله ما قصر مخلنه في الصفحة الأولى وماخذ نص الصفحة بعد.."
ليلى: "عمي وايد مستانس على سالفة المعرض وحليله مول ما يقصر. "
موزة: "وكم يوم بينزلونه في الجريدة؟؟"
ليلى: "عمي منزلنه في ثلاث جرايد لمدة ثلاثة ايام. "
موزة: "والمعرض مدته اسبوع. اممم حلو.."
اقترب منهم واحد من العمال في هاللحظة وخبرهم انهم خلصوا شغل. واقتربت موزة من اللوحات عشان تتأكد انهم ما عفسوهن أو خربوا شي منهن وعقب اطالعت ليلى وهي تبتسم..
موزة: " خلاص الظاهر انهم خلصوا شغلهم . وين نسير الحين؟؟ بيتنا ولا بيتكم؟"
ليلى: "لا . نسير بيتكم احسن. أبا اسلم على امج.."
موزة: "خلاص. ياللا.."
وفي السيارة كانت موزة مرتبكة وقالت عقب تردد..:"ليلى؟"
ليلى: "ها حبيبتي؟"
موزة: "أنا طرشت له بطاقة دعوة.."
ليلى: "منو؟"
موزة (بهمس): "مبارك.."
ليلى: "نعم؟؟ بطاقة دعوة حق المعرض؟؟"
موزة: "هى. طرشتها على بريد شركته.."
ليلى: "بإسمج؟؟"
موزة: "لا.. بدون اسم. ليلى زعلتي؟؟"
ليلى: "شو هالخبال يا موزة ؟؟ هذا تصرف تتصرفينه؟؟"
موزة: "انزين شفيها؟؟ هو ما بيعرف منو اللي مطرش له البطاقة.."
ليلى: "انزين خلاص غيري هالموضوع ما فيه اشفاق يسمع ويخبر عمي. اول ما بنوصل البيت بنتفاهم.."
موزة: "يعني زعلتي؟؟"
ابتسمت لها ليلى بحنان وقالت: "وانا اقدر ازعل عليج؟؟"
***
شيخة كانت في عالم ثاني. هالانسان المجهول اللي يكلمها على المسنجر قدر في اسابيع معدودة يستحوذ على كل افكارها ومشاعرها. حتى مروان اللي كانت تموت فيه خلاص طبته وما عادت تكلمه . واللي صج استغربت منه شيخة انها ما عادت تهتم انها تتعرف على حد يديد. بس هو اللي صار محور حياتها كلها..
شيخة الحور: "متى بسمع صوتك؟"
UnderCover : "جريب ان شالله.."
شيخة الحور: "معقولة مب متلهف انك تسمع صوتي؟؟"
UnderCover : "أكيد حبيبتي. بس كل شي في وقته حلو. بيي الوقت اللي انا بشبع فيه منج. وانتي بتشبعين مني.."
شيخة الحور: "ما اظن في يوم من الايام اشبع منك. أنا ارمسك هني بالساعات واحس اني بعدني متولهة عليك.."
UnderCover : "فديتج والله. !!"
شيخة الحور: " انزين ع الاقل قول لي شو اسمك. صار لي ثلاث اسابيع وانا مسمتنك على كيفي. (جاسم). مع اني متأكدة انه اسمك وايد احلى.."
UnderCover : "امممم. جاسم بعد حلو.."
شيخة الحور: "يعني ما بتخبرني شو اسمك؟؟"
UnderCover : "خليني افكر. اممم. لاء. يكفي اني انا اعرف اسمج بالكامل. "
شيخة الحور: "تعرف؟؟ ساعات احس بالخوف منك. "
UnderCover : "مني انا؟؟ "
شيخة الحور: "هى.."
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك