رواية سالفة عشق -30
بعـد ما خلصنـا عشــاء .. جابت سلمى صينية سينبون مع عصير فراولة بالمانجوا .. أنـا استغليت الوضع .. طفيت جميع الأنوار ..وجلسنـا جنب بعض على نور الشموع إللي تتراقص بوسط الظلام ..سلمى : كيف الشغــل اليوم معك
رديت عليها وأنا مالي خلق اسولف عن الشغل: تمـام
حبيبتي ممكن تغمضين عينكـ
سلمى غمضت عينها بكل طواعية .. صحيح أن كان النور خافت لكن مع نور الشموع أعطى لوجهها نور أجمـل منظر رموشهـا وهي تلامس خدها المياس .. آآآآآآه سحرتني بجمالها .. طلعت علبة مخمليـة من جيبي .. ومسكت أصبعهـا النحيل ولبستهـا الخاتم
: اللحين أفتحي عينك
كنت أراقبهـا وهي تفتح عينهـا بكل هدوء .. صحيح ما غلط لما سميتها أميرتي
سلمى المفاجأة .. ألجمت لسانها أبد ما توقعت أن عبد الله يجيب لها نفس الخاتم إللي كانت تبيه
طال سكوتها وتكلمت ، ببتسامه حب : عجبك الخاتم
سلمى : كيف عرفت أني أبي هذا الخاتم .. وأنا ما قلت أبيه
رديت عليها ومازالت نفس الإبتسامة مرسومة بثغري : عيونك فاضحتك .. أنــا أفهمك من نظرة عيونك
ضمت يدي ليدهـا .. وتعطلت لغة الكلام .. وتعلقت عيني بعينهـــا .. صرت معها أحس بكل دقة عزفها القلب .. والله على شانك حبيبي بجمع كل ورود الأرض وأجيك بشوق وأهدي لك على شـــانك .. على شانك حبيبي وبس
:
" عبد الله أرفع التلفون ليــه حاقرة "
عبد الله: هذي ريوم .. غاثتني .. مدري إيش تبي مني
ضحكت سلمى : حرام عليك .. أرفعه .. يمكن تبي منك شي ضروري
رفعت السماعة منقهر من ريوم .. دايم تقطع علي اللحظات الحلوة .. رديت عليها وأنا حاطة سبيكر : الــــــــــو
ريوم : شوي شوي علنــا .. بالهداوة
افففففف : أنتي خليتي فيها هداوة
ريوم : انت وينك ؟؟
لا حول الله ولا قوة إلا بالله : خير إيش تبين فيني
سلمى كانت تضحك على ملامح عبد الله المتضايقة من ريوم
ريوم : تدري كم الســاعة اللحين
رديت من غير نفس .. أنا لو الود ودي اكفخها: لا ما أدري
ريوم : اللحين الســاعة 12 الليل .. احد يجلس عند الناس لها الوقت
: أنتي أحد مسلطك علي .. أحد حاطك وصي علي
ريوم: لا .. أخاف على مصلحتك .. وسندريلا لازم تكون بسريرها الساعة 12 .. خف عليها شوي .. هي مستحية تطردك
سلمى ما قدرت تمسك نفسهـا أكثر ومات ضحك على كلامها
تنهدت بضيق .. يا ذي النشبة شكلها راح تكون زوجتي الثانية .. واقفه لي بالبلعوم أعظم من أبوي : طيب طيب .. راح أرجع البيت بعد شوي .. أي أوامر ثانيه عانسة ريوم
ريوم: لا تسلم .. بس لا تتأخر تعرفني ما أقدر أنام إلا أنت موجود بالبيت
عبد الله ما قدر يتحمل مياعتها أكثر وسكر السماعة في وجهها
سلمى تحاول تحفي إبتسامتها: حرام عليك .. ليه تسكر بوجههــا
بعصبية خفيفة : غثتني ها البنت .. شكلها راح تشاركني فيك
سلمى: والله ريــوم حبوبه .. والله لما تتزوج راح تفقدوها
: ايه صدقتي .. أهي إللي عامله أكشن بالبيت
بعدها قمت من مكــاني إلي تركت حرارة بمجلسي
سلمى وهي توقف : ويــن لسه بدري
ابتسمت لها: ما سمعتي ريوم شنو تقول
سلمى : لا عبد الله عادي .. أنا متعودة على السهر
وأنـا ألمس خدها الوردي : لا ما أبي أميرتي تتعب .. أنتي وراك دوام بكرة
سلمى ردت وهي خجلانه وعيونها تناظر الأرض: براحتك
قبل لا اطلع : يعطيك العافية على العشاء الحلو
سلمى ببتسامة خجولة : الله يعافيك.. وأنت بعد .. مشكووووووور مررررررررة على الخاتم
آآآآآآه على دلعها ، صج ناس يلوق عليهم الدلع : لا لا أنتي كذا تخليني أغير رأيي .. وأقدم الزواج
سلمى خافت .. وبنفس الوقت تضحك علية .. دفعته لبرا البيت : دام كذا خلاص روح بيتكم قبل ريوم لا تجي وتذبحنــا
مسكت الباب ويدي الثانية مسندها : تصبحين على خير
سلمى وخدودهـا متورده .. ما ودها يفارق نظر عينها لحظة : تلاقي الخير
:
بعد ما ودعته تنهدت وهي تستنشق رائحة عطره إللي ترك اثره بالمجلس .. جلست تناظر بالخاتم الألماس إللي محاوط إصبعهـا وهي تغمض عينهــا وكأنها تبي تلم صورته بمحجر عينهـا ..
أحبك يا عبد الله .. عمري ما تخيلت حتى بأحلامي يجيني واحد مثلك .. بذوقك ورقتك .. وأحلى شي أنك تفهمني من نظرة عيوني
طلعت لفوق وأنا أرقص من الفرح .. حبــه لي مثل الطفل يلعب بمشاعري من غير ما أشعر .. لكن إنشــاء الله راح يكبر ويكبر وأنا إلا راح أراعية وأدللــه ..
انتبهت أن نور المكتب مشغل من فتحته الباب .. دخلت بكــل هدوء .. لقيت خالي شكلة سرحــان وقدامة ورقة يكتب فيهـا .. رحت من وراه أبي أشوفه شنو يكتب .. لكنه حس فيني وقلب الورقة بسرعة
بدلع : خـــــــــالي
تكفى بشوف شنو تكتب
يوسف: ها المرة لا
رفعت حاجبي: ليــه !!
يوسف: من غير ليـه لا تسألين وبس
غمزت له أمازحه : أخاف تحب من وراي
طال سكوته .. وبعدها تكلم بحزن : أنتي عارفة أني مستحيل أحب بعد إللي صار لي .. الزمن عيـا يتفق معي
ها المرة أنـا ناوية أتكلم معه بجدية مستحيل أتزوج واترك خالي بها اليأس إللي عايش فيه .. رفعت جسمي وجلست على طاولة المكتب قدامه : أسمع يــا خالي .. أدري أنك كنت تحب رؤيــا .. لكن الظروف كانت أقوى منكم .. وفرقتكم .. وما كتب لحبكم النهاية .. أو بالأخص حبك .. هي أختارت طريقهــا .. أنت بعد لا زم تعيش حياتك
يوسف بعيون ضايعه : كاني عايش حياتي
رديت عليه : عيني بعينك ..اي حياة إللي أنت عايشهــا .. تجلس تروح الدوام تأكل تروح القهوة وترجع تنام .. روتين ممل مقيت
يوسف : يعني إيش تبيني أسوي
ابتسمت على الفكرة إلا بخاطري: تزوج
يوسف : أتــــزوج أنتي صاحية !!
ناظرته : ليــه لا .. لا تجلس تعقد الأمور وتقول لي حب ومدري شنو .. الحب الحقيقي يجي بعــد الزواج .. حتى لو ما حبيتها كفاية أنكم تحترمون بعض
يوسف بملل : ومنو هذي إللي ترضى فيني
ناظرته هذا أكيد مو صاحي : شنو منهي ترضى فيك .. أنت أشر بس وأنــا أخطب لك .. موظف ومعتمد على نفسك رجل مكافح .. احم احم وكفاية يقولون الدكتورة سلمى نسيبتك
يوسف بسخرية : انتبهي لا يطيح خشمك من الغرور
بعصبية : خالي والله ما أمزح .. تراني أتكلم جد
رد علي بملل : سلمى أنتي في شي في بالك قوليه وخلصيني
: امممممممممممممممم .. الصناحة الصنـــاحة ( الصراحة ) ودي أخطب لك ريوم أخت عبد الله
أنــا خفت لما شفته فاتح عيونه على وسعها.. لكن كملت : والله البنت حبابة .. وقمـــر وتنحط على الجرح يبرا .. نا ظرت فيه بجدية .. صدقني يوسف فكر بالموضوع ورد علي .. والله البنت ما تتعوض .. وأنا أعرفها زين وأعرف أخلاقهــا .. يعني مهي من بنات ها اليومين إللي يمشون مشي بطال ولا عندها خرابيط
وقبل لا أمشي : أنت أيش تبي من الدنيــا غير بنت تداريك وتدللك ويرزقك منها بالذرية الصالحة .. الدنيا هذي فانيه فكر يا خالي قبل لا يفوت الأوان
طلعت من عنده تاركته في دوامة من التفكير .. أنــا أعرف خالي زيــن صمته يعني أنه بدأ يتقبل الموضوع لو أنه رافض كان هب في وجهي وقفل الموضوع .. أنشــاء الله يا رب يوافق .. ويفرح قلب أمي إللي تحاتية دوم
*
*
*
بيـــوم الثلاثاء ..
يــا الله أمس كان الدكتور عبد العزيز IN CALL ومرضى كثيرين داخلين تحت إسمه .. ولازم أخلص شغلي قبل نهاية الدوام .. وهو كلفني بعدد من المرضى أتابع حالتهم وخصوصا المريض إلا اسمه ناصر
من بين زحمه شغلي وأنــا جالسة بقسم nurses أكتب بملف المريض .. رن جوالي ورديت من غير ما اشوف منو متصل علي ..
أسيــل : هلا البندري أنتي وينك
البندري: أنــا بالقسم خير بقيتي شي
أسيل : بقيت اشوفك
البندري: والله مزحومه ما أقدر أجيلك اللحين
أسيــل : خلاص أنا أجيلك
البندري: أوكي
اسيــل : أنتي بأي جناح
قفلت من عندها بعد ما قلت لها أنــا بأي جناح .. ورجعت كملت شغلي .. جات أحد الممرضات تبيني أعلمها بجرعة الدواء المطلوبة لأحد المرضى .. أول ما دق جوالي مس كول عرفت أنها أسيــل .. تركت الملف إللي بيدي وطلعت لها برا القسم ..
" هلا أسيــل .. شلونك "
أسيــل : بخير وأنتي شلونك ما عاد شفناك هذا الأسبوع
البندري: والله أني مزحومه هذا الاسبوع
أسيل ببتسامه خبيثة : وكيف الدكتور عبد العزيز معك
تأففت : اسكتي بس .. احس أني باقرب وقت ممكن أنفجر بوجهه
أسيل : ليــــه ، أيش سوى لك بعد !!
بضيق : والله اني مو مقصرة بشغلي .. لكن هو مدري ليه ينتظر مني الزلة .. وخل يسألني شي وما أعرف أجاوب عليه .. يشرشحني .. يقولي أنتي دكتورة ما يصير ترمين كلام على الفاضي .. تخيلي صرت لما أرجع البيت أراجع كتبي كل خوفي يسألني قدام الدكاترة وما أعرف أجاوب ويفشلني
أسيـــل تضايقت على شان صديقتها : هونيها وتهون .. كلها كم شهر وتنتهين
تنهدت بضيق : أنشــاء الله تنتهي على خير
أسيـــل : نسيتيني ليــــــه جاية .. وبعصبيــة .. أسمع سلمى تقول لي أحتمــال ما تحضرين زواجي
من داخل نفسي متضايقة ما ودي أضايق صديقتي بوقت فرحها .. لكن !! .. رديت عليهــا وأحس الحزن بان على وجهي ونظرة عيني : عــذريني أسيــل والله ودي أحضر .. لكــــن أنتي عــــارفة الظروف .. مـــا أقدر والله مـــا أقدر
تنهدت أسيــل بضيق .. ما يحتاج تنطق هي أكثر وحدة عارفة بالحـــال .. هي عاشت مع البندري وتعرف كيف كان عشقها لبنـــدر : عــــاذرتك يا قلبي .. لكن كان ودي تكونين جنبي بوقت زفتي
تسللت دمعه وحيـــدة من عيني على خدي الحزين : أنتي عارفة يا أسيـــل أني جهزت لزواجي .. كان زواجي قريب .. وبرمشه عيـــــن انتهى الحلم
قربت مني أسيل ومسحت الدمعه بكل هدوء، بابتسامه صادقة : ما أبي أشوف الدموع مرة ثانية على وجهك .. الله بعوضك خير أن شاء الله
غمضت عيني بألم وطلعت آآآآآآآآآه من قلبي قصب عني
أسيل .. بمرح تحاول تنسيني حزني : عــــــاد لا تنسين تزوريني ببيتي .. وها الله ها الله بالهدية
ابتسمت لها .. علا ابتسامتي تخفي الحزن المرسوم بعيوني : افا عليك كم أسيل عندنــــا ... وابشري بالهدية
ضربتني على كتفي بخفة : أمزح معك يا شيخة .. كفاية علي ابتسامتك هذي أحلى هدية لي ..
قربت منها وبستها على خدهـــــا إللي تورد بكلمتي : مبروووووووك يا عروس
أسيل بخجل : الله يبارك فيك .. تدرين أول مرة أحس أني عروس
ضحكت عليها : الله يا خذ عدوينك .. عطلتيني عن شغلي .. يله روحي بعدين أكلمك
أسيل: ok ! see you
رجعت لشغلي .. لكن كلام أسيـــل جدد علي الأحزان .. كنت أحلم بيوم زواجي .. فكرت بأدق التفاصيل وحنـــا بفرنســـــا .. فكرت ببيتي .. ببيت إللي يجمع جبنـــا .. بفستان زواجي .. لكن كيف يصير الزواج وصاحب الزواج مش موجود ..آآآآآآآآآآآآآآه الله يرحمك يا بندر
رجعت أكمل الناقص بملف المريض نــاصر وأنا نفسي مسدودة من كل شي ... حسيت بأحد يقرب بخطواته لي .. رفعت رأسي لقيت الدكتور عبد العزيزبـ بدلته الرسمية بطولة وبهيبته
الدكتور عبد العزيز : خلصتي إللي طلبته منك دكتورة !!
رديت عليه وأنـــا كلش مش طايقته : لســـه توني بادية فيه
رد علي بعصبيه استغربتهـــا : من ساعة قلت لك تخلصيه ..
قلت له وأنا مقهورة وبان هذا الشي على حركة يدي وأنا أرجعها خلف ظهري: كنت مشغولة يــــا دكتور بمرضى ثانين
بإستهزاء : مشغـــــــولة ..
أنتي بس شاطرة تسولفي وتضيعي وقت .. اصحي يـــا ماما أنتي دكتورة .. وكل دقيقة محسوبة عليك
قهرني كلامه جــــد .. شنو شايفني جالسة ألعب .. قفلت الملف بعصبية ودخلت القلم بجيبي : مراح أتابع حاله هذا المريض .. وهذا الملف وقفلته .. شوف لك احد ثاني يتابع مرضاك
مشيت عنه تاركته .. أنـــا إللي فيني مكفيني يجي هذا ويزيدها علي ..
حسيت بقهر مو طبيعي .. كـــان ودي أبكي .. لكن مو البندري إللي تبكي قدام النـــاس .. يهزأني قدام الممرضات وكأني عبده اشتغل عنده .. لبست نظراتي الشمسية الموجودة بجيبي ... مـــا أبي أحــــد يناظر بعيني
ما حسيت بروحي وأنـــا أطلع من المستشفى .. الحمد لله أن السايق ينتظرني برا .. أنـــا مستحيل أكمل مع هذا الإنســـان المريض
:
:
وصلت البيت وأنـــــا أبد مش طايقـــه نفسي .. طلعت بسرعة لغرفتي وأنـــا متضايقة .. رميت بنفسي بعرض السرير من غير ما أغير ملابسي .. أخذت مخدتي إللي على شكل قلب وضميتهــــا بقوة .. ومن غير شعور تسللت دموعي من عيني .. أحس بطنين في رأسي وألم في صدري .. يكتم أنفاسي ..ما عدت قادرة أتحمل .. الفراق صعب .. و غيمـــه سودا تكدر حياتي
مــــن بعده لا شيء يُسليني ..
غـــاب فغاب شروق الشمس في أفقي
لم يبقى معي سوى شجني والحزن يجري في شراييني
كفاية إللي فيني ويجي هـــا العبد العزيز ويزيدهــــــا علي .. مسحت دموعي بقهـــر .. أنــا أفرجيك يا دكتور عبد العزيز .. دوام معك مراح أداوم وراح أفرجيك منو تكون البندري بنت فيصــــل .. مراح أداوم إلا إذا جاء الدكتور إبراهيم .. على الأقل الدكتور إبراهيم من معارف أبوي وأعرفه من يوم أنـــا صغير ة وراح يقدرني ويحترمني .. مو هذا إللي شايف نفسة على شنــــو مدري ..
على هـــا التحدي إللي تحديته .. قمت من سريري أغير ملابسي وأنزل أجلس مع أهلي
:
:
بعد الغذاء الكل طلع غرفته يريح ويأخذ قيلولة .. شفت حــــور جالسة بروحهـــا بغرفة الألعــــاب وشكلهـــا متضايق
مشيت لهـــا بخطوات هادئة وجلست جنبهـــا .. وأنـــا أشوف كيف هي جالسة ومادة شفايفها ومعقدة حواجبهـــا الصغار ومكتفه يدها عند صدرها .. ابتسمت على شكلها الطفولي .. مهمــــا كبرت حور راح تظل الصغيرة المدللـــه بالبيت
" أيش فيك حوري زعلانه "
وهي مازلت مكتفه يدها : أنتـــــــوا ما تحبوني
قرصت أخدودهــــا : وليه ما نحبك حبيبتي
حسيت من نبره صوتها بالضيق وأن حنــا بالفعل مقصرين معهـــا : أنتوا كله تجلسوا بروحكم محد يجلس معي ويلعب معي .. من قبل عبد الله كان يلعب معي .. اللحين بطل يلعب معي
رديت عليهــــا : خلاص ولا يهمك حبيبتي .. أيش رايك نروح نأخذ سراج ونروح نلعب بالألعاب
حسيت من كلامي أنفرجت أساريرهـــا : صدق واللــــــــــه
: أيــــه حبيبتي ... يله بسرعة روحي غيري ملابسك قبل لا أغير رأيي
من بعد كلامي طارت لغرفتهــــا بسرعة .. قبل لا أغير رايي .. هههههههههههه يا حليلها حور تحفه ها لبنت .. خلني أقوم أكلم خالتي تجهز سراج .. ونطلع مع بعض ، ها الأسبوع أنشغلت ومـــا أمداني أزورهـــــا
نزلت حور وهي لابسة برمودا أبيض مع بلوزه cut طويله توصل لها لنص فخدها وردية وفيها ورود بيضـــا
وهي تمسك بطرف بلوزتهـــا : إيش رايك البندري
رفعت حاجبي : الله من وين لك ها الملابس الحلوة
حور : هذي أنــــا رحت مع أمي السوق وأنــــا إلا أخترتهــــا
: والله ذوقك حلو يا المفعوصة
سحبتني حور من عباتي : يـــــله بـــــسرعة قبل لا تجلس ريوم وتخرب علينــــا
ضحكت على أسلوبها .. وطلعت معها ومرينــــــا على بيت خالتي وأخذت سراج وجات معه المربية على شان تهتم فية .. على الأقل يغير جو ويشوف النـــــاس
:
:
وصلنــــــا مدينه الألعاب إلا بالدور الثالث بمجمع الراشــــد بالتوسعة الجديدة ..
دوختني حور كل شوي تبي تلعب لعبـــــه .. وبعض الألعاب أخاف أركب سراج معها أخاف يدوخ وخصوصا الألعـــاب إلا تدور
بالأخير لما دخت منهـــا رحت جلست على كرسي خشبي .. وبعد ما شبعت جات حور وهي ماسكة سراج ومن الجهه الثانية ماسكته المربية
جو جلسو جنبي ، حور: البندري أبي الدبدوب هذاك .. وهي تأشر علية
: خلاص حبيبتي مرة ثانية .. وانتي عندك منهم كثير .. .. إلتفت لسراج وابتسمت له : انبسط حبيبي
حور بطواله لسانها : أصــــلا لو مــــا أنـــــا كان ما جينـــــا
: طيب يا طويلة اللســــان خلنـــا نمشي أنـــــا تعبت ..
وأنــــا واقفة بنمشي انتبهت أن في رجال راكب الدرج المتحرك وبيده بنت صغيرة وها الرجـــــال ملامحه ابد مو غريبه علي ..
مدري ليه إلتفت للجهه الثـــــانية وغطيت وجهي بشيلتي .. ومسكت حور بقوة على شان نمشي
حـــور بصوت عالي : البنــــــدري أبي آيس كريم
ضربتها على خدها بخفه : اسكتي اسكتي فضحتينا .. النــــاس كلها عرفت أسمي
* * * * * * * * * *
( الجـــ العشريـــن ـزء )
يـــا الله مهدود حيلي وتعبان مرة من الدوام .. وأول ما رجعت البيت لقيت الأخت سارة مستقبلتني عند الباب إلا تبي تروح الألعاب .. وطبعــا محد يلبي رغباتها غيري .. على قولة أبوها .. راح أفسدها بدلعي لهـا .. لكن والله مقدر أرفض لهـا طلب أو حتى أزعلهـا .. من تناظرني بعينهـا البريئة وببتسامتها الطفولية وتقول لي عمــــــو .. أنا أخق عندها وما اقدر أرفض طلباتها .. وهي مستغلتني الملعونه .. وأنــا جبتها اقرب مكان شفته بطريقي .. توقعت الراشد بها الوقت من المغرب فاضي وأكيد العيال أغلبهم عندهم مدارس
ســارة سمعت صوت بنت تبي آيس كريم وأصرت إلا تبيني أشتري لها .. أخذتها لعند محل الآيس كريم وحملتها على شان تقدر تختـار إللي تبي لأن طولهـا ما يسعفها تشوف أنواع الآيس كريم .. انتبهت أن جنبي واقفه امرأة ومعها بنتها وعندها طفل مبين من شكله وطريقة وقفته أنه معوق .. مشاء الله عليهـا شكلها تحب عيالها مرة ومهتمه بولدهـا .. الله يجازيها خير
:
حسيت بإرتباك وأنـا أشوفه واقف جنبي بلبسه الكجول .. كان لابس بنطلون جينز مع قميص بيج من الخلف فيه كتابات بالذهبي .. كان شكله Completely different
غير عن الدكتور عبد العزيز الجدي .. هذا اللبس معطية مظهر شبابي أكثر..
حور بنفس صوتها العالي : أبي آيس كريم على فراولة وعلى فانيلا
تكلمت من بين أسناني .. ما ابيه يعرفني وهو واقف جنبي : طيب
حـــور : أبي كبيـــــر .. مو تقصين علي وتأخذين لي صغير
اللهم طولك يا روح هذي إللي راح تفضحنـا ، الشرهه مو عليها .. الشرهه علي إللي أخذتها وطلعت معها .. ومن حظي النحس أشوفه بنفس المكان .. ما كفاية أنا متخانقة معه بالمستشفى وطالعه متضايقة من المستشفى والسبب هو .. حتى لحنا لاحقني .. إيش ها الصدف
سمعت صوت الطفله الكيوت إللي كان ماسكها .. شكلها بنته لأن فيها شبه كبيــر منه :
أبي آيس كريم كبير مثل هــدا .. وهي تاشر على إللي عند حور
عبد العزيز بكل هدوء : حاضر حبيبتي
استغربت انه يعامل بنته بكل لطف أبد ما يبين على شخصيته الجدية بالعمل أن عنده قلب دافي وحنون على الأطفال .... أنا ليه هامني وليه مرتبكة من وجودة جنبي .. مع ان عادي بالمستشفى .. لكن يمكن لأن حنــا في نطاق خارج العمل
ألتفت لسراج إللي كان يبتسم لي ونزلت لمستواه : حبيبي تبي أخذ لك شنو !!
سـِراج : ممممممم .. حور شنو أخذت ؟
: حور أخذت فانيلا وفراولة
سراج وهو ياشر على الصورة إللي عند المحل : ابي مثل هذا أصفر مع أبيض
أخذت له إللي يبي .. وبعدهــا نزلنا من الدرج مبتعدين .. أنشاء الله ما يكون حس أو حتى عرفني ..
ها الرجال عليهم قز مو طبيعي يعرفون الوحدة حتى من مشيتها .. طلعنا بعدها من المجمع وقبل لا نروح البيت اشتريت لهم عشا من ماكدونلدز
:
وصلنــا بيت خالتي ونزلت مع سراج على شان أسلم على خالتي .. مسكته من يده أساعدة يركب عتبات الدرج .. استقبلتنا خالتي بإبتسامتهـا عند الدرج .. يـا الله من زمان عن ها الإبتسامة إلا تشرح الصدر وتحسس الواحد أن الدنيا بخير
" هـلا هلا بنوارتي "
سلمت عليها وقبلت رأسها .. أحس بريحه الغوالي فيها : هلا خالتي .. كيف حالك ؟
خالتي : بخير دامك بخير يا بنيتي .. حيـاك تفضلي البيت
: تسلمين خالتي .. برجع البيت لأني من طلعت من الدوام ما ارتحت
خالتي : على راحتك حبيبتي .. عاد لا تقطعين
: أنشـــاء الله
سلمت على سِراج وأنـا أنزل لمستواه : تآمر على شي حبيبي
سراج ببتسامته الطفولية : خلينا كل مرة نطلع مثل اليوم
ابتسمت له من قلب، الحمد الله أحس أن تحسنت حالته عن قبل : تونست حبيبي
سراج : أيـــه
يا بعد عمري .. وبست خده الناعم
بعد ما سلمت على خالتي ووصيتها تسلم على عمي طلعت من عندهم رايحه البيت
:
:
أم بنــدر
فرحت لتغير البندري ..
لكن بنفس الوقت تذكرت ضنـاها .. ضمت سراج لصدرهـا إللي استغرب حاله أمه ..
الضنى غالي .. وهو لو ترك جرح واحـد كان داوته الأيـام .. لكن بموته ترك بقلبهـا جروح ما تداويها الأيـام .. من بعده خلت الدنيا عليهـا
*
*
دخلت البيت الهــادئ بها الليل المظلوم والموحش .. بيت كبير .. وكــل ركن فيه ساكن يـــا الله كيف ها الأماكن الجرح فيهــا ساكن بلونــها الداكن .. وصارت ها الأماكن ما يملاها غير الظلام والناس نيام ..
ما حبيت اليوم أروح بيت أختي .. أكيد أن شافتني سلمى بترجع تفتح لي موضوع الزواج .. لكن حضوري اليوم لزواج أحد زملائي بالعمل خلاني أفكر بالزواج بطريقة جدية .. إلا متى راح تظل عزوبي يا يوسف .. الناس إللي مثلك تزوجت وجابت لها عيال .. وأنت لسه واقف في نفس المكان ما تحركت منه ..
جلست على أحد الكنبات ورجعت رأسي للخلف بتعب وكأن تعب السنين كله ظهر علي ..
آآآآآآآآه يـــا ليت العمــر لو وقف ..
على حــد الطفوله حلم
ياليت ارجع مثل ما كنت ...
ولو أخسر سنين وعمْر ..
آآآآه كنــا نضحك سوى ونلعب سوى مع بنت الجيران .. كبرنا وكبر حلمنا الوردي
يمر الوقت ماندري.. من اللي بيننا ظالم..
من اللي بيننا مظلوم ..تغيبي وانتِ ما غبتي ...
واحس ان الوفا كذاب ...طفوله حلمها وردي..
نسيناها ولا ندري..وحنّا ما بعد شبنا ...ولا صرنا رمل وتْراب ...
لكن أنت قلتهـا يا يوسف كانت حلم .. حلم طفولة .. وها الحلم تلاشى وهي راحت في حال سبيلهـا ولا تسأل من الظالم ومن المظلوم
أنت لازم ترجع للواقع وتتناسى الأحلام والأوهام .. لازم تعيش حياتك مثل ما غيرك عاشهـا
*
*
اليـــوم الخميس .. ما حبيت أنا وعبد الله نطلع .. فهو ها المرة إللي عزمني في بيتهم .. قررنــا نشاهد فلم اختلفنا بالبداية نشاهد أي نوع من الأفلام .. لما قلت له خلنا نشاهد فلم هندي ضحك علي .. قلت له طيب رومنسي .. قال لي أخاف بعدين تصير أشياء غلط .. فقررنـــا نشوف فلم محايد بما إني أكرة الرعب وأفلام الخيال العلمي .. أخذنا لنا فلم last legion
وجلسنــا بالمجلس إللي كانت فيه شاشة بلازمـا كبيرة .. وجبنا لنا بيبسي .. أنا طبعا دايت ببسي وجبنــا لنا ببكورن وناشوز .. طفينـــا جميع الأنوار على شان نعيش جو مع الفلم ..
عبد الله طول الفلم ما خلاني بحالي ..جالس جنبي وضامني.. أنــا أبد ما مانعت .. مستمتعة بالوضعيــه إللي أنا جالسه عليها وأنا مسندة رأسي عند كتفه وهو محاوطني بيده .. أحــس جنبه بشعــور غريب .. بإحساس دافي .. رفعت عيني لوين مــا عيونه ساكنه ورمشـه القاتل يرمي سهامه بصدري بكل حركة يتحركها من غير شعور منه .. وهو يناظر الفلم باندماج
عيونه إللي علمت قلبي الطيش .. طفل المشــاعر بيننا راح يعيش .. يلقى له أم تحرسة وأب حاني .. وش لي دخل بالنوم ووسادة الريش .. مــادام حضنك ضمني وإحتواني
:
ما كنت مندمجه حيــل بالفلم .. مع أن الفلم حلو ويتكلم عن تاريخ الرومان والقيصر .. كنت ألعب بالخاتم إللي جابه لي عبد الله .. ألفه حول صبعي ..
عبدالله : وين سرحانه !! الفلم ما عجبك
صحيح كنت سرحانه وفاجأني سؤاله : إلا عاجبني
عبد الله بتشكيك : تبين نطفي الفلم ونسولف أحسن
بصراحة إيـه لأني مليت .. فكتفيت أني هزيت رأسي .. شفته غير جلسته وألتفت لي .. صار يناظرني بنظرات غريبة ما فهمت عليه .. لدرجة حسيت أن في شي غلط بشكلي .. ومن توتري صرت ألمس خصل شعري أرتبها
: عبـــد الله ليه تناظرني كذا
ارتسمت على شفايفة ابتسامه غريبة : تذكرين أول مرة شفتك فيها .. بالنظرة الشرعية !!
أنا أنقلب وجهي ألوان على ها الذكرى .. ودعيت داخل قلبي ما تكون البندري قالت له اني كنت رافضة أقابله ذاك اليوم وأني بكيت بعد ما طلعت من عنده .. وعلى ها التوتر إللي كان واضح بتحريكي للخاتم .. عبد الله كان مستمتع وهو يناظرني وأنــا مرتبكة وعلى وجهه شبح ابتسامه .. ومن غير شعور مني طاح الخاتم من يدي .. نزلت بأخذ الخاتم إلا تدحرج للـ أرض .. وهو بنفس الوقت نزل على شان يجيب لي الخاتم ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
طلعت مني آه قوية لاني صدمت بجبهته .. حطيت يدي حول أنفي .. ولاحظت أن بكفي رطوبة ..
عبــدالله بخوف علي : حبيبتي تألمتي ..وهو يمسك يدي .. خليني أشوف صار لك شي
وهو يمسك يدي لاحظت أن بيدي قطرات دم .. وحسيت أن شي ينزل من أنفي
عبد الله : حبيــــــتي !!
مسكني بسرعة وخلاني أنام بحضنه .. وأخذ مناديل قريبه منه ومسح الدم
: عبد الله خلني أروح الحمام .. أغسل بالماي البارد ويوقف النزيف
قاطعني : لا تتحركين
أخذ من الكأس إللي كان فيه البيبسي قطعه ثلج وحطها فوق عظمه الأنف على شان يوقف النزيف
رفعت نظري له لاحظت من ملامح وجهه الضيق : آسف حبيبتي والله ما كان قصدي
ابتسمت له اطمنه إني بخير ، مع إني حسيت بدوخه خفيفة : لا حبيبي عادي .. تحصل بأكبر العائلات
بعد دقايق وقف النزيف .. لكن عبد الله رفض أتحرك من مكاني
:
نزلت من الدرج وأنــا أقفز بالدرجتين .. خلني أروح أشوف عبد الله وسلمى أيش مسوين .. ما في أحد بالبيت أسولف معه البندري حضرتها قالبه دوامها ليلي وما تداوم بالنهار مدري ليــه .. والأخت نرجس جالسه مقابله النت والله مللوني .. أبي أحد أسوالف معه .. مالي إلا عبادي أغثه ..
فتحت باب المجلس بقوة
: شــــــــ سوووووووووون
انحرجت من الموقف إللي شفته ، حطيت اصبعي بفمي : اوووووووووبس سوري ما كان قصدي
شفت سلمى عدلت من وضعيتها .. وهي منحرجة أكثر مني لأن وجههـــا صااااااااااااار أحمرررررررررر : لا عادي ريوم تعالي
قلت على عجل : لا لا خلاص أخليكم على راحتكم
وقبل لا أطلع غمزت لهم : مرة ثـــانية سكروا الباب في اختراع أسمه مفتاح
وطلعت قبل لا أسمع ردهم
:
ألتفت سلمى لعبد الله وهي معصبة : شفت أختك .. أكيد اللحين تظن أن حنا نسوي شي غلط
ضحك عبد الله على كلامها .. برغم أن ضحكته أخذت عقلها لكن ما بينت : وخير يا طير شافتك بحضني جالسة .. مـــا فيها شي
سلمى وهي مازالت معصبه : كيف ما فيها شي .. كانت مبين من ملامحها أن في شي غلط بالوضع ..
عبد الله بكل هدوء : طيب حنـا ما كنا نسوي شي غلط
سلمى : طيب خلنا نقوم نجلس معهــا والله أخذني للبيت
قرب منها عبد الله ، وقرص خدها إللي أحمر من قرصته : أول مره أدري أن حبيبتي عصبيه
*
*
كــان جالس عند الطاولات الخارجية للمقهى .. لأن الجو بهـا الليلة من ليالي الربيع لطيف جداً وأغلب العوائل بالكورنيش ..
كـان يراقب الناس إللي حواليه والزحمه بهذي المنطقة من ليلة الخميس .. سيارات الشباب الكثيرة إللي تتردد على المقهى ..
نفخ سحابة من دخان سيجارته .. ملأت الجو من حوله
يحس بضيق وعدم الراحة .. من رجع من بريطانيا ما في شي مريحة .. توقع إذا رجع راح ترحب فيه بلاده ووظيفته راح تكون جاهزة .. كان مرتب نفسه أول ما يرجع يتزوج ويستقر .. لكن كــل ها الأماني تبخرت
البنت إللي كانت أمه مقرره تخطبهــا له لما راحوا يخطبوها عرفوا من أهلها أنها محجوزة لولد عمها .. حس أنها طريقة لرفض لكن بطرقة غير مباشرة .. لأن أم البنت صديقة أمه وعمرها ما قالت لها ها الخبرية إلا لما راحوا خطبوها رسمي .. حس بإحراج وأنه أحرج أمه .. وتضايق .. ليـــــــه يرفضوا رجال .. دكتور بمركزة
:
زفرت زفرة تدل على ضيقي
مــا لك غير الصبر يا عزيز في هذي الدنيــا .. وجات ها الدكتورة كملت النــاقص .. صار لها يومين مو مداومة .. اكتشفت بغيابها أنها قايمه بشغلها وبشغل غيرها ..
افففففففففف .. أنا ليه أفكر فيهــا .. رفعت الجوال إللي كان على الطاولة ودقيت على طلال
: هلا طلال وينك يــا رجال .. أفا اليوم عندك كول .. ليه ما قلت لي طيب .. من معاك .. الدكتورة البندري !!
استغربت ليــه مداومة معه .. ما اذكر أنها عندها مناوبة ومع طلال
: أيوه طلال معك .. لكن ما أذكر أن البندري عندها كول الليله معك .. شنو!!
هي طالبة تغير دومها إلى ليلي .. ليــــــه طيب !!
بعد ما قفلت من عند طلال تضايقت أكثر من الضيقة إللي فيني .. طلعت زفرة قصب عني ..
ليــه طيب مغيره موعد دوامها .. ليه صار لها يومين مو مداومة الصباح .. معقولة !! عبد العزيز أنت لسه ما فهمت .. أنت غلط عليها والبنت ما تحملت كلامك .. ارتسمت ابتسمامه سخرية على شفاتي .. يا الله ها البنات حساسات وما يتحملوا كلمه غلط بحقهم .. يا عبد العزيز غير معاملتك معها .. شكل البنت مو بناقصه .. أنا مدري إيش فيني مو طايقهــا .. الغرور والتكبر إللي أشوفه بنظراتها وثقتها بنفسها الزايدة ينرفزني .. يشعلل نيران فيني .. تجيني رغبة أن ودي أكسـر لها غرورها .. لكن أحيان أشوف بنظراتها حزن .. ما عمري شفته بعين أحد .. هــا البنت لغز محير ..
من غير مــا أفكر .. سحبت جوالي ومفتاح سيارتي من الطاولة .. وتحركت ناحية سيارتي المرسيدس إللي موقفها قريب .. تحركت بسرعــه متوجه للمستشفى ..
:
دخل المستشفى على عجل من قسم الطوارئ .. لاحظ نظرات الناس الغريبة له .. لأن شكله بالجينز الغامق من غير وايت كوت لا يوحي أنه دكتور .. رفع يده اليســار يناظر ساعته اويستر من رولكس .. لقى الوقت لسه بدري الساعة 10 ..
لقاها بالصدفة طالعه من أحد الغرف إللي بقسم الطوارئ
: دكتـــــــــورة
ألتفت البندري .. ها الصوت مو غريب عليها .. انصدمت لما شافت الدكتور عبد العزيز قدامها .. بلبسة الكجول بنفس المظهر إللي شافته بالراشد
البندري وعلامات الإستفهام مرسومة على وجهها من وجودة بالمستشفى بها الوقت : خير دكتور بقيت مني شي
سألها بطريقته الجزئية ومن غير حرج : صار لك يومين مو مداومة معنــا .. خير!!
رفعت حاجبها .. وحاولت تخفف نظرات السخرية .. أن كنت تدري فتلك مصيبةً وأن كنت لا تدري فا المصيبة ُ أعظمُ
عبد العزيز : شكلك ما زلتي زعلانه مني على هذاك اليوم !!
حست البندري أن لسانها أنلجم .. وكل الجراءة إللي كانت عندها اختفت .. ما عرفت بشنو ترد عليه
عبد العزيز وهو يدخل يده بين شعرة دلاله على توتره : أعذريني على معاملتي القاسية معك .. هذا الشي طلع غصب عني .. أنتي عارفة الضغوط علي .. أن مستلم مرضى الدكتور إبراهيم ودكتور غيرة .. فضغط العمل يخليني متوتر وأحيان أفقد السيطرة على تصرفاتي ..
كــان وده يكمل لها الكلام وأنه متضايق من وظيفته الحالية لأن هو وده يتخصص جراحة قلب .. لكن حس أن الموقف والمكان ما يساعد يشرح لها أكثر
تكلمت البندري وهي رافعه رأسها .. يمكن شكله المتوتر شجعها على الكلام إللي تبي تقوله : أنــا مو مهم عندي تعتذري لي .. لكن أنت !!
المفروض تحاسب نفسك قبل لا تجي تعتذر لي .. لأن بطريقة تعاملك هذي راح تفقد احترامك لنفسك قبل لا تفقد احترام الآخرين
رمت كلامهــا ومشت تكمل شغلهــا وخلته واقف مثل الأبله منصدم من أسلوبها بالكلام معــه
:
بصبــاح يوم الجمعة
دخلت ا البيت .. توقعت أن الكل نـايم على بداية الصبح .. مــا توقعت أن أمي وأبي صاحين من بدري .. شفتهم أول ما دخلت الصاله أبوي جالس مثل عادته وبيدة الجريدة وجنبه كوب قهـوة ..
رحت سلمت علية .. أخذني بحضنه
" وينك يا بنتي مـا عدنا نشوفك .. كل وقتك بالدوام .. ما عاد تجلسين معنـا "
ابتسمت له إبتسامة تطمئنه : شسوي يــا يبه .. المستشفى ما خذ كل وقتي
أبوي : كيف الدوام معك
: تمام .. كل شي ماشي اوكي
كنت ناوية أتكلم معه عن الدكتور عبد العزيز وأني متضايقة من تصرفاته معي .. لكن تراجعت عن قراري أنـا نفسي مدري ليه .. يمكن لأنه جا لي أمس وحاول يعتذر لي .. وأنا بردت القهر إلا بقلبي بالكلام إلا قلته له
وهو يضمني أكثر لصدرة : الله يوفقك يــا بنيتي
حسيت براحة بعد اليوم المتعب بالمستشفى وأنـا بأحضان أبوي .. أحس بالدفء بالحب الحقيقي .. مع أني خجلت من نفسي وهو يلمني وكأني طفله ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك