بارت من

رواية نورس على شطآن الماضي -2

رواية نورس على شطآن الماضي - غرام

رواية نورس على شطآن الماضي -2

مسحت العمة فريدة دموعها وهي تسترجع ذكرياتها مع اخويها ووالدتها المتوفاة وسلمان طبعا..يبقى هو الحب الاول والاخير .
خرجت نورس من المحاضرة مع رجاء... ومنها الى الاستراحة القريبه منهم...
نورس بصوت متعب( هذه المحاضرة الاولى وانا اشعر بالارهاق)
رجاء(واضح عليك نورس..الم تنامي؟؟؟)
نورس ( لا... لكن اشياء كثيرة خطرت ببالي البارحة)
رجاء (الى متى يا نورس ؟؟؟)
نورس(غصبا عني ... تسع سنوات مرت على وفاة امي وابي وعامر وكأنها البارحة)
رجاء تمسك كف نورس وتنظر لدموعها تترقرق في عينيها (نورس انت اقوى من هذه الذكرى..لا تجعلي الحزن يغلبك..)
نورس وهي تكاد تبكي(رجاء لا اريد الحديث الان لاني سأبدا فعلا في البكاء...)
رجاء( بكائك لا يغير فيك شئ..فالحزن واضح عليك من قبل ان اعرفك... هل تعلمين ان كثير من زميلاتنا يسالوني لم انت صامته حزينه لا تتكلمين مع احد..)
نورس وهي تمسح دموعها وبصوت عالي(هل اخبرتيهم بشئ؟؟؟؟ )
رجاء(نورس ..وعدتك ان لا اخبر احد بظروفك .... انه سر بيننا..)
نورس( ليس سرا ما حدث لعائلتي... لكن لا داعي لان اقوله لاحد...)
رجاء تحاول تلطيف الجو ( ماذا عن خروجنا اليوم لتسوق..زواجي قريب ولم اجهز للان...)
ابتسمت لها نورس ( اليوم ان شالله نخرج معا ....)
قطع حديثهم رنين جوال رجاء..نظرت للرقم وابتعدت قليلا تتحدث بصوت منخفض.... لم تطيل المحادثة ... وعادت ادراجها قرب نورس
نورس ( عندك اسرار..؟؟؟؟)
رجاء وهي ترفع حاجبيها(حتى تعرفي انك لست الوحيدة التي تملك اسرار)
*الموجة الثانية*
وفي منزل نورس...
العمة فريدة:( (نورس اسرعي رجاء تنتظرك في سيارتها)
نورس : (اعلم عمتي..انا خارجة)
فتحت نورس باب غرفتها وهي ترتب الوشاح على شعرها...
نورس:لا اعلم لم مواعيدها مضبوطة للتسوق فقط
ضحكت العمة فريدة :اسرعي الان ..اعتقد الجيران سيخرجون للشارع من ازعاجها...
خرجت نورس من المنزل ..ومباشرة للسيارة...وما ان اغلقت باب السيارة..التفت لرجاء قبل ان تنطق بكلمة: (لم اتاخر انت هنا قبل الموعد...)
رجاء..وهي تحرك المقود: (ليش لدينا وقت...)
نورس: (عمتي انزعجت منك واظن الجيران كذلك الكل يعلم اني ساخرج معك اليوم..)
ضحكت رجاء... والتفت لها نورس باستغراب...(لم انت غارقة في الضحك؟؟؟)
رجاء(ليس فقط الجيران...)
نورس (ماذا تقصدين؟؟؟)
رجاء ( ليس الان..عندما ننتهي اخبرك بكل شئ)
نورس: (تخبريني بماذا؟؟؟)
رجاء : ( ليس الان )
وبعد رحلة للتسوق....
رجاء ونورس وقد جلستا على مقعد لاحد المقاهي القريب من محل الملابس ...
نورس (رجاء ارجوك...تعبت ..اطلبي لي عصير وبعدها للبيت مباشرة)
رجاء محتجة ( ماذا؟؟؟ باقي محل العطورات )
نورس بحده (لن نشتري كل شئ نشتريه في يوم واحد...هناك وقت صدقيني..)
رجاء باستسلام (حسنا...فقط لان امي اخبرتني انها ستاتي برفقتنا المرة القادمة..)
نورس (ولم لم تاتي معنا اليوم ...فهي تحب التسوق مثلك ..)
رجاء (تمزحين؟؟؟؟ وكيف اخبرك بالموضوع...)
نورس بصوت عالي : (لقد نسيت ...ما الموضوع الذي تقصدينه؟؟)
رجاء تعاند نورس:( نطلب العصير اولا..)
تحركت رجاء من مكانها وخلال دقائق حضرت ومعها كوبين من العصير...
نورس: (ماذا لديك؟؟ تكلمي)
رجاء: ( بعد ان نشرب العصير...)
نورس: (ليس وقت المزاح ...تكلمي واضح ان الموضوع مهم..)
رجاء بجدية : (نعم نورس الموضوع مهم..ومترددة في الحديث..ولكن هو طلب مني ان اكلمك...)
نورس.. : (من؟؟؟)
رجاء : (حسن...؟)
نورس باستغراب...: (وماذا يريد حسن؟؟؟)
رجاء : (ماذا يريد؟؟هل الموضوع يحتاج لتفكير؟؟؟..حسن يريد ان يتقدم لك..)
نورس بصوت منخفض..: (يتقدم لماذا؟؟ )
رجاء : (للزواج طبعا )
نورس وكان ماء بارد انسكب عليها فجأة..صمتت دون اي تعليق...لا تدري ما عليها ان تقوله...
لم تكن قادرة على معرفة التفاصيل..متى كلمها حسن وماذا قال بالضبط... ما يشغلها فقط كيف تنهي الموضوع..فالمشكلة ليست حسن المشكلة بالنسبه لها الزواج نفسه...
رجاء : (نورس مابك؟؟؟)
نورس: ( لا شئ ..دعينا نرجع للمنزل..)
رجاء : ( حسنا لكن اخبريني ماذا بك؟؟)
وفي السيارة....
نورس: ( رجاء ردي اقوله لك الان وتوصليه لصاحب الطلب... لست موافقه ..)
قاطعتها رجاء : ( نورس فكري..لا تتسرعي..)
نورس : (رجاء اسمعي جيدا..الرفض ليس لحسن...ولكن موضوع الزواج نفسه..ولا اريد ان اتناقش فيه مرة اخرى.. )
رجاء ليس لديها رد على كلامها.. لان هذا ما توقعته.. وتعلم ان نورس رفضت قبل حسن اكثر من شخص بدون نقاش او تفكير. .........بقيتا في صمتهما ... وفقط صوت محمد عبده يتردد في السيارة... حتى اوصلت رجاء نورس لمنزلها..
نزلت من السيارة.. ودون ان تكلمها..اشارت فقط بيدها... تودعها بابتسامة صفراء...
دخلت نورس المنزل...لم تجد عمتها تنتظرها في الصالة كعادتها.... قد تكون بغرفتها..لم ترغب في ازعاجها...
دخلت غرفتها... وابدلت ملابسها... لطالما احبت لباس النوم الواسع والقصير في نفس الوقت... منذ ان كانت صغيرة...حيث كانت امها تختار لها هذا النوع من اللباس...( يالله كل شئ يذكرني بما مضى... ) تقولها وهي ترتدي لباس النوم الاخضر الواسع..ورمت بنفسها على السرير...
نظرت جانبا...الى رفيق عمرها... سحبته بتثاقل.. فتحته..وسحبت القلم الذي في وسطه...
((رفيقي العزيز... كم انا مرهقه.. اخيرا قضينا بعض حاجيات رجاء للعرس..رجاء ستصبح عروس..وستحقق حلم الطفولة .. زواجها من سعود ابن عمها...
قصة حب عاشاها معا..كم انا فرحة لها... وانا يا رفيقي.. طارق جديد..يطرق بابي... حسن الـ...... تقدم لي...وهل هناك فتاة عاقلهة ترفض شاب مثله؟؟؟ باخلاقه وثقافته وعائلته ووسامته؟؟؟ لا انكر اني لمحت من بعض تصرفاته ما يدل على اهتمامه بي...
لكن لم اعطه اي اشارة لاتخاذ اي خطوة... ارفضك يا حسن... واقولها بصمت وبسرية...ارفضك والسبب الماضي...))
واخذت في البكاء... انها لا تملك اي مشاعر خاصة اتجاه حسن... وتقدمه لخطبتها لا يعني لها شئ سوى انها لا داعي للتفكير لابد من الرفض..فتاة مثلها ... لافضل ان ترفض دون نقاش او تفكير...لان لا يحق لها ان ترتبط باي احد دون ان تكشف له عن ماضيها...
وفي كل مرة تتلفظ بهذه الكلمة ( الماضي ) تشعر بجرم قذر يلتصق بها... تغرس اظافرها في ساعديها وهي تضم راسها على ركبتيها... وبعدها بسرعه الى الحمام..لتستحم.وكأنها تريد ان تمسح القذارة التي بجسدها....
كم اتمنى ان اغط في نوم عميق دون كوابيس مزعجه... لطالما ازعجني الكابوس نفسه حيث ارى اني اسير في ممرات المستشفى... حيث راحة التعقيم منتشرة... وهي خاليه من الناس..عداي انا ... ابحث عن المخرج وكاني في متاهه ..
حتى اسمع صوت مواء قطة قريب مني... التفت للخلف... قطة صغيرة بيضاء..واقفة تنظر الي..اتجهت اليها بخطوات ببطئ..امد يداي نحوها لحملها..وفجأة تتحول الى كلب اسود ضخم.. استيقظ حينها من النوم على الصرخة نفسها..في كل مرة...
صباح اليوم التالي...
كعادتي متجهة للمحاضرة...في ممرات الكلية.... كنت ارتدي تنورة باللون الاخضر الغامق مع قميص اصفر فاتح ويغطيه جاكيت بنفس لون التنورة ... وغطيت شعري بوشاح اسود..لطالما احببت الالوان الداكنة واللباس الرسمي ...
من بعيد لمحت رجاء... كانت واقفه في الممر تتحدث مع زميل لها.. لابد ان يكون حسن... ابطأت في خطواتي.. ونظراتي للارض... لا اريد ان تلتقي عيني بعيني حسن... لا ادري ما السبب ..شعرت ان لابد من الهرب من اي حديث يجمعني به...
وما ان اقتربت اكثر فاذا به ينصرف ورجاء تلتقي نظراتها بي... اقتربت مني... وقبل ان تصبح علي.... ( اخبرته برفضك...تضايق كثيرا) لم اعلق على كلامها ولم تنتظر مني اي رد... كما انها لم تنطق بكلمة اخرى حتى دخلنا المحاضرة....
لا اعلم ماذا دار في المحاضرة...كنت الاعب القلم في يدي... قد تكون رجاء منتبهه لي...لكني كنت في عالم اخر.... ابحث عن مبرر لرفضي امام الجميع لو علموا بالموضوع... واولهم رجاء...التي لم تسالني عن السبب .. تعلم اني لن اخبرها لو سالت طالما لم اخبرها من البداية.
لم تعيد فتح الموضوع معي..ربما نسيته هي لكني انا من انشغلت به..لا اعلم لماذا..هل اهتمام بحسن نفسه او بالموضوع؟؟؟؟
انتهت المحاضرة..وبدون اي كلام خرجنا واخذتنا خطواتنا الى الاستراحه... لم تكن هناك مقاعد فاضية الا مقعدين قرب طاولة تجتمع عليها مجموعه من الفتيات.. لا عرف سوى اثنتين منهم..وحقيقة لا استلطفهن...تقدمت رجاء وجلست قريبه منهن... وتبعتها انا....
رجاء وهي تلتفت لاحداهن..( اهلين. لولوة ...اهلين بنات.. كيف حالكم؟)
لولوة (اهلين رجاء ..منذ فترة لم التفيك هنا...)
رجاء ( انهي محاضراتي واعود للبيت )
لولوة وهي تغمز لها ( اكيد مشغولة بالتجهيز للزواج..)
رجاء وكأن لم يعجبها الكلام ( ليس هذا السبب لكني اعتدت على هذا...)
لولوة ( حالك من حال سمر ...)
رجاء ( اي سمر تعنين؟؟)
لولوة ( سمر ابنة الدكتور جاسم ..سوف تتزوج .)
تدخلت احدى الفتيات في الكلام ( لقد سمعت انها ستتزوج دكتور يدرس في بريطانيا)
لولوه باسلوب استهزاء (ليس دكتور انه استاذ هنا في الكلية ابتعث لبريطانيا من اجل الماجيستر ليس الا,,)
رجاء (وماذا يزعجك في ذلك..)
لولوة وهي تحاول ان لا تبدري اي اهتمام..( ولم انزعج..بالعكس سمر قريبة مني كثيرا... والان ساتصل لها لقد اخبرتني انها ستلتقي بنا هنا)
كنت استغرب رد هذه الفتاة التي تدعى لولوة...تتحدث باسلوب استهزاء عن الفتاة التي تدعى سمر ثم تقول انها قريبه منها كثيرا..
رجاء تلتفت لي ( الا تعرفين سمر جاسم... كانت معنا في مقررين الفصل السابق) وهي تهمس لي ( البنت الدلوعه ..) وقبل ان تكمل حديثها..دخلت سمر..لقد تذكرتها... زميله لنا لطالما شعرت ان الدراسة لا تعني لها شئ..فهي تهتم باناقتها اكثر من دروسها..والكل يجاملها حتى الاساتذه لانها ابنة الدكتور جاسم...
دخلت علينا وهي تلبس قميص من الحرير بالوان مختلفه مع بنطال ابيض وتغطي نصف شعرها بوشاح اصفر... ويغطي وجهها كل الوان المكياج.. شعرت بانها ذاهبة لحفلة وليست للجامعة...
سمر بصوت عالي وهي ترفع ظرف ابيض في يدها....( مرحباااا بنات...كيف حالكم..وحشتووووووني)
تقدمت لها لولوة بحركة سريعه وصافحتها وقبلتها... وكأن حديثها عنها لم يكن قبل لحظات...
سمر ( حضرت اليوم من اجلكم ..لقد احضرت لكم بطاقة الدعوة..)
احدى الفتيات القريبات مني ( سنحظر جميعا ... ونرقص ايضا )
سمر بدلع ( بالتاكيد سترقصون لقد احضرت افضل فرقة اعراس في البلد )
لولوة (وشهر العسل؟؟)
سمر ( طبعا بريطانيا..كنت ارغب في النمسا لكن حبيبي ملتزم بالدراسه هناك...)
والتفت الى رجاء ( رجااااء اين اختفيت ؟؟لابد ان تحضري ....)
اصبح المكان تعمه الفوضى ..كانت سمر تتحدث وتتحدث..ماذا ستفعل وماذا فعلت..وتتفاخر بتجهيزات عرسها..وديكور قاعة الزواج..وبين كل كلمة والاخرى..تتلفظ بكلمة حبيبي قال وحبيبي وعدني... كم كانت تتفاخر به .لا تخجل من اي شئ..
لم يعجبني ما دار من حديث ولكن بقيت مكاني صامته لسبب واحد ان رجاء كانت تتحدث معها عن بعض الامور بخصوص تجهيزات الزواج.. من اسماء محلات وارقام هواتف .. حقيقة لا اعرف بالضبط لهذه الامور... وشعرت نفسي تائهه بينهم..وقفت اشارة لرجاء برغبتي في الانصراف...
وقبل ان اخطو خطوة واحده..وبحركة سريعه..مدت سمر يدها لرجاء لتعطيها بطاقة دعوة
وتفاجأت بها ( نورس.. لابد انك ستحضرين مع رجاء...) اعطتني بطاقة اخرى
اخذتها بتردد وانا ابتسم وكان واضح علي الاستغراب ..
رجاء وهي توزع نظرها بيني وبين سمر (نعم..نعم..سنحضر انا ونورس )
لم انطق بكلمة واحده ... وانتبهت الى رجاء تسحبني من ساعدي... الى الخارج...
رجاء ( نورس..على الاقل قولي مبروك ) لم اعلق على كلامها ... واعطيتها البطاقة وقد
استغربت من ردة فعلي...
اخبرتها ( تعلمين اني لا اسهر خارج المنزل...ولا احب حظور الحفلات )
رجاء وهي تضع البطاقه بين كتبي ( تريدين ان اذهب لوحدي .. نذهب نغير جو عن الدراسة قليلا )
كنا قد خرجنا من مبنى الجامعه الى مواقف السيارات... صعدت سيارتي وقد بدت كالفرن من حرارتها...
وواضح علي الضيق بعد ان جلست... انتبهت لرجاء تكلمني بصوت عالي..( حرارتها مرتفعه طبيعي من لونها ..)
ابتسمت لها دون ان اعلق...
فعلا لون السيارة الاسود يجعل منها فرن متنقل..حاولت رجاء ان تصرفني عن هذا الاختيار.. لكني اصريت... كانت تريدني ان اخذ لون ابيض مثلها... لطالما الاسود هو لوني المفضل
وصلت للمنزل...بعد اكثر من نصف ساعة في الطريق..لم اشعر بالوقت..لان عقلي مشغول ما جرى اليوم... في الاستراحه...
استغربت اهتمام البنات بحفلات الزواج والمظاهر والمجاملات...والاكثر حديث سمر عت تحظيراتها وعن حبيبها الذي تزج به في كل حديثها.. لكني اراها لا تصلح لزواج مطلقا...انه فقط تجيد كيف تلبس وتضع المكياج وتتفاخر بسفراتها ورحلاتها ... قد يكون هذل سبب للزواج لمن هن مثل تفكيرها..
دخلت المنزل ووقد وضح علي الشرود. عمتي فريدة ليس هنا لابد انها في مركز القران..لقد اعتادت على الذهاب قبل صلاة الظهر من اجل حظور دروس التجويد...
دخلت الغرفه ..وبحركة سريعه...رميت كتبي على المكتب..ورميت بنفسي بعد ذلك على السرير ... واغمضت عيني...لا اعلم لم خطر ببالي حسن..ورفعت جسدي من على السرير..وسريعا الى الحمام.... علي ان اغتسل بالماء البارد بعد كل هذا الارهاق وحرارة الجو التي لا تطاق... كنت اعلم اني اهرب من شئ ما ...ومازلت اهرب منه...
خرجت من الحمام...وانا ارتدي لباس فستان من القطن الواسع والقصير... كم اشعر بالراحة عندما اجلس في البيت بهذا النوع من اللباس خاصة اني هنا وحيدة مع عمتي ..لا اولاد يشاركوننا المنزل.
الامتحانات اقتربت .. وليس لدي وقت كافي للمذاكرة علي ان اجتهد هذا الفصل ...فالسنة القادمة انهي دراستي ...وبعدها علي ان افكر بجدية في البحث عن عمل...
وبدات افكار مزعجة تخطر ببالي ...اغير من اسلوب حياتي ..واتجه للعمل..وبعد ذلك؟؟؟
لمحت صورة سمر امامي..فرحتها بخطيبها وتفاخرها بتجهيزاتها...ورجاء معها تتناقش ويتابادلون الافكار...وعيون الفتيات عليها يتمنين ان يسرقهن فارس الاحلام كما حصل مع هذه الفتاة المدللـة..عدا انا..صامته مكاني..ليس لي حق ان افكر مثلهن ولا اتناقش معهن..ولا احلم... فقط اشغل نفسي عن نفسي... لا اريدها ان تحلم مثل باقي البنات....
هذا قدري..وبسبب خطيئة اجهل عواقبها احرم من الفرح في حياتي......اطفات الانوار التي في الغرفه..واغلقت ستارة الغرفة جيدا..حتى اصبح المكان مظلما....هذه حياتي...والان ارمي نفسي على السرير..واضع الوسادة على راسي...واغرق في بدموعي.....
((سامحني يارب))

*الشاطئ الثالث*

الموجة الاولى
اجتمعت مع عمتي فريدة بعد الغداء..كعادتي اشرب معها الشاي وهي تتابع مسلسلها المفضل..كم تحب المتابعه لا تفوتها الحلقات وتندمج معهم لدرجة البكاء في المشاهد الحزينة..
لا احب هذا النوع من المسلسلات لكني اجلس من اجلها فقط... الوقت الوحيد الذي نجتمع فيه ونتحدث....
واليوم فاجئتني باقتراح جديد..وما اكثر اقتراحاتها عمتي...
(لم لا تاتين معي الى مركز القران؟؟)
تعجبت من كلامها واعجبتني الفكرة في نفس الوقت.. ( اذهب معك؟؟؟)
عمتي باهتمام اكثر ( نعم ...لم لا ..هل هناك اروع من تعلم القران؟؟)
عجبتني الفكرة اكثر واحببت ان ابين لها ذلك..( معك حق عمتي.. ما رايك بعد الامتحانات تاخذيني معك... )
عادت بنظرها للتلفاز ( سنرى ان فعلتها )
وقفت امامها متعمده وانا احمل كوب الشاي.. لاني اعلم انها لا تحب هذه الحركة ..( بعد الامتحانات ستاخذيني معك..وستتركين متابعة الحلقات )
عمتي وهي تاشر بكفها ان ابتعد ( بعد الامتحانات..ابتعدي لارى هذا لمشهد )
انصرفت عنها وانا اضحك في داخلي..نادرا ما تخالجني مشاعر تشبه الفرح خاصة عندما امازح عمتي..هي الوحيدة التي لا اتردد فيما ساقوله رغم قلة كلامي... وهي تعلم ان بداخلي الكثير اخبئه عنها... ودائما تقول لي ( متى اراك عروس في منزل زوجك ...)
موضوع الزواج يلاحقني في كل مكان..جميع من اعرفهن من البنات انخطبن او تزوجن ومنهن من لديه اطفال..
ولو اني وافقت على الشخص الذي تتمناه اي فتاة لكنت متزوجة من سنوات... تسعد الفتاة عندما يكثر خطابها ... او عندما تلاحقها نظرات الاعجاب..الا انا... اتعس لحظات حياتي ندما يفتح موضوع الزواج..وكم انا تعيسه هذه اللحظة...
صديقتي رجاء ستتزوج قريبا...وحديثها اصبح فقط عن التجهيزات...ولا اعتقد انها ستنال مجموع مرتفع هذا الفصل...
كم اكره الامتحانات..وقتها اشعر اني في سباق مع الجميع ومع كل شئ... واخر يوم في الامتحانات كأني اضغط على الفرامل لاتوقف عند نهاية المطاف...
ولكن تبقى الدراسة ما يشغلني عن كل شئ..عن الماضي وعن المستقبل...
,................................................. .................................................. ................
رجاء ونورس متجهتان نحو مواقف السيارة..اليوم هو اخر يوم للامتحانات...
خطواتهم بطيئة فيها شئ من الراحه في الحركة...ملامحهم بدت مسترخية بعكس الايام السابقه من شدة الضغط بسبب الامتحانات..
رجاء..( اخيرا تفرغنا )
التفتت لها نورس بابتسامة ( ماذا لديك اليوم؟؟)
رجاء (ليس اليوم... غدا تذهبين معي للخياطة...وبعد غد.....؟)
قاطعتها نورس ( وماذا بعد غد؟؟ )
رجاء (نسيتي مو عد زواج سمر...وعدتها ان احضر..)
نورس دون اهتمام (وما شأني انا؟؟؟)
رجاء (لقد دعتك لزواج )
نورس وهي تبحث في حقيبتها عن مفتاح السيارة (ومنذ متى احضر اعراس؟؟ )
رجاء (من بعد غد..ستحظرين معي... )
نورس بملل ( ولكن ...)
رجاء ( لن تخسري شئ..نحظر الحفله ..ووقت ما ترغبين في الانصراف لن اعارضك )
نورس.. (غدا اذهب معك لا تقلقي..)
رجاء وهي تبتعد عنها متجهه نحو السيارة ( وبعد غد ستذهبين ايضا..الى اللقاء )
.................................................. .................................................. ..............
اصطحبت نورس معي للمشغل ..لاختار تصميم لفستان الزواج.. من المفترض ان تكون امي معي...
لكنها منشغله هي الاخرى بالتجهيزات... لديها الكثير من الامور لتهتم بها..وتركت ما يخصني اتحمل مسئوليته..لطالما اعتمدت على نفسي في كل شئ خاصة تجهيزي للحفلات سواء حفلات زواج او استقبال او غيرها...
صديقتي نورس فتاة رائعة الجمال...لا امدحها لانها صديقتي لكن بشهادة الجميع هي فاتنه... شعرها الاسود الناعم الطويل... وعيناها الواسعه بلونها الاسود..بعكس بشرتها البيضاء..ويميزها طولها الذي زادها فتنه... مع شفايفها الصغيرة بلونها الوردي الدائم..وهي بعكس الكثير من البنات في عمرها تحب الملابس ذات الالوان القاتمة وبتصميمات رسمية جدا...تعطيها مظهر رسمي وكانها خارجة دائما للعمل ...
هي فقط من احب ان تكون بصحبتي... ليس لديها ما تساعدني به سوى الرفقه الطيبة والرأي السديد في كل الامور ما عدا ما يخص تجهيزات الزواج... اشعر انها تتهرب من كل شئ يعني بالزواج. رغم اصطحابي لها دائما للتسوق.. لا اعرف السبب...حاولت ان افهم منها...لكني لم استطع..
خاصة ان كثير تقدموا لها..ولكنها ترفض قبل ان تفكر... واخرهم حسن..كم اشفقت عليه عندما رايت الحزن في عينيه...بعد ان اخبرته برفضها... ربما لم يتوقع ذلك..حاول ان يعرف السبب لكن الاجابة عندها هي فقط...
دخلت المشغل معها..كنت انظر لملامحها وهي تناظر الفساتين المعروضه..نظرات غريبه..قد تكون نظرات حزن او تجاهل او اهتمام لا اعرف انها انسانه محيرة وكتومة...
وقع نظري على فستان من الحرير الرائع. وما يميزه اللون الازرق لورود ناعمة وكريستالات وبسيطه على الصدر و الذيل والطرحة.... ومع لونه ناصع البياض....بان الورد وكأنه طبيعي... لكن ما لفت اتباهي هي نورس...الذي بقيت تتامله... سالتها وانا انظر اليها باستغراب ( هل اعجبك )
ولم اتوقع ردها ( كثيرا,,, انه مميز.. ناصع البياض مثل اي فستان عروس... لكن هذه الورود تختلف..) كانت تكلمني وهي تمرر اناملها على الفستان ....
انتهت زيارتي الاولى للمشغل ..بعد ان انتفقت مع الخياطة على فستان مقارب في التصميم للفستان الذي اختارته لي نورس مع تغيرات بسيطه في شكل الورد...
كنت سعيده جدا لمشاركتها لي في الاختيار..وجدت ان لديها ذوق رائع بعيد عن الالوان الداكنه التي تحب ان ترتديها.....
.................................................. .................................................. ..................
اوصلتني رجاء للمنزل... وبصمتي المعتاد لكن عقلي ليس معي... انه هناك في المشغل..مع فستان الزفاف..كم هو رائع..اعجبني كثيرا..كذلك اللون الازرق فيه... كم هو رائع لو ارتدته رجاء...
وانا؟؟؟الا يحق لي ان احلم بارتدائه؟؟؟؟ كانت الدموع تتراقص في عيني... رجاء ستتزوج .. وستنشغل بحياتها مع زوجها عني. اهذا سبب دموعي؟؟
..لا ادري... علي ان افكر بنفسي اكثر... تذكرت ما قلته رجاء لي بعد ان اوصلتني ( ساكون غدا هنا لاخذك معي الى حفلة سمر..)
ولا اراديا..اسرعت الى خزانة ملابس..فتحتها...وصرت ابحث عنه فستان ابيض.. بدون اكمام احضره لي عمي ابو عبدالله من لندن... لم يعجبني لونه او ربما لم اعتاد على لبس اللون الابيض...وبحثت بين ملابسي المعلقه عن جاكيت احمر قصير ...
وضعتهما على السرير ..وصرت انظر لهما ...لم لا اجرب ان ارتدي مثل هذه الالوان..غدا زواج سمر..ٍوسوف اذهب مع رجاء...وسارتدي هذا الفستان الابيض مع الجاكيت الاحمر..ووشاح من الحرير الابيض المزين بورد باللون الاحمر والاسود... وحقيبة يد سوداء صغيرة... لا لن اتردد هذه المرة... انها حفلة زواج تستحق كل هذا التغيير
.................................................. .................................................. ..................
وقفت العمة فريدة تتامل نورس... لم تكن قادرة على النطق.... تجمدت مكانها...
كانت نورس ترتدي ما جهزته مسبقا. ورغم ترددها الا انها اقنعت نفسها بالتغيير على الاقل هذه الليلة....
حاولت نورس ان تتجاهل نظراتها لها وهي تحادثها (عمتي فريدة...ساحضر حفلة زواج مع رجاء وقد اتاخر ...)
العمة فريدة تمازحها بنبرات بان عليها الفرح ( انتظري لحظة..ماشاء الله من يكلمني؟؟؟؟ نونو ابنتي؟؟)
نورس بخجل واضح ( ماذا بك عمتي...الا تريني جيدا )
لم ترغب في احراجها اكثر..العمة فريدة ( انتظري قليلا هل ستذهبين وحدك؟؟؟ )
نورس وهي تقترب منها ( عمتي..ساذهب مع رجاء... اطمئني سيوصلنا خطيبها ... لان الحفله في قاعة فندق وقد نتاخر...)
ابتسمت لها العمة فريدة وهي تدخل خصله قصيرة بانت من تحت الوشاح على جبهة نورس..( لطالما تعرفين ما عليك فعله دون ان انبهك )
لم استطع ان ارد على كلام عمتي فريده لا تعلم ما بداخلي... حتى تقول لي هذا الكلام...كم انا خجلة منك عمتي....
لم ارد ان ابقى اكثر معها ..خرجت من الصاله وبقيت واقفه قرب البوابه... انتظر رجاء.... لابد انها ستاتي في موعدها بعد دقائق ...فهذه حفلة ليس محاضرة... سمعت صوت السيارة تقترب..فتحت البوابه لاجدها تأشر لي بأن اسرع....
دخلت بهدؤ ...وحيتيهم بالسلام..لا ادري ان ردوا علي ام لا ... فقد خجلت كثيرا من نظرات رجاء..كان الاستغراب واضح عليها وهي تنظر الى ما ارتديه.....
وبقيت صامته ولم اكن احرك حتى اناملي ..وبعد فترة وصلنا للمكان الذي فيه الحفله...
وقفت السيارة فتحت الباب لانزل منه...( لا تخرجي حتى اكلمك سأتي لاخذك بنفسي ..) وردت عليه رجاء ( حسنا ...) وفتحت الباب ونزلنا معا.
وانا اشعر بالاحراج... كانت رجاء تلبس عباءة على غير عادتها.... حتى انها لا تستطع ان تمشي بها. لكنها ترتديها في كل مرة تحضر حفله تلبس فيها فستان قصير....لم نتكلم... دخلنا بسرعه من مدخل جانبي...
كانت مراة كبيرة مواجهه لي فور دخولي...وقفت اناظر صورتي في المراة ..وانا ارفع الوشاح عن شعري.. بان شكلي مختلف... ونظراتي تختلف هي الاخرى..اللونين الاحمروالابيض برزا شيئا لطالما اخفيته حتى عن نفسي.. ابتسمت لنفسي في المراة (كم انا جميلة) كنت اقول لنفسي
انتبهت الى رجاءواقفة بفستان اسود قصير ..( نونو..ما هذا..لم اكن قادرة على التعليق بوجود اخي...)
سالتها ولا اخفي عنها خجلي ( مارايك جميل؟؟؟)
رجاء وهي تنثر خصلات شعري الطويل على كتفي..( طبعا ..رائع ما ترتدينه..لا ادري ما ذا يعجبك بالالوان الداكنة )
غمزت لها ( لست اروع منك...جميل هذا الفستان مع شعرك الاسود القصير...وكأنك طفله )
دخلنا معا القاعه..كان صوت الفرقه الموسيقيه عالي جدا..تبعت رجاء نحو طاولة خالية...
جلسنا معا.. وفورا توقف صوت غناء الفرقة الموسيقيه..صرنا نسمع همسات النساء في القاعه ... وقتها رايت لولوة قادمة نحونا... ليست وحدها وانما معها باقي صديقاتها ...
يبدون جميلات حقا..اول مرة التقي بهن خارج الجامعة. وعليهن لباس سهرة.. حقيقة انها المرة الاولى التي احضر فيها حفلة زفاف من فترة طويله... جلسن معنا حول الطاولة...وبدأن في الحديث كل فتاة عن فستانها وبكم اشترته ومن اين... وكلام البنات الذي لا ينتهي.. لم اركز معهن. التفت لي لولوة ( اهلا نورس مختلفة اليوم )
تفاجات بتعليقها لكني اجبتها بخجل واضح ( شكرا لولوة )
كانت ستعلق على ما ارتديه قد يكون اعجبها هذا ما شعرت به من نظراتها..لكن احدى الفتيات الاتي بصحبتها بدأت تهمس ( سمر تكلفت كثيرا في هذه الحفله الا تلاحظون؟؟؟)وقبل ان تكمل كلامها ..
.التفتت لولوة ( بالنسبة لها غير مكلف والدها مقتدر..و زوجها كذلك من عايله معروفة وغنية..)
قاطعتها فتاة اخرى ( زوجها كان طالب عند والدها ومقرب منه كثيرا.وهو من رشحه للبعثه الدراسيه في بريطانيا.)
تدخلت رجاء في الحديث( لكني اشعر ان بينهم قصة حب ..هذا ما فهمته من كلامها....... )
قاطعتها لولوة وكانها ستقول شئ خطير ( قصة حب كبيرة .... كان يزورهم ويتلاقى معها اثناء زيارته لوالدها..وخاصة في لندن ..عرفت منها ان قصة حبهم بدات هناك حيث كان يحضر فصل صيفي في احدى الجامعات في العطلة الصيفية....)
قطع كلام لولوة صوت الموسيقى الذي بدى لي مزعجا ربما لاني لم اعتد عليه...لا ادري كم مر من الوقت..كانت رجاء مندمجه مع الموسيقى ومع حديث البنات الذي لا اسمع منه شئ مع الازعاج...
انصرفت لولوة بعدها مع صديقاتها متجهات للمقدمة... قد يرغبن بالرقص..وهذا ما حدث...صرن يشاركن باقي الفتيات الرقص..وانا مندمجه مع كل ما يحدث... لا انكر ان الجو مزعج قليلا لكن هناك شئ من المتعه...
فجأة بدت حركة غريبه في الصاله.. من العاملات واهل العروس والعريس وكذلك البنات الاتي يرقصن...والسبب انهم اعلنوا دخول العروسين... اخذت الوشاح من على الطاولة غطيت شعري وكذلك رجاء التي اسرعت بارتداء العباءة وتغطية شعرها...
تقدمت لولوة وصديقاتها وبحركة سريعه تغطين وجلسن معنا حول الطاولة..وارتفع صوت الموسيقى من جديد...اطفئن الانوار... وبدت انوار مخفيه تظهر من السقف ومن خلف الديكور عند مدخل العروسين....كان شكل القاعه رائع ...وبدات زفة العروسين...
دخلن بخطوات بطيئة كان علي ان انظر للخلف حتى اراهما جيدا... بدأ قلبي يخفق بقوة لاادري لماذا ..ربما لان المرة الاولى التي احضر فيها عرس بهذا التنظيم... لم تكن طريقة جلستي مريحه اعدت نظري للامام لابد انهم سيجلسون في المقدمة واراهما جيدا... الا ان رجاء ضربت يدي بقوة..( نونو انظري..روعه) وهي تشير للعروسين ..
التفت بحركة بطيئة للخلف ارى سمر بروعتها وجمالها وتختال في مشيتها كأنها ملكة وقد بانت وكأنها اكبر من سنها وهي سعيده ممسك بها زوجها وقد بدى في قمة السعادة.. فجاة انقطع صوت الموسيقى... وجمد العروسين امامي.. كما جمدت انا في مكاني ...حتى انفاسي اختنقت في صدري...
لا اشعر باي شئ من حولي..لا صوت موسيقى ولا ارى اناس حولي... ولا عروس امامي... فقط اراه هو...ناصر..انه ناصر امامي.. انظر اليه... لا يمكن ان انسى هاتين العينين.... شعرت ان قلبي سوف يتوقف عن النبض حتى بدأ صوت الزفة يزداد تدريجيا عند مسمعي وصرت اراه يتحرك مع عروسته . حتى اقترب مني بما اني جالسه على الطرف.. وضعت قبضة يدي على صدري كنت اشعر بنبضات قلبي وكانها سوف تفضحني...
وما ان ابتعد خطوات..حتى حاولت ان احرك قدامي...شعرت بثقل فيهما.... وبصعوبة تحركت وقفت عليهما وبسرعه تحركت قاصدة دورة المياه.. لا اعتقد ان احد انتبه الي...الجميع نظرهن الى العروسين... حتى وقعت على الارض وانا اشهق بصوت عالي كنت ابكي لكن لم ينتبه لي الا عاملة امسكت بيدي ..فلم اكن ارى ما امامي...
عادت تمسك بي عند مدخل دورة المياه..دون ان تتكلم... فقط تنظر الي باستغراب.. .وقتها لم تحملني قدماي اكثر.. فاجلستني على كرسي صغير... وضعت يدي على وجهي..وارتفع صوتي بالبكاء ..كنت اشعر اني ساغرق وسط الدموع لشدة بكائي..
حاولت العاملة تهدئني..لكنها لم تفلح في ذلك..بقيت مكاني وحدي..الجميع مشغولون بالعروسين..انا هنا وحدي ابكي لماض سلبني كل فرحي... وكلما تذكرت نظراته وابتسامته اليها زاد وجعي ودموعي وشهقاتي..كنت ارجف بصورة واضحه... لا استطيع رؤية ما هو امامي... حتى انتبهت لصوتها
(نونو..نورس.... ماذا بك ) انها رجاء...انتبهت لعدم وجودي وجائت الى هنا تبحث عني... ضمتني بقوة الى صدرها..وهي تمسح على شعري..(نونو اهدئي ..انا رجاء ..) لم اكن قادرة على الكلام ولا على التركيز لما تقوله ...كانت تحدثني لكني لاادري ما تقول... قربت العاملة مني كوب ماء مسكته بيد ترجف وشربت منه قليلا.... مما جعلني اهدأ بعض الشئ..واخذ نفس عميق.وانا مغمضة العينين..كنت اسمع العاملة تتحدث بقلق مع رجاء تخبرها بما حدث...
فاجأت رجاء بوقوفي...( اريد ان اذهب للمنزل) لا ادري ماذا تقول لكنها تحاول ان تمنعني من الخروج...لم تستطع ذلك..واتجهت لبوابة الخروج دون ان انتبه لما امامي... ورجاء خلفي.. تناديني... امسكتني من كتفي بعد ان وصلت للخارج... (..كيف ستذهبين؟؟)وعيت لما قالته..وقفت انظر اليها..كانت مرعوبة امامي..
كانت تمسح دموعي بيد ترجف....وعيناها هي ايضا غارقة في الدموع... حتى سمعت صوت احدهم(ماذا تفعلا خارجا..اصعدا السيارة ) ...اقتربنا من السيارة فتحت رجاء الباب الخلفي.. هذا اخر ما اتذكره من تلك الليله...
اني مصدومة من حالة نورس.... فقدتها بعد ان كانت جالسه جنبي...بحثت عنها حتى وصلت لدورة المياه ..وجدتها في حالة يرثى لها ..تبكي وترجف وتقول كلام غير مفهوم..اخذتني للخارج..لم تكن تعي لما تفعله...ولست فاهمه ما يجري لكلتينا... حتى سمعت صوت اخي حامد بغضب يسالني عن سبب خروجنا بهذا الشكل...لكنه ما ان راى نورس صمت وابقى نظره عليها... اشار لي ان اصعد معها السيارة.... وما ان صعدنا حتى فقدت وعيها..ضميتها الى صدري..وانا اصرخ فيه (حامد..الحقني نورس لا تكلمني..فقدت وعيها.... )
كان حامد مرتبك لا يدري ما عليه ان يفعل... ينظر امامه ويعاود النظر للخلف بنظرات قلقه...مازلنا داخل مواقف الفندق حيث اوقف السيارة جانبا.نزل منها ..وفتح الباب...وصرخ بي( ادخلي اكثر...السيارة واسعه...مدديها على الكرسي...) ما كان صراخه علي وعباراته المتقطعه الا اوامر لما علي ان افعله ...فقد كانت سيارته الجيب واسعه نوعا ما بما يكفي ان ابقي راس نونو بحضني وانا جالسه عند الطرف...
ارى صدرها يرتفع وينخفض بسرعه ...وهذا ما طمئنني قليلا... رجع حامد لمكانه ...وقاد السيارة لخارج المواقف... سالني (ما بها؟؟هي مريضة؟؟)..اجبته بصوت مرعوب( لا ليست مريضه... اختفت من امامي لاجدها منهارة تريد العودة..)
وهو ينظر للمرايا الامامية للسيارة( واضح انها في صدمة. ربما تشاجرت..)
صرت امسح على شعرها وخدها وانا اناديها... لكنها لم تعي لي... حتى انتبهت الى حامد وهو يبحث في الدرج الامامي للسيارة ومن ثم مد يده فيها زجاجة عطر... وقربها مني..( قد تنبهها رائحة العطر..) وفعلا ما ان قربت الرائحة... حتى حاولت ان تفتح عينها...( نونو ..اصحي..؟؟؟) ..
نظري اوزعه بينها وبين الشارع..كنت اشعر بالخوف عليها ..من الحالة التي هي عليها... لاول مرة اتعرض لمثل هذا الموقف..مالذي حصل لها لتنهار بهذه الصورة...اطرافها ترجف..وعيناها لا تقوى على فتحهما.... كانت تهمس لاختي رجاء... نظرت لاختي وكأني اسالها ما تريد...( تريد ان ناخذها للبيت ) .. اومأت براسي لها.... ومازلت استرق النظر اليها بين الفينة والاخرى...
شئ ما يجذبني لها..لملامح وجهها البرئ... وكفيها اللذان يرجفان بشكل ملحوظ... كانت تغمض عينيها لبرهه لتنهمر الدموع منها فتمسحها بكفها الصغير...
( لا تتحركي..) كانت رجاء تحاول ان تبقيها مستلقيه لكنها كانت تهم بالجلوس...( لا رجاء.. دعيني اجلس..)
انتبهت اني اقتربت لمنزلها... ( رجاء وصلنا..)..
كنت التفت لها ولرجاء لا اعلم ما علي ان افعل وكيف لي ان اساعدها... اشارت لي رجاء ان افتح الباب... وبسرعه اتجهت نحو باب السيارة وفتحته ابتعدت عنهما.. كانت قد عادت لوعيها...ومدركة لما حولها لم ارغب في احراجها فلم اوقف قريب منهما لكن لم استطع ان ابعد نظري عن عينيها... (امسكيها جيدا رجاء,,,) خرجت مني الكلمات بشكل عفوي...
فيما كانت تخطو على الارض ... قد تكون انتبهت لما قلته لانها بحركة سريعه وضعت كفها على جبينها تخفي ما ظهر من شعرها... مازالت نظراتي تلاحقها..حتى اختفت من امامي...
كنت واقفه عند مدخل الصالة بعد ان سمعت صوت محرك السيارة يتوقف امام بيتنا... كان احساس مزعج انتابني منذ ان خرجت نورس مع صديقتها...ولم يخيب ضني..دخلت نورس المنزل ممسكة بها رجاء..شعرت وكان ماء بارد انسكب علي..جمدت مكاني..
لم استطع حتى التقدم نحوهما... شعرت كل ما بي يرجف لحظتها...حتى صوتي...( نورس مابك..؟؟؟ رجاء مالذي حدث..)
دخلت معهم الصاله.... واجلسنا نورس على الكرسي.... رفعت رجاء الوشاح من على شعر نورس..نظرت لرجاء بهلع..(ماذا حدث الن تخبروني؟؟)
نظرت رجاء لي نظرات لا افهمها...
واخيرا نطقت نورس...(عمتي لا تقلقي... تعبت قليلا في السيارة اثناء عودتنا) نبرات صوتها متغيرة.. لا اعلم ماذا بها...
اختفت رجاء من امامي دون اشعر بها.... وكنت وقتها ممسكه بيد نورس تارة وامسح على شعرها تارة اخرى..( ماذا بك هل انت مريضه؟؟)
لم الحظ غياب رجاء الا عندما عادت وهي تقدم كوب ماء الى نورس التي امسكت الكوب بيد ترجف...
رجاء( عمتي فريدة لا تقلقي...نورس مرهقه... وتعلمين ان المسافه طويله من مكان الحفله)
لم اقتنع بكلامهما... الا اني فضلت الصمت لاني اعلم اني لا استطيع ان اجبر نورس على الحديث في ما لا ترغب...
امسكت رجاء جوالها هو يرن...(انه اخي ينتظرني في الخارج...) ثم اقتربت اكثر من نورس (هل تحتاجين لشئ قبل ان اذهب؟؟؟)
نورس تهمس لها (شكرا رجاء.. علي ان ارتاح فقط..)
رجاء(حسنا تصبحون على خير..)
.................................................. .................................................. ..................

*الموجة الثانية*

دخلت غرفتي...وعيني تبحث عن السرير فقط من شدة الارهاق...كانت عمتي فريده خلفي... اسمعها تهمس ببعض الايات والمعوذات... وكما كانت تفعل معي وانا طفلة صغيرة.. اجلستني على السرير واتجهت للخزانة واخرجت منها لباس للنوم
(عمتي لا داعي..ساغير ملابسي بنفسي..)
اجابتني ( لكنك تعبة )
ابتسمت لها ( لا عمتي انا بخير )
وهي تضع الملابس في يدي..( حسنا ساحضر لك كوب حليب..)
امسكت بيدها (ارجوك عمتي..لا اريد شئ... لقد اكلنا الكثير في الحفل)
لم تطيل الحديث معي... فهي تعلم ان كل ما اريده ان ابقى وحدي...كانت قلقة علي..وهذا طبعها معي منذ كنت طفله ..
انصرفت وبقيت وحدي... ابدلت ملابسي وانا على السرير..اشعر ان قدامي لن تحملني...بعدها اسلقيت على السرير..وكعادتي وضعت الوسادة على راسي كلما ارهقني الماضي.. كنت ابحث عن شئ يهدئني..يبعدني اكثر عن ما حدث... شعرت وكاني نعامة ادفن راسي في الرمل هربا مما حولي..
نهضت فجاه..وبقيت جالسه على طرف السرير...وانا انظر لشكلي في مراة الخزانه المقابله لي...كنت ارتدي فستان برتقالي من القطن به ورود صفراء... وشعري منسدل على كتفي..وخصلات قصيرة تنزل على جبهتي.. انظر الى نفسي وانا ابعد هذه الخصلات عن وجهي... لأتذكره.. واتذكر لمساته لي..وهو يلاعب شعري...
كماتذكرته وهو ممسك بيد سمر عروسته والسعادة واضحه عليه..وابتسامة كبيرة مرسومة على وجهه... ملامحه هي نفسها ما تغيرت ربما زاد وسامة... كنت اسمع البنات يتحدثن عنه ..عن خطيب سمر لكني لم اعرف انه هو.كان معي في نفس الجامعه لكني لم التقي به.. او ربما سافر فور التحاقي بالكلية بما اني التحقت بهذه الجامعه من فترة قصير..لابد ان هذا ما حدث....
تذكرت كيف كانوا يتحدثون عن قصص ومواقف له مع طالباته اللاتي يحاولن لفت انتباهه او التقرب منه...لكنه عرف بطبعه الصارم مع الكل وخاصة الطالبات..احاديث كثيرة تتداولها البنات.. . كن يمدحن كل شئ فيه ومنهن من يتغزلن به. ..
كن يعنين ناصر..ناصر الذي سلبني اغلى ما املك وهرب عني..هو .استاذ الجامعه ..المحبوب من بين الاساتذه..لدرجة ان يرشحوه لبعثه دراسية للخارج... وان يكون قريب لافضل دكتور بالجامعه... وكما تقول صديقات سمر,,كان يستضيفه في منزله..والاكثر من هذا رحب بخطبته لابنته المدللـه..
في الوقت الذي حرمت انا من كل شئ..اخاف من الفرح..واهرب من الضحك..وترهبني احلام الفتيات بالزواج من فارس الاحلام... وكل مرة يتقدم لي احدهم اشعر بطعنة سكين في صدري..
هل من المعقول ان تحصل على كل هذا الاحترام ومن الكبير والصغير..وانت في يوم من الايام قضيت على سعادة فتاة معاقة مشلولة...
عدت لبلادك لتعيش حياة طبيعيه..تكمل دراستك وتتفوق فيها,,وتحب وتتوج قصة حبك بالزواج... اتذكرك وقتها كنت في عمر 23 سنه..والان تكمل 32 سنه من عمرك تقريبا..اكثر من 9 سنوات مرت .. ياترى تذكرتني ولو لحظة خلالها؟؟؟
ان كنت اخطأت فيما فعلته انا هناك في بلاد غربة وعلى السرير المرض..فانا اعاقب نفسي الان ..وفي المقابل لا يعني لك ما حدث شئ..مجرد لقاء تعارف وانتهى..لا شئ جديد..ولا يهمك عواقب الامور...
هل تعلم ان نورس المعاقة عادت تمشي على قدميها؟؟؟
وهل كنت تتصور انها حظرت حفلة زواجك؟؟
ياترى لو علموا بحقيقتك مالذي سيحدث؟؟؟
كل مشكله ولها حل..ويا ترى ما هو الحل لمشكلتي؟؟؟
كيف لي ان اعيش حياتي مثله...حياة طبيعية...
هل اقبل باي شخص ..واخبره بجرمي ..هل استطيع ذلك؟؟وان حدث هل سيرضى بي زوجة وام لابنائه؟؟؟
فكلما رفضت شاب تقدم لي ..ليس لديهم مبرر اخر لتصرفاتي...سوى اني انسانه معقدة لفقداني اسرتي...
لست ادري ماعلي فعله..تعبت من كل شئ..قضيت سنوات عمري منذ كان عمري 16 سنه ..والان ساكمل 26 في الدراسه لا غير..لا ارغب بان يكون لي وقت فراغ ..كنت اتهرب عن التفكير بما حدث..رغم ان الحادثه راسخه بعقلي... لن انساها ابدا..
اتعبني التفكير والسهر.. والصدمة كانت كبيرة..اشعر بثقل في راسي... ارحت جسدي على السرير... واغمضت عيني...علي اخلد للراحة....
.................................................. .................................................. ..................
اجتمعت رجاء مع والدتها واخيها الوحيد حامد لتناول وجبة الغداء ... كان حامد يشبه اخته رجاء كثيرا.. ملامح وجهه قريبه منها..... ويبلغ من العمر 26 اي اكبر من رجاء وقد يبدو اكبر من عمره بما انه ملتحي وطويل القامة...انهى دراسة ادارة الاعمال في امريكا..وعاد منها قبل اشهر...
كان حامد يتناول غداء وشئ يجول في صدره اسئله كثيرة..ولكن كيف له ان ان يسال؟؟؟
وما ان انتهوا من تناول الوجبه ...وقد اختفت رجاء من امامه..حتى صار يجول بنظره يبحث عنها...
دخل حامد المطبخ حيث وجد اخته تحضر العصير...
(الم يجهز العصير؟؟)
رجاء وهي تقطع الفواكه (دقائق وكوكتيل الفواكه جاهز)
اقترب حامد منها اكثر..وجلس على الكرسي..واخذ يتصفح كتيب وضع على الطاولة لايدري ماذا يحتوي..لان باله مشغول بما حدث معهم البارحه...
حامد(متى استيقظت رجاء؟؟)
وهي تقطع الفواكه(تاخرت في النوم اليوم.. )
حامد يتظاهر بالقراءة(هل كنت قلقه على صديقتك؟؟)
بدون ان تلتفت اليه(اكيد حامد..انت رايتها كيف كانت)
حامد (الم تخبرك ما حدث؟؟)
رجاء(لا لم تخبرني...)
حامد وهو يلتفت لها (لم تساليها؟؟)
نظرت اليه رجاء(حتى لو اني سالتها نونو اذا اخفت شئ مستحيل تبوح به..)
اغلق الكتيب ونظر لاخته(نونو؟؟اسمها نونو؟؟؟)
رجاء وقد جهزت العصير(لا...... نورس)
وقف حامد في مكانه (نورس؟؟)
رجاء تحمل العصير وهي تشير لاكواب خاليه امام حامد (حامد لو سمحت احمل الاكواب )
رفع حامد الاكواب وهو يدندن بصوت منخفض (نووووورس)
.................................................. .................................................. .................
لم اشعر بنفسي الا وعمتي تحاول ايقاظي..مازال القلق مرسوم على محياها... انتبهت لها..نهضت قليلا..
العمة فريدة (صباح الخير)
وانا الم شعري جانبا (صباح الخير عمتي)
ابتسمت لي (كيف حالك اليوم؟)
بصوت مبحوح (بخير الحمدلله)
كلمتنب باهتمام(هل تشعرين بشئ؟؟ نمت جيدا)
اجبتها(نعم عمتي لا تقلقي...)
عمتي وهي تضغط على يدي(اريد منك ان تتناول غدائك جيدا...لانك لم تفطري..)
صرت التفت يميني ابحث عن المنبه(كم الساعة الان؟؟؟)
اجابتني عمتي (انها الواحدة والنصف)
وانا احاول ان اتحرك من السرير(حقا...لم اشعر بالوقت..)
ضغطت على يدي(ابقي مكانك ساحظر لك الاكل هنا..)
اجبتها (لا عمتي...)
عمتي وقد تغيرت نبرات صوتها(قلت لك ابقي مكانك)
عدت لوضعي على السرير(حسنا عمتي لكن بشرط لا اريد سوى شوربة ...)
وهي تمسح على شعري(لكنك لم تاكلي شئ)
نظرت لها بابتسامه (عمتي .....)
تحركت من مكانها وهي تقول(حسنا ابدلي ملابسك والشوربه تجهز في دقائق...)
انه النهار الاول لي بعد لقائي بناصر..ومضى كما غيره من الايام..في صمت..لم استطع ان ابوح ما بداخلي لاحد
ليس لدي ما اقوله امام تساؤلات عمتي وصديقتي رجاء...
وحاولتا معي سابقا ان ابوح ما في قلبي.. ولاني التزم الصمت دائما لم يعاودا المحاولات مرة اخرى...
*الشاطئ الرابع *
الموجة الاولى
مضت ايام وليالي صعبه علي... اشعر احيانا اني لو اغمضت عيني لن اصحى في اليوم الثاني من الالام التي اشعر بها...
وصورة ناصر ممسك بعروسته والسعادة واضحه عليه لا تفارقني ابدا...بدا عقلي يستبدلها بصور الماضي... ولم تكن اقل منها قساوة...
وما اصعب الاجازة علي..الجميع يبحث عنها عداي..كم احب ان اقضي وقتي في الدراسة ولا شئ غيرها..انها الشئ الوحيد الذي يلهيني عن التفكير ولو لبعض الوقت...
والحل الوحيد هو ان اشغل وقتي باي شئ...
وكان راي عمتي في محله..لقد اقترحت علي ان احضر معاها دروس تجويد القران..لطالما اهلكنا عمرنا في الدراسة ولكن قليل منا من يفكر في مثل هذه الدروس...
وكانت الفرصه كي اشغل نفسي..واتقرب من ربي اكثر..(الا بذكر الله تطمئن القلوب) ولابد باني
سأنال جزء ولو بسيط من الراحة النفسيه...
وكان اليوم الاول لي هناك... كنت متحمسة كثيرا... استعديت للذهاب قبل عمتي.. لبست هذه المرة عباءة ووشاح اسود طويل...شعرت عمتي بحماسي ..وكانت سعيده بذلك..... وقد اصطحبت معنا جارتنا فاطمة...التي رحبت بي كثيرا عندما وجدتني مع عمتي في سيارتها الرصاصية الصغيرة والتي نادرا ما ارافقها فيها ..لقلة خروجنا معا..
اليوم الاول لذهابنا كنت اشعر بقليل من القلق او ربما كان خجلا من الذهاب..كنت اظن ان من يدرسن هن من النساء..الا اني تفاجات ان عدد الفتيات كبير... وحتى من تقوم بالتدريس شابة صغيرة..بدا على ملامحها الايمان.. كان النظر اليها يعطي راحة غريبه...
لم ينتبه لوجودي احد..كلا مشغول بالدرس... وعمتي كانت تنظر لي من وقت لاخر..وارى ارتياحها من قربي منها في هذا المكان وخاصة انها تراني متحمسه كثيرا.

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات