بارت من

رواية نورس على شطآن الماضي -29

رواية نورس على شطآن الماضي - غرام

رواية نورس على شطآن الماضي -29

فما يهمها الان ان تتخلص من الضيق الذي تشعر به منذ ان لبست هذا الفستان الذي بدى لها ثقيل على جسدها حتى انها لا تستطيع الحركة
لحظات
وجاء عامل الفندق
اخذ اغراضهما
وتبعهما الى الجناح....
فريدة داخل الغرفة
تتفقدها بنظرها
بينما سلمان في الصاله يحدثها بصوت عالي
((فريدة... هل اعطيت بدور ملابسك وما تحتاجينه لتاخذهم للمنزل...))
(( نعم سلمان...احضرت معي الان حقيبه صغيرة فيها ما احتاجه....كما اخبرتني بدور...))
سلمان وهو يرفع الشماغ من على رأسه
وقد بان شعره الاسود الغليظ وقد اختلط فيه الشعر الابيض
وقد وصلت نهايته حتى بداية كتفه
((انا طلبت منها ان تخبرك بذلك....))
لم تعلق فريدة على كلامه
يبدو لها سلمان انه لم يتغير عن السابق
مازال يفعل مايريد
ويفاجأها بأمور لا تتوقعها
ما يشغل بال فريدة لحظتها غياب بناته عن الحفل...
(( سلمان..لم البنات لم يحضرن الحفل؟؟؟))
تغيرت نبرة صوته بجدية اكثر
(( فضلت ذلك... فمن الصعب ان يستوعبن ما سيرونه في الحفل..))
بصوت منخفض اجابته
((معك حق...امامنا الكثير لنفعله ليستوعبوا وجودي...))
الا انها صدمتها كلمته
(( لقد احبوك فريدة...صدقيني...))
لحظتها فقط....
شعرت براحة
من كلامه
فبقدر فرحها بوجودها قرب سلمان يلقها
المجهول مع بناته فهذا امر ليس سهلا
وقلقها الاكثر
والموجع
فراق نورس
بعدها.....
رفعت العباءة عن الفستان
واخذت تنظر لنفسها في المراة
تشعر انها ليست هي
فتاة اخرى
اصغر منها سنا
بدت كعروس حقا
صارت تلتف وهي تنظر لنفسها في المراة
كان شعرها يبدو كما الشلال
بلونه الرائع
لمحت تصميم الفستان من الخلف
تذكرت حركات سلمان وعبثه معها
لم يأخذها تفكيرها اكثر لما حدث امام الناس
لان سلمان فاجأها بدخوله
لمحته في المراة يتقدم نحوها
جمدت مكانها
في حين هو امسكها من خصرها
وسحبها جانبا نحو مدخل الغرفة
(( ستبقين كثيرا امام المراة... انا جائع...))
لم تعلق على كلامه
تقدمت ببرود معه
كانت تشعر بحرارة تسري بجسدها بدءا من خصرها
بينما اناملها تتلاعب على جانبها
اخذت مكانها في الصاله
(( سيبرد الاكل...))
(( تناوله انت قبل ان يبرد...))
(( الا تريدين؟؟؟))
(( لا...))
كان سلمان يكلمها وهو يقرب كوب العصير لها
رفع نظره لها
نظره خبيثه
نفسها كانت قبل قليل في الحفل
((ان لم تاكلي معي..اكلتك...))
كتمت ضحكتها لما ستقوله
(( متى ستذهب الى الحلاق؟؟؟))
نظر اليها
وهو يتصنع عدم الفهم
(( ولم الحلاق؟؟؟))
(( ارى ان شعرك طويل قليلا....))
اقترب منها جانبا
وهو يمسك نهاية شعرها بانامله
(( هل لي ان ابدل ملابسي؟؟؟))
كانت تريد ان تتهرب منه
كما ترغب في التخلص مما عليها
ابعد ذراعه عنها
وبحركة سريعه ابتعدت عنه
كما يهرب الطير من القفص
دخلت الغرفه..
اغلقت الباب لتسمع تعليقه
(( لا تخافي لن استرق النظر اليك....))
ضحكت على تعليقه
وببرود
فتحت حقيبتها المتوسطة الحجم
لم تعلم بما رتب له
لكنها جيد انها احضرت
على الاقل
بعض من الملابس وما قد تحتاجه
اخرجت
ملابس نوم قطنية من قطعتين
نظرت لهما في يدها
ومن ثم للقطعه الحرير البيضاء داخل الحقيبه
جمدت مكانها
فقط عقلها يفكر
لتقرر ما قد تلبسه الان
وليس لديها خيار سوى القطعة القطنية
البنية اللون
كم تخجل من سلمان
(( فرووودة..لقد تاخرت....))
بسرعة
اخذت ملابسها ودخلت الحمام
لحظات وخرجت اليه
بلباسها الحريري
الذي بدت به
كأميره خرجت من قصص الاطفال
كانت ترتدي قطعه طويله من الحرير
مكشوفة الاكمام بشكل واضح
وعليها قطعه من الدانتيل
بشكل ورود متراصه
وتزينه قطع من الكريستال الصغيره
اعطته بريق كبريق لمعة عينيها الخجلة
تقدمت اليه وهي تنثر شعرها
الذي بدى كشلال من العسل
زاد من جمال عينيها
كانت تراه امامها
لا يعلق كعادته
صامت
ينظر اليها فقط
وكأنه شبح الصمت حل في المكان
الذي يجمعهما لاول مرة
لم يرمش حتى باهدابه
كان يضنها حلم
ويخشى ان تختفي من امامه
اقتربت اكثر
لتعود لمكانها
كان يشعر برجفه بداخلة
هزت كل ما يحويه من مشاعر
بقدر ما جمدت اطرافه وحتى شفتيه
اخذت مكانها بقربه
لحظتها
دبت الحياة في شفتيه فقط
همس لها...
(( لم اتصور شعرك بهذه الروعه...))
وبحركة عفوية...
رفعت شعرها بكفها وتركته باكمله على كتفها
والتفتت له..
كانت تظن بانها تغيضه لانها ابعدت شعرها عنه
الى انها تفاجأت انه يوزع نظره عليها
ومن ثم لعينيها
همس لها في اذنها
بصعوبة كان يخرج الكلمات من شفتيه
((لم اتوقعك بهذا البياض فروودة.... وعيناك اجمل من قبل ....اجمل بكثير...))
كان ينظر لعينها الفاتنه
واهدابها الطويلة
بريق عينه يتسع
يكاد يلتهمها بنظراته
واخيرا عادت الحياة لجسده
ليبعد خصلات شعرها عن جبهتها
انتفض شئ بداخلها
ما ان قرب راحة يده لخدها اكثر
اغمضت عينيها
لتسمعه يهمس لها
(( فريدة...لا اصدق اننا معا....))

الشاطئ الــ17

الموجة الخامسة

كانت تلمح خيوط النور
وهي تتسلل من نافذة الغرفة
اليوم ستفارق كل ما يهمها في هذا البلد
ولا تعلم متى ستعود مجددا...
طرقات على الباب نبهتها
(( نعم...))
(( نورس... اجهزي خلال ساعة سنخرج للمطار...))
ليس لديها رد
فهي جاهز منذ شهور
قدمت حقيبتها نحو الباب...
بعد ان ادخلت فيها بقايا ملابس الحفل
وكل ما استخدمته بعد استحمامها
انتهت من شد الوشاح الاسودعلى شعرها
بعد ان ارتدت قميص طويل من الصوف الاسود المحدد باللون الابيض
مع جاكيت ابيض
وبنطال جينز اسود...
فهل هناك غير السواد ليعبر عن ما بداخلها؟؟؟
امسكت حقيبة يدها الصغيرة....
فتحت باب الغرفة الذي يطل على الممر المؤدي للصاله
كانت تسمع اصوات من ناحيتها
اتجهت نحو الصاله
كان مجموعه من العمال
يزيلون ما تبقى من احتفال البارحة
(( نورس..الن تفطري؟؟))
كان عبدالله يناديها
نادرا ما يحدثها
تشعر انه نسخه من عمها في طيبته واخلاق وجديته
(( قادمة....))
دخلت لغرفة الطعام
كانت الاسرة مجتمعه على الوجبة
((تعالي بنيتي اجلس بقربي...))
كان عمها يشير لها للجلوس بقربه
لم تعلق
لم تبدي اي ردة فعل
فقط تقدمت نحو عمها تشاركه الافطار
اجتماع عائلي
لطالما تمنته
الا انها لم تتمنى ان تفتقد عمتها لحظتها
ابقت يدها على كوب الحليب
حتى انتبهت الى طلال..
((نونو الم تتصلي بفروودة؟؟؟))
رفعت راسها وهي تكتم عبراتها
(( لااا.....لا لم اتصل....))
عبدالله بحده
(( نونو؟؟؟ فرودة؟؟؟ اليس هناك شئ من الاحترام...؟؟؟))
ابتسم طلال...
(( ان لم يعترضوا لم انت تعترض....))
قاطعهم والدهما..
(( اتصل سلمان...واخبرني انه سيلاقينا مع فريده في المطار....))
رفعت نورس راسها بحركة سريعه
بعد ان سمعت ما قاله عمها...
كانت ترغب بداخلها
ان تتصل بعمتها مان رات خيوط الفجر
الا انها تراجعت
الا انه اخبرها انها ستلاقيها بعد اقل من ساعة...


وكان اللقاء.........................
العمة فريدة ممسكة بساعدي نورس
وهي تكتم دموعها
بينما نورس لم تستطع ان تحبس مشاعرها اكثر
كلتاهما لا تجدان الكلمات التي يستحقها هذا الموقف
فما كان من العمة سوى ان توصيها على نفسها
اهتمي بنفسك... لا تخجلي من طلب اي شئ من عمك
ابنائه هم اخوة لك... كوني على اتصال
كل هذه الكلمات لم تشبع نورس
كانت تنتظر ان يوقظها احدهم
او بالاصح عمتها
كما هو كل صباح
لتستعد للذهاب للجامعه
لكنها ابدا لن ينتهي بما تتمنى
قبل سنوات ...................
المشهد نفسه
عندما تتمنى ان تاتي والدتها لتوقظها
ولتكتشف ان كل ما حدث مجرد كابوس
انتبهت لكف احدهم يشدها
(( نورس بنيتي.... عمك والاولاد ينتظروننا بالداخل))
قبل ان تترك كف عمتها الممسكة به
ضغطت عليه بكل قواها
حابسه كل ما ترغب ان تبوح به
بداخلها
ولكن لابد من الفراق
غادرت نورس صالة المسافرون
بخطوات بطيئة
هنا اخر انفاس لها في بلادها
ولا تعلم متى ستعود ؟؟؟؟
كانت العمة فريدة برفقة سلمان...
حتى صعدا السيارة...
وهي تبكي بصمت
وتمسح دموعها بين الفينة والفينة
لم يعلق سلمان بقى صامتا
الا انه سمع شقتها فجأة
شعر بان قلبه انفطر لصوت بكائها
اوقف السيارة جانبا
والتفت لها وهو يمد ذراعيه
يقربها اليه
(( فروودة حبيبتي...يكفي بكاء...))
لتزيد من بكائها
وهو يقربها اكثر منه
انتبهت فريدة لموقفها معه
ابعدت رأسها عن صدره بكفيها
ومسحت دموعها
(( سلمان نحن في الشارع..))
لن اتركك حتى تسكتي...
اخذت نفسا عميقا
وهي تهز راسها
اشارة منها انها لن تبكي
حتى ترك كفه عنها
وامسك بالمقود...
_(( سلمان سنعود لمنزلك اليوم...))
(( تكفين عن البكاء لتقولي هذا؟؟؟...باقي يومان..انا في اجازة عائلية..))
_(( لا سلمان..البنات لوحدهن..))
(( بدور معهن...))
-((سلمان ..لا يصح ذلك...))
(( قولي انك تريدهن لا تريدنني...))
ردت عليه بخبث مصطنع
_(( ها قد عرفت....))
الشاطئ الـ 17
الموجة السادسة
بين السماء والارض..........
نورس تحلق عاليا
مهاجرة لموطن اخر
تاركة كل شئ
في بلادها
الالم يعتصر قلبها
لم يحادثها احد
الجميع فضل الصمت
كما هي بقيت صامته
حتى انها استندت على الكرسي
وغطت وجهها بوشاحها الاسود
واخذت تبكي بصمت
لا تدري لم هي تبكي
ولكنها استمرت في البكاء
كما اخذتها هي كذلك نوبة البكاء فجأة
انها.....زينة
التي لا تعي لما يحدث معها
انها في المستشفى
امام حاضنة خالية
الحاضنة التي تحتضن الطفلة امل
لا تجدها فيها
تتلفت حولها
لاتدري تسأل من؟؟؟
تتصل في عمها
جهازه مغلق
وما يزيد قلقها
انها افتقدته منذ الفجر
ظنت انه ذهب لصلاة الفجر في المسجد القريب منهم
لكنه تأخر
فتوقعت انه جاء ليرى ابنته
لم تتردد في الذهاب للمستشفى وحدها
وفي المستشفى...
لم تفهم ما حدث
انما ازدادت حيرة
حيرة تقتلها
حتى لمحت ممرضة شقراء
تخرج من الغرفة
جرت نحوها
وقبل ان تكمل سؤالها عن الطفله اجابتها بلا مبالاة
وانصرفت عنها
((الطفلة توفيت البارحة))
((اخبرنا والدها))
لم تستوعب
تبحث عن ما يكذب هذا الكلام
فقط اشخاص يمرون نحوها
يجدونها منهارة
تائهه
لم يتفرغ احدهم ليقدم المساعدة
كانت تتلفت اين ناصر اذا؟؟؟؟
خرت على الكرسي القريب منها
وهي تلم شعرها الحريري عن وجهها
وتضغط بكفيها على رأسها
نادرا ما تترك شعرها بطبيعته دون تجعيد
فليس لديها الوقت
حتى ان ترتدي ما يناسب هذا الجو البارد
في هذه البلاد التي لم تجد منها الا القسوة
كانت ترتدي قميص ابيض باكمام طويلة
وتنورة بنية اللون قصيرة
وحذاء جلد يصل لركبتيها
وقصاصات شعرها الحريري الكستانئي
على وجهها وكتفيها
قبل لحظات كانت تشعر بالبرد
الا انها الان
تشعر بحرارة تسري في جسدها
وتكاد جدران المستشفى تخنقها....
امسكت جوالها لتتصل بوالدها
الا انها انهت الاتصال بعصبية
هاتفه مغلق كالعادة
بعد ساعة تفكير
ذهبت لقسم الاستقبال
ما ان سألتهم عن الطفله
حتى اخبروها
ان والدها اتى فور اتصالهم به
لكنه لم يتمالك نفسه
فأنهار وهو في قسم الاطفال
واخذوه لاسعافه في قسم اخر
واخير استوعبت زينة
ان عمها ناصر
اصيب بصدمة عصبية
وهوالان في العناية المركزة
ودون اكتراث لمن حولها
اخذت تجري باكية في ممرات المستشفى
تبحث عن الغرفة التي وصفها لها الموظف


ثمــ.......
وجدت زينة الغرفة
التي تنتهي بواجهه زجاجية صغيرة
تكفي لرؤية عمها
على السرير
فاقد الوعي
وعليه الاجهزة
وضعت كفيها على الواجهة
واخذت تبكي بحرارة
لا تعلم لم كل هذه الدموع بالضبط
حزن على وفاة الطفله
امـــ....على حال عمها
امــ.... على وحدتها مع كل هذه المصاعب
جزء جديد
اتمنى يعجبكم
اعذروني اذا تأخرت
لاني صرت انزل الشاطئ كامل..
قبل كنت انزل موجات متفرقه ويكون البارت قصير
ففضلت انزل الشاطئ كامل
وهذا ياخذ وقت
اعذروني


اليكمــــ
بطلتنا.....النورس عندما يحلق سماء غير سمائه
نورس وزينة.....وكيف للقدر ان يجمع روحان متشابهتان ولكنهما مختلفتان ايضا على طريق واحد
عبدالله ...عندما لا يقوى الفارس على التحكم في حصانه و هو الخيال البارع
ناصر... ا الاحساس بالراحة لانه بلا وعي... فكم هي راحة متعبة....
سلمان وفريدة..في عالمــ الفــ ليلة وليلة...لنعيش معهم على هذه السطور


الشاطئ الـ 18

الموجة الاول

تتلفت حولها
مكان غريب
جو غريب
ملامح غريبه من حولها
انها............................
الساعات الاولى في الغربة
(( نورس استبدلي المعطف الذي ترتدينه بهذا المعطف ...الجو هنا بارد جدا..))
انتبهت نورس الى الخالة ليلى
وهي تخرج لها معطف من الجلد من احدى الحقائب
لم تعلق نورس
اكتفت بابتسامة صفراء
بعدها............
انتبهت نورس الى ان رحلتها انتهت...
كما انتهت اجراءات المطار
وهم يهمون بالخروج الان
لم تتصور ان من السهل الانتقال من وطنها
الى بلد اخر بهذه السرعه
بينما مشاكلها لها سنوات غارقة فيها
لم تستطع ولو لحظة تجاهلها
كان هناك من ينتظرهن
السائق الخاص بالعائلة
الموكل من السفارة
بالاضافه لسيارة اخرى
فلابد انهم يحتاجون لاكثر من سيارة...
كانت نورس صامتة
لا شئ يحركها
تشعر انها مصدومة
لا تعي لمن حولها
تمتمات حديث العائله مع بعضها
وصوت احتكاك عجلات الحقائب الصغيرة وهي تجر للسيارة
حتى اشار لها عمها بالركوب في السيارة
كان برفقتها الخالة ليلى ومحمد في المقعد الخلفي
وعبدالله في المقعد الامامي
اما طلال ووالده في السيارة الاخرى
لحظات وتحركت السيارتان
كانت نورس تنظر من نافذة السيارة
ترى الثلج الابيض يكسو هذه المدينة
تحاول ان يجذبها شئ
ان تشغل عقلها بما تراه
لكن عقلها ليس معها
مع عمتها
في بلدها الذي تركته
من اجل ان تنعم عمتها بحياة سعيدة
والان............
هي في هذه المدينة
لا تحمل سوى حزنها
وسرها الذي بات يقتلها ببطئ

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات