رواية نورس على شطآن الماضي -26
ووضع اوراقه على الطاولة التي نجلس امامها
مع قلمه الرصاص
وبعض الالوان
وبدون مقدمات رفع نظره الينا...(( لمن الفستان..؟؟؟))
اشرت لعمتي..(( لها...))
(( ماهي المناسبة؟؟))
اخبرته...(( زواج...))
كان يسأل وانا اجيب باختصار
(( زواج.....عروس؟؟؟))
(( نعم...))
كانت عمتي صامته
((اي انك تريدين فستان ابيض...؟؟))
نطقت حينها عمتي..
(( انه مجرد عقد قران...))
ابتسم لها..(( لابد ان تحددي فستان زواج او عقد؟؟))
اجبته انا..(( انها حفلة عقد وزواج في نفس الوقت...))
مسك قلمه الرصاص..والتفت لعمتي
(( اخبريني اختي..ما هو التصميم الذي ترينه مناسبا لك؟؟؟))
بتردد اجابتها
(( اريد فستان بسيط جدا...وليس مهم ان يكون لونه ابيض...))
اخذ يرسم خطوط على ورقته البيضاء
(( حفله عائلية ام كبيرة؟؟؟))
اجبته باستغراب...
(( هل يفرق؟؟؟))
وهو مشغول بما يرسمه (( بالتأكيد... ))
وعيني عمتي على ورقته ((حفلة عائلية))
واكملت..(( اريده باكمام طويلة...))
نظرت باستغراب لعمتي...
في حين هو يهز راسه لها
وهو ينظر لعينيها
كان نظره فعلا لعينيها كلما حادثته
خلال لحظات ارانا ما بين يديه
بعد ان ظلله ببعض الالوان
وهو يشيير للخطوط المرسومه
(( هذا تصميم جدا بسيط... يتناسب لحفلتك...
قماشه من الشيفون الخفيف...
لانه سيكون مزموم عند الصدر حتى الخصر...
ونهايته تصميم بذيل السمكة...
وكما طلبت.... الاكمام طويله ...وواسعه...
وعند المعصم ستكون ضيقه...)) وهو يضغط على معصمه باصبعي كفه الاخرى
واكمل
(( ممكن ان تتصورينه مثل اكمام علاء الدين....))
وقتها فقط شعرت ان عمتي استوعبت ما يريد ان يقوله...
لكنه لم ينتظر منا اي تعليق...
واكمل....
(( سيكون الصدر واسع.بشكل قلب..)) وبسرعه رسم خطوط اسفل الصفحه للتصميم من الخلف...
(( ومكشوف من الخلف...))
وقتها فقط نطقت عمتي...
(( لا لا...لا اريده واسع من الامام..ولا مكشوف من الخلف...))
رمى قلمه على الطاولة والتفت لعمتي وهو يحدثها بحماس
(( لا يمكن ان يكون فستان زواج باكمام طويله ومغلق من الامام والخلف....))
كانت عمتي مصره
(( لا ....يستحيل ان ارتديه...)))
هز راسها لحظتها...
(( حسنا اخبريني..كيف هي تسريحتك؟؟؟))
التفت باستغراب لعمتي....
لكن جوابها كان جاهزا...
(( تسريحة؟؟؟؟ لا؟؟؟؟ سأبقيه منسدل من غير تسريحه...))
كنت مستغربه من قرارات عمتي
لكنني لم ارغب في التدخل لان يستحيل اقناعها بعكس ما تريد
خاصة في هذا الامر
فهي لم تعتاد على لبس الحفلات ولا التسريحات
(( حسنا ..حسنا.....)) اجابها وكانه وجد حلا..
(( ان كان شعرك طويل سيغطي ظهرك المكشوف فيلس هناك مانع..ويمكن ان اغطيه بالشيفون الخفيف ..وقتها سيكون شفاف فقط ما رايك؟؟))
اقتنعت عمتي اخيرا
ولكنه قاطعها...(( اما من الامام لابد ان يكون واسع...ليس جميلا ان يكون فستان مكتوم بالكامل...))
اخذ نفسا عميقا وكانه ارهق من الحديث
وفعلا كان حديثه كثيرا وبسرعه...
واكمل(( مثل هذا التصميم لابد ان ترفعي شعرك بتسريحه بسيطه... ولكن على رغبتك... انصحك ان يكون شعرك بقصه مميزة))
كنا انا وعمتي مستغربين بالتفاصيل التي يتحدث بها
ابتسمت له عمتي..
(( وماذا ايضا...))
لحظتها ابتسم لعمتي..
(( عيناك لونها طبيعي...؟؟))
وبحده سالته عمتي..
(( وما شأنك بلون عيني؟؟؟))
وقتها رغبت في الضحك حقا...
ولكن كتمتها..
فنادرا ما تعصب عمتي بهذه الطريقه
ابتسم لها...
(( ان كان لونه طبيعي او انك ستلبسين نفسها العدسات الملونة... من رايي...ان ازين الفستان بحبات من اللؤلؤ باللون البيج والعسلي...نهاية الاكمام عند المعصم.. والصدر....
وطبعا الفستان لونه بيج مائل للابيض...
والطرحة منثور عليها حبات من اللؤلؤ
(( لا اريد طرحة....)) قالتها عمتي بحده
وهو يخط في الورقه
(( كما تريدين....))
اخذ اللون الاصفر يوزع نقاط به على الفستان...
عند الصدر ونهاية الاكمام...
(( هكذا سيكون توزيع حبات اللؤلؤ...))
والتفت لعمتي
(( وسيكون مناسبا... لو صبغت شعرك بدرجات البني حتى اللون العسلي...))
كنا متعجبين مما يقوله هذا الفتى
وهو يدقق في كل شئ
انتبهت الى ان عمتي لم يعجبها تعليقاته
لكنها اهتمت لها....
خرجنا من المكان.
بعد ان اتفقنا على كل شئ
رغم معارضتهم على الموعد...
لكن وافقوا بالاخير على تجهيزه
.وانا اكتم ضحكتي على ردة فعل عمتي
حتى صعدنا السيارة
_(( معقول؟؟؟ انه في عمر طلال او اصغر؟؟؟ ))
((هذا عمله عمتي...))
وهي تهز راسها
_(( ابدا لا يناسبه كشاب.... والغريب انه مهتم بالشعر وتسريحته ولونه...وحتى لو عيني...))
(( لكن لاحظتي ان كل هذه الامور مهمه له ليصمم ما يناسبك....))
_(( لا انكر ذلك...لكن من الصعب للفتاة ان تتعامل مع شاب لمثل هذه الامور...))
ابتسمت لها
(( عمتي...الفتيات الان اجرأ مما تتوقعي.لتتعامل مع شاب مثله..))
.................................................. .........................
الشاطئ الــ 16
الموجة الثانية
اتفق فهد مع عائلته على السفر
لحظور زواج العمة فريدة
وحقيقة الامر
ان الجميع تحمس لذلك
لطالما كانت قريبه منهم رغم بعد المسافة
فالمحبة لا تعني القرب فقط
قد يكون هناك من يجمعهم منزل واحد
ولكن ليس هناك اي مشاعر مشتركة بينهم
عبدالله اكبرهم سنا رغم انشغاله بالتحضير لشهادة الدكتوراه
ابدى استعدادا لتفرغ اسبوع واحد
والسفر لحظور الزواج وهذا امر نادر ان يحدث منه
لحبه لدراسه واندماجه فيها
ولا يوجد ما يشغله عنها
محمد اصغرهم
الذي لا يلتقي عمته الا في الاجازات
لكنه تعلق باهتمامها به
كلما اتصلت
(( محمد الغالي....))
انه سمي اخوها محمد والد نورس
لذا كانت له محبة خاصه عن اخوته
اما طلال فلابد له من الذهاب
لم يصدق متى يحتفل بزواج فريدة
فهو الوحيد الذي لا يناديها عمتي
يعلم ان هذا يزعجها
ولطالما احب ازعاج من حوله بمرحه متعمدا
في حين ام عبدلله لم تبدي اي اهتمام سوى رفض او موافقه
دائما هي هكذا
الظروف من حولها تسيرها
رغبة زوجها
وطلبات ابنائها
فهي ليس لديها غيرهم يشغلها
واين ما كانوا هي معهم
.................................................
الشاطئ الــ 16
الموجة الثالثة
وفي ليل لندن البارد
والذي لايظهر فيه سوى بياض الثلج
كان فهد وسلمان مجتمعين في احد المقاهي
الذي يعتاد العرب في لندن الاجتماع فيه
وقد حددوا السفر معا
على نفس الرحلة
كان واضح على سلمان الفرح بما هو اتي
وفرحته ليست اكبر من فرحة فهد
فهذه اخته فريده
لطالما خاف عليها من وحدتها
والان جاء من ياخذها لحياة افضل
لحظات ودخل عبدالله وطلال
طبعا ترحيب خاص للعم سلمان
فقريبا سيكون صهرهما
التفت طلال لاخيه (( لم اتقوعها عمتي ابدا...))
باستغراب اجابه عبدالله (( تتوقع ماذا؟؟؟))
وهو يتصنع الجديه (( ان توقع شخص بوجاهة سلمان ...))
نظر اليه عبدالله وهو يعقد حاجبيه
وكأنه غير راضي على تعليقه
لم يهتم طلال لردة فعل اخيه
وانما نهض من مكانه بحركة سريعه
وهو يشير لمن يهم بالجلوس في احد زوايا المقهى بعيدا عن زحمة رواده
التفت طلال لوالده
(( ابي... هذا الدكتور ناصر....سأذهب لأحيه...))
التفتوا اليه جميعهم...
(( طلال... اجلس مكانك الا ترى زوجته معه؟؟؟))
كان عبدلله يحدثه بصوت منخفض
ابتسم له طلال
(( انها ابنة اخيه التقيت بهما مسبقا...وتحادثنا....))
لحظتها... نهض ناصر من مكانه
واتجه نحوهم
وبحرارة كان ترحيب ابو عبدالله
ومن ثم سلمان وعبدالله وطلال
اخذ ابو عبدالله يسأله باهتمام عن وضعه
كان ناصر سعيدا باهتمامه
ابو عبدالله لم ينتبه الى ان زينه كانت معه
(( تفضل بالجلوس معنا ))
ناصر..(( الن اقطع حديثكم؟؟؟))
ابو عبدالله..(( ابدا تفضل بالجلوس ))
ابتسم له ناصر وهو يشير الى زينة
كانت تاخذ طلبها ...
(( اوصل ابنة اخي...واعود..))
لم يكمل كلامه حتى كانت زينة قريبه منهم
بالباسها المعتاد...
تنورة قصيرة باللون الاحمر الداكن...
مع بنطال جينز اسود ضيق للغاية
و جاكيت زيتي اللون..
بدت ياقته مشدودة تغطي رقبتها المكشوفة
مع قبعه حمراء تلم شعرها بالكامل
ما عدا خصلات مجعدة تنزل على كتفها
كانت تحمل الكوب البلاستيك المخصص للقهوة
كانت زينة تتصرف بعفوية مع الجميع
اعتاد من يعرفها على ذلك
خاصة تصرفاتها الطفولية في تعاملها
وليس هناك ما يمنعها ان تقترب من عمها\
ومجموعه الرجال التي معه
وهي تهمس لعمها
(( عمي انا سأعود للشقة....))
لم يتفاجأ ناصر ابد من تصرفها
(( انتظري اوصلك...))
زينة..(( لا تزعج نفسك اذهب وحدي..الشقة قريبه...))
انتبهت الى ابو عبدالله يحدثها
(( لا..كيف تذهبين وحدك بنيتي....لا تدعها تفعل ذلك دكتور ناصر))
ابتسمت زينة الى ابو عبدالله
وانتبهت لعمها وهو ممسك بها من عضدها
وهما يهمان بالخروج
(( متى ستعقلين؟؟؟ كيف تأتين لي وانا واقف من الرجال؟؟؟))
بعفوية وهي تخرج مع عمها من المقهى
(( كيف اخبرك اني خارجة؟؟؟))
ناصر..(( ابدا لن تغيري من تصرفاتك زيون...))
ابتسمت له وهي تحرك راحة يدها على الكوب
تستمد الدفء من سخونته
كان لحظتها طلال يحدث والده عن لقائه مع ناصر
واهتم عبدالله وسلمان بموضوعه
وتعاطفوا مع وضعه كثيرا
همس عبدالله لاخيه..(( طلال هذه الفتاة تدرس هنا؟؟))\
اجابه طلال...(( ومن متى تهتم بالفتيات؟؟؟))
بحدة يحاول ان يكتمها..(( طلال اجبني....))
وهويبتسم له...(( حقيقة لا اعتقد..لكني فهمت من حديثها عندما كنت معهم انها هنا من ايام ...))
تصنع عبدلله عدم الاهتمام...
بينما اكمل طلال..(( هل تريد ان تعرف اسمها..))
كان عبدالله ينظر اليه ينتظر منه ان يخبره
غمز له طلال...
(( لا تريد ان تعرف؟؟؟ كما تريد))
عبدالله..(( طلال لا تمزح معي...))
طلال وهو يبتسم له...
(( زيون...اقصد زينة...عمها يناديها زيون))
بعدها عاد ناصر لهم في المقهى
واشترك معهم في الحديث
بعد ان عرفهم عليه
(( الدكتور ناصر...دكتور في الاقتصاد...))
اشاربعدها نحو عبدالله (( هذا ابني الكبير عبدالله..يحضر لدكتوراه هنا...))
ومن ثم اشار الى سلمان...(( صديق العمر سلمان...صاحب الشركة العالمية للتجارة....))
ابتسم لهم ناصر..(( يشرفني لقائكم))
التفت ابو عبدالله الى ناصر(( غدا ساعود للبلاد هل تحتاج لشئ قبل سفري؟؟؟))
ناصر (( شكرا استاذ فهد....))
ابوعبدالله(( وكيف حال الطفلة الان؟؟؟))
ناصر..(( الحمدلله ....))
التفت له سلمان...(( اخبرنا ابو عبدالله عن ماحدث معك... ربنا يصبرك..هذا امتحان .... وان شالله لا ترى الا الخير وتعود للبلاد مع عائلتك...))
كلمات مواساة من سلمان
كانت تثلج قلب ناصر الملتهب من حرارة الالم
((الحمدلله على كل شئ...))
ناصر (( هل العودة نهائية للبلاد؟؟؟))
ابو عبدالله وهو يتنهد...
(( كم اتمنى...سنبقى اسبوع ولابد من العودة بعدها...))
ناصر باستغراب..(( اسبوع فقط؟؟؟))
ابتسم له طلال..(( سرقنا هذه الايام غصبا ... لنحضر الزواج ونعود...))
ابو عبدالله مباشرة قال..(( سلمان صهرنا الجديد..))
((مبروك استاذ سلمان...))
قالها ناصر وقد هزته كلمة صهرنا الجديد
ياترى ماذا يعني بذلك
اصبح صهره لزواجه ممن؟؟؟
معقول يكون من.....؟؟؟
اصبح تائها بتفكيره
غاب عن الحديث بينهم
يريد ان يربط ما سمعه بما يعرفه
ونظره الى سلمان
معقول ان نورس ترتبط به
انه في عمر والدها تقريبا
حتى وان كان يبدو اصغر من عمره
باناقته..والوسامة الواضحه من ملامحة وحديثه اللبق
انتبه الى طلال الذي كان يحادث والده
(( ابي... ماهو ترتيبكم للزواج؟؟؟هل اسبوع يكفي لانهاء كل شئ هناك؟؟؟))
ابتسم ابوعبدلله وهو ينظر الى سلمان
(( العجلة من عمك سلمان...يريد العقد والزواج في يوم واحد...))
سلمان وكأنه يبرر لهم موقفه
(( الامور معقدة..انت في بلد ونحن في بلد...وليس امامنا الوقت الكافي...))
عبدالله بجدية..(( معك حق عمي..الاستعجال في هذه الامور لابد منها....))
طلال (( لا اصدق انها وافقت....))
ابوعبدلله يقاطعه بمزح..(( ماذا تعني؟؟؟ هل لها ان تتردد في خطبة سلمان؟؟؟))
بان الاحراج على طلال
(( ابد ابدا عمي... لك كل الاحترام...استغربت ذلك لاني اعرف انها ترفض فكرة الزواج....))
همس له اخوه دائما لسانك يضعك في مواقف محرجة
كعادته طلال عندما يتحدث غمز وهو يقول..(( الا تريد ان تعرف المزيد عن زينة؟؟؟)) يحاول ان يغيضه
في حين ناصر عقله مشغول بأمر زواج نورس من استاذ سلمان الذي يجلس امامه
لكم نهاية الشاطئ الــ16
مع خالص تحياتي
الشاطئ الـ16
الموجة الرابعة
_(( عمتي بسرعه....))
(( نونو لم انت مستعجلة...))
_(( انا لست مستعجله انت بطيئة جدا...))
نورس وهي تهمس لها
(( خطواتك البطيئة هذه ليست مناسبة للتسوق وانما للمشي على البحر مع العم سلمان))
العمة فريدة وهي تحاول ان تظهر انزعاجها
(( الا تخجلين؟؟؟ لم اتوقع هذا الكلام منك نونو))
(( عمتي لم اقل شئ... ))
كانتا تسيران بين المحلات في المجمع التجاري
بدت نورس سعيدة لما تفعله من اجل عمتها
في حين العمة فريدة
في غاية الارتياح لموقف نورس
وحماسها للتجهيز لزواجها
نورس (( عمتي... انتهينا من فستان الحفل...واخذنا بعض العطورات وادوات التجميل... باقي...))
قاطغتها العمة فريدة..(( لا ادري لم كل هذا المكياج الذي اجبرتني على شرائه...))
نورس وهي تبتسم لعمتها
(( عمتي...انت عروس...ولابد ان تتجملي...
كنت دائما تجيدين وضع المكياج الا تتذكرين؟؟؟))
العمة فريدة...(( تصوري انه من هوايتي سابقا))
نورس..(( اعلم عمتي..وستعودين لهذه الهواية من اجلك انت....))
واكملت نورس...
((لابد ان تشتري بعض الملابس..جلابيات و فساتين....))
العمة فريدة باستغراب...
(( يكفي الجلابيتين التي اخذناهما قبل قليل...))
نورس ..(( لا يكفي عمتي... على الاقل اول اسبوع ملابسك كلها جديده..ومميزة....))
العمة فريدة..((لا ادري نصائحك الى اين ستأخذني...))
نورس وهي تكتم ضحكتها
(( الى العم سلمان مباشرة,,,))
لم تعلق العمة فريدة على ما قالته نورس
حتى لمحتها تدخل محل لملابس النوم النسائية...
((عمتي هذا المحل لديه ملابس نوم رائعه...للعروس طبعا...))
توقفت عمتها وهي تحادثها
((كيف عرفت ؟؟؟))
نورس وهي تشدها من يدها
(( رجاء اخذت منه جميع ملابسها..تقول انه الافضل...))
اخذهما الوقت فيه
والعمة فريدة تبحث عن مايناسبها كانت فعلا خجله من نورس في البداية
لكن حماس نورس معها في الاختيار
جعلها تنسى كل شئ وتفكر بشئ واحد
انها ستصبح عروس
ولابد ان يراها سلمان دائما مختلفة عن غيرها
كان يربكها هذا التفكير
لكنها بدئت تنجح في ابعاد هذا الارباك عنها
في حين نورس
شعور غريب يخالجها
هل سيأتي اليوم الذي تجهز لنفسها
وهي عروس
كباقي الفتيات
شعرت بدوار
وعدم اتزان
كادت ن تقع على الارض
تماسكت حتى جلست على كرسي
قريب منها في المحل
(( انها ليست كباقي الفتيات...))
انتبهت الى عمتها تحادثها
العمة....دون ان تنتبه لما حل لنورس من لحظات
(( نورس... اخذت 4 قطع اعتقد انه يكفي....))
اكملت بصوت خافت
(( لا ادري الى اين ستأخذني مشورتك..؟؟))
(( الى بيت الزوجية...عمتي...))
كانت نورس تحاول ان تغالب حزنها
بالمزاح مع عمتها
الاحساس بالحزن نفسه الذي شعرت به
عندما دخلت هذا المحل مع رجاء
ولم تحتمل حتى البقاء فيه
لانها تشعر حينها
انها ليست كباقي الفتيات
_(( الى البيت بسرعه نونو ...تعبت...))
((والصالون عمتي...))
_((ليس اليوم...))
(( عمتي تحتاجين لكثير من الامور في الصالون
قد نحتاج ان نذهب اكثر من مرة...))
(( لهذه الدرجة بي عيوب جماليه...))
لم تستطع نورس ان تكتم ضحكتها
_((لم تضحكين؟؟؟))
(( على العيوب الجمالية...))
كانت فريدة تعلم ان ذهبت لصالون الحلاقة لابد
انها ستقص شعرها وتعيد صباغته كما اشار عليها مصمم الازياء الذي جهز لها تصيمم فستانها
وقد يظهر تغييرا واضح عليها
وينتبه لها الجميع...
وهي تخجل من ذلك
لذا اجلته
لوقت تضمن ان احدا لن ينتبه له
الشاطئ الـ16
الموجة الخامسة
(( لقد فتحت عينيها...))
_(( هل تميزنا؟؟؟))
(( لا اظن....))
ناصر وزينة...ملتصقين بالواجهة الزجاجية
لغرفة الاطفال الخدج
يتأملون الطفلة امل
بحجمها الصغير
وعينيها الصغيرة
التي تجول بنظرها
ببراءة خلف زجاج الحاضنة
ناصر ينظر اليها بألم
يشعر وكأنها تبحث عن الحياة
لتتشبث بها
التفت الى ابنة اخيه
زينه...
لمح دموعها
وضع كفه على كتفيها....
(( زينة..لنذهب....))
انصرفا بهدؤ..
صوت خطواتهم في الممر
بقيا على صمتهما....
حتى خرجا من المستشفى
الى المقهى القريب منه
حيث اعتادا الجلوس فيه...
بعد كل يوم كئيب في المستشفى...
اخرج ناصر سيجارته...
اخذ يدخنها وواضح على ملامحه الضيق...
لم تكلمه زينه
بقيت على صمتها
فليس لديها ما تقوله
ابعدت كرسيها قليلا عن الطاولة..
وابقت نظرها للخارج...
بدت وكأنها تتأمل المارة...
الا ان عقلها يستعيد ما حدث معها....
كانت في الجامعة...
جالسة على الكرسي
في جانب الممر
وقد انهت الامتحان لتو...
تقلب في الاوراق...
تتأكد من بعض اجاباتها كعادتها...
انتبهت الى احدهم يحدثها....
((زينة كيف حالك؟؟؟))
_(( بخير......))
كانت تنظر اليه باستغراب
لانها لا تعرف من يكون...؟؟؟
(( لم تعرفيني...انا يوسف... التقيت بك عند موقف السيارات ...))
ابتسمت له زينة...((نعم..تذكرتك... اسفه..ربما ازعجتكم بذلك اليوم...))
(( تسمحين لي بالجلوس اولا؟؟؟))
ابتسمت له..(( بالطبع ...تفضل...))
شاركها الكرسي الذي يسع لثلاثة افراد
التفت اليها يوسف..
(( الاهم انك بخير اليوم...))
_(( الحمدلله....اعتقد ان احدهم كان معك لحظتها...))
((نعم...انه نبيل صديقي...))
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك