رواية غربة الايام -20
محمد كان مفتشل من ريحة السندويتشات اللي انتشرت في المحل ووقف عند الباب وهو يطالع سارة اللي شلت العروسة وحظنتها على طول . عقب ما دفع عنها مايد. ويوم يت بتظهر شافت وحدة واقفة عند الكورنر صوب البطاقات واقفة وتطالعها. كانت متحجبة . ولبسها وايد محتشم. وفي ويهها نور رائع. ملامحها قريبة وايد من ملامح سارة. الشبه بينهم كان كبير. وعشان جذي كانت هالبنية واقفة تطالع سارة بدهشة.وسارة أول ما شافتها تطالعها ردت لها النظرة رغم خجلها المعتاد. والادهى من هذا انها ابتسمت لها. وهذا اللي خلى محمد ينصدم ويتبع نظراتها لين استقرت عيونه على الملاك اللي جدامه. وحس فجأة انه راسه ثجييل. وعيونه بتغمض. وخدوده يحترقن ليش ما يدري. هي ما كانت جميلة. بس آية من الجمال. ويوم يت عينه في عينها نزلتها بسرعة ولفت الصوب الثاني وقلبها يدق بقوة..
محمد تم مبهت يطالعها ومايد واقف يطالعهم اثنيناتهم ويبتسم ويوم انتبه محمد وشافها لفت بويهها الصوب الثاني كره عمره لأنه سبب لها الاحراج. وطلع من المحل ووراه اخوانه الصغار..
مايد كان يبتسم ويصفر بلحن اغنية. ويوم شاف محمد ما عبره رفع صوته وهو يغني : يا سلام يا سلام . أد ايه حلو الغرام. يا سلام يا سلام . أد إيه حلو الغرام..
اطالعه محمد باحتقار وسأله: شقصدك يعني؟؟
مايد (وهو يضحك بخبث): ماشي. أغني. حرام؟؟
محمد: لا مب حرام. بس دور لك اغنية غير هاذي . عن هالحركات اللي مالها معنى..
مايد: ان شالله. بندور اغنية ثانية. ممممممم.. مممممممممم ..
محمد كان مخبي ابتسامته . مايد خبيث وذكي. وعلى طول لقطها وهي طايرة. وعرف انه انبهر بهالبنية اللي شافها جدامه..
مايد اللي حس انه محمد رد يسرح قرر يلعوزه مرة ثانية وقال له: حمادة؟؟ حمادة.؟؟
محمد: حمادة في عينك..
مايد: شفت البنية اللي كانت في المحل.؟؟ كانت تطالعك. انته تعرفها...؟؟
محمد: أي بنية؟؟ ما انتبهت لها..
مايد: والله؟؟ اهاااا.. عيل يمكن كنت تطالع اليدار اللي وراها. ؟؟
محمد(وهو يبتسم): هى كنت اطالع اليدار. لونه وايد حلو..
مايد: اسميييييه يدار عجيب. والله لو تلف الدنيا كلها ما تحصل يدار بحلاته..
محمد: عجيب وبس؟؟ انا ما اظن برضى بيدار غيره عقب اليوم..
سارة (اللي كانت تطالعهم وهي محتارة): ابا اشوفه ردوني المحل..
مايد: ههههههههههه. باجر بوديج تشوفينه. (وهو يكلم محمد) انزين حماااااادة..
محمد: ميود عاد احترمني اسمي محمد..!!!
مايد: محمد. انا اعرف هالبنية..
محمد: هههه . هيه صح..
مايد: والله اني اعرفها. والله العظيم. وغلاة ليلى اني اعرفها..
محمد (وهو يطالعه بنظرة شك): من وين تعرفها؟؟
مايد: ما يخصك. المهم انها ساكنة في العمارة اللي مجابلتنا..
محمد (بلهفة): أي عمارة. انزين . من متى هي هني؟؟
مايد: لا يا حبيبي. ما شي ببلاش..
محمد: كم تبا؟؟
مايد: يوم بقرر اخبرك. بحدد لك المبلغ..
محمد: لين هذاك الوقت بروحي بعرف..
مايد (وهو يبتسم بثقة): بنشوف..
محمد (بقهر): بنشوف..
وكملوا دربهم لين وصلوا الشقة وكانت ليلى ولولة مخلصين الكيكة ويلسوا كلهم يتغدون ويتريون العصر لأنه عمهم عبدالله وياسمين اخيرا بيقعدون عندهم..
***
في هالوقت كانت مريم بعدها واقفة في محل البطاقات تتريا اخوها منصور يطلع من عند الحلاق. عندهم شي مهم وايد لازم يسوونه ومريم متظايجة بسبة هالشي. كانت واقفة هني تتسلى لأنها تحب الدباديب والبطاقات وهالسوالف. ويوم شافت محمد ويا اخوانه داشين المحل انخشت ورا اكبر بطاقة في المحل لأنها تعرف انه ربيع اخوها منصور. شايفتنه اكثر من مرة من دريشة غرفتها يوم كان ايي يتغدى عندهم في البيت. واستحت وايد يوم شافته هني. طبعا ما كانت متوقعة انه يعرفها. بس مجرد كونه ربيع اخوها خلاها تستحي منه..
بس يوم شافت سارة انصدمت. الشبه اللي كان بينهم كبير وايد. يوم شافتها مريم حست انها ردت لأيام طفولتها وكانها واقفة جدام نسخة من نفسها يوم كانت طفلة. . وايد عيبتها هالطفلة وتمنت لو تروح وتكلمها . بس محمد واخوه الثاني خربوا عليها..
في هاللحظة شافت اخوها طالع من الحلاق ومشت صوبه وهي تبتسم. وهو اول ما شافها ابتسم بحزن وحس بقلبه بيتقطع. بس ما بين لها ولو انه هالشي مرسوم على ويهه. وقال لها : تبين شي من هني ولا نروح؟؟
مريم (بصوتها الناعم الموسيقي): لا. نروح. مابا أتأخر. امايه بتحاتيني..
هز منصور راسه وم***ا من ايدها وطلع هو وياها من المول. رغم سحر هالمدينة وجمالها وروعتها بس اللي يابهم هني خلا كل لحظة يستمتعون فيها يتبعها على طول لحظات من الالم والخوف..
***
وصل عبدالله هو ومرته ياسمين روما العصر ونزلت ياسمين من القطار وهي حاسة عمرها بتطير من الفرحة. عيونها كانت تلمع من الوناسة وويهها يشع ببريق غريب . إحساسها كان مزيج من الإثارة والسعادة. طول الوقت في القطار وهي تحاول تقنع عبدالله يسكن في دبي وفي الأخير وافق. كانت مستانسة انها قدرت تفرض رايها وما تدري انه عبدالله يسايرها ويترياها تشوف الفيلا اليديدة على أمل إنها تغير رايها وترضى تسكن في العين. قبل العرس كانت مقتنعة انها اتم في العين. شو ياها الحين انجلبت مرة وحدة..؟؟ كان يعرف انها ما بتسكت عنه وبتأذيه عشان جي سايرها يبا يرتاح من حنتها..
أما ياسمين فكانت تفكر بالشقة اللي أكيد بيعطيها اياها عبدالله أول ما تطلبها منه. كانت تحب تتدلع عليه وعبدالله يعرف كيف يدلعها ويغمرها بالهدايا ويلبي لها كل طلباتها حتى قبل لا تطلبها. وهالشي يخليها دوم ترد تفكر انها محظوظة يوم انه تزوجها. كانت تحس بعمرها أميرة وتتريى اللحظة اللي ترد فيها لقصرها اليديد في جميرا..
وأول ما ركبوا التاكسي وخبر عبدالله الدريول بالانجليزي يوديهم البيازا. التفتت له ياسمين بدلع ..
ياسمين: حبيبي؟؟
عبدالله : همم؟؟
ياسمين: بنسير الشقة على طول؟؟
عبدالله: هى عشان الشنط والأغراض..
ياسمين: بس انا ما لي نفس ارد الشقة. أبا أتمشى في روما..
عبدالله: ان شالله خلينا نوصل ونسلم ع العيال ونرتاح شوي وعقب بنطلع نتمشى..
ياسمين: انته روح فوق ود الشنط وسلم عليهم وانا بتم تحت اترياك..
عبدالله: وليش اتمين تحت؟؟ طلعي ويايه فوق سلمي عليهم. ليلى يحليلها وايد تسأل عنج
ياسمين (وهي تتنهد بظيج): بسلم عليهم فليل..
عبدالله: حبيبتي أنا متوله على عيال أخويه وابا ايلس وياهم واخذ علومهم. وعقب ان شالله بنظهر..
ياسمين: أووهووووووو..
عبدالله (وهو يضحك): ياللا عاد ودري عنج الدلع. لاحقين ع الطلعة..
ياسمين: ادري انك بتنشغل وياهم وبتنساني..
عبدالله: ههههه. صدقيني انتي اللي بتنشغلين وياهم وبتنسيني. وبتشوفين..
سكتت ياسمين وهي حاسة بظيج. ويوم وصلوا الشقة كانت واصلة حدها ومقهورة من الخاطر..
حاسة انه ليلى واخوانها خربوا عليها شهر عسلها. وتدخلوا في حياتها اليديدة ويا عبدالله. وتمت تتساءل في داخلها شو اللي يبون يوصلون له بالضبط؟؟
أول ما دشوا الشقة. وأول ما شافت ليلى عمها عبدالله استانست من خاطرها. ورغم الجفوة اللي كانت بينهم من قبل، حست انها صج متولهة عليه . متولهة على عمها اللي كان أغلى انسان على قلبها من عقب ابوها الله يرحمه. وراحت له ولوت عليه بقوة. وعبدالله اللي انصدم من تصرفها كانت سعادته اكبر وهو يضحك ويسلم عليها..
ليلى: عمي!!!!!! . ما توقعت توصلون بهالسرعة..
عبدالله (وهو يبتسم لها ويمسح على شعرها): طلعنا عقب الغدا على طول عشان جي وصلنا بسرعة..
ليلى: عمي صج تولهنا عليك..
عبدالله: تولهت عليج العافية غناتي. اشحالج وشحال اخوانج؟؟
ليلى: الحمدلله كلنا بخير ونعمة. (وفجأة شهقت وهي تشوف ياسمين تدش من باب الشقة..). ياسمين!!! حبيبتي !!!
راحت ليلى تسلم عليها وابتسمت لها ياسمين ابتسامة باردة وسلمت عليها بدون نفس. واطالعت عبدالله وهي تقول: أنا تعبانة ودايخة من اليلسة في القطار. وين غرفتي؟؟
ليلى استغربت من اسلوبها وعبدالله فقط ويهه. معقولة تتصرف ويا ليلى جي؟؟ دلتها ليلى على غرفتها ويت بتروح عنها بس ياسمين زقرتها..
ياسمين: ليلى؟؟
ليلى: ها حبيبتي؟؟
ياسمين: ليلى انا صج تعبانة . شو رايج تساعديني . وتطلعين الاغراض وياية من الشنط؟؟
ليلى: ان شالله..
ياسمين (وهي تنسدح على الشبرية): حطي الاغراض اللي في هالشنطة هني. واللي في هالشنطة علقيهم هني في هالكبت. والاغراض اللي في الاجياس حطيهم على صوب . اوكى؟
رفعت ليلى حاجبها اليمين وهي مصدومة من ياسمين..قالت لها بتساعدها بس ما قالت انها بتسوي عنها شغلها. شو تتحراها خدامتها؟؟ اطالعتها ليلى وهي تبتسم بقهر ..
ليلى: أوكى يصير خير ان شالله. انتي الحين شكلج تعبانة وبترقدين. يوم بتنشين ازقريني وبنرتب الاغراض ويا بعض. أوكى حبيبتي؟؟
ياسمين (اللي انحرجت وانصدمت في نفس الوقت): أوكى..
طلعت ليلى وهي تبتسم لنفسها . وتقول في خاطرها " مب انتي اللي تستغلين طيبتي يا ياسمين"
وتمت ياسمين منسدحة على الشبرية والشرر يتطاير من عيونها العسلية . كيف تجرأت وعاملتها بهالاسلوب. هذا وهي مرت عمها ما احترمتها. ما عليه. بترد لها الحركة بإذن الله. اذا مب اليوم باجر. واذا مب باجر اللي عقبه. وين بتروح منها يعني؟؟
***
ليلى طلعت الصالة وشافت عمها يالس ولولة يالسة في حظنه تتشكى من بطنها وسارة لاصقة فيه تراويه عروستها اليديدة اللي سمتها ماروكو. واثنيناتهن حكن له اللي صار وياهن في الملاهي وكل شي سووه من يوم وصلوا روما..
عبدالله يوم شاف ليلى ياية قال لها وملامح القلق مبينة على ويهه: ليلى. كيف تخلين اليهال يطلعون بروحهم؟؟
ليلى: والله يا عمي حاولت وياهم. حتى لو قلت لهم لا تظهرون . من أدش المطبخ بيتسحبون وبيظهرون وانا مب حاسة. شياطين ما اروم لهم..
عبدالله: خلاص عقب اليوم البنات ما بيطلعن الا ويايه..
لولة (وهي تمسح على لحيته): وين بنروح؟؟
عبدالله (وهو يبتسم لها بحنان): وين تبين تروحين؟؟
لولة (وقلبها يدق بسرعة من الوناسة): بروح المر.. المر.. مممم. سارونا شو اسمه هذاك المكان؟؟
سارونا: اللي ميودي خبرنا عنه؟؟
لولة: هى اللي فيه مهرج..
سارونا: اسمه مرهاجاان..
عبدالله (وهو يضحك): شو؟؟ والله ما فهمت عليكن..
ليلى: هههه. عمي باجر العصر بيبدا المهرجان هني في البيازا. اليوم الصبح يابولنا الاعلان . بيسوون مسابقات واحتفالات ورقص والعاب ومن هالسوالف..
لولة: ومهرج..
ليلى: هى مهرج بعد..
عبدالله: وتبون تروحون باجر؟؟
لولة + سارونا: هى نبا نسير..
عبدالله: خلاص باجر انا بوديكم كل مكان تبون تسيرون له..
لولة: وبتاخذ لي عروسة احلى من عروسة ساروه؟؟
سارونا (وهي تبطل عيونها ع الاخر): هاذي احلى وحدة في السوق كله..
عبدالله: ههههههه. أكيد شي وحدة احلى عنها..بوديج السوق باجر وخذي لج وحدة..
لولة: وشو بسميها؟؟
عبدالله: لازم تسمينها؟؟
لولة: هى لازم عيل شو بزقرها؟؟
ليلى: سميها لولو. عشان انتي تكونين لولة وعروستج لولو..
شهقت لولة يوم سمعت اقتراح ليلى واحتشرت عليهم تبا تنزل الحين تشتري لولو . وتبا تشتري لها بيت وثياب وعروسة ثانية تسويها خدامة حقها..
عبدالله: ههههه ليلى الحين شو بيسكتها لولة؟؟
ليلى (وهي تبتسم بسعادة): لولة اسكتي عن عمي تراه ما بيوديج باجر السوق..
لولة (وهي ترص على رقبته بقوة اونها لاويه عليه): عمي الله يخليك الحين بنسير..
عبدالله: انزين ذبحتيني خلاص. روحي بدلي ثيابج والحين بنروح ناخذ لج لولو..
ليلى: لا يا عمي انته توك واصل وتعبان. لولة عن الدلع والطفاسة. باجر بتروحين . اليوم ما شي طلعة..
نزلت لولة ايدها عن رقبة عمها وتنهدت بعمق . وقالت وهي تطالع ليلى بطرف عينها: اففففف
ليلى (اللي حاولت تسوي عمرها محرجة): وتتأففين بعد.؟؟
عبدالله: حرام عليج تكسرين بخاطرها..السوق جريب ما بيستوي شي لو وديتها..
ياسمين: وانا؟؟؟؟ !!!! عبدالله انته وعدتني تعشيني برى!!!
انصدموا كلهم يوم سمعوا صوت ياسمين واطالعوها فترة جنهم مب مستوعبين انها موجودة وياهم. عبدالله كان وايد مستانس وفرحته بعيال اخوه نسته ياسمين تماما. وأمل وسارة أول ما شافوا ياسمين سكتوا لأنهم مب متعودين عليها. تمت ياسمين واقفة وعيونها في عيون عبدالله اللي ابتسم لها وقال: شو رايج ناخذ العيال ويانا؟؟
ياسمين (بظيج): بس انا..
قاطعتها ليلى وقالت: لا عمي نحن أصلا متفقين اليوم نسوي عشا في البيت ويايبين المقادير من السوق. اطلع انته وياسمين واستانسوا ونحن بنترياكم وبنسهر رباعة..
عبدالله حس انه ليلى تبا تغطي على تصرف ياسمين الوقح وابتسم لها وهي عرفت مغزى ابتسامته وعقب ما يلس يسولف وياهم شوي اضطر يدش الغرفة ويا ياسمين ويبدل ثيابه عشان يطلع يتعشى وياها. وأول ما دش الغرفة تم ساكت وهو مغيض على ياسمين..
ياسمين اللي حست انه معصب ما اهتمت ولبست ويوم خلصت قالت له: ياللا؟؟
اطالعها عبدالله بنظرة حادة وقال: قبل لا نظهر.. ايلسي أبا ارمسج..
يلست ياسمين وتمت تطالعه ببراءة تعرف انه هالنظرة تحنن قلبه عليها . بس عبدالله كان صج معصب وما اهتم لنظرتها وقال وهو يقعد على طرف الشبرية: أنا قلت لج من البداية وارد اقول لج مرة ثانية. عيال اخويه اهم شي في حياتي. واهم حتى من روحي. ياسمين انتي غالية ومكانتج في قلبي كل يوم تزيد عن اللي قبله. بس بعد ما يرضيني تتصرفين وياهم بهالطريقة..
شهقت ياسمين بحدة وقالت وهي مبطلة عيونها ع الاخر: ليش انا شو سويت؟؟؟ عبدالله ليش ترمسني جي؟؟ مب كافي انهم مشاركيني في شهر العسل اللي المفروض اتهنى فيه بروحي؟؟ متى اشتكيت انا او بينت لهم اني مب متحملتنهم؟؟
عبدالله: واللي سويتيه توج شو تسمينه؟؟
ياسمين: شو سويت أنا؟؟؟ ما سويت شي.!!
عبدالله: يوم يت ليلى تسلم عليج رديتي عليها ببرود. ويوم قلت لج بناخذ اليهال ويانا ما طعتي. على الاقل جامليهم ووافقي جدامهم..
ياسمين (وهي تلف بويهها الصوب الثاني): والله انا ما احب حد يحطني في هالمواقف البايخة..
عبدالله: أي مواقف بايخة..؟؟ ياسمين ارمسي عدل!!!
ياسمين: يعني انا وانته مقررين نتعشى بروحنا. المفروض قبل لا تغير رايك وتعزم اهلك كلهم ايون ويانا. تخبرني. صح والا لاء؟؟
عبدالله: وطي صوتج. ماله داعي تسمعين اللي في الشقة كلهم رمستج..
اطالعته ياسمين بتحدي وعلت صوتها اكثر وهي تقول: ما بوطي صوتي. وخلهم يسمعون. ما يهمني!!
تم عبدالله يطالعها وهي ترد له نظرته بكل تحدي وفي الاخير بدت خدودها تحمر ودمعت عيونها ويلست على الكرسي تصيح وهي مغطية ويهها بإيدها. كانت تصيح من خاطرها وبصوت عالي وعبدالله غصبن عنه تعاطف وياها واقترب منها ويلس جدامها ورفع ايدها عن ويهها . بس ياسمين لفت بويهها الصوب الثاني وكملت صياحها..
عبدالله: ممكن اعرف ليش تصيحين؟؟
ياسمين: ........
عبدالله: ياسمين؟؟ ارمسج انا..
اطالعته ياسمين وويهها كان احمر وعيونها حمر ومنفخة من الصياح وقالت له من بين دموعها: هاذي أول مرة ترمسني فيها بهالاسلوب وما تباني اصيح؟؟
عبدالله كان مصر انه ما يخضع لها مهما حاولت وقال لها وهو يجبرها تطالعه: انتي اللي يبتي الرمسة لعمرج. المفروض تكونين اكبر من هالحركات..
ياسمين: يعني انا ياهل؟؟
عبدالله: اذا استمريتي تتصرفين بأسلوب اليهال هذا شو تبيني اسميج؟؟
مسحت ياسمين دموعها بظهر ايدها يوم حست انه عبدالله ما بيسايرها مثل كل مرة وقالت وهي منزلة عيونها: حبيبي لا تزعل مني. انا كنت محرجة ويوم احرج ما اعرف شو اقول..
عبدالله: انا مب زعلان عليج غناتي . (وابتسم وهو يمد لها ايده) تعالي..
عطته ياسمين ايدها ويلست جدامه ع الارض وهي تبتسم بخجل. ومسح عبدالله دموعها اللي كانت للحين تنزل من عيونها وقال لها: ياسمين ادري الكمال لله سبحانه بس انا اباج تكونين كاملة في كل شي. ما اريد حد يرمس ويقول عنج ما تعرفين تتعاملين ويا الناس. ولا اريد اعطي لأي حد المجال انه ينتقدج في يوم. انتي مرتي وانا مستحيل اشوفج تغلطين وما اوجهج. صح..؟؟
ابتسمت ياسمين وهزت راسها. بس ما قالت شي. كانت مستانسة . رغم كل اللي استوى من قبل نص ساعة بس ياسمين كانت مستانسة. هذا هو اللي حبته في عبدالله . دومه يقابل طيشها وتهورها بعقله وحكمته. ويوم قال لها تقوم تغسل ويهها عشان يطلعون. فاجئته بردها وقالت: لا خلاص بنتعشى هني في البيت ويا عيال اخوك..
عبدالله(وهو يبتسم): لا ...انا ابا اتعشى برى..
ياسمين: صج؟
عبدالله: هى. بنتعشى بروحنا. وباجر بنطلع ويا اليهال..
ياسمين: اللي يريحك حبيبي..
وعقب ما تجهزت ياسمين. طلعوا اثنيناتهم وراحوا يتعشون في واحد من مطاعم البيازا ..
***
في هالوقت كان مايد ومحمد واقفين ع الجسر اللي يفصل بين الجزء الشرقي والجزء الغربي من المدينة. ويسولفون وهم يطالعون السفن اللي تمر من تحت الجسر والناس اللي يمرون حذالهم . الجسر في هالوقت كان مزدحم بس هادي. الكلام كان كله همس وحتى الضحكات هادية ومخنوقة. كأن المكان يفرض على الكل احترام الصمت اللي فيه. حتى مايد ومحمد وين ما يروحون يرتبشون كانوا هاديين وكل واحد يرمس وعلى ويهه ابتسامة حلوة..
مايد: أخييييه. باجي شهر وبرد المدرسة. حمادة توسط لي عند ليلى عشان ما اكمل دراسة..
محمد: وليش ما تكمل؟؟ وين بتروح؟؟
مايد: الجيش..
محمد: حلو. تبا تدش الجيش دش . بس عقب ما تخلص ثانوية. ما فينا عقب يوم تكبر تلومنا وتقول انا دمرنا مستقبلك وما نصحناك..
مايد: يا ربيييه. بدينا في التفلسف..
محمد: وانته ليش كاره المدرسة هالكثر..؟؟ أنا احيدها حلوة والله كانت احلى الايام ايام الثانوية..
مايد: انته ربعك كانوا وياك. اكيد ايامكم بتكون حلوة..
سكت محمد وابتسم وهو يحس بالتعاطف ويا اخوه. مترف انتقل ويا اهله دبي في بداية الصيف واكيد مايد مستصعب سالفة انه يتم في المدرسة من دونه. رغم انه مترف وعده اييه العين في كل ويك اند ومايد اكيد بيسير له دبي. بس في داخله. كان مايد متأكد انه المسافة بتباعد من بينهم وفي النهاية كل واحد بينشغل بحياته وربعه..
مايد (وهو يبتسم بحزن): تذكر يا محمد يوم سالفة الشريط؟؟
ابتسم محمد وهو يطالع اخوه: مترف ظرب مانع في ثاني يوم صارت فيه هالسالفة . ما اتحمل يشوفك مظلوم ويسكت..
مايد: ظربه في الساحة وجدام الكل. ومانع حتى ما راح يشتكي. يدري بعمره غلطان..
تنهد مايد وسكت محمد ما يدري شو يقول او كيف يخفف عنه..
مايد: بتوله عليه وايد..
محمد: بوديك دبي كل ويك اند . وما بتلحق تتوله عليه..
ابتسم مايد وقال له: وعد؟؟
محمد: وعد..
مايد: غريبة ما احيدك طيب. شو استوى عليك؟؟
محمد: من يومي طيب. وينقص عليه بسرعة بعد..
مايد: هههه. هيه صح. احم..
محمد: جب انزين ادري شو اللي تلمح له. الله ياخذها ان شالله ..
مايد: ما شفتها من هذاك اليوم..؟
محمد: لا ما شفتها..
مايد: انا بس ابا اعرف شو اللي حبيته فيها؟؟
محمد: ومنو قال لك اني حبيتها؟؟
مايد: علينا؟؟
محمد: ميود!!!..
مايد: انزين انزين. خلها تولي هاذي. نرد لمحور حديثنا..
محمد : اللي هو؟؟
مايد: مريم..
محمد: مريم؟؟ مريم منو؟؟
ابتسم مايد ابتسامة خبيثة وراح صوب بياع الايسكريم وخذ له ايس كريم هو ومحمد. ومحمد واقف يطالعه يدري به يبا يحرق اعصابه . ويوم رد ميود وعطاه الايس كريم سأله محمد مرة ثانية: منو مريم؟؟
مايد: مريم؟؟؟ منو مريم؟؟
محمد: مايد تراك وايد مصختها.. خبرني عاد..
كان مايد يطالعه ببراءة: انته خبرني منو مريم لأني انا ما اعرفها..
محمد: ادري انك ترمس عن البنية اللي شفناها اليوم وادري انه اسمها مب مريم. وانك مألفنه بس تبا تحرق اعصابي..
مايد: يمكن. ليش لاء..
محمد: وعلى كل حال انا نسيتها. ما فيه اتوهق ويا أي بنية. البنات ما وراهن الا ويع القلب والراس..
مايد: حرام عليك . هاذي غير عن كل البنات..
محمد: والله يا استاذ مايد. ؟؟ اشوف قمنا نقول اشعار. لا يكون عايبتنك؟؟
مايد: للأسف وايد عودة عليه . وانا بعدني صغير ع الحب..
محمد: ههههههههه. انته؟؟؟ اه منك انته والله انك تخوف..!!
مايد: مب انا اللي اخوف. أنا اللي في قلبي ع لساني . انتوا اللي ينخاف منكم. طول الوقت ساكتين والله وحده يعلم شو اللي تخططون في هالعقول..
اطالع محمد ساعته وقال: اقول. خلنا نرد الشقة . الساعة ثمان وليلى اكيد خلصت العشا..
مايد: بنظهر عقب العشا؟؟
محمد: انا مواعد منصور. بظهر وياه..
مايد: متى؟
محمد: الساعة 11
مايد: اهاااا. منصور والساعة 11. حلو..
محمد: عن الافكار الوصخة . ما بنسير بارات . عندنا مشوار..
مايد (وهو يبتسم): معروفة مشاوير الساعة 11 وفوق..
محمد: ميود!!!!
مايد: بليز لا تحاول تدافع عن نفسك..
محمد: والله فكر على كيفك. ليش ادافع عن نفسي جدام واحد مراهق..
مايد: تدري؟؟ صح اني مراهق. بس عقلي اكبر عن عقلك..
محمد (باحتقار): هه
مايد: وأنا الوحيد اللي اقدر اوصلك لمريم. وبييك يوم وبتترجاني يا حمادة. وساعتها بذكرك اني مراهق وعقلي صغير..
محمد: بنشوف..
مايد (وهو يضحك): بتشوف..
***
في العمارة
المجابلة لعمارة قوم ليلى. كانت مريم يالسة في البلكونة ودلة الجاهي حذالها. واخوانها التوأم الصغار سالم وسعيد (9 سنين) يالسين وياها وكلهم ميودين في ايدهم اقلام ليزر ومنخشين ورا الحدايد مالت البلكونة ويأذون خلق الله . كل ما يشوفون حد طالع في البلكونة او يطل من الدريشة يصوبون الليزر عليه. ويضحكون وهم يشوفونهم مستغربين ويدورون مصدر الضوء اللي عليهم..
سعيد: مريامي شوفي هاذيج الدريشة. صوبي ع القطوة اللي راقدة على طرفها..
شهقت مريم: لا لا لا. الا القطاو. خلوهن على صوب..
سالم: حرام بشوفها وهي تنقز من مكانها..
مريم: اصلا ما بتحس لأنها راقدة. وبعدين اخافها تطيح من فوق ويستوي بها شي..
سعيد: انزين تشوفين الريال اللي يمشي تحت في الشارع؟؟
مريم (وهي توايج تحت): هذاك الاصلع؟؟
سالم: هى. وجهي الليزر على صلعته..
ضحكت مريم ووجهت القلم على صلعته وبعدين نزلته على ايده. وانتبه الريال وانتفض من الخوف وتم يطالع حواليه يبا يعرف مصدر الضوء. ومريم واخوانها يضحكون من الخاطر..
سعيد: هههه شوفوا كيف يربع والله انه تروع..
مريم: حرام بيدعي علينا..
سالم: عادي كافر الله ما يستجيب دعائه..
مريم: إيه. مب على كيفك تقرر اذا الله بيستجيب لدعائه ولا لاء. استغفر ربك..
في هاللحظة بطل منصور باب البلكونة وخشت مريم القلم تحت ريولها بسرعة قبل لا يشوفه منصور ويسوي لهم سالفة..
منصور ابتسم لهم وقال: ما شالله انتوا هني تسولفون وامايه وابويه يحليلهم بروحهم يالسين داخل..
مريم: تونا كنا وياهم من ربع ساعة بس دشينا البلكونة..
منصور: انزين مريوم مرة ثانية يوم بتيلسين في البلكونة حطي شي على راسج. ترا العمارة اللي مجابلتنا يشوفون..
استحت مريم وقالت وهي منزلة عيونها: ان شالله. والله ما انتبهت..
منصور: خلاص تراني نبهتج الحين. انا بظهر. سيروا ايلسوا داخل..
قامت مريم ويا سعيد وسالم وطلعوا من البلكونة. منصور طلع عشان يتلاقى ويا محمد وسعيد وسالم راحوا صوب التلفزيون ومريم راحت على طول صوب امها وابوها ولصقت في ابوها اللي حبها على يبهتها وحط راسها على جتفه. مريم كانت غير عن الكل ومعزتها في قلوبهم كلهم تختلف عن معزة أي شخص ثاني من عايلتهم. وأبوها بالذات كان يحبها بشكل جنوني. خصوصا في الفترة الاخيرة..
بومنصور: ها يا مريم. بعدج ظايجة ومتمللة..؟
مريم (وهي تبتسم له): لا ابويه. منصور ما قصر ويايه . وداني المول وعشاني على حسابه..
ام منصور: منصور حليله ما يقصر. بس انتي بعد لا تظيجين بعمرج و متى ما تبين تظهرين بنظهرج..
مريم: أمايه انا شفت عرب في العمارة اللي مجابلتنا. تعرفونهم؟؟
ام منصور: مدري والله حبيبتي ما شفتهم. يمكن نعرفهم. بس ما احيد حد من معارفنا ياي هالبلاد..
بو منصور: وين شفتيهم؟؟
مريم: دوم اشوفهم من البلكونة واليوم شفت عيالهم في المول. أمايه اذا شفت بنتهم العودة مرة ثانية بسير اسلم عليها..
ام منصور: هى واعزميها هي وامها بيونسني . تراني الا يالسة اروحي هني..
بومنصور: أفا يا ام منصور. وانا ما اسدج؟؟
ام منصور: هههههه انته الله يهديك الصبح راقد والعصر راقد وفليل من تستوي الساعة تسع رقدت. وانا اتم مجابلة هالتلفزيون مب فاهمة منه شي..
مريم: هههههه. ولا يهمج امايه . أنا باجر بظهرج. بوديج مكان حلو..
بومنصور: وين بتودينها..
غمزت مريم لأمها وقالت وهي تبتسم: سر..
بومنصور: وانا؟
مريم: ما بناخذك ويانا. بس انا وامايه بنسير..
ام منصور: لا لا . انا ما اظهر الا وبو منصور ويايه..
مريم: هههههه يا عيني ع الحب..
ام منصور (تسوي روحها معصبة): عيب عليج . شو هالمنكر بعد؟؟
ضحكت مريم وابوها على ام منصور ويلسوا يطفرون بها شوي. وعقب ساعة تقريبا قاموا الشواب يرقدون ونشت مريم تشوف اخوانها التوأم وشافتهم مندمجين يطالعون فلم في التلفزيون. وتمت تمشي بين الصالة والممرات من دون هدف. في عيونها نظرة خضوع. وعلى شفايفها ابتسامة مالها معنى. رغم كل الهموم اللي في قلبها تعودت تختفي ورى هالابتسامة. تخبي احباطها. تعاستها واحساسها بالظلم والقهر..
وين ضحكتها ووين ساعات فرحها؟؟ وين مريم الأولية اللي الكل وده يعرفها والكل يتمنى نظرة منها. صارت تخاف حتى من مجرد النظر في عيون أي شخص يمر جدامها. تخاف تحلم. تخاف تفرح. وتخاف من اللي ياي. يوم يكون المستقبل مجهول. والشي الوحيد اللي تعرفه عنه هو انه يمضي بك للأسوأ . وانه مستحيل الأمور تتصلح. ومستحيل في يوم ترد تبتسم من قلبك. فجأة تفقد الحياة طعمها. وكل شي يكون من دون معنى. وهاذي حياة مريم. تخلت عن كل شي كان يونسها. عن دراستها . وعن ربعها. حتى الكتابة اللي كانت تريحها وتدفن فيها همومها. تخلت عنها. تحس انها انخذلت وانظلمت. وانها مهما حاولت محد بيتقبلها. وشو اللي يجبر أي حد يحب وحدة مثلها. أو حتى يتمنى يقعد وياها؟؟
تنهدت مريم بصوت عالي واختفت الابتسامة عن ويهها. وحست بدمعة تحرق عيونها وتقاوم بشدة انها تنزل لخدها. ردت بها ذاكرتها لليوم العصر في المول . مريم فهمت نظرة محمد وكانت تعرف انه منبهر بجمالها. بس تعرف بعد انه مستحيل يتقبلها اذا عرفها عدل. مثل الكل بيبتعد. فليش تبني قصور في السحاب؟؟ وليش تفكر مجرد التفكير فيه؟؟
مشت مريم لغرفتها. وغصب عنها ردت تلجأ لدفترها. انسدحت على بطنها فوق الشبرية وبطلت صفحة عشوائية من دفترها وتمت تطالع السطور الوردية الباهتة وهي تسمع صوت ضحكة من البلكونة في الشقة اللي حذالهم. وكتبت..
" تشوف هناك؟؟
ورى بسمة على شفاتي؟؟
تشوف هناك؟؟
كيف أخفي ملفاتي؟؟
هناك..البسمة تخفي حزن..
تخفي حـــزن..وتخفي حزن..
تعال وناظر الدمعه..اذا سالت..
وأنا أضحك. وهي سالت..
تجر دموع همّالة...وأنا بحالة..
ولكن مادروا بالجرح..
يظنوها دموع الفرْح..
آآآآآآآآآآه وما خفى أعظم..
ألا ياصاح دنيانا قليل الخير فيها!!
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك