رواية نورس على شطآن الماضي -20
(( اهلا بك...ولكن اعذرني لا اتذكرك...))
نظري اوزعه بينهما
اريد ان افهم
كيف يعرف طلال
كان قد ذكر اسمه مسبقا عند المقهى
واضح انه يعرفه جيدا
انتبه لنا عمي لحظتها
والتفت باهتمام نحو ناصر
(( اهلا ناصر..كيف حالك...؟؟))
بدأ ناصر بمصافحة عمي...
(( اهلا ابو طلال..تذكرتني وابنك لم يتذكرني...))
طلال بصوت عالي وكأنه استطاع حل لغز...
(( ناصر... تذكرتك....اعذرني فالحادث كان منذ فترة طويله...))
ابتسم له ناصر
(( لكني لم انساك او انسى موقفك ابدا))
وكعادتها عمتي..يربكها نطق كلمة حادث
(( اي حادث طلال؟؟؟))
ابتسم لها طلال
(( عمتي مابك..حادث منذ اكثر من سنة... تسبب به احد اصدقائي..ونتج عنه اصابة ناصر...))
التفت بعدها الى ناصر
(( ناصر..هذه عمتي جئنا لزيارتها ...))
ناصر وهو يمسك كتف طلال
(( ماشاء الله على اخلاق ابن اخيك يا خالةتسبب صاحبه في حادث لي وشهد ضده من اجلي ..))
لم تعلق عمتي
فقط ابتسمت وهي تنظر الى طلال
وانا وسط هذا الزحام
والتفاصيل التي شاركت بها حتى عمتي
اشعر باني جثه متصلبه في مكاني بلا احساس
لا اشعر بشئ
ولا افهم شئ
فقط شخوص تتحرك امامي
وتتحدث
عمي فهد...(( هل انت في زيارة هنا؟؟))
_(( لا..انا استقريت هنا ..انهيت الدكتوراه وادرس الان في جامعه العاصمة))
طلال وعينه على حقيبة ناصر المتوسطة الحجم
((لكنك مسافر معنى الى بريطانيا صحيح؟؟؟))
فجأه تغيرت نبرة صوته
شعرت بنظره الي
(( نعم زوجتي هناك... والبارحة وضعت..))
هزني كلامه
ايقضني
احيى الجثه المتصلبه
تحركت اخيرا
رفعت نظري اليه
كان يتحدث بضيق ونظره علي انا...
عمتي باهتمام
(( مبروك ما جاك.... بنت او ولد؟؟؟))
ابتسم لها
(( توأم يا خالة..بنت وولد...))
(( ماشاء الله ما شاءلله يتربون بعزك بني...))
ولكن لم هو حزين؟؟؟
سؤال احترت في اجابته
حتى اجاب هو
(( شكرا خالة... ربي يسمع منك... انهما في الحاضنه..ولدا في بداية الشهر السابع...))
اكمل عبارته بنبرات حزينه
وبدى الحزن واضح على ناصر
لاول مرة المح هذه النظره في عينيه
هل اشعر بالالم لاجله؟؟
لا اعلم
ما اعرفه
انه مسافر الى زوجته سمر
بعد ان رزقهما الله بتوأم
بدى قلقه عليهما واضح
التزمت صمتي
وتعمد عدم الحديث معي
تصنع عدم معرفته بي
كم هو يجيد التمثيل
لكنه لابد ان يذكر عمتي
ويعرف صلة القرابه بيني وبين طلال
لا ادري لم ركزت على هذه النقطة
ربما كنت ارغب ان يشعر بالحيرة في علاقتي بطلال
خاصة عندما لمحني معه في الجامعه
وراى بكائي من اجله في المقهى
اوقات كثيرة لا نفهم ما بأنفسنا او ماذا نريد
وانا لا ادري
لم رغبت في ان اجعله محتار بعلاقتي مع طلال
ودعنا عمي وطلال
وغابا عنا وسط زحام المسافرين
رافقهما ناصر حينها
واخر نظرة اليهما
لمحت فيها ناصر
ينظر الي
بنظراته التي لا ادركها
لا افهمها
هي نفسها
الشاطئ الـ 13
الموجة الثانية
ماذا احمل بداخلي
هل هو فرح ام حزن
كعادتي كل ليلة
ابقى جالسة امام مراتي
اتأمل ما تركته الايام في ملامحي
واليوم؟؟؟
بعد كل هذه الضجة
التي احدثتها خطبت سلمان لي
الضجة التي بداخلي
وازدحام الاحاسيس
التي لم اعد افسرها
اتأمل بريق عيني
اشعر بان شئ تغير في عيني
نزعت النظارة الطبية
واقتربت للمراة اكثر
عيني العسليه
(( احببت طعم العسل من لون عينيك...))
قالها لي سلمان
قبل سنوات
هل مازال يتذكر كل ذكرياتنا سابقا
عادت بي الذكرى
للايام الماضية بحلوها ومرها
اول لقاء جمعني به
ما كان الا مشاجرة
وليست اي مشاجرة
كنت اقود سيارتي
عائدة الى المنزل
تجاوزني بحركة سريعه
تفاجأت به وكدت ان اصدمه
لحظتها لم يتوقف صوت التنبيه من السيارة
لم ارفع يدي عنه
حتى لحقت به
وصرت اشير له بيدي
بأنه اعمى لا يرى
واسرعت بعدها
وصار يسير خلفي بسيارته
حتى وصلت الى البيت
كل الشجاعه التي واجهته بها قبل لحظات اختفت
اصابني الرعب
ماذا يريد؟؟
ولم هو يلحقني
اوقفت سيارتي عند بوابة المنزل
واوقف سيارته خلفي
بقيت في السيارة
لا اقوى على الحركة
ماذا سيفعل بي
اتلفت حولي
لا احد في الطريق
كنت المحه من المراة الامامية
ينظر الي
حضنت حقيبتي
لاستعد لدخول البيت بسرعه
هربا منه
وما ان نزلت من السيارة حتى لمحته امامي
(( اسف..لمـــــ.............))
وبقي بعدها صامتا جامدا امامي
وانا لا اعرف كيف تحملت قدماي ان تحملني لحظتها
كان امامي ينظر لعيني
لم يكمل حتى كلامه
بقى صامتا...
(( لو سمحت ابتعد عن طريقي....))
ابتعد عن طريقي بحركة الية
ونظره مازال الى عيني
وبسرعه
وربما كنت اجري لحظتها لداخل المنزل
لاصطدم باخي فهد...
(( فروودة مابك؟؟؟))
بقيت صامته لم اجبه
تجاهلني
وانا واقفة مكاني امام البوابة
حتى سمعته يرحب به
(( اهلا سلمان.... لم تاخرت؟؟؟ كنت في انتظارك...))
ما اروع اول لقاء جمعنا
وكم هو مؤلم اخر حديث بيننا
اتذكر عباراته لي...
(( لم تحرمين نفسك من السعادة؟؟؟))
مسحت بيدي على شعري
هذا قدري يا سلمان
نصيبي بالدنيا
لم استطع ان افارق والدتي
وعندما اقنعني اخي بأن يأخذ مهمتي بالعناية بوالدتي المريضة
لم اتردد في الموافقه
فأنا اثق به
اثق في محمد كثيرا
واعلم انه لن يقصر مع والدتي
لكن الموت لم يمهله
وافقت
في تلك الليله
حددواعقد القران بعد اسبوعين
وفي الليله نفسها انتهى كل شئ
وصرت بعدها اتحمل مسؤلية والدتي وابنة محمد اليتيمة
وحتى بعد وفاة والدتي
لم تيأس
طلبتني
وطلبت ان تتحمل مسؤلية نورس
ولكنها فتاة
يتيمة
تحتاج عناية خاصة
وهي في هذا السن الحرج
صعب ان انشغل عنها
لم تصمد حينها يا سلمان
رحلت
وعلمت بعدها انك تزوجت
اذكر اني قضيت ليالي ابكيك
ابكي احلامي
وكل ما خططنا من اجله مسبقا
وتعود من جديد
بعد سنوات ليست بقليلة
ولكن حالي هو نفسه
لم يتغير
مازال كل اهتمامي بنورس فقط
والان
هي من تطلب مني ان لا اتخلى عن فرصتي الاخيرة بالارتباط بك
سلمان هل مازلت بالوسامة نفسها
ام اخذ الزمن منها
شعرك الاسود الذي دائما تبقيه طويلا بقصه مميزة
ابتسمت مع نفسي في المراة
وانا اتذكر حديثي معه
بعد خطبته لي
عندما اتصل يسألني عن تجهيزات الحفل
كنت خجله من طلبي...وانا اقوله..
(( لابد ان تقص شعرك لا اريده طويلا...))
قال مازحا....
((وما شأنك انت بشعري.؟؟؟))
استرسلت معه في الحديث...
((لم احبه))
ليهمس لي...
(( وانا..؟؟؟))
استغربت سؤاله
(( ما بك؟؟؟))
ليجيبني...
((هل احببتني؟؟؟))
وبحده اجبته...
(( سلمان انا اتكلم عن شعرك....))
وبالحده نفسها...ولكنها نبرة مزاح...
(( لا اسمح لك ان تتكلمي عن شعري...))
لاسأله....
(( حقا ؟؟؟عن ماذا اتكلم اذا؟؟؟))
وهمس لي....
(( تكلمي عن شعرك.... هل هو طويل؟؟؟))
بخجل اجبته...
(( مفاجأة....))
وبجديه اجابني...
(( حسنا نتفق.. ان كان شعرك طويلا اعدك ان اقص شعري...))
ضحكت من قلبي على شرطه وقتها
(( ما اجملها من ضحكة...))
صرت اتحسس شعري
مازال طويلا
تركته طويلا كما تحب
ربما هناك امل ان نلتقي يوما
ويجمعنا الزمن
والان؟؟؟
بعد قرار نورس
وموافقتها
هل لي الحق ان اوافق على الارتباط لك؟؟؟؟
يا ترى كيف هي ظروفك الان؟؟؟؟؟
لملمت شعري...
وابدلت ملابسي
وهربت من كل ذكرياتي
الى سريري....
انتظركــــــــــــــــــــم
اليكم موجات جديدة من الشاطئ الـ 13
اخذت في كتابة كل ما هو اتي من بعد التشجيع الذي لمسته في كلماتكن...
ان شالله يرضيكم وببقى انتظر تعليقاتكم وتحليلاتكم....
وجديد هذه الموجات....
سلمان...وتفاصي حياة هذا الرجل الاربعيني الوسيم المتيم بصاحبة العيون العسلية...
ناصر ...وخفايا حياته السابقه وما جد فيها....
نورس... ومشاعر جديد تخالجها ....
الشاطئ الـ 13
الموجة الثالثة
في الوقت الذي هربت فيه العمة فريدة الى سريرها
تتهرب من كل ذكرياتها
كان هو في الفيلا الخاصة به
كان سلمان
يتفقد بناته الثلاث
في الطابق العلوي
دخل غرفة ابنته الكبرى
كانت نائمة
وسط اوراقها والوانها
كم تحب الرسم...
وسوف تعرض لوحاتها في افضل المعارض الفنية
هذا كان حلم مروة ذات السبع سنوات
ابعد كل ما حولها عنها
ورتب الغطاء عليها
واطفأ انوار الغرفة...
اتجه بعدها لغرفة اخرى
غرفة مرام ومريم
لم يدخل..
طرق الباب...
لتخرج المربية...
(( تفضل...مريم ومرام يغطون في النوم... ))
كانت اضاءة الغرفه خافته جدا
بالكاد اقترب من مريم
ذات اربعة اعوام
كانت نائمة على سرير ستروبري
كم تعشق هذه الفتاة هذه الشخصية الكرتونية
لتجعل كل ما حولها ستروباري بدء من السرير
حتى الحلق في اذنيها
اقترب بعدها من مرام
ذات 5 اعوام
والتي بدورها نائمة على سرير فلة
ولطالما احبت ان تكون فله
كما اعتادت ان تزين شعرها بوردة
ليتذكر الجميع ان اسمها فلة
خرج من الغرفة ليلمح المربية تنتظره خارجا..
(( اين بدور...))
(( لتو دخلت غرفتها...هل تود ان اناديها؟؟))
(( لا... اتركيها نائمة..))
انصرف سلمان نحو الجناح الخاص فيه
بعد ان اطمئن على بناته كعادته
وكذلك بدور
اخته الوحيده
التي اخذت تعتني ببناته بعد وفاة زوجته
فلا يصح ان يبقى وحده مع بناته بالاضافة الى المربية
كما لا يمكنه الاستغناء عن المربية
قد يكون مرهقا على اخته انشغالها بهم بوقت تحضر لدراسة الماجيستير وكذلك زواجها
اخذ نفسا عميقا وهو يتجه الى جناحه الخاص
(( متى تتكرمين بالموافقة يافريدة وتريحين قلبي وعقلي؟؟؟))
كان فهد ابو عبدالله قد ابلغه بموافقتها المبدئية
وسيبلغه بكل شئ لاحقا
لان لابد له من العودة فاجازته انتهت
وعندما يرتب اموره في العمل
سيعاود الاتصال معه
ليرتبا الامور
دخل الغرفة واغلق الباب
نزع شماغه ورماه على الكنبة
كعادته يرمي بكل شئ على الكنبه
ويمكن للخادمات ان يعيدوا ترتيب كل هذا صباحا
بعد ان يخرج للعمل
ابدل ملابسه
واستلقى على سريره
شبك اصابع كفيه خلف رأسه
واخذ ينظر للسقف
يتأمل بريق النجوم الفضيه التي تزين سقف الغرفة
ومع الضؤ الخافت وقت النوم
تصبح الغرفه كأنها فضاء شاسع
وهو هائم فيه
اخذ يتقلب على سريره
كعادته
حتى قبل وفاة زوجته ام مروة
التي عانت ويلات المرض اكثر من عامين
وقضى فيها كل وقته ما بين المستشفيات للعلاج
ومن بلد لاخر بحث عن امل لانقاذها من المرض الخبيث
الذي استفحل في جسدها الضئيل
وكانت ما تردده دائما
(( اشعر ان عمري قصير..ولا اوصيك بشئ الا بناتي...))
كانت تذكره بهن في كل مرة تنام في المستشفى
او تدخل لاخذ العلاج الذي اهلكها
حتى حدثته في احدى المرات بشأن زواجه
استغرب من ذلك كثيرا
لطالما كانت تغار عليه حتى من زميلاته في العمل
(( سأتركك وحيدا..واعلم ان من حقك الزواج... طلبي ان تفكر ببناتي قبل زواجك... لتكن اما حنونه...اوعدني ابو مروة بذلك...))
كان وعده لها
ان يختار ام حنونه
يؤمنها على بناته
وهل هناك اكثر حنية من فريدة
حلمه في الماضي
التي تركته من اجل ابنة اخيها اليتيمة؟؟؟
الان عاد به الزمن اليها
ليعيد امله في تحقيق حلمه بالارتباط بها
يعلم انها لم تتزوج
فهو مازال على اتصال مع اخيها فهد
ولان ليس من الذوق ان يسأل عنها
ولكن يصادف ان يأتي ذكرها
ويعرف اخبارها بالصدفه
انها للان تتحمل مسؤلية نورس ابنة محمد اخيها المتوفي
هل سيتحقق حلمه اخيرا
ام يكون هناك ما يعكر كل ترتيبه
فهذه المرة لن يترك الفرصه لها ان ترفض
لانه مجبر على الارتباط
فمن الصعب ان يبقى مع بناته لوحده بعد زواج اخته
لانهن يحتاجون عناية خاصة في هذا السن ولكونهن بنات
ولا يمكنه الاستغناء عن الخادمات او المربية
ولا يصح بقائهن معه وحيدا في مسكنه
كل الامور مترابطه مع بعضها
والحل لها
الــزواج
والــزواج من فريدة
فقط فريده هي من تصلح ان تكون له زوجه
وام لبناته
ابتسم مع نفسه
وتذكر مزاحه معها
كان يتحجج بالاتصال ليطلب اخيها لتجيبه
ويأخذ في المزاح معها ويسفتزها
لتعصب عليه في النهاية
ولكن عصبيتها دائما بهدؤ
(( ما شاء الله عليك حتى عصبيتك بهدؤ..؟؟؟))
فقد الامل بالارتباط بها مرتين
وفي المرة الثانية لم يكن متوقع ان ينتهي مشروع الخطبة بوفاة اخيها محمد
الذي يعتبره صديق عزيز
اخذ نفسا عميقا
كم يرغب
ان يبعد كل ذكرى مؤلمه
فهو يبحث عن الامل من جديد
ابتسم وهو يتذكر حديثه معها
بوقت تجهيزهم لحفلة الخطبة
وخاصة عندما اصرت ان يقصر من شعره
سحب شعره باصابعه للخلف
لم يغير من طوله الى الان
مازال يصل لبداية كتفه
كان سابقا ربما اطول قليلا
ولانه غليظ
مع لونه الاسود الداكن
يبدو ملفتا
ولم تحتج فريده حينها الا عليه
ولكنه شرط عليها
ان يقصره ان كان شعرها هي طويلا
تذكر اول لقاء
في الطريق
عندما رغب في الاعتذار منها
لينبهر بعينيها العسلية
ويبقى غارقا فيها
وهي ترجف خوفا
كانت المرة الاولى والاخيرة التي يبقى فيها قريبا منها
ويلمح صورتها
سلبته عقله وقلبه لحظتها
لم يراها كثيرا
لمحها عدة مرات مع اخويها
لكنه لم ينسى لون عينيها
(( احببت العسل من لون عينيك))
عبارته التي لا ينساها
كلما وقعت عينيه على العسل
في اي مكان واي وقت
كانت ذكرى هذه العبارة تزعجه تارة
وتجعله يبتسم لوحده لا اراديا تارة اخرى
كم هو متفائل هذه المرة
احساسه بالسعادة يختلف عن كل مرة
كم يحبها
ويعشقها
انها حبه الاول
حتى ام مروة
رغم قربها منه
وحسن العشرة بينهما
لم تستطع ان تاخذ منه حب فريدة
لكنه لم يشعرها ابدا بذلك
كانت حياته معها هادئه
كلها احترام
وحب
الحب الذي تخلقه العشره
وحتى في مرضها وفر لها كل شئ
ولم يبخل عليها بوقته ليقضيه بقربها
ومع بناتها
كعلاج نفسي لها
كما انفق الكثير من اجل علاجها
فهي ام بناته
كما ان في فترة زواجهما
وصل لاعلى المناصب
فاصبح من افضل رجال الاعمال
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك