رواية نورس على شطآن الماضي -18
الشاطئ الــ11
الموجة السادسة
احاسيس غريبه
تتصارع داخلي
لا افهمها
هل تعني
طلال
ام تعنيه هو
ناصر
دارت بي الدنيا
ليس لي احد
ابوح له بألمي وصدمتي
وكعادتي
في كل مرة
اغرق على شطان الماضي
لا اذكر سواها
رجاء
اختي الغاليه
بكف يرجف
ابحث عن جوالي
في حقيبتي الفرو البنية
وعيني على الطريق
-اهلا رجاء..كيف حالك
.....................................
- انا كذلك اشتقت لك...هل انت مشغولة؟؟؟
- .................................................. ...
- حسنا ....بعد قليل اكون امام منزل والدك..
- .................................................. ....
- الى اللقاء..........................
دائما هي هكذا
ترحب بي في اي وقت
حتى وان كان هناك ما يشغلها
لتو خارجة من شقتها
في زيارة لمنزل والدها
فضلت ان تلتقي بي على ان تجتمع مع اسرتها
بعد اقل من ربع ساعة
كنت امام المنزل
ترددت في النزول ربما لم تصل بعد
ادرت المراة الامامية نحوي
صرت اتأمل عيني
وملامح وجهي
اخذت منديلا
امسح به بقايا اثارهما
البحر الذي غرقت فيه
وطوق النجاة الذي فقدته
اخذت نفسا عميق
وانا المح سيارة تقترب اكثر من المنزل
انها سيارة حامد
تذكرت
سعود مازال مسافرا
انه حامد اخيها
لمحت فتاة اخرى معه في السيارة
ليست رجاء
لا ادري لم زاد اضطرابي
تجنبت النظر اليهما
لكني انتبهت الى نغمة اتصال رجاء من جوالي
مسكت جوال اتأكد
التفت جانبا
كانت تعطيني اشارة لوصولها
انها في سيارة حامد
في المقعد الخلفي لم انتبه لها
نزلت من سيارتي
بعدما تقدمت هي لي
رحبت بي كثيرا
بدت علامات الحمل واضحة عليها كثيرا
وشحوب وجهها غير من ملامحها
كنت اتامل كل هذا التغيير
(( لندخل نونو...))
تقدمنا معا نحو بوابة المنزل....
وقبل دخولي انتبهت لصوت من خلفي...
_(( حبيبي... سأتقدم انا...))
لا ادري لم التفت خلفي
وكأني ابحث عن شئ يزيد من ضيقي والمي
لمحته
حامد
ينزل من السيارة
ونظراته نحوي
ينظر في عيني
في جهي
وكانه يبحث عن شئ في ملامحي
ابعدت نظري عنه
لالتقي بها
اميرة
بدت اطول بكعبها العالي
الذي يخترق صوته مسعي
همست لي رجاء
(( دعينا ندخل....))
كنت اريد ان نبتعد عن جو اميرة وحامد
كما شعرت بضيق رجاء من نبرات صوتها
تقدمت معها لداخل المنزل
وصورة اميرة لا تفارقني
اميرة مع حامد
وانوثه طاغيه
واضحه
في ملامحها
ومكياجها
والعباءة الضيقه التي ترتديها
وخصلات شعرها
التي تتبعثر على جبينها
هل هذه زوجة حامد
هل هذه الزوجة التي يستحقها هو؟؟؟؟
شعرت بشئ غريب
هل هو حقد
هل صرت احقد عليها
لا اعلم
فتاة مثلها
لها ان تحصل على شاب مثل حامد؟؟؟؟
حلم اي فتاة...
وبسهوله؟؟؟؟
رغم انها يوما كانت..........؟؟؟؟
لا ادري ماذا يسمى هذا الاحساس؟؟؟؟
ليس حقدا
متأكدة من ذلك
فأنا لم اعرف الحقد يوما
افقت من تساؤلاتي على صوت خالتي ام حامد
وهي ترحب بي
وتقبلني
كانت سعيدة بلقائي
كنا واقفات في وسط الصاله
دخل لحظتها حامد وزوجته اميرة
لكن خالتي ام حامد لم تلتفت لهما
او تنطق بكلمة واحده
تقدمت بخطوات امامنا
(( تفضلي المجلس نورس... رجاء ادخلي معها هنا...))
شعرت انها لا ترغب بتواجدنا مع اميرة...
اخذتنا كلمات الاشتياق انا ورجاء
كم اشتقت لها واشتاقت الي
اخذتني منها همومي والدراسه
واخذني منها حملها ومتاعبه
وبسبب غياب سعود
كانت كابة غريبه واضحه عليها
دخلت خالتي ام حامد
وهي مازالت ترحب بي وتسأل عن عمتي فريدة
اتجهت
نحو المدفأة
تهم بتشغيلها
كان الجو بارد فعلا
(( رجاء لا اعرف كيف يتم تشغيلها....))
رجاء (( هل هي جديدة؟؟))
ام حامد(( نعم احضرها والدك لكننا لم نستعملها))
قاطعت كلامها
((لا داعي لذلك خالتي...))
وكأنها تستنكر كلامي
(( كيف ذلك الجو بارد... سأحضر لكما الشاي... ))
وقبل ان تخرج....
ممسكة بباب المجلس
(( حامد..بني..تعال شغل المدفأة ...))
ارتبكت كثيرا
هل سيدخل هنا
مكان وجودي؟؟؟
شعرت بارتباكي رجاء
التي امسكت بكفي
وهمست لي..
(( اخبريني عنك نونو... رسائل الجوال لا تكفيني...))
ابتسمت على تعليقها
فكلتانا لم ننقطع عن الرسائل كل يوم
مع قلة لقاءاتنا
_(( انهيناا امتحانات منتصف الفصل منذ اسبوعين او اكثر...))
+(( وكيف هي النتائج؟؟؟))
قطع حديثنا
طرقات خفيفه على الباب
حل بعدها الصمت في المكان
(( رجاء ....))
+(( حامد ادخل....))
دخل المكان
لم ارفع نظري اليه لحظتها
كأني اهرب من شئ
(( السلام عليكم..))
لم اقوى على رد تحيته
تجنبت كل شئ منه
لا ادري لم؟؟؟
اتجه نحو المدفأة
وبحركة سريعه منه
كان صوت المدفأة
رجاء وعينها على المدفأة
(( شكرا حامد...))
(( جعلتها منخفضة..ليس من المناسب ان يكون المكان دافئا اكثر من اللازم))
وهو يتقدم نحو الباب
فتحه احدهم
كانت اميرة
واقفه كالجندي
بين حدود المجلس والصاله
وهي تشد من ظهرها..وترفع صدرها
ونظراتها متعالية
(( حبيبي..كنت ابحث عنك...))
تجنبت النظر اليها
وحقيقة حاولت ذلك
لكن شئ شدني
لها
لنظر اليها
مع مرور حامد امامي
كانت توزع نظرها بيني وبينه
التفت بسرعه الى رجاء
ربما كنت استنجد بها
من نظراتها
التي ارعبتني فعلا
فيما حامد اسرع بخطواته
وسبقها للخارج
دون ان يكلمها
فيما بقيت واقفه لحظات
وقبل ان تخرج
قالتها باستهزاء؟؟
(( هل هناك من لا يعرف كيف تعمل المدفأة؟؟من اي زمن قادمون؟؟؟))
خرجت بعدها دون ان ترد عليها جاء
بقيت صامته
الهي نفسي بالعبث بمقبض حقيبتي
فيما قامت رجاء من مكانها
لتقفل الباب
تعجبت من حركتها
رجاء..(( اعلم انها ستعود لترمي بسمومها علينا))
(( لا تقولي هذا..))
رجاء((انت لا تعرفينها...))
(( اعرفها جيدا..لكنها تبقى ابنة عمك...))
رجاء..(( واخت زوجي الذي ابتليت بها..وكأن هذا لا يكفي لتتزوج بأخي ..))
لم اعلم بزواجه منها
وعندما سألت رجاء
اخبرتني
انهم لم يقيمون احتفال
اكتفوا بحفله ليلة العقد
كان حديث رجاء عنها يدل على الضيق الشديد
فهمت من كلامها
ان الجميع غير متقبل هذا الزواج
اولهم حامد
الذي تغيرت نفسيته للاسؤ بعدها
وكذلك والدتها
التي تتجنب الحديث مع اميرة
تجنبا للمشاكل
كذلك تفعل رجاء
فيكفي ما يعيشه حامد من ضيق
هذا كان نتيجة ارتباطه بها
ليس هي الفتاة التي احبها وتمناها زوجه
اخذها لغرض اخر
النتيجة ضيق وكابة
صرت افكر في طلال ابن عمي
هل من المعقول
ان اضعه مكان حامد
لكني لست باخلاق وتصرفات اميرة
مهما يكن فأنا في الاخير لست الفتاة التي يرغب في الارتباط بها
قطع تفكيري
صوت عالي قادما من الصاله
لم استطع ان اميزه فقد اختلطت وقتها الاصوات
التفت الى رجاء بنظرات استغراب
لتقول لي
(( لا تهتمي... انه حامد واميرة كعادتهما..نقاش يتحول الى عراك..))
شدت رجاء على كفي مرة اخرى...
ابتسمت لها
(( اخبريني... كيف انت بدون سعود؟؟))
ارتسمت على شفتيها ابتسامة حقيقية
(( سعود؟؟؟؟ لقد كان هنا من ايام .... وعاد من جديد...))
هل سيطول هناك؟؟؟
(( اخبرني سيكون هنا قبل ولادتي...))
تبدل كل شئ لحظتها
خرجت من عالم الحزن والكابة
وانا معها
مع رجاء
غرقنا في الحديث
انا اخبرها بيومياتي في الجامعه
كما تخبرني
باخبار حملها
ومتاعبه
تجنبنا الحديث عن حامد
ولم انطق بأسم ناصر او حتى مقرره
حتى لا تسألني رجاء عنه
الحديث لا ينتهي بيننا
فمن اخبار الجامعه
الى اخبارالحدث الجديد
زيارة عمي فهد وطلال
التي اصبح الحديث عنها
يمدني بشئ من الطاقة
لا افهم معناه
اصبحت مثل رجاء
هناك افراد من حولي اخبرها عن مواقفي معهم
اخذنا الوقت في الحديث ولم انتبه الى اني تاخرت عن موعد العودة للمنزل
حتى انهم اصروا على مشاركتهم وجبة الغداء
خجلت من دعوتهم
ومن زيارتي المفاجأة من دون موعد
رغم ترحيبهم لي
لكن اخذت تواجد عمي معنا حجة لارفض الدعوة
ودعت رجاء بكل محبه
كما كان ترحيبها بي
كذلك خالتي ام حامد
فيما لاحظت تواجد اميرة
في الصاله
تتظاهر بقراءة مجله
وحامد يتابع مباراة
همست لي رجاء وهي تهم بتوصيلي للبوابه
(( بعد خروجك ستبدأ عاصفه.... فالغيرة تحرق قلبها...انظري لنظرتها نحونا..))
لم اعلق على كلامها
ولكن شعرت بحزن على حامد
الذي كنت اتمنى له حياة افضل من هذه...
قدت سيارتي
نحو المنزل
بنفسية مختلفه عنها قبل ساعات
كيف للفرد ان يتغير هكذا
ان تتبدل نفسيته بهذه السرعه
ليس لي ان اتعجب من هذا
انها لحظات الصداقة الحقيقية
التي احظى بها مع رجاء فقط
كم انا محظوظة
(( سبحانه مغير الاحوال..))
قلتها وانا انزل بكسل في هذا الجو البارد من السيارة
وانا اشد على معطفي
مسرعه نحو المنزل
.................................................. ...................................
الشاطئ الــ11
الموجة السابعة
رغم برودة الجو
الا اني لم اجد طريق اسلكه
الا الطريق البحري
نحو الشاطئ
اوقفت سيارتي
رميت شماغي على المقعد
ونزلت من السيارة
رغم الثوب الشتوي الذي ارتديه
الا اني اكاد اتجمد من البرد
جلست على الرمل الرطب
لم اعد اشعر بشئ من حولي
وانا اتذكرها
نورس
ذاك البحر العميق
الذي لم اعد ادرك فيه شئ
هدؤها وتفوقها ومدح الجميع لها من جانب
ومن جانب اخر علاقتها الغريبه بنبيل وملامح الضيق من لقائه تارة
والفرح بلقياه تارة اخرى
وطلال ما علاقتها به هو الاخر
هل هي معتاده على مواعدته في المقهى؟؟؟
ولم هذا الضيق والحزن من بعد لقائه
رغم اني لمحتها معه في المقهى تمزح وتضحك
لم غرقت في البكاء ما ان انصرف عنها
هل من علاقة بينهما؟؟؟
كيف عرفته وهو مقيم في بريطانيا؟؟؟
زاد اضطرابي وانا اتذكر قوله
بانه سيسبقها الى المنزل
اخذت نفسا عميقا
امور كثيرة لا افهمها تتعلق بها
رنين الجوال نبهني
لكل ما حولي
كانت رساله نصية من سمر..
سمر زوجتي
هل نسيتها؟؟؟
وان نسيتها لحظتها
هي من ذكرني بها
نورس
من تنبهني لزوجتي
وابني المنتظر
تريد مني ان ابتعد عنها
اتركها
من اجلهم
كانت تقولها وهي تبكي
تتألم ... تتوجع
نورس انا لا افهمك.........
كما لم اعد افهم نفسي
وماذا اريد
زوجتي هناك تنتظرني
وانا هنا
قدمت من اجلك
لاراك
لاعرف ماذا حكم عليك الزمن من بعدي؟؟؟
ماذا جرى معك نورس
كلميني
اخبريني
كيف تكون لي القدرة على ان اترك زوجتي
وهي حامل؟؟؟
من اجل ان اتقترب اليك واعرف ماذا حصل معك؟؟؟
الان رغم صدك لي
لا اقوى على تركك
من اجل زوجتي
التي ارهقها الحمل ومتاعبه
هل انت قادرة يا نورس على حل هذه المعادلة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
البرودة تكاد تخترق عظامي
تكسره
لكني لم اشعر بها وانا وسط صراعي مع ذكرى نورس...
بصعوبة تحركت من مكاني
نحو السيارة
احتميت بها بعد ان اغلقت الباب
وصرت ادعك راحة يدي ببعضها
قد اشعر بشئ من الدفء
تذكرت رسالة سمر...
فتحتها ببرود
وكان ما اذاب الصقيع الذي بداخلي
(( ناصر..انا على وشك ولادة مبكرة...تعال بسرعه))
الشاطئ الــ11
الموجة الثامنة
اقتربت من منزلنا
كان سيارة مرسيدس حديثه متوقفه عند البوابة
وفي صفها جيب سوداء
سيارة عمي فهد
هل لدينا ضيوف؟؟؟
وانا اتقوف جانبا
فتحت البوابة
ليخرج منها
عمي وطلال وشخص ثالث
بدى لي ليس غريبا
لكني لم اعرفه
كان يلبس ثوب بني داكن مع الشماغ
دققت اكثر في ملامحه رغم اني في سيارتي
وهو واقف قريب من السيارة المرسيدس
يودع عمي وابتسامة كبيرة واضحة على ملامحه
بدى سعيدا
سعيدا جدا
بدى لي في سن عمي فهد
او ربما اصغر
رجل اربيعيني ولكنه وسيم..
شديد الوسامه
مع طوله الفارع...
اقرب الى البياض مع سكسوكة اختلط فيها الشيب الابيض ...
مما زاده وقارا...
مع هذه الاناقه...
كانت نظراته ساحرة....
وسيارته المرسيدس باللون العودي..وبرقم مميز جدا
منذ متى وانا اتأمل احدهم بهذه الطريقه؟؟؟؟
لكني استمريت في تأمله مع عمي...
شعرت بانه يودع عمي..
وفي نفس الوقت يرغب في المزيد من الحديث معه...
انتبه لي طلال
اشار لي بيده ...
وكأنه يسألني لم انت متوقفه في الطريق؟؟؟
لحظات وتحركت السيارة المرسيدس بصاحبها الاربعيني الوسيم
مرت السيارة من جانبي..التفت اليه لالمحه عن قرب
نظرات جريئة
باهتمام
لا ادري لم شدني هذا الرجل اليه
شعور غريب انتابني منذ ان رايته
لا ادري لم؟؟؟
انتبهت لنفسي
ولنظرات عمي وطلال....
اقتربت اكثر من بوابة المنزل
اوقفت المحرك
ونزلت من السيارة...
عمي وهو يهم ابالدخول...
(( من اين انت قادمة نونو؟؟؟))
بارتباك...
(( كنت مع صديقتي رجاء...))
باهتمام اكثر..
(( تناولت غدائك؟؟؟))
اجبته
(( لا عمي.... مبكر جدا على الغداء...))
قاطعنا طلال
(( اذا نتغدى معا..ابي تغدى مع صاحبه...))
غمز لي طلال اثناء حديثه
كعادته
هذه المرة شعرت بشئ يرغب ان يوصله لي...
دخل عمي...
وهممت ان اسبق طلال لداخل..
تبعني طلال بسرعه
(( نونو ماذا تفعلين في السيارة...؟؟؟))
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك