بارت من

رواية نورس على شطآن الماضي -14

رواية نورس على شطآن الماضي - غرام

رواية نورس على شطآن الماضي -14

*نورس(( الحمدلله على السلامه عمي..لم اعلم بوصولك..))
العمة فريدة ((انا مثلك نونو... تفاجأت بدخوله علينا))
_ابو عبدالله(( اتمنى ان تكون مفاجأة حلوة))
العمة فريدة((بالطبع))
التفتت الى ابنه
الذي بادر بالتحيه
(( اهلا نورس ..تتذكريتي))
نورس بهدؤ(( اهلا طلال..كيف لي ان انساك؟؟...))
كان جالس قريب من والده
بدى مختلف قليلا عن اخر مرة راته فيها
قبل اكثر من سنه تقريبا
ربما ازداد طولا
كان يرتدي
تي شيرت اسود مع بنطال جينز
مع قصة شعر غريبه نوعا ما
استرسل معها بالحديث..
+طلال (( نورس للان في الجامعه الم تملي؟؟؟))
*نورس (( لا امل من الدراسه))
+طلال(( ماذا تدرسين؟؟؟))
*نورس(( بكالوريوس محاسبه))
التفت لها عمها
_ابو عبدالله (( الم تنهي بكالوريوس حاسوب؟؟؟))
*نورس (( نعم عمي... رغبت في دراسة المحاسبه بعدها))
+طلال(( لم لا تدرسين الماجيستير؟؟ بدل الدراسه بنفس مستوى الشهادة))
بنبرة حزينه او ربما تائهه
*نورس(( لا ادري..لم افكر بالماجيستر رغبت في الدراسه فقط...
معك حق كان من الافضل ان افكر في الماجستير..))
_ابو عبدالله(( لا عليك.... انهي دراستك وتعالي معنا بريطانيا واكملي دراسات عليا هناك..ما رايك؟؟؟))
تفاجأت نورس من اقتراح عمها
نظرت الى عمتها
*نورس(( مستحيل افعلها... وعمتي؟؟؟))
_ابوعبدالله(( عمتك ترافقك...))
لا تدري لم تشعر ان هذا الامر صعب عليها
حتى ان عمتها لم تعلق
تعلم ان عمتها رفضت اكثر من مرة فكرة العيش برفقة نورس مع اخيها في بريطانيا
وفضلت البقاء مع نورس
_ابو عبدالله (( المهم كيف هو الامتحان؟؟ فرووودة اخبرتني ان اليوم اخر امتحانات المنتصف))
*نورس (( نعم عمي..انهيت اخر امتحان..ان شالله النتائج جيده))
ابتسم لها طلال
+نورس (( بل ممتازة..لايوجد مثلك من يحب الدراسه))
التفت له والده
_ابوعبدالله(( تعلم منها ..ياليتك ترغب في الدراسه مثلها))
كانت الجلسه مختلفه على نورس
شئ مختلف تماما
عن ما اعتادت عليه
ففي كل مرة تعود للبيت
تتناول غدائها وترتاح بعدها من ارهاق الدراسه
لكن هذه المرة
مستمتعه
وسعيده بالجلسة العائلية
مع عمها فهد
كم هو رائع هذا اللقاء
كان ما يشدها اكثر
ابن عمها طلال
الذي يصغرها بأربعة اعوام
ترى فيه بساطته في الحديث معها
وكأنها معتاد على الجلوس والحديث معها
اخذ يكلمها عن دراسته في بريطانيا
وكيف هو مستمتع بالعيش هناك
وان انتهت فترة عمل والده
سيواصل دراسته هناك
كان حماس الشباب يملئه
بشكله ولباسه
وقصة شعره الغريبه
لكنه
مهتم بالتفكير بدراسته
ومستقبله هذا ما شعرت به
لا تدري لم اعجبت بشخصيته
فهو يظهر اكبر من سنه
كما انه قضى اكثر عمره في بريطانيا
وما اعجبها فعلا
اصراره على مشاركتها اعداد طاولة الطعام
+طلال وهو يوزع الصحون على الطاولة
(( اعتدنا على مساعدة امي في المنزل كلا له مهمته))
لم تعلق
او تكثر الحديث معه
ترغب في ان تستمع فقط
ان تشعر
ان هناك افراد يقربون لها
معها الان
يشاركونها في ابسط الامور
حتى لو كان تجهيز للغداء...
كم هو رائع هذا الاجتماع...
.................................................. .........................................
دخلت غرفتها
تسترجع احداث الساعات الاخيرة
التي قضتها وسط اسرتها
سهرة ممتعه
وتجمع رائع
شعور نادرا ما يخالجها
تتذكر ما حدث
وخاصة بعد اقناع العمة فريدة اخاها فهد بالعدول عن رايه
بخصوص الاقامة في منزله
وان يبقى معهم في المنزل
كان جو اسري رائع
يبعث بداخلها راحة غريبه
خاصة عندما جهزت غرفة خاصة لابو عبدالله
واخرى لطلال
المنزل من دور واحد لكنه واسع
توسطه صاله واسعه وتحيطها الغرف من الجهتين
والمطبخ وغرفة الطعام في جهة اخرى
تذكرت همسات عمتها مع اخيها ابوعبدالله
(( لا تقلق بشأن نورس وطلال..نونو طوال النهار في الجامعه... وابنك ماشاء الله عليه لا داعي لمدحه امامك))
ابو عبدالله(( اعلم يا فروودة لكني لا اريد ان اضايق نورس...))
فما كان منها الا ان تقدمت بسرعه
دون ان تشعرهم بانها سمعت حديثهم
(( رائع عمي ان نجتمع في منزل واحد..على الاقل نشعر بان هناك رجال من حولنا ...))
كان كلامها غريب بالنسبة لعمتها...
التفتت لعمتها
(( عمتي ..على الاقل يمكننا النوم في المنزل دون ان نقلق من اي حركة غريبه حتى لو كان حفيف اوراق الشجر على نافذة الغرفه..))
كان حديث نورس مختصر لكل ما بداخلها
ربما اسعد عمها وعمتها
لكن ملامح شئ من الحزن بدى عليهما
كان فهد ينظر الى فريدة
الى اخته الوحيده
ويلتفت مرة اخرى الى ابنة اخيه اليتيمة
كم هو فرح لهذا الاجتماع
وكم هو حزين ان عمله وغربته تحرمه من ابعاث الامان لكلتيهما
اما العمة فريدة كانت في عالم اخر....
اخذها كلام نورس...
لكل لحظات الرعب التي تمر بها لو شعرت بصوت غريب كما قالت نورس...
حتى وان كانت متاكده ان مصدر الصوت ليس من داخل المنزل....
قطع كل تزاحم هذه الافكار صوت طلال..
(( نورس... نعلم اننا ضيوف مزعجين... لكن تحملي.. ))
وهو يغمز لها..
(( انا احب الجلوس في هذه الصاله الواسعه....))
وهي تهم بمغادرة المكان
(( اطمئن لن يزعجني لوبغقيت بحجابي...يعني انت تحمل وجودي))
تتذكر نورس كل هذه الاحاديث
وهي مستلقية على السرير
وعيناها في السقف
تبتسم لكل كلمة دارت بينهم
حتى غطت في نوم عميق
.................................................. .................................................. ..................

الشاطئ الـ11

الموجة الثانية

استيقظت مبكرا
تستعد للذهاب للجامعه
ارتدت فستان قصير بااللون الاسود مزين بورود بالونين الاصفر والبني بكم قصير
وعليه قميص اسود من القطن
مع بنطال جينز ازرق
غطت شعرها بشال من الحرير باللون البني
حملت حقيبتها وملفها الزهري
وما ان خرجت من الغرفه
تفاجات بعمها فهد يجلس على الكنبة وسط الصالة...
في حين صوت عمتها مع طلال داخل المطبخ...
وقفت وهي تحضن ملفها الزهري
(( صباح الخير....))
طلال وهو يطل عليها من المطبخ
(( صباح الخير...كنا ننتظرك..))
ابتسمت لم تعلق
فقط تنتظر اليه وهو يحمل الصحون الى غرفة الطعام القريبة من المطبخ
العمة فريدة(( لم انت واقفه تعالي لتفطري... حتى لا تتاخري...))
التفتت لاخيها فهد(( ابو عبدالله ... تفضل للافطار...))
اجتمع الجميع حول الطاولة
(( نورس تذوقي طبق البيض مع الخضار...اعده طلال...))
العمة فريدة تحادث نورس
نورس بسعادة تشاركهم الوجبة...
(( واضح ان لديك خبرة في المطبخ...))
وهو يغمز لها
كانت حركة معتادة منه عند الحديث معها
(( وواضح انك لا تدلين طريق المطبخ...))
ضحك الجميع على تعليق طلال
الذي كان يلبس بدلة رياضية باللون الابيض والازرق
في حين والده يرتدي بدلة باللون الاسود والاحمر
(( ذاهبين للمشي عمي؟؟؟))
_(( انتهينا قبل ساعه... انا وطلال...))
(( طلال...ما هذا النشاط..لم اعلم انك تسيقظ مبكرا...))
طلال..(( هذا برنامج دائم ... الرياضة في الصباح الباكر... لست كسولا مثل ابنة عمي...))
ابتسمت وهي تهم بالوقوف..
(( سأترككم .... محاضرتي بعد 40 دقيقة))
وهي تبتعد عنهم...
تبعتها عمتها...
كعادتها
(( لاتسرعي نونو...))
_(( ان شالله عمتي..))
(( سننتظرك على الغداء...وانتبهي للطريق عند عودتك))
_(( حسنا عمتي...مع السلامة..))
عادت فريدة ادراجها...
(( مازلت اراها طفله صغيرة...))
ابو عبدالله(( احساس طبيعي..ولكن لا تبالغي في ذلك..))
العمة فريدة..(( والله ان كان لي نفس في هذه الدنيا من اجلها هي فقط...))
صمت الجميع لتعليقها..
قطع طلال الصمت
((نحتاج لسيارة والدي))
ابو عبدالله (( السيارة في منزلنا... لنا ان ناخذ سيارة عمتك لنحضرها...))
التفت نحو عمته ((تسمحين لي ان استخدم سيارتك ..اعلم ان ابي سيحتاج لسيارته وانا اريد ان اخرج ...))
العمة فريدة..(( بالطبع بني... فانا لا احتاجها ...))
ابو عبدلله (( واين ستذهب؟؟؟؟))
طلال ..(( اليس لي ان ارى بلادي...اشتقت للمرور في شوارعها...وزيارة اصحاب لي هنا.. هل ستتفرغ لمرافقتي؟؟؟))
ابو عبدلله وهو يهم بالقيام..(( سيارة عمتك موجودة..))
ضحكت العمة على حديثهما
فهي لا تراهما سوى اصحاب او اخوان فعلاقتهما بسيطه
وكلها احترام في نفس الوقت
انهت نورس المحاضرة الاولى
تذكرت زميلها نبيل
منذ ان اتفقت معه على تسليمه ملخص للمقرر لم تلتقيه
حتى انه لم يحضر لتقديم الامتحان
اخذتها خطواتها البطيئة نحو الغرفه الدراسية لمحاضرة مقرر الاقتصاد
محاضرة الدكتور ناصر
اخذت نفسا عميقا
عندما تذكرته
هو..
الدكتور ناصر
دخلت الغرفة الدراسية
وحيدة في المكان
لا احد من الطلبة او الطالبات
باقي 10 دقائق على المحاضرة
اخذت مكانها المعتاد
وصارت تتصفح ملفها الزهري
تذكرت وجبة الافطار مع عمها وطلال
كانت تبتسم وهي تسرجع تعليقاته
تحاول ان تفهم هذا الفتى
تراه اكبر من عمره
بتصرفاته وتفكيره
وبسيطا في تعامله مع الجميع
لم يتاثر بالحياة في بريطانيا
الا انه اخذ كل ما هو جميل منهم
مع خليط من الملامح العربية
والاخلاق العالية
لم تنتبه لمن حولها
الا عندما سمعت صوته انه ناصر
الدكتور ناصر
اعتدلت في جلستها
واعادت ترتيب غطاء شعرها
((نورس محمد الـــ))
اخذت نفسا عميقا
وهي ترفع نظرها اليه
(( نعم دكتـــ.....))
صمتت لم تكمل
لا تدري لم بلعت باقي الحروف
ارتبكت
اربكتها نظراته
اربكتها كثير كثيرا
اعادتها لابعد ما يمكن ان تتصرف
كادت ان تجعلها تنهار..او ربما تقتلها
كانت كطلقات الرصاص
كانت نظرات غريبه
لا تفهم معناها
لكنها تعني شئ عميق بداخله
كان ينظر اليها
يتأملها
بدى مستاء منها
او ربما متضايق
وهو ينظر اليها بطرف عينيه
معقد الحاجبين
نظرات حادة
ارتبكت كثيرا..
رغم انه ابعد نظره عنها
الا انها شعرت ان نبرات صوته متغيره
لم يشارك اي احد في حديثه كعادته
اسرع في بدء الشرح
بدى غريبا
بقيت وكانها جندي هزم في معركة
حرارة تسري في جسدها
تستغرب هذا الشعور
لم تشعر بالضيق
لتغيره المفاجأ
تضايقت لان بدى عليه شئ من الغضب او استياء
منها هي
هل هي فعلا نظرات استياء وغضب؟؟؟؟
لكن لم هي شعرت بالضيق والانهزام
ماذا يعني لها
لتتضايق من اجله
كانت في دوامة
لاتدري ماذا قال الا انها انتبهت
انه اعلن عن ظهور نتيجة الامتحان
وسيعرضها على لوحة الاعلانات عند مكتبه
خرج من المكان
بحركة سريعه
وسط اندهاش الجميع
لم تستطع المكوث اكثر في المكان
خرجت مسرعه
شعرت وكأنها ستختنق
ان بقيت اكثر في المكان
اسرعت خارج المبنى
وقفت في الممر
جلست على الكرسي
كان الجو بارد
وحركة الجميع في الممر سريعه
لم تشعر بنفسها
الا وهي متجهه الى داخل المبنى من جديد
الطابق الثاني
قسم الاساتذه
اتجهت ناحية مكتب الدكتور ناصر
انتبهت لصوت مجموعه من الطلبه
كان زملائها وزميلاتها يعلقون على نتيجة الامتحان
انتبهت الى مريم تحدثها..
(( نورس كيف هي درجتك؟؟))
نورس وعينها على اللوحة..
(( لا ادري..الان فقط قدمت الى هنا.الم تريها..))
مريم (( لم يكتب الاسماء فقط الرقم الجامعي..لا اعرف رقمك نورس...))
نورس وهي تتقدم بلا مبالاه نحو اللوحة..
جمدت نظراتها في اتجاه واحد
وبقيت مكانها
اصوات تختلط مع بعضها
خلقت ازعاج في هذا المكان الهادئ
_حسام(( الدرجات كلها عاليه))
+احمد(( الدراسه في مجموعه اعطى نتيجة))
_نور (( ضمنا اجتياز المقرر))
• رائد(( هذا وانا انام في المحاضرة وانجح بتفوق في الامتحان..كيف لو اني اتابع الدكتور في الشرح؟؟؟))
فقط هي صامته
لا تتكلم
تفرق الجميع ما ان خرج احد الاساتذه من مكتبه وهو يبدي انزعاجه منهم
مريم وهي تمسك عضد نورس((نورس مابك؟؟؟))
نورس تهمس دون ان تلتفت لها(( 15 من 20 ...تصوري؟؟))
رفعت مريم صوتها دون وعي..(( مـــــــاذاااااا))
التفتت لها نورس(( لم احصل على هذه الدرجة في اي امتحان منتصف من قبل))
مريم بهدؤ((لابد ان هناك خطأ...اذهبي وراجعي دكتور ناصر))
نوررس(( مستحيل....))
مريم(( لا تقلقي الدكتور متفهم كثيرا...ولا تستبعدي ان يريك تصحيح الامتحان))
صمتت نورس
لم تعلق على كلام مريم
فالاخيرة لا تعلم عن شئ
ولا تدري ان ما بين الدكتور ناصر ونورس اكبر من علاقة طالبه ودكتور جامعي
مريم(( ساذهب معك...))
نظرت اليها نورس... وهي تشعر بنار في داخلها
وبعد لحظات طويله
(( تكلمي بدلا عني مريم))
مريم بعد طول انتظار لرد نورس..
(( كما تريدين..تعالي نستفسر منه.....))

الشاطئ الـ11

الموجة الثالثة

وقفتا امام الباب..
نظرت مريم باستغراب نحو نورس...
كان الارهاق والضيق واضح عليها
لدرجة انها لم تقوى على رفع يدها لطرق الباب
طرقت مريم الباب بحركة سريعه
(( تفضل....))
فتحت مريم الباب..
((ممكن دكتور؟؟؟))
(( تفضلي مريم))
دخلت مريم..وامسكت طرف الباب من الداخل...وهي تنظر الى نورس... وتشير لها بالدخول
كانت الدكتور ناصر..يتصفح ملف ..رفع نظره الى مريم
وقطع تحيته التي كاد ان ينطق بها ما ان لمح نورس تدخل بعدها
تركت مريم الباب مفتوح
وتقدمت اكثر مع نورس
التي بقيت واقفه
تحضن ملفها الزهري
وعينها على المكتب
تحاول ان تتجاهل نظراته اليها
(( دكتور ..نورس تريد ان تتاكد من درجتها))
كانت مريم تحادثه
حول نظره اليها
(( ولم لا تطلب هي ذلك..))
التفتت مريم الى نورس. وكأنها تطلب منها الحديث
.. رفعت نورس نظرها اليها...
ومن ثم اليه...
(( دكتور هذه ليست درجتي انا متاكدة...))
لاتدري كيف نطقتها
فقدت استنفذت كل طاقتها
حتى انها شعرت بأنها لا تقوى على الوقف
دفع طرف الطاولة بيده فبتعد الكرسي الجالس عليه عن المكتب قليلا...
(( تتصورين ان درجتك اعلى؟؟))
مريم..(( هل لك ان تتأكد من ورقة الامتحان دكتور))
د.ناصر وهو ينظر الى نورس..(( هي من عليها ان تطلب ذلك..))
مريم..((اسفه..))
قطع حديثهم رنين جوال..
بارتباك اخرجت مريم جهازها من الحقيبه..
وضعته على الصامت...
(( اسفه.مرة اخرى...))
ومن ثم التفتت الى نورس...وكأنها تهمس لها
(( اختي تنتظرني في الاستراحة... ان انتهيتي تعالي هناك..))
التفتت الى الدكتورناصر(( عذرا دكتور على الازعاج...))
لم تنتظر رد نورس
تركت المكان بسرعه
كانت نورس توشك على مسك طرف عبائتها
وكأنها تستنجد بها
الا انها خرجت بسرعه
حتى انها اغلقت الباب خلفها دون قصد
تركت نورس بشعور الغريق الذي يوشك ان يتلفظ انفاسه الاخيره
(( نعم نورس....هل تريدين ان تري ورقة الامتحان))
وهو يحرك نظارته الفضية بطرف اصبعه
(( ممكن دكتور؟؟؟))
وهي تاخذ نفسا عميقا
وكأن المكان خلا من الهواء
فتح احد ادراج. مكتبه.
رفعت نظرها له وهو يبحث بين الاوراق
اخذت نفسا عميقا
لابد ان تصمد
ليس عليها ان تضعف
هي لاتستحق درجتها الحالية
كما انها لا تستحق ما فعله معها من قبل
وان لم تستطع ان تاخذ حقها منه مسبقا
على الاقل الان تواجهه ولو على شئ تافه مثل درجة امتحان
شعور غريب
كيف اصبحت الدرجات شئ تافه الان..
قطع تفكيرها..
حركته وهو يهم بالوقوف...
وفي نفس الوقت يشير اليها بالجلوس
وهو يضع ورقتها على المكتب
اقتربت اكثر
بقوة استمدتها من تحدي بداخلها
بلعت ريقها
وهي تسحب الورقه من على المكتب
((اجلسي نورس ..وتأكدي من تصحيح الاجابات...))
كم هي فعلا محتاجة ان ترمي بجسدها على الكرسي
فكم هي القوة التي تحتاجها لمثل الموقف
اخذت تقلب ورقة الاجابة...
اربعة اسئله...
واجابة وافية
استحقت الدرجة الكامله لكل سؤال
حتى وصلت للسؤال الرابع
لم يقم الدكتور بتصحيحه
رفعت راسها بحركة سريعه
(( دكتور..السؤال الرابـــــــــ))
التفتت اليه
لقد ابدل مكانه
اصبح جالسا مقابل لها..
على كرسي قريب منها...
مد يده...
(( اريني الورقة..))
مازالت متماسكة..
مدت اليه الورقه
...
سحبها من الطرف الاخر..
اخذ يتامل...
وهو يقرب نظارته الفضية اكثر...
((امممم.... السؤال الرابع لم اضع درجته...))
صمتت لم تعلق...
كانت تنظر ناحية الباب
لقد اغلقت مريم الباب بعد خروجها
انها معه
في مكان مغلق
الان فقط خلا المكان من الاكسجين فعلا
بعد ان اغلق عليها الباب
صارت تفرغ توترها بحركة اناملها وهي تلعب بالورق الذي في ملفها...
(( اجابتك نموذجية..لك فيها 5 درجات..وهذا يعني انك حصلت على درجة كاملة..))
لم تعلق...
صمتت

يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات