بارت من

رواية قيود الماضي -13 البارت الاخير

رواية قيود الماضي - غرام

رواية قيود الماضي -13

اخذت العنود ترتب مع امها لأستقبال ام شربل ونادت الخادمة ودخلت
معها الى الجناح بجانب الدرج والذي كانت تقيم فيه في كل مره تزور
البلاد مع أنها تذهب لناصر في بيته عندما يتواجد فيه وتبقى معه قليلاً..
وكانت احياناً هي التي توقظه في الصباح وتفطر معه من اللبنه والزعتر
وزيت الزيتون الذي تحظره معها في كل زيارة...كانت لا تأكل الا من
منتجات ضيعتها والتي زارها ناصر بنفسه اكثر من مره وسكن في بيتها
القديم المبني من الحجر مثل كل بيوت الضيعه الجبلية...
في اليوم التالي في مطار الدوحة الدولي
كان ناصر واقف امام موظف الجوازات مع صديقه المسئول في المطار
ينتظر أن تصل ام شربل ...كان بعض الموظفين يرتدون لباسهم الوطني
لذا لم يكن غريباً ان يتواجد ناصر في تلك المنطقة الممنوعه على الناس
كافة...أخيراً رأها كانت تمشي ببطء وهي تستند على عصاً خشبيه وفي
ظهرها حدبه صغيرة...كانت ترتدي غطاء رأس ابيض ربطته من الامام
وفستان كحلي منقط بالابيض يصل الى تحت الركبة..وتحمل حقيبة يد
سوداء قديمة في يدها الاخرى لكز ناصر صديقه فعبر الصاله وعرف عن
نفسه لها وأمسك لها يدها بيد وباليد الاخرى امسك عنها حقيبتها
الصغيرة ووجهها لضابط جوازات الذي اخذ جوازها منه بمجرد أن فرغ
من مسافره قبلها وفي ثوان قليلة انتهى من التدقيق ووضع ختم الدخول
على جواز سفرها وهو يقول الحمدلله على السلامه يا حجه..
لقد اعتقد الموظف انها مسلمه لأراتدئها الحجاب ونسى أن الحجاب
مفروض في كل الاديان...
وما أن عبرت الممر القصير حتى تقدم لها ناصر وحياها وقبل لها رأسها
وهي تردد:
تئبرني يا ابني ...الله يرضى عليك...
سلم ناصر ورقة برقم الحقائب للمراسل الخاص بالشركة لينتظرها وأكمل
طريقه مع ام شربل..عندما ركب معها السيارة وجلس بجانبها رجع به
الوقت وتذكر كيف استقبلته هو وخاله وصديق خاله اللبناني والذي
اكتشف لاحقاً انه الاخ الاصغر لها...كان قد حصل للتو على الثانوية وقرر
خاله أن يكمل دراسته في الجامعة الامريكية في بيروت ويتخصص في
ادارة الاعمال ليساعده في ادارة شركته في المستقبل. امسكته من يده
عندما لاحظت خجله الشديد وجلست معه في الصالون واعطته قطعة
شكولاته واخذت تسأله بحنان بالغ عن عمره وعن اهله وعن الاكل
الذي يحبه وعما اذا كان يحب الكلاب مثل ابنها شربل؟؟ ام القطط؟؟؟
كانت تعيش في تلك الفتره في شقة في الروشه في عمارة كبيرة تطل
الشرفة الكبرى فيها على الكورنيش دأب على الذهاب للجامعة مشياً على
قدميه حتى في الشتاء القارص وتحت الامطار ...لم يكفه المصروف
ليركب سيارة اجره فتحمل كل شيء...تعود أن يحسب الليرات القليله التي
تعطيها له ام شربل اول كل شهر عندما تستلم التحويل البنكي لها
وله ...كان من النادر أن يسهر مع اصحابه في مطعم او كازينو او أن
يتقابل معهم في احد المطاعم ...وكانوا في البداية يحسبونه بخيلاً الى أن
عرفوا الحقيقة مع الايام ....وأذا حضرافراد العائلة جميعاً لقضاء الاجازة
الصيفيه في لبنان كان يعيش كملك لشهرين لا يحسب حساب اي
شي...مع انه كان يخجل من طلب زيادة مصروف لمعرفته كم يدفع خاله
رسوم ومصاريف الدراسة والكتب الجامعية ... لكنه عمل في وظائف
مؤقته ذات رواتب بسيطة لتساعده على العيش هناك وليتدرب على الحياة
العملية ...وقد صقلته تلك الحياة المليئة بالتجارب وجعلته على ماهو
عليه ...شخصية قوية مجربه له معرفه كبيرة بالناس اهلته ليمسك مكان
خاله في الشركة وبكل سهولة...
تذكر مباني الجامعة القديمة والتي كبرت حتى أن السكن الطلابي كان
ضمن المباني له مدخله من ضمن مداخل عده ...تذكر المطاعم للوجبات
السريعة التي اصطفت بجانب المكتبات العريقة التي تخدم الطلاب
والاساتذه والتي عندما زارها من سنتين تفأجا بأن مكتبة واحده فقط هي
التي ظلت وتحولت الباقي الى مطاعم فهي ذات ربح سريع وحزن لذلك ...
انتبه لنفسه عندما اقترب من بوابة منزله فضغط على جهاز تحكم صغير
ففتحت ودلف للداخل الى توقف عند باب فيلا ابوجاسم ونزل بسرعه
ليفتح باب السيارة ويساعد ام شربل على النزول التي قالت له بمجرد أن
لمست قدمها الارض : شوشبك
يا ابني؟؟ ماكنت ترد علي ؟؟؟ شو اللي تاعبك ؟؟؟
ناصر: الشغل ...كنت افكر في الشغل ...اسف...
ام شربل: بعدك بتتأسف ؟؟
ناصر: مش لأي حدا ...بس للي يستحقه ...
فتح لها الباب بعد أن صرخ بصوت عالي : حد هنيه؟؟؟ معاي ضيفه...
سمع صوته ابوجاسم وزوجته واشار على العنود أن تسرع لتساعد ناصر
فنهضت مسرعه لتسلم على الضيفه والتي اخذت تنظر لها بغرابه وقد
وضعت يدها في يدها لتساعدها مع ناصر فسألته: لك ناصر...مني
هالصبيه الحلوه ؟؟؟
ناصر وهو فرح: هذي العنود ...نسيتيها ...لازم راح تكون حلوه واحلى
من الحلا نفسه لأنها مرتي...
ام شربل وقد لاحظت احمرار وجه العنود: تجوزت ناصر بدون
ماتخبرني؟؟؟ ياعيب الشوم عليك ...
ناصر وهو يضحك: مهب زوجتي ...زوجتي ...بس ملكت عليها ...
ام شربل : شو يعني اتجوزت يأما لا؟؟
ناصر: والله وهقه...انا عقدت عليها بس لسه ما عملنا العرس ...
ام شربل: ايواا...ما عملتوا العرس لئجي..وهيني جيت ...امتى العرس؟؟؟
ناصر: متى ما بغيتي...احنا بأمرج...
ام شربل: الله يرضى عليك يا ابني..ليش مائلتي قبل لحتى اشتريلك هدية
مرتبه..
ناصر: جيتج اهنيه احلى هديه ...سلمي على خالي وزوجته الحين ...
سلم الجميع عليها وبعد أن ارتاحت قليلاً تم تقديم الغداء .....
في المساء في بيت ناصر
كانت ام شربل تنتظر ناصر في الصالة لينزل من غرفته ويجلس
معها ...وأمامها صينية صغيرة بها وعلبة قهوة وعلبة سكر وكوبين
صغيرين وركوه صغيرة على موقد صغير معد للرحلات وما أن سمعت
صوت خطواته على الدرج حتى اشعلت النار لتعد القهوة لهما ..
كانت تحتسي القهوة عندما سألته: بتحبا يا ابني...؟
ناصر وقد وضع كوبه على الطاولة التي امامه : اكثر من مما
تتصورين ..
ام شربل: لكن ليش لهلأ ؟؟ ليه ما اتجوزتا؟؟؟
ناصر: لأنها ربت وهي تشوفني اخوها الكبير ...لازم اعطيها فرصه
تشوفني كزوج..
ام شربل: وشو عم تعمل لتغير هالشي؟؟؟
ناصر: ولا شي...
ام شربل: انا صحيح ختيرت لكن لهلأ بفهم في حكي النسوان...
ناصر: عندج حل؟؟
ام شربل: من اول ما وصلت وأنا عم راقبكم...واللي شفتُه انو هالبنت
ضامنتك..
ناصر: مافهمت...!!
ام شربل: بدي اعطيك مثل..ابو شربل بزمانتوا كان بيموت فيني ...وانا
كنت بعرف وكنت ضامنه حبه ...وكنت اتصرف على هالشي...لحد مافيوم
شفتُه عم يحكي مع جارتنا المطلقة...وهي عم تتدحك...كنت رح جن ..بس
ماقلت شي.. ويوم تاني لئيتو قاعد معها تحت الشجرة وعم يشربوا
قهوة ...وهيك لسمعت من الناس انو عم بينزل يشتريلها اللحمه .. لهون
وبس ...عملتلوا قتله بس رجع عالبيت... وصرت عيط عليه وهو عم
يدحك...ومن يوما ولحد ما اختاروا الرب ...وانا معو بكل مطرح وما
خليت هالجاره ولا غيرها تحكي معو...لوحدو...لما حسيت انو بدو يضيع
من ايدي تركت كل اشي ورجعت الوه...
والعنود لو حست انوا بدك تتركا بتعرف شو بدك تضيع من ايدا...
ناصر: بس شلون ...
ام شربل: انت لازم تعرف لحالك كيف...
في مساء اليوم التالي
في بيت ابو جاسم
كانت العائلة مجتمعه جميعاً عدا محمد كان في عمله..جلس ابوجاسم
واخوه وزوجته وجاسم وناصر وام شربل وجاسم والعنود...
دخلت عائشة للصالة وكانت وكأنها تبحث عن شيء عندما سألها ابوها:
شدورين عليه..
عائشة: ادور الكيكة اللي طرشتها لي رفيجتي اليوم...مالقيتها في الثلاجة
قلت يمكن حطوها على حد الطاولات هنيه...
ابتسم وقال: كيكتج؟؟؟ الله يعوضج خير...راحت...بح...
عائشة باستغراب: فيه العافيه يبه...كلتها كلها ؟؟؟!!!!!
ابوها: لا يابوج...كلوها الفقارى ...
عائشة وقد حولت نظرها لأمها : أي فقارى يمه؟؟؟
امها: ياهو اليوم جاتج دعاوي حلوة وانكتب لج فعل الخير انتي
ورفقيتج...
رفعت حاجبيها وضمت ساعديها لصدرها وقالت: بس انا قاطعه منها
قطعة حق ابوي ... وديتي لهم كيكة ماكول منها!!!!
امها: عادي...انا قلت بدال ماتخترب في الثلاجة...ياكلونها اليتامى عيال
ام سيف..ماتصدقين شقالت يوم اتصلت...قالت ان بنتها الصغيرة كانت
تحن تبغي كيك وانا ماعندي فلوس حق هالخرابيط ...يالله يالله تكفي لي
اخر الشهر وهي متفرغه... وشوي والا الجرس يطق والا سواقكم جايبه
جان احطها قدامها المسكينة ما صدقت خلصتها هي واخوانها...جزاكم الله
خير فرحتوا هاليتامى...
شفتي جاتج دعوة في ظهر الغيب...
الاب: تراها مهب زينه ..اللي تسويها العنود احلى ..
ناصر: اكيد احلى..يكفي ان العنود تحط ايديها فيها ينزل العسل ويحليها..
خجلت العنود من كلماته ورد جاسم: اوهو علينا ...يقص عليج لا
تصدقين..
اقتربت عائشة من ابيها وقالت بقهر: يبه شوف مرتك..كل اللي عندنا
تاخذه وتعطيه الفقارى..تصدق ساعتي الالماس اللي شريتها لي العام
لقيتها حاطتها مع اكسسوارات قديمة وكانت بتوديها وفي اخر لحظه
انتبهت لها وخذتها منه...
امها: حد يقل ساعة الماس في درج مع خراويش!!!!!
فجأه فتح باب الصالة ودخلت منه ام هارون وهي تصرخ وبصوت عالي:
الحقوا علي...قبضوا على هارون...
وقف ابوحسن وسأل : وشو؟؟؟
اكملت صراخها: تعال ودني له ...
ابوحسن: اوديج وين؟؟؟
ام هارون: مركز العاصمه ...امش قدامي ...وتصرف ابغيه يرجع معاي
البيت...
ابوحسن وهو يمسك بذراعها ليخرجها معه: لا حول ولا قوة الا بالله...
امشي..امشي..
ظلت واقفه مكانها وصرخت في ناصر وجاسم وبوقاحه: وانتوا؟؟؟؟
بتقعدون هنيه مثل الحريم؟؟؟ ايب لكم شيّل؟؟
هز ناصر رأسه وقام...ومعه جاسم وهو مستاء من زوجة عمه ...وقال:
الله اعلم بأيش مسّود وجهه هالمره ...حسبي الله عليه كانه ملعوزنا معاه
هالثور...امش خلنا نشوف اخرتها معاه...
في الطريق..
كانت هذه الجمله هي الوحيده التي كررتها ام هارون على مسامع زوجها
حتى كاد أن يفتح باب السيارة ويقذفها منها...( ولدي ماسوا شي اكيد
متبلين عليه...)
في سيارة جاسم
كان جاسم يردد جملة اخرى...( الحين احنا شلنا خص فيه؟؟؟)
ثم اكمل: هو اخو ولد عمنا... خلهم هم يتلتهون معاه...الحين هو يتتدلع
واحنا اللي نتوهق!!! حسبي الله عليهم... اظن عمي كان فاقد البصر
والبصيره يوم خذاها .. مهب مثلي ..كنت فاقد النظر بس ...والا حد فيه
ذرة عقل وياخذ هالمره...لا والمشكلة خلاها على ذمته وجاب عاهات
منها...اما عمي!!!!
عندما دخلوا على الضابط المناوب بمرافقة ام هارون بالرغم عنهم...
وبعد شرح صلة القرابه اخبرهم الضابط انه تم القبض عليه مع عدد من
اصدقاءه بتهمة اقامة حفل زواج مثلي في قاعة احد الفنادق ...
ام هارون : مثلك يعني وشو؟؟؟ حفل ضباط؟؟؟
فسر الضابط : لا ..ياخاله...يعني جنس ثالث...
ام هارون: شنو يعني جنس ثالث؟؟؟ الحين في ارقام حق هالاشيا بعد؟؟
ابو حسن بغضب: بس خلاص...قومي لا تفشلينا...
ام هارون: مهب قايمه قبل لا اعرف تهمة ولدي...
جرها ابو حسن وهو يصرخ فيها: قومي ولا تزيدين الفضايح...ولدج
مسود وجهه.. تسمعيني؟؟؟ مسود وجهه ...وقومي معاي والا بتشوفين
شي ماشفتيه...
ظلت واقفه مكانها وقالت بتحدي: منيب رايحه وولدي هنيه...
وفي لحظة رفع ابوحسن يده وضربها على وجهها بقوة سقطت على
المكتب فأمسكه ناصر وجاسم ليبعدوه عنها ووقف الضابط وهو يقول
بغضب: مايصير هاللي سويته...انتوا في مركز شرطه مهب بيتكم!!!
هدأ ناصر من الوضع وطلب من جاسم ارجاعهم للبيت ومن ثم العوده
اليه...ووعد ام هارون انه سيحاول مابوسعه لمساعدة ابنها بشرط ان
تعود مع زوجها ...
فيما بعد في منزل ابوحسن
كانت ام هارون منهاره جالسة على الارض وتلطم رأسها بكفيها وهي
تبكي وتندب حظها وحظ ابنها المتعوس وذلك بعد أن شرح لها زوجها
الموضوع ونوال على المقعد امامها غير مصدقه اللي حدث...وفجأه وقفت
واخذت تصرخ في وجه امها: كله منج...كله منج دلعتيه لين استوى جذيه
وفضحنا ...الله ياخذه فضحنا ..الحين الناس كلهم بيدرون ...بيخرب علي
حياتي...واكيد ناصر الحين مهب معطيني ويه...كله منج خربتي
حياتنا...امحق ام ....
ابوها وعندما شاهد الموقف يتأزم قرر أن يعمل ما يبرع
به ...الهرب ...الى اي مكان ...الى بيت اخيه ...الى عائلته الحقيقة التي
يحبها وتحبه...
في مركز العاصمه
ناصر وقف في الممر بجانب جاسم ...وهمس له: كنا بنقول انه رايح
يتفرج .. والا الاخ لابس لبس بنات...لازم المحامي يتصرف بكره ...مبين
انه الموضوع كبير...معاهم عيال كباريه
جاسم: اقول ...خلنا نروح البيت وبكره المحامي يتصرف...انا منيب راجع
هنيه..
بفضل من الله
انتهى الجزء
موعدكم مع الجزء الاخير...


الجزء الثالث عشر والاخير

بعد شهر
في مكة المكرمة
كان ابوحسن في جناحهم في فندق هيلتون يتوضأ لصلاة المغرب وهو
يذكر الله ثم ذكّر زوجته انهم سيقابلون الشيخ بعد صلاة العشاء لذا
سيبقون في الحرم وطلب منها أن تستعجل ابنها ليلحقوا على الصلاة ....
كانوا هناك بعد أن نصحهم ناصر بهذا ...حجز لهم السكن والتذاكر
وتحدث مع صديق له ليتفق مع شيخ دين ليعطي هارون دروس دينية عن
حالته وليوعيه في امور دينه والتي لم يعرفها قط...وتذكر ماجرى وهو
يمشي ببطء ليلحق به هارون والذي كان في حالة ضياع واضحه...وقد
حلقوا له شعره الطويل واصبح يمشي وهو ينظر للأرض ...
كان ناصر قد التقى بمعالج نفسي بعد الفضيحه ليستشيره وبعد جلسه
استمرت ساعات طلب أن يرى هارون وأخبره أن اغلب الدراسات العربية
والاجنبية اثبتت أنه بالامكان علاج الانحراف الجنسي بالدين
وبالزواج ...واراه مواقع امريكيه احدها لجمعية مسيحية تذكر كل
الحالات التي تم علاجها بالتوعيه الدينية وثم الزواج.... ثم اخرج له
مقالات كتبها علماء المسلمين وفي النهاية اعطاه الحل الذي يثق
بنجاحه ...
جلس ناصر مع خاله ابوحسن بحضور ابوجاسم نقل لهم كل ما قاله
المعالج حتى وصل للحل...
ناصر: علمني عن طبيب نفسي مصري اسمه أوسم وصفي فتح له عيادة
خاصة بعلاج المثليين ....وكيف ان الناس هاجموه في البداية وبعدين
سكتوا...
ابوجاسم: وشكثر يبغيليه العلاج؟؟؟
ناصر: الفلوس والا الوقت؟؟
ابوحسن: الاثنين....
ناصر: الجلسة الوحدة ب200 جنيه والوقت من سنة لي 10 سنين حسب
التحسن بعضهم يتحسننون عقب سنة وبعضهم عقب سنتين...بس ترى
هو مهب ساحر ...الموضوع يبغيله صبر ...لازم تعرفون انهم بيصلحون
غلط 30 سنة في اقل من 5 ...تتخيلون الوضع؟؟؟وعقب مايخف لازم
يتزوج...
ابوحسن: ومن اللي مهب صاحي ويناسبه عقب فضيحته...
ابوجاسم وبدا انه قد فكر في الموضوع: من بره البلاد اكيد...ومادام
علاجه في مصر نزوجه هناك بنت حلال مسكينه تصبر عليه أذا
اصطلب ...بس لين نزوجه من بيقعد معاه هناك؟؟؟
ابوحسن: امه..اكيد محد غير امه...هي اللي ماربته ولا خلت حد
يربيه ...خلها هي تتلته...انا حدي بيت الله وعقب برد البلاد...
ابوجاسم: وبيتها؟؟ وانت ؟؟؟ وعيالها؟؟؟
يبتسم ابوحسن بسخريه : الله يهداك يابوجاسم..الحين هي تدري عني
والا عن بيتها والا عيالها؟؟؟ ونوال بيجيها نصيبها وبتروح ....
في نفس الوقت في بيت ابوجاسم
كانت العنود تتصفح مجلة Hello وهي تضع رجلاً على رجل عندما فُتح الباب
ودخلت عائشه ويبدو عليها الضيق ولم تسلم بل صعدت لغرفتها بصمت بعد أن اثارت
استغراب اختها ...تلفتت حولها واكتشفت أنها لوحدها فوضعت المجلة على المقعد
وقررت أن تخرج للحديقة لتتمشى قليلاً ارتدت غطاء رأسها ثم اتجهت للفناء ومشت
قليلاً ثم غيرت اتجاهها ومشت للحديقة الخلفية ولم تتنتبه لناصر الذي دخل بسيارته
للتو ولمحها من بعيد وفرح لأنه اشترى لها شكولاته ريسس ... ولا لحسن الذي رأها
فقرر أن يلحقها لكن من جهة بيتهم لتلتقيه في اخر الطريق وقد أحس انها ستتجه
لشجرة الصفصاف الكبيرة في زاوية الحديقه والتي مالت بجذوعها المورقة للأسفل
لتصبح مُظله للمكان ...بدت الحديقة مظلمة قليلاً مع أن الاضاءه توزعت على
اطرافها على شكل مصابيح طويلة ...
وقفت العنود بجانب الشجرة وأخذت تتأمل الحديقة التي صممتها والدتها
بنفسها مع المزارع هبت نسمة هواء عليله حركت الاوراق واصدرت
صوتاً غريباً فاستندت على جذع الشجرة وسرحت في حالها مع ناصر
ومدى رومانسيته معها والتي اكتشفتها مؤخراً في شخصيته واعجبتها ,,
فكثيراً ما كان يفاجأها بباقة ورد تسعد بها أو عدد من الواح شكولاتها
المفضله حتى مجلاتها ...لقد كان يعلم ما يسعدها بالضبط لقد بدأت تحس
بأحاسيس جديده معه ...احاسيس غريبه لم تفهم معانيها ... وفجأه
أحست بيد على كتفها فالتفت مبتسمه لظنها أنه ناصر جاء لها عندما
فكرت فيه وقالت : شدراك اني افكرفيك ؟؟
تقدم قليلاً فاكتشفت انه حسن وليس ناصر فجفلت وعادت للوراء قليلاً
بخوف وارتباك وتقدم لها اكثر وهو يمد لها ذراعيه ليمسكها وهو يقول:
لأني انا بعد كنت افكر فيج.. ورجعت عشانج...
العنود: الحين ؟؟؟ رجعت متأخر ...متأخر واييد...
حسن: ليش ؟؟؟ للحين ماتزوجتوا؟؟؟ قوليله انج تحبيني...قوليله انج
ماتحبين غيري.. وانج انغصبتي عليه ولو انه ريال بيهدج ...انتي للحين
ماصرتي في بيته.. للحين فيه وقت ...أنا احبج وماراح اتزوج غيرج
حياتي...
لم ينتبها لناصر الذي ما أن سمع هذا حتى اسرع بترك المكان وكأنه لسع
من عقرب... دخل بيته ولم يسمع اخطر وهو يكلمه وصعد لجناحه وفتح
الباب ووقف وامسك غترته وعقاله ورماهم على الارض ثم فتح أزرار
ثوبه لأنه احس بضيق وصعوبه في التنفس ثم جلس على اقرب مقعد
وأخذ يتنفس بقوة وهو يمسك بقلبه ويحس بألم غريب وكأن أحداً
يعصره ...صرخ : اههههههههههههه
وقفت العنود امام حسن مادة يديها للأمام لتمنعه من الاقتراب منها وهي
تقول: حسن... انا نطرتك سنين وانت كنت مستهتر فيني...كنت تحسب
أني لمجرد اني بنت عمك فأنا ملكك.. ويوم رحت لغيرك جاي تقول انك
تحبني..وانك ما راح تتزوج غيري... تأخرت وانا صرت مرت ناصر
الحين وهذي رغبة ابوي...وانا مستحيل اكون سبب مرض ابوي... أنا
اسفه ياحسن ...انساني ...والله يوفقك مع وحده غيري وويوفقني مع
ناصر...
تركته واسرعت للداخل ولغرفتها واغلقت الباب خلفها ...
بعد وقت أحسه سنه ...قام ناصر من مكانه ودخل الحمام وتوضأ وصلى
ركعتين وأخذ يدعو ربه ....يدعوه بأن يزيل الضيق عنه وأن يدله لطريق
الصواب... مضى الوقت وهو لازال على سجادته وعندما قام بحث عن
هاتفه النقال واتصل لجاسم ليخبره أنه سيسافر في الصباح لعمل
مستعجل وسأله جاسم: والسفره هذي جات فجأه.!!
ناصر: أنا كنت مأجلها من كثر الشغل ...بس الحين لازم اروح وانت
عندك كل شي..
جاسم: ياخي شلون تروح بدون ماتشرح لي بالضبط وش اللي
بسويه...؟؟
ناصر: انت ماتفهم ؟؟؟ اقولك اللي تم عادي...وبعدين ياخي هذي شركتك
والا شركتي؟؟؟ ليكون تحسبني عبد عندكم ؟؟؟
جاسم: اكرم عليك ...انت شيخنا كلنا ....هدي ياخوي...شفيك مستوي
كبريت؟؟
ناصر: مافيني شي ...انا بسكر الحي عشان ارقد وراي قومه من الصبح...
جاسم: لحظه بس...وين بتسافر..؟
تردد ناصر قليلاً ثم قال: لبنان...
جاسم: الله يحفظك...
لاحظ جاسم أن ناصر بدا غاضباً وغير طبيعاً بالمره..وقرر أن يعطيه وقت
ليهدأ حتى الغد وسيتصل به في المساء ليعرف ...
اقفل ناصر الخط ورأى كيس الشوكولا فأخذ ورقة بيضاء من الطابعة
وأخذ يكتب بقلمه ...
الى العنود
الظاهر أن علاقتنا كانت فاشله من البداية ...احنا الاثنين رضينا بزواج
مش متكافى عشان خاطر ابوج اللي للحين اغليه اكثر من ابوي ...ولو
قال لي احذف نفسك في البحر بطيعه وبدون تفكير...بس الظاهر لازم
العلم يجيه منج...لازم انتي تقولين له انج تحبين ولد عمج وانج للحين
مانسيتيه عشان يطلقج مني وتقدرين تكملين حياتج مع اللي
تبغينه..وتأكدي أن اللي يسعدج يسعدني...
ناصر
طوى الورقة ووضعها بين الواح الشوكولا وفتح حاسبه الالي المحمول
ودخل يبحث في الشبكة العنكبوتيه عن اقرب رحلة الى بيروت ووجد
طائرة الاتحاد ستغادر في الرابعة وأربعون دقيقه فجراً فحجز بالانترنت
وطبع التذكرة الالكترونية واخذ يجهز حقيبته بدون تركيز وارتدى جينز
ازرق وقميص قطني ابيض وقبل الرحلة بثلاث ساعات كان في المطار
يكمل اجراءات السفر وتوجه لصالة الدرجة الاولى وجلس هناك ينتظر...
هناك في غرفة عائشة حيث كانت تحس بالبرودة فجذبت اللحاف عليها
مع ان المكيف مغلق ...وأخذت احداث اليوم تمر امام عينيها ببطء ...كانت
في مكتبة الجامعة تدرس لوحدها عندما أحست بمن يجلس في المقعد
بجانبها فرفعت عينها وإذا به فهد وقد التف بجسمه تجاهها وهو يشبك
اصابع يديه وبدا على وجهه القلق والتعب عندما رفع رأسه بغرور وسلم
عليها فردت عليه وعادت لكتابها وهي مضطربه وتفكر ( شيبي ذيه؟)
فهد: عايشة...ابغي اكلمج في موضوع ...تسمحين لي؟؟
عائشه: اعتقد أن الموضوع الوحيد اللي كان بينا انتهى ...ولا خذنا عليه
درجات مثل الناس...
فهد: أنا ابغيج ....في موضوع ...ماقلت بينا موضوع...
نظرت له عائشة نظرة غاضبه ولم تنبس ببنت شفه فأكمل وهو يبتسم:
أنا بروح واشنطن عقب التخرج عشان اخذ الماستر...
عائشة: وأنا شدخلني تقولي؟؟؟ روح علم رفيجاتك..
فهد: أنتي الوحيدة اللي فالدنيا اللي لازم تعرف ...ماعاد فيه حد مهم في
حياتي غيرج..
لم تقاطعه بل اخفضت رأسها من الخجل وهي تفكر أنه يحول بينها وبين
الممر لتهرب فالجدار خلفها ...
فهد: انتي دخلتي حياتي وغيرتيها ...كل اللي حولي لاحظ أني فهد
جديد...واحد ثاني.. طلعتي أحسن مافيني ...مادري كيف ....بس
قدرتي ..بقصد أو بدون قصد قدرتي.. محتاجج
جنبي ...عايشه...تسمعيني؟؟
هزت عائشه رأسها ثم وقفت ودفعت الطاولة قليلا ثم مرت بجانبه
وهربت ....وهو ينظر لها باستغراب وهي تختفي ...لقد توقع اكثر من
ردة فعل لم تكن هذه واحدة منها...
في المساء في منزل ابوجاسم
دخل محمد الصالة وجلس وهو يبتسم فسأله جاسم : شعندك؟ شكلك
مسوي مصيبه..
همس محمد: ماينفع يسمعونها الشيبان..
جاسم: قول وبسمعك...
محمد: كنت رايح مع عبود خويي ناخذ تذاكر مسرحية طارق العلي ويوم
رجعنا سيارتي لقينا كامري لاصقه فينا والسواق فيها ....قام عبود يحن
علي يبغيني اريوس واقوله ماقدر الرجال لاصق مايسمع ويصارخ علي
وانا احاول وماقدر.. واطل اكلم السواق ويسوي نفسه مايعرف عربي
ويسفه لي وغربلوني الاثنين وانا بينهم ...وبغى ينبط راسي قمت
ريوست عليه بالعاني ودعمته والا ينزل يصارخ بالعربي علي ...خذت
سكين عندي فالدرج ونزلتله وانا مفور...
جاسم: سكين؟؟؟
محمد: اقولك رفعوا ضغطي ...المهم نزلت وانا رافع له السكين واصرخ
عليه والا ينسى العربي ويرجع يتأتأ : كفيل ...كفيل ...ويأشر على سيارته
واشوفها انخفست وسيارتي بس انشمخت...قمت رجعت وقعدت فالسيارة
وفهم عبود اني مهب متحرك من مكاني قام ونزل له وتوهق معاه في ا
الحر والرطوبه...وانا قعدت العب في البلاك بيري ...جزاهم ...محد قالهم
يحرقون قلبي...
جاسم: والسيارة؟؟
محمد: رحنا مركز الشرطة وكتبوا تقرير..عادي عندي تأمين...
جاسم: خبل ...شقولك...؟؟ مافيك فايده...اسكت خل نشوف ابوك وش
يشوف... مندمج من القلب.. من هالشيبه اللي حاطين صورته يبه؟
محمد: كاتبين اسمه المثقف الألماني اليهودي الشهير هنريك برودر ..
ابوجاسم: هذا يابوك واحد الماني مشهور كان دايماً يكتب عن الاسلام
والمسلمين اشيا شينه ...حتى أنه مّره قال حق شباب اوربا هاجروا لأن
اوربا بتنقلب مسلمه... وسبحان الله عقب ما عدى عمره الستين أعلن
اسلامه...
ام جاسم : سبحانه الله راد له الحين وعقب هالعمر...كل شي مقدر
ومكتوب بالدقيقة..
جاسم: بس يقول أنه كان عدو للاسلام والمسلمين طول هالسنين.. ماتم
شي ما كتبه.. سبحان الله ...


حضرت الخادمة بيدها كيس صغير اعطته العنود وقالت انه من ناصر
فقال ابوجاسم: الا وينه ناصر اليوم لا حس ولا خبر...
جاسم: سافر الصبح عنده شغل مستعجل .
محمد: لا.. مهب الصبح أنا البارحة وانا جاي البيت حول الساعة وحده
ونص شفته مخالفني في الشارع ...استغربت وش مطلعه هالوقت بس
قلت يمكن طالع يتمشى اتصلت فيه بس طلع مسكر جواله...
انصدمت العنود وهي تسمع الحوار فأتصلت بناصر بتلقائيه ووجدت خطه
لازال مغلق...ورأت جاسم يحاول ايضاً وبلا فائده...
جاسم: غريبه...المفروض وصل من زمان بيروت ليش للحين مسكر
جواله..
محمد: يمكن حط خط لبناني...ماعندكم رقمه ؟؟؟
هز جاسم والعنود رأسهم بالرفض...
ام جاسم: لا تحاتون ...بيتصل...اكيد بيتصل ..
اخذت العنود الكيس وصعدت لغرفتها وهي حزينه وتفكر: غريبه!!! حتى
ما مر وقالي !!!ولا عطاني البطاقة!!! ولا سألني اذا محتاجه شي!! ولا
اتصل!!! عمره ما سواها!!!
قلبت الكيس على السرير فسقطت محتوياته ورأت الشوكولا وبينها ورقة
مطويه.. سحبتها باستغراب وفتحتها وهي تحس بضربات قلبها تزداد
وبعنف ...احست أن الورقة بها خبر سيء...يبين غموض سفرته
المفاجأه....وقرأت الحروف بصعوبه.. وقرأتها مرة اخرى ...واعادت
قراتها مرة ثالثة ...وعندها أحست بأنه ربما شاهدها مع حسن...وفهم
غلط...تساقطت دموعها على وجهها وهي تفكر ( اكيد الحين هو
متضايق...الله اعلم هو وينه والا شمسوي؟؟؟ هو .. لو بس يفتح
تلفونه ... بشرح له كل شي...)
انتظرت العنود الى اليوم التالي حتى تحدثت مع جاسم في الموضوع
عندها قال : وانا اقول الرجال مهب طبيعي ...ثرج انتي ورا السالفه..أنا
لله وانا اليه راجعون ..
العنود: وش العمل الحين؟؟؟ من امس اتصل والجوال
مسكر...باستخف...حتى رقاد ما رقدت...
جاسم: واكيد هو بعد مارقد اللي ماقدر يقعد في البلاد ولا ينطر للصبح...
العنود: عندك رقم ام شربل؟؟ يمكن تعرف شي...
جاسم: لا طبعاً...ما كنت محتاجه...
العنود: تصرف...اذا ماتصرفت بسافر له...
جاسم وهو يبتسم: وين تسافرين؟؟ تعرفين وين هو ؟؟
العنود: اقولك ... اسأل في الشركة ...هم اللي حجزوا حق ام شربل اخر
مره اكيد عندهم معلومات...
جاسم: بكره أن شاء الله..ان الله احيانا...
العنود بخيبة امل : بكره؟؟؟
جاسم: عندوه ...الشركة مسكره والموظفين في بيوتهم...بكره يعني
بكره...
العنود: ويرقد اليوم بعد وهو متضايق؟؟؟
جاسم: قصدج ويسهر اليوم بعد وهو متضايق لأنه اكيد النوم مجافيه...
في ظهر اليوم التالي
في بيت ابوجاسم
كانت العنود تنتظر على احر من الجمر عودة جاسم من الشركة بعد أن
تعبت من عدم رده على مكالماتها المتكرره ...حتى سمعت صوته يصعد
الدرج فأسرعت اليه وسألته: بشّر؟؟
جاسم وهو متعب: الناس يقولون السلام عليكم ...
العنود: السلام عليكم ..بشّر.
جاسم: ماتنطرين لين عقب الغدا؟؟؟
العنود: انا انطرك من الصبح وبعد تبيني انطر لين تخلص غدا...اخاف
تقول عقب تبغي تقيل..قول عاد شسويت؟؟؟
جاسم وهو يدخل غرفته ويجلس على السرير: طلعوا لي الرقم وكلمتها..
العنود: طلع عندها؟؟؟ هو بخير؟؟؟
جاسم: هو بخير ...بس...في مشكله..
العنود: خير؟؟
جاسم: لما سألت من يخدمهم الاثنين قالت انها جابت حفيدة اختها تعيش
معاهم وتخدمهم طول ما ناصر هناك...لأنها وهي بروحها ما تحتاج الا
يطلون عليها في اليوم ساعة ويروحون ..ينظفون ويطبخون
وخلاص...بس ناصر متعود أن حد يخدمه...فجابت هالبنت..
العنود:So ؟
جاسم: اللي اذكره ان ناصر كان دايماً يقول ان بنات ضيعتهم مزايين..
واذا هالبنت اللي عندهم مزيونه وبتقعد عند ريوله وتخدمه وتعطيه من
الكلام الحلو اللي انتي خابرته...راح عليج ريلج...
العنود: تخسي ...هي والا غيرها يخسون...
جاسم بلؤم: عاد هي اللي هناك وانتي هنيه..ولا وبعد زعلان....بتراضيه
وبتنَسيه..
العنود وقد قربت دمعتها على النزول: شسوي؟؟ علمني شسوي؟؟؟
جاسم: وتطيعيني؟؟؟
العنود: في كل شي...واي شي..
جاسم: متى تخلصين امتحاناتج؟؟
العنود: باقي لي واحد انطره عقب يومين ...
جاسم: خلاص عيل بحجز لج ولي وعويش بعد إذا تقدر..ونروح لبنان
ونوصلج لي عنده تستسمحين منه واحنا نروح نصيع في الجبل لين
تخلصون..
العنود: وش بنقول حق هلي؟؟
جاسم: بنقول لهم بنروح دبي والا بوظبي كم يوم ...عادي..
العنود : يعني بنكذب عليهم!!؟؟
جاسم: احنا مهب مكذبين ...انا بقولهم ان بسفركم كم يوم اذا سئلوا
بقولهم قريب.. اذا معاي محد ينشد...لا تخافين...
العنود: بروح اشوف عويش..
دخلت على اختها ووجدتها ترسم خطوطاً على ورقة وهي تضع الايبود
أشارت لها بيدها وسألتها: اييييه ...
رفعت رأسها وسألت: هاه ؟؟؟
العنود:شيلي السماعة خلنا نعرف نكلمج.. انتي شسالفتج من كم يوم
وانتي مهب طبيعيه...؟
عائشة: اللي صار لي ما صار حق حد ....
العنود: شصار عووش ؟؟؟ قولي...
حكت لها كل ما صار وفي النهاية تنهدت بقوة..
تسألت العنود: شقصده؟؟
عائشه: مادري... خسبقني ...
العنود: مهب هو كله مطيح في مجلسنا؟ يمكن قصده شريف..
عائشه: فلم عربي هو ؟؟؟
العنود: يعني يبغي يتزوجج...
عائشه: حتى ولو ...ليش يقوللي ...احنا وين قاعدين...؟
العنود:وماجا مره ثانيه يوضح موقفه؟؟
عائشه: اصلاً انا من يومها ما رحت الجامعة...
العنود: انتي خلصتي الكورس؟؟
عائشه: من زمان ..الحين بس عندي بروجكت اكمله حق ماده deadline
يوم الخميس.
العنود: زين عيل ...شرايج...تروحين معانا لبنان؟
عائشة: وين؟؟ ليش؟؟؟
العنود: انتي صج راقده على اذنج...
وحكت لها بدورها ما حصل في الايام الماضيه...
عائشه: احجزوا حق يوم الخميس ..
العنود: بللللللللل تبغيني انطر 4 ايام!!!
عايشه: ههههه.. خلاص عيل بشتغل اليوم وبكره واحجزوا الثلاثا..
العنود: الصبح...بتخلصين بكره..
عائشه: عندوه...شفيج ؟؟ اقولج بحاول اخلصه فالليل... متى اسلمه؟؟
اكيد الثلاثا الصبح...احجزوا الظهر ..
العنود:يعني نوصل فالليل؟؟؟ متأخرين..
عائشة: تبغون والا روحوا بدوني... سبحان الله الحين عرفتي قدره؟؟
العنود: اصلاً طول عمري اعرف قدره وحتى هو ...اكيد بيفهم...انا متأكده
ناصر يحبني...
عائشه: قوللي أن شاء الله..
العنود: أن شاء الله..
في صباح يوم الثلاثاء
الساعة 9 صباحاً
دخلت عائشه مكتب الدكتور فيلبس وسلمته المشروع وخرجت منه
وتوجهت للمكتبة لتعيد الكتب التي استعارتها من أجل المشروع وبعد أن
انتهت واستلمت بطاقتها سمعت بالقرب من اذنها : كنت حاس انج
بتجين ...كنت اجي كل يوم الصبح وانطرج...
التفتت ووجدت فهد واقف خلفها وابتسامه ساحره مرسومه على وجهه
فأدعت الغضب وقالت: فهد ...لو سمحت...لا تحرجني ...أنا مهب راعية
هالسوالف..
فهد: ادري ...والله اني ادري...ولو ما ادري ماجيتج ...ولا نطرتج هالايام
كلها.. بس تستاهلين ...انطرج العمر كله مهب بس كم يوم..
عائشه وهي تتحرك من أمام الموظفه الاسيوية: فهد...
فهد: عيونه...
احست عائشه بالاحراج واحمرت وجنتاها والتفتت له بغضب: لو
سمحت ...انا لازم اروح المطار لا تأخرني..
فهد: انتي اللي لو سمحتي ...تعالي اقعدي شوي ....طيارتكم الساعة 3
...تو الناس..
عائشه بدهشه: انت شدراك!!!
فهد: قلتلج ..كل شي يخصج اعرفه...لأنه يهمني اعرفه...البارحه جاسم
قالي فالمجلس وطلب عناوين ورقم السواق اللي هناك ...ولا
تخافين ...الموضوع بينا احنا بس ... ممكن تقعدين شوي...
وسحب لها مقعد لتجلس وعندما اطاعته جلس امامها وأخذ يتأملها
لبرهه ثم بدأ كلامه: أنا ومن يوم ما كنت صغير واهلي محيرين لي مزنه
بنت عمي ...مع إن أحنا ربينا مع بعض مثل الاخوان ...وكنت مستعد
اكمل معاهم خطتهم لين شفتج... تغير كل شي ...وتغيرت حياتي
كلها ...قلبتيها فوق تحت...عايشه..انا ابغي زوجة توقف معاي ...زوجة
تفهمني وافهمها...زوجة اطلع وأنا مطمن أني تارك وراي مره سنعه .. ام
تربي عيالي بطريقة حديثه...طريقة نتفق عليها ...عايشه اذا خطبتج من
هلج بتوافقين؟؟؟
وفقت عائشة وقالت: جرب...
مشت عائشة بأتجاه الباب ولحق بها فهد: يعني موافقة؟؟؟
عائشة: جرب ...وبتعرف ...هذا اللي تعلمناه في الجامعة ...صح؟؟
خرجت عائشة وتركته واقفاً مكانه محتار من تصرفها معه...وفكر ( يعني
موافقة والا لا؟؟ الواحد شلون يعرف ؟؟؟ والله حاله ..)
في التاسعة واربعون دقيقة ليلاً حلت طائرة الامارات ارض مطار رفيق
الحريري وبمجرد أن انتهوا من تدقيق الجوازات مع ترحيب الضابط بهم
بحراره عندما علم انهم قطريون وجدوا السائق ينتظرهم بسيارة الدفع
الرباعي والذي اتصل جاسم به واتفق معه على أن ينتظرهم في ذاك
الوقت ...كان كل منهم يسحب حقيبة صغيرة بيده لذا لم يتأخروا لأستلام
الحقائب وخلال دقائق كانوا خارج المطار مروا على منطقة الضاحية
والتي ضُربت أثناء العدوان الاسرائيلي وتم تعميرها ثانية بدعم من ايران
ولاحظوا الفرق الواضح بين الشوارع الضيقة والغير نظيفة هناك وبين
شوارع الداون تاون الواسعة والنظيفة والتي وصلوها بسرعة ثم عطف
السائق على شارع ادخلهم منطقة الاشرفيه ومنها الى الشقة الفندقية
التي حجزوا فيها...
في الصباح
كانت العنود أول من استيقظ حضّرت لنفسها كوب شاي بالحليب
وارتشفته لوحدها في الشرفة ونسمات الهواء العليل حولها طوال الوقت
وانتظرت الى الساعة الثامنة ثم ايقظت الباقي بعد أن طلبت لهم الفطور...
العنود: اذا ما قمتوا وبرزتو بروح بروحي مع السواق.... كيفكم ...
في خلال ساعة كانوا في الطريق الى جونية على طريق الاوتوستراد وبعد
نصف ساعة وصلوا جبيل وصعدت بهم السيارة الى اعلى جبل عنايا حيث
شاهدوا دير مار شربل وعدد من المصلين المتوجهين للكنيسة..واشجار
السنديان المنتشرة ... واخيراً ظهرت لهم ضيعة كفر سما ببيوتها
الحجرية المتفرقة وامامها اشجار اللوز الكبيرة..
وبعد أن سأل السائق عدد من الماره توقف بهم أمام بيت قديم بُني من
الحجر بدا صغير الحجم..وقال: هيدا بيت ام شربل...تفضلوا...
نزلوا من السيارة ورأوا ام شربل جالسة على كرسي خشبي قديم أمام
الباب صعدوا الدرجات القليلة وسلموا عليها وهي ترحب بهم وعندما
رأت العنود قالت: يا هلا .. اهلين والله بمرت ابني ...كيفك يابنتي...؟
العنود: الحمدلله... خالتي وين ناصر ؟؟؟
ام شربل: تفضلوا ببعت له البنت تناديه...هو جالس حد النبع...
العنود: لا خالتي ...انا ابغي اروح له اسوي له مفاجأه وين طريق النبع...
ام شربل وهي تشير بيدها : تطلعي من هون وتمشي عطول بعد تخلص
البيوت بتنزلي شوي بتلئي النبع ...رح تسمي صوت المي ...
تبعت العنود توجيهاتها وعندما اقتربت من النبع سمعت صوت عبدالمجيد
عبدالله يغني :
لازاد فيني الحزن
اكتم دموعي واون
واقول ابد ماابيك
واتذكر هوانا واحن
وين انت عني انا ..
وكلتني للعنا
ماكني الي هويت
ولاكننا نفسنا
عيشتني بــالوهم
قتلتني بــالالم ..
عودتني عالدموع
عرفتني عالندم
قلبي معاك رجعه
كلامك بيسمعه
قله يشوف الحياة
وان أنت ماتنفعه
علمت أن ناصر كان يسمع الايبود وحزنت لأختاره هذه الاغنية ...وقفت
قليلاً ثم نظرت الى مصدر الصوت فوجدت ناصر جالس تحت ظل شجرة
سنديان قديمة أمام نبع ماء ينزل من الاعلى والمكان المغطى بالعشب
الاخضر بدا كمنظر من الريف الاوروبي... سبحان الله ...كان يرتدي تي
شيرت بيج وجينز كحلي ...
انتظرت الى أن اقتربت منه ونادته: ناصر...
التفت ناصر بسرعة نحو الصوت واخذ يفرك عينيه ...ثم وقف مكانه
ورأها تقترب فتأكد انه لا يحلم فقال: العنود....انتي هنيه؟؟؟
العنود: جيت هنيه ...لك ...جيتيك وهديت الدنيا كلها...
تذكر فأدار ظهره عنها وعاد لجلوسه وهو يقول: شجايبج؟؟؟ ماقريتي
رسالتي؟؟؟
العنود: ولأني قريتها جيتك...
جلست بجانبه ولمست كتفه واكملت : انت فهمت غلط يا ناصر...حسن
كان حلم.. حلم سخيف كنت اعتقد انه حلو ...ولما تزوجتني ...حسيت
بتفاهة تفكيري...ناصر...كل شي كنت اتمناه لقيته فيك ...وانا معاك احس
بالامان واحس اني املك الدنيا وما فيها...انت اللي علمتني كل شي ...لما
اخاف اجيك وانا ادري انك انت اللي بتمحي الخوف... انا كل ايامي الحلوة
اللي عشتها وانت معاي تلاشت يوم حسيت انك بتبعد عني..صعب القى
كلام يوصف شعوري لك...انت شلون تتصور اني ممكن اعيش حياة انت
مهب فيها!!!! كيف تتصور اني ممكن انادي حد غيرك حبيبي!!!!
التفت لها ناصر وسألها : انتي متأكدة؟؟؟
ابتسمت العنود وردت: طبعاً والا ما كنت شفتني هنيه...
في تلك اللحظة ظهرت فتاة شقراء جميلة بيدها انيه صغيرة وضعتها
بالقرب من ناصر وهي تقول: الغدا استاز ناصر...
نظرت لها العنود بغضب وقالت: مشكورة ...ناصر بيتغدا معاي...اخذي
غداج...
ضحك ناصر على تصرفها وعرف أنها شعرت بالغيرة من الفتاة فسألها:
ليش تفشلين البنت؟؟
العنود: مالك خص...عشان جذيه قاعد هنيه ...عشان يحلى لك المكان
معاها...قوم اشوف ...قوم...
امسك ناصر يدها ونظر لها في عينها وقال بجديه: عنودي...تدرين انج
بكلمة وحده تنسيني كل اللي صار وتريحيني من الهم اللي
عشته..قبلج...كنت اعيش في وحده سنين وسنين ...كنت اكلم
روحي..والحين...بتملين حياتي علي ..تحبيني عنودي؟؟؟
العنود بخجل: اموت فيك ....
ناصر: اخ ياقلبي....انا اللي بموت...
في نفس الوقت
كان فهد يقنع اباه بأن يخطب له عائشة...
فهد: يبه ارجوك افهمني...انا كبرت الحين واعرف ان هالبنت هي اللي
ممكن تصير مرتي...مزنه مثل اختي واللي خاطبها الحين رجال معروف
فيه خير ليش ما تخلونها تروح في نصيبها...
ابو فهد: بتكسر عوايدنا...؟
فهد: باخذ لها هديه هي وامها ...رضوه ..على حسابك...صدقني هي ما
تبغيني.. بتستانس لأنها بتفتك...
ابوفهد: والله يابوك ..أذا بنت عمك راضيه.... توكل على الله ...
فهد: هي الحين مسافره..اول ماترجع نروح حق اهلها نخطبها..
ابوفهد: ليش مستعجل؟؟ انت بتروح تدرس وتقول ان هي تدرس؟؟
فهد: انا بروح اكمل وهي بعد تقدر تكمل هناك...هي نفس الجامعة...
ابوفهد: مرتب كل شي؟؟؟
فهد: كل شي اذا رضيت عني يا اغلى ابو فالدنيا...
بعدها بساعة
كان جاسم يتحدث مع عائشة بأنتظار العنود وناصر...
جاسم: عويش ...شرايج في ليلى؟؟؟
عائشة: اي ليلى..؟
جاسم: يعني اي ليلى ؟؟؟ ليلوه رفيقتكم اللي تشتغل عندنا في الشركة..
عائشة: شفيها؟؟
جاسم: اوهو علينا ...عويش ..شفيج؟ غبية؟؟
عائشة: اييه ..زينة..
جاسم: تنفع تصير مرت اخوج؟؟
عائشة: ما تصلح ...حمود بيجننها ...
جاسم: شدخل محمد الحين ؟؟؟ انا اكلمج عني انا ...هالبنت دشت مزاجي
بالقو... اخت رجال ... وتستحملني... مهما غربلتها تستحمل...
عائشة: البنت فقيرة ...ويتيمة ...حرام عليك...
جاسم: معليه ...لي خذتها دافعي عنها...الا وينها اختج؟؟ ليكون راحت
نبع في ضيعه ثانية...
عائشه: عطهم ساعة واذا ما جاو ..نروح ندورهم ...الحين بس
ارتحت ...يوم عندوه لقت حبها الحقيقي...
في المساء فالدوحة
كانت نوال تتحدث في الهاتف : حبيبي ابوي بيسافر عقب كم يوم لازم
تجي تخطبني قبل لا يوافقون على اللي جاي يخطبني ...
...: انا كلمت الاهل ويمكن نجيكم عقب بكرة ..بأكد عليج فالتلفون ...
كانت نوال اوقعت رجل متزوج اكبر منها بعشرين سنة في حبالها واصبح
كالخاتم في اصبعها ..ولكنها لم تكن تعلم ان زوجته الشريرة كانت تجهز
لها مفاجأة من العيار الثقيل...


النهاية
اختكم العوده
الملكة الام

تجميع
شموخ انسانهـ
تعليقات