رواية غربة الايام -11
عبدالله: روحت العين ولا خبرتك بس والله ظروف..علي: لا بالعكس هذا اللي كنت ابا اسمعه..
عبدالله: هههههههه افاا. كنت تترياني اظهر من دبي؟
علي: هههههههه لا والله مب جي قصدي .. ممممم.. بقول لك شي بس اخاف اثجل عليك..
ياسمين اطالعت ابوها باستغراب وبطلت عيونها ع الاخر اونها تهدده. وعلي ابتسم لها وهو يسمع عبدالله يقول له: تفضل يا بو لافي ..
علي: والله الاهل يبون ايون العين وقلت بنمر نتغدى عندك..
ابتسم عبدالله وعرف انه "الأهل" هم ياسمين ما غيرها. وقال: ان ما شلتكم العين تشلكم عيوني يا بولافي. متى بتون باذن الله؟
اطالع علي ياسمين وحط ايده على التيلفون وسألها: متى تبين تسيرين؟
ياسمين: اليوم!!!
ضحك علي وقال لعبدالله: بما انه باجر الخميس واجازة . أشوفه انسب وقت..
عبدالله: اها.. همممممم .. انا الحين ساير العزبة في ليوا . وبتم هناك ليوم الجمعة. شو رايكم اتون تتغدون عندنا هناك..
علي: مدري والله انا ما ادل درب ليوا..
شهقت ياسمين وهي تحس انه الفرص بتضيع من ايدها وتمت تسوي حركات لأبوها وتأشر له وتقول بصوت واطي: أنا ادل الدرب . أنا أدله!!!
ابوها ما سوالها سالفة وقال لعبدالله: خلاص عيل ما بنخرب عليك الاسبوع الياي ان شالله..
عبدالله: لا لا . لا بتخربون عليه ولا شي. انتوا من توصلون العين بالسلامة انا بطرش لك مالدريول يمشي جدامكم بموتره وبيدلكم ..
ابتسم علي وهز راسه وهو يطالع ياسمين عشان يطمنها وقال: خلاص عيل بنتلاقى باجر..
عبدالله: على خير ان شالله..
علي: ما تقصر يا بوحميد..
عبدالله: أفا عليك يا بولافي..
علي: ياللا عيل في حفظ الرحمن..
عبدالله: في امان الله..
بند عبدالله التيلفون وتم يفكر شو اللي تباه ياسمين ولشو تبا توصل بالضبط؟؟؟ عبدالله كان متوقع انه عقب رده الجاف والجاسي عليها امس خلاص ما بترد تفكر فيه. بس الظاهر انها تعلقت فيه اكثر لدرجة انها تلحقه للعين. اطالع عبدالله عمره في جامة السيارة وظحك. من سنين وهو مبتعد عن الحريم ومشاكلهن والحين في خلال اسبوع واحد بس. طلعن له ثنتين وجلبن له حياته فوق حدر. وبحزن تذكر نورة. واختفت ابتسامته. محد يسواها ولا وحدة بتوصل لمكانتها. لا ياسمين . ولا عشرة من امثالها. وكمل دربه لليوا وهو يعيد هالفكرة في باله عشان تترسخ اكثر في تفكيره. وعشان لا يفكر للحظة انه يشغل نفسه بالتفكير في غيرها..
* * *
أول ما وصل عبدالله ودش الفيلا . حس انه نسى شي . بس ما يعرف شو هو بالضبط . وراح غرفته وهو يفكر ويحاول يتذكر..بس صوت التيلفون قطع عليه افكاره ورد عليه وهو يبتسم..
عبدالله: هلا غناتي..
ليلى: هلا عمي. أقول. مب جنك نسيت شي؟؟
ضحك عبدالله وهو يتذكر اللي نساه وقال: نجمة وتاميني. نسيت اييبهن ويايه. وانا اقول يا ربي شو اللي نسيته؟ الحين لازم ارد اخذهن..
ليلى: لا لا لا . لا ترد ولا شي. نحن باجر بني كلنا وبنظف البيت بروحنا..
عبدالله: لا يا ليلى انا مب يايبنكم هني تشتغلون . أنا اباكم تستانسون وبعدين تراني عزمت عرب من دبي ع الغدا باجر واباهم يشوفون البيت نظيف يوم بيوصلون..
ليلى: عمي ما خبرتنا انك بتعزمهم. منو هاذيلا؟
عبدالله: علي بن يمعه . ريال اعرفه . بيي هو واهله..
ليلى: أها. مممممم انزين عيل بطرش البشاكير ويا الدريول..
عبدالله: لا لا . انا بروحي بيي اخذهن. انتي تعرفين البشاكير ومصايبهن ما فيه اهد بهن ويا الدريول بروحهن..
ليلى: عمي والله حرام اتعب عمرك وترد من ليوا ..
عبدالله: ما عليج انتي. ساعة زمان وبكون عندكم..
ليلى: خلاص..
عبدالله: مع السلامة..
ليلى: في أمان الله .
بند عبدالله التيلفون وطلع من البيت وركب موتره. ما كان عنده وقت يتمشى في العزبة مع انه هالشي في خاطره. وعلى طول رد العين عشان اييب البشاكير. بس قبل لا يوصل العين دق له سهيل المحامي . وقال له يمر عليه في المقهى لأنه متوله عليه وما شافه من يوم راح دبي. وقرر عبدالله يروح المقهى قبل وعقب يمر على بيت أخوه..
* * *
ياسمين كانت في غرفتها ومطلعة كل ثيابها من الكبت. ما تعرف شو تلبس باجر. كل ما اختارت شي. ترد وتغير رايها. وفي هاللحظة دخل ابوها وابتسم يوم شافها معتفسة ويا الثياب. وما حب يزعجها وطلع عنها. بس أول ما لف بيسير صوب غرفته نطت له مرته مريم جدامه وشهق علي بخوف..
علي: عوذ بالله. انتي من وين طلعتي؟
اطالعته مريم ببرود وقالت : انا هب سايرة العين باجر. سير انته وبنتك..
علي: أفاااا. أسير من دونج؟
مريم: هى سير من دوني. ترا انته محد يهمك الا ياسمين. تسدك هي ش تبا فيه انا..؟
علي: هههههه الحين هذا كله عشاني ما رديت ياسمين في اللي طلبته؟؟
مريم: تذكر قبل يوم اقول لك بنسير صوب العين . ما كنت تطيع وتقول لي مالنا حاية نسير هناك..
علي: هى هذاك قبل بس الحين شغلي كله ومستقبلج ومستقبل عيالج متعلق بهالزيارة ..
اطالعته مريم بحيرة . وابتسم علي وخذها من ايدها وراح وياها غرفتهم. ويوم صك الباب وراه..
علي: اسمعي. بنتج طلعت اذكى عني وعنج..
مريم: تكلم عن عمرك ما احيدها اذكى عني..
علي: يا ربيييييييييه !!!. بتسمعين ولا؟
مريم (من دون نفس): اسمعك . ارمس..
علي: تعرفين عبدالله بن خليفة؟ اللي كنت عازمنه ع الغدا أمس؟
مريم: هى وين بلحق انساه وهو امس في بيتنا..
علي: انزييييين. عبدالله هذا تدرين كم ثروته؟
مريم (بدون اهتمام): كم ؟
علي: بالملايين!!!..
بطلت مريم عيونها وفجأة صارت كل كلمة تطلع من حلج ريلها بمنتهى الاهمية بالنسبة لها. وعلي لاحظ هالشي وابتسم ..
علي: أول شي عنده عزبة في ليوا . وعنده أكبر شركة مقاولات وعقارات في الدولة كلها. وهو اللي تعاقدت وياه عشان يبني لي الفندق اليديد..
مريم: انزين؟ وشو يخصنا نحن ببيزاته؟؟ ناوي يوزعهن علينا ولا شو؟
علي: لا يا غناتي. بس عبدالله.. للحين. ما عرس..
فكرت مريم بكلامه وابتسم هو ابتسامة عريضة يوم حس انها فهمت اللي يبا يوصل له..
مريم: يعني ما عنده عيال ولا حرمة تورثه. وكل هالثروة وين بتروح؟
علي: هني. ايي دورج ودوري . وأهم شي. دور ياسمين..
مريم: شو؟ ياسمين شو يخصها؟
علي: ياسمين متعلقة في عبدالله وايد..
وقفت مريم واطالعت ريلها بنظرة حادة: شو؟؟؟ متعلقة فيه؟؟ وين شافته هي عشان تتعلق به؟؟
تأفف علي وير مرته من ايدها ويلسها غصب..
علي: اسمعيني. شافته قبل امس يوم كان ياي بيتنا العصر..
مريم: لا والله؟؟ وانت عادي عندك؟؟ تقولها بكل برود. والله لأكسر راسها جليلة الحيا هاذي..
وقفت مريم وطلعت من الغرفة وعلي وراها يحاول يهديها. بس هي كانت معصبة وتدور أي شي على ياسمين عشان تطلع حرتها فيها..
كانت تمشي في الممر بسرعة وعلي يمشي وراها وايرها من ايدها بس من دون فايدة..
مريم: أنا اصلا كنت شاكة فيها من البداية واقول لك بنتك مب هينة.. بس انته اللي مب راضي تقتنع..
علي: تعالي لا بارك الله فيج من حرمة.. تعالي لا تخربين اللي ابا اسويه..
مريم: شو تبا تسوي؟؟؟ شو....؟؟؟ وليش تسكت عنها؟؟ باجر بتفتح لك مرقص في البيت وانته بتوقف تطالع؟؟
علي عصب من رمستها وقبل لا تبطل باب غرفة ياسمين يرها بقوة وقال لها: ان دشيتي الغرفة ولا قلتي لها شي والله بتندمين..
اطالعته مريم بدهشة وهو اللي عمره ما عصب عليها وسكتت . مب لأنها تحترمه او تبا رضاه. بس صج انصدمت من اسلوبه وياها وما عرفت كيف تتعامل وياه وهو معصب جذه..
علي (بصوت واطي عشان لا تسمعه ياسمين): انا ابا عبدالله ياخذ ياسمين . أول شي بيعيشها احسن عيشة وما بيبخل عليها بشي. وبعدين ياسمين متعودة على الدلع وواحد في عمر عبدالله بيدلعها حتى اكثر عني..
مريم:.............
علي: وطبعا عيال بنتج بيورثون حلاله كله عقب وفاته . وين بتحصلين مثل هالريال لبنتج؟؟ خبريني؟
ابتسمت مريم بمرارة وقالت: وشو دراك انه ياسمين مب يالسة تلعب؟؟ انته تعرفها بنتك تتخبل على كل شي وبسرعة تمل. والاهم من هذا شو دراك انها ما ترمسه او انها متعرفه عليه..؟؟
علي (بثقة): بنتي اعرفها زين . واعرف انها مستحيل تنزل راسي الارض..
تنهدت مريم وقالت وهي تمشي سايرة عنه صوب الدري: سو اللي تباه بس يوم بتخرب عليك بنتك لا اتي تشتكي لي انا..
في هاللحظة طلعت ياسمين ويوم شافت ابوها واقف عند الباب ضحكت وقالت له: شو تسوي واقف هني ابويه ليش ما دخلت؟
علي: هاذي امج غثتني . واقفة ساعة هني تتشكى لي..
ياسمين: قلت لك الف مرة عرس وخذ لك وحدة لبنانية تدلعك بس انته اللي ما رضيت..
علي (يبتسم لها بحنان): لا مهما كان . أمج ما تهون عليه..
ياسمين: بس " انته " . تهون عليها..
علي: لا تظلمينها..
ياسمين: مب مهم. أبويه تعال اختار ويايه شو بلبس باجر والله احترت ما اعرف شو اختار..
وقبل لا يرد عليها علي. دخلته غرفتها وفرت جدامه ثيابها كلها ووقف علي يطالعها وهي معتفسة ويا الثياب وابتسم وهو يتخيلها عروس .. ومب أي عروس. هاذي ياسمين. ومحد يستاهلها الا عبدالله. وفجأة تكونت في عقله آلاف الصور . صورة فيلتها الفخمة اللي بيبنيها لها عبدالله. فيلا في جميرا وفيلا في العين. وبيخليه ياخذ لها مزرعة في دبا. ويعيشها احسن عيشة. وفي هاللحظة ابتسمت له ياسمين ببراءة كأنها حست باللي يدور في باله وقالت له من خاطرها: والله والله يابويه انه محد يسواك في هالدنيا كلها..
ضحك علي وقام يطلع عنها يوم شافها ردت تنشغل بثيابها . وهو يفكر. معقولة عقب كل هالتخطيط. يفاجئني عبدالله وما يخطبها؟؟
* * *
يوم وصل عبدالله المقهى شاف سيارة مبارك موقفة هناك وتردد يدش ولا لاء. لأنه عقب ما تلفت بين السيايير ما شاف سيارة سهيل. وما فيه يجابل مبارك بروحه. وهو اللي ما شافه من يوم الحادث . أكيد لو شافه بترد له كل ذكريات اليوم المشئوم وفوق هذا مبارك ما بيقصر ولسانه ماشالله ما بيقصر بعد. وأكيد بيخرب عليه مزاجه. وعقب تفكير اتصل بسهيل ..
عبدالله: سهيل وينك الله يهديك خليتني أوصل لك المقهى وانته مب موجود؟
سهيل: اسمح لي والله الأهل أخروني في السوق . ألحين بوديهم البيت وبرد لك. انته ايلس ترياني شوي..
عبدالله: مابا ايلس بروحي داخل..
سهيل: هههههه . شو هالمنكر اليوم بعد؟
عبدالله: مب منكر . بس مبارك هني..
سهيل: ومبارك شو بيسوي لك؟
عبدالله: ما فيه على نغزاته اروحي متظايج..
سهيل: مبارك تغير يا عبدالله مب هو مبارك الاولي . لا تحاتي..
عبدالله: انزين ما ينفع نسير مقهى ثاني؟
سهيل: ليش تغير المقهى؟؟ عشان مبارك؟؟ والله ما يرزى. والله ربع ساعة بالكثير وبكون عندك . ما بتأخر..
بند عبدالله عنه وتنفس بعمق قبل لا ينزل من موتره ويدش المقهى. وأول ما دش. غصبن عنه كانت عيونه تفتش بين الطاولات وتدور ويه مبارك المألوف بالنسبة له. وعقب ما تجول بنظراته في المكان. لمحه يالس في الزاوية ويا ربعه والشيشة في ايده. وحمد ربه انه ما كان منتبه له بس وعبدالله يمشي ساير صوب الطاولة الفاظية في الجهة الثانية وقفوا شلة شباب يسلمون عليه وسووا حشرة وانتبه مبارك انه عبدالله موجود. وتم يطالعه باستغراب. كانه مندهش من وجوده هني وفي هاللحظة بالذات. شو الللي رده من دبي؟ المفروض حسب كلام سهيل انه بيتم هناك ليوم الجمعة..
عقب ما يلس عبدالله على طاولته يتريا سهيل. تنهد وطلع موبايله بملل يطالع المسجات اللي فيه . وعقب دقيقة حس بحد واقف على راسه ويوم رفع عيونه تفاجئ. مبارك كان واقف ويبتسم. ولو انها ابتسامة مصطنعة . بس كانت ابتسامة وعبدالله عمره ما حصل له الشرف وتلقى ابتسامة من مبارك..
وقف عبدالله بذهول وسلم على مبارك اللي كان يسلم عليه بهدوء. ويلس وياه على نفس الطاولة. وهالشي صدم عبدالله أكثر ويلس وهو بعده يطالعه باستغراب..
مبارك: هههههه مستغرب مني صح؟
ابتسم عبدالله: بصراحه هى..
مبارك: من زمان ما شفتك ومهما كان اللي بيننا نتم اخوان يا عبدالله ولا انته شو رايك..؟
عبدالله: والله يا مبارك هذا ما كان كلامك قبل ولو انك تعتبرني اخوك جان سمعتني وعاملتني بشوية احترام من قبل..
ابتسم مبارك وسكت لأنه الجرسون يا ويايب وياه ماي وقهوة لعبدالله. وطلب مبارك نسكافيه وراح الجرسون اييب الطلب..
مبارك: عيال اخوك ما خبروك اني ييت لك البيت ادورك يوم السبت؟
عقد عبدالله حياته وهو يتذكر وقال: لاء. محد خبرني. خير يا مبارك؟
مبارك: لا . خير ان شالله. كنت اباك في موضوع بس الحين ماله داعي خلاص..
عبدالله: شو هالموضوع؟
مبارك (وهو يغير السالفة): انته تتريا سهيل.؟
عبدالله: هى اترياه . شو الموضوع اللي بغيتني فيه؟
اطالعه مبارك بحدة وقال: انته تعرف الموضوع زين. يا أخ عبدالله انته استغليت فترة ابتعادي عن الشركة وخذت مشروع علي بن يمعة من بين ايديه..
عبدالله كان متوقع انه مبارك بيفاتحه في هالموضوع وجوابه كان جاهز: انا ما خذت أي شي منك يا مبارك ومب بس انته اللي كان عندك عزا. حتى انا فقدت اخويه ومرته في هالفترة. وابتعدت عن الشركة اسابيع. ويوم رديت. علي بن يمعة دق لي انا واتفق ويايه انا..
حس مبارك بألم في قلبه وهو يتذكر الحادث. ورغم انه هالالم بيّن في عيونه للحظة بس اختفى بسرعة وقال وهو يرد قناع البرود على ويهه: هالموضوع منتهي يا عبدالله بس حقي اكيد باخذه..
عبدالله (يبتسم ): وكيف ناوي تاخذه..؟
مبارك: هذا مب اخر مشروع ينطرح وان شالله ببطل عيوني عدل المرة الياية وبعرف كيف ارد لك الحركة..
عبدالله: ههههههه . انزين انا ما عندي مانع. بس نصيحة وخذها من "أخوك العود" يا مبارك..
مبارك: شو؟
عبدالله: يوم تبا العملا يكثرون عندك. اهتم بعمالك وتابعهم. انته تعرف انه عمالك يبدون شغلهم الساعة عشر الصبح ويخلصونه ثنتين الظهر؟؟ وتعرف انه المهندسين يوم يدوامون وعشرة لاء؟؟ كيف تبا مشاريعك تخلص في وقتها وهم يهملون في شغلهم جذي؟ ليش ما تسير لهم في موقع البناء واتابعهم هناك بنفسك؟؟
انقهر مبارك من كلام عبدالله وهالمرة بين هالشي في عيونه وقال بنبرة حادة: ماشالله عليك يا عبدالله . من متى وانته تراقبني؟؟
عبدالله: انا ما راقبتك بس..
مبارك: هى انته ليش اصلا تنزل من مكانتك وتراقبني. كافي الجواسيس اللي مشغلنهم في شركتي وكل ما رسيت على مشروع يخبرونك وتلهفه مني..
انصدم عبدالله من كلامه وقال : انا عمري ما تعاملت بهالاسلوب ولا افكر في يوم اني اتعامل به..
مبارك: هه. يكون في علمك. عمالي يبدون ويخلصون شغلهم بمعرفتي انا. انا مب ظالم شراتك اكرف العمال من الساعة سبع الصبح لست المغرب. مصلحتهم عندي فوق كل اعتبار..
اطالعه عبدالله بنظرة اشفاق. كان يعرف انه يتحجج بأي شي عشان يخفي ظعفه ويعرف انه ما يبا يعترف بغلطته . طول عمره وهو عنيد ومستحيل يسمع نصيحة عبدالله. وعبدالله حس بعمره صج غبي. يعني في المرة الاولى يوم نصحه كانت ردة فعله نفس الشي. ليش رد يتدخل في شغل مبارك الحين؟؟
مبارك: ع العموم انا بس حبيت اسلم. وتمنيت تكون تغيرت في داخلك شوي يا عبدالله بس الظاهر انك بتم جي على طول..
عبدالله: قولها يا مبارك . قول اني بتم حسود طول عمري. عادي..
مبارك: انته اللي قلتها مب انا..
وقف مبارك وسلم على عبدالله وراح عنه . وأول ما يلس مبارك على طاولته ويا ربعه. دش سهيل المقهى وسلم ع الشباب ويلس حذال عبدالله اللي خبره باللي دار بينه وبين مبارك قبل شوي..
* * *
في غرفة أمل وسارة، كانت ليلى يالسة تطلع ثيابهن اللي بيلبسنهن باجر وهن سايرات العزبة. وطلعت لهن بنطلونات جينز وقمصان بيض. بس أمل شهقت أول ما شافتهن وركضت صوب الكبت وقالت: لا لا لا . مابا هذا..!!!
ليلى: عيل شو تبين؟
يلست أمل على ركبها وابتدت تفتش في الكبت وتطلع ثيابها وفي الاخير لقت تنورة قصيرة لونها ازرق فاتح وعلى طرفها ورود صغيرة وطلعت وياها قميصها الابيض اللي بدون اكمام وابتسمت وهي تعطيه حق ليلى..
ليلى: بتحترق كتوفج من الشمس اذا لبستي هذا..
أمل: والله ما بسير في الشمس..
ليلى: اااخ منج ..انزين خلاص. وسارة انتي شو بتلبسين؟
سارة: نفس أمل..
ليلى: زين خلاص ياللا تحركن سيرن الحمام واغسلن اسنانكن. ومابا سهر ارقدن من وقت باجر بنسير العزبة من الساعة 11 الصبح..
عقب ما غسلن اسنانهن واتأكدت ليلى انهن رقدن. طلعت عنهن وسارت تحت وخذت خالد عن يدوتها وردت غرفتها فوق عشان ترقد. خالد ما عذبها اليوم ورقد بسرعة وتمت ليلى مبطلة عيونها مب قادرة ترقد. وتتحسس المصحف بإيدها في الظلام وتفكر بحميد. متى اشترى لها اياه.؟؟ ومتى كان ناوي يعطيها هديته هاذي؟؟ وردت تسأل نفسها السؤال اللي تم يتردد في بالها طول الايام اللي طافت. وبيتم في بالها على طول. هل كانت هي اخر شخص طرى على باله قبل لا يموت؟؟
حست ليلى بكتلة من الحزن في قلبها ودفنت ويهها في المخدة عشان لا ينش خالد على صوت صياحها. وصاحت بحرقة لين حست انه كل الالم اللي في قلبها راح وتبخر ويا دموعها. وانجلبت صوب خالد وباسته على خده وهو راقد..
كانت تتمنى ما ترد تفكر بحميد. تتمنى تفقد الذاكرة وتضيع كل ذكرياتها وياه. حرام تتعذب جذي وهي تحس انه كل يوم يمر تنمسح ملامحه شوي شوي من مخيلتها. ليش؟ ليش ما عندها حتى صورة تذكرها فيه؟؟ معقولة بتمر سنين وبيي اليوم اللي بتحاول فيه تتذكر ملامح هالانسان اللي يعني لها اكثر من حياتها . وبتكتشف انها نسته؟؟
ترددت هالفكرة في خيالها وهي تحاول ترقد وفي النهاية رقدت . وكالعادة تمنت تحلم به بس ما تحقق لها هالشي. انحرمت منه حتى في الاحلام..
* * *
الساعة سبع المغرب. طلع مبارك من المقهى لأنه ابوه دق له يباه يوصله بيت يده. ومبارك اصلا كان متظايج وماله نفس يقعد ويا الشباب ويسمع سوالفهم. كل شي بالنسبة له صار من دون طعم حتى سوالف ربعه اللي كان يموت عليها الحين صارت تسبب له الملل. وأول ما ركب موتره. حس برهبة كبيرة يحس بها دوم وهو يشغل الموتر. ويحس انه اللي صار يمر في خياله مثل الشريط السينمائي يعذبه ويعذبه ويعذبه بدون رحمة. متى بتبرد ذكرياته ومتى بيقدر يتغلب على حزنه؟ صور مرته وعياله شالهن من كل مكان . ما يبا يشوفهم ولا يبا يعيش ذكراهم. ولا يعيش ذكرى الحادث وشعوره بالذنب على اللي صار في احمد ومرته وفي حميد..
محد يدري انه مبارك يشتعل في داخله ويحس بالذنب في كل ثانية تمر عليه. محد يدري شكثر يتمنى انه عبدالله يزاعج عليه ويطلع حرته كلها فيه. سكوت عبدالله عنه وتجاهله للي صار وتحمله له ولإهاناته يزيد من عذابه ويزيد من القهر اللي يحس به..
رن تيلفون مبارك وهو يشغل الموتر وتم ثواني يطالع الرقم وهو مستغرب. ورد عليه عقب ما قال: توه كان في المقهى وما سوى لي سالفة شو يبا الحين؟
مبارك: الو؟
سهيل: هلا مبارك. شحالك؟
مبارك: الحمدلله بخير. انته شحالك؟
سهيل: الحمدلله. بخير ..
سكت مبارك وهو بعده مستغرب. ويوم لاحظ سهيل سكوته قال: مبارك انته مشغول باجر؟
مبارك: ليش هالسؤال؟
سهيل:ابا اكلمك في موضوع مهم. وقلت لو ما كان عندك شغل. بنتغدى ويا بعض وبنسولف..
مبارك: بفضي لك عمري لو انه الموضوع يستاهل . بس اذا عادي تأجله. ؟؟
سهيل: أنا اشوف انه مب في صالحك يتأجل هالشي..
استغرب مبارك وقال: وليش ما ترمس الحين؟
سهيل: مب وقته..
مبارك: أها. خلاص. باجر نتلاقى . بس وين؟
سهيل: في الانتركونتيننتال. الساعة 1 ونص..
مبارك: تمام..
سهيل: مع السلامة..
مبارك: حياك..
بند مبارك وهو يحس بنغزة في قلبه. شو يبا سهيل منه؟؟ وشو هالموضوع اللي يبا يرمسه فيه؟؟ من متى كانت من بينهم مواضيع؟ شو اللي ناوي عليه يا عبدالله؟؟ هو بجى شي للحين ما خذته مني؟؟
حرك مبارك سيارته وروح البيت ويوم وصل ودش الصالة سلم على امه وتخبرها عن ابوه..
ام ظاعن: بطيت عليه فديتك خلاص سار ويا الدريول..
تظايج مبارك: انزين جان ترياني شوي..
ام ظاعن: تعرفه ابوك مول ما يادني يتريا. انزين ايلس فديتك ليش واقف؟
يلس مبارك وما قدر حتى يبتسم كمجاملة لأمه من الظيج اللي يحس به. واللي زاده انه عيال اخوه ظاعن يو ويا امهم ودشوا الصالة في هاللحظة . ويت مي بنت اخوه الصغيرة وركضت صوبه ومدت ايدها بتسلم عليه..
سلم عليها مبارك وهو يبتسم من خاطره لأنها دبدوبه واسنانها اللي جدام كلهن طايحات وشكلها يوم تبتسم وايد يضحك. فشلها مبارك ويلسها في حظنه عقب ما سلم على فاخرة مرة ظاعن وبسمة بنته العودة..
فاخرة: مي من الصبح تسأل عنك وأذتني كل شوي تنشدني متى بيرد عمي مبارك..
حظنها مبارك بقوة وباسها على خدها وهو يقول: فديتها يا ربيه . ميوه. تولهتي عليه؟
اطالعته مي بأرف وقالت وهي عافسة ويهها وحاطة ايدها على خشمها: انته غتلت اتنانك اليوم؟
انصدم مبارك منها وضحك من خاطره وقال: هى غسلتهن . مرتين بعد. ليش؟؟
مي: ماماه ليحة ليحة..
ضحكوا كلهم عليها وقال مبارك: اسمحيلي بنت اخويه العزيزة هاذي ريحة الجيكارة . ما دريت اني لازم اعقم حلجي قبل لا ابوسج..
أم ظاعن: شو تبا بهالسم تشفطه كل يوم؟؟
مبارك: خليني امايه على الاقل احصل لي شي يريحني..
اطالعته فاخرة بحنان وحست بتعاطف وياه . وايد يعيبها مبارك وتعرف انه الالم اللي يحس به يوم يشوف بناتها وايد كبير وتعرف انه يتذكر عياله بس مع هذا ما فكر في يوم انه يعامل مي وبسمة بجفاء او ببرود ومع انه مي تتلصق به وايد عمره ما حاول يوضح لهم انه متظايج منها مع انه لو وضح هالشي فاخرة وظاعن بيتفهمون مشاعره ..
مي: ترت اللودة اليوم
اطالع مبارك فاخرة اللي قالت وهي تضحك: ميوه عن الجذب متى سرتي الروضة؟؟
مى: والله ترت..
ابتسم مبارك لفاخرة وقال لمي: ومنو شفتي هناك ؟ الابلة؟
اطالعته مي وهي مستانسة وقالت: هى. ابلة متلية ليحتها خايتة..
مبارك: هههههه خلق الله كلهم ريحتهم خايسة عندج انتي..
يلست مي تخربط عليه وهو يحاول يركز على رمستها ويفهم اللي تقوله . وأم ظاعن تطالعهم وهي مبتسمة وسرحانة في افكارها الخاصة. تتمنى وتدعي في داخلها انه الله يزيل الهم والحزن من قلب مبارك ويعوضه عن عياله ومرته. بس واحد عنيد مثل مبارك صعب حتى انها تفتح وياه هالموضوع. فكيف بتقدر تقنعه في يوم انه يرد يعرس ويكون اسرته من اول ويديد. ؟
* * *
يوم الخميس الصبح الساعة ثمان. بطل محمد عيونه وابتسم بكسل وهو يعرف انه الحين بيرن تيلفونه. كل يوم الساعة ثمان بالضبط تتصل به غناته وتقعده عشان يروح يداوم..
غمض محمد عيونه وعد من الواحد للثلاثة وعلى طول رن تيلفونه ورد عليه وهو يبتسم . وحس بقلبه يدق بقوة وهو يسمع صوتها الناعم..
وفاء (بكسل): صباح الخير
محمد: هلا حبيبتي. صباح الورد والياسمين..
وفاء: ياللا نش بسك رقاد..
محمد: لا اليوم ماله داعي انش من وقت ما بسير الدوام..
وفاء: ليش؟
محمد: بنسير ليوا..
وفاء (بدلع): لالالالا لا تسييييير..
محمد: ههههه . ليش؟
وفاء: مدري. يوم تطلع من العين أحس انك بعيد وايد عني..
محمد: فديت روحج والله محد يسواج..
وفاء: انزين لا تسير وياهم..
محمد: ما اقدر. عمي ما بيطيع..
سكتت وفاء. وردت قالت : خلاص عيل بدق لك عقب..
محمد: زعلتي؟
وفاء: لاء. بعدين برمسك . اختيه نشت . ياللا باي..
محمد: باي..
بند عنها محمد وابتسم وهو يرد يغمض عيونه. وصورة وفاء كالعادة ما فارقت خياله..
نهاية الجزء السادس
الجزء السابع
الساعة 11 الصبح طلعوا عيال المرحوم أحمد بن خليفة من البيت وراحوا ليوا. وطول الدرب وهم يضحكون ويسولفون. محمد يالس جدام حذال الدريول وورا ليلى ويدوتها وخالد وسارة . ووراهم مايد وأمل اللي كانوا يالسين يلعبون game boy . وكانوا حاطين الاف ام رغم اعتراضات أم أحمد اللي ما تداني تسمع أغاني وخصوصا في السيارة..
أم أحمد (بظيج): خافوا ربكم حطوا لكم قرآن بدل هالاغاني..
مايد: يدوه مب زين نسمع قرآن ونرمس وانتي تعرفينا نحن ما نروم نصك حلوجنا..
ليلى: ههههه ميود دومه عذره جاهز..
مايد: ليلى. الاغنية اللي بيحطونها عقب هاذي. إهداء حقج..
اطالعته ليلى وابتسمت: فديت روحك ما تقصر..
مايد: عاد اذا طلعت اغنية فيها ذم انا ما يخصني..انتي وحظج..
ليلى: هههههه انا متأكدة انه حظي حلو والاغنية اكيد بتكون حلوة..
مايد (بغرور): أكيييييد بتكون حلوة. مب اهداء مني؟
سكتوا كلهم يوم خلصت الاغنية وابتسمت ليلى من الخاطر وهي تسمع الاغنية اللي اهداها اياها مايد. كانت اغنية محمد عبده "مذهلة" ومايد ما فهم منها ولا كلمة. بس استانس انه اهدائه عيب ليلى اللي حست انه قلبها انقبض وهي تسمع كلماتها. " مذهلة. تملأك بالأسئلة . هي حقيقة أو خيال. هي ممكنة ولا محال. هو سهلها صعب المنال . أو صعبها تستسهله. ليه كل شي فيها تظن انك تعرفه تجهله. وليه كل لا معقول فيها ورغم هذا تعقله؟ " حميد كان دايما يقول لها انها غامظة وانه مهما حاول يفهمها ما يقدر. وهالمقطع ذكرها فيه. وحست بالدموع تترس عيونها وتمت ترمش بعيونها لين حست انها ردت طبيعية والتفتت على يدوتها اللي كانت ترمسها..
أم أحمد: لو خليتوني في البيت أنا وخالد مب احسن؟
ليلى: ليش عاد يدوه؟ نهون عليج نتم في العزبة بروحنا؟
أم أحمد: والله ما اروم ايلس في الموتر ركبتي الحين ردت تعورني..
ليلى: أنا بهمزج أول ما نوصل وبعطيج فولتارين. وبيروح الالم..
أمل: نحن وين رايحين؟
مايد: كم مرة قلت لج يالبقرة ياللي ما تفهمين. إنا رايحين العزبة..
أمل (وهي مب فاهمة شي): اهااااااا
مايد: لولة شو يعني عزبة؟
اطالعته أمل بتركيز وقالت عقب فترة صمت وهي تبتسم: ما أعرف..
مايد: يوم اقول لكم بقرة..
ليلى: مايد اسكت عن اختك..
مايد: دومكم تزعلون من كلمة الحق..
يوم وصلوا ليوا. اليهال اللي كانوا مب مهتمين للعزبة. ولا يبون يروحون. أول ما شافوا الزرع والمناظر الحلوة اللي هناك وربشة العمال والجو الحلو استانسوا وايد. ومن نزلوا من السيارة ركض مايد صوب الزرع وركضت سارة وأمل وراه رغم انه كان يسبهن وما يباهن يتبعنه. وحتى ليلى كانت وايد مستانسة لأنها هاي اول مرة تروح فيها العزبة . ويدوتهم هي الوحيدة اللي كانت تبتسم غصبن عنها . بسبب سالفة صالحة اللي بعدها منغصة عليها عيشتها. بس ما حبت تبين هالشي لعيال ولدها عشان لا تظايجهم وهم يايين هني يستانسون. وخالد كان راقد ولا حاس بشي وأول ما نزلوا من السيارة رفع راسه عن كتف ليلى واطالع يدوته ورد يرقد على طول ..
دشت ليلى البيت وشافت عمها يالس يتقهوى في الصالة ويوم شافهم داشين عليه ابتسم ووقف وسلم عليهم وخذ خالد عن ليلى اللي راحت تحط أغراضهم في غرفهم. ومحمد وأم احمد يلسوا ويا عبدالله في الصالة..
عبدالله: ها محمد؟ شو أخبار الشغل وياك؟
ابتسم محمد بفخر وقال: الحمدلله كل شي ماشي اوكى..
عبدالله: الحمدلله انا كنت احاتيك . حسيت اني وايد ثجلت عليك . توك بادي في هالسوالف وما تعرف لهن..
محمد: لا عمي لا تحاتي. كل شي تحت السيطرة..
أم أحمد: الله يوفجك ويحفظك يا ولدي..
عبدالله: يوم السبت بسير وياك المكتب وبساعدك
محمد: ما تقصر عمي . انا بطلع اتمشى برى شوي. تامروني بحاية..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك