بارت من

رواية نورس على شطآن الماضي -11

رواية نورس على شطآن الماضي - غرام

رواية نورس على شطآن الماضي -11

العمة فريدة بفرح بالغ..( بعد ايام لم يحدد بالضبط...لكنه اكد لي انه سينزل في اجازة وسيزورنا..)
نورس (رائع عمتي..لقد اشتقت له كثيرا....)
تركت نورس عمتها التي غمرتها السعادة لمجرد اخبارها بزيارة ابو عبدلله لها
كما لم تنكر نورس فرحتها
فهذا عمها
الذي طالما يسال عنه رغم مشاغله الكثيرة وهو بعيد عنها
لكن عادت تشعر بالقلق بشأن موعد لقائها مع نبيل
لا تدري ماذا يريد منها نبيل
وهل سيعيد لها الدفتر فعلا
اخذت نفسا عميقا وهي تقود سيارتها
لن تقلق نفسها اكثر
بعد لحظات ستصل الجامعه وتلتقي به....
وستعرف كل شئ
كان هناك بصيص من الامل او التفاؤل لديها
لقد طلبت الستر من رب العالمين
ولن يخيب ضنها ابدا
وصلت نورس جامعتها
اوقفت سيارتها
وبحركة سريعه دخلت بعد ان سجلت حضورها
وكانها تسارع دقات قلبها في خطواتها
لتصل للغرفة الدراسيه
حيث كان موعد لقائها مع نبيل
باقي على موعد المحاضرة 5 دقائق فقط
وجميع زملائها وزميلاتها ينتظرن حضور الاستاذة خارجا
بينما طالبتين فقط يجلسن بالداخل
انضمت نورس لهما
وعيناها على الباب
لم تهدا انفاسها
ولا دقات قلبها
وهي تلمح تسلل الطلبه الواحد تلو الاخر
لابد ان الاستاذه حضرت الا ان نبيل لم يكن من بينهم
بدات المحاضرة
بينما عقلها مشغول
لا تعلم ما عليها فعله
هل من المعقول انه كذب عليها
وخدعها بهذا الموعد
مرت اللحظات عليها بصعوبة
كانت تنتظر نبيل ان يفي بوعده
حتى انتهت المحاضرة
ونبيل لم يتواجد
شعرت بان الدنيا تضيق بها
ماذا كان يريد منها اذا..
لم وعدها ان كان لا يفكر باعادة الدفتر
خرجت من المكان
وهي تسير بخطوات بطيئة
لاتدري الى اين تأخذها
اخرجت الجوال من حقيبتها
تأملت رقم نبيل في الشاشه
اعادت الاتصال بتردد
لكنه لم يجيبها
اعادت الاتصال مرة اخرى
انقطع الاتصال دون ان يجيبها
شعرت باحباط
خرجت من المبنى للممر الذي يؤدي لبهو الجامعه..
كانت تشعر بالبرودة تتسلل اليها
برودة الطقس
...
وبرودة الاحباط الذي اصابها جراء اخلاء نبيل بوعده
جلست على احد الكراسي
الكثير من الطلبة والطالبات
يمرون من امامها
لكنها لا تشعر باحد
لا تشعر بمن حولها
تريد نبيل فقط
ذلك الشاب الذي طالما تهربت منه
وتهربت من الحديث اليه
الا انه الان هو من امتنع عن لقائها
كان الالم يعتصر قلبها...
حتى لمحت احمد زميلها
كعادته
يحمل جهاز العرض متجه للمحاضرة
نظرت للساعه
باقي دقائق على موعد محاضرة الدكتور ناصر
هذا الاخير الذي لاتدرك الى الان ما يدور بداخله ناحيتها
فهي تاكدت الان انه عرفها
ولابد انه يتذكر كل ماحدث بينهما
فهذا امر لا ينسى
الا....الا لمن اعتادوا على ارتكاب هذه الخطايا دون احساس
انها لا تعلم لم تتخاطر عليها افكار مؤلمة
كلما لمحت بصيص من الاحساس بالفرح
هذه الافكار جعلتها
تتردد في حضور المحاضرة
الا انها تذكرت انه اتفق معهم على تحديد يوم امتحان منتصف الفصل
فلابد من الحظور
اخذت نفسا عميقا
وهي تخطو ببطئ
لقد انقضى منتصف الفصل
وهي مازالت تائهه مع مشاكلها
ماذا ستفعل في الامتحانات
وصلت لمكان المحاضرة مع دخول زملائها وزميلاتها
نظرت امامها كان الدكتور ناصر قادما
يحمل بين يديه ملفه
وهو يرتدي لباسه الخليجي مع نظارته الطبيه
نظره للامام بطوله الفارع اعطى شكلا ملفتا
وقد يكون جذابا ,,
كانت تنظر اليه حتى لمحها
ابعدت نظرها عنه
(نورس انا اسف)
التفت لجهة الصوت
كان نبيل خلفها....
( غلبني النوم بعد الاتصال بك حتى اني لم اسمع رنين الجوال وقت اتصالك...)
مازال الدكتور ناصر يقترب من باب الغرفة الدراسيه التي هي ممسكه به اصلا
وما ان اقترب اكثر
تركت مقبض الباب
ضمت ملفها لصدرها
امسك الدكتور ناصر المقبض
يفتح الباب
اخذت نفسا عميقا
وكل ما تشبع به صدرها هو رائحة عطره
التي اربكتها اكثر من نظراته
( نورس..نورس..)
كان نبيل بجانبها
يحدثها
وهي تائه مع هذا المارد الذي ظهر امامها فجأة
هذا ما شعرت به
خاصة عندما وقف قريبا منه
رغم طولها الا انها تصل لكتفيه
يالله
ما اقساها من ذكرى
اعادت الرجفه ليديها
ابتعدت اكثر عنه
والتفتت الى نبيل...
لم تنتظر لقائها به مع تواجد ناصر في المكان
( نورس ..المحاضرة..)
بصوت قوي مع خليط من الشدة
هذا ما شعرت به من صوت الدكتور ناصر ناحيتها
التفتت اليه
مازال واقفا ممسكا بمقبض الباب
لم تقوى على النظر في عينيه
يكفي صوته ورائحة عطره
كل هذه اللحظات القليلة
حدثت فيها امور تحتاج لساعات لتستوعبها
زاد ارتباكها
( نورس بعد هذه المحاضرة نتكلم..سأنتظرك هنا..)
كان نبيل يحدثها وهو يبتسم
ابتسامة لم ترها من قبل
شعور غريب من الاطمئنان حل بها فجأة
(حسنا ...) بعدها التفتت لجهة الباب
مع دخول ناصر
وقبل ان يغلق الباب
مسكته بيدها لتدخل
الا انها شعرت
وكأن موجات كهربائية تسري في جسدها
لامست يده باناملها دون ان تقصد
لم يلتفت لها
ولم تلتفت له
دخلت بسرعه
عم الهدؤ فجاة مع دخولهما
****** انتهت الموجة الاولــــــى********


وقبل ان يغلق الباب
مسكته بيدها لتدخل
الا انها شعرت
وكأن موجات كهربائية تسري في جسدها
لامست يده باناملها دون ان تقصد
لم يلتفت لها
ولم تلتفت له
دخلت بسرعه
عم الهدؤ فجاة مع دخولهما
الشاطئ العاشر
الموجة الثانية
صارت تسمع صدى دقات قلبها
في ارجاء المكان
وبارتباك جلست
دون ان ترفع نظرها اليه
فتحت ملفها
وتظاهرت بالانشغال
تشعر انها غير قادرة على الاحتمال اكثر
رائحة عطره
نظراته
اقترابه منها
صوته يناديها
وصولا لملمس كفه
الذي هزم كل قواها
لاتدري لو ناداها بأسمها هل ستكون قادرة حتى على رفع كفها الذي تكهرب بفعل كفه
( لنحدد موعد الامتحان؟؟؟)
سادت الفوضى المكان
مع تداخل الحديث بين الطلبه
بين معارض ومؤيد ليوم الامتحان
بينما هي صامته
حتى تقرر ان يكون بعد اربعة ايام
ومازالت همسات البعض احتجاجا
لابد ان الموعد يتزامن مع امتحان اخر
في مثل اليوم
او ان هناك مشاريع لابد ان تسلم هذا الاسبوع
لاتدري ماذا كان نصيبها
لم تكن قادرة على استيعاب شئ
ما تفكر به
لم كل المواقف الصعبه تحدث لها في وقت واحد
لم يقرا الدكتور الاسماء لتسجيل الحظور
قلل ذلك من الارتباك الذي الم بها
بقيت جامدة مكانها فقط ساقها تهزها بارتباك....
ونظرها للساعه..
متى ينتهي موعد المحاضرة...
حتى اشغلت نفسها بالكتابة
انتهت المحاضرة
فيما بقي الدكتور..
يقلب في الاوراق
ساد المكان همس زملائها وزميلاتها لبعظهم
مازال موضوع موعد الامتحان يربكهم

( نورس هل يمكنك ذلك؟؟؟)

التفتت ناحية مريم...
زميلتها في التخصص نفسه...
(نعم مريم..ماذا قلت؟؟) بارتباك ردت عليها نورس
مريم ( نريد ان نكون مجموعه للمذاكرة للامتحان....ما رأيك؟؟)
نورس(ان شالله)
مريم ( نورس لابد ان تكوني معنا..انت ملمة بالمادة اعرف ذلك ..)
نورس ( و متى ذلك؟؟)
مريم (نحدد يوم نلتقي في المكتبه في احد الغرف الدراسيه هناك... ونتشارك في المذاكرة
اعتقد ان المادة تحتاج لمذاكرة جماعية بمشاركة من هم ملمين بالمقرر)
جائها صوت اخر...زميلها احمد...( المقرر يحتاج لمذاكرة جادة ... لذا لنتفق من الان..)
احمد بصوت عالي..( ولكن متى نكون جميعنا متفرغين في نفس الوقت؟؟؟)
مريم ( معك حق احمد..صعب ان نتفرغ كلنا في وقت واحد..)
نورس باهتمام..( لم لا.. بعد غد خلال النشاط الطلابي نلتقي في المكتبه ما رايكم؟؟)
احمد ( كيف لم نفكر بذلك؟؟؟)
مريم ( هذه نورس..الا تعرفها لا يصعب عليها شئ..لذا هي متفوقه )
ابتسمت لها نورس... وقد التقت عينها بعين الدكتور
تجاهلته والتفتت لزميله اخرى تفاعلت معهم بالحديث
( اعتقد انه افضل وقت يكون الجميع متفرغ بلا محاظرات...ولنا ان نؤجل اي نشاط مشتركين فيه)
مريم..( نورس لابد ان نخبر الجميع وسيكون زملائنا الطلبة معنا..)
نورس ( ليس لدي مانع...)
همست لها مريم وهي تقترب منها (اعلم انك قليلة الاندماج معنا وحتى مع باقي زملائنا ارجو ان لا اكون احرجتك بطلبي..)
ابتسمت لها نورس..( لا مريم... كلك ذوق... الامر لا يتعدى مشاركة في المذاكرة لا غير لابد لنا ان نتعاون)
الدكتور ناصر ونظره الى نورس ( ماذا الان..؟؟؟ هل اتفقتم على المذاكرة جميعا ؟؟)
مريم ( نعم دكتور ... )
احمد وهو يوجه حديثه للجميع ( بعد غد جميعنا في المكتبه بوقت النشاط الطلابي للمذاكرة اتفقنا؟؟)
الدكتور ناصر ( لا اؤيد المذاكرة الجماعيه ....ولكن بالتوفيق)
التفت حسام وهو كذلك زميل نورس ومعها في اغلب المحاضرات
( دكتور مادام نورس ومريم معنا في المجموعه ستكون هناك جديه ...)
كان حديثه معهم
الا انه يتأملها
هــــي
لم يبعد نظره عنها
كان يحدثها
نعم يحدثها بعينه
الا انها هربت منه
هي الان من تهرب منه
ليس لديها ما تقوله او تفعله
ما يشغل بالها فقط نبيل الذي ينتظرها..
رفعت جسدها من على الكرسي
في حين الدكتور ناصر خارج من المكان
اسرعت بخطواتها
تريد لقاءه وانهاء موضوع الدفتر معه
ابتسمت ما ان رأته واقفا
كان ينتظرها
لعل ابتسامتها لسبب انها كانت تشك في انتظاره لها
( نبيل ...)
ابتسم لها نبيل..( نورس تأخرتي..)
وهي تضم ملفها اليها ( كنا نتفق على ..... ليس مهما ..ماذا عن...)
قاطعها نبيل...( لنبتعد عن زحمة الطلبة ...)
اخذت نفسا عميقا
وهي تتقدم معه خارج المبنى
الى ان هناك من شدها للالتفات جانبا
كان الدكتور ناصر
واقف مع باقي الطلبه
ولكن
عينه عليها
لم يكن بعيد عنها
لابد انه سمع مادار بينها وبين نبيل
ولكن لم يهمها الامر
عليها الان ان تحصل على الدفتر...
نبيل (نذهب الى المقهى؟؟)
وقفت نورس وهي تنظر اليه بضيق..( نبيل ..لن اذهب انا معك لتعطيني الدفتر...)
خرجا من المبنى...
دون ان يجيبها
الا انه التفت لها...
(نورس الدفتر معي..ولك ان تاخذيه الان ... لكن لابد ان تسمعيني على الاقل..)
لم تلتف له..ولم تفكر ان تمد يدها لاخذ الدفتر حتى
لانها تذكرت ما تعمدت تجاهله
هل نبيل عرف ما يحمل الدفتر
زاد ارتباكها..
صمتت ... بقيت صامته حتى وصلا الى المقهى الذي تتجنب دائما الجلوس فيه
كانت تكتفي باخذ القهوة اوشراب الشيكولاته الساخنه منه
ولكنها اليوم مجبرة على الجلوس فيه
لتنهي موضوعها مع نبيل
اخذا مكانا جانبيا
بعيدا عن ازعاج الطلبة والطالبات
وضعت ملفها جانبا..
بينما هو بقي واقف.
_(ماذا تشربين؟؟)
(لا شئ نبيل..)
_(لابد ان اطلب لك شئ..)
( نبيل ارجوك علينا ان ننهي الموضوع الان..)
نظر اليها نبيل بنظرات غريبه
اربكتها كثيرا
سحب الكرسي للخلف وجلس عليه
وضع ملفه الاسود
و بحركة بطيئة اخرج منه الدفتر...
لم تستطع ان تتمالك نفسها..
وضعت يدها عليه..
سحبته بهدؤ.. وعيناها عليه على الدفتر وكأنها تحادثه..
( هل ابحت بسري رفيقي العزيز؟؟)
_( لا لم افعلها...) كان نبيل يجاوبها
تعجبت من كلامه رغم انها لم تبوح بما داخلها..كانت تحدث نفسها فقط...
_( اعلم انك تفكرين ان قرات ما يحويه الدفتر...)
نظرت اليه وكأنها تنتظر من الحديث اكثر...
تريد ان تصدق ما قاله
_( نورس ...الدفتر له ايام معي..البارحة فقط فتحت اول صفحة منه... لا اعرف لم فتحته...ولم اغلقته بسرعه... تصدقيني نورس؟؟؟)
لم تجبه بقيت ساكته...
انها تتمنى ان تصدقه..تريد ان تقنع نفسها بكلامه
_( نورس ... اقسم لك بالله ان ما قلته صحيح... تصدقيني)
لا اراديا هزت نورس راسها وهي تشعر براحة غريبه..
الا ان هناك امر يحيرها..
( لم اخذته..وكيف فعلت ذلك..)
نبيل وهو ينظر اليها...
_( هل لك ان تعفيني عن الجواب... مقابل ان يكون الدفتر بين يديك؟؟)
واخيرا؟؟؟؟ لا تصدق نورس ما حدث لها الان
لابد انه من دعاء عمتها لها دائما
وتوسلاتها هي لرب العالمين ان يستر عليها
نبيل وهو يغير نبرة صوته ( احببت دفترك كثيرا..)
باستغراب ( دفتري؟؟؟)
_(نعم نورس... ها نحن نجلس مع بعض ونتحدث دون ان تمانعي..)
ابتسمت له نورس ( والان بما اني اخذت دفتري هل لي ان اذهب؟؟)
_(وهل تواجدي معك يضايقك لهذا الحد؟؟)
نورس اخذت تتلفت حولها..
ونظرت اليه وهو يقول لها ( لا تريدين ان يراك احد معي؟؟)
نورس بارتباك ( لا نبيل ليس هذا ما اعنيه لكني لم اعتد على مرافقة اي زميل ..)
نبيل ( وهل لك ان تعتبريني مختلف عنهم؟؟)
صمتت نورس لا تدري بم تجيبه
الا انه اكمل حديثه..( لك ما تريدين... لكني اريد ان اعلمك بشئ... اني تعاملت معك بكل احترام...تصورتك وكأنك اختي... وهذا سبب اني تجاوبت لطلبك واعدت لك الدفتر...)
انحبست الكلمات بين شفتيها
الا انه اكمل..( موقفي هذا دليل على احترامك... احترمك نورس واحترم رفضك في التجاوب معي في اي موقف افتعلته بيننا...)
مازالت نورس صامته..
_( الن تقولي شئ؟؟؟؟)
( لا ادري لم ارى شخص مختلف عن نبيل الذي اعرفه يجلس امامي..)
همس لها نبيل ( هذا نبيل الحقيقي... لا تعرفه الا فتاة مثلك..)
ارتبكت نورس من طريقة حديثه ومن حديثه نفسه
( حسنا نبيل..شكرا على الدفتر.. علي ان اذهب...)
همت بالوقوف..وهو يقول لها ( هل لي ان اتصل بك او احادثك؟؟؟)
هزت رأسها بالنفي وهي تقولها ( لا نبيل ما بيننا انتهى الان )
ابتسم لها رغم شعوره بالاحباط..( كما تريدين..لكن...احتفظي برقمي ربما تحتاجيني في يوم ما)
لم تجبه فقط ابتسمت له وانصرفت
ضمت ملفها الذي يحوي رفيقها ..ضمته بقوة..
لا تصدق ان بهذه السهولة تجاوب معها نبيل واعاده اليها
وهي واثقه من ان كلامه صحيح
انه لم يقرأ مافي الدفتر
لا تعلم لم وثقت بكلامه
ولكنها اطمئنت كثيرا
لقد فاتتها المحاضرة وعليها ان تستعد للمحاضرة التالية....
وبراحة واطمئنان اكملت نورس يومها الدراسي
خاصة وان رفيقها معها
وفي طرق عودتها تذكرت
تذكرت كلام عمتها في الصباح...
ابو عبد الله سيكون هنا لزيارتهم
غمرتها فرحة نادرة
فرحة تسعد قلبها من اعماقها
فنادرا ما تجتمع الامور المفرحه في وقت واحد
لطالما اعتادت على المواقف الصعبه فقط
اخذت نفسا عميقا
لتهدأ قليلا وتريح عقلها عن التفكير...
.................................................. .........................
بينما الدكتور ناصر في مكتبه
بين اوراقه وكتبه
يعود بذاكرته لما مر عليه اليوم
كل موقف جمعه بها
كان شئ بداخله
يرهقه
لا يعلم ان كان حيرة
او غضب من شئ اخر
كان يفكر بموقفها مع نبيل
فقبل ايام
كانت حزينه وواضح عليها الضيق منه
لكنها اليوم مختلفه
سعيدة
سعيدة جدا بلقائه
لدرجة انها لم تكتم فرحتها بلقائه قبل المحاضرة
مثلما كانت غير قادر على اخفاء ضيقها وحزنها قبل ايام
تذكر ندائه لها
وتنبيهه لها بوقت المحاضرة
لم تلتفت اليه
لم تنظر اليه
ابعدت نظرها عنه
ولم ترد عليه
صمتت
بقت صامته
لكنها لم تنصرف حتى طلب نبيل منها ذلك
نبيل.... طلب منها ان تدخل وسينتظرها لبعد المحاضرة
لحظتها همت بدخول الغرفة الدراسيه
بقدر ما كان يظهر تجاهله لها
بقدر ما رصد كل حركاتها ولفتاتها
رفع كفه يتامله
تذكر لمستها لكفه بدون قصد
لم يلتفت لها لحظتها
ربما لم يرغب في احراجها
او ربما لم يرغب ان يظهر تأثير هذه اللمسة عليه
اخذ نفسا عميقا
غطى وجهه بكفيه
عادت به الذكرى الى هناك
برلين...المانيا
لحظة تعرفه عليها
(( دكتور... دكتور ناصر...))
التفت ناحية الصوت....
كانت ... واقفه امامه...
((اطرق الباب لم ترد علي..ادخل اكلمك لا تجيبني؟؟؟))
بارتباك....(( اهلا زيونه....))
زينه وهي تضع كتبها على المكتب ..((اريد ان ترجعني معك للمنزل...))
د.ناصر(( واين سيارتك؟؟؟))
زينه وهي تنظر اليه بطرف عينها(( في التصليح... ))
رد عليها باهتمام اكثر..((والسبب؟؟؟))
زينه بارتباك..((اممم حادث ..حادث بسيط...))
رفع صوته قليلا..(( بسيط؟؟؟ لا اظن ...اكيد بسبب السرعه...))
بدلال (( والان هل سترجعني معك؟؟؟))
د.ناصر (( سأرجعك ولكن كلامي ليس معك... مع من هو اكبر منك...))
بحركة سريعه قامت من على الكرسي واتجهت اليه..وهي تضع كفها على كتفه..
(( لن تفعلها..اليس كذلك؟؟؟.. والدي يريد اشارة من اي احد ليمنعني من القيادة...))
التفت لها..(( زيونه ولله اننا نخاف عليك...لا تعلمين ماذا نجني من السرعه هذه))
ابتعدت عنه. اخذت كتبها التي وضعتها على مكتبه...
(( نتحدث في هذا لاحقا... سأنتظرك الساعه الثالثه عند موقف السيارات...))
كانت زينه فتاة مدللـه في بداية العشرين من عمرها
بقدر ما هي مهتمة بدراستها
تهتم بشكلها واناقتها
لم تكن محجبة
لباسها المعتاد هو البنطال الجينز مع قميص قصير نوعا ما
وبالوان مميزة
مع شعرها الكستنائي
المنسدل على كتفها دائما
وقد تعمدت على اظهاره مجعد
بدرجة بسيطه
رغم نعومته
اشارت له بكفها تودعه وهي خارجه
ابتسم لها
كم تعجبه هذه الفتاة
يستمتع بالحديث معها وبدلالها
فهي الابنة الوحيده لاخيه يوسف
من بين ثلاثة اولاد
فلابد ان تحصل على الدلال من الجميع
.................................................. ...................


مروركم اسعدني كثيرا
شكرا على تعليقاتكم ومدحكم
عموما هذه الموجة الثالثة من الشاطئ العاشر

يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات