رواية تموت الاحلام حين يتم تحقيقها -5
هو : لأ .. ثم سكت ورجع تكلم .... أنتي طيبه ياحسناأنا : أبتسمت ثم ضحكت ... ههههههههههههه لاتغتر فيني واجد
ترى بعدك ماشفت وجهي الثاني ...
هو : أها .. يمكن ..ليه لأ
أنا .. أبتسمت ..أقول هات هات ... الخضار .. يالله قربت أنتهي
خذيت الخضار منه ...ثم قلت: والله يطلع منك تعرف تقطع
شفته رجع يضحك : وش على بالك ..محد يعرف يقطع الى أنتي
أنا كملت ضحك ... ورحت عنه عشان أكمل الطبخه
مضت ساعه ونصف ... وخلصت كلل شيئ ... ورتبت
كل من شربة الخضار ... وصحن الكفته اللي زينته بالبقدونس والليمون الأكل على الطاوله
وقعد كل منى ....
ألف سؤال وسؤال قمت اسأله وهو متجاوب ...وحسيته خلاص خذى علي
أنتهى وحط أيده على بطنه ... شبعت الحمد لله
أنا : صحه وعافيه ...
هو : بجد زمان ماأكلت للدرجه هاذي ..طبخك سحري
أنا : أوه .. يكفي مديح ... أغتر بعدين
ضحك ثم قال ... لاجد ماأحب اجامل ..
أنا بهدوء : الله يخليك .. يالله ياجعله عافيه ....
اساسا كل ماتطق براسك وتجوع تعال والله لأطبخ لك اللي على بالك
واللي تبيه ... ومن جد راح أفرح فيك ياناصر
سكتت ثم قلت ..... زورني كثير ... محتاجه أخ وصديق
ورجعت سكتت من جديد وقلت بتردد وطرف أبتسامه
...مدري اقولك ولدي ... ولاخيي ؟
هو بأبتسامه ... ولدك ههههههه ....
انا : ليش تضحك
هو : ماينفع أكون ولد لك ونتي صغيره ... خليني على اخوكي احسن
أنا : هاا .. تتوقع كذا
هو : أي اتوقع ..
انا : ماااشي ..
هو .. وقف :
أنا على وين ؟
هو: أسمحي لي بروح لعند خالتي هدى
أنا : أها .. أي اكيد أذنك معك ...
تركني وراح ... ورجعت لمثل ماكنت ... بالفراغ الخالي ... (بيتي )...
..... رحت بعد مانظفت السفره ورتبت المجالس من الملل
... خلصت ورحت أخيراً للمكتبه الخاصه فيني ...
مدري ليه لما ناظرت بالكتب تذكرت .. ياسمين.. اللي ألتقيت فيها
بالسجن ... وصوتهـا ... بالترتيل .. من الأعماق تمنيت أنهاتكون بخير
... مسكت أول كتاب على الرف لجبران خليل جبران .. معرب
وتابعت قرايتي ... ساعه .. ساعتين وحسيت عيوني رجعت تتعب
وكأن النعاس أقترب ... سكرت الكتاب تاركته بحظني وأثنيت راسي
على الكنب .. ثواني وحسيت النعاس تسلل لعيوني .......ثواني كانت
والظلام غطى عيوني ... وسيناريوا الكابوس بدى
يسترجع نفسه لحظه بلحظه .......
أنفتح الباب فجأأأه ...فجعه رهيبه أنتابتني ... ريحة العود المعتق
وأيده اللي أنحطت فوق ثغري وأفقدتني الوعييي ...
لأول مره .. قمت مفزوعه قبل لاأكمل الكاابوووس ...
ولاكن الدمع مثل كل مره ماغاب .... رفعت أصابعي
وأنا أحاول أمسح الدموع أللي أنتثرت على خدي ....
ودقات قلبي لاتزال مرتفعه وكأني عايشه هالموقف للتو ....
... شلت الكتاب من يديني ورجعته للرف ...
/"
أنقضت الأربعة اشهر والعشرة ألأيام ..أخيراً
وآآخيرا طلعت من الحمام بعد ماخذيت دووش دافيئ ... وتحللت من الحداد
فتحت دولاب الملابس ألممتد بأمتداد جدار الغرفه بأكمله ....
وتميت لثواني أناظر فيه .... كللله جلابيـات ... تفرق عن بعضها فقط
بالموديل ونوعية الأقمشه واللون ... أبتسمت من جديد .. تذكرت اللحظه
اللي وقفت فيها قدام دولابي بغرفتي بالقريه .....
هالموقفين يتشابهون من ناحية الأنسانه الواقفه أمام دولاب خشب ...
ويختلفون ..بمقياس ألف مره ....
فوراً قطعت ألأفكار .... وتقدمت وأنا أطلع الجلابيات أللي
كنت شاربتها وألبسها عشان ابو ناصر لأنه كان يحبها ... وآلآآن لاعااد
فيه أبو ناصر ولاغيره ... وهالملابس ماعدت بعازتهــــــا
وجاء وقت أني ألبس اللي أبي ... وأختار اللبس اللي أحب ...
طلعت الجلابيات واحد ورى واحد وأنا أرميهم بالأرض كلللهم
وببالي أعطيهم أم رقيه (ألمستخدمه ) اللي آلى الأن شاغله تفكيري
ملامح بنتها .... تركت كل شيئ
وتوجهت للدولاب الأصغر من الجهه اليمين ... وطلعت منه بلوزه حرير خضراء ساده أكمامها طويله تزينها من الأمام أزرار كرستال
ذهبيه ... ومن على أطراف الأكمام ...
لبست بنطلون بيج ... وآساور ذهبيه مع أخراض ذهب مزينه بحجر كريم أخضر ... فتحت شعري الطويل وأنا أبعثره بأطراف أصابعي بفوضويهـ ... تعطرت أخيراً .. ورحت طلعت للصاله أنتظر ناصر يجيب المحامي
..تفاجأت لمى شفت كل من المترديه والنطيحه سابقاتني وجالسات ينتظرن
.. شفتهم يناظرون لي من فوق لتحت ..ولمعة غيره قريتها بعيونهم ....
وأنا مطنشه نظراته وأمشي بكل غرور بكعبي ألذهبي الناعم .. حتى وصلت لعندهم وجلست على أحد الكراسي .... وتمينا ننتظر وكل منى ساكته
لحظات ... وشفت ناصر دخل علينا ثلاثتنا ..
ناصر : خالتي ... حسنا ..منيره ... هدى .... المحامي راح يقعد بالصاله اللي قدامكم أنتوا خلوا الباب مفتوح... وبكذا راح تسمعون صوته بوضوح
... قال هالكمتين وطلع ...
المحـــامي وبعد السلام بدأ ...
فتح الورقه وأسترسل بالكلام .... بسم الله الرحمن الرحيم ....
وصيه مكتوبه خطياً بيدي أنا أبو ناصر ... (أبراهيم سعيد خلف )
لمى يحين وقت قرآة وصيتي هاذي ... راح أكون أنا الآن بقبري
فأسألكم بالله ألدعاء لي بالرحمه .. عل الله يسامحني ويغفر لي
ماقدمت وأخرت .....
سأبتدأ كتابة حصة كل واحده من زوجاتي الثلاث ... أم أكتب الأربع
...حسنا ... هدى .. منيره ... ولولوه....
( لما قال لولوه شفت كل من هدى ومنيره زواجاته الثنتين على وجهها
علامة أستفاهم !! ...
ألى هدى ...ومنيره
أولاً .... عزيزاتي الثنتين ... قدركم عزيز ... وصبركم وافر علي ...
شكراً على الساعات اللي قضيتوها بقصري .. وشكراً على المال أللي
أخذتوه مني ... وأنفقتوه حلال عليكم .... سامحوني ... مالقيت شيئ أشكركم عليه أكثر من هالأشياء ..
لكل منكم سيتم أعطاءها خمسه مليون ريال نقدياً ... ولكل واحده
سيتم كتابة مزرعه بأسمها ..
{{أنا .. وشفت كل وحده من الثنتين تهلل وجهها لمى سمعت الخمسه مليون
وكأنهم نسوا موضوع الزوجه الرابعه اللي كانوا منقهرين عشانها
وماعرفوا بموضوعها الا بها اللحظه .... سكتت أبي أسمع ماتبقى من الوصيه ...
هو : أبني ناصر : لم أكن أباً .... وأعلم أني لاأستحق هاذا المسمى
فقط سامحني ... وأكثر الدعاء لي .. وماسأعطيك لعلي ألقى به شفاعه
عندك وتدعوا لي به الله من أجله .... لك من الحق عشره مليون ريال نقداً
مع ثلاث مزارع من جنوب المملكه ...
ملاحظه (سيتم أعطاء أبني أو أبنتي الذي لم أجد أمه ولم أجده/ـا
آلى الآن كحق ناصر تماماً !!
هدى ومنيره .. وبدى كل منهم يفرك ايدينه قهر .. عششررره !!!
أنا : لو سمحتوااا ..كل وحده تلتزم الصمت نبي نسمع
هو ومكمل : ...
آلى لولوه ... لاأعلم اين هي .... والوصايه لجميع من يسمع الآن
أن يجدها وألى حسنا خصيصاً .....
لها من الحق : اثناعشر مليون ريال حقاً كاملاً .....
فلتساااامحني
... الجميع سكت ............... ثم أخيراً أكمل الجزء الأخير
هو : ... ألى زوجتي حسنا .....
لن أتكلم بشيئ أخر سوى الأعتذار على أني لم أجدك من قبل ....
ثم تكلم بالعاميه ...
آسف ..على الشباب اللي دفنتيه معي .. وآسف على وفرة الحب اللي مالقيتيه عندي ..
أسف على الظنى اللي مالقيتيه مني ..
... آسف على التعب اللي تعبتك اياه...
وآسف على البذل اللي كنتي تسوينه عشاني ....
آنا أسف ..على كل شيئ .. ولاكن تأكدي أن بالثمانين سنه اللي قضيتهم
بعمري أن كان فيه أيام صعب تنسي ..فهي أيامي معك
شكراً على كل شيئ ...
هالقصر .... وجميع ممتلكاتي ... من عقار .. ومزارع ... ومحلات تجاريه
هي ملك خالص بأسمك ..وجميع ماتبقى من مال هولكـ ...
أعتذر مجدداً ... وماهو لكي الآن قليل في حقك ...
شكراً
.... آنتهت الوصيــــــــــــه ....
وقف كل منيره وهدى ...... وشياطيين الأنس والجن فوق روسهم
مستحييل .. مايصير .. ظلم ...... الوصيه كل ابوها خطأ
والميراث المفروض ينقسم بمحكمة العدل ... وهالخرابيط اللي سمعناها
أغسلوها وأشربوا مويتهاا
.... المحامي ومو عارف وش يقول : هاذي وصايه ياطويلات العمر
وأنا مجرد رسول مطلوب مني أبلغ كلام لأصحابه ..
أنا ومقاطعه المحامي : تقدر تروح أخوي ماقصرت ....
ألمحامي : تسلمين ياطويلة العمر .. عن أذنكم ....
طلع المحامي من هنا ... وشفت ناصر يدخل علينا من هنا ...
أنا وقفت بهدوء ... كتفت يديني ... ثم رفعت عيوني للثنتين اللي قدامي
أسمعوني عاد انتي وياها ... الوصيه وهاذي هي ... رضيتوا أهلاً وسهلا
مااارضيتوا هاذي المحاكم قدامكم روحوا أشوف وروني شلون
ألمحكمه تبي تآخذ لكم حقكم ... واللحين يالله انتي وياهاا
ألقصر ومثل ماسمعتوا صار ملكي ... يعني بالعربي
كل وحده تضف عفشها وتتوكل من غير مطرود تدور لها بيت تعيش فيه
غير هالمكان ...
منيره والطبلون عندها وصل أخر حد : تطردينييي .. هييين هييين
ياأم الخلاقيين بعد ماأعتزيتي وأرتزيتي طلع لك لسان وصرتي تعرفين تتكلمين ... لاكن هيين ... بيجييك لك يوم وبيني وبينك المحاكم
اناا : ومازلت مكتفه يديني ومحافظه على هدوئي ناظرت لها بقرف
ونا أتكلم من طرف خشمي ... قلت لك برا ... ولا روحي أقلعي نفسك
للدور الخاص فيكي ابتدي لمي عفشك ...
شفتها تمشي من قدامي ناويه تطلع من القصركله وهي تتحلطم وتسب وتشتم
ومن وراها هدى خذت عبايتها وطلعت معها ....
بعد ماكل منهن طلع قعدت على نفس الكرسي اللي كنت قاعده عليه
بنفس هدوئي ....
وأنا اشوف ناصر لازال واقف بعد كل الحوار اللي صاار قدام عينه
أنا : ناصر... أقعد وشفيك واقف ... لاتحسب أني أقصدك بالكلام
اللي قلته من شوي ... انا كنت أقصد حريم أبوك وبس
هو وحسيت ملامحه منزعجه وكأنه تظايق وفهمت أنه
تظايق مني!
حط ظرف ابيض على الطاوله اللي جنبه .. وجلس على الكنبه
الموجوده قدامي بهدوء وشبك كفه اليمنى باليسرى بأرتباك
أنا بحيره : فيك شيئ ..؟!
هو: بأرتباك هاا ... لاأ ... أبدا
أنا ووقفت وبأبتسامه تكملت ثواني بجيب عصير أنتظري عندي
موضوع أبي أتكلم معاك فيه ...
هو ومازال على هدوئه .. طيب
رحت بسرعه للمطبخ وحطيت كاستين عصير وأنا مستمره أفكر
وكأن الظرف الأبيض اللي حطه ناصر على الطاوله اللي جنبه
بدا يآخذ حيز من تفكيري .. أيش ذاك الظرف ؟ يمكن يكون جزء من الوصيه !!!...........
قطعت على تفكيري ورحت خذيت الكاستين العصير .. حطيت كاسه عصير كيوي قدامه وخذيت الكاسه الخاصه فيني ورجعت لنفس مكاني
أنا بعد ماشربت قليل من العصير ...
وشفت ناصر تكلم : تفضلي اسمعك وش كنتي حابه تقولين
أنا بهدوء : وشوية تردد .. أناا .. أها .. ..طيب... شوف ياناصر
ماني شاطره كثير بالمقدمات والشرح كل اللي كنت ابي اقوله لك
أني وقت ماطردت حريم أبوك .. طردتهم لاأني أبي اكف شرهم عني
بأسلوب يناسب مستواهم ... مو قصدي فيه لاجبروت ولا حقد من لاشيئ
وهاذا يعني انك مو مقصود بكلامي .. والبيت هاذا بيتك وأنت صاحبه
تدخل فيه متى ماتحب وتطلع فيه متى ماتحب وأنا من بكرا
راح نسخه من المفتاح لك متى ماضقت من بيت أمك ... وحبيت ترجع لبيت
أبوك تعال .. والدور اللي فوق كله لك ... لاني انا كذا كذا متعوده أعيش
بالدور الاول وبعد كثير علي وهاذا انت تشوفني عايشه لحالي .... طيب ؟!
شفته سرحان ينتظرني أخلص كلامي وكأن بعيونه تساآآل ...
كنت أنتظر اسمع رايه بكلامي لاكني شفته طول بالسكوت ؟!
أنا : ناصر .. وشفيك ؟! مو عاجبك كلامي !
هو بعد ماشافني أنتهيت تكلم ... أنتي ليش تسوين لي كل هاذا ؟
أنا وكأني فهمت تساؤله اخيراً ...
جاوبته .... ماسويت لك شيئ زياده غير الواجب
هو : انتي غريبه ؟!
انا بأبتسامه باهته وين الغرابه فيني ؟!
هو : مدري !
... كل منى سكت ...... وبعدها انا رجعت تكلمت بتردد
وناديته .. ناااصر ؟ ... ايش هاذا الظرف اللي جنبك ؟
هو وحسيته أنقلب حاله 360 درجه وأرتبك هاا .. لا ... مدري
... قصدي ادري
انا محتاره: وشفيك ؟؟
هو :أنااا ..آآ . الظرف مو لي !
أنا : أجل لمين ؟
هو : لاأ قصدي لي ..بسس
انا وحسيته خبص مخي وعجزت افهم ... بس ايش ! تكلم ؟؟
هو وتكلم أخيرا .. خلاااص .. راح أقولك .. أوو أقولك أنتي أقري الظرف بنفسك
انا بأصرار .. لاأ .. أبيك أنتي تفهمني موضوع الضرف من دون مااقراه ؟
هو : مصره ؟
أنا : أكييد
هو ومازال على ارتباكه .. ومو قادر يبدأ .. شوفي حسنا
الظرف هاذا فيه وصيه خاصه كاتبها أبوي لي .. وهي تخصك
أنا ورجعت لحيرتي : تخصني بأيش ؟
هو : طيب خليني اقولك .. الظرف هاذا ابوي محرص المحامي
يعطيني اياه حتى أوصل الكلام اللي فيه لك وحدك من دون ماحريمه
الثنتين يسمعونه
أنا: طيب سمعني الكلام وش تنتظر ؟
هو : طيب .... كنت بقولك أن ... ورجع يسكت
أنا وخلاص بديت اطفش ناصر يكفي استفزاز تكلم
هو .طيب طيب راح أتكلم ...
شوفي .. القصر والعقارات .. والمحلات التجاريه اللي ذكرهم ابوي
بالوصيه بأنهم حق شرعي لك ... كلهم مكتوبين بأسم عمي أحمد الكبير
انا بصدمه : نعععععم !!!؟؟ .. وش قاعد تقول انت
يعني انا بطلع بولااا شيئ ... حتى هالقصر مو لي ؟ ماني مستوعبه
لييه ... فهمني وش قاعد يصير ؟!
ناصر بحلم : أنتظري ماخلصت كلامي ... كل شيئ راح يتحول
ويكون بأسمك بشرط
أنا ولا زلت منهاره من الكلام اللي قاعده اسمعه ... شرط !
ايش هو ؟!
ناصر : تتزوجين ؟!
انا : نععععععم ..!!!! اتزوج ؟؟؟ ..... أتزوج مين ؟!!!
ناصر : أي شخص تختارينه بنفسك ...وهاذا هو الشرط اللي يوقف بينك
وبين نصيبك من مال ابوي كله
أنلجمت مفجوعه من اللي قاعده اسمعه ومن اللي موراضي عقلي يستوعبه
ليه هالشرط ... وليه ابو ناصر حط هالحاجز ... كنت متظايقه
لدرجة أنه كانت عندي رغبه باني أدعي على ابو ناصر بقبره أكثر
مما ادعي له ...
ناصر وحسيته رحم حالي ويحاول يواسيني : لا تتظايقين ...
يمكن ابوي له حكمه بها الشيئ
أنا بأنفعاليه : حكمه !؟ .. هاذا حكي فاضي وكلام سفيه ومخرف
حسيت اني انفعلت زياده عن اللزوم ورجعت مسكت لساني
مابي اغلط على ابو ناصر قدام ولده أكثر ..
ناصر وحسيته مقدر وضعي : ألأمر بين يدينك وأنتي اللي راح تقررين ...
بس على فكره أبوي كاتب بالوصيه يطمنك ان عمي احمد طيب
فلا تفكرين انه راح يآخذ قرش حرام واحد ويحطه بحسابه من نصيبك
شفته لازال يتكلم علي وأنا عيوني سرحانه تفكر باللي سواه ابو ناصر
وحد أعصابي واصله غضب ومو طايقه حرف واحد اكثر ...
شفت ناصر بعد ماأنتهى وقف ... أنا أستذنك راح أطلع
وأنتي فكري وأتخذي قرار .... قال هالكلمتين وطلع .....
وتركني حطب على نار .. أتقلب على نفسي من فكره لفكره
وكل فكره تحرق القلب اكثر .......
طلع ناصر من عندي الساعه 8 الليل .. ومن ذاك الوقت الا الساعه 5 الفجر
وأنا قاعده بمكاني ماتحركت أقلب أوراقي وأحاول ألاقي حل ينصفني
وآخذ فيه حقي من دون ماأكرر تجربة الزواج آللي ماعدت طايقتها
واللي اعتبرها اسوأ تجارب عمري ....
عيوني بدت تتعب ... وظهري يتخشب من قل الحركه والثبوت
وعقلي بدى يتلف من كثرة التفكير ...
أخيراً وبعد جهد صارت الساعه سبع الصبح .... حسيت بالشمس
تكسر حواجز النوافذ الزجاجيه وتوصل آلى أرض القصر حتى وصلتني
بخطوات خجوله وغلبت بنورها ضو اللمبات الباهته اللي كانت مفتوحه من الليل ....
غمضت عيوني وأنا أبتسم بأنتصار بعد مارسيت على فكره انفذها
ومعها راح يرجع لي نصيبي .... وينفك عني قيد الشرط من دون زواج
قمت أخيرا من الكرسي اللي كنت مسنده ظهري عليه ....
وشلت بيديني الصندل اللي كنت لابسته .... ومشيت حفيانه
بخطوات واثقه ... وأنا اضحك وأكد لعقلي وخطوات رجليني هاذا قصري
ومحد راح يآآخذه مني ....
غيرت ملابسي ... وآخذت حبة المهدئ
كالعاده .. ورميت راسي على الوساده وماعاد حسيت بشيئ غير
طعم النوووووم ......................
/
بعد اسبوع بالضبط .... وقبل ماأبدأ أي خطوه .....
كانت اليوم نفسيتي مستعده بقوه وكلها روح قتاليه ....
أول شيئ سويته جبت ثلاث رجال بوابين يحرسون القصر
كل واحد قد الحيط ..
ومنها يحرسوني حتى أتطمن على نفسي من حسابي الخاص
المفتوح ....
ورفعت جوالي ...
أنا : ألوو .. ناصر
هو : هلا ..؟
أنا : أبي أشوف عمك ضروري وأتكلم معه عطني رقمه
أو أطلب منه يجي معك للقصر .. ضرووري ..
هو : راح أعطيك رقمه اللحين ... بس أنه يجي القصر صعبه
عمي ترى رجال كبير وشيخ مايقدر يتحرك من سرير ...
كيف تبينه يجي لعندك ؟
أنتي اذا تحبين أخذك لعنده وتتكلمين معه مافيها مشكله
أنا : وقاعده اقول بقلبي كبير وشايب بعد ؟! لايكون يفطس قبل لاأشوفه
وحلالي يورثونه عياله وأدخل بعدها بمصيبه جديده ) ..
طيب طيب
ماعليه نروح لعنده طيب ؟!
هو : لأ اليوم جمعه مايستقبل فيه أحد ولا يشوف فيه احد
خليها بكرا السبت أن شاء الله ...
انا بأستغراب ليه مايشوف أحد ؟!
هو : اليوم هاذا يوم خاص لعياله وأحفاده يجتمع فيهم ويرفض فيه
الزيارات ...
أنا : بطفشش .. أففففف .. طيييب
هو وحسيت بصوته ضحكه : ياأختي هدي بالك .. الدنيا ماتسوى
عيشي حياتك ... كملي دراستك ... وأرجعي لأبوك حرام يبيكي
... لما قال هالكلام ... حسيته فجر فيني ثلاث أحاسيس ...
ألأحساس الأول حلو لما قال ياأختي .. حسيت بنبرته بريئه طاهره
لامست قلبي
وألاحساس الثاني مضحك لما ذكرني بنصايحي له ..وقت مادخلت عليه بغرفته ...
والأحساس الثالث وهو الأسوأ ... لما قال أرجعي لأبوكي ...
لو كنت تعرف ابوي ماطلبت مني ارجع له ؟ ) < كل هالكلام
كان يدور براسي ..... حاولت أضحك وأكتم على نفسي لمى ذكرني
بأبوي .... وقلت بدعابه طيب طيب ماني ناقصه محاظرات يالله سلام وسكرت.
... ماحاولت طبعا افكر من جديد بالمكالمه اللي دارت بيني وبين ناصر
كل اللي سويته اني رميت الجوال على الطاوله وقمت
أكمل مشواري الثاني بعد ماألتغى مشواري الأول
اللي كنت قاصده فيهأخو أبو ناصر ( أحمد ) ....
رحت للشمـاعه وأخذت منها عباتي اللي كانت عباره عن قماش اسود
من أجود أنواع الحرير وأكثرها أنسيابيه .. مزينه بكرستالات سوداء لماعه دائريه من على الأكمام .. تحجبت بالطرحه فقط وطلعت مع السايق
وأنا مآخذه ثلاث كراتين مليانه من الملابس اللي اغلبها جديد وماأنلبس
..ركبت مع ابو سالم ( السواق الخاص لأبو ناصر من عمر ...)
هو : لوين ياطويلة العمر ؟
أنا : مشي وراح أقولك بالطريق ...
هو : أبشري وشغل السياره ...
أنا رفعت الجوال من جديد ودقيت على معلمة الأبتدائيه اللي كانت قريبه من عمري بالعشرينات ... وآلى الآن صديقتي ... الو .. هلا شهد ... كيفك ؟
شهد بترحيب وحفاوه : هلا والله هلا ... بخير ياجعلك بخير
انا ومستعجله : شهد .. شوفي أنا مستعجله اللحين بس كنت بقولك
عرفتي وصف بيت المستخدمه أم عبد الرزاق ؟
شهد : أي طبعا افا عليكي جبته لك .. ثواني
أعطتني الوصف .. وبدوري أعطيته لأبو سالم .... وسكرت السماعه
أبو سالم وقاعد يتكلم معي بعد مافهم الوصف ..
: بس هالحي ياطويلة العمر قديم .. ومعفن ...ليه ناويه تروحين له ...
ووش اللي تبينه فيه ؟!
أنا بكبر : مو ضروري تفهم كل شيئ ... نفذ وأنت ساكت
هو : حاظر ياطويلة العمر ...
بعد ساعه تقريبا .. وصلت للحي القديم ... اللي كلمة معفن
تهضمه حقه لأنه أخس وأردى من هالكمله بكثير ...
ماني عارفه ليه فوراً تذكرت صورة حي بيتنا بعد ماطلعت
منه لأول مره .... كان يشبه مستوى هالحي ...
حطيت كل من رجليني على الأرض وأنا أفك النظاره الشميه
اللي كانت مغطيه منتصف وجهي ... وأحاول أتأمل منظر
العيشه اللي كنت فيها ووين صرت ... أبتسمت وكأني
أسخر من القدر ...
ألتفتت لأبو سالم .. وأنا أطلب منه يقول للسياره اللي كانت
تمشي من ورانا تنزّل الكراتين اللي كانت محملتها فيها ...
للبيت هاذا ...
تلثمت بطرحتي ... وتقدمت أبي أدق الباب .... دقات قلبي
شفتها ترتفع تنبهني من جديد بأنه في قصه جديده راح تنفتح
من ورى هالباب ....... ؟!
كانت ثواني .. وسمعت صوت اطفال يتهاوشون يبغون يفتحون الباب
ثواني وأنفتح
أناا : السلام ...
هم وشفت عيون الأطفال الأربعه واللي من بينهم وجه البنت
اللي لازال يثير تساؤلي متعقله بمنظري من ساسي لراسي وكأنهم
مستغربين شكل من أشكالي جاي ظيف عندهم ...
تقدم طفل منهم وواضح عليه انه اكبرهم : من انتي ؟ ..
أنا : أمك وينها ؟
هو : تعطي ابوي دواه
أنا طيب .. ممكن تناديها أبغى أكلمهاا ...
أنا طلبت من هنا .. وشفتهم كل منهم عض ثوبه وركض يناديها يتسابقون
من جديد بملابسهم المهترئه وملامحهم اللي مدموج بعضها بالتراب
ثواني وشفت نفس المرأه اللي كنت اشوفها بالمدرسه قدامي ...
وحاطه أيدها على نصف وجهها تبي تستر ملامحها من الشارع
شفتها ناظرت فيني بنفس النظره اللي ناظروني فيها عيالها
نظرة ألأستغراب ... وتكلمت : وش تبغين ؟
أناا : انا فاعلة خير ... في كم غرض حبيت اوصلهم لك اذا تقبلينهم ؟؟!
هي بفرحه .... أيي أيي أقبلهم الله يجزاكي خير ويدفع عنك الف بلاء
تفضلي ادخلي اذا تحبين البيت بيتك يايمه ....
أنا وتقدمت طيب راح ادخل .. وبعدها راح يدخل الرجال ينزل الكراتين
داخل البيت ...
هي : أللي تحبينه .. تفضلي ... ادخلي تشرفين وتنورين
دخلت وأنا أمشي بخطى هاديه وأناظر لبيت جدرانه تصدعت فقر
وغبار ... وأحجار متناثره .. ولمبات متكسره ..
جلست على الأرض .. وجلست هي جنبي
وهي تتلكم الكلمه وترجع بعدها تدعي لي ....
الله يسعدك .. الله يوفقك وين مارحتي ووين ماجيتي
الله يدفع عنك البلاء والفقر .. ويجزاك عني وعن عيالي هالفقارى الف خير
والله اننا بعازه وحاجه ... وهاذا انتي تشوفين ... الحال واقف
والفقر قتال ... لاأكل ولا شرب زي الناس .. حتى الملابس ماأقدر اشريها
لها الضعاف ... ولولا الله ثم شغلي بالمدارس وشغل بناتي اللي أطلع منه
كم ألف ريال اشري بهم أكل وشرب وأسدد بهم اجار هالبيت والكهرب
.... يايمه ترى هالبيت محتاج ... وشكل وجهك وجه خير والله معطيه
... فأن كان معك شيئ يستر حالي وحال عيالي فلا تقصرين فيه
... وترى لولا حاجتي وفقري أن كان ماطلبت ... بس ألدنيا
تحد البني آدم على المر
أنا : وكأن ودي أحط ايدي على فمها وأخليها تسكت ....
مابيها تتكلم عن الفقر ولا عن الحاجه ولا الحرمان ... لانني ببساطه
ماني محتاجه أحد يعلمني اياهم .. الدنيا كفت ووفت يوم أنها
درستني أياهم أحسن تدريس
.... أبشري من عيوني ... ثم سألت بحيره ؟
ماعندك زوج يصرف عليكي !؟
هي وشفتها سكتت بقهر وظيق .... فيه ..
أنا : ليه مايصرف على البيت ؟
هي : أنا ماأشوفه الا بالسنه مره أو ثلاث ... شلون تبينه يصرف علي
أنا بحيره : بس أنا سمعت احد عيالك يقول أن أمي تداوي ابوي ؟
هي : أي نعم ... اليوم موجود من بعد غيبة ست اشهر جاي
مضروب وكله كدمات وقاعده اسوي اللي علي وأداويه
أنا برحمه وشفقه عليهاا : وأنا أقول بقلبي وش قد هالأنسانه عظيمه
وصابره )
قطع علي تفكيري صوت زوجها يصرخ من الغرفه :
فضــــه ...يااااااااااااااااافضضضه الزفت تعاالي
سكتت للحظه : هالصوت أعرفه؟! .. أعرفه زيييين !!
وبذاكرتي محفوظه نبرته !
هي وشفتها أرتبكت : روحييي .. روحيي الله يسعدك من هنا لايشوفك
الرجال مايخاف الله واخاف يسوي لك شيئ ويأذيك .. أطلعي بسررعه
شفتها وقفت ... ووقفت معها .... طيب راح اطلع ...
بس تطمني محد يقدر يأذيني .. روحي له يالله
شفتها تمشي بأتجاه الغرفه .... وكنت مستقصده أنتظرها تفتح الباب
حتى أشوف الشخص الموجود فيها وأتأكد ....
أنفتح الباب فعلا ... وحطيت الغطا على وجهي وأنا امشي بهدوء
يعكسه دقات قلبي اللي كانت مرتبكه ....
مشيت حتى وأنا أمشي طالعه اقدر اشوف الشخص الموجود داخل الغرفه
من دون ماينتبه لوجودي ....
لاكن اللي صار العكس ... شفت الرجال طالع من الغرفه بخطوات مكسوره
بظهر محني ورجلين بلكاد تقدر تشيله وهو يمشي بصعوبه
: أبوووي ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
نفس سواد الوجه .. وفوضوية المنظر .. نفس العيون البغيضه
بس بجسد ناحل ومكسور
ماقدرت اصدق عيوني .... أكيد عيني غلطانه أو مشبهه هالأنسان ....
وكنت راح احتار لو لاأنه أكد لي انه نفسه يوم شفته يمسك زوجته من قفا ظهرهاا من عند رقبتهاا
ويتكلم بلسان ثقيل بصعوبه ينطق الحرف ... أنتي هيي وين الغدا
رفع راسه ثم شافني وأنا واقفه لازلت بعباتي متغطيه .....
ميين هاذي ؟
زوجته بأرتباك : ههههـ.. هـاذي فاعلة خير
شفته ترك رقبتهاا .. ورفع راسه من جديد ... أهلا وسهلا
.....
بها اللحظه حسيت ألدنيــــا وقفت ماتتحرك!!
... وماعاد موجود
بها الوجــــــود كله ألا أنا وهو واقفين قدام بعض!!
....... جمود جاني
وقوه خلتني أنزل الغطا عن عيوني وأحط عيني بعينه ....
هوو .. وشفته يناظر فيني كانت ملامحه هاديه ... وأنقلبت ؟!
لما شافني أنقلاب .... قعدت خمس دقايق أناظر فيه
انتظر منه يرد..!
يتكلم ...!!
ماتحرك أبداا ..
وهالشيئ أثار أستغرابي اكثر ...؟!
يمكن أنا كنت أحس بالقوه ... لأني أدري أن ماعاد له سلطه علي ...
والحمايه اللحين موجوده بيديني من كل شكل وعقلي أصبح أكثر قوه !
شلت نفسي وطلعت من دون ماأتكلم ولا هو يتكلم ..............
كان أغرب أحساس عشته من أنخلقت .... شعور الجليد لاطاح
على بقعة نار ملتهبه ..... من دون ماتصدر أي صوت
ومن دون ماتحرك أنظار أي بني آدم ........ركبت السياره وأنا أشوف
رجليني تتحرك
وعقلي مو معي ... !
ركبت خلف ابو سالم وأنا أأمره يحرك السياره ويمشي ....
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك