رواية تموت الاحلام حين يتم تحقيقها -2
قد فرحت بالخبر الاول ..{خبرالناس اللي يطاردونه يبون يذبحونه......}
...حتى اني فرحت اكثر من الخبر الثاني ..والثالث
لاكني ذاك الوقت كنت جاهله وش المتخفي ورى قصه ابوناصر
وورى قصة الناس اللي تطارده ..
بعد كم يوم من اللي سمعته .. شاورت نفسي كثيير ...أقوم ولالا
حتى قررت ... وفقـــت من غيبوبتي !
بذاك اليوم تحديداً دقيقه وحده ماخلاني ...... شدنيى من أيدي بعباتي
تلثم بشماغه .. ولبس بشته اللي عاث فيه الزمان
...............
طلعت برااا أسوار البيت على ملااا وجهي ... كانت فيه سياره
رديئه واقفه قدام الباب ... فك ابوي الباب الخلفي ودفني بأيده حتى دخلت وسكر الباب ...
ورجع ركب بالمرتبه الأماميه من جنب سواق السياره ...أللي عرفت
بعد وقت أنها تسمى سيارة أجره !
............ مشينااا مسافااات طوويله ...وعيوني ماقدرت تنزل من النافذه
كنت أراقب بأهتمام شديد الأشياء اللي تمر قدامي ..
الجبال .. المزارع .... ألطير ..الهوى .... والحيااة الجديده ...
هالمناااظر كلهاا على بعضهاا دنيا آخرى جديده على وحده بعمرهااا
ماشافت غير ردى الصور ..والحياة الضيقه ... وعتام الدنيا وسواااادهــا
...كنت أحس بالفرحه ونا أشوف هالصور وكأني ملكت الدنيااا
وكأني أشابه حلم الضرير بشوفة نقطة النور ...{ نقطه }فقط كانت تكفينييي!
آلا آن مفاجآآآت الدنيـــــا بعدهاا مازالت متخبيه ورى ستار القدر
اللي آلى هاللحظه ماأدري وين راح يسوقني فيه
......
أستمرينا نمشي حوالي الساعه وأكثر وعيوني لازلت متسمره
على الزجاج أتابع أبسط الأشياء اللي تمر قدامي وكأني مابي أفوت
علي شيئ ...أستمرت الرحله لساعتين ... ثم ثلاث ....
فجأه كانت النقله الكبيره اللي لخبطت لي موازييين عقلي
دخلللت على عالم آآآخر ...عالم كنت آعتقد آنه يشابه جنة الأخره
اللي سمعت فيهاا ....
حيــــــــــــاة المدينه .....
عملقة العمـــــاير والأبنيه .... الشوارع الممهده ..وآلأرصفه
وآتقان تصفيف الشجر والورود .. ضجة السياراات ...
آلأوجه الجديده ....الرقي ..التطوور....
أنذهلت ....... كنت بحاله تشبه الجموود الكلليييي
من اللي قاعده اشوووفهـ
من شارع لشاارع .... وذهولي كل ماله يزيد .....
فجأه صحيت لمى وقفت السياره
عند بيت صغير جدااا جدرانه متصدعه ونوافذه آغلبها متكسره
وتعاني من عواامل الزمن .......
كان أحساسي الأكيد من بعد أستنتاجي من كلام ابوي وهو يرجف
أنه ينتظرني اقوم حتى يوديني لأبو ناااصر ..
أذااً ......هااذا هو بيت أبووناصر !!!
ماكنت زعلانه ...ولاحتى كان يهمني أيش شكله وكيف تطووره
كنت راااااضيه بكل شيئئ غيير بيت ابووي ....
قنوووعه ... مطلبي اطلع من قريتي وآنفك من آجحاف أبوي وقيّده
ضرب ابووي بأيده علي نافذة السياره وهو يزعق ويصارخ كالعااده
أنزلي نزله معويه تقضب بطنك ..ولا لايكون صدقتي أني بكون خادم
لك وأبي اظل أفتح وأسكر لك الباب ...
أنزلللللللللي الله يآخذك ويفكني منك
أرتجفت وحاولت أفك الباب بسرعه شديده ونزلت .....
على طووول توجهت لعند باب ذااك البيت المتصدعه زوايااه
وكأني خلاااص فكرت وجزمت أن هاااذا هوو بيته ....
لحظااات وجاتني تهزيئه ثانييه من صوت أبوي اللي وراي ..
وهو يشدني من أيدي ويصاارخ
أنتي بهيييمه .. ولا بهييييمه ولاا ايييش
واقفه عند باب الناس ليييه يالوصخه ..أمششي ...أمششي معييي
الله يشقيكي بدنيااكي زي ماأشقيـتـيني ......
كنت زي الآله ..وكفى !
عارفين كيف الآله تتحركـ !
كنت تماماا مثلهاا شكلها ومضموناً.....
لاأحساس .لا مشااعر .... ولاا حتى عقل ..... كلل شيئ متصلللب
مشيت معه بحسب توجييه ايده اللي كانت شادتنييي ويجرنييي
كأني خروف ينساق للمجزره بليلة الأضحى
وقف فجأه .....
ووقفت معه وأنا مدنقه راسي .... أستغربت أنه وقف لذا رفعت عيوني
وياليتني رفعتهـا من زمــــــــان
(آلملكـ لله وحــــــده ).........
.,’..........قصر.....,’ من دون آدنى مبالغه .........
وقفت ابي استوعب لمين هالقصر ... ؟؟؟لأن المكان مومن مقامي
والأكيد مولي ....
كنت بتسآل أكثر لاكن مامداني لأن باب البيت أنفتح بطريقه
تشبه الطريقه اللي أنفتح فيه غار علي بابا بالحكــــــايااا ...
دخلت ..عفواً أبوي شدني من أيدي ودخلنيي ....
الممر كان جسر من آحجاارالمرمر ... ويحيطه سياجين من النحاس الأصفر
ومن تحته مسبح باللون الآخضر الفاتح اللي عكس هاللون نفس الحجر الأساسي لجدران المسبح الطووويل ....
أستمريت أمشي وناعيوني مي راضيه تستوعب اللي تشووف
كذااا من دوون مقدمااات من القريه وغرفة سبعه ×سبعه ....
آلى قصصر وآثاث وأسواار ..مالعين رأت !!
آلأثاث فوق مستوى الطراز الحديث ..... ومتفاوت مابين
الكلاسيكي ... والعصري .... والشعبي حتى .........
كللللل ذووول بصووب .......
وصورة الشايب اللي صاار أمامي بكوم ثانيي .....
وكأني بديت أنفصل عن عالم الخيال ...وبديت أرجع للواقع
واللي قاعد يصير ........!
واقف وبأيده عصاه .....لابس ثوب أبيض يشبه لون شعره
الوقور .....
شفت أبوي وهو كاسر راسه بالأرض ..........
وبعيونه ذل ومهاانه ..... ومشبك أيدينه ببعضها
وموقادر يرفع راسه ويطالع ابو ناصر ..
أبوي::أأأ ....أأأنااا ..جبتها لك
شفت ابو ناصر يطالع لأبوي ببرود شديد .....
ثم تكلم ... وأنا أيش ابي فيهاا ...خل بنتك عندك ماعاد لي حاجه فيها
فوراً رفعت عيوني لأبو ناااصر مو قادره اصدق اللي قاعده اسمعهه
(مو أقولكم مهدومة بخت !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبوي ...... وشوي ويبكيي ....... تقدم حتى وصل عند أبو ناصر
وطاح عند رجووله ...أبووس رجلينك خذهااا وتنازل عن حقك
أناا مالي حاجه فيهاا ولو تبيني أتبرى منهاا راح أتبرى منهاا
بس أرجووك تنازل عن حقك ... وسامحنييي
... ماأستغربت ولاطاح من عيني أبوي لأنه بالأساس واحد بيكون
مستعد يبيع شرفه عشان فلس ..ماتبونه ..يبوس رجلين عشان الفلوس بعد !
ماكانت رحمه ولاكني تمنيت لوو أبوي رماني بالشارع ولانزل
عند رجول أبوناااصر يترجااه ....
من هالشعور...حسيت بأحساس العزه ينبض نبضته الأولى
تكسرت كل المعاني لمى أكملواالحوار قدامي
أبوو نااصر بكبر : أجل تبيني آخذهاا ....
طيب مستعد آخذهاا .. ومستعد بعد أتنازل عن حقي ....
ولاكن بشرط !
أبووي .... وبدى وجهه يزغرد فرح .... سم .لبييه ...أنت آمرني
ونا أنفذ على طووول
..أبو ناصر بعد لحظات صمت ........... : (تتبرى منهاا )
هاذاا شرطي ......
علامة أستفهام .... أنرسمت عليه
وعلامة تعجب على وجهي !!!!!!!
أبوي بعد تفكير لثواني : أبشششر ...أتبرى منها ومن اللي خلفوهاا
(حسيت بذيك اللحظه ...أنهاا أزدادت وحشتي )
وبدى آحساسي ينبهني بأن حياة ابونااصر بتكوون آشد وآمررر
كافي الطلب اللي طلبه من أبويي ..هاذا بحد ذاته
قصمة ظهر جديده تهديني اياها الدنيا بسن المراهقه
اللي بعدني ماشفت وجهها !
.................
أبو نااصر : بهدوء راح جاب ورقه بيضاء وحطها على الطاوله
ووقف بعصاه .......ثم قال ... أكتب طلبي خطياا .. وأبصصم عليه ...وأقضب الباب
ولاتوريني خلقتك ماحيييت سااامع
أبوي وشفته يركض على الورقه البيضاء ...
يكتب براءته مني خطياً ويبصم على هاذاا .....
أكتشفت بعد زمن أن هالتبرئه ..هي عاده معترف فيها عند بعض
القبايل ومنهم قبيلتناا والطلب والبصمه
ومقتضى هالتبرئه يتخلى الاب من حقوقه عليها ومن حقوقها عليه
هه هاااذاا أن كان حاسب لي حقوووق
شخط هالورقه ....ورجع يترجى أبو ناصر بتذلل ...
ومتى ..تبي تتنازل عن حقك يبوناصر
ابو ناصر بهدوء :متى ماطاب خاطري بكتب تنازلي
واللحيبن تقلع اشوف ...ولا اشوف رجلك تعتب باااب بيتي
فااااااهم
ابوي بخوف وقاعد يفرك يدينه ببضعها : اببششر ..أللي تبيه راح يصيرياطويل العمر
ابوناصر : وشفيك واقف قلت لك انقلع مابي اشوف خلقتك ببيتي
..
أبوي ومازااال واقف ومرتبك ..بسسس بس ... والتنازل ؟
أبو ناصر بحده : شلون يعني تبي تطلع بكرامتك ...
ولاأجيب لك اللي يسحبك على وجهك براا ...
أبوي :حاظر ...
طالع ...
كانت أخر كلمه قالهاا ...رفع راسه باتجاهي
وناظر لي نظره ...
كانت من آجمل النظرات اللي شفتها بعينه ... ((نظرة الذذذذللللللل ))
وطلع !
لأول مره أحس بنفضه غريبه ... نفضه غير عن أي نفضه مرت علي
بحياتي ..... نفظة العظمه اللي قاعده اشوفهـا
....... شفت أبو ناصر يقرب مني وبعيونه قوه ورعب
حسيتهم زلزلوني زلزله ....وكأنه بأقترابه بديت أحس بعاصفة خوف
تبي تشيلني معهاا وتوديني لبير أسر ثاني .. يختلف عن أسر أبوي
ويتشابه بالمسمى ..... فقط
كنت كاسره عيوني وأناظر بالأرض وآوصالي ترجف
كنت أنتظر أيده تشد لي شعري ويسحبني بنفس الطريقه
اللي سحبني فيها ابوي
وفعلااا .... كانت ثواني وشفت أيده توصل لشعري الأسود
عللق يدينه بشعري بشده غمضت عيوني بخووف
ثم..
مسح على خصلاتي بنعوومه ......
لاتخافين !
وحياكي ببيتك الجديد اللي ماراح تطلعين منه دام راسي يشم
الهواء ....
فورااًفتحت عيوني أبي أحاول أصدق ...أبي أحاول اشوف عيونه
تثبت كلامه ...
وفعلاا ..لقيت لمعة رحمه تبرق بعيونه .....ماتتصورون كمية
الراحه اللي حسيتهاا .... ولاكن عزت علي نفسي افرح
ونا اشووفه يطلب من ابوي يتبرى مني .....
مهما يكن ماتمنيت هالطلب يقوله ويرخصني زود رخصي ....
أناا بتردد ...: ماهقيتها منك يبوناصر ترخصني وتطلب هالطلب
ثمن لي ...
أبوناصر بعد صمت طوويل.. شفته مشى تااركني
حتى راح لكنب بعيد ...وقعد ...وطلب مني أجي أجلس جنبه
نفذت اللي قال لي عليه وقعدت جنبه على الكنب
وذيك كانت المره الآولى اللي أقعد فيها على كنب !
...راح أتكلم وأسمعيني على الأخير ...
أولا صدقيني ماطلبت هالشيئ الا لأني شفته من مصلحتك
لأن اللي مثل هاذاا مايستاهل أنك بنته ...ومايستاهل بالأصل يكون أب
هاذااا حراام فيه الأنجاب والتربيه ...
...أنا بكذااا يمكن قسيت يوم أطرده وأهينه ..عشان أرد اعتباري
من اللي سواه فيني ابوكي يوم يطلعني من بيته ....
ورحت بلغت عليه بمبلغ سبق أبوكي وسرقه وقت ماكان يشتغل عندي
صدقيني ماهمني المبلغ ...لأن المبلغ اللي خذاه زهيد ... وماني محتاج له
ومايعتبر له قيمه ... بالأساس ...لاكن طمع ابوكي وجشعه أجبرني أذله بمبلغ بسيط بمثل هاذاا ...أبوكي يابنت الناس باااايعك ... فاهمه وش معنى بايعك ... وطلبي منه بأنه يتبرى منك كان قصدي منه خير
وراح تثبت لك الأيام أن اللي أنا سويته من صالحك ...
حتى تفتكين منه للأبد وماتعود له القدره يآخذك من هالبيت
من بعد ماراسي يغيب عن الدنيا ........
كانت أمنيه واحده تراودني .....أني أبووس رااسه وأقبله
لاكن حياي منعني ...عيونيي كااان كلها أمتنااان وصوتي ماعاد موجود من الفرحه اللي صرت أتوقع أنها تغيب فجأه بأي لحظه ....
كانت ذيك الليله ليلة ثاني أنقلاب بحياتي ............
................
عشت مع أبونااصر وكان .....ماراح أقولكم نعم الزوج ..راح أقولكم
كان نعم الأبو ... كنت أحس بالحنان اللي ماقد شفته بحياتي ...
قمت أحس بالدفاا بين ثناايااا قصره اللي كــــان آيه من آيات الجمال والرقي
تعرفت بذيك الليله على زوجاته الثنتين ...اللي ماكذب يوم قال
أن كل وحده أشطر من الثانيه باللعانه ...شفتهم
تفاجأت بمظهرهم ...كل وحده كانت توب بالشياكه والنظافه
أنصدمت بأشكالهم ..كان واضح عليهم أنهم بآناقتهم مصغرين عمرهم
...كنت احس أني زي القمله قدامهم أنا ولبسي المهتريئ
اللي كان عباره عن تنوره سوداء تسحب بالأرض وبلوزه بيضاء عاديه جداا
صاير لونها أصفر من قل الغسيل ... وشعري القصير اللي مترسبه
فيه الأوساخ من شهور مربوط بمطاط ...
شفتهم واقفين قدامي كل وحده حاطه ايدها على خصرهاا ويناظرون لي
من فووق لتحت بقرف
وماألومهم .... لأن مكنسة هالقصر بتكون شيئ طبيعي أنظف مني
.....أبو ناصر ... عرفهم علي وبيني وبينكم ماشفت نظرة الغيره حتى
تمر على عيونهم بالغلط مني
مدري ليه رفع ظغطي هالموقف وذيك النظرات اللي أطلقوها علي
فعلا يمكن لأني حسيت آني أصغر وآحقر الأشياء الموجوده الآن من حولي
.... نسيت أقولكم أن المترديه والنطيحه زوجاته الثنتين كانوا كل وحده
آبشع من الثانيه يعني بالعربي أنا أن كان في شيئ واحد يرفعني فهو أني
أجمل منهم (أشتغلت غيرة الحريم ) ...
كل وحده منهم بعد ماشافتني خذت نفسهاا وراحت للدور الخاص فيهاا
من دون حتى مايعبروني بكلمه ... أساسا حسييت آني ماحركت فيهم شعره
وكأنهم حاسين اني فعلا بقائي ماراح يطوول بها البيت
بذاك اليوم أنتبهت أن أبو ناصر الحنون حس بأنكساري بوسطهم
لذلك خذاني بالعباة اللي جيت فيهاا ..ووداني لأفضع الأسواق فخامه
أنبهرت باللي كنت أشوفه كالعاده اساسا ماكنت منتبهه للملابس المغريه
كان مآخذ عقلي العالم والأشكال اللي حولي والعباياات اللي أغلبها تتبرى من الحشمه وكأن نظرتي عن الستر اصبحت مختله نوعاا مااء ...
وكان ظني أن هاذا الستر المطلووب .. [أوه شيئ عجيب !
محل ورى محل وأبوناصر كان هو اللي يشري لي قطع الملابس
وللحق .. ماكان ذوقه ذاك الزود طبعا بما أنه رجل وشايب بعد
ولاكن بماا ان ذوقي بالملابس
كان ظئيل ذاك الوقت كنت قنوعه بأي شيئ ينجاب لي ..
خذى الأكياس ثم رحنا لأخر المحلات شرى لي عبايه محتشمه على الراس
ونقاب بدال الغطوه اللي كنت مغطيه كل وجهي فيها ... النقاب اللي عانيت
على ماتعلمت كيف ألبسه ...
كانت هاذي أول حجر اساس ينحط لي بها البيت ....
وأبتديت .....
بأحد الأيام طلبت منه أكمل تعليمي لأني مازلت مصره ما أكون أميه جاهله
وفعلا ماردني وسوى أجرائاته ودخلت بأول أبتدائي بمدرسه المدينه ونا أملك من العمر ست طعشر سنه
ست طعشر يعني راااحتت ونااا جاهله .!!
..دخلت الصف ونا اختلف عنهم
بالعقل ..ولاكن اتشابه معهم كشيئ طبيعي بالجهل نوعاا ماا ..
لأني وقت ماتعلمت يوم كنت على ذمة أبو علي بذيك المدرسه
ماكنت أعرف غير الحروف ومامداني اكمل تعلم الكتابه ....
كان شكلي غلط ... ومكان جلوسي بالصف بالخلف لأني أطولهم
..كنت اشوف قدامي ألأطفال وهم يتعلمون ... وهم يسولفون ويضحكون ويلعبون ..بطريقه متشبعه برااااءه وكأنهم يعيشون طفولتهم لحظه بلحظه
حسيت بالحسد للحظه ونا اشوفهم ...ونا محروومه مااعشت مثل ماعاشواا
ولاضحكت ولا فرحت ولا شميت ريحة البراءه ...كنت مستغللله من يوميي!!
ماأعطيت هالتفكير مجال خوفي من تضعف عزيمتي كسرته على طوول
وتابعت تعليمي ومابقلبي غير وعد صادق من الأنتقام من الشخص
الرئيسي اللي هدم لي عمري الماضي ........
شعلة نشاط بالمدرسه كنت ونباهه وذكاء ... وشعلة قووه وخدمه وعطاء بالقصر ...
الخدم بالقصر بكبره ذاك ماكان فيه الا ثنتين فقط....
وكنت انا تقريبا حاسبه روحي ثالثتهم ومختلفه عنهم فقط بالأسم
أني زوجه ! ..... كل شيئ كنت أسوويه لأبو ناصر ...
تعلمت على الطبخ وآصناف الأكل اللي يحبها عشان أسويها لأبو نااصر حتى أبدى بتثبيت نفسي بها القصر ....وأكسب وده حتى ماأطلع منه ....
..
أغسل ملابسه ...وأنظف بيديني فراشه ... وأزين له قعدته الشعبيه بنفسي
وأبخرها وأعطرهاا . وأقهويه .. حتى رجلينه كنت أغلسها بالمويا بنفسي
وأهمزهاا ...
مطيعه .. ماكان يسمع الا آآآمر ..وآبشر .. ولبيييه ...
حتى زوجاته كنت أخدمهم ولاأقصر ابدااا ... يميلوني
لوين ماكانواا يبون .. دخلت دور كل وحده منهم تعرفت على
طريقتهم بالحياة ..صديقاتهم ...برستيجهم ... لباقيتهم
لمساتهم باللبس ... كنت أفيدهم وبنفس الوقت أستفيد
صحيح ماكانوا يحبوني ..ولاكن برضو ماكانوا يكرهوني
تعلمت على تقنية النت آلعالم الواسع من زوجته الأولى هدى
اللي كان عمرها حوالي الخمس والأربعين واللي هي أم ولده
ناصراللي بعدني ماشفت وجهه ولاعرفته ولااحتى كلفت روحي
أسأل عنه ... صرت أدور أجدد الطبخات وأسويهاا وأتقنهاا
وأسويها لهم واللي كان ينبسط عليها أبو ناصر كثير
ومن وراها كنت ادخل على مواقع الحريم ... لأني بعد ماتعلمت
القرآه والكتابه ماعاد أصبح يوقف بوجهي شيئ
صرت أدخل على المواقع أحاول أتعلم الموضه اللي تتكلم عنها
أم ناصر دائما وأصبحت أروح وبنفسي اشريها ...
أماا منيره زوجته الثانيه فهي كانت اقشر بأمراررر من أم ناصر
أم ناصر يمكن كان عيبها سطحيتها اللي كانت مخليتها تنجرف
للعالم الأخر .. اللي فيه همهم الأول المحافظه على شبابهم الشكلي
بالدرجه الأولى . وعمليات التجميل اللي شققت لهم وجيههم .. ومناسباتهم المهمه ...وماهمها شيئ ثاني بالحياة
يعني عقلياتهم تشوفوها مصفيه على الزيروو ثقافه .. لأن مافي ثقافه تمااما ..
أما منيره الزوجه الثانيه فمثل ماقلت لكم كنت أشوفهاا عكس بمقدار 360 درجه
صحيح تلبس وتكشخ وعايشه مبهيه روحها لاكن مثلها
بالجلاده مااشفت ..بخيله ... ريال واحد لغيرهاا ماتطلعه من جيبهاا
ماشوف حولهاا صديقات ولا قريباات يشاركونهاا ولو لمحة حب وموده ..
كنت اشووف بعيني الأعدااء وهي تستقبلهم .. احس انها
ساذجه وغبيه وعميااء وبقره حتى ... تفتح بابهاا لخواتها وقرايبهاا
ولاأقفت ..شفت كل وحده منهم تقطع جلدها تقطييع ...وهاتك سب قدام عيني
حاولت المح لهاا باللي قاعد يصير حتى ماتكون مغفله
ولاكني ماقدرت لأن الحيط يظل حيط مايفهم ...
يمكن الشيئ الوحيد اللي كنت استفيده منهاا هي العظه والعبره
من الأشكال اللي حولهاا وكيفية التعامل معهم
يمكن ذكائي وسرعة بديهتي هي اللي خلتني أفهم دروس الدنيا
وأتعظ منها بدال ماأفهمهاا بالسنيين ..صرت أفهمها وأستوعبها بالأيام
وبكل الآحوال عرفت السبب اللي خلى كل وحده من زوجاته
صابره على ابوناصر العقيم
آلاا وهوو ..ثروتهـ أكيد !
تغيرت...
حسنا اللي داخلي بديت أحس أنهاا بدت تكبر ..تفكيراً..عقلاً ..جسداً...
تغيرت هيئتي جسمي الشديد النحول
اللي بدى يرتوي ويقوى عوده ...شعري القصير بدى يطووول
حتى بدى يلامس أكتافي وظهري ... الشعر اللي كنت احلم
بأني اشوفه يوصل الين ظهري وأحس بدفاه حولي
بالنظافه ...اللي ماكنت احس فيها الين من شهر أليا شهر
الصابوون اللي كنت ماأعرفه ولاأعرف نوعياتهـ ...
..
ومن ذاكـ الوقت ونا متابعه رحلة الأكتشااف نحو كل شيئ
تافه وثمين كنت جاهلتهـ ... والصراحه ماأقدر أخبي مقدار
اللذه اللي كنت أحس فيها بالأكتشاف ..اللي يمكن ماحسيت فيهاا
لوكنت أناا من أهل المدينه من يومي ...
التكنولوجيا بأنواعهاا .. تلفزيون .. جوال ... ألآت كهربائيه ...
تقنيات متعدده ...
الثراء ... حياة الترف ...الماركات... الملابس ..الأكسسورات ..
وألخ ...........
فوق هاذااا وهااذااا ..كان الاهم عندي داائمااا رضى أبووناصر
وبسس ....
حسيته تغيير...يمكن مثل مايقوول لي دائماا انتي رديتي لي شبابي
....صار يحاول بشتى السبل يرضيني قد ما أنا أحاول ارضيه
لاطفشت مايخليني ...
آسواق المدينه كلللها كنت اشوفها بين يديني ...والماال ...
كان يستصغر نفسه عشاني ..حتى اللعب كان يحاول يلعب
معي شطرنج ..بلاستيشن ...وحتى الباصره (ورق اللعب ) وغيرهاا
........
بالمختصر وبصوت وااااحد ......
(بديــــــــت آعيييش )
بأحدالأيام ... قلت لمنيره بوجهها بعد ماطفح فيني الكيل من اللي قاعده اشوفه
أنتي ساااذجه ... ترى كل اللي قاعده تستقبلينهم ببيتك يسبونك من وراكي
ونتي ياغافلين لكم الله
حسيت وجهها صار أحمر ..عيونها تبققت وأنطلق منها ألف عرق أحمر يلون عيونهاا .. ... وشياطيين الأنس والجن
لبقت فووق راسها تلبيق ....صارت تسب فيني وتشتم وتخانق
حتى وجهها الأسمراللي كان قالب رصاصي من المكياج
صار بنفسجي من العصبيه بعد ماأندمجت الآلوان
طلعت من جناحهاا بعد ماتلاسنت أنا وياهااا وطلعت تاركتها وراي ..هي كانت بالدور الثالث ...كنت ناويه أنزل لدور الأول عند ابو ناصر ..لهاذا
شيئ طبيعي راح أمر من الدور الثاني لأني كنت نازله بالأدراج هالمره
...
ماشيه ..بجلابيتي السوداء المزخرفه بالشك الأحمر والذهبي
مكمله خطواتي بأتجاه الدرج حتى أنزل...
أستوقفتني أبواب أحد الغرف مفتووحه على آخرهاا واللمبــات
ذات النور الخافت منبثقه منه ....
بهدوء غيرت وجهتي ..متجهه نحو باب الغرفه المفتوح
وكأني عرفت صاحب الغرفه المفتوحه ...
(ناصر ) .. اللي عمره 14سنهـ اللي يمكن
ماتجاوزت عدد المرات اللي شفتها فيه غير ثلاث اواربع
بالكثيير ... مره بالغلط شفته جالس عند امه وساكت ...
والمرتين الباقين شفته قاعد لحاله بأحد الممرات ... وماقد شفته فيه غيرها ابداا
تذكرت كلام ابوناصر عنه ..ان ولده فيه حاله تشبه التوحد...
وأنه يحب ينعزل عن العالم ومايحب يخالط احد ..لدرجة أنه
حتى دراسته ...وقف فيها لحد خامس أبتدائي أي يوم كان عمره 11
وماعاد كمّل
ماكنت انسى حرقة أبوناصر وهو يتكلم عن ولده الوحيداللي طلع فيه
من الدنيا
والحاله اللي وصل لها ...لدرجة.. اني بحثت بالنت عن هالمرض
وأعراضه أبي اعرف ان كان فيه علاج له حتى يتعالج ويرجع
لعين ابو ناصر اللي يبي يموت على مايرجع لطبيعته ويكبرمعه
ويحس انه ظنى وسند ..مومجرد ولد بالأسم فقط
ولاكن اللي زادني استغراب كلام أبوناصر لمى قال
ان ولده ماجاته حالت العزله الا بسن الأحدعش يعني قبل ثلاث سنوات
... يعني انه جاه المرض بها العمر ,.
...وعلى حسب ماقريت أن مرض التوحد
..أن أخر عمر يحتمل الأصابه فيه هو الثلاث سنوات بالكثيير
من هالعمر أو قبل يمكن تبدأ أعراض التوحد ....
وهاذا الشيئ ماينطبق على ناصر اللي جاه هالمرض بسن متأخر
أي أن الولد يستحيل يكون مريض .... والغالب ان الحاله اللي فيه
هي مجرد أكتئاب مزمن .. قهرني هالشيئ من جهة أن
أبو ناصر زعلان على ولده ..وآنا مابأيدي شيئ ...
. ومن جهه ثانيه أن ناصر وقف تعليمه
وكأني تذكرت نفسي لما كنت جاهلهـ ووين كنت بها اليوم
اللي بلغت فيه سن العشرين ولازلت مجاهده نفسي و مكمله دراسه بالأبتدائي بعزم وباقي لي سنه
وماني مصدقه ..متى بخلصهاا وأنتقل للمتوسط ...
أحرقني هالشيئ ونا اشوف هالولد قاعد يضيع عمره من دون مايستفيد منه
وكأنه يشابهني بوقت ضياع عمري ... بس الفرق بيني وبينه
أن انا عمري كان يضيع من يديني ومالي حيله بتغييره لأنه كان مغلوب على أمري
وهوو العمر يضيع من يدينه ... رغم أن بيدينه تغيير عمره للأفضل
فوراً ...تحرك فيني الغضب ...اللي زاد زود من بعد ماشفت ناصر ...
وقفت عندالباب ..... لقيته منسدح على سرير ويناظر للسقف بسكوون
ألقيت نظره لغرفته اللي فيهاا كااافة وساائل الترفيه ... تلفزيون ستين بوصة على آعلى دقه وصفاوه
.. مـــــاآخذ وضعيه نصف الجدار ومن على يمينه ويساره ألف جهازوجهازمن بلاستيشن 1 _ وو2و5 ...... وأي بود ..ولاب ..
وأجهزة ال سي دي وغيرهاا وغيراتها من الأشياء اللي بعدي ماعرفتهم
... كل شيئ متوفر وساكن بلاصووتـ...
شفته قدامي على حاله ماتغير منسدح على السرير وعيونه متعلقه بالسقف
نرفزتني حالته الميتــــــه ... بعمري ماسمعت صوته .. وبعمري
ماشفته بوضع أحسن من هالحال ...
تقدمت بشجاعه ودخلت ..وركزت أنظاري فيه ...
حتى تأكدت انه حس فيني رغم أنه حتى ماكلف نفسه يحرك عيونه
ويناظرلي ......
حطيت أيدي على خصري .... ولازال علي الغضب باين على ملامحي
هييه انت ليين متى بتبقى على هالحال ..؟
هو : .................. لارد
أناا : أنت هييي خييير.... !! وشفييك ...؟ ناظر لي انا اتكلم معك ..
هو ومازال ......................
آناا وبديت آتكلم وأحط كل حرتي فيه...
أنت الين متى تبي تبقى حابس نفسك بين أربع جدران ومسكر الدنيااا بوجهك ..... وغاث أبوك معك
هو ..............
اناا : تدري عاااد أنت انسااان غبيي ... متخلللف .....جبااااااااااان
موهم اللي حولك أنك مرييض ونت مثل البغل ماافيك شيئ
ترى انااا عارفه وشفيك ... انت انسااان مو قادر تواجه نفسك ولاتعرف هويتك .. ضايع ومضيع عمرك معك ... جباااان مو قادر تعرف انت
أش تبي من دنياك ....
هو:.... وحسيت ملامحه بدت تتضايق من كلامي ومع هاذا ماتحركـ
...هو .. أنقلعي برااا غرفتي وسكري الباب وراك
أنااا : وماصدقت على الله متى تكلم لأني شوي وبذبحه اذا مارد علي ..
لااااااا مانيب طالعه وراح أكمل كلامي للاخير ...تدري ليه ماراح اتوقف
لأنك انسااان فاااشل ..عاجز حتى من أنك توقفني ..... عمرك
ماراح تعرف الحواار .. وعمرك وماراح تووصل للعقل اللي انا فيه اللحين
وتجاربي .....
هوو ... قلت لك أطلعي براا
أنا مكمله ......... صدقني راح يجي اليوم اللي بتندم على كل لحظه
ضيعتهاا من عمرك ... راح تندم على العلم اللي كان بين يدينك
وضيعته .... راااح تكوون جاااااااهل .... راح يسبقونك أصحابك
راح تبقى لحالك ... لاأب يحبك .... لاصاحب يعرفك ويسأل عنك
لااااأم تحن عليييك .... لااااشيئئئ
راااااح تموووت لحالك .....لاكن تدري !
عيييش لحالك ....... عييش بها القوقعه أليين مايقتلك العجز
رحت بعصبيه وطفيييت كل الأنوااار الموجوده ...... وصرخت
هاااذييي الظللللمه اللي تبيهاا ؟؟؟؟؟
يالله عيشهـــــــاااا ....... أغرررق فيهااا أكثرر بالدنييااا ....
وراح تشبع منهاا بالقبببر أكثثر ......
شلت نفسي كنت بطلللع كنت مشحونه غضب ...ماأدري وش اللي صار
فيني ...مدري لييه تنرفزت لها الدرجه رغم ان الولد مايعنيني بشيئ
ولاهمني ولاحتى كان بقلبي عليه رحمه ولو بمقدار ذره ......
ولاكن اللي حسيته يمكن ماأبي أحد يعيش مثل ماأنا عشششت
كرهت تجربة عمري وماكان وديي أحد يعيدهااا .....أين كان...
وقفت عند الباب ملقيه ظهري وماسكه الباب أبي أطلع ........
أستوقفني صوته وراااي ..
ألتفتت شفته جالس على سريره شفت دمووع مغرقه وجهه
.هو .. أنتييي مو فاااهمه شيئئ ... انتي غبيييه .... أنااا هاذي مي امي
أنا أمي تطلقت من ابوي وتزوجت واحد ثاني وأبوي خذاني منها بالغصب
مااافي أحد يحبني في البيت ....مافي احد يهتم فينييي ..... حتى ابوووي
مايحس فيني ... كل شغله الشاغل تجميع فلوس ...وزواااج
شفتي انتي اللحين صدقينييي راح يطلقك وراح يجيب بداالك عشره
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك