رواية عذاب الحب ينهيني -12
جلست عند الباب واسندت راسها بالجدار .. سمعن صوته فهرولتا من المكان .. مرت دقائق واذا بالمفتاح يتحرك فالباب .. كانت الخادمة اتية اليها ببعض الطعام .. تنحت عن الباب لتدخل .. دخلت ورأته واقفا ينظر اليها بغضب .. لم تهتم لنظراته.ابو فهد : اشوف خلي حبيب القلب ينفعج
نورا ( بهدوء) : انت ليش تكرهني .. بس لان امي غير عن امك
خرجت الخادمة وتقدم من الباب ومن نورا
ابو فهد : بربيج من يد ويديد .. وبتشوفين يا نورا
اغلق الباب بقوة ثم اقفله .. نظرت لطعام لبرهة ثم جلست على السرير .. وابتسمت ابتسامة ساخرة .
الحب حين يدخل القلوب لا يستأذن .. يدخل ويتملك القلب شيئا فشيئا .. يجتاح كيان الانسان .. يحيه من جديد في عالم اخر .. عالم لم تطأة قدماه .. احيانا نشعر بالاعجاب تجاه شخصا ما ونظن انه الحب .. ومع الوقت يتبين لنا بانه لم يكن سوى شعور بسيط لا يضاهي الحب .. هذا حال سامية مع احمد .. تتملكها القوة في بعض الاحيان وتقرر ان تنهي تلك العلاقة ولكنها في لحظات يرق قلبها له وتتراجع عن قرارها .. وتكمل معه تلك القصة الغريبة .. والتي قد توصلها لطريق مليء بالاشواك .. تريد ان تبتعد والسبب احلامها التي لا تحمل الا صورة شخصا واحد اعجبت به من اول نظرة وبدأت تحبه لا شعوريا .. فيصل الشاب الذي رأته منذ اكثر من شهران لا يزال مرسوما في ذاكرتها ..في حين كانت هذه مشاعر سامية المتضاربة بين فيصل واحمد .. كانت مشاعر ابنة عمها امل مليئة بالحب تجاه ابن خالتها ناصر.. بعد ان صلت العصر جلست على حاسوبها .. ضغطت على ايقونة الماسنجر .. وقبل ان تبدأ بكتابة كلمة المرور .. اذا بهاتفها يرن .. اخذته وردت .. المتصلة كانت سامية .. استغربت من اتصالها ..
امل : الووو
سامية : السلام عليكم
امل : وعليكم السلام .. هلا سموي .. شحالج يالقاطعة ؟
ساميه : هههه بخير .. ادري اني قاطعة .. وتغيرت عليج فالفترة الاخيرة .. سامحيني.
امل : اممممممم بفكر
سامية : طااع هاي .. اونه بفكر
امل : ههههههههههه سامحتج سمووي .. البارحة كنتي تيننين ( تجننين ) فالحفلة .
سامية : والله
امل : هيه .. سمعي بخبرج شيء صار البارحة ..
سامية ( باهتمام) : شوو
امل : خالتي ام فيصل كانت اطالعج .. وسالتني اذا حد خاطبنج او محيرة لولد عمج
ساميه : اي ولد عم ؟
امل : طبعا مب واحد من اخواني .. ماجد اصغر منج .. وسلطوون بالثانويه .. ورشود عنده حرمه .. يعني ما بقى الا فهيدان
سامية : اصلا حتى لو محيرة له .. ما ابيه
امل : وليش ؟ .. شو يعيبه .. والله ان طيبته وقلبه اللي يوسع الكل تكفيج ..
ساميه : الله يهني اللي بتاخذه .. اقول اموول .. شو اخبار ناصر
امل ( بحياء ) : بخير ..
وطال الحديث بينهما .. يخرجان من موضوع ويدخلان موضوع اخر .. حتى ان سامية اخبرت امل عن احمد .. ولكنها لم تخبرها اي شيء عن احساسها تجاه فيصل .
.................
خرج من مكتب التسجيل والقبول في الجامعة متوجها لمكتب الارشاد لكلية الهندسة وبيده بعض الاوراق ... وهو في طريقه رن هاتفه
ماجد : هلا والله . شحالج ؟
..: مب بخير
ماجد : افااااااا .. ليش ؟؟ .. شو صاير ؟
..: مصيبة يا ماجد .. مصيبة .. ولا قادرين نسوي اي شيء
ماجد : خوفتيني .. قولي شو صاير.
خرج من الجامعة بعد ان عرف الموضوع .. ركب سيارته الكابرس السوداء وهو يزفر
ماجد : والله ما اعديها لك ..لو سكتلك اول .. ما بسكتلك الحين .
وقاد سيارته بسرعة جنونية .
في منزل ابو فهد .. تناولوا العشاء وهم بالكاد يستسيغون الطعام .. قاموا عن الطاولة .. وبعدها بساعة رن جرس الباب .. فتحته احدى الخادمات فاذا به يقول لها بحده : وين بو فهد ؟
لم يعطها مجالا لتذهب وتخبرهم بقدومه .. توجه لهم حيث كانوا جالسون في الصالة يشاهدون التلفاز .. ابو فهد .. وام فهد .. وفهد ومريم ..
قام فهد : هلا والله ... حياك ..
توجه له وسلم عليه .. ودعاه للجلوس ولكنه ظل واقفا في مكانه ونظره على ابو فهد
ماجد ( بحزم ): ياي اخذ عمتي نورا
قام بو فهد : ما علموك ان من الادب انك تسلم على عمك .
ماجد ( بصوت عالي ): انا ما عندي عم غير عمي مبارك .. وين عمتي نورا؟
مريم : فحجرتها .
نظر اليها والدها نظرة الجمتها في مكانها .
ابو فهد : نورا ما بتطلع من بيتي الا على بيت ريلها(زوجها) او ع القبر .. واظن اللي وصلك السالفة خبرك عن سواياها وهياتتها ..
ماجد : عمتي اشرف منك
لم يشعر الا بكف من عمه على وجه .. رسم ابتسامة على وجهه
ماجد : ما يهمني .. لو تضربني من الحين لباجر .. هالجسد- ويضرب صدره بقبضة يده-مات .. وما صار يحس باي شيء .. والبركة فيك ..
امسك فهد بذراع ماجد : ماجد تعال وياي ..
ام فهد تركت المكان ما ان دخل ماجد هاجما عليهم .. اما مريم فبقيت واقفة تستمع لكل ما يدور ..
سحب ذراعه من قبضة ابن عمه : عمتي نورا بتروح وياي .. ومثل ما هذا بيت اخوها .. هذاك بيت اخوها بعد
ابو فهد (وهو يرص على اسنانه بغيض): نورا مالها طلعة من هالبيت .. واطلع من بيتي يا مجوود ..
ماجد : عمتي كانت وياي امس واللي قبله ..وخل جواسيسك يفتحون عيونهم زين ويعرفون من معاه كانت .. يا ... يا بوفهد
ابو فهد : ياللي ما تستحي
رفع يده ليمدها على ماجد ولكنه امسكها : بطلع يابوفهد .. بس برجع وباخذ عمتي.
انزل يد عمه بقوة .. ومشى تاركا الصالة .. ركض خلفه فهد وهو يناديه .. لحق به واوقفه قبل ان يركب سيارته
فهد : صدج عمتي كانت وياك
ماجد : هيه .. كانت وياي الصبح
فهد : وفليل ؟
ماجد : لا .. سامحني يا فهد .. شكيت فيك .. عرفت ان البنت المتغشية اللي شفتها معك ذيج الليلة كانت عمتي نورا .. فهد .. عمتي نورا لازم تطلع .. صحتها ما تتحمل
فهد : انت شو اللي تعرفه يا ماجد ..
ماجد : كل شيء .. واعرف اشياء محد يعرفها .. عمتي طلبتني اكون معها لانها خافت عليك من ابوك –امسك فهد من كتفه- طلع عمتي من حبستها
فهد : ما بيدي شيء اسويه .
ماجد : بيدك يا فهد .. اتصل بفلاح
فتح باب سيارته وركب .. اقترب منه فهد .
فهد : شو تقصد .. وشو دخل فلاح
ابتسم : مع السلامه يا فهد .. ودير بالك ع عمتي .. والله يعينك ع ابوك ..
وانطلق بسيارته .. وترك فهد واقفا مكانه وجملته الاخيرة تتردد في ذهنه
اتصل بفلاح
اتصل بفلاح
اتصل بفلاح
عاد للمنزل ليستقبله والده بسيل من الكلمات .. كان هادئا .. وغير آبه بما يقوله والده
فهد : انا ما خبرته اي شيء
ابو فهد ( بعصبية ) : عيل منو اللي خبره ..
مريم ( بخوف وهي تختبأ وراء فهد ): انا .
ابو فهد : شو ؟؟ انتي
التصقت بظهر اخاها وكانها تستنجد به .. نزلت دموعها من الخوف
فهد : نحن خايفين على عمتي .. صحتها ما تتحمل انك تحبسها ..
ابو فهد : قلت لكم بربيها .. يعني بربيها .. وانت – يوجه كلامه لفهد- تعال ابيك .
مشى لمكتبه وتبعه فهد .. وهناك اخبره بانه سيزوج نورا لتاجر معروف .. هاج فهد في وجه والده واعترض .. فكيف له ان يزوج اخته لرجل له من العمر ضعفي عمرها .. ولكن رأس ابو فهد كالصخر .. ولا احد يستطيع ان يثنيه عن قراراته .. ما ان هدأ فهد اخبره امرا اخر جعله يتسمر في مكانه .. لم يعلق .. ولم يتفوه ببنت شفة .. ترك المكتب وهو في حالة من الذهول والضياع .. وتوجه لغرفته .
.............
لم يبقى سوى يومان وتنتهي اجازة ما بين الفصلين .. لا تزال نورا حبيسة غرفتها .. فهد تغير واصبح في حالة من الشرود من بعد اجتماعه الاخير بوالده .. راشد يوميا يتصل بحمده ويكلمها بالساعات .. وعلاقتهما تقوى مع الوقت .. اما فلاح فاضحى قلقا على نورا .. التي ما ان يتصل على هاتفها حتى يجده مغلقا . حتى انه اتصل بفهد اكثر من مرة ولكنه لا يرد عليه .. الجميع في دوامة من الافكار والالم النفسي .. ما عدا العاشقين امل وناصر .. تحلم بيوم عودته الى ارض الوطن .. لانه اليوم الذي سيربطهما الى الابد .. ها هي تجلس على سريرها تتحدث معه عبر الهاتف النقال .
امل : كم باقيلك وترجع ؟
ناصر : امممم .. سنة بس بحاول اضغط على نفسي بالدراسة اكثر وارجع قبل .
امل : يوم ايي ذاك اليوم بكون اسعد بنت فالدنيا .
ناصر : ان شاء الله .. بسكر وبتصل بخالتي وبطلبج منها
امل : لا .. شو انت مينون (مجنون)
ناصر : هيه مينون .. الحين بتصلها .. ياللا باي
امل : تعال .. الووو ..
رصت على شفتها السفلة ثم ابتسمت : مينون .
ام راشد جالسة في الصالة تتابع مسلسلا تركيا .. واحد من تلك المسلسلات التي اجتاحت قنواتنا التلفزيونية .. رن موبايلها فحملته .
ام راشد : هلا بولدي ناصر .. شحالك ؟ وشو الدراسة ؟
ناصر : الحمد لله .. كل شيء تمام التمام .. انتوا شحالكم ؟ وشحال المعرس ؟
ام راشد : بخير ..
ناصر : ولدج يا خالتي طلع خاين
ام راشد : افااا .. وليش هالرمسة
ناصر : عيل يملج ويسوي حفله وانا مب موجود .
ام راشد : هههه الله يقطع بليسك .. ان شاء الله بترجع وبنفرحبك .
ناصر : ان شاء الله .. خالتي اريد اكلمج فموضوع
ام راشد : قول فديتك .
باح لها برغبته في الارتباط من ابنتها امل .. شعرت بالضيق وهي تحس بالفرحة في كلماته .. سكتت وطال سكوتها .. وغافلتها العبرة
ناصر : خالتي .. ليش ساكتة .. شو قلتي ؟
ام راشد ( بحسرة وغصة ): تاخرت يا ولدي .. ولد عمها طلبها .. وولد العم احق ببنت عمه .
صدمة لم يتوقعها .. لم يعرف بماذا يجيب .. هل هو في حلم .. مالذي تفوهت به خالته ؟ كانت الافكار تتضارب في ذهنه .. انتبه لها وهي تكلمه بصوت باكي
ام راشد : ما بيدي شيء ياولدي .
ناصر ( بضياع ) : الله يبارك لهم .. مع السلامة يا خالتي .
.....................
الساعة الثانية عشر ظهرا في الدوحة .. رن هاتفه ورد عليه .. بدأت ملامح وجهه تتغير كلما طالت المكالمة .. وابو حسن جالسا على احد الكرسيين المقابلين لكرسية الفخم .. يعيش مع انفعالات فلاح .. انهى المكالمة وضرب بقبضة يده على الطاولة وهو يصرخ : ضربهااااااا.
ابو حسن : هدي اعصابك يا طويل العمر
كان يتنفس بغضب .. ضغط على جهاز النداء
فلاح : طلبيلي علي الــ...
ابو حسن : شو بتسوي طال عمرك .
فلاح : بوقفه عند حده .
اخذ الهاتف بعد ان اخبرته السكرتيرة بانه على الخط ..
فلاح : هلا والله بالشريك .. اظن العشرين مليون اللي مشاركني فيهن غاليات عليك .. ولا اظن انك تريد تخسرهن .
ابو فهد : شو قصدك ؟
فلاح : في بند فالعقد اللي بينا يقول ان صاحب النسبة الاكبر يحقله انه يوقف المشروع اذا لاحظ شيء مب عايبنه فالشريك .. واظن تعرف منو صاحب النسبة الاكبر
ابو فهد : انا شغلي كله فالسليم .. ولا اعتقد بتحصل شيء تمسكه علي .
فلاح (وهو يلف بكرسيه ربع لفة ) : ما شيء اسهل من اني ادبرلك شيء امسكه عليك
ابو فهد : حقير ..
فلاح : الزم حدودك .. اسمع طلباتي ونفذها اذا ما تبي تخسر فلوسك .. اولا .. التاجر اللي رحتله تقدمله نورا هدية .. تروحله وتلغي كل شيء-اراد ان يقاطعه- خلني اكمل . ثانيا ..اريدك تحجزلي فبرج خليفة .. لان بعد اربع شهور بيكون عرسي وعرس نورا فهالبرج .. ومثل ما سويت ملجة بنتك حمده فقصر الامارات انا بسوي عرسي فبرج خليفه .. ثالث شيء .. نورا تعطيها حريتها .. ولا لك اي دخل فلي تسويه
ابو فهد : وان ما نفذت
فلاح ( وهو يلف بالكرسي ويقترب به من الطاولة ) : تخسر فلوسك
ابو فهد ( بحدة ) : منو اللي خبرك عنها ؟
فلاح ( وهو يبتسم وينظر لابو حسن ): مثل ما محطي جواسيس على اهل بيتك .. انا محطي عيون عليك .. يا بو ... يابو فهد .
بو فهد : ما تهمني لفلوس .. وسو اللي بتسويه .
فلاح : وسمعتك .. بعد ما تهمك
انتفض وقال : ما فهمت ؟
فلاح : افهمك .. من اكثر من خمسه وعشرين سنه ييت قطر .. صح ؟ .. ورجعت لها مرة ثانيه من سبع سنين .. واخذت –سكت – نورا اللي هي –سكت مرة اخرى وابتسم- اكمل .. والا فهمت .
بلع ريقه : نذل .. واطي ..
فلاح : النذاله ما تطلع الا للي يستاهلها وتليقبه ..عندك يومين تفكر .. شروطي .. او .. سمعتك قبل فلوسك .
ما ان اغلق الخط مع ابو فهد .. حتى سمع صراخ فالخارج .. ليُفتح باب المكتب بقوة .. ويدخل مشعل وهو ثائر .. يقترب من فلاح والشر يفر من عينيه
مشعل : سويتها يا الحقير ..
يحول ابو حسن بينه وبين فلاح عندما هم بالهجوم عليه .
مشعل : اسمع .. فلوس اخوي من حقي .. شركاته واملاكه من حقي .. وع فكرة حتى ام وليد بتصير من حقي .
قام واقفا بهيبته المعهودة .. وببرود قال : يلست فالمحاكم اكثر من خمس شهور تلف وادور .. والصراحة خفت اصدمك بالحقيقة .. فخليتك على راحتك .. بس تعبت من المماطلة والف والدوران عليك .. وحبيت انهي القضية واريحك من الاحلام .
مشعل : يالحرامي-يرفع اصبعه السبابة في وجه فلاح- والله ما اخليك تتهنا بفلوس اخوي .
فلاح : اخوك الله يرحمه .. لو واثق فيك كان ما باعلي كل شيء قبل ما يموت .
مشعل : انت .. يالحافي .. يالمنتف .. تشتري املاك اخوي .
فلاح : قضيتك خسرانه .. ابو حسن اطلب من السكيورتي يرمونه برع الشركه
مشعل : اتخسي الا انت ترميني برع .. بس والله ما اعديها لك .. وانا مشعل .
وخرج بغيضه كما دخل .. اما فلاح فمشى ووقف عند النافذة
ابو حسن : أعداءك كثروا .
فلاح : انا ماشي ع السراط المستقيم .. ما بيهموني دامني متوكل ع ربي .. ابو حسن
ابو حسن : سم طال عمرك
فلاح : الامانة اللي امني اياها ابو وليد .. بامنك اياها .. اذا صارلي شيء .. الامانة فرقبتك .. ترجعها لعيال المرحوم يوم تشوفهم قد المسؤولية .
ابو حسن : الله يطول بعمرك .. ان شاء الله ما بيصير لك شيء .
.......
وضعت السماعة بعد حديث طويل مع اختها .. التي لاول مرة لم تكن المتلقية .. شكت لاختها ام فيصل واخبرتها ان ابو فهد طلب امل لولده .. غضبت منها .. واسمعتها كلاما قاسي .. وصرخت في وجهها .. فكيف يحدث ذلك .. والكل يعلم بان ناصر يريد امل .. دخل عليها ابنها وقبل راسها .
فيصل : شو فيج يالغالية ؟
ام فيصل : ضاع اخوك .. ضيعوه .
فيصل ( بخوف ) : شو اللي صار ..؟؟ ناصر شفيه؟
.........................
الحياة مليئة بالصدف .. قد تسمع بخبر هنا .. ويحدث مثله في مكان آخر وفي نفس الساعة التي حدث فيها الاول .. مفارقات غريبة تحدث في حياتنا .. وتحدث لابطال روايتي ..
صلت الفجر وخرجت تعد طعام الافطار لزوجها وابناءها قبل ان يذهب الاول لعمله والاخرون الى مدارسهم وجامعاتهم .. استغربت ان زوجها لم يخرج من غرفته حتى الساعة .. ذهبت اليه .. ووجدته نائما كما تركته .. مع انها ايقظته قبل خروجها ولكنها لم تنتبه انه لم يرد عليها حينها .. اقتربت منه .. وربتت على كتفه حيث كان نائما وظهره لها
ام سعيد : ابو سعيد .. قوم .. الشمس بتطلع وانت بعدك ما صليت الفير ..
لم يتحرك .. وعادت تناديه : ابو سعيد .. يابو سعيد .. قوم .. مب عوايدك ما تقوم بروحك .
وكيف سيقوم وقد وافته المنية على حين غفلة .. في نفس الوقت وفي مكان آخر .. استيقظ على صوت اذان الفجر الخارج من مكبرات الصوت من المسجد القريب من فلته الشبيهة بالقصر ..توضأ .. ولبس ثوبه . ووضع قحفيته ..ومشى متوكأ على عصاه نازلا على السلم .. استقبله مدبر منزله ديفيد .. رجل ناهز الخمسين من العمر بريطاني الجنسية .
ديفيد( بالانجليزية ) : هل اطلب لك السيارة ؟ الجو ممطر .
فلاح : لا داعي .. المسجد قريب .. احضر لي مظلتي .
ديفيد : حاضر يا سيدي .
ذهب وعاد ليجد فلاح واقفا عند عتبة الباب الداخلي للفلة من الخارج وينظر لسماء ولقطرات المطر النازلة وعلى وجهه ابتسامة .. اعطاه المظلة .. فتحها ومشى باتجاه بوابة الفلة .. وما ان خرج حتى دوى في المكان صوت طلقات رصاص .. لم تكن طلقة واحدة او اثنتين .. بل اكثر من اربع طلقات . لتقع المظلة من يده .. وتتبعها العصا .. وتبعهما جسده الذي اثخنه الرصاص بالجراح والدماء .. ليقع غارقا في دماءه .
...................
ذهبت الى العزاء تحت الحراسة المشددة من ام فهد .. وبتوصية من ابو فهد .. كانت الساعة الثامنة مساء من ذاك اليوم الحزين .. جلست بجانب ام راشد والتعب واضح عليها .. الجميع في عالم وهي في عالم آخر
ام راشد (بصوت خافت ): نورا انتي بخير .
نورا : الحمد لله .. ام راشد
ام راشد : امري
نورا : ما يامر عليج عدو ... اقدر استخدم موبايلج شوي ؟
ام راشد : اكييد فديتج
اخرجت هاتفها واعطته لنورا .. اخذته وقامت .. ثم خرجت من الصالة ونظرات ام فهد تلاحقها ... وقفت في ساحة المنزل من الخلف حيث اختفت الانارة .. واستندت على الجدار .. اخذت تضغط على ازرار الهاتف .. رن .. ومع كل رنة تتمنى ان يرد عليها .. قالت وهي تنتظر ردا منه وبصوت خافت : فلاح وينك .. دخيلك رد .
ولكن لا من مجيب .. حاولة مرة ثانية وثالثة ورابعة .. ودائما تصل لنفس النتيجة .. عادت بانكسار وتعب واضح الى الداخل .. وما ان وصلت في وسط الصالة حتى وقعت .. لتتجمع النساء عليها ..بعد اقل من دقيقة افاقت .. لتجد الجميع ينظر اليها .. نزلت دموعها وهي تسمع تهامسهن من حولها
ام راشد : بتصل بماجد يوصلج البيت .. لازم ترتاحين
ام فهد ( وباعتراض ) : ابو فهد بيوصلها .
نظرت لام فهد نظرة كره .. لانها مثل زوجها لا ترحمها .. وبالفعل استاذن ابو فهد من الرجال وقام بايصالها الى المنزل .. طوال الطريق والصمت سيد الموقف .. اوقف سيارته ليشتري جريدة المساء .. كانت شاردة الذهن .. ولم تنتبه للابتسامة التي بانت على وجهه وهو يقرا عنواين الاخبار .. ومن بعدها انتقل ليقرأ التفاصيل .. وهي في مكان اخر بفكرها .. امسكها من ذراعها ليعينها على الوصول لداخل والجريدة في يده .. سحبت ذراعها ومشت بتعب .. فهي تكره لمساته لها .. وقبل ان تصعد السلم ناداها .. وقفت والتفت اليه .. واستنكرت تلك الابتسامة الخبيثة ..
ابو فهد (وهو يرمي الجريدة عليها ): اقري ..في خبر حلو عن حبيب القلب
انحنت لتاخذها عن الارض ..بحثت عن الخبر لتقع عيناها على صورته التي صاحبت الخبر ..
تعرض رجل الاعمال المعروف فلاح الـ... صاحب شركات الوليد ، لمحاولة اغتيال فجر اليوم عند باب منزله الكائن في.....
اهتزت الجريدة بين كفيها وهي تتابع قراءة الخبر .. نظرت لصورته .. دمعت عيناها .. ومن ثم رفعت نظرها لابو فهد .. نظرات امتلأت بالغيظ والحقد والغل .. ما لبثت ان قامت هاجمة عليه وتضرب صدره بقبضتيها.
نورا( وهي تصرخ ): قتلته .. سويتها وقتلته
امسكها من معصميها ودفعها بعيدا عنه ..
نورا : شو ذنبي .. شو ذنبي تحرمني من الانسان الي حبيته وحبني .
ابو فهد : ذنبج انج بنتها .. ذنبج انج بنت الحرمة اللي صغرت راسي جدام ابوي .. ذنبج
نورا ( وهي تصرخ ) : بس .. كافي .. حرام عليك-جثت على ركبتيها-حرام عليك
سحبت الجريدة .. واخذت تنظر لصورته .. اما ابو فهد فوقف ينظر اليها ما لبث حتى اخرج مفتاح غرفتها ورماه عليها .
ابو فهد : ما محتاينه الحين .
وخرج من المنزل .. دقائق وتاتي اليها احدى الخادمات وهي لا تزال على جلستها
سانيتا : ماما .. يحطي عشا
نورا ( بلا وعي ) : لا .. هيه ... مادري
سانيتا : ماما انت اوكي .
كانت مطأطأة الرأس وتتأمل وجهه .. ظلت الخادمة واقفة لدقائق .. ثم انصرفت عندما لم تجد اي رد من نورا على اسالتها .. في تلك الاثناء دخل فهد .. وهاله جلوسها بهذا الشكل بالقرب من السلم .. اقترب منها .. ونظرت لقدميه .. ثم رفعت نظرها اليه .
فهد : عمتي انتي بخير
نورا ( والدموع تسقط من عينيها): قتلوه .. قتلوه يا فهد .
انحنى واخذ الجريدة من بين يديها .. وقرأ الخبر .. قامت مترنحة .. ونظرت إلى فهد
نورا ( بشيء من الجنون ): الخبر كذب صح ؟؟ .. يكذبون علي .. ادري .. يكذبون علي عشان انساه ولا افكر فيه
امسكها من ذراعها : عموتي .. خليني اوديج حجرتج .
نورا : فهد .. هو قالي بيي .. قال في شهر خمسة عرسنا .. فلاح وعدني .. تدري شو قال .. قال بيسوي عرسنا فنفس يوم ميلادي .. عشان يهديني هدية وحدة للمناسبتين ههههه.. كذب صح ؟؟ ما مات .
فهد : لا حول ولا قوة الا بالله .. عمتي فلاح ما مات ... هو بالمستشفى .. وكل اللي لازم تسوينه .. انج تدعين له يقوم بالسلامه .
امسكت بذراعي فهد : فلاح ما بيتخلى عني .. هو قال – تريه خاتمها في بنصرها اليسار- شوف .. هذا منه .. فيه حرفي وحرفه-تخلعه وتقربه من عينيه-شوف الإن والإف متلاصقين .. هو قالي احنا مثل حروفنا بهالخاتم .. شوف .. فلاح بيرجع – وبدأ صوتها يتقطع ويختفي- هو قالي بيرجع .. فلاح وعدني .. وعدني .
قربها من صدره . وضمها اليه بقوة : هيه .. بيرجع .. بيرجع .
كان يواسيها بكلمات هو بنفسه غير مقتنع فيها .. مشى معها ورأسها على كتفه وذراعه تحيط بها ... ويده تحمل تلك الصحيفة .. اوصلها الى غرفتها .. واجلسها على سريرها .
عموتي : قومي توضي .. وصلي وادعيله .. وان شاء الله بيقوم وبيرجعلج .
نظر اليها وقال في نفسه : حبكم غريب .. معقوله الحب يسوي فيج جذي عموتي .. معقوله تضحين بحياتج عشانه .. تضحين بصحتج بس لانه مب بقربج .. معقولة .. اكيد ناصر مثلج الحين .. لاني متاكد انه درى ..آآآآآآآآآه ياااااا رب .. ارحمنا برحمتك .
اراد الانصراف .. فنادته : عطني الجريدة .
تناولتها من يده .. ثم خرج واغلق الباب خلفه ..عادت لتتامل ملامحه .. وتحرك اصابعها على وجهه وكانه أمامها وتتلمسه .. كل هذا وهي غارقة في دموعها .. ما لبثت حتى قبلت وجهه واحتضنت الجريدة .. واستلقت على سريرها والجريدة في حضنها .. وبكت بحرقة .. بكت دون توقف الا عندما داهمها النوم .
............
متضايقة .. وتشعر انها وحيدة .. اخرجت كيس بطاطس ليز من الدرج .. واخذت تاكل منه .. ثم اخذت جهازها ووضعته في حجرها .. فتحت الايميل على حالة عدم ظهور .. واخذت ترقب المتواجدين .. فتحت محادثة
مريم : السلام عليكم
هو : وعليكم السلام .. فيج شيء
مريم : ليش تسال ؟
هو : اول مرة تحطينه عدم ظهور .. واول مرة انتي اللي تسلمين علي
مريم : ما في شيء
هو : الا فيج شيء .. ولو تعزيني وتعتبريني مثل اخوج تخبريني .. خليني ارد شيء من يمايلج علي ..
مريم : انت شو تقول .. اي جمايل .؟
هو : دووم تسمعين لي .. وتخففين علي .. اذا تعزيني تقوليلي شو فيج
مريم : انا تعبانه يا خالد
خالد : سلامتج يا ميمي ... شو فيج ؟
مريم : ريل عمتي مات امس
خالد : الله يرحمه .. ويغمد روحه الينه
مريم : آآآآميين
خالد : هذا حق علينا .. وكلنا بيينا هاليوم .. في شيء ثاني مضايقنج صح ..
مريم : هيه .
خالد : اول شيء خبريني انتي وين الحين .. فالبيت والا فالسكن .
مريم : فالسكن .. ليش
خالد : عشان اسوي حسابي اذا النت فصل ولا ايلس احاتي
مريم : ههههه
خالد : هيه جذي ضحكي .. الحين خبريني شو الشيء الثاني اللي مضايجنج ؟
مريم : انا انخطبت
خالد : مبروووووووك .. وليش متضايجة ان شاء الله .. اذا عشاني لا تحاتين بحصل غيرج وبسولف معها
مريم : لا مب جذي ..
خالد : امزح وياج .. وين بحصل بنت مثلج متحملتني .. والله ان معزتج من معزة خواتي .. ما تصورت فيوم ان قيم بليارد بيعرفني ع وحدة مثلج .
مريم : تسلم ..
خالد : الله يسلمج .. ياللا قوليلي وفضفضي لاخوج خالد .
مريم : ما افكر بالزواج الحين .. وفوق هذا ما اعرف اي شيء عنه وعن اهله ..
ابوي يعرفهم .. ويمدحهم واايد .. ودام من طرف ابوي ادري انهم من التجار اللي وياه فالسوق .
خالد : انزين يمكن يطلع الولد زين .. ويعيشج حياة حلوة
مريم : يمكن .. بس خايفة واايد ..
خالد : قومي صلي استخارة .. وشوفي اللي بيظهرلج ..
مريم : حتى لو ما ارتحت اذا صليت .. ابوي بيغصبني عليه.
خالد : الليلة تصلين استخارة اوكي .
مريم : ما اقدر .
خالد : ما اريد اسمع هالرمسه .. ياللا الحين تقومين تصلين .. ياللا
مريم : قلت لك ما اقدر .
خالد : ميمي عن الدلع .. ترا اتكلم جد
مريم : وانا اتكلم جد .. كيف تباني اصلي وانا في الخايسه
خالد : هاااا .. وشو الخايسه بعد
مريم : هههههههههههههههه الخايسه يعني هذيج اللي ما تسمى .
خالد : كمن يفسر الماء بعد عناء بالماءِ
مريم : الحين انت من صدجك ما فهمت .؟
خالد : وانا شو عرفني بالخايسه واللي ما تسمى ..
مريم : الدورة الشهرية يعني .. فهمت
خالد : اهاااااااااااا
مريم : ههههههههههههههههههههه انت كم عمرك .. معقوله 27 ولا يعرف عن شو ارمس .
خالد : شو دراني.
مريم : خلوود علي ؟
خالد : ههههههههههههه بغيتج اضحكين بس .
مريم : اهاااا
كلامها معه خفف عنها الكثير ... تشعر بان لها اخ غير فهد .. تستطيع ان تبوح له باشياء لا تستطيع ان تبوحها لشقيقها .
من جهة اخرى وبعد ان خرجت من المحاضرة عند الساعة الثانية ظهرا .. امسكت هاتفها تتصل به .. لا يرد كالعادة .. تشعر ان شيء ما حدث منذ ذلك اليوم .. لم يعد يرد على اتصالاتها .. ولا على رسائلها النصية .. ولا على الرسائل التي تبعثها له عبر الماسنجر ..تابعت طريقها للمحاضرة الثانية في ذلك المساء بشيء من الحزن .. اما هند فهاهي جالسة في الكافتيريا .. وفاتحه جهازها .. وتشارك في الحديث على القروب.
احد الشباب: ههههههااااااي .. خلي عنج ما زعلتي
واحده من بنات القروب : انا ما ازعل
عبود : خخخخخ .. اونه ما ازعل
هند : شو بلاكم عليها .. حشا بطفشوها
الشاب: يوم هي مب قد الرمسه ما ترمس احسن
عبود : لا عااد .. حراام نحن زودناها عليها
الشاب: ههههههههههههه
البنت : بررب
هند : حرام عليكم .. زين جذي
لحظات واذا بمحادثة خاصة تظهر لها .
...: شحالج ؟
هند : خير شو تبي ؟
... : اشوف صايرة تسمعين الرمسة .. عفية ع الشاطرة
هند : والله اسمع الرمسة ما اسمعها شيء ما يخصك
...: لا لا لا ... جذي بتغيرين راي فيج
هند : انت شو تبي بالضبط .. قلتلك ما بيني وبين عبدالله الا اخوة
...: هيه باين .. كل شوي تختفون وييا بعض من المسن
هند : صدج عقلك صغير .. لو اريده كنت ضفته عندي .
...: هههههاااااي .. ادري انه عندج ..واقولج احسنلج تحذفيه والا بتشوفين شيء ما يعيبج ...
.........................
مر يوما العزاء ثقيلان على عائلة ابو سعيد .. المنزل لا يخلو من المعزيين حتى يمتليء من جديد .. اخوة ابو سعيد حضروا العزاء ولكنهم تاخروا على الدفن .. والسبب ان حمد لم يرغب بابلاغهم بموت والده .. لانهم لم يسالوا عنه وهو حي .. فلماذا يأتون عند دفنه .. ولكن باصرار من والدته قام سعيد باخبراهم .. الساعة الآن قاربت الثانية عشر ليلا .. دخل المنزل والتعب يرتسم على ملامحه .. تقدم من مهرة الجالسة وحدها في الصالة
سعيد : وين اميي ؟
مهرة : راقدة .. راحوا؟
سعيد : هيه محد بقى .. حمد برع مع واحد من ربعه .. وين مها ؟
مهرة : فحجرتها .. تصيح .. كل ما ادخل عليها احصلها يالسه على السيادة (السجادة ) وتصيح .. انزين الصايح بيرجعه .
جلس بجانبها عندما احس باختناق صوتها .. ورأى العبرة تغالب محجر عينها .. لف ذراعه عليها .
سعيد : الله يرحمه .. بس لازم تكونن قويات عشان امي محتايتنكن .
مسحت دموعها : هُدى روحت .. يا ليتها بقت .. كانت شالت وايد عنا .
سعيد : هُدى محكومه بريل (زوج) وعيال ... قومي رقدي .. الوقت تاخر .
قبل خدها قبل ان تنهض .. وما ان غادرت الصالة حتى قام متوجها لغرفة مها .. طرق الباب ودخل .. وجدها جالسة بجانب السرير على الارض .. وتستمع للقرآن عبر الراديو .
مها : شو تريد ؟
اغلق الراديو .. وصدق باسم الله .. ثم جلس بجانبها .
سعيد : ادري انج خايفة مني .. وتفكرين يشو بيكون مصيرج من بعد ابوي الله يرحمه
مها : الله يرحمه .
سعيد : وادري انج كارهتني كره العمى .. مها .. جسيت عليج واايد .. نسيت ان الحادث انا اللي تسببت فيه .. لاني كنت اسابق واحد .. ادري ان ذاج اليوم ترجيتيني اوقف .. وارجع البيت .. بس ما سمعت كلامج .. وكنت بظلمج اكثر يوم بغيت ازوجج من مانع –امسك يدها وفزت فسحبتها- سامحيني .. صدقيني تغيرت والسبب كلامج معي ذاج اليوم .. وموت ابوي الله يرحمه غير الباقي .. احس اني انسان ثاني
مها : الحمد لله .. بس مانع مخيرنك
سعيد : لا تحاتين .. كل شيء انحل .. ما بيناسبنا .
التفت اليه : يعني ..
سعيد : اخليج الحين – قام واقفا - قومي ارتاحي وراج نشه من الصبح .. العزا بعده ما خلص .. مها ... عاادي اطلب منج شيء
مها : شو ؟
سعيد : دعيلي ..
ابتسم .. ومن ثم خرج من غرفتها ..
...............
جلس شابكا اصابع كفيه وساند ذقنه بهما .. غارقا في الافكار .. ها هو اسبوع قد مر على محاولة اغتيال فلاح .. دخل عليه بعد ان اذن للسكرتيرة ان تدخله .. نظر لابو حسن الجالس على ذلك الكرسي .. الذي لطالما تمنى ان يجلس عليه .
ابو حسن : اشوفك طلعت .
مشعل : ما عندهم دليل .. وعندي دليل على مكان وجودي يوم صار اللي صار .. ابو حسن- جلس على احد الكرسين – ياي اخذ فلوس اخوي .
قام ابو حسن ومشى وهو يضحك : ههههه انت ما دريت ان عندي توكيل كامل من فلاح –جلس ع الكرسي المقابل لمشعل- يعني كل خير اخوك المرحوم لي .. صح ما اقدر ابيع الاملاك لنفسي .. بس في شرط فالتوكيل ..
مشعل : اللي هو ؟
ابو حسن : اذا مات فلاح كل الاملاك تنتقل لي .. وفلاح شكله ما بيعيش .. الدكاترة يقولون حالته حرجة .. هذا غير ان قلبه توقف مرتين .. خمس رصاصات مب شوي .. واذا قلبه توقف مرة ثالثة .. ما اظن بينعشونه .. وبموته –ينحني مقتربا من مشعل – بيصير كل شيء لي .. لي انا وبس
مشعل : شوو ؟؟
ابو حسن : وعشان ابعد شرك عني .. مستعد اتفاوض معك .. بعطيك عشره بالميه من الاملاك .
مشعل (يضحك بملأ فمه ) : هههههههههااااااااااي .. وطلعت مب هين يا عادل .. وعضيت اليد اللي كلت من خيرها .
ابو حسن : من عاشر الذيب .. صار ذيب يا مشعل –قام وعاد لكرسيه- وانا تعلمت اشيا واايد من فلاح
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك