رواية اصعب سؤال -4
رفعت عيني على الخيال اللي استند على حافة الباب قبالي . استحيت . فـ نزلت راسي . سمعت صوته المبحوح : صباح الخير .ام سند : هلا يمه صباحيه مباركه .
جا لعندنا . اتجه لامه فورا . باس راسها باحترام وتفاجأت بانفاسه على جبيني لما باسني بسرعه وابتعد جالس جنب امه . طلعت بسرعه استجدي الهوا او أي شي وش قصته امس حتى كلمتين ما قالهم يا دوب قرى الدعاء وقالي نصلي وبعدها قال لي استريحي . تنفست بعمق وانا اتمتم : يالله عسى خير .
**
* جميله *
شبكت جوال أحمد ع الشاحن وألتفت للباب : خير حبيبي شفيك .
احمد بضيق : ولا شي .
: حمودي عليا .
احمد وهو يأشر جنبه ع السرير : تعالي يا قلبي ابيك .
جلست جنبه باهتمام : وشفيك ؟
تنهد وهو يناظرني باهتمام : في بالي اشيا كثير .
: مثل !!
احمد بهدوء : ما لي خلق اتكلم . طفي النور بانام .
: ام خالد فيه . وبتنام .
احمد وهو يبوس خدي : يا بعد روحي شوي مرهق وام خالد بتعذرني .
طلعت بعد ما هيأت له جو النوم . جلست جنب امي وانا اقول بضيق ..
: اففففف لها كم يوم هالريحه .
جواهر وهي تمهد ولدها اللي عمره شهور : ريحة ؟
: مو شامين وععععععع . تلوع .. تلوع الكبد ..
تأففت والبنات يتلفتن . صرخت بلا وعي على جوري : جووووووري قومي كلي بالمطبخ افففف ريحة الاكل هي اللي طالعه .
رفعت حواجبها وبضيق قامت : آسفه .
قلت بضيقه : اف صايره غثه روحي .
اول ما اختفت . قالت لي جواهر : وشفيك جميله ع البنت يكون سوت لك شي .
: احسها تخنق . انتو مو حاسين حتى الريحه راحت معها .
ناظرن بعض بابتسامه غريبه وبعدها تكلمت امي : جميله . متى ....
قاطعتها لما غطيت فمي بيدي بقرف وانا اوقف بوجه جوري اللي شالت خالد الصغير على يدها : اووه جوري روحي تحممي ريحتك تقرف .
ناظرت امي : عن اذنكم .
دخلت الغرفه وبسرعه بدلت واندسيت بحضن احمد اخ هذي الريحه والا بلاااااااااااش . غمرت خشمي بصدره وانا احرك وجهي امرغ خشمي فيه . بعدين رفعت وجهي وحبيت خده وغمرت خشمي بلحيته الخفيفه ورجعت قبلته ، بس تفاجأت بايديه تطووقني ويغمرني بقبله أجمل بكثير من قبلتي اللي اسرقها كل مره .
**************
* أحمد *
صحيت على حركتها الغريبه صايره بس تشمني تقول مدمنه . بعدت وجهها عن صدري وانا اقول بكسل : ترى تدمنين ما باوديك مشفى الامل .
ضحكت بصوت فيه بحة : هههه يا قلبي انت ادمااااااااااان لا علاج له .
ضحكت على ضحكتها وقلت بحب : يا قلبي مشكوره يللا ما بتقومين .
جميله برقه : الا روح أتغسل ع بال ما ألبس .
طلعت لاهلي . لقيت أمي سرحانه وجوري مبوزه إختي ذي شفافه ومستحيل شي يعكر مزاجها ولا يبين على وجهها . ضميت اكتافها وانا اقول بحب ..
: شفيها الغلا زعلانه .
جوري بهمس : ولا شي بس ما عندي شي اسويه اذا عطل الدار وتوي مراجعه لامي ولنفسي وبس .
دخلت جميله وكأنها تقرفت . جلست جنب امي وناظرت لجوري بقرف واضح . بسرعه قامت جوري على داخل . قضيت اليوم عاادي الين رجعت بالليل لقيت جميله وامي يسولفون .
: سلام .
ردن السلام وجميله توقف : اسوي لك شي .
: لا . وين جوري .
جميله بلا مبالاه : داخل .
استغربت اكثر . توجهت لها ولحقتني جميله ببطء . طقيت الباب وفتحت لي بهدوء ...
: شفيك يا قلبي من العصر مو على بعضك .
جوري وهي تدنق : ولا شي قلت لك متملله .
جميله وهي تهف على وجهها : تحممي وتعالي قعدي معنا .
جوري وهي تمسح على شعرها المبلل : طيب .
خلال الخطوتين اللي انفردت بجميله : ليه تحمم منتي شايفه شعرها مبلل .
جميله وهي تتأفف : ما عليك انت .
صراحة ما اعجبتني السالفه . جلست جنب امي وبعد دقايق جت جوري . ألتفت باستغرااااااب على صوت جميله الحاد : اف يا جوري اف وش هالريحه الخايسه اللي تجي معك .
قامت جوري بسرعه طالعه وانا ناظرت جميله بحده : وش ريحته ؟ ما احنا شامين شي .
قامت جميله طالعه بزعل ما له داعي . جيت باقوم اخانقها بس ايد امي جرتني وهي تقول : اتركها يا وليدي .
: كذااااا عاااااااد فشلتها .
نطقت امي بهدوء وابتسامه متسعه : مرتك اتوحم على إختك .
** الــــــبـــــارت الـــــســــابع **
* دلال *
سكرت المصحف وانا اقوم اتبع الصوت اللي يناديني : نعم .
ربى بملل : ليه انتي صايره انطوائيه تعالي اجلسي لك شوي .
: مالي خلق حالي .
لفيت عنها لكن سمعت صوت امي تنادي : هلا يمه .
وصلتها لقيت ابوي وملامحه متعكره : سمي يمه طلبتيني .
ابوي : ادخلي له . خمس دقايق وتطلعين فاهمه .
ارتبكت : ادخل لمين .
مشى ابوي وامي تكلمت بحنيه : عشان خاطري يمه الولد نحفان وباين عليه الهم لازم يشوفك وهو وعدني بكل خير .
هذي ثاني زياره له من شهر .. ناظرت للبسي . عادي جداً وهادي ومرتب . رتبت شعري على مراية الاستقبال . وبدفعه من امي بالكلام قدرت ادخل : تهبلين يا عمري كل يوم تكبرين اكثر .
ابتسمت بخجل وبرجفه فتحت باب المجلس . هدوووء . استوعبت اني لازم اسلم فهمست ..
: السلام .
سمعت صوت رجولي : دلال ؟
رفعت عيني بتلقائيه . يمكن لاني ما ناظرته المره الفايته ، حسيت إني قدام شخص ثاني لا يمت لجلال الطويل بكم سنتيمتر عني . هذا أطول وأعرض وله شعر بوجهه مثل ما كنا نحلم سوا . إستخرج حروف من جوفه وهو يقول بحب ظهر لي مع كل حرف ..
جلال : اشتقت لك .
رجعت شعري لورى إذني بربكه . لما حسيته تقدم تراجعت شوي فقال : لا تخافين . تعالي إجلسي بـ أتكلم معك .
جرني وجلّسني معه على كنبه مزدوجه : دلول . معقول سنه بس وكذا تتغيرين مره حليانه .
غمضت عيني وأنا أحس بكفه الدافي على راسي وسمعته يتمتم بالدعاء . ما سمحت له يقبل جبيني . لاني لفيت عنه بإعتراض .
سمعته بعد صمت يقول : دلال . أنا اتخرجت من الثانوي وقبلوني معاهد كثيره لشركات لان نسبتي والتحصيلي والقدرات ممتازه ايش رأيك بأي مجال أتخصص ؟ دلول تعبانه ؟..
هزيت راسي بلا . حسيت باصابعه تحت فكي .
رفع راسي وابتسم : دلول أنا جلال ما غيره اللي فرحان بالثانوي . يا عمري ليه هالخجل كله . أبي توعديني إنك تظلين دلال القويه الواثقه الصابره الذكيه .
تنهدت ونزلت راسي ، رجع يرفعه بس مو بأصابعه بل براحة يده . ضم وجهي بين ايديه وهمس : حليانه .
همست بضيق : شكراً . ابعد .
ناظر للباب وناظرني : أقدر أجي أشوفك كل فتره .
: لا . أرجوك . تحرجني .
إبتسم بحنيه وقرب وجهي . باس جبيني فـ أفلّت نفسي بسرعه وإبتعدت فقال بيأس : أستودعك الله .
أول ما مسك الباب الخارجي قلت بضعف : ليه سويت كذا ؟
ألتفت بعيون لامعه وهمس : إيش !
: ليه اجبرتهم يزوجونا وحنا بهالعمر .
رفعت عيني للسقف وبضعف أكبر : ما تحس أنك ظلمتني .
قال بثقه : أنا أعتبر اللي صار لصالحي . بالاولي والتالي .
إنقهرت : يعني متعمد .
إبتسم بغرابه : لحظة شيطان .
: ويعني لو صار اللي تبي تتوقع إنك بتظل تشوفني بنت عمتك الصغيره الوحيده وبس والا ..... خويه .
زم شفايفه بدون رضا : أنا ما أرتخيت معك إلا وأنا أبيك . أنتي حلم طفولتي وصباي .
: طيب . وإذا طلبت منك تطلق وتختبر مشاعرك الين تتخرج وتتوظف .
جلال بحده : نعـــــــم ! هالكلمه ما أبي أسمعها على لسانك مره ثانيه .
تكتفت و بزعل : أنا بحياتي ما عشت طفوله وأنت بهالطريقه تحرمني مراهقتي .
فتح فمه بس قاطعه صوت الباب وعمي : إنتهت الزياره يللا .
ناظرني بعتب وطلع . تعبت من التفكير العقيم تعبت . أبي أعيش عمري زي ما أبي أنا . غسلت وجهي ورحت لربى ..
ربى بملل : اهلا .
: عندك شي يسلي .
ربى باهتمام : تعالي غرفتي .
قمت وراها ولما دخلنا : اسمعيني دلول . امممممم انا صديقتي هناء . علقتني باخوها .
: كيف ؟
ربى بتردد : والحين خطبتني . تقول إذا وافقتي بتقول لامها . وأنا وافقت .
: وش المشكله ؟
ربى : مدري أحس أني تسرعت . شرايك ؟.
: لا تنسين إن أبوي وأسامه بيسألون وهم اللي يحددون إذا لك خيار بالموافقه والا لأ .
ربى : قولك .
هزيت راسي بايه وأنا اسند جسمي للجدار ..
: اففففف احمدي ربك ع الاقل عندك خيار إنك تـحتارين أو ترفضين أو توافقين شوفيني ما تخرجت من المتوسطه ومتزوجه .
ربى : بس جلال يحبك .
مسحت دمعتي بإنفعال : وأنا أحبه بس يا ترى إذا نضجت أفكارنا وكبرنا بتظل هالمشاعر وإلا . بح . خلاص . مجرد مشاعر مراهقين وأطفال .
ضمتني ربى وهي تقول : تفاءلو بالخير تجدوه .
********
* بسمة *
أحسب أيـــامي بهالبيت الاسابيع .. أربع أسابيع يعني شهر من بداية زواجي .. أقضي أغلب يومي مع أمي أم سند .. أما هو فأغلبية الوقت ساكت .. أو يرد على أمه .. أو يطلبني قدامها . ما أختلينا ببعض وإن حصل ما تكلمنا .. حاولت أصبر عليه قد ما أقدر .. و السبب صبر إختي على هجراني لها ومقاطعتي .. تكبري وتجبري من نهاية المرحلة المتوسطه بعمري إلى نهاية المرحلة الثانويه .. وقتي أقضيه بين أهتمامي بأم سند كأولويه وسند كواجب إنساني لا أكثر ..
كعادتي بعد ما نامت أمي .. دخلت غرفتي .. بدلت لبسي ببيجاما مريحة وطويله .. بمجرد ما دسيت نفسي بالفراش ..
سمعته يقول ببرودهـ المعتاد بالنسبه لي : فيك النوم .
حسيت بخجل لان صوته مخنوق ومسترخي لانه متمدد على بطنه ونص وجهه مغموس بالمخده ..
: أيوه بكره الجمعه وأمي تحب نقعد معها الضحى .
ما سمعت رده .. بس صدرت منه .. آهـ .. موجوعه بصوت واطي .. بتردد بان بصوتي ..
: سند ؟!
لف وجهه ناحيتي وهو عاقد حواجبه بألم واضح .. شغلة أصحاب المكاتب أغلب يومه قاعد لا رياضه ولا شغله ولا مشغله فطبيعي يتألم من ظهره من مدة جلسته الطويله .. قلت له بإهتمام كونه .. إبن أم سند لا آكثـر ..
: يوجعك شي ؟
رد بصوت مخنوق : ظهري .
: أسوي لك شي .
بنفس النبره : إضغطي عليه .
بإهتمام : من وين بالضبط ؟
ترددت قبل لا أمد يدي فقال بألم : يللا .
بلعت ريقي ... افففففف شهالورطه خليه ينوجع إنتي شعليك يا الملقوفه .. مديت يدي المرتجفه لامست ظهره العريض ونطقت بصوت مهزوز ..
: هنا ..
ما رد غير بـ آهـ فهمت إني لامست وجعه .. ضغطت بحركات دائريه و همست بسورة الفاتحه سبع مرات وسورة الاخلاص والمعوذتين .
رفعت يدي عنه لان عيوني قفلو خلاص .. نام على ظهره وهو يقول براحه بانت بملامحه المتعبه : شفيك .
كانت جالسه على ركبي وأقاوم إنغلاق عيوني فقلت بكسل واضح ..
: إنسدح وحط الخداديه تحت ظهرك بتريحك إن شا الله .
رفع نفسه وهو يناظرني بنظرات غريبه .. أحس إني تلخبطت من الحيا : حطيها .
حطيتها وأضطريت أنثني وأقرب حبه زياده . إنسدح فجأه فصارت يدي تحت ظهره . وجهه قريب مني وأنفاسه تحرقني وتوترني قبل لا أتكلم همس بنبره غريبه إنتشلتني من حلم مزعج يجمعني فيه لحالي بدون كوابيس الماضي ولا خيالات . غرس أصابعه الرجوليه بشعري ..
سند : إبتسام .
أضربني إقتلني بس لا تهين مشاعري لهدرجة ..أصبر عليك وأصبر .. بس لا لا مو تهين أنوثتي وتتخليني بوحده ميته عشان تشبع رغبتك .. صرخت عليه وأنا أحاول أسحب يدي ..
: إبعد عني إتركني إنا بسمه بسمه مو إبتسام حراااام عليك .
أفلت يدي بس رجع تمّسك فيني وبنفس النبره : خلاص إهدي شوي بسمه ..
ضربت صدره بضعف وأنا أردد : حرام عليك .
شد إيدي لصدره بقوة وهو يقول بتشتت : أنا خايف . منك . عليك . مني . من كل شي .
شفت دموعه وهو يقول بهمس : ساعديني أنساها .
أكثر مـن إني مستحمله عدم تقبله لشخصي ووجودي . أشوف أكثر شي مستحيل أتخيله من رجل .. دموعه .. آهـ يا قلبي .. خلاص ماني بحمل لكل هذا .. سحبت نفسي بقوة من بين إيديه وطلعت من الخنقه اللي سببها لي .. حتى لما شافني أنثى تخيلني هي .
فتحت مصحف أمي اللي يتوسد طاوله صغيره بالمجلس .. فتحته بس ما قريت منه قريت باللي حفظته بصدري .. عل وعسى يشفع لي عند ربي ويفك ضيق ويفرج كربتي .. كنت أحس بحرارة الدموع اللي لسعت شفايفي وجرحت خدي بس هذا ولا شي قدام اللي سويته بدنيتي .. يا رب عفو وغفرانك يا حي يا قيوم ..
سمعت صوته قريب مني : بسمه !
فتحت عيوني وأنا أحس بحرارة الدم اللي تصاعد لوجهي من الغضب ..
: ممكن تتركني بحالي مو كفايه كلامك السم .
حضن أيدّيَ فوق المصحف وبضعف : افااا أنا أبيك عون لا تصيرين فرعون .
قوست شفايفي بهدووء وقلت ببرود والراحه الجزئيه تحتل محل طيب بنفسي بسبب ذكر الله ..
: أنا رايحه أنام رجاءاً نأجل النقاش شوي عشان ما أقول كلام موب زين .
ما تكلم معي .. ولا رد .. تجازوته لغرفتي وبسرعه رددت أذكار النوم .. بس سمعت صوت .. صوته ‘ يبكي .. ينوح .. إيش فيه ؟؟ ليه الصوت مليان وجع !!
قمت أتتبع الصوت وعلى لساني : يا رب أستر بسترك يا حي يا قيوم .
*********
* جوري *
ربت على كفها بحب : وكيف شفتيه .
ربى بحيا : كويس وحبوب يعني مبدئياً واضح انه لسانه ياكل أكل .
: هههههههه ربي يوفقك ويتمم عليك ومتى الزواج .
دلال : قريب حيل احتمال بعد شهر أو كذا .
: ليه يعني مستعجلين .
ربى بنص عين : أحسن من اللي يقضون سنين متملكين .
ناظرت لدلال اللي أحمرو خدودها .. نزلت راسها وهي تقول : يالحسوده .
فتحت عيني للاخير : دلااااااال متزوجه .
ضحكت ربى : وإسم المحروس جلال .
: مو كنك صغنونه على هالسواليف يا قلبي عليك .
ربتت بسمه على رجلي بضحكه : عنستي . تهئ .
ضحكنا على كلمتها العفويه المرحه . بعد نص ساعه غادرت بسمه وجميله وأنا ظليت مع البنات . قال لي أحمد ساعه وأرد لك . تحلقنا حوالين بعض . دلال وأنا وربى . ألقيت عليهن محاضره عن الملابس والاشياء القريبه منها . وبعدها جلسنا على dvd شاهدنا فيلم " عيون بلا نوم " تحمسنا لاحداثه بس دق علي احمد قبل نصه .
دلال : يوه إجلسي والله إنك مسويه لنا جو بصراخك .
: الجايات اكثر ان شاء الله .
طلعت بصحبة ربى توصلني للباب . شفته .. جالس على كراسي فوق قطعه مزوعه مؤخراً ورافع رجوله على الطاولة ويقرى بكتاب رافعه حيل لوجهه . دعيت من ربي ينزل الكتاب .
أول ما صكيت باب السياره بادرني احمد : اللي ماخذ عقلك .
: هلا ، قلت شي ؟
احمد : أقول السلام لله .
: اوهـ . السلام عليكم ورحمة الله .
احمد : وعليكم السلام والرحمه . جوري يا قلبي . ليكون متضايقه من جميله .
ابتسمت : لا حبيبي لجل عين تكرم مدينه وشلون وهي لجل عينك وعينها . وعين القادم اللي يكرهني .
ضحك احمد وهو يمسك يدي : يا بعد عمري . والله . تبين شي قبل ما نوصل .
: لا سلامتك .
لزمت غرفتي عشان أرحم نفسي من تعليقات جميله وحركاتها . أحسها صايره دلوعه . مع كذا تعودت عليها بشكل كبير . فتحت كتاب "الرحيق المختوم" وجلست أقرى بسيرة الرسول عليه الصلاة و السلام .
فتحت عيني بصعوبه على صوت جوالي . أخذته ،يوه ما حسيت بحالي ، نايمه بعرض السرير وبملابسي .
(: آلوووهـ .
..:.......... (مشفــر) .)
ناظرت السماعه ،شهقت ، بسرعه قفلت اوف رقم غريب . ناظرت ساعة الجوال قريب الفجر .. فقمت توضيت وصليت قيام وبمجرد ما سلمت سمعت الآذان ... رددت مع المؤذن .. ثم صليت ونمت وأنا أردد أذكار الصباح .. اليوم هو بداية ثاني أسبوع من بداية الدراسه .. لميت المراجع اللي علي بعد ما لبست لبس الجامعه وهي السنه الثانيه لي ، اتخصصت دراسات إسلاميه .. دخلت بسمة معي بدون نقاش اللهم أسئلتني وش ناويه عليه وعملت مثلي ..
**********
* جلال *
رجعت من الجامعه هلكاااااان . رميت كتبي وعلى طول للمطبخ .
: سلام .
ناظروني : وعليكم .
: شدعوه يهودي مسلم عليكن .
بدريه : وعليكم السلام .
: أبي غدا جوعان .
سمعت صوت أم نوره : تراك صجيت أهلي بهالاسطوانه .
ناظرتها : طيب أجي جوعان وأبي أكل .
ضربت ع الطاوله : وأنا مو مستعده أتحملك لهنا وكفايه .
ابوي : تعالي يا أم نوره .
راحت وراه وهي تناظرني بنص عين . صار عندي عااادي كلامها من كثره وفضاعته صارت فيه مناعه ضد تجريحها وسمومها . بعد ما أكلت لقمتي طلعت شفتها بوجهي : تعال أبوك يبيك .
رددت بنفسي " اللهم طولك يا روح " .. لحقتها لغرفة أبوي اللي بادر ببرود : أسمعني . عرسك بعد أسبوعين .
: نعم ؟ ودراستي .
ام نوره باستهزاء : كتبك معك وعقلك براسك .
طنشتها وقلت لابوي : يبه أنت تدري إني متملك على وحده صغيره و .
قاطعتني : ومحد قالك تغلط .
: لوسمحتي ما أسمح لك تتكلمين عن زوجتي بهالطريقه .
وقف أبوي : أنا قلت لك . وخلال هالاسبوعين بأثث لك شقه بعمارتي اللي بنهاية الحي . وبريحك من الايجار .
: يبه ..
قاطعني بحزم غريب عليه مع ضعف شخصيته قدام هالمتسلطه : خلاص إنتهى الموضوع .. خذ من البطاقه اللي تبي و رح لنسابيك وعط البنت مهرها ..
ما كان في أي مجال للاعتراض . هزيت راسي بالموافقه وطلعت .
من ثاني يوم !!
لازمت شقتي . رايح راد منها . أثثتها أثاث بسيط على قد الفلوس الي عطاني ابوي وادخرت لنفسي منهم لاني عارفه ما راح يمن علي بعدين . جا معي صديقي مازن . وهو صديقي المقرب . لف معي وشاف الشقه . لما وقفنا بالمطبخ .
قلت له : شرايك . أخلي البراد ذيك الجهه .
مازن : وش فيك جلال هذي خامس مره تسأل ؟
جلست على الارض بضيق : متضايق ومو عارف شسوى .. مكافأة الجامعه ألف بس وش تبي تسوي لـ تسوي . يعني أعيش بتقشف عشان لحظة ضعف تافهه .
ضربت يد بيد مع جملتي الاخيره . نزل مازن لمستواي : ما أعرف شمعنى كلامك بالضبط . لكن أعتقد إني راح أستغلك عشان أضبط لك الوضع .
ناظرته بإستفسار فكمل وهو يشد على يدي : قوم معي في مشوار مهم لازم نسويه .
**********
* بسمه *
سلمت من صلاة العصر .. بعد ما سمعت أصوات الابواب تفتح تعلن وصوله .. مسحت على شعري أرتبه .. طلعت من غرفتي لغرفة أمي .. هزيت راسي بلا ونفس الموال ينعاد .. كانت ليلة ضيق لما جتها إغماءة سكر وحسبها ماتت بكى مثل الاطفال ليلتها ولا سكت إلا لما فتحت عينها وضمته لصدرها الحنون .. من يومها جاب ممرضه تهتم فيها بدقه مواعيد الاكل والدواء .. ليش هالبكى والممرضه تعرف شغلها .. ليش تغطون وجهها ؟ ليش يبكي كذا ؟ تراجعت بآليه لغرفتي .. جلست على السرير .. هزيت راسي وأنا أردد بضيق ..
: لا حول و لا قوة إلا بالله ، إنا لله و إنا إليه راجعون .
سحبت نفس أحاول أمنع دموعي وضيقي يكبر ويكبر : لله ما أخذ و لله ما أعطى وكل شيء عندهـ بمقدار .
غرست اصابعي بشعري .. أسمع صوتها العذب بآخر جملة نطقتها لي " ديري بالك على سند يمه " ..
صرخت بألم وغصتي تطلع من حلقي وتبعثر ضيقي .. دفنت وجهي بالمخده ..
: آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ هـ ، يــُمــه .
بعد ساعات من البكى المتواصل .. صحيت على صوت مألوف .. ناظرت لصاحب الصوت ..
جوري ؟!
مسحت وجهي بكفوفي وتلفت أتأكد من مكاني بس بادرتني : قومي صلي المغرب ، وبدلي أمك برا تنتظرك .
كنت أحس بخطواتها تتبعني .. قضيت فرضي .. ناظرت لجوري بتواهان ..
: جوري ، وش صار ؟ أنا كنت أحلم .
هزت راسها بالنفي وهي تهمس : عظم الله أجركم وأحسن عزاكم وغفر لميتكم . شدي حيلك .
دفيتها بقوة عن طريقي وطلعت برا الغرفه .. شفت أمي وخواتي وأم أحمد وجواهر .. بين البكى والسواد اللي غشى الوجيه قبل العبايات .. فتحت باب غرفة أم سند .. فاضيه .. فــــــــــــــــاضيه .. ألتفت بقوة .. كانت أمي بوجهي .. شديت على إيديها ..
: يمــــــــه ، أمي عنوود وين ؟ أمـــــــــي عنــــــــــود وين ؟
ضمتني أمي بقوة . تحركات غريبه من البنات .. سريعه ومتداخله .. وشفت نور عيني و عضيدي وسندي قدامي .. بنظراته الحنونه .. إهتمامه اللي أبد مو غريب علينا .. قرب مني بلهفته الاخويه ..
شدني عن أمي وهو يهمس لي : آفـــآ عليك يا بسمه بدل ما تدعين لها بالرحمه هذا دعاك لها تبين تعذبينها بقبرها ، وش نسوي فيك وآلآ بزوجك المنهار ، خلاص يا قلبي بس .
ناظرت لوجهه الغالي : أســامه . والله كانت صاحيه ما فيها شي . نامت وهي توصيني . مدري إنها آخر وصيه . مـــــــــــدري . آ آ آ آ هـ .
مسح على راسي عدة مرات وهو يهمس : إششششش بسك يا قلبي ،
باس جبيني وكمل وهو يناظر لوجهي الغارق بالدموع : روحي صلي ركعتين وإستهدي بالله يللا يا قلبي بنفتح البيت للعزا يللا .
رفع عينه وهو يقول بصوت عالي : يـــــا دلاااااااال ،
كمل بعد ما سمعت خطوات قربت لنا : إقري عليها . لا أوصيك .
رجع ينادي : ربــــــــــى .
توجهت لغرفتي اللي لجأت لها جوري مع أمها وإختها .. حثتني جواهر بإيمانها ونور وجهها وطيب كلامها على الصبر وصلت معي ركعتين لعل ربي يصبرنا .. وبعد ما مرت ساعات الليل الاولى برفقة من حضر يعزي من الجيران .. ما بقى الا أهلي .. وحتى أهلي كانو يستعدون للخروج .. قبل خروجهم بدقايق .. قربت مني دلال وصفعتني بكلمة خلتني أصحى من غيبوبة حــــزن ..
قربت بخطى متردده لمجلس الرجال .. ثوب أبيض وشماغ أحمر بدون عقال وهيئة إنســآن .. رمى شماغه على ذراع الكنبه وقام متوسد الجدار .. قربت منه بتردد وبعقلي ما أسمع الا صوت دلال ..
" إذا أنتي عشتي معها كم شهر بس هو عاش معها عمره كله هي أمه "
" إذا أنتي عشتي معها كم شهر بس هو عاش معها عمره كله هي أمه "
" إذا أنتي عشتي معها كم شهر بس هو عاش معها عمره كله هي أمه "
شفت نتيجة ترددي بعيوني .. إنفجر ببكى مُر وهو يجلس بوهن على الارض .. طفــــــــل وفقد أمه ..
صوت المرحومه بإذن الله ، تردد على مسامعي لما خطبتني .
" ولــدي مزاجي صحيح بس رحوووم وأنا قطعه منه مثل ما هو قطعه مني "
" ديري بالك على سند يمه "
جلست قدامه وطبعت بوسه على راسه : إذكـر الله .
ما رد إلا بصوت باكي متألم : ليه للحين عايش ؟ ليه ما أخذنــّي معهن . تعبت والله تعبت .
بلعت غصتي بالعافيه وأنا أضم رآسه لصدري وأقرى عليه باللي أحفظه بصدري ..
*************
* عيون بلا نــوم ..عمل درامي لــ‘المنشد : مهند السلطان ،‘ محمد اليحيى ،‘ راشد الدوسري .
** الــــــبــــارت الــــثــــامــــن **
* دلال *
ضميت ربى وصوتي بدى يختفي من البكى ، رفضت أسوي عزومه كبيره خوف من كل شي . الله يسامحك يا جلال . طلعت معه بسيارته بدون أية همس ولا كلمة ، و ظل هذا حالنا إلين نزلنا وهو يسابقني للمصعد . دخلت بفستاني الابيض الناعم وصعدنا . ما كان ينسمع الا أصوات أنفاسنا .
أول ما دخلنا قال : مبروك .
ناظرته بحقد . بس كان منزل راسه وقال : إدخلي الغرفه بدلي . و تعالي أبيك بكلمة قبل العشا .
دخلت الغرفه وقفلت الباب . بدلت ، مسحت مكياجي . افففففف . أبي أصلي العشاء . و إلا كان ما فتحت القفل . كان واقف بدون شماغ ويناظر للشارع من الشباك .
: لو سمحت وين الحمام .
ناظرني بإبتسامه وهو يأشر على مكانه . توجهت له توضيت وغسلت وجهي بالصابون رجعت دخلت الغرفه . أخذ المفتاح . دببببببببب أوريه . صليت ولما خلصت شفته واقف عند راسي : صلي معي ركعتين السنه .
وقف قدامي وكبر . صليت معه وأول ما سلم لف علي وإبتسم : شلونك دلول ؟
: طيبه .
جلال : ما عجبتك الشقه !
: زينه .
جلال : امممممممم تتعشين ؟
: تعشيت .
جلال : وليه تتكلمين بهالطريقه ؟
: ولا شي . تعبانه وبأنام .
وقفت متنرفزه . بس وقف بسرعه وصار قبالي : شفيك .
خنقتني العبره .. نزلت راسي لان دموعي خانوني ونزلو . ضم وجهي بين إيديه وقال بهمس : يا عمري ليه الدموع ؟ أوعدك أعوضك عن كل شي .
نزلت إيديه : شتعوضني عنه . عن عمري . عن طفولتي . عن رضا عمي . عن ثقته فيني وبنفسي . شتبي تعوض لتعوض .
تكتف وقال بصوت هادي : إسمعيني دلول . الشي اللي صار مثل ما إنتي مجبوره عليه أنا بعد مجبور . فلذلك . لا تقعدين تنبشين بأشيا مضت وخلينا نبدى صح .
غطيت وجهي بكفوفي وأنا أصرخ : ما راح تفهمني . ما راح تفهمني ....
قاطعني لما نزل إيدي : بس يا قلبي بس . أنا مستعد أخذ من عمري وأعطيك و لا أشوف هالدموع تجرح خدودك .
أفلّت إيدي وصرت أضرب صدره العريض : أكرهك أكرهك . ما عندك إحساس ما تحس أنت ما تحس أكرهك أكر.....
حركت راسي بقوة . وأنا أتألم من راسي اللي مجموع ببكله كبيره تكسرت وحسيتها إنغرست براسي . جرني وأنا أتأوه حسيت إني دخت من كل شي من > قل الاكل > لقل النوم > لقل الراحه . رماني ع السرير و بمجرد ما أنحنى علي لفيت عنه وقمت ..
: غلطااااااااااااااان إذا تحسب إني بلين لك . غلطاااان .
مسك عضدي بقوة ، صارت عيني بعينه . فقلت بضعف عكس ثورتي تماماً : الله يخليك جلال .
بلع ريقه بوضوح وقال بصوت هامس : لازم تسمعيني . لازم نبدى بوضوح . هذي إن شا الله عشرة عمر . شوفي الحسنه بالموضوع . عشان خاطري إذا لي خاطر عندك . تهدين وتجين معي . جوعااان حدي ومابي أضايقك أو أخليك بدون أكل .
: تعطيني الامان .
جلال بإبتسامه : عليك الامان .
أرتخيت بجلستي : جلال . أنا ما أبي اكرهك . أنا أحبك .
جلس بهدوء : وأنا بعد أحبك . خلاص يا قلبي تعالي ناكل والله جوعان .
: بس . أبي ..
قاطعني وهو يشد يدي : تعالي بس . ترى أكلك .
جلست جنبه ولما بدى يتكلم إنطلقت وتناسيت كل شي . سولفنا عن دراستنا وعن الروحة والرده من المدرسه وعن الغدا والعشا والغسيل وكل كل شي .
وقفت وإستندت على باب الغرفه : وين تنام .
ناظرني بنص عين : بالغرفه وإلا تبين ظهري ينكسر على هالكنب .
: اتز اوكي . خليه يتكسر .
طير عيونه وانا مديت لساني وهربت لما شفته وقف . لحقني وحضني وأنا أضحك أبيه يفكني . لفني وتلاشت إبتسامتي لما شفت نظرته الغريبه تخللت نظراته .
: آآآ. اممممم .. ج . جـ .. ج لا ل.
مسح على شعري وقال بصوت هامس وواطي : دلال . حاسبي على تصرفاتك . طيب . حبيبي .
قلت بمثل نبرته : لا تقول حبيبي ولا عمري ولا حياتي ولا كل شي من ذا . إذا كل هذا يكتفى بدلول .
جلال بإبتسامه : بشرط .
: بعّد أول .
أفلتني بس ظل قريب وأشر على خده : أبي بوسه .
حسيت وجهي قلب نار . هزيت راسي بلا .
جلال : يا قلبـ.. دلول عشاني .
قلت بنبرة دلع إعتدته بطفولتي عند أبوي وبحضورهـ .. وإسمه لما كان عمري خمس سنين ..
: لوووووولي لاااااااا ..
باسني هو على خدي وحرارة أنفاسه باقيه : جيبي لي غطا من الغرفة الثانيه .
لما لقيته متمدد على أوسع كنبه موجوده قربت منه بشويش و غطيته .. هذي البداية ، الله يستر من تواليها ..
**********
* أسامة *
: الحمدلله قبلوني .
أمي : مبروك ، ومتى تباشر ؟
: بإذن الله قريب . كلمتو بسمه اليوم ؟
ربى متربعه فوق الكنبه : إيوا كلمتها تقول اليوم نفسيتها مع زوجها مره تمام أحسن من كل يوم . وقبل لا تسأل كلمنا دلال وتقول الحمد لله مرتاحه وما عليها شر إن شا الله .
إبتسمت على عفويتها : مشكوره .
هزت راسها بمرح : العفو أي خدمه سيدي أسامه .
ضحكت عليها وأنا أوقف : الله يعينك على نفسك ويعين ماهر عليك .
ذبلت إبتسامتها وبسرعه عجيبه إحمرت خدودها الممتلئيه وعيونها تعثرت بالفراغ تدور شي ترسي عليه .. ناظرت لامي وأنا أقول بحماس ومحبه ..
: يمه ، أبي وحده تشبه خواتي . أبي هالحيا وهالجمال ،، واا فديتهم يا ناااااااااس .
ربى تحمست وبعفويه : واااااااو جد أسومي بتخطب .
غمزت بضحكه : توني أقوووووول الحياااااااااا بس اللقافه . تؤ تؤ .
رميت بوسه بالهوا وطلعت للملحق .. تمددت قدام التلفزيون وغرقت بتفكيري الخااص ..
بدايةً : بسمة وحالة زوجها .....
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك