رواية حبيبتي اكتشفها بنفسي -2
إلتفت إليها وعلى وجهه نظرة عابسه. كان طويل القامه أطول مما تصورته ثم تذكرت أنها لم يسبق أن رأته واقفا. ففي المقابله كان جالسا وراء مكتبه.- نيكولا سلون، إنك تبدين كمرشد سياحي بكل معنى الكلمه بهذا الزي. كان صوته يختلف عن المقابله وكان يبتسم. شعرت نيكولا بسعاده وشكرته على ملاحظته.
- متى تبدئين بالعمل؟
- يوم الجمعه. أخذت نيكولا نفسا عميقا وهي تستجمع شجاعتها:
- أريد أن أطلب منك مساعده. لا أعرف إلى من أتجه. هل باستطاعتي أن أتكلم معك بانفراد ياسيد بيترسون؟
- بالطبع، تعالي معي.
البقية في العدد القادم ويارب تعجبكم وأتمنى تشجيعكم..
هلو ياحلوييين.. شلونكم؟
ومشكورين علمرور نورتوني والله...
وهذا البارت إلكم..
!! الفصل الثاني !!
! البارت الأول !
دخل بلاي بيتر سون من باب الغرفه التي يقف بجوارها وتبعته نيكولا، وإنتبهت إلى أن الغرفه تختلف كليا عن الغرفه التي تمت فيها المقابله.
كان إسم ديلاني قد كتب على الباب، والغرفه تليق بمدير إدارة شركه ديلاني هذا ماتصورته نيكولا.
كانت الغرفه قد غلفت من الداخل بالأخشاب ،والأرض مغطاة بالسجاد الثمين، وقد علقت على الحائط عدة لوحات جميله..
- حسنا؟
إنتقلت عينا نيكولا من الغرفه لتواجه السيد بيترسون.
- حسنا!. سألها السيد بيترسون للمره الثانية. كان لعينه بريق مميز، وكانت على شفتيه إبتسامه جميله.
أخذت نيكولا تفكر بهاتين الشفتين وما سيكون شعورها لو قبلها!! أحست فجأة بغرابة أفكارها لقد كانت لديها مشاكل كافية دون الإضافه إليها.
وأجابته قائلة:
- لقد كنت أتساءل، هل من الممكن أن أطلب قرضا ماليا! إلى حين إستلامي راتبي، أعلم أن هذه المسأله ليست من إختصاصك ،لكن لا أعلم إلى من أتوجه.
- باستطاعتي أن أساعدك... ورمقها بنظرة جعلت وجنتيها تحمران.
إنك حقا قد جازفت بكل ماتملكينه من النقود، أليس كذلك؟
تمالكت نيكولا أعصابها وقالت: أنت تعلم ذلك مقدما!
توقعت نيكولا إجابة منه ولكنها تعجبت إذ أنه لم يجبها بل أخرج دفترا لصكوكه الخاص به وبدأ يكتب.
- هل تكفيك هذه الكمية؟ سألها وهو يناولها الصك.
- نعم إنها تزيد على ما أحتاج إليه، لم أتصور أنه بامكانك أن تفعل هذا أعني إنك أحد أعضاء إدارة الأفراد أليس كذلك؟
- نعم، ولكن هناك بعض الأشياء التي بإمكاني القيام بها!
صمت السيد بيترسون قليلا ثم إستأنف كلامه:
- هل المجازفه من طبعك؟
كان يخاطبها بلهجة مازحة وازدادت دقات قلب نيكولا سرعة.وقالت:
- إن كان الأمر مهما بالنسبه لي فإني مستعده للمجازفه،
هل تعلم بأنك مجازف أيضا؟
نظر إليها بتعجب وقال:
- هل أنا كذلك؟
- لقد سلمتني الصك دون أن تكون لك سلطه بفعل ذلك، كما إنك تجلس في مكتب السيد ديلاني ولا أظنه يوافق على هذا.
ماذا سيكون رد فعله لو علم إنك تجلس هنا؟
إذا كان كلام نيكولا قد أغضبه فإنه أخفى ذلك وأجابها قائلا:
- حقا ماذا سيقول؟ ماذا سيقول؟ إذن.. أنت تعتقدين أن كلينا من المجازفين؟
كان وسيما للغاية. لابد وأن النساء تلتف حوله أينما ذهب كما تتساقط أوراق الأشجار في الخريف وتساءلت نيكولا مع نفسها فيما إذا كان متزوجا!
إتسعت إبتسامة السيد بيترسون وأخذت نيكولا تضحك وقال بلاي:
- إذن لقد وجدنا صفه مشتركه بيننا. هل إستمتعت بالدوره التدريبية؟
- نعم ،لقد إستمتعت بكل دقيقه.
- هل تعلمت الكثير؟
- كثيرا جدا. هل تعلم أن وزن خرطوم الفيل يصل أحيانا إلى ثلاثمئه باون؟
- لا أعلم ذلك.
- هو كذلك.
- لم أكن أعلم أن هذه الدورات التدريبية تتعمق في المواد لهذه الدرجه.
عندما يبتسم تظهر أسنانه، بيضاء جميله. إن النساء اللواتي يعتقدن أن الممثل توم كروز جميل، لم يروا بلاي بيترسون بعد.
- إن الدورة فعلا لاتتعمق بالمواد لهذه الدرجه.
لم تكن نيكولا على علم بأن بلاي بيترسون كان في الوقت ذاته يفكر بجمالها وبعينيها البراقتين وشعرها الجميل وإبتسامتها المشرقه.
إستمرت نيكولا في حديثها:
- لقد حصلت على هذه المعلومات من قراءة كتاب، لقد أكملت قراءة ثلاثة كتب عن عالم الحيوان كما ملئت كراسة كامله بالملاحظات المفيده.
لم يجبها بلاي بيترسون على الفور بل صمت قليلا ونظر إليها بطريقة جعلت قلبها يسرع.
ونطق أخيرا:
- لابد ان هذه الوظيفه تعني الكثير بالنسبه لك.
- نعم إنها تعني الكثير. أجابته برقه.
- إني سعيد لسماع ذلك.
كانت كلماته غير متوقعه.
أرادت نيكولا أن تسأله لماذا أعطيتني المنصب؟ لماذا وقع إختيارك علي بالذات؟بينما تقدم من طلب الوظيفه من هم أكثر كفاءة وخبرة مني. ولكنها منعت نفسها من السؤال، لقد إتفقنا على إنها فتاة مجازفه ولكن لاداعي بأن تجازف الآن.
فهاهي قد حصلت على الوظيفه ولكن هذه الأسئله قد راودتها كثيرا.
- هل لديك سؤال؟ سألها السيد بيترسون.
- لا.
- إذن أتمنى لك التوفيق، وسأقول لك مع السلامه.
ومد يده مصافحا، فمدت نيكولا يدها.
كانت يده قوية باردة الملمس.
لماذا شعرت بالحزن لإنتهاء حديثهما. هذا غريب جدا.
إبتسمت نيكولا إبتسامه واسعه لتطرد هذا الحزن الذي أصابها.
إستيقظت نيكولا فجر يوم الرحله وركضت لتفتح الشباك وهي ماتزال في لباس النوم، كانت السماء ماتزال مظلمه والشمس لم تشرق بعد، ولكن السماء كانت تدو صافية والنسيم رقيقا. بالتأكيد سيكون يوما جميلا، ولابد أن تكون الرحله ناجحه.
بعد بضع دقائق من الوقوف أمام الشباك المفتوح بدأت نيكولا تشعر بالبرودة.
بعد بضع ساعات من شروق الشمس سيكون الجو حارا أما الآن فالجو بارد.
وضعت نيكولا ذراعيها حولها في محاولة لتدفئة نفسها وأخذت تتأمل حديقة الفندق الصامته.
كانت أثناء النهار مليئة بالألوان أما الآن في الظلام كانت تبدو مخيفة غير واضحة المعالم.
نظرت نيكولا إلى ساعتها. كان بإمكانها أن تعود الى النوم لساعة على الأقل ولكن النوم قد هرب من عينيها.
كانت غرفتها في الفندق تحوي مدفأه صغيره وبعض حاجيات المطبخ وقد سبق أن إشترت بعض الحاجيات كي لاتضطر للذهاب إلى المطاعم أخذت تفكر باليوم الذي أمامها وهي تحتسي فنجانا من القهوة.
لم تستطع العوده إلى النوم فأخذت حماما دافئا وغسلت شعرها وارتدت زيها الجديد.
إن الشمس تشرق بسرعه في جنوب أفريقيا وما أن إنتهت من إرتداء زيها حتى كان بإمكانها أن ترى نفسها بالمرآة دون أن تشعل ضوءا.
وكانت سعيده بما رأته. كانت قد وضعت القليل من المكياج مع إنها لم تكن بحاجة له فكان بعينيها بريق تشوق لعملها الجديد وبشرتها قد إكتسبت لونا برونزيا جميلا نتجية أسبوع التدريب الذي أمضته في المخيم تحت الشمس.
- المرشد السياحي نيكولا سلون.
قالتها بصوت مرتفع وهي تنظر إلى صورتها في المرآة لقد أعطاها الزي الذي إرتده أناقه وأظهر رشاقة جسدها. حمدت الله أن بلاي بيترسون قد رآها وهي ترتدي هذا الزي.
التكمله في الطرييييق...
تكملة الفصل الثاني البارت الأول:
وصلت نيكولا إلى محطة الباص قبل الموعد. كانت تحمل ملفا يحوي أوراقا مختلفه. كان إسم السائق جون بايلي ولم يسبق أن تعرفت عليه ولكنهم أخبروها بأنه سيأتي بعد مدة قصيره.
وصل المسافرون قبل سائق الباص.
كانت نيكولا قد أمضت ساعات عديده في قراءة قائمة بأسماء المسافرين حتى أنها شعرت بأنها تعرفهم شخصيا ، كان عددهم يبلغ العشرين وأخذو يأتون أزواجا وافرادا واستقبلتهم نيكولا بإبتسامه جميله وهي تقول:
- مرحبا بكم إلى سفريات ديلاني السياحية أرجو أن تستمتعو بالرحله وأعطت كل مسافر ملفا يحوي معلومات عامه عن الرحله.
- شكرا. أجابها كل من السيد والسيده كان يبدو عليهما أنهما عروسان في شهر العسل وكانا من أصل إيطالي.
- لقد تطلعت للقيام برحلة كهذه منذ مدة طويله. قالت ذلك السيده بارنز، إمرأه في العقد الخامس من عمرها وتتكئ على عصاة في مشيتها.
وقررت نيكولا أن تجلسها في المقعد الأمامي حيث يوجد مجال لتضع عصاها.
كان بين المسافرين السيد والسيدة سلايد أمريكي الجنسية، كلاهما وسيمي الطلعه يحملان آلات التصوير وقدما نفسيهما لنيكولا باسمي بيل و مي.!
- أرجو أن تحصلا على صور جميله أثناء الرحله. قالت نيكولا وهي ترحب بهما.
- سيكون ذلك عظيما. أجابها بيل، سنريها إلى عوائلنا عند عودتنا.
وصل المسافرون رجالا ونساءا، كلهم متشوقون للرحله، باستثناء العروسين.
كان أصغر مسافر بينهم هو شاب أسمه ديريك مارسدن، طويل القامه ذو شعر أحمر. رمق نيكولا بنظرة جعلت نيكولا تبتسم.
- يجب أن أجلس إلى جانبك. قال ديريك مبتسما.
- هذه سفره سياحية في الأحراش وليست مكانا للمواعيد كما أني مرشدتك السياحية.
لقد أشرفت المقاعد الخالية على الإنتهاء فلماذا لاتجد لك مكانا ياسيد مارسدن؟
- أرجو أن تناديني ديريك. أجابها بلطافه وقال: متى سنصل يانيكولا؟ هل تسمحين لي أن أدعوك باسمك؟
- بالطبع الجميع سيناديني باسمي.
قطبت نيكولا حاجبيها وهي تنظر إلى الساعه. سنرحل بعد دقائق.
نحن بانتظار مسافر واح لم يصل لحد الآن. السيده جلوريا باين. كان الإسم قد أضيف إلى نهاية القائمه كان واضحا أن حجزها قد جاء في اللحظه الأخيره.
- كما إن السائق لم يصل لحد الآن، ولا أعلم أين هو!
- إنه هنا. أجابها صوت مألوف.
إلتفتت نيكولا بسرعه وشهقت: أنت!
كان بلاي بيترسون يبدو مختلفا اليوم، فهو يرتدي زيا مشابها للذي ترتديه نيكولا.
- هذا مستحيل قالت نيكولا وهي تنظر إلى لائحة المسافرين.
- لقد كتب هنا اسم السائق جون بايلي.
أجاب بلاي:
- لقد أخذت مكانه وهاهي المسافره التي كنت تنتظرينها.
نظرت نيكولا إلى المرأه التي تقف بجانب بلاي فإذا بها إمرأه فارعه الطول ذات شعر أشقر طويل فائقة الجمال ترتدي بنطلونا أنيقا وتقف بقرب بلاي بطريقه توحي للناظر أنها تعرفه منذ مدة.
حاولت نيكولا أن تخفي إنزعاجها فابتسمت لجلوريا قائله:
- إني سعيده بوجودك معنا ياسيده باين أرجو أن تقضي وقتا ممتعا.
إبتسمت جلوريا باين وهي تنظر للسيد بيترسون: إني واثقه من إني سأقضي وقتا سعيدا.. هل تأتي معي يابلاي؟
- بعد قليل. إذهبي مع نيكولا لتجد لكي مقعدا.
راقبت نيكولا جلوريا وهي تصعد إلى الباص بساقيها الطويلتين.
ثم إلتفتت إلى الرجل الواقف إلى جانبها:
- سيد بيترسون إني لا أفهم...
- سنتكلم فيما بعد. أجابها السيد بيترسون نحن في طريقنا إلى سفره سياحية في الاحراش الأفريقية فلا داعي للرسميات، أرجو أن تناديني بإسمي بلاي.
أحست نيكولا بالتوتر وهي تصعد إلى الباص وبلاي وراءها كانت السيده بارنز تجلس في المقعد الأمامي وتبدو منزعجه وجلوريا تقف إلى جانبها.
- هل لديكم مشكله؟ سألت نيكولا.
- إن هذا سخف. قالت جلوريا ووجهت كلامها إلى بلاي متجاهلة نيكولا.، أردت ان أجلس هنا.
- إن المقعد قد حجز من قبل السيده بارنز. أجابت نيكولا بأدب، هناك مقعد إلى الخلف قليلا.
- أعلم ذلك أجابت جلوريا وقد نفد صبرها، إني أريد هذا المقعد بالذات.
- بإمكاني أن أنتقل إلى مقعد آخر،أجابت السيده بارنز والإنزعاج واضح على وجهها.
سكت المسافرون جميعا وكأنهم ينتظرون نتيجة هذه المشاحنات.
لم تتوقع نيكولا أن يحدث شيئا كهذا في رحلتها أنه أول إختبار يواجهها.
- لاداعي لأن تنتقلي ياسيده بارنز. قالت نيكولا بهدوء.
- لقد إقترحت هي الأمر، قالت جلوريا.
- إني لن أتضايق إذا إنتقلت إلى مقعد آخر. قالت السيده بارنز.
- إنك لن ترتاحي هناك. هذا المقعد أحسن لك، قالت نيكولا في محاوله للسيطره على الوضع.
- بلاي..! نادت جلوريا مستنجدة به.
ياإلهي لاتدعه يجيب لاتدعه يقول شيئا، قالت نيكولا وهي تحادث نفسها إذا حدث فهذا يعني أنه لايحترمني ولن يحترمني الركاب بعد ذلك.
- إني مسؤوله هنا ياسيده باين وأرجو أن تجلسي في مقعدك حتى تبدأ الرحله فنحن مستعدون للإنطلاق..كانت نيكولا تتحدث بحزم.
ألقت جلوريا باين نظره أخيره على بلاي قبل أن تجلس، لم تتمكن نيكولا من رؤية وجه بلاي الذي كان يقف وراءها ولكنها رأت وجه جلوريا كانت نظرتها غريبه وكأنها تعلم شيئا لاتعلمه نيكولا.
بقى بلاي صامتا لم يتكلم وبعد لحظات إلتفتت جلوريا إلى نيكولا بنظره مليئه بالحقد والكراهية ثم جلست في مقعدها.
تنفست نيكولا الصعداء واتجهت إلى مقدمة الباص واستلمت المايكروفون في يدها وبدأت ترحب بالمسافرين:
- إسمي نيكولا وأنا مرشدكم السياحي، سائقنا اليوم يدعى بلاي، ونتمنى أن تستمتعوا بالرحله.
بينما هم يسلكون الطريق الذي يتجه إلى خارج المدينة أخذت نيكولا تريهم المعالم المختلفه والأعشاب والحشائش البرية كما حدثتهم عن مزارع البرتقال والتبغ التي تشتهر بها المنطقه. جعلت نيكولا كلامها قصيرا ومفيدا حتى لاتزعج المسافرين.
قبل أن يصلو إلى حديقه الحيوانات البرية أوقف بلاي الباص وأخبرتهم نيكولا أن من يشعر منهم برغبه في شرب شاي أو قهوة أو الذهاب إلى دوره المياه يجب أن يفعل الآن لأنهم لن يستطيعو النزول من الباص عند دخولهم إلى الحديقه إلى أن يصلو إلى المخيم.
إنتهى البارت..
أرجو لكم قراءه ممتعه ياحبايبي...
أهليييين حياااااتوو..
هذا البارت وصللل...
!! الفصل الثاني !!
! البارت الثاني !
عندما عاد بلاي إلى الباص كان المسافرون متشوقين للدخول إلى حديقة الحيوانات وقد أخرجوا آلات التصوير إستعدادا لإلتقاط الصور ومال الجميع بجلسته باتجاه النوافذ باستثناء جلوريا التي كان يبدو عليها الضجر وتساءلت نيكولا عن السبب الذي جعلها تشترك في رحلة كهذه ونظرت باتجاه بلاي الذي كان يجلس خلف مقود الباص بكل ثقة نفس وكأن هذا هو عمله المعتاد.
إنه أحد أفراد الإداره، ماذا حدث لجون بايلي؟ ماذا يفعل بلاي هنا؟ إن بلاي بيترسون لديه الكثير ليشرحه.
بعد قليل وصلو إلى مدخل الحديقة الحجري، واستعدت نيكولا لأداء عملها. إنها الآن مرشده سياحية فعلا.
أمسكت المايكروفون بيدها وحدثتهم قليلا عن ماقد يرونه في طريقهم. بعد أن ساروا حوالي ربع ساعه إنتبهت نيكولا أن شيئا بني اللون يختبئ وراء الأشجار ومالت إلى الأمام قليلا ولمست كتف بلاي:
- لقد رأيت شيئا.
أوقف بلاي الباص وتمنت نيكولا أن يظهر هذا الحيوان المختبئ ليرضي السياح.
- ماهو؟ سأل السياح وهم ينظرن من النافذه وآلات التصوير في أيديهم.
لبضع لحظات لم تتبين نيكولا سوى لون بني بين الأشجار، لعلها قد أخطأت ولكنها لاحظت حركة أيضا، لقد كان الحيوان مختبئ بصوره جيده.
- هل سنتوقف هكذا كلما تخيلت نيكولا شيئا؟ قالت جلوريا بصوره غير لطيفه.
لم يعرها أحد أي إهتمام حتى بلاي الذي أعاد تشغيل محرك الباص وتقدم ببطئ حوالي مسافة متر واحد بحيث يتمكن الناظر من رؤية الحيوان بصورة أحسن لقد كان كبيرا بلا شك.
- ماذا الآن؟ سألت نيكولا.
- أطفأ بلاي محرك الباص وقال: لننتظر قليلا.
- ألن يزعجك الإنتظار؟
إلتفت بلاي إليها وقال مازحا:
- أنت المرشدة.
كلما نظرت نيكولا إلى بلاي أحست بشعور غريب لم يسبق أن شعرت به من قبل.
وقالت بصوت خافت:
- أود الإنتظار، أنا حقا مرشد سياحي لقد إرتديت الزي صباح اليوم ووقفت أمام المرآة وقلت بصوت عال " نيكولا سلون المرشد السياحي" وحتى وقتها لم أصدق نفسي.
- والآن؟ سألها بلاي.
- الآن فقط بدأت أصدق.
تعالت أصوات السياح:
- ها قد بدأ وحشك بالتحرك سنتمكن من رؤيته بوضوح يانيكولا.
كان الحيوان يتحرك فعلا باتجاه الشارع، وفجأة خرجت من بين الأشجار زرافه طويله الرقبه، توقفت الزرافه قليلا من سيرها ونظرت إلى الباص ثم إستدارت إلى أحد الأشجار وبدأت تأكل أوراقها وبدأ الجميع بالتقاط الصور.
إنتبهت نيكولا إلى حركة أخرى: هاهي زرافة أخرى لابد أنها الزوج!
بعد قليل جاءت الزرافة الثانية ووقفت تأكل بجانب الأولى.
- هل أنت مستعده للذهاب الآن؟ سألها بلاي.
- لننتظر بضع دقائق أخرى. لقد كان لديها شعور داخلي أن هناك زرافات أخرى، وبسعادة نظرت لترى زرافتين صغيرتي الحجم تخرجان من بين الأشجار.
أخذت نيكولا تضحك، كان لضحكتها رنة جميله، كانت تضحك بدون تحفظ ولم تلاحظ أن عيني رجلين في الباص كانا يراقبان ضحكتها هذه.
- عظيم. قال السيد سلايد
- إن منظر هذه الزرافات جميل حقا. قالت السيده بارنز.
لم تسمع نيكولا كلامهما لم تسمع سوى بلاي وهو يقول لها:
- لقد أحسنت العمل.
بدأ الباص بالتحرك مرة ثانية وعادت نيكولا تنظر من النافذه أنها بداية جيده.
¤..¤..¤..¤..¤
شعرت نيكولا وهي تدق باب الشاليه باضطراب وقد زادت خفقات قلبها بسرعه: لاتكوني غبية. قالت مخاطبة نفسها لقد جئت لإنجاز عمل فلا تضطربي هكذا..
سمعت جوابا من الداخل:
- أدخل.
فتحت الباب ودخلت.
كان بلاي قد أدار ظهره للباب كان يرتدي بنطلونا قصيرا أما صدره وظهره فكانا عاريين ولم يكن يرتدي حذاء. من الواضح أنه قد خرج للتو من الحمام فشعره مبلل.
وقال:
- قدومك بهذه السرعه!!
قالها دون أن يستدير ليرى من قد دخل.
تعجبت نيكولا فكيف له أن يعلم أنها ستأتي، واجابته:
- بإمكاني أن أعود فيما بعد إن أردت. كانت تتكلم بصعوبه.
عندما سمع صوتها بلاي إستدار سريعا والدهشة على وجهه: نيكولا!!
- إني آسف كان يجب علي أن أنتظر قليلا. تقدم بلاي خطوة باتجاهها وأكمل: ماذا تفعلين هنا؟
- ولكنك قلت... وتوقفت نيكولا في كلامها وشعرت فجأة بجفاف في فمها،
- لقد كنت تتوقع قدوم شخص آخر.
أخذ بلاي خطوة أخرى باتجاهها، لم يسبق لنيكولا أن رأت رجلا مثله كان عريض الكتفين طويل القامه كله رجوله. كانت الغرفه واسعه مثل غرفتها لكن بوجودها هنا مع بلاي بمفردها كانت تبدو صغيرة جدا.
نظر إلى عينيها وقال:
- ماذا تفعلين هنا؟
ماهذا؟ من المؤكد أنها مجنونه كيف سمحت لنفسها أن تأتي لغرفته، لقد كانت تعلم تأثيره القوي عليها.. فأجابت قائله:
- سنتكلم فيما بعد.
كانت على وشك أن تترك الغرفه عندما شعرت بيديه تمسكان يديها.
- بلاي...
- لابد أنك متشوقة لرؤيتي ماذا بك؟ هل جئت تطلبين قبله؟
- إنك واثق من نفسك جدا!!
- حقا؟ قالها وهو يضحك وبدون إنذار جذبها إليه وأمسكها بقوه.
- نعم، إنك واثق من نفسك لأبعد الحدود!
ضحك مرة ثانية:
- لماذا يرتجف جسدك هكذا؟
رفعت نيكولا رأسها في محاولة لسيطرة أعصابها على الموقف واجابته:
- إني تعودت أن أختار أصحابي بنفسي. أرجو أن تطلق يدي.
أفلت بلاي قبضته، واتجهت نيكولا مسرعة إلى الباب:
- لماذا أتيت يانيكولا؟ سألها برقه.
- أردت أن أعرف سبب وجودك هنا بدلا من جون بايلي، ولقد فهمت.!
- لعل الأمر لايبدو مهما بالنسبه لك لكنه مهم بالنسبة لي.. أو.. لعله يبدو كذلك.
- حقا.
- لقد بدا الأمر مهما عندما رأيتك في الباص صباح اليوم.
- ألم يعد مهما الآن؟
- لا. أجابت نيكولا ولكنها كانت تكذب.
- لقد كان جون مريضا.
- لماذا لم يرسلو سائقا آخر ليحل محله؟
بالرغم من غضبها لم تستطع أن تبعد عينيها عنه.لقد كان وسيما للغاية.
- إني أحب القيام بأعمال مختلفه. قال بلاي وهو يشرح الأمور: إني كنت متشوقا لقيادة الباص في سفرة سياحية.
- تعني فعلت هذا لمتعتك الشخصية فقط؟ أجابت بلهجه غاضبه.
- نعم فعلت ذلك لمتعتي الشخصية. أجابها بلاي وهو يمد يده ليمسك وجهها ثم رقبتها. لم تتمكن نيكولا من الحركه. كانت نيكولا تبذل جهدا كبيرا لتخفي مايجول في نفسها.
التكمله..بعد قليل...
التكمله:
!!الفصل الثاني!!
!البارت الثاني!
- كنت أعتقد أنك ستفهمين الأمور. قال بلاي برقه.
- أنا؟ أجابت نيكولا بدهشه.
- نعم أنت يانيكولا! لقد قلت أن كلينا من المجازفين هل تستغربين إذا شعرت أنا برغبه في تغيير عملي؟
- هذا جائز ولكن هناك شيئ لا أشترك فيه معك.
إذا كنت ممن يبحثون عن مغامرات عاطفية عابره، فأنا لست من هذا الصنف يابلاي بيترسون.
- لقد كنت أعتقد أن كل النساء من هذا الصنف.
نظرت نيكولا إلى بلاي وتعجبت من طريقة كلامه فاجابته قائله:
- أعتقد أنك قابلت امرأه غير مناسبه.
- لعل ذلك صحيح.
لقد كان ماتصورته عن بلاي صحيحا. إن النساء فعلا يتهافتن عليه هذا واضح من تصرفاته فها هو يظن أنها ستستسلم له بهذه السهوله ولا عجب من هذا فهو وسيم للغاية.
- يجب أن أذهب الآن. قالت نيكول بصوت متقطع: لقد كنت تتوقع قدوم أحد ما عندما دخلت.
نظر إليها بلاي وتعجب لبراءتها وسذاجتها. وتعجبت نيكولا لنظرته ثم أدركت السبب وقالت: جلوريا؟
- نعم، جلوريا. أجابها بلاي.
شعرت نيكولا بألم حاد في صدرها عند سماع هذا الإسم على شفتيه وقالت بصوت خافت:
- لازال الوقت مبكرا لم تمض نصف ساعه منذ وصولنا. لابد أنها ستأتي لا تيأس.
- لا لن أيأس. قالها بطريقه ساخره،
خرجت نيكولا وأقفلت الباب خلفها.
لم تكن نيكولا قد إبتعدت عن شاليه بلاي أكثر من خمسين خطوه عندما لمحت جلوريا متجهه إليه.
توقفت نيكولا في سيرها ونظرت إلى جلوريا التي كانت تبدو جميله كالعاده. ولكن لماذا تشعر بالتفاهه. إن حياة بلاي الخاصه لاتهمها بأي شيئ، لذلك حاولت أن تتحاشى محادثة جلوريا ثم سارت بالإتجاه المعاكس ولكنها قد تأخرت فقد رأتها جلوريا وهاهي تسير باتجاه نيكولا.
- نيكولا!
- أهلا سيده باين. أرجو أن يكون سكنك قد راق لك؟
- نعم. لماذا تحادثيني بلهجة رسمية؟
- حسنا إذن سأناديك بجلوريا.
كانت جلوريا ترتدي بنطلونا مختلفا، يبدو عليه أنه باهظ الثمن وكأنها قد دخلت إلى محل ألبسه مختص بالأزياء اللائقه بالأحراش الأفريقية.
- لقد لاحظت إنك لاتخاطبين بلاي بلهجة رسمية يانيكولا.
- ماذا تعنين بذلك؟
- إذا لم أكن مخطئه فذاك الشاليه خاص به. وقد خرجت منه منذ دقائق!
- لا أنت لست مخطئه.
- لابد أنك كنت متشوقه لوضع يديك على بلاي؟
كانت نيكولا تفكر بان جلوريا لها نفس طريقة بلاي في التفكير وأرادت أن تجيب بكلام لاذع، ولكنها تذكرت أنها تعمل لشركة ديلاني وأنها مرشده سياحية، ويجب أن تعامل الزبائن بصوره جيده حتى إذا كانو مخطئين في تصرفاتهم.
فأجابتها:
- من هذه الناحية فأنت مخطئه جدا في تصوراتك! لقد كانت لدي بعض المواضيع التي أردت أن أبحثها مع بلاي والتي تخص الرحله.
- ياإلهي أنك كفوءة للغاية لم يمض نصف ساعه على وصولنا وحتما أنت تهتمين بالإستعدادات الأخرى.
- نعم. وبما أني لم أكمل الإستعدادات ،علي أن أذهب.
- بعد لحظه ليس الآن. قالت جلوريا، ومدت يدها لتمسك بذراع نيكولا.
- أود أن أخبرك بأن بلاي باستطاعته إلتهام الفتيات الصغيرات في جلسه واحده.
نفذ صبر نيكولا فاجابتها قائله:
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك