رواية في أحضان الجنوب -8
الأم المُتوفآه والجده الحنون والأخت المفقودوالقدوه العُليآ ترتجي الحنآن وتتلمس الحب حتى تهدأ جمره سكنت فؤآدهآ
همس الجد [ سوآتك يآ يبه مآهي بسوآه بس فرحتي فيك منعتني أشيل بقلبي عليك ]
أبتسمت له بحب [ أنت شوف فجر بس وترضى عني ]
أكملت بفرح وهي تدخل عن الشمس من البآب الأزرق الحديدي
[ أحمد يسلم عليكم كثير السلآم , وهذي فجر يآ جده صرت أم أخيراً ]
تحدثت الجده بفرح [ تعآلي يآ قلب جدتك تغدي وعطينآ علومك كلهآ والله يآ أنـآ شلنآ همك بعد هالسيول اللي مآكآنت لآ ع البآل ولآ ع الخآطر ] أخذ الجد فجر ودخل بِهآ لتعآودهُ ذكريآت طفيفه
من زمآنٍ سآبق وهو يستحضر حنآن الطفله ترفل بسعآده بين يديه
همت الجده بالدخول للمطبخ لـ تضع بقيآ طعآم قد طهته لعجوزهآ قبل الآن
حتى تسد رمق حفيدتهآ..
..
تقف على عتبة [ غرفتهآ ] جنتهآ السآبقه حآملة ذكريآتهآ وحآوية آلآمهآ ودموعهآ
مُصآحبه لأجمل لحضآتهآ وموآسيه لأتعس أوقآتهآ
دخلت الغرفه المُهتريه اللتي عنت لهآ الكثير فتهيض الوجدآن
وتجددت الذآكره بمشآهد لم تنسآهآ ولكن غفلت عنهآ وسط رُكآمٍ من متآعب
في ركنٍ مآ هُنآ أغمض عينيهآ بيديه ليفآجأهآ بعودته مُبكراً ...
وفي طرفٍ آخر هُنآك توسدت ذرآعه وتخآلطت أنفآسهآ الرقيقه بأنفآسه القويه
حتى شكلت أسمى معآني الحب
وعند المرئآه أقسم لهآ أنهآ أجمل من تكون على وجه الكره الأرضيه
وعلى الشُرفه نثر لهآ كلمآت الغزل وشببهآ بالقمر في أعآلي الأُفق
....
(بُعدنآ عمآ يُثير ذكريآتنآ قد يكون في بعض الأحيآن بمثآبة الرآحه لنآ
لربمآ تخللت أذهآننآ بعض المشآهد والموآقف لكنهآ لآتكون بحجم الألم اللذي يعترينآ
عندمآ نتلمس أمكنتهآ )
...
أستعآذت من الشيطآن ثلآث قبل أن تبدأ في مرآحل دموع لآ تنضب
تريد أن تدخل الفرحه على قلب جديهآ وتُسعدهمآ
تريد أستئصآل مآ أرقهآ من الحكآيآ المُنمقه اللتي سوف تحكيهآ لهم
أيقنت لوهله أن فجر تحتآج لأم قويه لآ تتسآقط دموعهآ أبداً
.
منظر أم فيصل وهي تنهآر وقف كالغصه في [بلعومهآ] لأ تستطيع محوه
ليس بالسًآهل أن ينهآر أمآمك من تُحب
وخنآجر تطعن القلب أن تكون أنت سبباً في أنهيآره دون علم منك وبحسن نيه
....
كمآ أنهُ في المُقآبل ليس سهلاً على أم فيصل أن ترى من أحبتهآ وفرحت بقدومهآ
وأستشفت منهآ الطيبه والرقه حتى انهآ كآنت تستحضر أبنتهآ بوجودهآ
تمتطي قلبهآ وتدمي جرآحاً لم تبرى من سنين
من ثم تنزع دمدمآت رآكمتهآ الأيآم
............
تحدثت شُكريه بخوف كبير بعد أن أعآدت مآ أخرجته سلوى وحنآن لمكآنه
وقفلت البآب المُؤدي للدرج [ بس هذآ اللي سآر بآبآ ]
همس بهآ فيصل بعد أن جلس على درجآت الـ[ دكه ] [ طيب خلآص روحي ]
شعر بأمرٍ مآ يعتريه كره لحظي لـ حنآن لأنهآ جلبت ذآك الكم الهآئل من الدموع لوآلدته
ومن ثم تذكر تلك العقرب ومآكآنت تفعل
ولو لآ توصيآت قريبتهآ اللتي تُعتبر من أعز صديقآت وآلدته لطردهآ منذو زمن
شعر أن الأمور مُعقده يحتآج لطرف الخيط حتى يتوصل للحقيقه المُبهمه ثمت أمرٍ مآ يصرخ دآخله
أن حنآن لآ يد لهآ بحرقة قلب وآلدته
أفكآر أن جلبنآهآ بالعقل أتتنآ مُطيعه مُلبيه مآ من فآئده ستجنيهآ حنآن بفعلتهآ هذه
.
لآزآلت الصدمه تُحيط بالعجوز الحكيمه القويه والآ لأستطآعت فك خيوط الخُطه السخيفه اللتي بآتت
وآضحة المعآلم قبل وقوعهآ
....
(البشر اللذين يتمتعون بأمرآض كهذه تكون خططهم
بدآئيه جداً فالوقوف عند هدف معين في خطةٍ مآ
يزيد من أختلآل توآزنهآ ومن ثم سُرعة أكتشآف حبكتهآ التآفهه )
وقضى ليلتهُ تلك مصآرعاً للأوهآم والشكوك مُحآولاً التوصل لأستنتآج
مُقنع ..
.
.
يومٌ آخر قد أقبل بعد ليلةٍ مريره
تخللت أعمآق أم فيصل بكوآبيس يقضه لعينه
وأنتزعت قلب حنآن لشعورٍ بالذنب أستوطنهآ
عآنقت فجر فيهآ مسكن أبويهآ لأول مره في حيآتهآ
فحضيت بحنآنه الفآئق وهو أبعدُ مآ يكون عنهآ تحدثت الأم لطفلتهآ
عن أبيهآ وعشقٌ مجنون أستوطنهم
كآنت هي بذرتهم وحصآدهم في آخر المطآف
,
,
أستكآن الجد والجده وهدأت عوآصفهم بعد أن عآدت لهم أبنتهم
أستقرت أعينهم وتوقفت رجفة قلوبهم لعودتهآ
صدح صوت الجد محمد مُهللاً مُكبراً في الأرجآء مآضياً دون همٍ يعتريه في شأنه
تحدث لهم بعد أن رئآهم في الـ[حوش] فجر في أحضآن الجده المُحبه
مُعرضتهآ لشمس الصبآح المُشعه البآرده
وحنآن تضع الفطور على الـ[ فرشه ]
[ صبحكم الله بالخير ]
همست الجده بفرحه مُتغلغله أعمآقهآ [ صبحك الله بالنور والسرور ]
ردت حنآن بذآت الفرحه المُحلقه في أعآلي سمآؤهم [ تعآل يآ جدي أفطر ]
البرد شديد ولكن الشمس تضفي الدفئ القليل فأصبح جو عجيب تمآزج البرد فيه بأشعة الشمس
أجوآء تجلب الرآحه والأستقرآر
همس الجد بحب [ كيف فجورتنآ اليوم ]
أبتسمت حنآن بحمآس [ من صحيت وجده ومي رآضيه تنزلهآ من حضنهآ ]
قهقت الجده بحب [ مآ أخبر أني نزلتك من حضني زمآن ]
شآطرهم الجد الأبتسآمه وهو يشرح لحنآن [ كآنت مآ تطآلع في وجهي الآ ليآمنك رقدتي ]
تعآلت الضحكآت وسط دهشة الجده [ يآويلك من ربي والله اني مآعمري قصرت عليك ]
أستند على العصآيه الخشبيه بعد أن سد رمق جوعه
[ أنآ بروح عند سآلم شويه ] ألتفت للجده مُكملاً الحديث
[ نسيت أقولك أمس ترى اليوم الشيخ مسوي عزيمه كبيره في بيته
وذآبح ذبآيح عشآن الطريق أنفك والوديآن شربت (أمتلأت بالميآه )وعآزم القريه كلهآ ] تمتمت الجده
[أنشآء الله خير ]
أبتسمت حنآن بفرح
خلود الصديقه الوفيه أن شآئت الأقدآر فستحضى برفقتهآ هذه الليله
لتنعم بعد شهورٍ كثيره بأحضآن الصديقه المفقوده
,,,,
وللحديث بقيه[14]
بدآيــة شقآء ..
أنهيآر مُفآجئ لم يكن بالحسبآن من الطبيعي أن يخلف كم هآئل من الأكتئآب
مشهد عجوزٌ شآمخه قويه صآبره تهوي وتتسآقط كمآ عِقد لؤلؤ ليس من السهل أن يُمحى
ولآ يترك الأثر البآلغ ...
أبتسم فيصل لوآلدته بحب
[ صبحك الله بالخير يآلغآليه ] قبل جبينهآ بحنآن بآلغ
[ بشريني عنك اليوم عسآك طيبه ]
بآدلته ابتسآمه صفرآء بآهته لآ تحمل أي معنى
[ الحمد لله بخير يآ جعلك بخير الله يرضى عنك دنيآ وآخره ]
مُحآولاً أستغلآل لحضآت نسيآنهآ
آملاً في أخرآجهآ من قوقعه دخلتهآ رغماً عنهآ
[ هآ يمه ترآك مآ قلتيلي وش سويتي مع العروس؟ ]
أبتسمت له بحب مُتجآهله آلآمهآ
[ أطلع الحين خلني أقوم
أتوضى وأصلي الضحى ثم أجيك ]
قهقه لهآ بفرح
[ أشوف طآري العرس مفرحك أكثر مني ]
أرتسمت على معآلم وجههآ فرحه كآنت مدفونه مسآء الأمس
[ والله يآزينٍ فيهآ مآشفته بأحد أخلآق وجمآل بس أنت قم عني خلني أصلي
ثم أعطيك العلم
وقل لشكريه تسوي لي قهوه رآسي مصدع ]
توجه للبآب وهو يتمتم [ ذبحتك هالقهوه]
..
..
لم يعد يهتم لأمرٍ مآ سوآهآ
تكبدت المشآق له ومن أجله
أيُ زوآجٍ سيقدم له وأيٌ حيآةٍ سيرفل تحت أجنحتهآ
وعشقٌ قد تربع في القلب وأفترش الوجدآن ,
أجهد ذآته طيلة الأيآم السآبقه بسؤآل أرقه وفتك به
[ كيْف أحبهآ وهو لم يرآهآ الآ مرآت معدوده؟؟؟
كيف أستوطنت فؤآده
وهو قد رأى من هم أجمل منهآ بمئآت المرآت ؟ ]
مآ من أجآبه تشفي غلٌ أستوطن ذآته لنجزم أن الحب أو العشق
هو أمر خآرج عن أرآدتنآ وليس ضمن ترتيبآتنآ ورغبآتنآ
...
منزل آخر جديد
يبعد عن منزل أم فيصل كم متر فقط ليس بالقديم المُهتري من اللبن
ولآ بالجديد المُفعم بالألوآن والنقوش
يعتبر من بيوت الطبقآت المُتوسطه تصميمه تقريباً مُشآبه لمنزل فيصل الآ أنه أصغر منه بكثير
[حوش ] وغرف تظهرمخآرجهآ جميعاً على ذآت المكآن
عآئله ترفرف على سمآئهم السكينه
أبٌ يسعى جآهداً ورآء الكسب الحلآل والخير
وأربعُ بنآتُ مُفعمين بالحيويه والنشآط يلتفون بأستقرآر نفسي وحيآة لآ تخلوآ من المُنغصآت ولكن تُعتبر
توآفه أمور مُقآرنه بالمصآئب الكبيره ...
صرخت سُعآد
[ هيييييه أنتي خلآص مآصآرت كله تفكرين بحبيب القلب يآ الله قومي السآعه تسعه ]
تمتمت سآره بحرج [ مو شغلك بعدين لسع مآ أخذته عشآن يصير حبيب القلب
والله بررررد خليني أنآم شوي ]
دفنت نفسهآ أكثر في بطًآنيتهآ اللتي تحمل اللون الأخضر
دخلت هُدى في الحوآر كعآدتهآ السيئه في بعض الأحيآن و المرحه في أحيآن أُخرى
[ عيني في عينك أتحدى أذآ مآكنتي سهرآنه أمس تفكرين فيه ]
أعتلتهآ حمره زآدت من جمآلهآ وأظهرت بشرتهآ البُرنزيه وهي تعتدل في جلستهآ [ يمممممه شوفي بنآتك السخيفآت ]
ألقت ندآ خُدآديه صغيره كآنت قد أحتضنتهآ ووضعت كتآب [الجُغرآفيآ]
فوقهآ حتى تكتب دروسهآ
[ مو كل مآقلنآ شي يالبزره نآديتي علينآ أمي ]
زفرت سآره الأف من أعمآقهآ لتعليقآت أَخوآتِهآ صفصفت فرآشهآ
ووضعته خلف البآب الخشبي
[غرفه] كبيره لآ بأس بِهآ تحوي خزآنتين من البلآبس ومرئآه جميله تليق بفتيآت أمثآلهن
..
بسآطه في المعيشه تفوق الوصف ولكن السعآده في جمعتهن وهي ملحُ الحيآة
تنآولت المِشط بتوتر سرحت شعرهآ على عجل وسط نظرآت الدهشه من أخوتهآ
أرتدت [القميص] الأزرق الفآتح وأنطلقت تتبع آثآر وآلدتهآ في الخآرج
هرباً من الأحراج من ثم بُعداً عن التوتر والتعليقآت
....
....
تفجرت هُدى بضحكآتهآ العآليه [ وش فيهآ تتصرف كيذآ مي بصآحيه اليوم أبد ]
تعآلت القهقهآت من الغرفه تدخلت بعدهآ سُعآد [ يختي يحق لهآ خلوهآ تنبسط وفيصل مو أي وآحد ]
زفرت ندآ [ أقول أنتي الثآنيه لآ يكون غيرآنه ؟؟ ]
رفعت سُعآد حوآجبهآ بدهشه [ لآ بسم الله علي حبيب قلبي في رسم الخدمه
لو أقوله بكرى جآني ركض وتزوجنآ ]
.
.
.
همست الأم بفرح [ تعآلي يآ سآره أفطري يآجعلي أشوف عيآلك اليوم قبل بكرآ]
لآزآل التوتر حليفهآ والأحرآجآت مُرآفقه لهآ أبتسمت بخجل وهي تنثني بحب وتقبل رأس وآلدتهآ
[ أفرحي بسعآد أول مو هي أكبر مني ]
أصدرت الأم المُحبه قهقهآتهآ [ أختك ذي مآ بتتزوج لين تحج البقر على قرونهآ ]
تعآلت ضحكآت سآره الخجول في الأرجآء فرحاً لـ أن الأضوآء أبتعدت عنهآ وهي تستمع لصرخآت سُعآد
المُقبله عليهم من المطبخ تحمل في يدهآ [ تبسي حديدي ] يحمل في طيآته (دلة قهوه) وتمر
[ وشفيه (عنآد) يآ يمه مو ذآ ولد عمي ومآلي غيره لو طرت ووقعت ..
أحن وآحد بالديره وأشهم وآحد . والآ سآلفة فيصل لخبطتكم فوق تحت ونستكم خصآل حبيبي الحميده ]
تمتمت سآره بدهشه [ يآطول نسمك ذي كلهآ هوشه ]
تعآلت الأصوآت والضربآت وأنضم الأخوآت البقيه للجلسه الصبآحيه في الـ[حوش ]
جو عآئلي مُفعم بالحيآه , ومشآعر أخويه قلمآ تُعآيش في هذه الآونه
لحضآت فريده من ذآتهآ لآ تعود بعد أنقضآء زمن حتى وان عآدت فلن تكون بذآت الروح السآبقه
(لأُيقن أنآ في قرآرة نفسي حقيقه أن الأروآح تتغير من حين لآخر تبعاً لتغيرآت المُحيطه )
.....
تمتم فيصل بحب مصآحب لضيق مخفي من حمآس وآلدته
[ القهوه مب زينه لك مضره يآيمه فنجآن وآحد يكفي ]
أكملت العجوز بفرح وهي تجآهد نفسهآ في نسيآن الأمس وترجي من أبنهآ عدم مُقآطعتهآ
[ صب قهوه بس صب خل وجع رآسي ذآ يخف ]
رد عليهآ بخنقه بآتت وآضحه في نبرة صوته الآ أن العجوز لم تتنبه لهآ
[ خلآص البنت وآفقت طيب ؟]
أبتسمت الأم بحب لذكرى الأمس [ تخيل لعبت الألوآن في وجههآ وقآلت أمهآ والله أحنآ موآفقين
دآمه ولدك فيصل
زينة شبآب القريه ومآيقصره قآصر الشور الأول والأخير لأبوهآ وأن شآء الله مهوبرآدنكم ]
أبتسم لفرحة أمه المغبونه عآهد ذآته أن يدخل الفرح على قلبهآ مآدآم حياً فاليهمش ذآك الأحسآس
المجنون دآخله حتى يسعى جآهداً لأسعآدهآ
[ خلآص يالغآليه بكره أن شآء الله آخذ عمي منصور وأروح لأبوهآ ]
تهلل وجه العجوز فرحاً لهجت بفرح صآدق يعتريهآ لأول مره من ذكرى الأمس
[ الله يرضى عليك يآ يمه دنيآ وآخر الله يرضى عليك دنيآ وآخره]
تمتم فيصل بتردد وطيف حنآن يحَلق في سمآئه [ يمه بغيت أقولك شي بس لآتعصبين ]
ردت بذآت الهمس مع ترقب الخبر [ سم يآ وليدي ]
أحتبست الكلمآت خوفاً من أنتكآس وآلدته ولكنه أيقن لوهله أنهآ أقوى من ذآلك
[ حنآن يآيمه أتوقع أن عندهآ مبرر للي سوته والآ انتي وش رآيك ؟ ]
تنفست الأم المكلومه بعمق وطيف أبتسآمه قد أختفى تشعر أن الظلم تسلل لنفسهآ وفعلته
الآ أنهآ تجهل طرف الخيط
تعلم أنهآ تجردت من الحكمه
المُشتهره بِهآ ولكن مآرأته قد شطر قلبهآ
وأستقر بين الحنآيآ
همست بضيق
[ مدري وش بلآهآ وليش سوت هالسوآت
مآ أعطيتهآ فرصه تدآفع عن نفسهآ
سلًطت لسآني عليهآ سب ولعن
وفي الأخير طردتهآ ومآ شفت الآ دموعهآ اللي أحرقتني
كآنت بتبرر وتقول بس أنآ مآ أعطيتهآ فرصه شيطآن وتلبسني يآ فيصل
لآ تلومني شفته قدآمي
وهو يجر أخوآنك ويطلعهم فوق ]
أجهشت في بُكآءٍ مرير أحتضنهآ فيصل
ورتب على أكتآفهآ
[لآتلومين نفسك يآالغآليه كل شي يهون
الآ زعلك صلي ع النبي ]
تمتمت أم فيصل بلآحول ولآقوة الآ بالله
[ أنت أصبر علي وخلنآ نملك لك في هذي اليومين على سآره
ثم أنآ بأتحقق من السآلفه بنشد سلوى وليلى وشكريه وكآد بألقى جوآب ]
أبتسم فيصل بحب
لأن شعور الندم قد خآلجهآ
والخوف من الظلم اللذي عآيشته قد دآهمهآ
أعلم بحآلهآ وأحوآلهآ تتلبس الجبروت وهي أبعد مآ تكون عنه
.
[ زين يالغآليه أنآ بروح عند عمي منصور
أعلمه واخليه يوعد الرجآل نروح له بكره أن شآء الله]
زفرت الجده التعب [ على بركة الله توكل على ربك ]
.
.
فـي قرية السيل
الأستعدآدآت للأحتفآل قآئمه على قدمٍ وسآق بيت شيخ القبيله العم مِقبل أمتلأ بأفرآد القريه
أرتدت أبهى مآ تملك شيئٌ مآ من ليآليهآ الحآلمه كآن هدية من أحمد [ فستآن ] بلون الكرز
ذآ قصه دآئريه من الأعلى وأكمآم حيرآنه مُزركشه عن المِعصم صفصفت شعرهآ الأسود بطريقه جميله وتركته مسدولاً
بـ[ ربطه حمرآء ] من الخلف
جمآل ربآني ريفي يأسر النآظرين بيآض بشره مُعتدل وأنف شآمخ كسلةِ السيف
كلمآت ووأصآف كآن يطلقهآ لهآ أحمد
على يديه نمت وترعرعت فكبرت وتجملت ومن عينيه تعلمت معنى الجمآل الأصيل
وبـ شفتيه أُطربت بكلمآت الغزل الرقيقه اللتي تدغدغ المشآعر وتوقض الوجدآن وتعزز الأنوثه
أبتسمت لنفسهآ بحب في المرئآه العآكسه منظرهآ
وهي تتخيل طيفه وتستمع لكلمآته من ثم تحضى بهمسآتهآ ولمسآته في عآلم الخيآل
أمٌ مآ لآي يقن صدقه الآ من عآيشه
أفزعتهآ من سكرتهآ فجر بصرآخهآ
التفتت لطفلتهآ بحب بعد أن أرتدت العبآئه السآتره والقفزآت فالنقآب
جُلً جمآل البنآت يكمن في هذه الأمور من الأحتشآم والستر
..
لهج الجد محمد بيآرب صآدقه من أعمآقه شكراً للخآلق على نعمه
أن وهبه الصحه وأعآد لهُ الحيآة بعودة حفيدته من ثم حضي بلقمةِ عيشٍ نظيفه وغير صعيبه
أمسك مِقبض البآب الخشبي للـ[ حوش ] المُؤدي الى خآرج المزل [ هيآ يآ منيره ]
هرولت الجده مُسرعه خوفاً على مِزآج الجد حتى لآيتكدر وينقلب [ يالله جآيين بسرعه يآحنآن]
أقتربت منه بحب كبير وفرحه أكبر لبهجته المُشعه من عينيه
[ وش فيك يآ محمد عسآه خير يآرب أشوفك فرحآن ]
بآدلهآ الأبتسآمه بأجمل
[ أنفرجت يآ منيره مآيضيقهآ الآ ويفرجهآ
عبدالعزيز ولد الشيخ مقبل
جآب لأبوه سيآره كبيره تتحمل فيهآ البضآيع عشآن تنبآع في الحلقه الكبيره
( مكآن كبير لبيع الخُضآر وحصآد الأرآضي الزرآعيه ) وطلب مني أدخل مع أبوه في الوآدي
اللي على مدخل القريه يقولون
شرب بيره من المطر مآ يكفيه سنين مآ شآء الله
أنآ بمجهودي وأبوه بالأرض
والربح أن شآء الله بالنص ]
تهلل وجه العجوز فرحاً وأغروقت عينيهآ بالدموع شآكره في سرهآ ربٌ كريم ودود أعلم بحآلهم
وأحوآلهم [ الحمد لله يآ محمد الله يبشرك بالخير الله يبشرك بالخير ]
أنصتت للحديث بين الجد والجده قبل أن تخرج من البآب الحديدي فرحة جديهآ أسعدتهآ وأبهجتهآ
وامل الحيآة عآد اليهآ من جديد لتتعدل الأحوآل وتحضى فجر بالعيش في أحسن حآل
...
نفوس تصآرع الألم زعزعآت النفس وعشقٌ مُحرم أستوطنهآ
ونفوس مُفعمه بالحيآه تجهل خفقآت القلب السريعه ومعآنـي العشق اللتي طآلمآ سمعت بِهآ
تستعد لبدأ مُغآمرة قيمه مع أيقآنهآ أنهُ سيكون الرآبح بِهآ سيحضى بقلبهآ
كيف لآ وهي ترى رعشت يديهآ أذآ تطرقوآ لهُ في طآرء أو جُلب لهُ مُسمى
.
.
صرخ الأب في بنآته وهم يجلسون على
[السٌفره ] الدآئريه في [ الحوش ]
[ وبعدين معآكم كيذآ زعلتوهآ وخليتوهآ تكمل أكلهآ تدرون أنهآ حسآسه ]
ردت هُدى بلسآنِهآ المُعتآد [ يبه والله مآقلنآ شي يزعل علقنآ على سُعآد قبلهآ ومآزعلت ]
تمتمت الأم بقهر [ بس تدرون أن سآره خجوله وحيآويه زيآده ومن أصبحت وانتم مستلمينهآ وحده ورى الثآنيه ]
أكمل الأب وهو يكف يديه عن الطعآم لآهج بالحمدلله اللذي أطعمنآ وسقآنآ من غير حولٍ منآ ولآ قوه
[ زينوآ القهوه بعد صلآة الجمعه بكره النآس بيجون يخطبون اليوم هرجني منصور ]
همست الأم بفرح [ وانت وش بترد عليهم ؟ ]
بآدلهآ الآب أبتسآمه مُطمأنه [ أبد بقولهم نفكر أسبوع ونرد عقب ننشد سآره
أذآ تبي خير وبركه واذآ مآ تبي بكيفهآ ]
هم بالوقوف والأبتعآد عن الجلسه الحميميه مُتجه الى [غرفته] حتى يخلد الى النوم أستقبآلاً ليومِ غدٍ حآفل
زفرت ندآ بأعترآض ممزوج بروح المدآعبه بعد أن رأت الأب أبتعد ولم يعد يستمع اليهآ
[ وخير سوير مآ توآفق خليهآ تتزحزح عنآ صكت الخمس والعشرين
وهي مآ تزوجت أبى أتخرج من الثنوي واتزوج على طول ]
حضيت بضربه قويه على رأسهآ من وآلدتهآ
[ لآ تسمعك قسم تقلبه عزى مو زوآج ] أكملت بنبرة حزم
[ شوفي أنتي ويآهآ تدرون أن سآره مريضه ومآ تتحمل كلمه تجرحهآ والله لن سويتوآ سوآت اليوم
مآ يجيكم مني طيب ]
عم الهدوء على أرجآء الجلسه همست بعدهآ سُعآد بـ تردد [ خلآص يمه لآ تزعلين والله مآ نعلق عليهآ ولآ نقول لهآ شي ]
..
..
تبكي بحرقه تحت البطآنيه [الخضرآء]
تجهل سبب بُكآئهآ ولكنها تُيقن أن التوتر قد أحآط بِهآ والخوف من المُستقبل قد فتك بِهآ
وتخشى خيبة الأمل والأحبآط أن علمَ عن مَرضهآ ورفضهآ
يمتلك سيره حسنه تأسر كل فتآه وتجعلهآ تدخل في خضم الأحلآم والأمنيآت
لآ تهتم للمظهر والجمآل بقدر مآ يعنيهآ الجوهر دعت خآلقهآ وبآريهآ أن يكتب لهآ الخير في أمرهآ هذآ
ويُهدأ رجفه أستوطنت فُؤآدهآ وتوغلت قلبهآ
.
.
فـي قرية السيل
للصدآقه طيوف تُحلق في الفضآء ترفرف بنآ في عآلياً و تنتزع جُل الألم من الأعمآق
ومآ أجملهُ من لقآء بعد أنقطآع وفرآق أروآح تئآلفت آلآف المرآت دون علمٍ منهآ
[يجلسون] في الركن الأيسر من المجلس الكبير
المُحتوي على أربع زوآلٍ حمرآء بنقوش خضرآء وصفرآء
مع [ مسآند] تحمل ذآت اللون
لُفت بشيئ يُشبه بالدآنتيل الأبيض ليعطي رونقاً وجمآلاً
..
قد سرت العآده في عُرفهم أن يكون طعآم العشآء بعد صلآة المَغرب مُبآشره لأي أحتفآل سوآء كآن زوآج
أو وليمة عشآء أو أي شيئ من هذآ القبيل
لذآ فقد أمتلأ المجلس وأمسى متكآمل
بنسآء القريه على قُرب مَغيب الشمس
لآزآلت مُحتضنه يديهآ بعد سيل الدموع الجآرف
منهمآ اللذي أحزن الكثير
همست خلود بعد سآعآت من الحديث المُتوآصل وتبآدل الأخبآر الحزينه أو المُفرحه
[ طيب ليش مآ سميتي فجر على أسمي ]
أبتسمت لهآ حنآن بحب كبير
[ أحمد قآل يبغى فجر ]
قهقهت خلود بصوت مُنخفض
[ مآ بطلتي حب فيه من يوم مآعرفتك
وأنتي تسمعين كلآمه خلي لك شخصيه مُستقله ]
ردت حنآن بحآلميه [ أشششش وش عرفك انتي بالحب وعمآيله ]
أطلقت خلود ضحكه عآليه
رمقتهآ وآلدتهآ على أثرهآ بعينين ممتلأه
غيض وعآجزه عن أجترآر خلود اللتي تُجآور حنآن وأبنتهآ من سآعآت
..
تحدثت أم خلود بحقد كبير مُحآوله أخفآئه آمله أن تضع حنآن وجدتهآ في موقف مُحرج مستعينه بوجود أم صآلح شبيهة زوجهآ الكريه
[ يقولون يآ حنآن أنك تكشفتي بين يدين
ولد أم فيصل وأنتي تولدين ]
..
أُلجمت الألسن المجلس يعُج بالنسآء
وهذه الأقآويل قد تكون مُتدآوله على مدآر أشهر
لأن القريه صغيره ولآتحضى بأعدآد وفيره من النآس
ليتنآسوهآ
موقف صعيب يحتم عليهآ الأمر محآولة النفآد منه حتى
لآ تُصبح بمثآبة العجوه في ألسن الفآرغين
تمتمت بكلمآت بعد أن ظغطت
خلود على يديهآ حتى ترُد على جملة وآلدتهآ المُستفزه
[ لآ والله ولدت بالمستشفى وام فيصل
اللي ودتني الحمد لله تيسرت ]
أبتسمت أم صآلح بمكر لأم خلود وهي أعلم بنوآيآهآ
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك