بارت من

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -73

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي - غرام

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -73

عبدالعزيز ألتفت عليه بإستغراب
سلطان يسبقُه و هو يسِير على الحبال الرقيقة بالنسبة لأقدامِه ، يحاول أن يتزِن في سيرِه حتى يصِل للبُرج الخامس.
عبدالعزيز ربط الحبلُ المُتعلق به في عمُود البرج الرابع حتى يتمدد وهو يسير على الحبال ، سَار وهو الغير مُعتاد و لا يعرف كيفية الإتزان .. سار لرُبع الطريق حتى سقط قريبًا من الأرض
سلطان ألتفت عليه من على قِمة البُرج الخامس بإبتسامة فيها من السُخرية الكثير
عبدالعزيز تسلق البُرج الرابع مُجددًا ، ووقف على قِمته ليُقف على الحبال مُجددًا و هو يخطُو الخطوة و إثنتين و ثلاث ، وصل للمُنتصف فـ سقط مرةً أُخرى و مازال سلطان واقِفًا ينتظُره.
تسلَّق و كفوفه تسيل دماءً حتى صعد لقمة البُرج للمرةٍ الثالثة ، وصَل لرُبع المسافة و أهتَّزت قدمه اليُمنى و تعثَّرت باليُسرى ليسقط بين الحبلين ليتجرَّحُ وجهه بـ وكزِ الحبل
سلطان بصوتٍ عال : ركِّز و أعتبره جسِر
عبدالعزيز يتسلق البُرج مجددًا ويقف على قمتِه ، أخذ نفسًا عميقًا و سَار على الحبلينْ بأولِ خطواته ثم على حبلٍ واحِد ، سَار 3 أرباع المسافة ولم يتبقى سوَى القليل ، أقترب جيدًا و لكن سلطان وضع قدمِه على طرف الحبل و هزِّه ليسقُط عبدالعزيز مرةً أخرى
سلطان : خلك رجَّال و عندِك قوة تحمل
عبدالعزيز ويبدُو على تسلُقه الغضب ، وصَل لقمة البُرج الرابع و سَار بخطواتٍ خفيفة على حبلٍ واحِد و أكمل خفةً حتى وصَل لسِلطان ، نزع الحبل حتى يعُود مُلتصِقًا في البُرج الرابع و ربط حبله بالبُرج الخامس
سلطان يربطُ حبله الآخر في إحدى أعمدةِ البُرج أيضًا و يقفز خلفْ عبدالعزيز الذي سبقه ليصِلان إلى المُكعبْ الصغير المصنوع من الخشبْ القوِي و طُولِه قصِير جدًا ، وقفوا عليه و نزعوا أحزمتهُم ليقفزون على الأرض.
سلطان بأمر : كل يوم تتدرَّب ماهو يوم و ترك
عبدالعزيز المُستاء : طيب
دخلُوا لدوراتِ المياه الخاصة بالتدريبْ ليستحِمَا.
,
أم ريـان : والحين كيفك ؟
من المستشفى يُحدِثها : بخير الحمدلله لا تشغلين بالك
أم ريان بضيق : يعني محد كلَّف نفسه يطمِّنا ! حتى الجوهرة مستغربة منها ماأتصلت ولا قالت وبعد ماترد على جوالها
عبدالمحسن : يابنت الناس قضينا سكري على الموضوع
أم ريان : متى بتجي ؟ ولا أنا أروح لك
عبدالمحسن : وش تروحين لي ؟ أنا طالِع اليُوم خلاص
أم ريان : عاد قِل لريان معزِّم يمشي الرياض اليوم
عبدالمحسن : أمسكيه ولا يجي
أم ريان : ولدِك وش كبره كيف أمسكه وأمنعه
عبدالمحسن : عطيني إياه
أم ريان كانت ستقُول غير موجود ولكن لمحته لتُناديه : ريااان تعال أنا مدري وش هالمصايب اللي تتحذَّف علينا
ريان يُحادث والِده : هلا
عبدالمحسن : أنا بكرا جاي ماله داعي تجي
ريان : لآ و
عبدالمحسن يُقاطعه بحدة : أنا أأمرك ماأخذ رايك
ريان تنهَّد : طيب يايبه تآمرني أمر .. وأعطاه لوالدتِه
أم ريان : والجوهرة وينها ؟
عبدالمحسن : مشغولة في حياتها يمكن جوالها طافي ولا خربان و أنا أمس مكلمها أصلا
أم ريان : أسألك بالله فيه شي صاير ؟
عبدالمحسن بعصبية : يعني وش بيكون ؟
أم ريان : خلاص خلاص أهدأ لا ترفع ضغطِك
عبدالمحسن معقُود الحاجبيْن : مع السلامة .. وأغلقه.
دخل عليه عبدالرحمن بإبتسامة : تروح بيتي وترتاح وبكرا من المطار لبيتكم إن شاء الله
عبدالمحسن : لآ أول بشوف الجوهرة
عبدالرحمن : الجوهرة لاحق عليها أنا اكلمها أخليها تجيك بس لا تتعب نفسك
عبدالمحسن : مافيني الا العافية بس أبي أشوفها
عبدالرحمن : أنا اكلم الجوهرة الحين وأخليها تسبقنا للبيت ! بس وشو له تعنِّي نفسك
عبدالمحسن بضجَر صمت
عبدالرحمن يُخرج هاتفه و هُم يسيرَان بإتجاه بوابة المستشفى : ماترد الجوهرة , أكلم لك سلطان
عبدالمحسن بمُقاطعة : لآ خلاص أنا اكلمها بليل
عبدالرحمن : براحتِك .. وأدخل هاتِفه
,
: طيب شوف لي حبيبي الله يخليك
دخَل على هذه الجُملة التي تخرجُ من شفتيها الزهريَة ، ألتفتت عليه وهي تُغلق الهاتف
يُوسف : مين كنتي تكلمين ؟
مُهرة : ماهو شغلك
يُوسف : ردي على قد السؤال ! مين ؟
مُهرة تجاهلته و هي تجلس
يُوسف أغمض عينه يحاول أن يمتص غضبه قبل أن يفلتَ مِنه , تقدَّم إليها يُمسِكها من زِندها ويُوقفها مُقابلاً لها وبحدة : لما أكلمك ماتلقين ظهرك وتروحين
مُهرة ببرود : مالك دخل فيني لك حياتك ولي حياتي
يُوسف ويغرِز أصابعه في ذراعِ مُهرة : أخلصي عليّ مين هذا ؟
مُهرة بإستفزاز واضِح له : أدوِّر عن رجَّال
يُوسِف و يصفعهَا ليسقِط الهاتِف من كفِّها , شدَّها من شعرها لينطِق في أذنِها : أنا أعلمك كيف تدورين زين
حاولت مُقاومتِه بأن تفلت من يداه ولكن تعثَّرت بالكنبة لتسقِط بجانبها ، يُوسف و في وجهٍ مُختلفْ ، صفعها مرةً أُخرى و لم يتردد بأن يضرِبها ، بُعنفٍ مسكَ جسدِها الرقِيقْ ليُسقِطه على السرير
وبلفظِ كأن الجحيمُ تُبصَر بين شفتيه الغاضبة : أنا أوريك أنه الله حق
مُهرة و والضعفُ يتلبَّسها من أطرافها حتَى رأسِها ، تحاوِل أن ترِّدُ هذا الجحيم الذي سيقبُل عليه ، ثبَّت كتفيْها بكفوفِه و جمَّد مُقاومتِها له !
كم من الحُزن يجب أن أتحمَّل ؟ لا أُلام أبدًا بـ أن أكره هذا الرجُل , لا يهمهُ أحدًا سوَى نفسِه الأنانية ، لا يرى سوَى نفسِه ، تُضحِكه أحزانُ الآخرين ، يتسلَّى بيْ كما يحلُو له و يتسلَّى بحُزنِي حتَّى.
قُلت أنَّ البُعد سيأتِي ، كيف يأتِي وأنت تلهتمُ جسدِي الآن ؟ أأبكِي على موتُ الوطنَ الذي كُنت أنتمي إليه أم أبكِي على قلبِي الذي كان يُشارك جسدِي وحدتِه.
أغمضت صدفَة عيناها ، و الألمُ يُرعِشها.
لوَ أنَّكِ أحترمتِي مابيننا حتى وإن كان لا يذكُر ، لو أنَّك وقفتِي على حدُودِك دُون أن تستفزِي غضبِي المُتجمِّد أمامِك ، صبِرت كثيرًا ولكِن ملّ الصبرُ مِنك ، لا تُريدين فِهم شيء إلّاك ، لو بذلتِي حسنةً في حقِي لمَا ترددت في الإستجابة لطلباتِك.
أبتعَد عنها و أخذ - الشرشفْ – ليُغطِي جسدِها الشاحِب.
،
مُرتبِكة نظراتِه ، للمجهُول الذي ينتظرِه ، للضياع يبكِي .. ينظُر , الضياع كيف يرسُمه ؟ هذا الضياعْ القبيح ينُظِر إليه برجفةِ يخلُّ بها توازنه.
رفع عينِه للأعلَى و قلبِه خاوٍ جافْ ينتظِرْ شيئًا من الخُرافة أن تحدِث.
أحبها كما لم أُحب من قبل و لن أحب ، الجُوهرة تتمركَزُ في قلبِي و تقفْ بين أهدابِي ، كيف يُغمض قلبِي عيناه لأخسرها ؟
لن يحبها أحدًا مِثلِيْ ، * تحشرج صوتِه و بكى حُزنًا علىيها و مِنها.
بعيُونٍ راجيَة يلفظُ في قلبه ماهو مُستحيل ، لو أننا نخرُج من هذه العُتمة و نقِف على ظلال الهوَى و نُجاهِر عن حُبِنا ؟ لمَ الحُب يكون عصيٌ علينا ؟ لِمَ الحُب لا يجيء إلا بالعذاب.
أنـا أحبك و أنتهتْ حياتِي السابقة لأبدأ حياةٍ سماويَة لا ألتفتْ بِها إلاك.
و أنتِ تُحبينني لِمَ نترِك لهُم مجال أن يقف أحدًا بيننا ؟ لِم نتركهُم يا حبيبتي ؟
سلطان لن يفهم معنى البياضُ في عينِك ؟ لن يفهم.
ضغط على الجرَسْ ، لتأتِي الخادمة مُتخصِرة : نأأأم *نعم
تُركي : ماما موجود ؟
عائشة : إيه فوق شنو يبي أنتاا ؟
تُركي : أنا عمها
عائشة : أخو بابا حق هيَا
تركي : إيه
عايشة وتفتح له المجال أن يدخل : يبي شاي قهوة ؟
تُركي ويُريد أن يُصرِّفها : إيه قهوة
عايشة أتجهت للمطبخ و تركته
تُركي ينظر للخادمة الفلبينية التي تخرُج من المصعد متوجِهة لغُرفة الجلوس ، أستغل الهدُوء وصعد بخطواتٍ تائِهة لغُرفتِها ، بابُها مفتوح قليلاً .. دخَلْ وعيناه تبحثُ عنها.
خرجت من الحمام و المياهُ تُبلل وجهها ، رمشت و كأنَّ قلبَها وقفْ في عُنقِها ، وضعت كلتَا يديها على صدرِها والخوفُ يُزرَع في وجنتيْها.
تُركِي وعيناهُ تهطِل دمعًا : قلتِي لهُم ؟
الجوهرة أبتعدت بخطواتِها للخلفْ لتلتصِق بالجدارْ , وضعت كفَّها الأيمن على شفتيها تخافُ " الشهقة " أن تسلِب رُوحها.
تُركِي بصوتٍ مخنوق : ليه سوِيتي كذا ؟ لا تقولين أنك ماتحبيني ! أنا أعرفك والله أعرفك أكثر من نفسك
الجوهرة والبُكاء يلتهِم صوتَها ، بإنكسار جلست على رُكبتيْها وهي تُغطِي سيقانِها بذراعِها
تُركي : سلطان !! حاطة أملك فيه ! تحسبينه بيسوي لك شي ؟ .. مايحبك والله مايحبك كيف يقدر يحبك أصلاً ؟
الجُوهرة أبعدت كفوفها عن شفتيها ليخرُج أنينها , وضعت يدها على إذنها لا تُريد أن تسمَع شيئًا مِنه
تُركي يقترب بخطواتِه منها : أحبببك ليه ماتفهمين ، أنا حياتك كلها .... *لم يُكمل و هو يبكِي أمامها.
الجُوهرة تتصاعدُ شهقاتِها ، قلبها يتآكل بِفعل الحزن.
تُركِي بصوتٍ هزيل : تعالي معاي أقدر أسوي لك جواز مزوَّر ونروح بعيد عن هنا ، أنا بمشي عن طريق الكويت ومن هناك بسافَر لبعيد . . . . بعيد عن هنا .. بس أبيك معايْ
الجُوهرة صرخت من جوفِها المبحوح : رووووووووووووووووووح
تُركِي سقَط هو الآخر على رُكبتيه بجانِبها و يجهشُ ببكائه : لآ تقولينها ، طالعيني قولي أنك تحبيني .. قولي
بغضب صرخ : قوووولي أنك تحبييييني قوووولي
الجوهرة : أكرررررهههك
تُركي ببكاءه يعُود طفلاً : أحببببك .. قولي أحبببك ماأسمعك ... قوليها
الجُوهرة لفظت جحيمها : آآآآآآآآآه ...
تُركي يضع كفوفه على إذنه , إلا الوجع لا يُريد أن يسمعه مِنها
الجُوهرة : قولهم الصدق قولهم ... روح لأبوي وقوله
تُركي بضُعف : أحببببببك
الجُوهرة وأنفاسُها تتعالى : ماتحبني ! تدوِّر أيّ شي عشان تضايقني .. أنت ماتحبني
تُركي : أبييك .. خلينا نروح والله بعدها مايصير الا اللي تبينه
الجُوهرة ويتحشرجُ صوتِها بالبُكاء : مجنوون أنا بنت أخوك
تُركي : سلطان ماراح يصدقِك ! ضربك صح ؟ أكيد ضربك .. أكيد بعدها بيطلقك ويرميك .. أهانك ؟ أكيد أنه بيهينك ! .. ماتقدرين تثقين فيه مين هو عشان تثقين فيه !! مقدَر يلمِسك و لا راح يقدَر .. أنتِ ليْ بس
الجُوهرة تجهشُ بالبكاء وهي تلتوِي حول نفسِها : أطلللع .. أطللللللللللللللللع
تُركي : ماهو زوجك ! أنا زوجك و حبيبك و حياتِك .. سلطان ولا شيء
الجُوهرة تضع يديْها على أذنيْها : خللاااااص حرام عليك
تُركي : أحبببك .. أنا بس اللي أحبك .. هُم لأ
الجُوهرة صرخت : يببببببه
تُركِي : محد محد جمبك .. أنا بس ... أقترب مِنها ليضع كفوفه على شعرِها
الجُوهرة أبتعدت و أنفُها ينزف دماءً
تُركِي ينظرُ للدمّ و يضع باطن كفِّه على خدِها : أنا أحبك
الجوهرة ولا مجال أن تبتعِد أكثر فهي بالزاوية و تُركي يُحيطها بذراعِه.
تُركي : والله أنِي أحبببك .. خلينا نروح
عند الإشارة الأخيرة القريبة من بيتِه واقِف , فتح هاتِفه لينظُر لرسالة بـوسعود في الواتس آب " عبدالمحسن عندي في البيت شف الجوهرة وخلها تجي له "
تضايق و جدًا ، لن يسمح لها بان تخطُو خطوة واحِدة خارج المنزل ولن يسمح لنفسه بأن يُكلِمها.
تُركي يُمسك كفَّها الممتلئة بدماءِ أنفِها : خلينا نروح ونتركهم
الجُوهرة تنظُر إليه وعيناها تبكِي.
تُركي يُبادِلها البُكاء : مين راح يبقى لك ؟ أنا ولا سلطان ؟ ولا ريان ؟
الجُوهرة سحبت يدها مِنه ورفست بطنِه لتركِض تُريد الخروج مِن مكانٍ يجمعها معه
تُركي وقبل أن تفلِت خارجة من الباب شدَّها من يدِها ليُثبت كتفها على ظهرِ الباب ويقترِب منها اكثر
الجوهرة تُحرك وجهها يُمنةً ويُسرى لتمتلأ قُبلِاته على عُنقها ،
تُركِي يهمس في إذنها : لا تمنعيني منك محد بيصدقِك غيري أنا
الجُوهرة صرخت بقوة تُريد لو أن الخادمات يسمعونها ويأتون ليشهدُوا
تُركي وضع باطن كفّه اليمنى على شفتيْها : أبيك تعرفين شي واحِد أني أحبك .. وتركها خارِجًا للاعلى و سمع صوتْ سلطان من الصالة الخلفية , ركَض للباب الخلفِي خارِجًا للشارِع الآخر ، وركض دُون توقف ليبتعد عن البيت.
الجوهرة جلست بجانب الباب وهي تبكِيْ بشدةٍ تُليِّن الحديد.
يُتبع
دخَل وهو يرمي مفاتيحه على الطاولة القريبة ، صعَد للأعلى و لعَنها مراتٍ عديدة دُون أن يُعِي حتى ضميره الذي أستيقظ " لا يدخل الجنة لعانًا "
تنهَّد من أنها مازالت موجودة بالجناح ، فتح الباب بهدُوء وهي كانت قريبة منه , نظر إليها ومن منظرِها سأل : وش صاير ؟
وقفت بخوف وتتجه بخطواتٍها للخلفْ
سلطان ينظُر لرقبتِها المُحمَّرة في بعض الأجزاء : مين كان هنا ؟
الجوهرة ببكاء تحبسُ صوتِها
سلطان بصرخة : كان موجود!!!
الجُوهرة و رجفةُ تُصيبها من الداخِل والخارج
سلطان ويشدَّها من ذراعها : مين كان هنا ؟ مييين ياللي تعرفين الله
الجوهرة و لا صوتَ لها سوَى الأنين
يكاد يُجَّن يكاد يفقِد عقله من مايحدُث ، صفعها بقوة حتى لو صفعها لرجُل لسقَط كيف لو كانت برقَّةِ الجوهرة
كادت تسقِط على الأرض لولا أنه سحبها من شعرِها : ميييين تكلمي !!! لا تخليني أذبحك الحين
الجوهرة بصوتٍ مُتقطع : تـ .. تركــ .. . لم تُكمل من صفعةٍ أخرى نزفَت بها شفتيْها
أبعد يديه عنها لتسقِط على الرُخام البارِد ، ينظُر لها يحاول أن يستوعِب أن هذه الجوهرة ؟ كيف تتجرأ بأن تختلي معه ؟ وعينه الساقِطة على رقبتها مرةً أُخرى أوقَدت في داخِله براكين لن تهدأ.
أمسكها بكلتَا يديه ليضربَها بقسوتِه وهو يلفِظ : أشتقتي له ! مقدرتي تصبرين عنه !!!!! الله حسيبك الله حسيبك يالجوهرة عساه ما يسلمك يا *****
و هذه الكلمة أنصفَت قلبِها قطعًا ، كيف يلفُظها ببرود كيف يقذفنِي بسهولة دُون حتى أن يتحشرج صوتِه من هولِ مايقُول.
ما كانت تنطُقْ شيئًا ، ماكانت تجرأ أن تقُول شيئًا ، كُل مافي الأمر الآن أنها تبكِي و تُجيب على أسئلته بالأنين.
سلطان الغير متحكِم بغضبه ، مسكَها من شعرِها وهو يُقرِّبها منه : وين راح ؟
الجوهرة هزت رأسها بالجهِل
سلطان وغضبه و قهره جعله يضرِب رأسها بالجِدار وهو يتجِه لجوالِه الآخر الموجود هُنا ويرسِل بهاتِفه " تركي بالرياض شف ليْ أيّ زفت هو فيه " ... رجع للجوهرة التي سيُغمى عليها من ضربتِه على رأسها : خسارة خسااارة تكونون عايشين !! انتم الذبح يكرم عنكم .. أنتم نار تحرقكم و شويَّة بعد
الجُوهرة و عينها تبحثُ عن رحمتِه
سلطان و فيه من الغضب الذي يجعله غير قادِر على الصمُود دُون أن يضربَها : تحبينه ؟ تحبين عمِّك يا حقيرة !! و مبسوطة فيه وتنافقين عليّ ببكيْك و خايفة طبعًا أنه جاء هنا !! بس والله لا أحرق قلبك أنتي وياه و أعلمكم كيف الغدر يكون !
مسك ذقنها بكفِّه ويكاد ينطحِن فكَّها من شدةِ قبضتِه : أنا لو أذبحك ماراح تطفي النار اللي بصدرِي
الجوهرة وبإجهادٍ تنطُق : والله آآ
سلطان صرخ عليه صرخَة أوقفت قلبها لثواني : لا تحلفين !! إسم الله لا تجبينه بقذارتِك ,
أبتعد عنها بتقرُف على ملامِحه : تحسبنيي مبسوط أنك هنا !! أنتظر اليوم اللي تفارقين فيه .. وقريب بس قبلها نصفي حساباتنا و تذلفين لجهنم إن شاء الله .. خرج تارِكها تُلملم جِراحها.
بيومٍ واحِد يتسلَّط عليها سُلطان و تُركي ، أيّ عذابٍ هي بقادِرة على تفكيك شِفراته حتى تخرج مِنه.
و الحزنُ يتغلغلُ بين أطرافِها و يهوَى الإستقرارُ بِها ، تبكِي دماءً و ماءً مالِح يُحرقها أكثر
فهِم أنني راضِية ، بعد كُل هذا يظن أنني راضية .. كيف لعقله أن يتوقع أنني هكذا ؟
لستُ مُحتاجة بأن تُصدقنِي بعد الآن ، أنا محتاجة فقط أن أعيش بعيدة عنك.
,
في إحدَى أسواقِ الرياض.
رتيل : بنت الكلب وش زينها
هيفاء : أنا قلت لك من قبل ؟ أنك تنفعين عربجي يغازل !
رتيل وقفت مُتخصِرة في المحل : كل هالأنوثة و عربجي !
هيفاء : اقول شوفي الفستان هذا بس ولا يكثر
رتيل : ماأحب هالألوان أحب لون الفتنة
هيفاء : وش لون الفتنة ؟
رتيل : الأسود ياهو مغري يختي يحرِّك الأحاسيس
هيفاء : أنتي مشكوك في أخلاقِك .. وهي تسير مُتجِهة لجهةٍ أخرى من المحل
رتيل : ههههه لو عمليات التجميل حلال كان سويت لي غمازات يختي محلاها وأنتي تضحكين تطلع لك
هيفاء : يارب صبرك على الشطحات .. الحين مين اللي يبي الفستان أنا ولا أنتي ؟ أنا أدوِّر وأنتي تفكرين بالغمازات ومدري وشو
رتيل : أنا من شفت الحمارة ذيك أم غمازات تذبح و أنا مشتهية غمازة
هيفاء : يقولون أضغطي على خدِّك كل ماتصحين وبتطلع لك غمازة
رتيل : صدق ؟
هيفاء بضحكة : إيه والله كثرة الضغط تميت الخلايا أنتي جربي يمكن تطلع لك وتفكينا
رتيل : طيب مافيه شي ينعِّم الشعر بسرعة
هيفاء : إيه عاد هذي مشكلة
رتيل : ليه ؟
هيفاء : لأن فيه كثير بس لشعرك لأ
رتيل : حرام عليك والله أنه مع الخلطات يمشي بس نافش
هيفاء : شعرك جنون تحسين أحد مكهربة
رتيل : والله متعقدة حتى صايرة أربط كشتي أول ماأصحى ماأحب أحد يشوفني و لا عبير تجلس تتطنَّز
هيفاء : دوري لك من النت ياكثرهم عاد
رتيل : جربت كذا خلطة بس كلاب .. منهم لله حقين المنتديات طلعوا شينات جياكر يحطون حرتهم فينا يبون يخلونا شيون زيُّهم
هيفاء : بس تدرين شعرك حلو يعني ماهو حلو مررة بس يعني مقبول
رتيل : مين علّمك تجاملين ؟ حلو و ماهو حلو ؟
هيفاء بضحكة أردفت : يعني قصدِي الكيرلي حلو مانختلف ولونه بندقي وعلى بشرتك بعد التان صاير جميل بس مررة أوفر الكيرلي
رتيل : ههههه والله يا أنا صايرة غيورة بشكل ماهو طبيعي كل ماشفت وحدة شعرها ناعم أنقهر
هيفاء : أصلا اللي شعورهم ناعمة ودُّهم بالكيرلي
رتيل : ويسوونه
هيفاء بترقيع : إيه يسوونه
رتيل : طيب واللي شعورهم من الله كيرلي وودهم ناعم ؟ يقدرون يسوونه بعد
هيفاء : هههههه للأسف لأ
,
يُلصِق لصق الجرُوح على جرحِ وجهه من بعدِ تدريب اليومْ , ويدِه يلفُّها الشاش.
بوسعود : بتتعوَّد على هالإصابات
عبدالعزيز تنهَّد وجلس
بوسعود بإبتسامة خبث : ماودِّك تسأل عن شي
عبدالعزيز : دامك خططت وقضيت وش له أسأل !!
بوسعود : ولا راح تقدر تسأل
عبدالعزيز عض شفتيه و الغضبْ يتجمعُ في وجهه
بوسعود : أنت مين ودِّك ؟
عبدالعزيز بصمتْ
بوسعود و يُريد أن يستفِزه أكثر وبسخرية : لايكون ماتعرف أسمائهم ؟
عبدالعزيز بحدة دُون أن يُدرِكها : عبير ولا رتيل ؟
بوسعود : طيِّب وش رايِك لو زوَّجتِك وحدة من برا ؟
عبدالعزيز ولن يستغرِب هذا الفعل أبدًا : يعني ماراح أعرف
بوسعود : تمامًا
عبدالعزيز بقهر يتكلم : أصلا وش اللي أعرفه أنا ؟
بوسعود : لأنك أنت ماتبي تعرف
عبدالعزيز بغضب : إلا أبي أعرف ! ولا تبيني أذِّل روحي عندِك وأقولك تكفى قولي
بوسعود : لآ ترفع صوتِك عليّ
عبدالعزيز تنهَّد وهو يسنِد ظهره على الكنبة
بوسعود : كل أفعالك تعاندنا فيها طبيعي ماراح نقابل سيئاتك بالإحسان
عبدالعزيز : وأنتوا ماتعمدتوا تستفزوني !
بوسعود : لأ
عبدالعزيز : لا تكذب , كم مرة أنت وسلطان تستفزوني بتصرفاتكم ! كل شيء ماتعرفونه ماشاء الله !! أضحك على غيري ماهو عليّ
بوسعود بإبتسامة : مقتنع بنفسِك وأنت تكلمني كذا !!
عبدالعزيز شتت أنظارِه ولا يُعلِّق
بوسعود : قولي مقتنع !! تكلِّم واحِد كُبر أبوك بهالطريقة ؟
عبدالعزيز وفعلا تصرُفه مُحرِج بحق من هو يكبُره ولكن قهره يستولِي على قلبِه
دخل مقرن وَ طلال – رجُل أمن لا أكثر - ومعه الشيخ : تفضَّل حياك
الشيخ : زاد فضلِك ..
وقف عبدالعزيز و معه بـوسعود ليُصافِحُوه ،
عبدالعزيز و شعُور غريب يجتاحه ، إختناق أو شيءٌ يُشبهه .. أنظارِه على الطاولة التي بالقُرب من الشيخ ، شعَر بضيِقْ على حالِه هذا ، و صورتِه ترى ما كان ماضِي
يُسلِّم عليه وبضحكة : مبروووك يا عريس
ناصِر بإبتسامة : الله يبارك فيك
سلطان العيد : ألف مبرووك يا ولدي و الله يتمم على خير
ناصِر : آمين تسلم عمي
سلطان خرَج مع الشِيخ مودِعًا

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات