رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -65
بوسعود يقاطعه : و فيه ولد يتفنن بقهر أبوهعبدالعزيز وفعلاً جوابه أحرجه ولكن تغلب على إحراجه بسهولة : و فيه أبو يضيِّق على ولده ؟
سلطان : وش تبي ؟ أطلب اللي تبيه لكن أبعد عن هالموضوع
عبدالعزيز : تقصد الزواج ؟ قلت لك أتصل على الجوهي وبلغه برفضك
سلطان بحدَّة : ماهي تربية سلطان العيد هذي !!
عبدالعزيز : تربيتكم ! عرفتوا تغيروني صح
بوسعود بنبرة هادئة بعد غضبٍ شديد : خسارة والله
عبدالعزيز وهو يعدِّل ياقة ثوبه ويُغلق أزاريره التي أنفتحت : هالفترة حسيتها سنين ضاع بها عُمري ! وضياعه ماهو رخيص عندي
سلطان : احنا ضيعناك ؟ ليه تفهم دايم بالمقلوب ليه ظنك فينا دايم سيء ؟ ليه تكفِّر بهالخبث ؟
عبدالعزيز بصمت ينظُر لسلطان
سلطان بغضب : كيف تفكِّر أنك قادر تهيننا بهالصورة ؟ ولا بخيالك تتزوج وحدة من بنات عبدالرحمن
عبدالعزيز : وأنا قلت لك تعرف جوال الجوهي ولا أعطيك اياه
بُوسعود يقترب من عبدالعزيز مرةً أخرى وبصوتٍ خافت : وش قلت لها يوم دخلوا جماعة عمَّار ؟
عبدالعزيز صُعق من السؤال , شعَر بفيضانٍ أسفَل أقدامِه تُجبره على الوقوف دُون ثباتْ
بوسعود بحدة : كلمتها ؟
عبدالعزيز : لأ
بوسعود : و تبيني أحسن ظني وأصدقك ولا أسيئه زيِّك وأقول أنك كذاب
عبدالعزيز مشتتْ نظراتِه : ماني مجنون عشان أقرِّب لوحدة من بناتك
بوسعود بعد صمتٍ لدقائِق طويلة : مين تبي ؟ الكبيرة ولا الصغيرة
عبدالعزيز يشعُر أنه يختبره بهذا السؤال : ليه تسألني ؟
بوسعود : مو قلت للجوهي أنك متزوج وحدة من بناتِي ! طيب حدد
عبدالعزيز : اللي تختارها أنت
بوسعود : يعني حتى ماتبي تختار ؟ كيف أأمن على وحدة من بناتي عندك وأنت كل يوم لك راي ؟ مرة معانا ومرة علينا ؟ كيف أعتبرك رجَّال يقدر يحميها
عبدالعزيز : زي ماأعتبرتني رجَّال يوم أرسلتني للجوهي
سلطان بإستغراب : عبدالرحمن ؟ أتركك منه بدا يهلوس
عبدالعزيز : لا تطمَّن ضميري ما مات
سلطان وبنظراتٍ ممتلئة بالغضب : وش تقصد ؟
عبدالعزيز : اللي تحس فيه هذا هو قصدي
سلطان أطال نظرِه وأردف : كثَّر الله من كرمك
بوسعود : زواج على ورق بس
سلطان وقف مرةً أُخرى : عبدالرحمن
بوسعود : لو أنك بس مفكِّر قبل لا تقول للجوهي كان ممكن أحترمك
عبدالعزيز ببرود : ماقصَّرت قدرت تحترمني فترة طويلة
بوسعود عاقِد الحاجبين متضايق جدًا : وطبعًا ماراح أقول لها شيء !! أنت بس اللي تعرف و إسم أنك زوجها وبس
عبدالعزيز : شروط ثانية ؟
بوسعود : ومايهمك أصلا مين راح تكون لكن تحلم ياعبدالعزيز تلمس طرف منها
عبدالعزيز ببرود آخر : وليه أحلم ؟ أنا قادِر
بوسعود بحدة : ماراح تنغفر غلطاتِك معي أبد
.
.
أنتهى – راح نوقِّف لأني بسافر –
بيكون البارت القادِم إن الله عطانا عُمر 24/7 الثلاثاء ()
و بنستمر برمضانْ إن شاء الله.
نقُول بدينا ندخل بأحداث جديدة , أكيد بكون سعيدة جدًا بالتعليقات :$
+ بشتاق لكمْ :"
لا تلهيكم عن الصلاة وذكر الله " أستغفر الله العظيم و اتُوب إليه "
لا تحرمُوني من صدقْ دعواتكُمْ , و أبهجُوني في جنَّة حضُوركمْ ()
بحفظ الرحمنْ.
الجزء ( 33 )
الأمطارُ تهطل بشدة تكادُ تحفرُ بالطريق من قوتِها ، جلسا في مقاعِد إنتظار الباص المظللة ، تأفأفت من تبلل حجابها و سوادُ قدميها المُتسخة بفعل المشي ، هو الآخر أدخل كفوفه بجيب معطفه الأسود من شدة بردِه.
بحلطمة أردفت : خل أشوفها أقطعها بأسناني
عبدالعزيز وضِحكة تفلت مِنه : توبة اعطيها سيارتي
هديل : أصلا هالحمارة ذي رايحة مع ناصر بس كذا خذت سيارتك عسى سيارة تهفَّها وتفكنا منها ومن *تقلد صوتها* نصوري
عبدالعزيز : هههههه أستغفري بس
هديل بعصبية مُضحكة : خلني اتزوج والله والله لأطلع حرة طلعاتها مع ناصر بأسبوع وبتشوفون
عبدالعزيز وبمجرد أن ينطق حرفيْن يخرُج دخانًا أبيض بين شفتيه : على حسب اللي بيآخذك
هديل : دوِّر لي واحد من ربعك
عبدالعزيز : لو ماني بردان كان صقعتك بهالعمود *أشار لها بعينيه لعامُود الإنارة*
هديل بقهر تُقلد صوت غادة بإتقان مع بعض الدلع والميوعة في نبرتِها: ناصر عيوني وقلبي و حياتي و روحي و اكسجيني وبدونه ماأعرف أعيش يا عساه جحيمك يالكلبة
عبدالعزيز انفجر من الضِحك و أردف : ترى الدعاء مستجاب بالمطر لا تدعين عليها
هديل : ههههه قهرتني الله يقهر ابليس
أفاق من غيبوبة ذكراه وهو يسير بإتجاه المخرج لا يعرف الربط بين هديل ورتيل ولو أنَّ هديل أفضل بمراحل كثيرة من رتيل ولا وجه للمقارنة بينهُم ، نفث ذكراها و تفكيره ينصَّب لما فعله اليوم ، يشعُر بنارِ غضبهم من أعيُنهم ، يدرك فداحة تهوِّره و يدرك أيضًا المُصيبة التي أوقعُهم بها ، بعضُ من الحقد ينطفأ ولكن مع كل هذا : لم يرتاح.
بجهةِ أُخرى ، الغضب مُسيطر بين أحاديثهم
تنهَّد : أعرف كيف أقلب حقده عليه
سلطان : عقله مصدِّي يفكر بطريقة الحمار مايفكر فيها
بوسعود : مدري وش يبي يوصله في كل مرة يصدمني اكثر
سلطان بعصبية : ماهقيت سلطان الله يرحمه مدلعه كذا
بوسعود : بالعكس الله يرحمه كانت تربيته قاسية وحيل
سلطان : قهرني الله يقهر عدوَّه ! ناس لهم سنين ماقدروا يسوون اللي سواه وهو بـ كم يوم طلّع عيوني
بوسعود : جالس يأذي نفسه كثير حتى ماني عارف كيف اتصرف معه
سلطان : انت لا تعطيه وجه من البداية وتوافق ! خلَّه يآكل تراب وماعندنا زواج وصدقني ماراح يقدر يسوي شي
بوسعود : بس دخَّل الجوهي بالسالفة عرف يختار الوقت عشان يضغط علينا
سلطان : ذكاءه خبث قسم بالله
بوسعود : مستحيل فكَّر انه يحمي نفسه ، كذا الجوهي بيصرف نظره عنه وبيقطع الأمل انه ممكن عبدالعزيز يوقف ضدنا
سلطان : كان ممكن نبرهن للجوهي انه مستحيل عبدالعزيز يوقف ضدنا بطرق ثانية ماهو بطريقته اللي زي وجهه هالخيبة
بوسعود : كذا ولا كذا ماراح يعرف من تزوَّج ، وبخلي مقرن يدبِّر لنا فحص الزواج عشان يتم العقد
سلطان بإبتسامة رُغم مزاجه السئ : أتخيل شكله لو ماعرف منهي
بوسعود : دامه يبي يستلعن انا استلعن معه بعد
سلطان : مين الكبيرة ولا الصغيرة
بوسعود بـ حميمية الودّ مع سلطان : محتار سواءً عبير ولا رتيل إثنينتهم ماراح يعرفون ولا هو بيعرف لكن اخاف إذا عرفوا بأي طريقة
سلطان أبتسم من طاري رتيل : مهي بعيدة عن عز ابد
بوسعود وفهم من يقصد : كوبي بالتهور من عز
سلطان بتفكير عميق أردف : أنا أشوف رتيل بكلا الحالتين ممكن تتقبل الموضوع
بوسعود : بس عبير أنسب
سلطان : ممكن تكون ردة فعلها عنيفة لو عرفت
بوسعود : بس هي أقرب لي وأعرف كيف تفكر يعني ممكن تتقبل الموضوع إن عرفت انه مجرد ورق وإن شاء الله فترة وتعدِّي
سلطان بعد صمت لدقائق : ممكن !! ليتك تبعده عن بيتك مع اني ماأحسه وقح لهدرجة لكن ممكن يتقرب من بناتك
بوسعود : لا مستحيل يكون كذا ! دامه يصلي مع الإمام انا متطمن ، إذا هو عند عيني وماني قادر اسيطر عليه شلون لو يبعد !!
سلطان تنهَّد : المهم أنَّه هالمجنون مايعرف مين من بناتك والأكيد انهم ماراح يعرفون من طريقك
،
مُنذ أن أتت وهي تتجنبُ الحديثِ معها ، تجاوبها بإيجاز وتُنهي أيُّ بابٍ للنقاشِ تفتحه.
هي الأُخرى مُستغربة تصرفاتها في الساعات الأخيرة منذ ان علمت بأمر زواج اختها من سلطان وأمرُها في حيرة.
نشفت شعرها المُبلل بعد ما تقيأت في العمل بكثرة ، رفعت عينها على أفنان الواقفة بمقابلها
أفنان : عسى صرتي أحسن ؟
ضي هزت رأسها بالإيجاب دُون أن تنطق حرفًا
أفنان أمالت فمها بحيرة : طيب انا بحاول أنام ساعة على الأقل ، تمسين على خير .. ودخلتْ لغرفتها
ضي بخطواتِ سريعة توجهت لهاتفها و أرسلت رسالة " متى مافضيت كلمني "
،
أمام نافِذة تتصببُ ماءً و سماءٍ داكِنة ممتلئة بالغيم بين حرائرها شمسٌ غائبة ، باتت تشكُ في نفسِها بعد نفي والدتها لخروجها مع وليد و حديثها أيضًا ، تشعُر بأنها تتذكّرُ حقيقة وليس خيال ، دمعها لم يتوقف ينهمِر كـ مطرِ باريس الآن.
ترمشُ كثيرًا علَّها تُسقط أوجاعُها ، بحديثِ النفسِ تضيق نفسَها " رُبما حتى لا يُوجد شيءٌ إسمه عبدالعزيز أو سلطان العيد أو حتى غادة ، من الممكن أنني توهَّمت ، إن كنت فعلا لم أخرُج مع وليد إذن ناصر و عبدالعزيز و سلطان و غادة هُم وقعٌ من خيالي . . . أُمي مهما كان لن تُضايقني بتكذيبي لن تستطيع أن تجرحني . . أحيانًا أفتقِد أُمي و هي بجانبي "
قاطعها صوتُ هاتِفها ، أخذته لترُد على وليد بصوتٍ واضحٌ عليه الإجهادُ من بكائِها : ألُو
وليد : السلام عليكم
رؤى : وعليكم السلام والرحمة
وليد : وش فيه صوتك ؟
رؤى قاطعته بالسؤال : متى آخر مرة شفتك ؟
وليد : بالمطعم لما سألتيني كيف نفقد نفسنا
رؤى : أمي تقول اني ماطلعت معك هاليومين
وليد بإستغراب صمَت
رؤى بإختناق : ماني عارفة مين أصدِّق ! أكذب نفسي واصدق امي ولا وش أسوي ؟
وليد : متأكدة قالت لك كذا
رؤى بعصبية : حتى انت تشك فيني !!
وليد : مو قصدي بس
رؤى تُقاطعه : بنجَّن أصدِّق مين ولا مين
وليد : لاتكذبين نفسك
رؤى بنبرةٍ هادئة : طيب ليه تكذب عليّ
وليد : لا تزعلين من كلامي بس أمك تصرفاتها جدا غريبة أحسها تضرك اكثر من انها تنفعك
رؤى مُلتزمة الصمت
وليد يُكمل : و أنا ماني راضي أبد على علاقتنا هذي ، يارؤى فيه شي واحد أؤمن فيه أنه شي بالحرام ماينتهي بـ يُسِر لكن نقدر نقلب هالحرام حلال ، أبيك زوجتي أبي أستقر ويكون لي عايلة لكن أمك واقفة قدامي لا هي معطتني حق ولا باطل
رؤى و كأنَّ دمُوعها تسلكُ جوابًا.
وليد : مقرن إن كانه أبوك فهو حيّ أو ان كانت هويتك مزورة على اسمه فهذا شي ثاني
رؤى وقلبُها يتسارعُ بشدَّة ، ضعيفة جدًا و هزيلة.
وليد : أُمك لازم تعلمك بكل شي ! كيف اقدر اخطبك من مقرن ولا من مين بالضبط ؟ يا رؤى ماأبي أقسى بكلامي عليك لكن هذي الحقيقة امك تكذب كثير وفي كل شي تناقض نفسها
رؤى و تكاثُر الخيباتِ على جسدها الهزيل أماتَ الشعُور بِها ، لا ردة فعل حيال حديثه لا شي يصوِّر لها أبٌ حيّ تعيشُ اليتم دُونه . . . أجهلني و أجهلُ ما يُوجد يسار صدري.
،
في زحمة أفكارِه ، تضايق جدًا و جدًا - الدناءةُ تتسلل إليه بسلاسة ، بين أُصبعيه سيجارة و كفِّه الاُخرى مُثبتة الهاتف على إذنِه : طلع متزوج بنته . . . . لا ماينفع أبد . . ماأبغى ادخل نفسي بمتاهة يكفيني اللي انا فيه أخلص أموري مع صالح وساعتها افكر بعبدالعزيز . . . . . . إيه . . . لا صفقة ضخمة إن شاء الله نآخذ منه السيولة عشان نعرف نوقف الكلب واللي معه . . إيه أكيد . . . . . *دفن سيجارته على طاولة مكتبه المطلي بالفخامة* نعمممممم . . كيف كيف ؟ لحظة وش يطلع ؟ . . . . كان مع عمَّار ؟ . . . . . . . . . . . إيه وبعدها ؟ . . . حسبي الله . . . . . إيه كمِّل . . يعني كان يتجسس على مخططات عمَّار منه ؟ . . . والحين وين راح ؟ . . . . . . . . إيه يقولون سافر ومعاه بنته ! . . وانا كنت متأمل فيه لكن طلع معاهم وشكلهم غاسلين مخه بعد !! . . . . . . . بعرف كيف يتزوج بنت الحمار الثاني . . أنت شف أبحث لي بالموضوع . . . . . . الحين مشغول مع صالح نبي تتم صفقتنا بدون مشاكل . . .
بجهةٍ أُخرى
أمام شاشة عرضٍ متوسطة الحجم بجانبها شاشة تكبرها كثيرُا ، تبدُو الغرفة مجمَّعِ شاشاتٍ متفاوتة الأحجام تُحيطها من كل زاوية من كاميرات المُراقبة.
متعب أنزل السماعة السودا الضيِّقة من أذنيه : عرفوا بموضوع عبدالعزيز مع عمار
أحمد يحك جبهته بقلق : اليوم شكلهم معصبين بعد سالفة عبدالعزيز والله لو أقولهم الحين بيدفنوني
متعب تنهَّد وهو ينظر من خلف الزجاج خرُوج سلطان : نقولهم بكرا
أحمد : المصيبة إن عرف شكل عبدالعزيز تراه ماأتغير أبد اذا اللي كانوا مع عمار عرفوه يوم اعتدوا على البيت وكان بيروح فيها عشان موت راشد
متعب : المشكلة باللوك هذا صاير فيه شبه تقريبا مع صالح اللي اصلا ماشافه الجوهي لكن لو شاف صورة عبدالعزيز بيوضح انه صالح هو عزيز !
أحمد وينظُر أيضًا لبوسعود الخارج من مكتب سلطان و غارق في شاشة جوالِه : عساهم يروقون بكرا مالي خلق يطلعون حرتهم فينا
متعب أبتسم : هذا اللي هامك
أحمد : بوسعود أتحمله لكن بو بدر لا والله لا عصب ماأحب احاكيه بأي شي يجلس يمسخرني قدام الكل
متعب : مالنا دخل بكرا نقوله وهو كيفه يروح يعصب على عبدالعزيز
أحمد : هههههه دام عبدالعزيز ماعليه خوف ماشاء الله يقدر يراددهم بكيفه
،
في سيارتِه مُثبت السماعة بإذنه ويُحادث ناصِر : وبس هذا اللي صار
ناصر : لحظة خلني أستوعب
عبدالعزيز : ههههههه والله شعور أنك حقير حلو
ناصر : من جدك !! أنهبلت ! أتحدى اذا كنت مبسوط الحين
عبدالعزيز : يعني مقطعتني الوناسة من قبل على الأقل اوقفهم عند حدهم زي مامنعني من العلاقات هذا انا اجبرته على علاقة ومع بنته بعد
ناصر بإستهزاء : كفو والله انك رجَّال الله لايضرك
عبدالعزيز : انا ماقلت لك عشان تتطنز
ناصر : لأن حركتك جدا دنيئة و أسمح لي عزوز حركتك ماتطلع من رجَّال
عبدالعزيز تنهَّد وهو يقف عند الإشارة
ناصر : يعني كيف تجبره ؟ هذا هو بيقهرك وماراح تعرف مين ! وش أستفدت بس إسم انك زوج بنته ؟ طيب أي بنت ؟ ماتعرف ولا راح تعرف
عبدالعزيز : مايقدر يخبي عليّ بقراه بالعقد
ناصر : حتى هي ماراح تعرف لأن بوسعود اللي بيوقع !
عبدالعزيز : مايهمني تعرف ولا ماتعرف
ناصر : وفرضًا قدروا يخبون اسمها وش بتسوي ؟
عبدالعزيز وشعُور بالقهر من الآن بدا يتسلل إليه : مستحيل
ناصر : انا اقولك افرض
عبدالعزيز : أستغفر الله ماهو موفقني ابد
ناصر : من فعايلك ، أركد و لا تحط في بالك سلطان ولا بوسعود ولا مدري مين ! حط في بالك إسم السعودية و ديرتك واتركهم ماعليك منهم خلهم يسوون اللي يبونه اهم شي تنفِّذ أوامرهم لمصلحة هالوطن لا تفكِّر انها لمصلحتهم وكل شي يتسهَّل ، كلها فترة و ارجع باريس ما جاك من الرياض الا الشقا
عبدالعزيز : وأنت ؟
ناصر : أرجع باريس وبطلب نقل لفرعنا هناك
عبدالعزيز : بديت أفكِّر أنهي هالشي واستقر بباريس زي قبل بعيد عن هالزحمة والقلق
ناصر ويريد أن يُلطف جوَّه : ماهي شينة اثير
عبدالعزيز ضحك بوضع مزاجه المتدحرج للأسفل : ههههههه أبد ماعندي مانع تكون زوجتي
ناصر : لو أنك مهجِّد شياطينك على الأقل تحبك وين تلقى بس
عبدالعزيز يستدير لشارِع قصرِ بوسعود : ماتعجبني حياة الفري واختلاطها و كلهم أصدقائها وماأعرف وشو هذا زميلي وهذا مثل أخوي
ناصر : أنت وش يعجبك أصلاً !!
عبدالعزيز : هذا اللي ناقص بعد أتزوج وحدة تطق حنك مع اللي يسوى واللي مايسوى
ناصر : أشوى تطمنت أنك للحين عزوز اللي أعرفه
عبدالعزيز : هههه لهدرجة !! من زمان تعرف رايي بالحريم وش بيغيره
ناصر : مدري عنك ماعاد نعرف لتصرفاتك
عبدالعزيز : بس قناعاتي ماتتغير ! عُمرها الرخيصة ماتكبر في عيني
،
ماذا تُريد الجوهرة من والدها ؟ هل ستُخبره ؟ كيف ستُخبره ؟ و هل سيكُون بحضور سلطان ؟ مستحيل أن تتجرأ ؟ هي جبانة لا تقوى على الحديث حتى مع ذاتِها ؟ لن تصبر أكثر و لا أحد سيُصدقها ! لن يشك واحِد بالمية عبدالمحسن بيْ ، لن يستطيع حتى التفكير بطريقة الجوهرة ! هي المُذنبة وليس أنا ! أما سلطان لم يُعرف أبدًا بـ حنيَّتِه .. قاسي على الجميع كيف سـ يُصدقها او حتى يُشفق عليها لن يحاول حتى لمجرد المحاولة أن يُصدق ما ستقوله ، أنا واثق أمامهم لن تستطع أن تواصل الحديث لو فعلا خططت بإخبارِهم ، الآن يجب أن أختفي عن أنظارِهم ، جوازي بحوزة عبدالمحسن ولو أخبرته سـ يشك بالأمر ! رحلة مؤقتة عِند مسفر لجدة قد تُجدي نفعًا.
فتح دولابِه ليُجهِّز شنطة متوسط الحجم وضع بعض الملابس الضرورية بإستعجال ، أرتدى ثوبِه والشماغ على كتفِه ، أغلق أزارير ثوبه أمام المرآة ، ملامحُه بِها شبه كبير من عبير ، رُغم هذا و ماحصَل إلا أنَّ معزةُ رتيل و عبير مازالت تزداد في يسارِه و الشوق لهُما يكبر أيضًا.
،
بُوسعُود ما إن رأى رسالتِها حتى أتصل وأتاهُ صوتها الناعم : الُو
عبدالرحمن : مساء الخير
ضي : مساء الناس القاطعة
عبدالرحمن : أنا قاطِع ؟
ضي : اللي مايفرحني بشوفته 5 شهور قاطع
عبدالرحمن : وقتي ماهو بإيدي
ضي : وشوقي بعد ماهو بإيدي
عبدالرحمن : تشتاق لك الجنة
ضي : آمين ويَّاك ، إيه قولي وش أخبارك ؟
عبدالرحمن : بخير أنتي بشريني عنك ؟ وكيف الشغل
ضي : من أول يوم واضح انه مُتعب مرة
عبدالرحمن : أهم شي تشغلين وقتك ، كيف السكن ؟
ضي : ماشي حاله و اللي معي حبوبة
عبدالرحمن : لا تثقين بأي أحد بسرعة
ضي : تطمن من هالناحية
عبدالرحمن : مين اللي معك ؟ إسم ابوها أوعايلتها
ضي بتوتر كبير أردفت : مدري يعني ماسألتها
عبدالرحمن بإستنكار : معك وما تعرفينها ؟
ضي أرتبكت فـ ألتزمت الصمتْ
عبدالرحمن : ناقصك شي ؟
ضي : حبيبي ماتقصِّر ... بتجي باريس هالفترة ؟
عبدالرحمن : مدري يمكن نجي ماهو أكيد عشان الشغل بس بناتي بيكونون معاي
ضي : على هالطاري شلونها رتيل الحين ؟
عبدالرحمن : الحمدلله نفسيتها صارت احسن
ضي : الحمدلله وعبير ؟
عبدالرحمن : الحمدلله ماعليهم
بعد صمتٍ لثواني طويلة ، أردفت ضي : أحس بوحدة فظيعة يعني لو يومين تجي هنا
عبدالرحمن بتنهيدة : مقدر يايبه حتى وقت لنفسي وبناتي ماني لاقي
ضي بضيق : ماني عبير ولا رتيل عشان تقولي يايبه
عبدالرحمن بضحكة طويلة يعرف عقدة ضي جيدًا ، أردف : حقك علينا
ضي : زين سمعنا هالضحكة
عبدالرحمن : لأني متضايق وطلعت لي مصيبة فمزاجي مش ولا بد
ضي : سلامتك من الضيق ، وش صاير ؟
عبدالرحمن : شغل ماينتهي
ضي : دبِّر لك إجازة تغيِّر جو و ترتاح و سلطان ماراح يقصر يمسك عنك يومين
عبدالرحمن : مقدر
ضي بعد صمت لثواني طويلة : لا تعيِّشني بوحدة مرة ثانية يكفي اللي مضى
عبدالرحمن يُثبت بكتفه الهاتف و يُشغل سيارته : إحنا وش أتفقنا ؟
ضي وتحاول أن تتزن بنبرتها التي توشك على البُكاء : أنا ماأتذمَّر ولا أقولك أضغط على نفسك لكن حسسني أني مهمة بحياتِك
عبدالرحمن يُسند ظهره و تنهيدةٍ أُخرى يطلقها بصمتْ
ضي مع صمتِه رمشت عينها فـ بكت ، أردفت : لو ماأرسلت لك المسج مافكرت حتى تكلمني
عبدالرحمن يستمِع لعتابِها بهدُوء
ضي : بعد كل اللي شفته عوضتني فترة وبعدها أهملت حتى نفسك عشان شغلك اللي مايخلص وبناتك و أشياء كثيرة تنشغل فيها وتنسى نفسك و تنساني
عبدالرحمن : خلصتي ؟
ضي ونبرتها تُشاركها البُكاء برجفة : مالي حق اعاتبك ولا اقولك شي ، آسفة نسيت مين أنا !
عبدالرحمن : لاحول ولا قوة إلا بالله واضح انه نفسيتك ماهي تمام وقاعدة تفرغين
ضي ببكاء : ليه تبخل عليّ ؟
عبدالرحمن : قلت لك مليون مرة أنه وقتي ماهو بإيدي
ضي بصمت و بُكاءها هو مايصل لـ بو سعود.
عبدالرحمن : ضي
ضي بنبرةٍ مقهورة : تعاملني كأني ولا شي !!
عبدالرحمن : مين قال انك ولاشي ؟
ضي : افعالك اللي تقول ، كان ممكن تخلق لك مية طريقة بهالخمس شهور عشان تشوفني
عبدالرحمن : متى ماهديتي كلميني
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك