رواية في أحضان الجنوب -6
تحدثت العجوز بنبره غضب [ لو رجعت ومآلقيتهآ تنظفت يآويلك مني ] توجهت للبآب بهدوء وخرجت مهروله لفيصل اللذي مل الأنتظآر في السيآرهلآزآل قلبه يرجف من مسآء الأمس يريد الأطمئنآن عليهآ فقط
أمتطت المقعَد الأمآمي بجوآر أبنهآ وهي تهمس بتهدج صوت [ عقبآل مآ أروح أشوف ضنآك يآيمه ]
تحدث لهآ بوجع وهو يدير مُحر السيآره [ بدري يالغآليه ]
همست له بذآت الصوت المكلوم [ أبي أشوف عيآلك يآيمه أنت بس أشر على أي وحده ]
زفر الآه من صدره
يأبى القلب أن يجد الرآحه ويأبى الخفقآن لغيرهآ
أسآبيع فقط كآنت كفيله أن تزرع العشق وتُنبت الأزهآر سيرتهآ العطره
أحتشآمهآ ووقآرهآ قلة كلآمه ونُضج عقلهآ وصبرها وتصبرهآ على الأهآنه
صيآنتهآ لزوجهآ في غيآبه
عوآمل تُقيد مِعصمه ومن ثم تفكيره وتجعله محصور لهآ
همس لوآلدته بحب [ الله كريم يآ الغآليه أدعيلي بس ]
أجآبت بصوت مُرتفع [الله يوفقك ويزوجك ببنت الحلآل وأشوف ذريتك قبل مآ أموت يآرب ]
.
.
همس لرفيته وأنيسته في هذآ العآلم وهو يرآهآ غآرقه في تنظيف [ الحوش ] صبحك الله بالخير يآمنيره ]
رفعت رأسهآ بفرح كبير لم يطرق بآبهآ من أسآبيع [ صبحك الله بالنور يآالله لك الحمد الحمد لله على سلآمتك ]
تهدج الصوت بربكه منهآ وجرأه غير مُعتآده [ قرت بك عيني يآ محمد ] أبتسم لهآ بحب [والله أني مآ صدقت يشلون ذآ عني أحيس اني حر وطليق ومو مربط زي الأيآم اللي رآحت ]
أقتربت منه وهي ترتب لهُ [ الفرشه ] ليجلس [ تعآل أقعد وأعطني علمك كيف رحت ومآ حسيت فيك ]
جلس بصعوبه بآلغه الهشآشه في العظآم تعيق جبر الكسر بالكآمل ويصبح عُرضه للأنكسآر مره أُخرى
[ أبد والله من سمعت أذآن الصبح وأنآ أتسند على هالعصآ لين وصلت لبيت سآلم ]
أبتسمت له بحب مع أغرورآق عينيهآ بالدموع [خليك الحين بجبلك الفطور ]
أحكم قبضت يده على يديهآ [ من وين جبتي الأكل يآ منيره ]
أبتلعت ريقهآ لأكثر من مره [ أهآلي الخير في الديره وآجد يآ محمد لآ تنسى ]
همت لتصنع الفطور تخشى أنقلآب مزآجه فرحتهآ اليوم لآ تُضآهآ
فقد عآد سندهآ للحيآة بعد أن أغلق الأبوآب على ذآته من أسآبيع
.
.
رددت أم فيصل بحب وهي تنفتح [ الستآره ] المحيطه بسرير حنآن ذآت اللون السمآوي
[ مآ شآء الله عيني عليك بآرده يمه عسى هالبنيه قدوم الخير عليك ]
همست حنآن بتعب بآلغ أثآر البنج بدأت تختفي ألم العمليه بدأ يظهر على ملآمحهآ العآبسه
[الله يسلمك ]
جلست على الكرسي المُقآبل لسرير حنآن أكملت [ أسم الله عليها البنوته رحت الحضآنه دوبني
وشفتهآ أنآ جيتك وخليت فيصل عندهآ جعلي مآ أموت لين أشوف عيآله ]
أبتسمت حنآن بحب وأمتنآن لهآ [ آمين يآرب ] أغرورقت عينيهآ بالدموع
عطف أم فيصل جبر الكثير من الكسور في قلبهآ
ملئ وحدتهآ ووحشتهآ اللتي كآنت
في لحظه تمنت من أعمآقهآ أن ترمي بحملهآ في حضن أم فيصل وتبكي مآ قد عآيشت
يأبى عقلهآ أن يتخلى عن فكره أرهقتهآ
[ أنآ خآدمه وهي المخدومه أنً عطفهآ علي ليس بمعنى تجآوز الحدود ]
تذكرت جدتهآ وأشتآقت لحضنهآ أنخرطت في نوبة بكآء مرير
أفزع ام فيصل وعم الهدوء على أرجآء الغرفه أصبح الزوآر يستمعوآ الى نحيب تلك الفتآه
.
همست أم فيصل وهي تجلس على حآفة السرير [ تعوذي من بليس يآحنآن وش هالسوآة الله يصلحك ]
مسحت على رأسهآ وفتحت الأحضآن لهآ حتى يزدآد انتحآب حنآن وشهقآتهآ
أمتنآناً لأم فيصل وضيآعاً ثم شتآتاً بعد جديهآ وعشيقهآ
.
.
.
. يقف على طرف البآب لآزآل منصت لشهقآتهآ بألأم بآلغ يعتصر قلبه بوده أن يحتضنهآ
ويخفف عنهآ الألم
يجهل نبرة الوجع في بُكآهآ ويلتمس السبب لـ وحدتهآ عآدت أصوآت الزوآر في الأرتفآع من جديد
أقترب من سريرهآ وهو يسمعهآ تتمتم بكلمآت يجهلهآ أستشف أنهآ شكر وامتنآن لوآلدته
همس بصوته الرجولي منآدي [ يمه مآخذيتي الحليب والقشر ]
همت أم فيصل بالوقوف وأخذت [ ترآمس القشر والحليب ] همست بعدهآ لأبنهآ اللذي
يعآني الصرآعآت الدآخليه
[فيصل مآبتحمد لهآ بالسلآمه ] أصدر تمتمآت معلناً عن نسيآنه رفع مستوى الصوت حتى تستطيع حنآن أن تسمعه
[ الحمد لله على سلآمتك يآ حنآن ]
همست بأحرآج وبصوت مبحوح في لحظه شبه حرجه [ الله يسلمك مآ قصرت ]
صوتهآ أثآر شي مآ دآخله وعآدة به الذآكره للأمس
وهي تهذي وتطلب أن لآ يتركهآ
رددت ام فيصل بفرح
[ وش تبين تسمين البنت ] تمتمت حنآن بحيره
[ مو الحين بنتظر للأربعآء وأسأل أبوهآ ]
وكأنه مآس كهربآئي أعآد لهُ الذآكره فـ خرج
مشآعر تآئهه ضآئعه وصرآعآت نفس مُتضآربه
وحب حُكم عليه الأعدآم في أيآمه الأولى
عشق وهيآم من طرف وآحد
كره لذآته لأنه يرغب في أملآك غيره
يأبى القلب أن يسمع كلآم العقل
فينبض بسرعه كبيره عندمآ يستحظر منظر القمر على وجههآ الطفولي
أتم عمله في المؤسسه وأخذ أم فيصل وانطلق بِهآ للقريه
ليتجدد أحسآس الشعور بالوحده والحرمآن
الدموع أمست أنيستهآ والشهقآت بآتت مُغنيتهآ
والنحيب أصبح موسيقى يعزف مآ يعزف من ألحآن على اوتآر القلب
حتى تقطعت الأوتآر حزناً وظلماً من القدر
.
.
في قرية السيل
أحسآس الحُريه بعد القيود أروع مآ قد يكون يعآدل المِزآج حتى وأن كآن في القلب ألم
هم بالدخول لبيته بعد أن أختفت الشمس وصرخ نور القمر في طُرقآت القريه
أتم صلآة العشآء جمآعه بحب وبفرحه كبيره حمد الله وصلى ركعآت شُكر له
أيقن أن الله يريد بهِ الخير فلولآ رحمة الله ثم صديق سآلم اللذي أزآل الجبس
والآ لبقي بهِ حتى تهدأ السيول ويذهب للقريه المُجآوره
صرخ بهِ أبو صآلح ( أنسآن مُتعجرف يُحب كثرة الأقآويل ونقل
الكلآم والأخبآر مع الزيآدآت يشبه كثيراً سلوى وكثير منهم على هذآ النهج يسيرون )
.
[ محمد وين رآحت شيبآتك يومك ترسل بنيتك تشتغل وتخدم في البيوت ]
حلت الصآعقه وعظم البلآء وأبت الفرحه أن تبيت برفقته
ليشعر بالخذلآن
أحسآس الأستغفآل من أقرب المُقربين أسوء مآ قد يكون
دخل بسرعه كبيره شبيه بالأعصآر الهآئج صرخ في أرجآء المنزل [منيره منبير ]
همت بالوقوف من سجآدتهآ وهي تستغفر ربهآ وتلهج بـ [ يآرب خير يآرب وشفيه يصآرخ ]
لبت الندآء وتبعت أرجآء صوته المُنبعثه من الـ[ حوش ] بقلق
تحت ظلمة الدُجى المُختلطه بنور القمر
همست العجوز المُحبه [ وش فيك يآ محمد عشى مآشر ]
صرخ بضعف مع تهدج كبير في الصوت [ صدق حنآن تشتغل خدآمه في البيوت ]
أثآرت الصمت قررت أن تُخبره هذه الليله ولكن القدر سآق الخبر له بطريقه بشعه
تمتمت بأجزآءٍ من كلمآت مُبعثر
قآطعهآ بضعف لم تعهده في حيآتهآ
[ قولي أن أبو صآلح كذآب وأن حنآن تشتغل بالمدرسه مثل مآقآلت بنتي وأعرفهآ مآ تكذب علي ]
انسآبت دموع الجده على خديهآ وهي ترى أنكسآر فرحه أعتلته هذآ الصبآح
ليستشف الأجآبه القآتله من صمتهآ فتغرق عينآه بالدموع همس
وهو يعود أدرآجه ويفتح البآب أحسآس الأختنآق بشع
والشعور بالأستغفآل والكذب أبشع همس بِهآ
[ تكذبين علي يآ منيره هذي آخر العشره ]
أوعآد درفة البآب بهدوء بعد أن خلي المكآن منه
هوت بنفسهآ أرضاً وهي تبكي بحرقه الشعور بالذنب مؤلم تأنيب الضمير مُزعج
.
في بعض الأحيآن نحتآج الكذب لأنقآذ أمورٍ مآ قد تُغرقنآ
وأنتهى ذآك اليوم بحزن جآرف بعد أن بدأ بفرح كبير
لنيقن أنه في غمضةِ عينٍ والتفآتتهآ يُغير الله من حآلٍ الى حآلي
.
.
يومٌ أخر جديد فتحت عينيهآ على صوت الطفله تصرخ
أبتسمت بِحُب مُوجهه الحديث للمرضه [ هذي بنتي ؟ ]
تحدثت الممرضه الهنديه بتضجر [ أيه هدآ بنت أنته يآالله رضع
عشآن صدر أنتَ مآ في تعبآن ]
فتحت كلتآ عينيهآ تجهل تلك الأمور تحتآج لمن يُمسك بيدهآ ويأخذهآ لبر الأمآن
أن تقدم على فعل أمرٍ مآ لأول مره دون أن تجمع المَعلومآت الآزمه أمرٌ صعيب
يحتآج لبذل جهدٍ جهيد
تمنت أن يكون أحمد بقربهآ ليخفف عنهآ ويحمل شيئً من الآمِهآ
تمنت أن تتمتع بمسآعدة جدتهآ الخبيره في هذه اللحظه
.
.
تتبخر الأمنيآت عند عودتنآ لأرض الوقع لنجد أننآ مُجبرين على القيآم بأمورنآ ومُوآجهة الحيآة
مدت كلتآ يديهآ النحيله لتُسكت بكآء الطفله الجآئعه
أحسآس غريب فرحه حلقت في سمآء الحُزن حتى بآتت مجروحه
أن تحتضن الأم طفلهآ بعد ولآدته أعلى درجآت السعآده
همست لطفلتهآ بحب كبير [ جيعآنه يآ قلبي قولي بسم الله ]
طولهآ لآ يتجآوز مدة الذرآع تبدو هزيله كثيراً وعينهآ صغيره
ألقمتهآ ثديهآ بجهل وخوف كبيرين حتى سد رمق الطفله فنآمت وأستكآنت بقمة الهدوء والبرآئه
أبتسمت بأمل كبير وفرحه أكبر لآ مجآل للوحده بعد الآن
لآ مجآل لأن تهدر الدموع في السآعآتٍ الطِوآل تسلل
حبٌ طفلتهآ لأعمآقهآ حتى عآهدت نفسهآ أن تُكدس جُل وقتهآ
للأهتمآم بِهآ
.
.
همس فيصل بعد أن دخل الغرفه في وقت الزيآره ومن خلف الستآر [ حنآن ؟ ]
أجآبت بربكه وتوتر بعد أن عآدت لوآقعهآ [ نعم ]
أكمل حديثه بحب لسمآع صوتهآ دون بكآء [ جهزي نفسك الدكتور كتبلك خروج
أمي بغت تجي بس رجولهآ توجعهآ ] أكمل بعد سكوتهآ
[ أنآ بوديك لهم بروح أكمل أجرئآت خروجك أجهزي ]
تسآقطت دموعهآ على خديهآ بِحرقه [ يآرب أن تغفر لي يآ رب أني مآلي
حل غيره والآ مآكآن رحت معآه ]
أرتدت عبآئتهآ بصعوبه بآلغه بعد أن أخبرهآ
الطبيب بظرورة المشي بعد العمليه القيصريه وأعآئهآ بعض التعليمآت والمُضآدآت
.
.
.
تبعت فيصل بصمت وهي تحمل أبنتهآ بين يديهآ ملفوفه في شآل يحمل اللون السُكري
من القُطن جلبته أم فيصل عند قدومهآ في يوم أمس
تشعر بشيئ شبيه بوخز الأبر على أطرآف العمليه تحآملت على ذآتهآ وكتمت أنآتهآ
لسببين حتى لآ تفزع الطفله وحتى لآ يسمعهآ فيصل أمتطت المقعد الخلفي بصعوبه بآلغه
فضل هو عدم مسآعدتهآ تجنباً للأحرآج
.
الغيوم تُلبد السمآء في هذآ اليوم
ضجيج السيآرآت وزُحآم الأشآرآت افقد الجو لذته المُعتآده في القريه
هآجمهآ الشوق فالحنين من كل جآنب
حتى تمردت على حيآئهآ بألم بآلغ
رغبتهآ بأن يُشآطرهآ الفرح فآضت بهآ
أمنيتهآ أن تحضى طفلتهآ بيدين أبيهآ في أولى أيآمهآ علت بهآ عآليا
.
.
همست بتردد كبير [ أستآذ فيصل لو سمحت ]
بحت الحُزن لم تمحى أغمض عينيه أكثر من مره مستعيذآ من الشيطآن مليون مره
أجآب بصوت رخيم [ سمي ]
النبره أربكتهآ وكأنه يُعآني من صرآعآت دآخليه يسعى جآهداً بأخفآئهآ
طآل صمتهآ وهي تُحآول تصفيف الكلمآت وترتيبهآ
بذآت الهمس ولكن يصحب تهدجآت [ اليوم أربعآء تقدر توديني السجن بس ربع سآعه ؟ أذآ مآ تقدر عآدي ]
أبتسآم بـ مرآره أعتلته أيقن لمره الألف أن من يسكن الحديد حضي بحظٍ كبير
صرآعآت نفس شيطآنٌ ينهش عقله من نآحيه وقلبٌ مُظطرب لسمآع نبرآت الحزن من نآحيه
همس بهآ في لحظه حرجه محآوله منه لـ قتل ذآك الشعور المُتمرد [ أبشري!!!!! ]
فرحه تُرفرف في سمآئآت الحزن
[11]
صبآح مشحون بخيبآت الأمل وكم هآئل من العتب
يقبع في [ الحوش ] من صلآة الفجر رُغم برودة الجو الآ أنهآ لآ تطفي لهيب النآر دآخل قلبه المكلوم
يُعآيش صدمة كذب وأستغفآل من اقرب المقربن حتى وأن كآنت بحسن نيه
عندمآ نعلم بعد فتره أن ثمة أمور تُعنينآ فُعلت بالخفآء عنآ نغضب ونحزن دون الألتفآت للدوآفع والأسبآب
همست بهِ وهي تضع الفطور أمآمه بحزن بآلغ
[ صبحك الله بالخير يآ محمد الفطور سم بالرحمن ]
أي صبآحٍ أقبل وعينآي العجوزين لم تغفى من كثرة الهوآجيس والوجع
رمقهآ بنظرآت عتب بآلغة المعآني تخللت الى أعمآقهآ وأخترقت ظلوعهآ ليستقر أثرهآ في القلب
أمتلأت عينآهآ بالدموع والألم أعتصرهآ
همست [ لآ تنآظرني هالنظره أنآ مآ وآفقتهآ الآ عشآن كنآ محتآجين ومآ قلتلك لأنك كنت تعبآن ]
هم بالوقوف والأبتعآد عنهآ حتى توصل الى البآب وخرج
يشعر بأختنآق فضيع كلمآت أبو صآلح لآزآل يتردد صدآهآ في أذنه
تركهآ جوفآء تأنيب الضمير ينهشهآ
أخذ يتبع آثآر الصديق ليرمي بهٍم أثقل كآهليه وسمعه بآتت مُتنآقله على أطرآف الألسن الاخبيثه
وكأن العمل لكسب لقمة العيش بالحلآل بآتت من ضمن السبع الموبيقآت في عُرفهم
.
.
.
أنتآبه شعور بالندم لـ زلآت لسآنه كيف بهِ أن يذهب بقلبه للجحيم
وأنتآبه شعور بالرضى عن ذآته لأقدآمه مثل تلك الخطوه
تنآقض كآد أن يفتك به ويقين بـ الضيآع نهش قلبه
أيقآنك بأنك تسير في طريق مُظلم كئيب مع العلم أن نهآيته مسدوده ببآبٍ من حديد
قمة الأسى
.
اروآح متآلفه وأروآح مُتنآقضه
هآلآت الضيآع تعُم المِقعت الأمآمي من السيآره
وأسآرير الفرح والبهجه تتفجر حباً وأملاً من المِقعد الخلفي
.
همت بالنزول بروح متجدده وأمل كبير تعلم علم اليقين أن مآ رأته من آلآم و أوجآع سيُمحى في هذه اللحضآت
فأرتسمت أبتسآمه عذبه على شفتيهآ
تبعهآ بنظرآته التآئهه ومن ثم بختطوآته الضآئعه
مُطأطأ الرأس يخفي الألم مُحآولاً تجلد القوه
أتم لهآ الأجرآئآت وتحدث هو بالنيآبه عنهآ مع رجل[ الوسـآطه ]ذآته وأدخلوهآ غرفت الأنتظآر
تلمس أقرب مِقعد ارتمى عليه بحزن وهو يفتح [ أزآرير] ثوبه العلويه
.
.
دقآئق حتى رأى فيصل المُرآفق يجتر بين يديه شآب يقدره في نهآية العشرينآت
من الوهلةِ الأولى يتضح للرآئي أن الألم قد صرخ من هذآ الشآب
دخل مُجرجر رجليه غرفة الأنتظآر اللتي دخلتهآ حنآن والطفله قبل دقآئق
بعد أن فتح المُرآفق الحديد المُقيد مِعصمه وأقُفل البآب
.
.
في كثير من الأحيآن لآ نقدر حجم تفآهت مصآئبنآ
الآ عندمآ نرى عُظم أبتلآئآت غيرنآ في لحظه حرجه ذآب خجلاً من ذآته على أفكآره
وحمد الله أن تبع عقله و لبى لهآ طلبهآ
دعى لهُ من أعمآق قلبه أن يفرج همٌ أستوطنه فالسجن بمثآبة النآر أن لم يكن أكثر
.
.
لأول مره من سنين طِوآل مضت تدخل المطبخ
عآدت أم فيصل لـ قبل 20 سنه الأبتسآمه أرتسمت على شفتيهآ
أن نترقب وصول الحدث الجديد للمنزل من مولود أو زفآف أو غيره من الأحدآث النآدره
والغير روتينيه نشعر بنشآط وحمآس كبيرين وكأننآ لم نشعر بِهآ من سنين
سلوى تقطن الغرفه اليوم ولم تخرج منهآ حجة الكآذب والمنآفق والخبيث جآهزه دوماً
تظآهرت بأنهآ أصيبت بحآلة تسمم وهي بالفعل لآ تزآل تحفر الطريق لنسجِ خيوط العنكبوت دون شوآئك
.
.
أتمت أم فيصل عملهآ بحب كبير وبآلغ لحنآن وطفلتهآ
صفصفت [القُرصآن] في وعآء من حديد [ وترآمس القهوه والقشر] من ثم الحليب فـ [العسل والسمن]
أخذت بعض اللحم وصنعت لحنآن الـ [ مرق ]
طلبت من شُكريه تضع الجمره في المبخره
أحضرت أجود أنوآع العوده وأخذت تنفث البَخور في [غرفة ]حنآن وفي أرجآء المنزل
مع قرآئت المعوذآت في الـ[غرفه] لأبعآد الشيآطين منهآ
.
.
.
نزعت نقآبهآ ومددت طفلتهآ بحب قربها مع مُحآولآت أن تُيقضهآ حتى يرآهآ أبيهآ مُفتحة العينين
أحسآس الرغبه في تشآطر الفرح مع النصف الآخر
مُتعه كبيره لآ يُقدر لذتهآ الآ من عآيشهآ وتذوق حلآوتهآ
ولأول مره من سبع شهور وأكثر يتتخللهآ الفرح ويتغلغل في أعمآقهآ
أزدآدت ضربآت قلبهآ وهي ترآه يدخل الغرفه هآلهآ منظره أسوء من قبل بكثير
الهم أحنى ظهره المشدود وفتك به تحآملت على ذآتهآ وهي تقف له بصعوبه بسبب الالآم
بآغتته بأبتسآمه سآحره آ لم يرآهآ منذو زمن أيقن أنهآ سعيده
أمتلأت عينيه دموعاً من الفرح
كثيراً مآ يُقآل لغة العيون هي لغة العآشقين والحآلمين
تبآدلوآ النظرآت الحآلمه لفترةٍ لا يعلمون كم هي تجآهلوآ بِهآ كل سآعآت الحيآة حتى أختفت من حولهم
هرول لهآ مُسرعاً وهو يرى أبنته تقطن بِقربهآ فتح كلتآ ذرآعيه لهآ ملجأ الأمآن وغآسل الآلآم
الأب المفقود والأخ المجهول والعآشق المتيم أختلط الكسر بالرقه والغبن بالفرحه حتى شكل نبيذاً مُر
لآذع تلآمس لذتهُ أطرآف اللسآن وتعتلي رعشتهُ لأعمآق القلوب لفت ذرآعيهآ النحيله على رقبته
علهآ تمحي الوجع دقآئق صمت كفيله بأن تُهديهآ جُرعتهآ المُفضله
أبعدهآ عنه ودموعه تغسل وجنتيه دون حيآء منهآ
همس بهآ بعد أن أخذهآ بِهدوء وحنآن بآلغ اجلسها على المِقعد وجثى على رُكبتيه أمآمهآ أخذ يديهآ قبلهآ بشقف وآضح وهمس لها بصوت مخنوق [ الحمد لله على سلآمتك يآنور قلبي عسى مآ تعبتي ؟]
أبتسمت له وهي تشعر أنهآ كمآ عصفوره أهتدت لبيتهآ تحدثت لهُ بحرج
مع أحمرآر وجنتيهآ مُجآهده نفسهآ الآ تذرف الدموع [ تعبت أشوي بس الحمد لله الحين تمآم عشآن شفتك ]
عينيهُ تجول في ملآمحهآ المطفيه بعشق وشوق كبير [ متى ولدتي ]
تحدثت له بحمآس [ ولدت يوم الأثنين في الليل تعبت مره وولدوني قيصري ]
أتسعت عينيه على كبرهآ بألم يعلم بحآلهآ وأحوآلهآ وأنهآ أجهل من تكون في هذه الأمور
همس بحزن [ياليتني كنت جمبك ]
رفرف طير الحزن من جديد ومعآنآتهآ كمآ شريط سينمآئي يُعرض أمآم عينيهآ
[ما تمنيت احد كثر ما تمنيتك تكون معاي] اكملت بفرح مزج بدموع حزن
مُحآوله أن تتجلد بالقوه وتُؤثر الفرح في هذه اللحضآت المعدوده
[بس فرحآنه لأني جبت لك أحلى بنت في الدنيآ ]
حملت الطفله بين يديهآ بعد أن عدل جلسته وأعطتهآ له يجهل كيف يُمسك الاطفآل أو يتحدث معهم
فتحت الطفله عينيهآ بنشآط ونآدر مآ يفعلهآ الموآليد كأنهآ تعلم أن دقآئقهآ مع أبيهآ معدوده
صدحت ضحكته في أرجآء المكآن وهو يهمس بفرح [ شوفي حنآن تتثآوب ]
قهقهت حنآن معه الضحك مودعه الآلآم رآضيه ومُتقبله لوضعهآ
شآكره ربهآ أن وهبهآ أجمل هديه
ألتهمت عينآهآ ملآمحه بشغف وآضح وهو يتحدث مع طفلته ويحتصنهآ بحب كبير
أيقنت أن الحيآة تحتآج للقوه حتى تتخطآهآ وتتطلب الصبر حتى تنقضي الـ 8 سنين
همست بحب وهي تُمسك يديه اليمين اللتي ثبتهآ على بطن الطفله [ حبيبي وش تبي تسميهآ ]
أبتسم لهآ بحب كبير وعشق أكبر وعينآن تتنآول ملآمحهآ بهيآم
[ حنآن فرحتك اليوم خلتني طآير فوق السمآ ] تهدج صوته [ شُكراً يآ قلبي ]
ابتسمت له بحب [ وضحكتك فرحتني أكثر ]
تحدث لهآ [ طيب وش تبين أنتي وش نفسك فيك]
أكملت بدلع مُزج بطفوله ذآت ملآمح أنثويه [ محد رآح يسميهآ غيرك يالله قول ]
ضحك بتردد أحسآس الأبوه أمر آخر ذآ نكهآت خآصه [ طيب أشرآيك في فجر ]
أبتسمت له بحب حتى بآبت غمآزآتهآ من فرحٍ أعترآهآ
أقربت يديها من يديه الدآفئه تبحث عن الدفئ قبل أنتهآء الدقآئق المعدود
[ مآ قلت أن الأسم اللي بتختآره بيكون أحلى أسم في العآلم ]
مشآعر جيآشه تجتآحه ورغبه كآسره تفتك بهِ أمسك بوجههآ الصغير وأخذ يُقبل عينيها بشغف وحب كبير
من ثم دفن رأسه أستنشق عبير شعرهآ الأسود
وهي منصآعه مستسلمه ومُسلمه مستمتعه بجرعآتهآ القليله لتحيآ على أمل جرعآت أُخرى
صدح صوت المُرآفق مُنآدياً مُقآطعاً للحضآت حآلمه [ انتهت الزيآره ] أرتدت نقآبهآ على عجل
الوقت دآهمه الطفله وزوجته المُحبه أنسوه جلٌ الكلآم والأسأله اللتي أرآد أن يدلوآ بِهآ
همس بسرعه [ كيف جدي وجده يآحنآن ]
تجمدت حروفهآ بين شفتيهآ لتنسآق له بكلمآت
[ طيبين مآ عليهم خلآف يسلمون عليك ] فتح المرآفق البآب بتضجر وأخذ أحمد اللذي أنصآع لهُ
ملوحاً بيديه لهآ ولطفلته بحبٍ كبير
.
.
شقآء أنتهى وهمومٍ أخرى بدأت ولكن القوه قد تتمثل في أضعف الخلق أن عآيشنآ الحب بمرآرته وحلآوته
حبهآ لطفلتهآ بمثآبة الدوآء اللذي يحثهآ على الأستمرآر والمجآهده
وحبهآ له بمثآبة الجرع اللتي تهديهآ الأمآن
عآهدت قلبهآ أن تتبدل من اليوم وتلوح بيديهآ مودعه للضعف
حتى تحيآ من أجل طفلتهآ ومن أجل جديهآ
ومن أجل أنتظآر عودته سآلماً
.
.
لهج صوت أم فيصل مُرَحٍباً مُهللاً بعد أن فتحت شكريه البآب [ حيآ الله حنآن حيآالله بنتهآ ]
أبتسمت لهآ بحب وبتعب بآلغ ووجه مُصفر [الله يسلمك يآ أم فيصل ]
حملت أم فيصل فجر بحنآن بآلغ وأطيآف ذكرى أبنآئهآ تُرفرف يمنةً ويسرةً بِهآ
همست بصوت مُتهدج مُحآلوله نسيآن ذكرآهآ [ هآ مآ بتسمينهآ ]
تمتمت حنآن بألم [ الآ ان شآء الله بـنسمهآ فجر]
لهجت أم فيصل [ فجر الخير يآرب تعآلي يآ يمه تعآلي زينت لك الغرفه ومآعآد أبهآ غبآر أكيد أنك تعبآنه]
تمتمت حنآن ببآلغ الأمتنآن [ شكراً] لأكثر من مره همست بهآ نآبعه من أعمآق أعمآقهآ
.
.
لآ يزآل دآخل السيآره تفكيره قد حوصر من كل أتجآه رُأيت أحمد بعد أن خرج زعزع له كيآنه
دخل بحزنٍ يصرخ وخرج بـفرحٍ من العيون ينطق شيآطينه بدأت بدورهآ المكروه
وأسأله حمقآء جآلت بين حنآيآ رأسه وكأنهُ غفل أن أحمد زوجهآ
ضرب برأسه على مُحرك السيآره ثلآثاً مستعيذاً من الشيطآنه مئة مره
أدآر المُحرك جآهلاً الوجهه
يُغلًف بالكثير من الحزن وكره الذآت لمشآعر خآرجه عن زمآم يده
...
أدخلتهآ الغرفه بعد أن أحضرت بهآ المهد تحدثت بفرح [ وذآ لفجورتنآ ]
مهد من الخشب الفآخر بأربعة أطرآف زُينت أطرآفه بنقوشآت وزخرفآت أسلآميه
يعتليه قمآش ابيض من الشيفون يتوسطه جذع أجوف بآلغ الجمآل لنُحركه يمنةٍ ويسره
فيخلد الأطفآل بهِ الى النوم بهدوء وسكينه
أبتسمت حنآن بحرج بآلغ [ كلفتي على نفسك والله مآ نحتآجه ]
أبتسمت أم فيصل بفرح مُتفهمه لموقف حنآن وأحرآجهآ مُحآوله أمتصآصه
[مآ سويت شي والله ذآ كآن لفيصل يوم ولدته طلعته من المخزن ونظفته لك ]
تمتمت حنآن [ يعطيك العآفيه يآرب ]
دخلت شُكريه بالأكل المعدود من قبل ام فيصل
مدت ام فيصل كلتآ يديهآ وتنآولت الطفله [ جيبيه يآ شُكريه هنآ على السرير هيآ كلي يآ حنآن أكيد أنك جوعآنه ]
أبتسمت حنآن بحرج تشعر بالجوع يتغلغل أحشآئهآ
اذآ تحسنت النفسيه فُتحت الشهيه والعكس الصحيح
همت بالأكل وكأنهآ لم تأكل منذو سنين
.
.
بودهآ أن تصرخ وتخبر النآس عن فرحتهآ عآهدت نفسهآ أن تحمي فلذة كيدها من كل مكروه
خلدت حنآن للنوم بـهدوووووء
بعد أن أرضعت [ فجر] بنصآئح من أم فيصل أستفآدت منهآ الكثير وتعلمت منهآ الكثير
.
.
تتوسط صدر الجلسه فـي الـ [دكه ] الهدوء يعمٌ الأرجآء وسلوى لم تظهر طيلة هذآ اليوم
.
.
تنتظر فيصل شآرفت السآعه العآشره والنصف ولم يأتي ليس بالعآده أن يتأخر
وليس بالعآده أن يصل ألى أطرآف البآب ولآ يُدخل ليطمأن عليهآ
تشعر بالخوف بدأ يتسلل الى عضآمهآ
تبسمت بحب في لحظة سهوآ وهي بالكآد تكبت الكلمآت حتى لآ تتحدث مع ذآتهآ
كلمآت من شأنهآ جلب السعآد له عروس جميله فآقت بجمآلهآ بنآت القريه رأتهآ ام فيصل
وأيقنت من الوهله الأولى أنهآ تُنآسب أبنهآ
..
..
لآ تزآل بين هذآ وذآك
دخل فيصل [ الدكه] في الجو البآرد تحت ضوء القمر
[ مسآك الله بالخير يالغآله ] انحنى لهآ وقبل جبينهآ ثم أعتدل في جلستهِ بقربهآ
همست له بحب [ مسآك النور تأخرت يآ وليدي عسى مآ شر ]
[ أبد والله رحت المؤسسه وهرجت مع العمآل وقعت لهم بعض الأورآق
مريت وآحد من أصحآبي تعشيت معه وهذآني جيت ]
أبتسمت له أبتسآمة مكر وحب في وقت وآحد , أستطآع فيصل تخمين المضمون قهقه لها بحـب
[ الله يستر منك مدري وش ورآك من سآلفه ]
تحدثت بحمآس [ لقيت لك عروس تهببببببل أخلآق وزين وسمعه توصل لآخرالديره ]
تمتم بقهر [ الله يطول بعمرك يآالغآليه ] مُحآولاً أنهآء الموضوع
[ افكر وارد لك خبر ذآ زوآج موبلعبه بس انتي لآ تفآتحين الجمآعه أبد ]
أبتسمت من أعمآق قلبهآ [ بس عجل أظن البنت بتطير منيتي أشوف عيآلك قبل لآ أموت ]
[ الله يطول بعمرك يالغآليه وتشوفين عيآل عيآلي يآرب ]
قبلهآ على الجبين ثآنيه [ أنآ بنآم تآمرينين بشي ]
[ سلآمتك يآ يمه ] همت بالوقوف [ وأنآ بعد بحط رآسي وأرقد تصبح على خير ]
[ وأنتي بخير يآلغآليه ]
جرجر رجليه بألم بآلغ بعد أن تخلل لي مسآمعه صوت فجر
وهي تصرخ لفت نآظريه أنوآر الـ[غرفه] الموجوآره لـ[غرفته]
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك