رواية في أحضان الجنوب -5
تحملت مشآق المشي وسط ركآم المطر والبَرد بعد أن غلفت الصحن الكبير بكيس تحسباً لـ أن يغرق الطعآمالمشي تحت زخآت المطر وأن كآن قوي وشديد الا انه ينعشهآ
وصوته يُطرب مسآمعهآ ورآئحته تفوق لديهآ أجود أنوآع العطور
تتوسط صدر الجلسه في الـ [ دكه ] مُحلقه بنظرهآ للأفق
تجهل حنآن مآ يدور دآخل هذه العجوز
ولكنهآ تجزم يقيناً أن الحزن يستوطنهآ في هذه اللحضه أصدرت صوت حتى تنتبه لوجودهآ
أبتسمت أم فيصل بحب لآ تعلم مصدره [ تعآلي يآ حنآن وشيلي هالنقآب عنك مآفي أحد]
وضعت الصحن أمآمهآ على الطآوله الخشبيه ورفعت الكيس المليئ بحبآت البَرد
أبتسمت من تحت النقآب [ صبحك الله بالخير يآالغآليه ]
أغرورقت عينآي العجوز بالدموع لذكرى عصفت بِهآ
كل منآ يحمل في دوآخلهِ ذكريآت منآ من يبكي من أجلهآ ويحن لهآ
ومنآ من تجمد قلبه وأصبح قآلب ثلج لآيقدر على الذوبآن الآ بالانحرآق
مسحت الأم الثكلى دموعهآ بغبن وهي تتوشح القوه من جديد في صوتهآ
[صبحك الله بالنور ليش مآ قومتي البنآت يسآعدونك وسط هذآ المطر والبرد ]
رفعت صوتهآ لأن صوت المطر أزدآد أكثر [ مآ يحتآج يآرب يعجبك بس ]
خآطبتهآ بذآت النبره [ شيلي غطآتك وتعآلي جمبي ]
أن تتمثل ذكريآتنآ الجميله في شيئ مآ نود حينهآ الأحتفآض به لنحلق في سمآء المآضي
همست بهآ بعد أن نفذت أوآمرهآ وجلست بالقرب منهآ [ تصدقين أنك تشبهين بنتي الله يرحمهآ ]
انقشع الضبآب وبآنت العجوز المكلومه على حقيقتهآ تجردت من وشآحآت القوه المسطنعه
اللتي أيقنت حنآن من الوهله الأولى أنهآ أقنعه ترتديهآ لتوآجه الحيآة القآسيه
ابتسمت حنآن بمرآر [ الله يرحمهآ ]
غمست الخُبز في السمن والعسل بعد أن سكبت لها حنآن شيئ من الحليب الحآر وسط الهوآء البآرد وصوت المطر القوي
[ تسلم يديك يآحنآن بآرك الله في أمٍ ربتك ]
أعتلتهآ حمره زآدت من جمآلهآ [ الله يسلمك يآرب ]
سألت بشكل روتيني[ أرتحتي في الغرفه أمس ]
همست حنآن وكلمآت سلوى تصدح في أذنهآ
تخشى الدخول في سرآديب المُشكلآت
تخشى أن تضعهآ سلوى في ذهنآ فتبدأ في بث السموم
أجآبت بعد تفكير وبحث عن حجه مُقنعه
[ لأ والله الغبآر أثآر الحسآسيه عندي وأنآ أخآف من الوحده
برجع معآهم وبزين لي فرآشٍ زين عشآن ظهري لآ تشيلين هم ]
تحدثت أم فيصل بحب [ اللي يريحك ]
نحتآج للفضفضه وحكآية مآضينآ المُؤلم من حين لآخر
حتى نشعر بالرآحه ونتنفس الصعدآء بِعمق
حتى يدُآخلنآ أحسآس أن هُنآك من علم بمأسآتنآ وعآيشهآ ولو بالروآيآت والحكآيآ
همست العجوز المُتجرده من وشآح القوه في لحظة ضعف وتحت أصوآت الرعد والمطر
وفي الجو المُعتم المآئل للضلآم
بصوت مُتهدج [ تدرين يآ حنآن ليش بنتي مآتت؟ ]
ردت لهآ حنآن بذآت الهمس وهي تطأطأ برأسهآ أسفل [ لأ]
تخشى رؤية الدموع وتكره لحضآت الأنكسآر والضعف
سقط الجبل الشآمخ كآنت لحظة تجرد من كل شي ومن أي شي تسآقطت دموعهآ الثكلى
[ شنقهآ أبوهآ هي وثلآث من عيآلي الأولآد قي الدور اللي فوق ]
وأجهشت في بكآء مرير وكأنهآ لم تبكيهم طيلة تلك السنين
بآنت الحقيقه وانكشفت التفآصيل الجميع مُنعوآ من الصعود للطآبق العلوي لهذآ السبب
مدت حنآن كلتآ يديهآ للعجوز بحذر و خوفاً من ردة الفعل
الآ أنهآ كآنت بحآجه لمن يحتضنهآ ويخفف عنهآ
فألقت بنفسهآ بين أحضآن حنآن
جميعنآ نحتآج لهذه اللحضآت اللتي نتشآطر بِهآ مع غيرنآ في الهموم
رفعت رأسهآ العجوز وهي تهمس[ شنقهم وانا اسمعهم ينآدوني ومآقدرت أسآعدهم
بعدهآ قتل نفسه ولو فيصل مآكآن عند الجيرآن كآن شنقه معآهم ]
مُصغيه جيده تعي وتفهم أحتيآجهآ للتحدث عمآ يؤلمهآ ويُثقل كآهلهآ
لم تقآطعهآ ابداً أنمآ أصغت لهآ بأهتمآم وآضح على معآلمهآ وملآمحهآ
.
.
دخل فيصل الـ[دكه ] مسرع وسط أندهآشه من أمرين جمآل حنآن البآهر اللذي أستطآع تميزه في هذه العتمه والجو المُظلم
والأمر الثآني من دموع وآلدته اللتي قلمآ تذرفهآ
صرخ بسبب صوت المطر وكرهاً لأحرآج حنآن الوآضح تأثرهآ ممآ تروي أم فيصل [ يمه يمه ]
أسرعت حنآن في أرتدآء النقآب بطريقه عشوآئيه وهي تقف مُبتعد عن المكآن صرخ بهآ [استني انتي ]
أكمل حديثه وهو يقترب منهم
[في وآحد أسمه عبدالله برى بقول انه مرسول من زوجك يبيك ]
تجمدت حروفهآ وهي تستحضر ردة فعل أحمد أن علم بعملهآ
تحدثت أم فيصل [ خليه يدخل يآفيصل وهو وآقف في المطر ذآ وأكملت لحنآن[ جيبي شيلتي من دآخل ]
همت بتنفيذ الأوآمر وقلبهآ يعطي أشآرآت تنبيه
حدسآهآ الصآئب تمنت أن يخيب لمره وآحده فقط
في لحظه دخل عبد الله صوت المطر قوي جداً
ثيآبه تتقآطر من المآء ويبدوآ من المظهر أن الأمر هآم
تحدثت أم فيصل أرتآح يآولدي
جلس على أطرآف الجلسه وعينيهآ لآزآلت تأكله مُنتظره أن يفجر القنآبل عليهآ
.
.
تحدث عبد الله [ أشلونك يآ أم الغآلي ]
همست حنآن بضيق [ أحمد وش فيه يآ عبدالله ]
خشي تكرآر ذآت الموقف معهآ لذآ فضل الكذب أو المُرآوغه هذه المره
أبد يبيك يقولي روح جيبهآ
أنتآبهآ شعور الوحده والعجز
همس عبدالله [ أذآ تبين الحين وديتك ]
أومئت رأسهآ بقوه وهي تعجز عن التحدث بفعل الشهقآت والدموع
أستأذنت أم فيصل ورحلت وسط رُكآم المطر الهآئل
.
.
.
بعد ليلةٍ حملت في جُعبتهآ الغزير من دموع الجد والجده
أستطآعوآ النوم بهدوء رغم أن الدموع لآ تنهي الألم ولآكنهآ بمثآبة الجُرع المُهدئه نوعاً مآ
صحت الجده مفزوعه على صوت المطر الجآرف حتى ظنت لوهله أنهُ أعصآر
لهجت [ بيآرب الطف أبنآ يآرب رحمتك ]
فتحت البآب الحديدي حتى شعرت حينهآ أن الريآح ستحملهآ من مكآنهآ أغلقت البآب بصعوبه بآلغه
أقتلعت الريآح بعضُ الأشجآر تحدثت للجد العآجز طريح الفرآش [ يآ ويلي يآمحمد سنين مآجنآ زي هذآ المطر ]
أجآب محمد بأتزآن [ عسى أن تكرهوآ شيئاً وهو خير لكم ]
سمِعوآ صوت سآلم يصدح في الأرجآء مُخآلط لصوت الرعد والمطر
فتحت له الجده البآب ودخل ليُشآطر صديقه الفرحه
[ أبشرك يآ محمد جآنآ سيل من خمسين سنه مآ جآمثله ]
أبتسم الجد بفرح [ الله يبشرك بالخير الأرض قربت تنشف خل القريه تحيآ ]
عبس سآلم [ بس كل مخآرج القريه ومدآخلهآ تقفلت بسبب السيول يعني أنحجزنآ ]
ضربت الجده بيدهآ اليمين على صدرهآ
[ وحنآن كيف تدخل القريه ]
.
خيم الصمت مآ من أجآبه قد يستمر الوضع لشهر أو أكثر
حلت صوآعق الحزن على قلبيهمآ فالمصآئب لآزآلت تتوآلى عليهم
حتى خشيوآ أن يدخلوآ مرآحل اليأس
.
.
.
تحملت المشآق من حآفله لحآفله بسبب شدة المطر
وتوقف السيآرآت جميعهآ لسآعآت طوآل
أن تعلم بوجود الكآرثه أو المصيبه وتجهل مآهي
أمر يفتك بهآ ويذهب بصحبتهآ لدهآليز الظلآم
أستطآعت الوصول للمستشفى التآبعه للسجن بعد أن أخبرهآ عبد الله أنه مُتعب
وبعد الأجرآئآت و التحدث مع رجل الـ [وآسطه ] أستطآعوآ الدخول
غرفه كئيبه بكئآبة نفسيآت من يقطنوهآ ثلآث أسره حوٍط كل سرير [بستآره ] بيضآء
رآئحة المشآفي تتوغل دآخل عقولنآ وقلوبنآ
أجوآء المشآفي كريهه تبعث المرض
وتأدي للملل والشعور بالوحده والمعآنآة
أسرعت بخطوتهآ وهي ترى عبدالله يقف على البآب ويأشر لهآ على السرير رقم ثلآثه رفعت
[الستآره] البيضآء بخوف كبير
.
.
مُستلقي على السرير بأنبوب شفآف ذآ أبره أمآميه توغلت وريده
وطرفهآ الآخر لآزآل متعلق عآلياً في علبة المُغذي
الهم فتك بهِ مُغمض عينيه
وحركة حوآجبه دليل للتضجر والرفض والألم وعدم الرضى
أقتربت منه بخوف كآد أن يفتك بِهآ همست أولى وهي تحتضن يده البآرده [ حبيبي ]
فتح عينيه بصعوبه بآلغه سمآع صوتهآ بدد غضبه
ورأيتهآ أعآدت لقلبه الحيآة نسي غضبه الجآرف قبل دقآئق ليرفع يديهآ ويلثمهآ بشغف
حآول الجلوس وهو يهمس لهآ [ أشتقت لك ]
تحدثت له بذآت الهمس بعد أن جلست هي على طرف السرير وسحبت النقآب
[ وأنآ أكثر والله ]
أن يرى ملآمح التعب على وجههآ البريئ الملآئكي خنآجر تطعنه الوآحد تلو الآخر
همست بتردد وهي تراه يتأمل ملآمحهآ بشوق كبير وعجز أكبر وألم تعدآ كل الآلآم [ سلامتك حبيبي وش فيك؟]
رد بذآت الهمس [ ما فيني الا العآفيه بس سوء تغذيه ] امتلأت العينآن بالدموع لتمتزج الأنوثه بالطفوله
[ وليش مآ تآكل أذآ انت مآ تبي نفسك أنآ ابيهآ ]
ابتسم بمرار لدلعها العفوي [ أمسك بوجنتيهآ اللتي بدأت تحمر
وأخذ بتوزيع قبلآته في أرجآء وجههآ الملآئكي حتى أمست كُتلةً حمرآء
همس بها بعد ان ابعد يديه عن وجنتهآ [ بقولك شي لآ تعآرضيني يآ حنآن ]
شعرت بأن الكآرثه في قدوم تحآملت على ذآتهآ وكذبت حدسهآ وهي تقول
[ آمرني اللي تبي ]
تعلقت الدموع على أطرآف الرموش بدأحديثه بتمتمه ليختمه بقول
[ أنآ بطلقك وأول مآ تولدين تزوجي عبدالله بيصونك ويحفظك عن الشغل اللي كله بلا لك ]
غلآ الدم وتسآرعت النبضآت فأرتفعت الشهقآت واعتلتهآ حُمرة غضب
لتصرخ بعصبيه بآلغه
[ اذآ انت مآ تبيني أنآ أبيك واذا قصدك تطلقني عشان اتزوج غيرك
هذاني اقولها لك واللي خلقك وخلقني لو نمت في الشارع
ما خذيت بعدك احد وتدري اني لآحلفت مآ افجرهآ]
.
.
سُرعآن مآ ترآجعت عن هجومهآ
قبلت جبينه بحب بآلغ لتعتليه رجفة ضيآع
أستطآعت أحتوآئه بالضغط على يده أرتدت نقآبهآ وهمست بهِ أخيره
[سآمحني والله أني صآينتك وين مآ أكون وتأكد أني الحين مكآنك لين ترجع لي سآلم بأذن الله ]
توثق العهد والوعد
وامتزجت التضحيه بتضحيه أقوى
حتى شكلوآ أسمى وأرقى أنوآع التضحيآت والتخلي عن حُب الذآت
.
.
التمست لهُ العذر تثق أتم الثقه بعشقه لهآ
وأن مآ قآله ليس الآ من بآب الخوف
كررت في ذهنهآ أنهآ ستنتظر عودته بفآرغ الصبر
وان طآل الأمد
صرخآت طفله
[9]
أستفآضت من الحُزنِ سُكراً
حتى بآتت تشعرُ أنهآ جوفآء كون أن مدآخل القريه تمتلأ بالسيول حتى تعجز الحآفلآت عن الدخول
حزن بحد ذآته الم وندب , حظ قد تصل الى السخط والجزع لو لآ أيمآنهآ بربهآ
.
.
أن تعجز عن معرفة حآل أنيسيهآ في الحيآة وجع ينزف القلب ويُيقطع العروق
يوم يعقب الآخر تتلمس الجُدرآن بُعداً عن سلوى ومُشكلآتهآ
وتُطأطئ الرأس خوفاً من تكرآر أنكسآر الجبل الشآمخ
أصبح النقآب مُلآزم لهآ في كل حين وبكل آن مرت أسبوعين أو أكثر
أستطآعت من خلآلهآ أن تذهب للسجن ولكن عجزت عن رأيت عشيقهآ
نظراً لأنتهآء موعد الزيآره مع فُقدآن رجل الـ[وآسطه ]
فقط أطمأن القلب أنهُ عآد من المشفى سآلماً ,شيئ مآ أيجآبي بالنسبه لهآ
هدأت الأجوآء العآصفه نسبياً ولكن خلفت سيول جآرفه قد تستمر عشرآت الأيآم
روتين قآتل ممل لآشيئ يستحق التأمل من أكثر الأيآم هدوءً على قلبهآ ... لآ شيئ يزعزع عآلمهآ
سوى ذآك الحنين
.
.
مسآء الأثنين
أنهت عملهآ المُخصص في وقت مُبكر وخلدت للنوم
لآ تحظى بالخصوصيه الآ تحت الـ [بطآنيه ] تذرف الدموع تحتهآ
مكآن يسبب الكتمة والضيقه
تصآرع آلآم الظهر وزعزعآت النفس في ذآت المكآن بذآت الظلآم
تكتم شهقآتهآ ونحيبهآ تبكي بصمت
يجتر رِجليهآ الجمر دون أن تستطيع الصُرآخ
.
صحت مفزوعه بعد نوم سآعه تخللهآ الكثير من الفزعآت بسبب أصوآتهم الكريهه
همست بخوف وش فيك ؟
صرخت بِهآ سلوى [ حنآن وش ذآ أنآ برقد الفلم خلص من أول وأنتي أنينك مزعجني ]
أبتسمت بحرقه صحبت رمشآت كثيره من عينيهآ
شعور الأختنآق قآتل
الصعوبه في التنفس مُهلكه
همست [ بآسفه ] حملت ذآتهآ بألم بآلغ
أن تنهض الأُنثى من الأرض مسرعه
وهي حُبلى في بدآيآت شهر المَخآض
أمرٌصعيب ويحتآج لوقت وجهد جهيد
صرخت بهآ سلوى ثآنيه [ يختي بسرعه بنًآم أحنآ ]
خرجت حنآن من [ الغرفه ]
تجر أرجُل الخيبه وتتحمل مشآق المشي وسط رُكآم البرد
.
.
جلست على درجه صغيره قريبه من غرفة الخدم ترتدي قميص من الكتآن
يحمل اللون الليلكي
القمر توسط كبد السمآء في ليلة أكتمآله حتى شكًل مرئآه نقيه
على رُخآم السآحه الأمآميه من المنزل
حنينهآ في هذه الليله فآض
الأحترآق شوقاً لجديهآ وعشيقهآ ومن ثَم تُربة قريتهآ فتك بِهآ
آلآم المَخآض مُوجعه لآيقدر حجم ألمهآ الآ من عآيشهآ وتجرع مَرآرتهآ
طفله وحُبلى بديهي أن تجهل السبب الحقيقي لتلك آلآلآم
.
.
أجتمع الشوق على الحنين ذكريآت فغصآت ألم وضربآت كهربآء
تلآمس أسفل البطن لتُكتمل المسآة بآلم الظهر
صرخت بأنين حآد يقطع القلوب
تشكي للقمر في ليلة أكتمآله عن حآلهآ
لتأتي بالقديم قبل الجديد بكتْ حنينهآ وذكريآتهآ
فأشوآقهآ ومن ثم عشقاً حُكمَ عليه بالأعدآم وطفله تربعت في أحشآئهآ
أعتلى نحيبهآ وأنينهآ عآنت الكثير وكتمت الكثير
وتجرعت كمٌ هآئل من الأوجآع
فجرت كبت أسآبيع وكأنهآ سنين
لتنفجر الشلآلآت بصوتٍ حزين يصدح في الأرجآء
.
.
.
.
أستمآعه لبكآئهآ أذآب قلبه على نآر هآدئه يجهل مآهي علتهآ
ولكن ييقن أنهآ موجوعه بشده
بكآء الحزن وآضح وبحآت صوتهآ وهي تلهج بيآرب
موجهه يديهآ للأفق توحي بألم يعتريهآ
دبة النمل مع الليل تصبح أزعآج وضجيج [ كنآيه عن سكون الليل ]
فكيف وان كآن بُكآء مرير مصحوب بكم هآئل من الشهقآت
مضت السآعآت قطع حُجرته ذهآباً وأيآباً مئآت المرآت
وفي كلٍ مره يفتح قدر بسيط من النآفذه المُطله على السآحه
ليحترق من منظرهآ
ضيآء القمر المُنعكس على وجههآ الأحمر شكل منهآ فتنه تأسر النآظرين
أستعآذ من الشيطآن ثلآث وهو يعود أدرآجه
بوده مُسآعدتهآ ولكن يخشى أن يُفزعهآ
يجهل شعور أستوطن ذآته[ أمريكآ ] بمسآحآتهآ الشآسعه لم تأسره كمآ الآن
سلوى بأغوآئهآ وحبهآ المجنون له لم تتوغل تفكيره يوم من الأيآم
زفر بأعترآض من مشآعر جيآشه تجتآحه وحرب عُرفت نتآئجهآ مُسبقاً أن دخلهآ مُرغماً عنه
.........
قرية السييل
همست الجده بضيق كبير [ الصبر يآ محمد لآ تسوي بعمرك كيذآ ]
رد لهآ بصوت بآكي حزين وضعف جسيم [ حنآن عيوني اللي أشوف فيهم كيف أتخلى عن عيوني قولي ]
سكت لبرهه يكتم بهآ شهقآته ثم أكمل [ الله لآيسآمحه لآدنيآ ولآ آخره ]
قآطعته الجده بأنفعآل [ أستغفر ربك أحنآ مآ نعرف له ارض من سمآ يومك تدعي عليه
يمكن مآت ,, دعوة الوآلدين مستجآبه أسغفر الله يآمحمد ]
زفر الجد بوجع وغبن [ الله لآيبآرك فيه كبرنآه وربينآه وسددنآ ديونه وسآعدنآه
عشآن يرمينآ رمية الكلآب هذي لآبآرك الله فيه تتعقب له بذريته ]
أنسآبت دموعهآ على وجنتيهآ محروقه ومكلومه تحآول التخفيف عن أنيسهآ دون جدوى
هآجس ولده الوحيد لآزآل مسيطر عليه منذُ أيآم ولآزآل الى الآن وبعد تلك السنين يتذوق طعم المر وكأنهُ للتو
أحيآناً وبلآ وعيٍ منآ نرغب في سرد مآضينآ المُؤلم حتى أن كآن لمن يعلم بهِ من قبل أو عآيشه الأهم أن نسرده لنرتآح
تحدث بحزن بآلغ [ تدين فوق طآقته وخلآهآ في وجيهنآ وشرد الأرض اللي كانت معيشتنآ
وعطينآهآ الشيخ بدل الفلوس اللي أخذهآ جعلهآ نآر في بطنه ]
صرخ في الجده بيأس [ لو الأرض بآقي لنآ كآن مآرآحت حنآن تشتغل
وكآن مآطلع أحمد الجبآل كل شيئ شين بحيآتنآ من سبآيبه الله لآيسآمحه ]
تمتمت الجده بـ [ لآحول ولآقوة الآ بالله ]
خآضعه مُنقآده رآضيه وصآبره على أحكآم القدر الأليمه
..............
تتآلف قلوب المحبين بقدرة قآدر الله جل جلآله وعظم شأنه
يشعر بأن السقف سينقض عليه في أي لحظه
أختنآق فضيع لم يشعر بهِ الأيآم السآبقه
كوآبيس تلآحقه كلمآ غفت عينيه وكأنهآ تُذكره بمكآن نومه أو توقضه لأمرٍ مآ
لآزآلة ملوحة دموعهآ تُسكر طرف لسآنه بعد آخر لقآء
فزع للمرة العآشره وهو يرآهآ تبتعد في سردآب طويل وتستنجد به
أيقن أن الكوآبيس وسآويس شيطآنيه
حدسه صآئب في أكثر الأحيآن , يشعر اليوم بحآجتهآ الشديده له
فضل الجلوس وتنآول دفترهُ المهتري
لعل الكتآيه تشفي غليله وتزيح شيئً من تلك الجبآل المُستوطنه قلبه
.....
حلمٍ كئيب
أجترني لذآك الغريب
يمسك يدي بقطعة حديد
.
.
واهي اصرخت
تكفى تعآل يآغآيتي
محتآجتك بليل الونين
تمسح خدودي والجبين
دنيآ اظلمت
وطفله انتهت
ونآسٍ بكوآ
تكفى تعآل
معآد فيني للصبر
زود أحتمآل
قلت أبشري
في حلم النهآر
فوق السحآب
يم النجوم
قسمه ونصيب
هذآ القدر
قسمه ونصيب
أُنثى الحُلم
....................
أزدآت الطلقآت وتقآربت أوقآتهآ من بعض , أعتصرت الألم وزفرت الوجع وكتمت المرآر
تخشى أن توقض النيآم وتخشى أن تشتبك بالمشآكل في هذآ الليل الكئيب
حبآت العرق بدأت تتصبب من جبينهآ وهي تكتم النحيب والأنين
وفي لحظة عينٍ والتفآتتهآ تبدل الحآل من سيئ لأسوء
ألم فآق عبآرآت الوجع وسهمٌ يخترق أحشآئهآ ليتفجر شيئاً مآ بدآخلهآ كالقنآبل الموقوته
صرخت بأعلى صوتٍ تملك لتوقض النيآم وليفزع فيصل من صرختهآ ويكون أول الوآقفين أمآمهآ
صرخت ثآنيه وثآلثه تبعتهآ رآبعه وخآمسه بأنين يقطع نيآط القلوب وهي تنحني بوجع على بطنهآ
وتُحكم قبضت يديهآ على رجليهآ
.
[أكثر من يجهل هذه الأمور هم الرجآل فنشعر أنهم أطفآل في هذهِ الموآقف]
دخلت في مرآحل الهلوسه بفعل الحُمى الجآرفه وبدأت بأستغآثة حبيبهآ وندآئآته
زفر فيصل الغبآء بصبرٍ كآد أن يفرغ أقترب منهآ وهي تصرخ وتهذي بألم
حملهآ بين كفيه بصعوبه بآلغه بسبب تشنجآتهآ
لهجت أم فيصل وهي تهرول بـ [ يآرب سترك ورآك شآيلهآ وش فيهآ ]
صرخ فيصل [شكلهآ بتولد جيبي عبآتك يمه بسرعه ]
التفتت أم فيصل لسلوى المُتخصره بأنزعآج وعينيهآ كآدت أن تأكل فيصل
بقميص خفيف نوعاً مآ وشعر فوضوي قمة الدنآئه والوقآحه في عُرف القرى والقبآئل
صرخت بهآ ام فيصل[ استري نفسك يآ سلوى لآيجيك شيٍ مآشفتيه ]أخذت عبآتهآ وعبآئة
حنآن اللتي أحضرتهآ شُكريه وهرولت مسرعه للخآرج بعد أن طلبت من شُكريه اقفآل الأبوآب
.
.
أدخلهآ في مِقعد الرُكآب الخلفي ومنحهآ وضع التمدد لأنهآ في شبه غيبوبه
بصرخآت وهلآوس مُتفرقه الحُمى صطت عليهآ فجعلتهآ كالمجنونه
أقترب من جبينهآ بعد أن مددهآ بهدوء أخذ يمسح حبآت العرق بخوف كبير
همست به [ أحمد خلك جمبي لآتروح الله يخليك أنآ تعبآنه ] دخلت بعدهآ في بُكآء مصحوب بكلمآت مجهوله أيقن أنهآ توسلآت
بالكآد أستطآع أن ينتزع ذآته ليمتطي المِقعد الأمي وتجآوره وآلدته بقلق كبير
فينطلق مُسرعاً لأقرب مشفى قد يكون
.
.
زفرت بصرآخ [ أن مآ وريتهآ بنت اللذينآ هذآ وأنآ قآيله لهآ لآ يشوف وجهك لآ وبعد يشيلهآ ]
ضربة رجلهآ في الأرض بـ [قهر] كبير
همست شُكريه [ أس فيه طيب ] أبعدت شُكريه بكلتآ يديه والموقف ذآته يتكرر أمآم عينيهآ
حنآن في أحضآن فيصل [ بعض العيون ترى الأمور كيفمآ تُحب وليس كيفمآ تكون]
بدأت في نسج خيوط العنكبوت في لحظه تجردت من العقل ودخلت مرآحل الجنون
.
.
.................
أكمل أجرئآت الدخول الحآله صعيبه ونبض الجنين بدأ يقل لآبد من وجود الزوج أو الأب حتى يسمح بالعمليه
أجرآئآت روتينيه قد تفتك بحيآتنآ في بعض الأحيآن
صرخ فيصل بغضب شديد [ قلت لك الحرمه رجآلهآ في السجن وأبوهآ مآ أدري عن أرضه ]
صرخآت حنآن وأستنجآدآتهآ خنآجر تطعن قلبه في الصميم
حضر مُدير المستشفى اخيراً وبعد جهدٍ جهيد أدخلوهآ غُرفة العمليآت أغلقت عينيهآ
بفعل المُخدر وهي لآزآلت تهذي بأحمد
.
.
.
ليصدح في الأرجآع صوت بكآء الطٍفله مُعلناً عن نهآية شقآء وبدآية سرآب
أبتسم فيصل بأنتصآر بعد أن أنتهت العمليه
تنفس الصعدآء وهو على أبوآب طريق مجهول ييقن مرآرة نهآيته
فصل خآمس من فصول الحيآة
[ 10]
.
أعلنت الحيآة عن بدآية فصل خآمس من فصول السنه يختلط بهِ الربيع والخريف في آنٍ وآحد
يتغنى على نغمآت الأنين
ويترآقص على وخزآت الشوك بحزن
يُحلق في أعآلي السمآء دون مأوى فرح يحمل في جُعبته جُلً معآني الضيآع
.
.
.
أفآقت من [العمليه] وهي لآ تزآل تهذي من آثآر البنج يحتآج المرأ لفتره معينه حتى
يستعيد وعيه بالكآمل
شعرت بلمآسته وهمسآته حتى كآدت تجزم انه بقربها
عندمآ ننآدي من نُحب ونتمنى أن يكونوآ بقربنآ نشعر بأروآحهم تحوم حول أروآحنآ
فتصدر أصوآت وهمسآت ولمسآت نتمنآهآ
شيئٌ مآ في عآلم الخيآل لآ ييقنه ألآ من عآيشه
.
.
غرفه تحوي اربع اسره قد ملئت بالنسآء الوآضعات وتخلل اصوات الزوار الى مسامعها
ترتفع بنظرها انبوب شفاف قد علق في اعلى المغذي مع أنغرآز الأبره في وريدهآ
كل مآ بدآخلهآ صرخ بصمت الوحده أسوء شعور في الحيآة أن نستفيق من محنةٍ مآ
فنعلم أنآ صآرعنآ تلك الآلآم بمفردنآ وعآنينآ تلك الأوجآع دون أنيس كسرآتُ نفس وسيلُ دموعٍ لآ ينظب
أصدرت الممرضه المصريه أصوآت عل حنآن تنتبه لوجودهآ
ولكنهآ أختنقت بعبرتهآ فلم تعد ترى الآ الضبآب
همست الممرضه بحزن على حآلهآ [ مبروك قبتي بنت زي الأمر ]
تمتمت حنآن بتعب [ وينهآ ابغى أشوفهآ ]
أكملت الممرضه وهي تهم بعملهآ من قيآس للضغط والحرآره ومآ الى آخره
[ انتي ولدتي بعمليه ولسآتك تعبآنه أنتظري لبُكرآ ]
صرخت بصوت مبحوح وشفتآن كآدت أن تسود من التعب [ جيبيهآ الله يخيلك ]
بآغتتهآ الفكره وعآدت لذآت الممرضه بسؤآل جديد بذآت الصوت المبحوح [ من جآبني هنآ ]
تحدثت الممرضه بمرح [ دنتي عملتي عمآيل أمبين أن أسموآ فيصل اللي قآبك
لأنوآ كآن بيصآرخ ع المُدير ومعآه ست كبيره مآ سبوكيش ومشيوآ الآ بعد مآخرقتي من العمليه ]
أبتسمت بوجع لأنهآ لآ تتذكر أي شيئ همست [ عطشآنه أعطيني مويه ]
همت الممرضه بسد رمقهآ وعطشهآ ثم ذهبت لتُصآرع حنآن الوحده من جديد
.
.
صرخت أم فيصل بصبرٍ كآد أن ينتهي [ سلوى أتقي الشر أحسن لك ]
همست سلوى بحقد وآضح [ طيب نعطيهآ أي غرفه غير هذي حنآن تقول مآ أرتآحت فيهآ ذآك اليوم ]
تحدثت العجوز بنبره غضب [ لو رجعت ومآلقيتهآ تنظفت يآويلك مني ]
توجهت للبآب بهدوء وخرجت مهروله لفيصل اللذي مل الأنتظآر في السيآره
لآزآل قلبه يرجف من مسآء الأمس يريد الأطمئنآن عليهآ فقط
أمتطت المقعَد الأمآمي بجوآر أبنهآ وهي تهمس بتهدج صوت [ عقبآل مآ أروح أشوف ضنآك يآيمه ]
تحدث لهآ بوجع وهو يدير مُحر السيآره [ بدري يالغآليه ]
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك