بارت من

رواية في أحضان الجنوب -4

رواية في أحضان الجنوب - غرام

رواية في أحضان الجنوب -4

عبآره عن [ دكه ] بـ ظله مُحكمه من الأسمنت والطوب تحوي
ثلآث كنبآت طويله بأطرآف خشبيه وقمآش يحمل لون جلد النمر
تتوسطهآ طآوله من الخشب زُينت بـ [فرشةٍ ] صغيره مُذهبه
يعتلي صدر الجلسه أمرأه عجوز تبدوآ في السيتآنآت ترتشف القهوه
وتحمل بين يديهآ مِرْوَحَه صغيره تُسمى عآدتاً [بالمهفه ]
تحدثت ام سعيد بربكه لأن العجوز لم تُعرهآ أهتمآم وهي تعرفهآ من قبل
[صبحك الله بالخير يآ أم فيصل ]
ردت عليهآ العجوز بملآمح جآمده
[هلآ هآ وش عندك جآيه ترآه مو الأربعآء وتآخذين بنتك]
انتفظت حنآن ذُعراً من اللهجه الحآده ولم يخفى عليهآ
حُزنٌ أستوطن عيني تلك العجوز رُغم معآلم البذخ والتكبر
.
.
[ لآ لآ وش آخذهآ أنآ بس جآيبه لك بنت ابيهآ تشتغل هنآ
ما تتخير عن سلوى نظآفه وذرآبه مآ شفت عند أحد مثلهآ تعآلي يآ حنآن سلمي ]
نزعت حنآن النقآب وتقدمت بصعوبه بآلغه وبصوت منخفض [ السلآمُ عليكم ]
ردت أم فيصل بعد نظرآت التفحص [ وعليك السلآم ]
اكملت بعد أن ظهرت على ملآمحهآ الأعجآب من جمآل حنآن
والأستغرآب لصغر سنهآ
كم عمرك يآ حنآن ؟
أجآبت حنآن بصوت مُرتبك وخآئف [ 18 لآ أقصد دخلت الـ 19]
بدأت تحقيقآتهآ المُعتآده عند أستقبآل الخدم [ وش تعرفين تسوين ؟ ]
ردت أم سعيد [كل شي تبينه ]
تحدثة بلكنه غريبه [ تعرفين تطبخين طبخٍ سنع ]
أومئة حنآن برأسهآ
همت أم فيصل بالوقوف متفحصه أكثر لملآمح حنآن
[ طيب أجربهآ ذآ الأسبوع وأشوف أصن أنآ خآطري بوحده سعوديه طِبآخهآ زين ]
شكرت أم سعد أم فيصل ودعت حنآن اللتي توقفت الدموع على رمشيهآ مُعلنه عن السقوط
وعآدت أدرآجهآ
تحدثت أم فيصل بحده [ أنتي حآمل يآبنت ؟]
انتفضت حنآن وتسآقطت دموعهآ صرخاً بالخوف والوحده
دخلت بعدهآ نوبة بُكآء حــآد مُحمل بشهقآت ونحيب
فجرت دموع أحتبستهآ من سآعآت وسط ذهول ام فيص
.
.
أمرت حنآن بالجلوس
.
وجدت نفسهآ بدون شُعور منهآ ترمي بـالجبروت ارضاً وتُحضر كأس مآء لحنآن
[ خوذي أشربي مآ سألت سؤال غلط ليش تبكين ]
نظرة الخوف من عيني حنآن أحزنتهآ
,
,
,
ارتجفت شفتآهآ وهي تُحآول التوشح بالقوه من جديد
وتجميع الكلمآت المُبعثره
[ لآ عآدي أيه أنآ حآمل آسفه لأني بكيت بس أشتقت لجدتي ]
بدت المخآوف تلعب بِهآ ولكن من ترآهآ أبرأ من بريئه
سألت بحده مُزجت بحنآن مخفي
[ ومن مين حـآمل ]
تجمدت الحروف على شفتيهآ
وسقط البعضُ الآخر منهآ حتى أبدت تمتمآت دلآله على دهشه من السؤآل
[ كيف يعني من مين حآمل ]
زفرت العجوز بتضجر
[ يعني متزوجه والآ لآ ]
أبتسمت حنآن بحمآس لفهمهآ معنى السؤآل
[ ايه متزوجه ولد خآلي ]
اكملت العجوز بملل [ وينه هو عنك طيب ]
أختفت ملآمح الأبتسمه لتتجمد الدموع من جديد
ولتجيب ببرآئه كبيره ممزوجه بوجع عميق [ في السجن ]
شعرت أم فيصل بصدقهآ رغم أنهآ لآتزآل مآبين شك وريبه
[ طيب قومي روحي المطبخ اليوم الغدآ عليك بذوق طبآخك ]
أومئت حنآن برآسهآ وصرخت العجوز منآديه بأسم سلوى
اللتي وصلت بين ذهول وابتسآمه ورهبه لأم فيصل همست
حنــآن ؟
أبتسمت حنآن وسط دموعهآ واقبلت لسلوى اللتي أحضنتهآ
بدورهآ ونظرآتهآ لآزآلت مُعلقه على أم فيصل بخوف
.
.
عجلة الحيآة لآ تتوقف
[7]
يوم حمل في جُعبتهِ الكثير من المشآق ولم ينتهي
أبتدآئاً بسيول جآرفه لعيون تبكي الفرآق وتصآرع الأرق
مروراً بعجوز ترفلُ في ثيآبِ البذخ والترف وتعجز حنآن تحديد نهآيته
.
.
رفعت أكمآم [البلوزه ] الرمآديه بتضجر وهي تعجن العجين
أمور تجهل مآهيه وأخرى سألت عنهآ سلوى والجزء المُتبقى تعلم مآهو بالفطره
أن ترى موقد كهربآئي لأول مره في تآريخهآ يُعتبر حدث بالنسبةِ لهآ
أن يكثُر الخدم في ذآت المكآن مُتجآذبين أطرآف الحديث
ليس سعآده بقدر مآهو أنشغآل عن الدموع والآلآم ..
فاليآلي الطِوآل كفيله بأن تُجرعهآ قدرهآ الكآفي أو الفآئض من الدموع
.
.
أبتسمت سلوى بفرحه لوجود أبنة قريتهآ معهآ [ أسآعدك حنآن ]
همست حنآن وسط ذهولهآ من عآلمٍ تُعآيشه وتعآصره لأول مره في تآريخ حيآتهآ
[ لآ شُكراً قربت أخلص ] أكملت سلوى بحمآس ممزوج بالفرح
[ خلصي اللي في يدك ابيك بجلسه مُطوله تعطيني فيهآ أخبآرك ألآ وش بتسوين غدآ ؟]
شرخت قلبهآ في الصميم جلسه مطوله يعني كلآم
وكلآم يعني أسأله وأسأله يعني كثرة أقآويل
بقدر الحب اللذي تكنه لسلوى الآ أنهآ تخشآهآ
عُرفت بلسآن سليط لمن تكره وبنقل الكلآم من مكـآن لآخر
مع الزيآدآت الوآجبه في عآلمهآ المريض
الغيره تنهشهآ من الجميع دوماً دون سبب واضح
همست حنآن بصوت مُتهدج خـآئف على سُمعه بآتت على حآفة الهآويه
أن تسلط عليهآ لسآن سلوى
[ بسوي مرقوق وجريش ] أكملت سلوى دون علم عن مخآوف حنآن
[ الله يعينك اذآتبين مُسـآعده شوفي شُكريه عندك أنآ بطلع أرتب برى وأخم الحوش ]
أومئة حنآن برأسهآ علآمة الموآفقه
أن تشعر أنك في أختبآر والنتيجه هي اتخآذ قرآر مآ
في حقك رعب بحد ذآته كيف وأن ارتبط بحآجه وعجز ومسؤوليه
أن تحآول جآهداً أتقآن أمرٍ مآ لصنفٍ من ذوي النفوس الضيقه مثل أم فيصل هو الخوف بحد ذآته
أن تبذل قصآرى جُهدك لأنجآز عملك وتترقب المدح أو النقد تذبذب فضيع
.
أكملت مآبدأت في تمآم الوآحده بمسآعدآت من شُكريه لأنهآ تجهل مكآن الأوآني
وكيفية أشعآل النآر ومآ الى آخره
ختمت مآ فعلت بـ أحضآر صحن كبير يحمل اللون الحديدي يُسمى عآدةً بـ [التبسي ] صفصفت مآطهت فيه
مع سلطه خضرآء ولبن المآعز وبعضُ المآء وعلى اللمسآت الأخيره دخلت سلوى
تحدثت بفخر كبير [ فديييتهآ بنت ديرتي السنعه ]
أبتسمت حنـآن بحرج [ يالله خوذيه ووديه لأم فيصل ]
تفجرت ضحكآت سلوى في أرجآء المكآن وسَط ذهول حنآن
وترقبآتهآ لسبب الضحكآت العآليه
[ شوفي يآ قلبي هنآ في ذآ البيت في أشيآء كثير غريبه
أولهآ لو تطلعين الدور الثآني أنحشت رجلك ثآنيهآ الخدآمه اللي مسويه الغدآ
ولو سعوديه هي اللي تقدمه وتوقف على روسهم لين مآ يخلصون ]
فترت ملآمحهآ وضآع الكلآم لتجمع الحروف من جديد [ مين فيه غير أم فيصل لآ يكون فيه رجآل ]
تحدثت سلوى بحآلميه كبيره وهي ترفع رأسهآ عآلياً
وتُمثل الطيرآن [ فيصل ولدهآ فدييييت قلبه ]
أكملت وكأنهآ بدأت تستحضره أمآمهآ وتغيب عن الوعي
[ عمره 29 يهببببل عآقل شكله يجنن
ثقيل ومآ يعطي أي أحد وجه عنده مؤسسه زرآعيه وثآنيه معمآريه
يروح أبهآ من بعد العصر مُبآشره لين العشى كل يوم]
ابتسمت حنآن بوجع على حآل سلوى المُزري [ تحبينه ؟ ]
مثلت سلوى دور المُغمى عليهآ من السؤآل وأجآبت بهمس [ الآ أموت فيه ]
.
.
رغمَ مُحآولآت حنآن وتوسلآتهآ ألآ أن سلوى أخبرتها بقسوة أم فيصل أن خُولف أمر من أوآمرهآ
ارتدت عبآئتهآ ونقآبهآ وهي تدعي الله أن يُسآمحهآ ويغفر لهآ
همست سلوى بهدوء تحسباً لوجود ليلآ اللتي تقطن في ذآت القريه
ولآكن تهتم بحلب المآعز نهآراً وتعود لمنزلهآ ليلاً
[ شوفي يآ حنآن والله لو حطيتي عينك عليه والا لمح وجهك بالغلط
ليسير لك شي مآ شفتيه هو لي أنآ بس ]
أبتسمت حنآن بمرآر كبير لأن سلوى القديمه بدأت تظهر
أكفت قرية السيل من شرهآ وأتت لتنشر سمومهآ هُنآ
تحدثت مُطمأنه لهآ [ نسيتي يآ سلوى أني متزوجه الله يهنيك
فيه ولو علي مآرحت ولآ قدمت له الأكل ]
حملت الصحن مع توخي الحذر في المشي خوفاً من السقوط ..
...........
أن تشعر بالغربه وسط عآئله تجهلهآ أحسآس مُخيف ومؤلم
مشآعر الخدم دوماً متذبذبه الخوف من الأهآنه هآجس يفتكُ بهآ
أقتربت من [الدكه ذآتهآ ] وهي تسمع ضكآته بصوته الرجولي تتعآلى
أخذت طآبع أول انسآن مُتعجرف لآ يعرف الرحمه
شهقت خوفاً وتحسباً لأحمد أن علم أنهآ فعلت مآتفعل
امتلت عينيهآ دموع وسط كلمآت ام فيصل [هآتي الأكل هنآ يآ حنآن]
أقتربت ببطئ شديد وسط تمتمآت فيصل المسموعه واللتي لآ يأبه بِهآ [ علآمهآ شغآلتك الجديده متغطيه ]
همست ام فيصل [ سعوديه ومن قرية سلوى ]
ضحك فيصل بصوت عآلي [ يعني تسوي أحتشآم زي سلوى في أيآمهآ الأولى ]
كلمآته أخترقت صدرهآ وفتت عظآمهآ وأستقرت حنآيآ القلب
أهدآهآ كمُصآفحه أولى خنجر من خنآجر الحيآة
تجرع الأهآنه أشبه بأكل العلقم دفعه وآحده
شعرت بيدين غليضه تطبق أنفسهآ مُعلنه أنهيآر دموعهآ في لحضآت قريبه
همست الجده لفيصل وحنآن لآتزآل وآقفه [ استح على وجهك ]
أكملت بصوت عآلي موجهه الحديث لحنآن
[ جيبيه يآ حنآن حطيه هنآ ] أقتربت بثقل وكأنهآ تمشي على جمر يجتر أطرآفهآ و يحرقهآ
أصطدمت عينآه الكحيله بعينآهآ المليئه بالدموع حتى انهآ بآتت تخشى أن ترمش فتتصآقط دموعهآ
لآزآلت مُثبته النظر للحضآت أستحضرت عينآي عشيقهآ كآنت كحيله من البآري
خآلق الخلق وموزع الجمآل جل جلآله وعظم شآنه
أستنكر الدموع وهو يجهل كون أنهُ المتسبب بِهآ
أنتزع عينيه بصعوبه لتلتطم على جزء من بطنهآ المتوآري تحت العبآئه همس بأستهآزآء [ حآمل ؟ ]
أبتعدت حنآن بعد هذه الكلمه تخشى الأهآنه أكثر
تخشى تدنيس السمعه والظن السيئ
تخشى أن تنهآر في أي لحضه
أقتربت من عآمود مُختص بعريش العنب لتقف وتتكي عليه
مُتجآهله حرآرة الشمس اللتي لآ تُقآرن بحُرقة قلبهآ
.
.
لآ يزآل وسط رُكآمٍ من ذهول واستفسآرآت
همس بأمه [ الا أقول يالغآليه وش قصتهآ هالبنت ؟]
تحدثت ام فيصل بحب مع أبنهآ الوحيد اللذي تستطيع
أن تكون معهُ على طبيعتهآ دون تصنع القوه والصرآمه
[ والله مدري حآمل وتقول ان رجلهآ في السجن والطآمه الكُبرآ
انهآ صغيره في سنهآ والله قطعت قلبي ]
تحدث بانزعآج وآضح [ يمكن كذآبه مآ خبرتك يمه تصدقين أي أحد بدون مآ تتأكدين ]
التفت لهآ لآ تزآل وآقفه في ذآت المكآن بعيده كل البعد عنه وكأنهآ تخضع لعقآب
مرير فتتجرع حرآرة الشمس
لآ يضهر منهآ شي حتى النقآب السآبق انسدل على عينيهآ
اصبحت كتله سودآء
أيله للاِنحرآق في أي لحضه
تكلمت ام فيصل وهي تآكل [ بس والله طِبآخهآ وش زينه أحسن من طبآخ سلوى ]
تمتم فيصل بضيقٍ وآضح الحمد لله [ نآديهآ تجيب المنشفه عشآن أغسل ]
أرتفع صوت أم فيصل مُنآدياً لهآ
أستطآعت أن تترجم في ذهنهآ ماللذي تريده ام فيصل
لأن سلوى أخبرتهآ بالنظآم والغآيه من الوقوف قبل الآن
تحآملت على ذآتهآ وهي تخفي جرآحهآ وآلآمهآ والأهم عينآهآ البآكيه
وتحآول كبت شهقآتهآ ونحيبهآ
أقتربت من الحوض عبآره عن مغسله في طرف السآحه زُينت مرئآتهآ بورود حمرآء صنآعيه
زآد من جمآلهآ ممآ يوحي للرآئي أنهُآ في القُرى
امسكت [ بالمنشفه ] مُسدله غطآتهآ على النقآب غآرسه نظرآتهآ ارضاً
تخشى عقآب الله أن نظر لهآ وتخآف غضب أحمد أن علم عنه
.
.
.
تمنى أن تنزع كل هذآ السوآد لآ يعلم لمآ أهي رغب في أكتشآف المجهول
أو هو أمر آخر تمآماً يجهل مآهو
تقدم لهآ وعينيه لآزآت مثبته عليهآ لم ترفع رأسهآ ابداً
رغم أنه لم يأكل مآ يستدعي الغسيل الأ أنه بدأ[ يفرك] يديه تحت المآء علهآ تسهو وترفع عينيهآ
أخذ [ المنشفه من بين يديهآ ] اللتي بآتت من كثرة الرجفآن تتحرك رغماً عنهآ
ابت كل محآولآته بالفشل ان يرى منهآ شيئ فقد كآنت ترتدي القفآزآت همس بهآ وهو يُعيد [ المنشفه لهآ ]
[ لآ تحسبين كذبتك اللي مشت على امي بتمشي علي
أنآ رآيح اليوم ديرتك ونآشدٍ عنك وأن كآن حملك ذآ مآله أصل ولآ علم
بديرتك تأكدي انك بترقدين بالسجن مو نآقصنآ مصآيب نتستر عليهآ ]
القى قنآبله مُتفجرآته ومضى
رفعت عينيهآ وعدستهآ لآزآلت تهتز نتيجه لذآك البركآن الغآضب الثآئر
بأي حق يرمي تُهم حمقآء
من كآن ذآك المُتعجرف حتى يُشكك في شرفهآ
همست بيأس قآتل [ يحآسبك رب العبآد ]
ومضت تحمل بقآيآ الأكل مجبره غير مُختآره
متجرعه مرآرة الأهآنه وليست مُتذوقه لهآ
خشيت أن تفتح أم فيصل أي موضوع معهآ لذآ فضلت المكوث في المطبخ تغسل الأوآني من ثم ترتبهآ
حآولت أن تُشغل تفكيرهآ في في أي أمر
يأبى ويأبى الآ وأن تسمع صدآ كلمآته الحآرقه
,,,
في قرية السيل
.
تبآدلو الدموع ليله من ليآليهم الحزينه
أزدآدت سوآداً لغيآبهآ
حتى بآتت كقطعة [الفحمه ]
يأبى القلب أن يهدأ وتأبى المشآعر أن تنسى
الفقد مُوجع
أن نتعآيش مع لحضآت الودآع مُرغمين مُجبرين أبلغ معآني الأسى
أجترت رجليهآ اللتي أنهكهآ التعب تبحث عن أنيسهآ ورفيق حيآتهآ
جثت على ركبتيهآ بالقرب منه وهي ترى أهتزآزآته نتيجه لسيل دموعه الجآرف
همست بخوف منه وحزن كبير يصحبه تهدج في الصوت [ محمد وش بلآك ؟ ]
أنهآر الجبل الصآمد وتقشع ضبآب التوشح بالقوه
ظهر الأنسآن على طبيعته
وتجرد من طبآعه القآسيه ليُجهش في البكآء
أول مره أمآمهآ بأستسلآم وخضوع
لـ تبآدله ذآت الدموع بصمت حآرق
.
انتهى اليوم بسلآم عدآ غصآت الألم اللتي تتجرعهآ لذكرى كلمآته
منزل عجيب كُل حجرالمنزل تُطل على السآحه
أمآ حُجرة ام فيصل وحجرة أبنهآ فهي تُطل على [الدكه ]
أرشدتهآ سلوى لمكآن نوم الخدم
[غُرفه] لآ بأس بِهآ يوجد في طيآتهآ سريرين
يتوسطهم تلفآز يحمل اللون الأحمر بحوآف سودآء وأريل
شعور أنهآ ضيفه غير مرغوب بهِآ في الغرفه أحزنهآ
تعآلت صرخآت شُكريه وسلوى
منهم من تريد النوم ومن هم من تريد أن ترفع على صوت مسلسل السهره
وبين هذآ وذآك فتحت ام فيصل البآب عليهم ولأول مره في تآريخ حيآتهآ تدخل غرفة الخدم
هآلهآ المنظر شكريه تمتطي سرير وكذآلك سلوى أمآ حنآن فقد توسدت شنطتهآ والتحفت عبآتهآ
.
.
يهب الجميع بالوقوف عدآ حنآن تبآطئت بسبب الألأم الموجود في ظهرها
وبعد كل كلفه استطآعت الوقوف ليعم الهدوء أرجآء الغرفه
تحدثت ام فيصل بكره لشكريه وسلوى
[ وش الأنآنيه انتي ويآهآ البنت حآمل وتعبآنه ترقدونهآ في الأرض كيذآ وسط هالبرد ]
زفرت بغضب[ سلوى جيبي مفتآح غرفة [سيتي ]]
سألت سلوى بحذر من ردة فعل ام فيصل [ ليه ؟]
صرخت ام فيصل [ مو شغلك من متى احد يرآددني]
أشآرت لحنآن بأن تتبعهآ
تبعت أثرهآ بعد أن أخذت عبآئتهآ تحسباً لأي طآرئ فتحت غُرفت سيتي الخدآمه السآبقه قبل شُكريه بكره عميق
وبغضب شديد
دخلتهآ ام فيصل وهي تقول [ تعآلي يآ حنآن على الله ترتآحين هنآ ]
دخلت حنآن وسط ذهولهآ وسر مُعآملة ام فيصل لهآ الممزوجه بالجبروت والقوه
غرفه لآ تتخير عن سآبقتهآ سرير في الطرف وتلفآز ذآت السآبق يوجد بهآ نآفذه في أعلى اليمين
يبدوآ ان الغرفه لم تُدخل من زمن بسبب الغبآر
ابتسمت أم فيصل بتودد لحنآن [ نآمي الحين ومن أصبح أفلح ]
بآدلتهآ حنآن ابتسآمه بآهته ببهتآن أفكآرهآ وسودآويتهآ
أيقنت مِرآراً أن ربهآ يُرد لهآ الخير حآولت أن تصنع لذآتهآ مكآن نظيف حتى تخلد للنوم بأريحيه
وبين هذآ وذآك
تفتح سلوى البآب وتدخل بهدوء حتى شكت حنآن أنهآ
ترغب في قتلهآ الشرر المُتطآيرمن عينيهآ يوحي بذآلك
.
.
تحدثت سلوى بعصبيه كبيره وبصوت منخفض
[ شوفي يآ حنآن هالشبآك يطل على غرفة فيصل
وفيصل لي مو لغيري والله لن رقدتي بكره في ذي الغرفه مره ثآنيه
لتتحسبين ربكـ علي لأني أذآ عصبت مآ أشوف أحد ]
تمتمت حنآن بخوف [ طيب اش اسوي أنآ مآ ابغآه والله مآ أبغآه
أنآ أحب أحمد زوجي ليه مآ تفهمين ]
همست سلوى [ تدرين
مآ طيًر ستي من هالبيت الآ أنآ
كنت ادخل عليهآ وهي نآيمه وابدأ أكلمه من ورى الشبآك لين سفرهآ لديرتهآ
فلآ تحديني أسوي ذآ الشي معآك من بكره هرجي ام فيصل وقولي انك مو مرتآحه في الغرفه ]
خرجت بذآت الهدوء
تركت خلفهآ أُنثى مُحطه أُتهمت بالشرف فصبرت
تجرعت الفرآق ومرآرته فأحتسبت الأجر
وقآست أنوآع العذآب من ألآم الظهر فكتمت أنآتهآ
نآلت من الضغوطآت مآ فتك بهآ
دخلت في مرآحل التبلد والآ مُبآلآة وخرجت منهآ
أصيبت بـ اليأس ثم عآودهآ الأمل فحضيت بمـآيُسمى بالتبذبذ
ليله من الليآلي الجآرفه تبكي على الأطآل
وتحلق بـ ليآليهآ الحآلمه
في أعآلي الجبآل
حتى رأف بهآ التعب ورحمهآ لتغُط في نومٍ عميق
أستعدآداً لغدٍٍ مليئ بالمتآعب والمشآق
زخآت مطر
[8]
يوم كئيب حيآه غُلفت بالكئآبه
لآ يتخير عن أيآمهِ السآبقه ولن يتخير عن أيآمهِ القآدمه
تسآوت في نظره الثآنيه بالدقيقه حتى شكلت سآعآت مريره
الأنتظآر أسوء مآقد يكون أن يشعر المرأ أنهُ دآخل قوقعه كبيره
يجهل مآ يحل في الخآرج من أمور ويعجز عن سمآع أصوآتهم وندآئآتهم
أحبآط كبير ونفسيه مُتدهوره آيله للأنهيآر ان لم تنهآر بعد
.
.
صدح صوت المُرآفق منآدياً باسمه [ زيـآره ]
أصيبت أطرآفه بالبرود تحدث بربكه للمرآفق [ بس اليوم مو أربعآء ]
صرخ المرآفق بتضجر [ اذآ مآ تبغى خلآص ]
أسرع أحمد مهرولاً للبآب [لآ لآ هيآ ]
.
.
توقف العقل عن التفكير والاستنتآج
لهج [بيآرب أستر يآ رب سترك] أكثر من مره
أن تكون لهُ زيآره خآرجه عن الأوقآت المُحدده امر يدفع للريبه والشك
يدفع للخوف من المجهول
يخشى سمآع خبر سيئ يضيف الى كومة همومه هم جديد
أستعآذ من الشيطآن ثلآثاً ودخل الغرفه المُخصصه
تسمرت رجليه وهو يرى صديق الطفوله والصبى ورفيق الحيآة الشآقه عبد الله
سآورته الشكوك وهو بين فرح وهلع
ليس من عآدة عبدالله مُغآدرت القريه الآ للضروره القسوى
أسأله جآلت برأسه وأخرى يمسك بهآ في يده يريد الوصول لأستنتآج صآئب
يقف مكآنه مُتجمد وهو لآيزآل بين هذآ وذآك
حتى تقدم لهُ عبد الله بحب وحضنه
حضن الصديق لآ يعوض بثمن
وفرحة لقآئنآ بهم ذآت نكهه خآصه تختلف عن أي لقآء
أن تتذكر في يوم أنك لست وحيد في هذه الحيآة
ولك أقرآن بـمثآبة الأخوه أمر يدعوآ للسعآده
أبتسم بحب لرفيق الدرب [ بشرني عنك عسآك بخير وبشرني عن أهلي عسآهم طيبين ]
بآدله عبدالله الأبتسآمه [ الكل بخير وطيب مآ نآقصنآ الآ وجودك جمبنآ والله أشتقنآ لك]
تحدث بيأس جآرف [ والله حتى أنآ بس مآ باليد حيل ]
سكت لبرهه ثم أكمل [ عبد الله قل والله أن أهلي مآبهم شي ]
أبتسم عبدالله بـوجع لحدس صديقه الصآئب [ مآفيهم الآ الخير بس جدك أرسلني لك ]
تحدث أحمد بصبرٍ كآد أن يفرغ مع ترقب الاجآبه [ وليش يرسلك ليش مآ جآ هو ]
أكمل عبدالله [ جدك طآح من الجبل وانكسرت رجله وعيت تجبر بسرعه
أنجبرت زوجتك أنهآ تشتغل مع سلوى بنت أبو سعيد حتى تصرف ع البيت ]
ليس هم وغبن وحزن بل هي أحآسيس لآ تترجم بالكلمآت المجرده
تعدت الهم بكثير وأجتآزت الغبن بمرآحل وأصبح أحسآس الحزن صغير أمآمهآ
أن ترى ذآتك مُكبله بقيودٍ من حديد تعجز الحرآك
والقيآم بوآجبآتك ليتحمل مشآقهآ غيرك بمثآبة أغمآئآت الحزن
أن تعترض على أمرٍ مآ ولآ تستطيع تقديم المسآعده فلآيحق لكـَ الأعترآض
كون أن عشيقته تقطن مع سلوى السليطه في ذآت المنزل جرح ينزف
كونهآ تعمل خآدمه في المنآزل لتقوى العيش دونه قمة الأنكسآر
تلخبطت الأنفآس بين زيآده ونقصآن
وتعآلت سُرعآت القلب واضطربت الدوره الدمويه في جسده الخآوي الفآرغ
حتى يسقط مغشياً عليه وسط ذهول وخوف عبد الله .
.......
يوم جديد لُبدت سمآئه بالغيوم وفآض البرد بهِ حدود المعقول
ليشعروآ بشيءٍ من التجمد
أتمت صلآة الفجر برجفه من المآء البآرد أرتدت فستآن الحمل ذآته مع وشآح من الصوف كبير يحمل اللون الأسود
زينت أطرآفه بغرز ه تضفي عليه معآلم الجمآل
أرتدت عبآئتهآ السآتر ونقآبهآ تحُسباً لـ مصآدفت فيصل أن قطعت السآحه انتقآلاً للمطبخ
.
.
اصآب حدسهآ وتجمدت يديهآ برداً على مآ هي عليه من تجمد لتصطدم عينيهآ بعينيه
على رقبته شآل من صوف أحكم لفه الوآنه مُزجت بين البيج والرمآدي مرتدياً ثوب رمآدي
زآد من جآذبيته يجلس بهدوء على درجة الـ [ دكه ]
أستعآذت من الشيطآن ثلآث شبح الأهآنه يُلآحقهآ وكلمآته لآزآلت ترن في أذنهآ
أسرعت خطوتهآ وهي تشعر بألم يفتت ظهرهآ همس بهآ بعد أن كآدت الوصول للمطبخ
[ حنآن لحظه لو سمحتي ]
أشتعلت النآر في دآخلهآ ونبرة صوته لآزآلت تتكرر على مسآمعهآ
توقفت عن المشي وهي لآتزآل تنظر أمآمهآ
اقترب لهآ من الخلف دون أن تصطدم العيون بالعيون همس بهآ ثآنيه
[ أنآ آسف أني ظلمتك رحت أمس قريتك وسألت عن عيلتك وطلعتي صآدقه سآمحيني ]
أبتسمت من تحت النقآب لأن برآئتهآ قد صدحت في الأرجآء
.
مآ من شيئ يشفع الأهآنه ابداً
توشحت سلآح القوه أبتعدت عنه وهي تحمد الله في سرهآ حتى أختفت عن نآظريه
.
.
التسرع في أصدآر القرآرآت والاحكآم أمر سئ للغآيه
يجعلنآ ندخل في دوآمآت من تـأنيب الضمير وشئ من الحزن والندم
تأبى شمسُ القرى أن تسطع في الأفق وتخترق الغيوم فتهدي الدفئ لسُكـآنهآ
تجآوزت السآعه السآدسه والظلمه لآزآلت مُستوطنه كبد السمآء
.
.
.
أشعلت النآر في المنقل ووضعته في طرف الـ[ الحوش ] بعد أن تأكدت من خروج فيصل من المنزل
دقيق ومآء دآفئ مع القليل من الملح وملعقه من الخميره عجنتهآ على عجل
وبدأت في صنع الخُبز ببرآعه ومهآره يسمى عآدتاً [ بقرصآن الخمير ]
غلت الحليب على الموقد مع ملعقه من الجنزبيل ليُضفي الحرآره فالدفئ في هذآ اليوم القآتم البآرد
ختمت مـآ بدأت بصحن حديد ووعآء صغير وضعت به العسل وأضآفت أليه السمن بعد أن أذآبته من التجمد بفعل الجوالبآرد على الموقد
تخلل الى مسآمعهآ صوت أم فيصل تلهج بيآرب أمطآر خيروبركه اللهم حوآلينآ ولآعلينآ
بدأت السمآء تُمطر بخفه وسط أصوآت الرعد المُخيفه تلك الأجوآء تروق لهآ
وأن كـآنت تُشعر الكثير بالهلع
أبتسمت لذكرى عصفت بهآ صوت جدتهآ الذآكره لله دوماً
تمثل في صوت أم فيصل حتى أغرورقت عينيهآ بالدموع
حملت الصحن بحذر بعد أن أرتدت عبآئتهآ ونقآبهآ تحسباً للطوآرء
.
.
.
تحملت مشآق المشي وسط ركآم المطر والبَرد بعد أن غلفت الصحن الكبير بكيس تحسباً لـ أن يغرق الطعآم
المشي تحت زخآت المطر وأن كآن قوي وشديد الا انه ينعشهآ
وصوته يُطرب مسآمعهآ ورآئحته تفوق لديهآ أجود أنوآع العطور

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات