رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -43
الدكتور من خلف الجهاز : جيّد , يبدُو أن هناك تقدّمأم رؤى : سيعود بصرها قريبا ؟
أخبرها بثقة تامة وأم رؤى ترتسم إبتسامة على محياها بثقة الدكتور : فقط أسبوع
رؤى : كيف أسبوع ؟
الدكتور : أعنِي العملية
أم رؤى بإبتسامة عريضة : الحمدلله
رؤى بتذمّر : هالكلام سمعته مية مرة وش بتفرق يعني ؟ يمه أمشي بس جتني ضيقة من هالمكان
الدكتور وهو لم يفهم ماقالته ولكن أستنتج تذمرها : ثقي جيدًا فأمورك متحسنة جدًا وحسب ملفّك فإن ماأوقف عملياتك السابقة هو قلبِك ؟ ألم تُفكري بزيارة دكتور مختص بأمراض القلب رُبما يكون هناك أمر آخر ؟
أم رؤى وأختفت إبتسامته وهي تنظر للدكتور
رؤى وتشعر بحرارة قلبها الآن
الدكتور : لآ أقصد إخافكم ولكن حسب ماأرى فـ جميع العمليات كان من المفترض أن تكون ناجحة لكن كان هناك مضاعفات من قلبك , رُبما تعانين من شيء فالكشف ليس بالأمر السيء ورُبما لا تعانين شيء .. ولكن للتأكد
رؤى وحروفها ترتجف : يكذب على راسنا .. أمشي يمه
أم رؤى ومازالت جالسة
رؤى : يمه أمشي ولا بطلع أنا
أم رؤى : شكرا لك ولكن هل تعرف طبيبا للقلب هُنا ؟
الدكتور : بالطبع .. *أخذ ورقة وكتب عليها رقم أحد أصدقائه الأطباء*
أم رؤى : شكرا مرة أخرى .. وخرجت
رؤى : ماراح أروح ولا أيّ زفت
أم رؤى : كله فحص بس عشان نتطمنْ
رؤى وتغص بعبراتها : ماأبي يممه تكفيين
أم رؤى : نشوف قلبك
رؤى ودموعها تسقط : ضعيف حيل هالقلب لأنه يشتاق لناس أجهلهم لكن قلبي يعرفهم كويِّس
,
أمام مرآته يُضبِّط ربطة عنقه , أنيق جدًا في عز بعثرته يُشبه تماما ممثلِّين الأفلام الصامِتة , يحزن يفرح يبكي وكل هذا بصمتْ أنيق .. مسح على عوارضه يبدُو بدأ شعر وجهه يطُول ويحتاج أن يخففْ عوارضه .. لم يُشغل باله هذا الشعر وألتفت ليأخذ حقيبته السوداء وخطر على باله حديث " سَلامْ " له , يبدُو جيّد أن أراها لعينيّ ولكن غير جيّد لقلبِيْ أبدًا : )
,
في مكتبْ الضابط وبحضُور المحامي
منصُور : خلاص كِذا الشهود موجودين ؟
الضابط : بس مافيه كلام أكيد , إحنا أخذنا شهادتهم تفيد لكن مافيه شي يثبت إلى الآن
منصُور تنهّد وشتت أنظاره
طرق الباب يوسفْ ودخل .. عانق منصُور عناق طويل وكأنه يُريد بعضًا من قوته أن تتسرّب إلى جسد منصُور
يوسف : عندي أشياء ممكن تفيدكم
المحامي : تخص إيش ؟
يوسف : أكيد يزيد مايشتغل بروحه أكيد معاه أحد !!
الضابط : لكن إلى الآن مجهوليين
يوسف بإبتسامة واسعة تبثّ الطمأنينة : المحطة اللي بعرقه فيها كاميرات مراقبة وقدرت آخذ التسجيلات .. *مد السي دي* كان فيها يزيد وشخص ثاني لما وريته قال أنه كان يجلس مع يزيد كثير في حارتهم .. وإسمه عبدالحكيم بن حاير .. هذا عبدالحكيم سلّم فلوس ليزيد بعدها راح عبدالحكيم وتركه .. طبيعي أنه يزيد وراه هالشخص ومنصور ماله ذنب
الضابط : بنوريه يزيد وبنشوف وش يقول ؟ . . . لازم نقبض على عبدالحكيم ... أرسل تعليمات للجميع بالقبض على صاحب هذا الإسم
يوسف : موضوع فهد إحنا تفاهمنا مع أهل القتيل و بيتسكّر
محامي : كيف ؟
يوسف وكان ينظر لعين منصور ليفهم ردة فعله : تتزوج بنتهم ؟
منصور بغضب : نعععععععععععععم !!!
الضابط : بخليكم تتفاهمون على راحتكم .. وخرج
منصور : كيف أتزوجها إن شاء الله ؟
يوسف : هذا شرطهم
منصور : وأنا ماقتلت ولدهم ! يشرطون كيف ؟
يوسف : أنتهينا من موضوع مين قتل ! خلاص يامنصور لا تطوّلها وهي قصيرة يعني عاجبك حالك كذا .. زواج كم يوم وبعدها بستين داهية هي والكلبة اللي وراها أمها
منصور : مستحيل والله لو أخيس بالسجن ماأتزوج على نجلا
يوسف : ماراح نعلمها ! ... *سكت لثواني ثم أردف* إن شاء الله محد قالها .. بس زواج ورق يامنصور
منصور : مستحيل قلت لك زواج مستحيل ! هذا اللي ناقص بعد تجبرني على الزواج
يوسف : طيب الحين التهمة عليك ومافيه دليل يثبت برائتك وش نسوي يامنصور ؟ أمي متقطعة في البيت عشانك و مرتك لا تآكل ولاشيء !! يامنصور ماينفع كذا
منصور بصمت
يوسف : تثق بكلامي ولا لأ .. صدقني مافيه غير ذا الحل
منصور : طيب حاول تغريها بالفلوس !
يوسف : حاولت والله عطيتها شي ماتحلم فيها بس أمّها معيّا ومافيه رجّال أتفاهم معاه
منصُور : يالله أرزقني صبر أيوب ..
يوسف : هالموضوع منتهي بس زواج على ورق يومين وطلّقها وينغلق على ملف هالقضية بالعفو من أهل القتيل .. ويزيد قرّبت توضح الحقيقة إن شاء الله يعترف
,
رسل لها رسالة تبدُو جدًا مخملية بحرفه " الساعة الرابعة عصرًا غدًا ألقاك في ..... "
أقترب اللقاء به .. وأخيرًا ستراه ؟ رُبما تعرفه ؟ رغبتها في أن تعرفه تجعلها تخطط كيف تستتر دُون أن يكشفها أحد
هذا المجهول بدأت أقنعته تسقُط .. سمعت صوته أولا والآن آراه .. كُل شيء بدا يتضحّ !! من يكُون
أرادت الساعات تمرّ بسرعة ليأتي الغدّ وتراه .. ولو لثواني فقط لتعرفه !
,
دخل للمبنى الكئيب بنظره .. كان يرى نظرات الموظفين له يشعُر بأنه غير مرغوب به أو رُبما شيء آخر يجهله .. دخل مكتب سلطان رُغم أنه وقف بوجهه أحمد
أحمد : معليش يابو سلطان أنتظر برا لين يوصل بو بدر وتدخل
عبدالعزيز : لأ معليش أنت لازم تخليني أدخل
أحمد : آسف ماراح يكون مبسوط لا دخل ولقاك
عبدالعزيز : طيّب دام كذا إن طلعت من هنا ماني راجع من جديد وأظن هذا بعد ماراح يكون مبسوط فيه
أحمد يخرج هاتفه ليتصل على سلطان : 5 دقايق بس أكلمه
عبدالعزيز : 5 دقايق وكُون دقيق لأني متعوّد على الدقة بالوقت
أحمد وشعر بـ نغزات يرميها عبدالعزيز ولكن تجاهلها وهو يتصل
,
تُركي : إيه وش الموضوع ؟
سلطان : بس كنت بشوفك مافيه موضوع ولا شي
تُركي بإستغراب أردف : وين الجوهرة ؟
سلطان : نايمة
تُركي بصمت يتأمل سلطان
سلطان وهو الآخر يحلل عين تركي على أهوائه
تُركي أرتبك من نظراته : أنا مستعجل ومضطر أروح
سلطان : سؤال آخير
تركي بلع ريقه : تفضَّل
سلطان : كيف علاقتك مع الجوهرة ؟
تركي وشعر أنه يتعرق مع سؤاله : عادي يعني مافهمت قصدك
سلطان : شفتها تبكِي وبغيت أتطمن
تركي : لا تطمّن يمكن أشتاقت لنا وكذا
قطعهم رنة هاتف سلطان , ردّ على أحمد : ألو
أحمد : آسف على إزعاجك طال عُمرك بس عبدالعزيز موجود وملزّم يدخل مكتبك
سلطان : وش يبي ؟
أحمد : قال إن طلع ماراح يرجع هنا
سلطان : كلّم مقرن خل يدخل معاه وأنا جاي الحين
أحمد : مقرن ماهو موجود
سلطان : كلّم أي زفت يجلس معه ؟ بو سعود وينه ؟
أحمد : بعد ماهو موجود
سلطان : أنت أجلس معه ومايحتاج أوصيك لا يمسك شي !!
أحمد : إن شاء الله
سلطان أغلقه : معليش تركي بس مضطر أروح عندي شغل
تركي : لآ عادي .. أنا طالع ويَّاك
سلطان وأراد أن يبرهن شكوكه أن هناك مشكلة بينه وبين الجوهرة : لآ إجلس مع الجوهرة أكيد تصحى الحين وتطفش دام منت مستعجل
تركي ألتزم الصمتْ
سلطان : أنا شكلي بطوَّل والبيت بيتك
تركي ابتسم : زي ماتبي
سلطان أكتفى بإبتسامة و خرج وترك تركي في قصرِه
,
نجلاء مُتعبة جدًا و واضح في سيرها , وقفت عند باب الصالة وهي تسمعْ
أم منصور : كيف يتزوجها منصور ؟ حسبي الله فيهم
ريم : كيف أمها ترضى ترخص بنتها كذا ؟ يالله ماأصدق فيه ناس كذا ولا أم يعني ... بصراحة مدري كيف أوصفها
دخلت وهي ترتجِي أن تكذّب إذنها
رفعوا أعينهُم , أكثر شخص يستدعي الشفقة هيْ
نجلاء بنبرة مُبكية : مين بيتزوج ؟
ريم وقفت وتوجهت لها : محد
نجلاء بصوت متعب تحاول أن تعليه ولكن التعب يُخرسها ليكُن على شكل نبرةٍ خافتة : لاتكذبيين
أم منصور : يمه نجلا تعالي
نجلاء سارت لها ووضعت رأسها في حضن أم منصور لتبكِي بشدة
أم منصور تمسح على شعرها وهي تقرأ عليها بعض آيات القرآن لتُصبرها
ريم بكت معها , فـ حالها مُبكي بشدة
دخل هو الآخر ووقف وهو يسمع آيات القرآن تُرتَّلُ من والدته وبكاءٍ غريب .. ليس صوتُ ريم .. ولا هيفاء ... هذا صوتُ .............. نجلاء.
تقطّع قلبه وهو يسمع بكائها , أراد أن يفرحها يبشرها بشيء .. رغبة به وشفقه على حالها , تنحنح ... أستعدلت نجلاء في جلستها ودخل يوسف : السلام عليكم
: وعليكم السلام
يوسف جلس : توّني راجع من منصور , الحمدلله كل شي تمام إن شاء الله قريب بيتم الإفراج عنه
أم منصور : وش قالوا ؟ عن هاللي مايتسمى ؟
يوسف : فيه أدلة جديدة وقاعدين ينظرون لها إن شاء الله تفيدنا
أم منصور : الحمدلله ووش صار على الثانية ؟
يوسف : أم فهد ؟
أم منصور : إيه حسبي عليها
يوسف : أعفُوا عنه إن شاء الله بعد بيتسكر ملف هالقضية بالعفو من أهل القتيل
أم منصور : وبنتها ؟
يوسف أشار لها بعينيه أن " نجلاء موجودة "
أم منصور : تدري تكلّم بس
يوسف : بجيها نتفاهم معها
أم منصور : هذي أم هذي حرام تكون أم !! مافيها رحمة ماتقول هذا متزوج وبـ يعيّل إن شاء الله
نجلاء برجاء في نبرتها ليوسف : يوسف
يوسف : سمِّي
نجلاء : سمّ الله عدوّك .. تكفى أبعدنا منهم
ريم قامت من المجلس لا تتحمَّل ضُعف نجلاء ورجائها
سمعُوا صوت الهاتف يضجّ بالبيت , أم منصور وقفت لتتجه اليه : اللهم أجعله خير
نجلاء بصوت يختفي شيئًا فـ شيئًا : الله يخليك
يوسف : أبشري
نجلاء : تبعدنا عنهم ؟
يوسف بعد صمت لدقائق طويلة جدًا وبإبتسامة أراد أن يطمئنها : وعد ماراح يتزوجها يا أم عبدالله .. وقف .. أنا رايح لهم الحين , إذا محتاجة شي قولي لي .. منصور بيتضايق لو عرف أنك ماتهتمين بصحتك
,
- الشرقية -
أبو ريّان وللتو عرف بموضوع منصور : الله يصبرهم
ريّان وينتظر الحجّة : بعد طلع أخوهم قاتل
أبو ريان : أقول إكل تراب وش قاتل ؟ أنا ماني معاشرهم من يوميين أنا عارف أخلاقهم قبل لا تنولد
ريّان ألتزم الصمت وهو يتذمر ويتحلطم : ناقصنا إحنا
أبو ريان : ياتقول خير ياتسكت
ريّان خرج من المجلسْ
أم ريّان : لا حول ولا قوة الا بالله
أفنان وآخر همّها : أقول يبه ودّنا الرياض والله مشتاقة لجوجو
أم ريان : إيه والله ودّنا خلنا نشوفها ونتطمن عليها
أبو ريان : لا بعدين
أفنان وتمثّل الحزن حتى تُحرك مشاعر والدها : والله يا هُو البُعد صعبْ يعني أختي الوحيدة وتتزوج وتروح بمدينة ماهي مدينتي والله ياهو يُوجع البُعد
أبو ريان : دامه يوجع وراه تبين تروحين باغيس*يقلد نبرتها عندما تقول باريس*
أفنان : هههه والله البُعد أحيانا يكون حلو
أم ريان : أروح أشوفها لو يوم بس
أبو ريان : طيّب على آخر الأسبوع
أم ريان بفرحة : بتصل عليها أبشرها
يُتبع
,
الثلجُ يتراكمْ على معطفها , بدأت بعناق نفسها حتى تُدفئ جسدِها .. فكوكها ترتجفْ : لو جالسين بالمطعم لين يخّف الجو
ناصر ويضع ذراعه على كتفها حتى يُدفئها : قرّبنا نوصل لسيارتنا .. والله حتى ضيعتها مدري وينها
غادة : لآ ماهو من جدّك أنا قرّبت أتجمد
ناصر ويُلصق ظهرها بصدره ليعانقها بكلتا يديه ويسير معها
غادة بضحكة مبحوحة من الجوّ : وأنا ماقلت لك من قبل ؟ أنه ماعادْ معطفِي يستهويني
ناصر : وش صار يستهويك ؟
غادة : عناقك
ناصر والبُخار البارد من شفتيه أثناء حديثه يرتطم بخدِ غادة : هههههه والله منتي قليلة
غادة : إيه تمسخّر ههههه
ناصر : أقول غادة شكل سيارتنا أنسرقت .. مهي موجودة
غادة : تمزح أكيد .. أتذكر جينا من ذاك الطريق ماهو هذا
ناصر ويذهب من الطريق الآخر ومازال معانقها : شوفي هذي الأقدار
غادة : وش قصدك
ناصر : وش رايك تنامين عندي
غادة تضربه بضعفْ على صدره وهي تلتف عليه : تبيها من الله
ناصر : هههههه هه *جعلها تلتفت مرة أخرى ليعانقها بنفس وضعيته السابقه ويسير معها* أمزح أعوذ بالله كلتني كنها أخوها
غادة : أكيد منشغل باله الحين قايلة له الساعة 8 أنا عندك ومافيه سيرفس بعد
ناصر : دامك معي ماهو منشغل باله يدري عن الجوّ ... والله حتى هنا ماهي موجودة سيارتنا
غادة : والله أحسّك تتذكر بس تبي تقهرني
ناصر : ههههه ناسي وربِّي الثلج مغطي اللوحات حتى مدري وينها
غادة : أنت حتى تتذكّر كم مرة تحركت باليوم بتنسى وين سيارتك ؟
ناصر : ههههه عطيني عين بعد على ذاكرتي
غادة : ماشاء الله اللهم لا حسد بس أنا بتجمّد
ناصر ويقبّل خدها
غادة : هذا وقتك
ناصر : هههههه هه ماتدفيك
غادة : لأ ماتدفيني
ناصر بخبث : لآ دام كذا يبيلك شي أقوى عشان يدفيك
غادة : ههههه مايطوفك شي .. أبعد عنِّي خلاص
ناصر ويشدها أكثر : خلاص خلاص ماني مسوي شي .. تعالي نجلس
غادة : هنا ؟
ناصر : بس شوي أشوف الطرق
جلسُوا على إحدى كراسي الرصيفْ
ناصر فتح أزارير معطفه ليُدخل غادة بِه
غادة شدّت على معطفه حتى تشعُر بالدفء
ناصر أخرج هاتفه : أشوى القوقل ماب يشتغل ... إحنا الحين بفيكتوريا صح ؟
غادة وتنظر للوحة : إيه لافنيو فيكتوغيا
ناصر : أموت أنا على الفرنسي
غادة : هههه إيه تحسبني نفسك ماأعرف أقول إلا كلمتين .. سنيني ماراحت هباءً منثورا
ناصر : ماعشت فيها عمري كله بس على الأقل أفهم
غادة : طيّب شوف بس شكلك بتخليني أتجمّد هنا
ناصر : الحين الطريق ذا واقفين السيارات مانقدر نمشي فيه .. تلفت للخلف حتى يرى الطريق الآخر
غادة : طيب خلنا نروح من غيفُولي
ناصر : لآ بعيد مانقدر
غادة : اجل بنجلس كذا .. يالله ناصر والله بررد وتأخر الوقت . . هذا تاكسي ... ومشت بإتجاهه
ناصر وقف وهو ينفض الثلج من حضنه : غادة
غادة ألتفتت عليه : دقيقة خلني أكلمه
ناصر أقترب منها : ورينا الفرنسي
غادة بضحكة : بوفِي فو غولي ؟
راعي التاكسي : ديزُولِي غِيزفِيّ .. وذهبْ
ناصر : هههه قلت لك من البداية اليوم النومة عندِيْ يالله هذي شقتي قريبة نروح لها مشي
غادة : معفن واضح حتى أنك متفق مع التاكسي
ناصر : رحتي له قبلي وش أتفق معه بعد
غادة تخرج هاتفها : عطني جوالك أنا جوالي مافيه سيرفس .. سحبته بالأصل دُون أن تنتظر ردّه
أتصلت على عبدالعزيز
عبدالعزيز : ألو
غادة : عزوزي
عبدالعزيز صمت لثواني ثم أردف : وقفتي قلبي شكيت في أخلاق ناصر
غادة : أسمعني حياتي الطريق موقّف و فيكتوريا كلها موقفة مررة ثلج وناصر مسوي نفسه ناسي وين سيارته
عبدالعزيز : عطيني النصاب
غادة : أسمعني حتى مافيه تكاسِي والله .. وحتى مانقدر نروح من ريفُولي مررة الثلج موقّف السير
عبدالعزيز : طيّب أطير لك يعني ؟
غادة : هههه لأ بس شقة ناصر قريبة
عبدالعزيز بحدة : نعععععععععععععععععععععععععععععععم
غادة : خلاص خلاص أنا اللي بطير لك
عبدالعزيز كتم ضحكته حتى لا يخرّب مشروع العصبية : إيه تعالي والله أبوي بيعلقك أنتي وناصر
غادة : طيب وش أسوي ؟ والله موقّف السير
عبدالعزيز : كان جلستُوا بالمطعم اللي كنتوا فيه
غادة : بيسكّر , كل المطاعم هنا تسكّر بدري .. وش أسوي عزوز ؟
عبدالعزيز : أستغفر الله من الشيطان بس
غادة : هههههه والله والله لأقفّل عليّ غرفته وأخليه ينثبر بالصالة
ناصر : على كيفك ماشاء الله
عبدالعزيز سمع صوته : عطيني اياه الكلب
ناصر أخذ الجوال: مين الكلب ؟
عبدالعزيز : أنت !! يخي ماأدري وش هالحظ اللي أنت فيه ! دايم الظروف توقف بصفّك
ناصر : والله عاد الناس مقامات
عبدالعزيز : لآ يكثر وخذها شقتك وأنا بقول لأبوي أنها معاي بس والله ياناصر
ناصر قاطعه بضحكة : والله دام بالحلال تطمّن
عبدالعزيز : لا والله ؟ أسمعني صدق
ناصر : طيّب يخي تحسسني أني برتكب جريمة معها !!
عبدالعزيز : تقلَّع .. وأغلقه
ناصر : مدري متى يستحي ويعرف كلمة مع السلامة
غادة وتلصق ظهرها في صدر ناصر حتى تشعر بالدفء
ناصر أغلق أزارير معطفه عليها وسار على الرصيف للشارع الآخر حيثُ شقّته : أبيك رمح لاقطع شراييني
من كل شي غير حبك والوله يشفيني
غادة وهي ترتجف حروفها من البرد وبين ضحكاتْ عاشقه : أبيك العمر كله هالقليل الراحل
ويشهد الله إني أحبك .. ههههههه ماينفع البدر بهالأجواء
فتح عينيه على الصور التي ألتقطها في شقته معها , هذه الليلة كانت من أجمل لياليه في شوارع باريِس المُكتّظة بالثلج , كل ليلة مع غادة يهمس في داخله بأنها أجمل ليلة , رُغم البرد أستمتع في لحظاتها وجدًا .. أستمتع عندما تاه معها .. ونهايةً عندما أدخلها في معطفه شعر بقلبه يتسلل إليها .. قلبه إلى الآن لم يعُد.
,
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك