رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -42
الجوهرة تدفه ولكنها ضعيفة جدًا وهزيلة أمامه : الله يآخذك الله يآآآآآآخذكبإنكسار رددتها : الله ينتقم لي منك
تركي خرج وتركها تبكِيْ كـ طفلة أُخذت لعبتها رُغمًا عنها !!
سمع صوت طلقات النارْ , توقعها رتيل ودُون أدنى شك سيتوقعها .. خرجْ وهو يسير وبه عرجٌ خفيفْ .. لم تكن بهذه الجهة المعتادة , رُبما أختها الأخرى .. لم يُفكر كثيرا وهو يذهب للجهة الأخرىَ.
لا يرى سوى ظهرها وشعرها , يبدُو متعبة وهي ترمِيْ , أنحنت عندما سقطت ربطة شعرها , رفعت بِه إلى الأعلى وهي تربطه لكي لا يُضايقها , أنحنت مرة أخرى للسلاحْ , وقفت قليلاً
عبدالعزيز مازالْ واقف بمكانه
رتيل شعرت بأحدٍ خلفها ألتفتت وتعوّذت من الشيطان فهو إلى الآن بالمستشفى
أبتسم أمام تعويذاتها وكأنها غير مُصدقة
غمضت عينيها لثواني طويلة وفتحتها بصدمة
عبدالعزيز : مافيه الحمدلله على السلامة ؟
رتيل مازالت مصدومة
عبدالعزيز تقدمّ قليلا لها وهو يدخل كفوفه بجيوبه : ياهلا بهيفاء
رتيل أبتسمت إلى أن بانت صفة أسنانها العليا : الحمدلله على السلامة
عبدالعزيز : الله يسلمكْ .. و يخليك
رتيل وتتلفت حتى لايراها أحد : كيفك الحين ؟
عبدالعزيز : بخير
رتيل : الحمدلله .. متى صحيت ؟
عبدالعزيز : الأسبوع اللي فاتْ
رتيل وحديث العين يُدار الآن , عبدالعزيز وبعينه حديثْ تحاول فهمه .. سمعني ؟ يفهمني ؟ عرف أني هيفاء الكاذبة !!
هو وما أخبر نفسه سوى " لو أننا في مكان غير هذا المكان "
رتيل تذكرت والدها , سارت لتذهب للقصِر
وقف أمامها , راحت يمينًا و توجه هو الآخر يمينًا
رتيل رفعت عينيها الممتلئة بالإستفهامات !!
عبدالعزيز : فيه شيء سمعته مدري أنا كنت أحلم ولا هيفاء كانت تقوله ؟
رتيل أبتسمت رُغمًا عنها : هيفاء اللي تقوله ماهو أنا
عبدالعزيز أبتسم هو الآخر : مايهم الإسم أهم شي القلب واحد
رتيل بهمس : مقدر أوقف معاك كذا .. ومشت يسارا ولكن وقف أمامها : سؤال آخير
رتيل وقلبها يخبرها أن عبير ستأتي بأي لحظة : بعدين ... ومشت ولكن كان يمشي بخطواته الى الخلف معها
رتيل وقفت : وش سؤالك ؟
عبدالعزيز بإبتسامة : ولا شيء
رتيل تشتت نظراتها عن عينيه : طيب أبعد
عبدالعزيز ويُزيح جانبًا
رتيل ضحكت وهي تسير
عبدالعزيز بصوت عالي كي تسمعه : على فكرة عجبني اللقب * يقصد كلمة زوجة *
رتيل وهي تسير ومعطته ظهرها , : هههههه .. ألتفتت
عبدالعزيز بإبتسامة واسعة ينظر إليها
رتيل أنتبهت لنفسها ووقوفها وألتفتت لتُكمل طريقها نحو القصر والإبتسامة لا تفارق محيّاها
رمت السلاح على الطاولة وصعدت للأعلى وتشعر بأسعد يوم في حياتها , رمت نفسها على السرير وهي تمدد ذراعيها براحة وضحكت بصخبْ , فـ سعادتها لا حد لها هذه اللحظة.
,
هم , ضيقة , شيء مُزعج يداهمه , شيء يتعلق بدولة .. يااه ياكبر همِّي وياكبر مسؤوليتي.
ماعادني داري وش الصح ولا الغلط ؟
كان يرمِي بتفريغ لغضبِه , لضيقه , لكرهه الذي يكبر أكثر وأكثر للجوهِي , كيف لعدوٍ مثله يسرح ويمرح في السعودية دُون مقدرة منه أن يقبض عليه ؟ كيف لهذه الأطراف التي تتعلق به قوية لهذه الدرجة ! كل ماقربنا نقبض عليه تِهنَا تِهنَا و غلطنا أكثر !
الجوهرة تداهم عقله في أوجِّ تفكيره بالشغل , يُفكِر بها , لا أنا اللي مرتاح بالشغل ولا أنا اللي لاقي راحتي بالبيت ؟ وإن كانت صادقة بموضوع وليد وش اللي يخليها تبكي ؟ وش اللي يخليها تحزن كِذا ؟ ما يشفع لك سوى حفظك للقرآن ولا زمان وأنا شاك بمليون شك فيك !! تنهّد بضِيق وهو يراقب من بعيد زيارة طلاب المتوّسِط , طلاب بهم من الحماس والقوة مايكفِيْ.
كان مفروض طفلٌ يحمل إسمه معهم الآن رُبما يصغرهم وربُما بعمرهم .... كان مفروض !
أبتسم للطلاب الذين يرونه وهم يعرفونه فقط من الصُحف و القنواتْ التلفزونية , فتح أول أزارير قميص عملِه علّ الضيق ينجلِي منه.
مثل ما حصَل بين بو سعود و بوعبدالعزيز يحصل معي الآن !!
أم رؤى : والله أشتقنا ياباريس
رؤى بطفش : يمه طفشت وأنا أمشي ومافيه مكان نروح له
أم رؤى : تبينا نرجع لشقتنا ؟
رؤى : إيه
أم رؤى : ليه الجو حلو خلينا نمشي .. هِنا مطعمْ recei أكله يجنن
رؤى : طيّبْ
دخلُوا المطعمْ
رؤى ورائحة الخُبز تخترقها , توقفت في مكانها
والدتها ألتفتت عليها
رؤى وشيءُ ينهش بعقلها وقلبها يعتصِرْ .. : خلينا نطلع
والدتها خرجتْ معها : فيك شيء
رؤى بكتْ دون أيّ أعراض مسبقة
والدتها : يمه وش فيك ؟
رؤى أرتمت على حضنها وهي تحفر أصابعها بكتف والدتها
والدتها بخوف : حبيبتي وش صاير ؟
رؤى ببكاء : أحس بروحي هنا أحس فاقدة شيء
والدتها بلعت ريقها : طيب يمه خلاص بنمشي من هنا لا تضايقيين عُمرك
رؤى أبتعدت عن حُضن والدتها : هنا وش فيه يمه ؟ قولي لي أي واحد من الغوالي كان هنا ؟ أبوي ولا أخوي ؟
والدتها ألتزمت الصمتْ وسارُوا مبتعدين
رؤى تواصل بُكائها وهي تجلس على إحدى الكراسي والصداع يلسع عقلها
والدتها : هذا إحنا طلعنا وش يبكيك الحين ؟
رؤى بوادِي آخر ,
جالِسْ والإبتسامة تزيّن ملامح وجهه المختفية من عينيها , يقتربْ ليقُبل خدها ويطيّل بتقبيلها ويهمس بحروفٍ لم تستطِع سماعها
ومن ثم ضحكاتٍ تتصاعَد و رجلٌ آخر يقول : وقدامي بعد !! نسيت نفسك ياروح أبوك .. عادت لواقعها مع والدتها
ضمت نفسها من بردِ باريسْ
والدتها : وش تفكرين فيه ؟
رؤى ببحة أوجعتْ إذن كل من سمعها : ماأعرفه بس يحبني يحبني ... يحبني يا يمه
,
يبحثْ بالدروج , فتح درجًا وأغلقه و آخر وأغلقه وشعر بأنه رأى شيء .. عاد للدرجَ وفتحه ليجد سي دي .. أبتسم لا بُد أنه يخص غادة .. أشتاق أن يرى شيئًا جديدا لم يراه .. أخذه وفتح اللابْ وأدخل السي دي ..
في مقهى عشاقٍ مهجُور منذ زمن , تعمّه الفوضى فـ بات لا يزوره أحدًا إلا المجانينْ.
غادة تسير من بعيد : للحين تصوّر
ناصر : هههههه تأخرتي قلت أوثق المكان .. وقف ووضع الكاميرا دون أن يوقفها على الطاولة المتصدِّعة
غادة تعانقه وتتنفسْ عِطره : وحشتني
ناصر : ماهو أكثر منِّي .. جلسُوا على الكنبة الرثَّة .. هالمرة بعد عجئة سير
غادة : ههههه لأ أبوي فتح معي تحقيق وعطاني محاضرة بطول وعرض
ناصر : مانيب متكلم عن أبوك
غادة وبأصبعها تداعب خدّه الخشن : هو تقدر ؟
ناصر ألتفت عليها ووجهه يُقابل وجهها : بصراحة لأ
غادة وترى بقايا أحمر شفاه على خده : مع مين جالس قبلي ؟
ناصر ويراها من المرآة المتكسِّرة على الجدار : يامجنونة هذا رُوجك
غادة وتقترب منه لتمسح بأصابعها بقايا رُوجها على خدّه وبمرواغة من ناصِر ليُقبلها لكن ألتفتت للسقف وكأنها تتأمله
ناصر : لا والله ؟
غادة تضيّع الموضوع : هالمكان من متى مهجور ؟
ناصر : تبخلين على اللي مشتاق لك ؟
غادة : عشان تطفش مني بعد الزواج
ناصر : مين قايلك هالحكي
غادةة ضحكت بصخب لأنه يعرف من ينصحها
ناصر : نصايح حكيم زمانه عبدالعزيز !! شغله عندي ذا أتركيه عنك لو تسمعين له صدقيني تضيعييين ..
غادة : ههههه بس أنا أقتنعت بكلامه
ناصر : لازم يخرّب كل شيء هالولد
غادة : قولي وش أخبارك ؟
ناصر : ماشي حالي
غادة : أنت بس ناظر عيوني وأتحداك بعدها ماتقول أنك بألف خير
ناصر بحُب وعينه بعينيها : وعيُونك تعطيني درُوس بالفرح بالسعادة يابعد ناصر أنتِ
غادة أبتسمت وهي تنظر للكاميرا : للحين شغالة ؟
ناصر ألتفت عليها ويسحبها ليُغلقها
أنقهر ليته لم يُطفئها .. ماني بخير يابعد ناصر ماني بخير بدون عيونك , خلخل بأصابعه شعره علّه يحبس دموعه
بغضب رمى اللاب في الحائط , بكى كطفل : غاااااااااادة .. ضرب رأسه يُريد أن ينساها .. لم يعد يتحمّل كل هذا
و بصوتِ بحّ من الصراخْ والبُكاء , بصوت يُوجع القلب بشدة : وحشتيينيييي يارووووح ناصر وحشتيييييييييينييييييييييييي ... بس أضمّك بس حضنك
دخل والده وهو يراه بهذا الحال يبكي على الأرض , جلس بجانبه : بسم الله عليك ..
ناصر : جيبوهااااا لي
والده : هذا سخط على قضاء الله , ياويلك من عذاب الله لاعارضت أقداره ياناصر ياويلك
ناصر يبكي كـ طفل بل أشدّ : أبيهااااااااااااااا يا يبه أبيها عشان أعيش عشان أعيش جيبوها لي
والده : لا حول ولا قوة الا بالله , شدّه له ليحتضنه
ناصر يعض شفته ليوقف شهقاته
والده : والله الحريم ياناصر مايبكون زيّك !! يابوك أرضى بالقضاء والقدر
ناصر : هذي غادة .. غادة يايبه لا تقول لاتبكي عليها !!
والده : الصبر زين ,
ناصر بهمس تقطع به صوته : وش دوا المشتاق يبه ؟
,
تفكيره منحصر بزاوية الشغَل , يُفكر بالإنتقام , حتى قلبه بدا أسود وتفكيره بالإنتقام لمن ذبَح عائلته , سلطان أولَّهُم , شارك في الذنب وهو يخفِي .. رُبما الجوهي لا يد له لأن لا يصدقون بأي قولٍ يتحدّثون به ليْ.
أرجع للعمل أم أصبر ؟ أرجع وأكتشف بنفسي ؟ رُبما أتقرب من الجوهي لأفهم منه هو الحقيقة . . أخذ هاتفه ولكن لا شبكة .. ألغُوا الخط الله يآخذهم .. رماه على الحائط ليتفتتْ !!
تنهَّد لا يعلم ماذا يفعل بهذا الملل هُنا , أرسل مسج لناصر " تعال لي البيتْ بسرعة "
,
يُوسف في أفقَر أحياء الرياض , تحدّث مع صاحب دكَّان الحيْ : وين يجلس ؟
صاحب الدكان : هناكْ *أشار له لبيتٍ مهجور أبوابه متحطمة*
يوسف تنهّد : شكرا .. ودخل متقرّف من الوضعْ .. لقيَ مجموعة شباب يدخنون ملتفِّين حول بعض وضحكاتهم تنتشر
يوسف : السلام عليكم
ألتفتوا برعب له وأخرجُوا سكاكينهم
يوسف : ماني مسوي لكم شي !! بس أبي بحكي معكم وطبعا بمقابل
أحدهم : وش المقابل
يوسف بعد تفكير لثواني : كم تبون ؟ 100 ألف ؟ ولا ؟
بدأت نظراتهم باللذة تتضح : تفضّل إجلس
يوسف ومن ملامحه التقرف واضح وجدًا : طيب أنا عندي شغل ومقدر أطوّل ؟ تعرفون يزيد أكيد
أحدهم : لآ مانعرفه
يوسف يخرج دفتر الشيكات : لآ إن شاء الله بتعرفه الحين !!
,
سلطان يصرخ على عائشة : مين جاء ؟
عائشة : والله بابا أنا مايعرف بس هوا يجي ويكلم مدام واجد فيه كرَايْ
سلطان يصعد للأعلى ومتوعِّد الجوهرة كل شكوكه تتضح , إن لم يكن وليد فـ غيرُه جاهز : أفتحي الباب ... أفتحي لا أكسّرَه لك
فتحت الجوهرة برعب وهي تأكدت أن عائشة أخبرته
سلطان يمسكها من ذراعها بشدة : مين كان هِنا ؟
الجوهرة وفقط بكائها الذي يصِل إليه
سلطان يرميها على السرير . . .
أنتهى
موعدنا الأحد ,
طبعًا جدوّلنا خلاص بنثبتْ على كِذا " أحد , ثلاثاء , خميس "
- من البارت الجاي /
" نسيت من هو ؟ نسيت بأنه ليسَ بمحرمٍ لها , ترجته تماما وهي تبكِي أمامه بقهرٍ وضيقْ "
" أخبرها بثقة تامة وهي ترتسم إبتسامة على محياها : فقط أسبوع "
" والله بنيتي غاليتن ومهرها غالي , كاد يُجّن ومسك نفسه بتقرّف من هيئة البيت : أخلصي كم تبين ؟
لاتحرمُونِي من جنَّةِ حضُوركمْ ()
البـارت ( 23)
يا صميمَ الحياة ! كم أنا في الدُّنيا غَريبٌ أشقى بغُرْبَة ِ نفسي
بين قومٍ، لا يفهمونَ أناشيدَ فؤادي، ولا معاني بؤسي
فاحتضِنِّي، وضُمَّني لك- كالماضي- فهذا الوجودُ علَّة ُ يأسي
وأمانيَّ، يُغرق الدمعُ أحلاها،ويُفنى يمُّ الزّمان صداها
وأناشيدَ، يأكُلُ اللَّهَبُ الدّامي مَسَرَّاتِها، ويُبْقِي أَساها
وَوُروداً، تموت في قبضة ِ الأشْواكِ ما هذه الحياة ُ المملَّة ْ؟
* أبو القاسم الشابي
سلطان يصرخ على عائشة : مين جاء ؟
عائشة : والله بابا أنا مايعرف بس هوا يجي ويكلم مدام واجد فيه كرَايْ
سلطان يصعد للأعلى ومتوعِّد الجوهرة كل شكوكه تتضح , إن لم يكن وليد فـ غيرُه جاهز : أفتحي الباب ... أفتحي لا أكسّرَه لك
فتحت الجوهرة برعب وهي تأكدت أن عائشة أخبرته
سلطان يمسكها من ذراعها بشدة : مين كان هِنا ؟
الجوهرة وفقط بكائها الذي يصِل إليه
سلطان يرميها على السرير . . . وبحدة : سؤال واحد مين كان هنا لا والله
قاطعته بصوت متقطع : عمِّي
سلطان وسكنت أنفاسه الغاضبه : أيّ عمّ ؟
الجوهرة تبكِي ولا ترد
سلطان بصرخة زلزلت أعماقها : ميــــــــــــــــــــــــــن ؟
الجُوهرة : تركي
سلطان : ليه تبكين ؟ وش قالك
الجُوهرة لا رد
سلطان : تغاضيت بما فيه الكفاية ! عطيتك كل فرصتك ! كل شي كنتي تبينه حتى لو ماقلتيه لي سوّيته لك . . إلى هنا وبس !! وش كان يبي فيك ؟
الجُوهرة وتضمّ نفسها وهي ترتجفْ على السرير
سلطان : ماراح تجاوبيني ؟ *بغضب أردف* : جاااااااوبييييي وش فيك !! مليون شي في بالي يخليك تسوين كل هذا !! قولي لي وشو بالضبط مخليك بهالحالة ؟
الجُوهرة تضع كفوفها الإثنتين على ثغرها لتستقر دماءُ أنفها على ظاهِر كفِّها
سلطان : طيّب ... أخرج هاتفه ليتصل على تُركي .. أنا أفهم منه ليش أفهم منّك
الجوهرة تريد أن تقول لأ .. ولكن صوتها بحّ ولا له قدرة على أن يخرجْ
سلطان وضعه على السبيكر : ألو تركي
تُركي : سلطان ؟
سلطان : إيه .. توّني عرفت أنك بالرياض وواجب علينا نضيّفك
تُركِي : بس راجع اليوم ماتقصِّر
سلطان : تقدر تجيني الحينْ
تُركي وشكّ بالموضوع : والله
سلطان يقاطعه : ضروري تبيك الجوهرة
تُركِي بصمتْ
سلطان : أنتظرك .. وأغلقه
الجوهرة بنظراتِ معناها جدًا عميق لسلطانْ
سلطان بنظراتْ أخرى بعيدة عن هذا العُمق , بنظرات غاضِبة : أنا اليوم بعرف الموضوع بنفسيْ يا بنت عبدالمحسن
الجوهرة عقدت حاجبيها وهي تنظر إليه
سلطان : تبين تقولين لي ولا كيف ؟
الجُوهرة وقفت تُدافع عن بعض هذا الشرف الذي فيها : طلقني
سلطان وهذا آخر ماتوقّع سماعه
الجوهرة في جنُون بكائها , صرخت : طلقني ماأبيك .. ماأبيككك روح لسعادك !! إذا تبيها ليه تزوجتني ؟ أنا ماني رخيصة لك ولا لغيرك عشان تشك فيني كل دقيقة !! ماني رخيصة عشان تناديه ...... ماأبغاااك
سلطان : ماهو كل ما خطر بمزاجك طلاق قلتي تبينه !!
الجوهرة وتتجرأ ترد عليه وهي تبكِي بإنهيار وكلماتها متقطعة من شدة بكائها : ماأبيك ليه ماتفهم ؟ ماأرتاح معاك ؟ ماأشوفك زوج .... أنا أحفظ نفسي منك لأني ماأبغاااااااااك ....*هذه الحجة التي يجبْ أن تُسكت سلطان*
سلطان وكلماتها مُستفزة لرجولته جدًا , سحبها ليقطّع أزارير قميصها بعنف , تحاول مقاومته ولكن قوتها ضعيفة هذه إن وجدت قوة بالأساس , سلطان كان غاضب جدًا وهو يقول لها ومُمسِكًا خصرها : أحترمتك كثييييير لكن أنتِ اللي ما عرفتي تحترميني
الجوهرة وصوتها يُكتمْ .. أحاسيس متلخبطة مشوَّشة تأتيها .. تمُوت .. سكرات موتٍ تأتيها الآن .. عينها تذرفْ الدمع بشدَة , شاحبة ملامحها وهي تنظر لقاتلٍ آخر يقتل ما تبقى من رُوحها .. ينحرْ محياها .. يُودِعها بالمقبرة أو ربما طيفُ هذه المقبرةْ
تشعُر بجسمَها رخوٌ ليّن لا عظامْ بِه .. تشعُر بإنعدامٍ كليّ بالوزنْ بين كفوفه الغاضِبة .. يُفرغ جحيمْ غضبه في ثغرها
تعلّقت بـ ياقة قميصه وهي تقول بصوت مبحوح " ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون " حفرت أظافرها برقبته وهي تدفن وجهها بِها وبصوت مخنوق يبعث السكينة بصوتِها الناعم الجميل " وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً " أرتخت مسكته من خصرها وهو يسحب الفراش ليُغطي جسدها الرقيق الذِيْ مزّق بغضبه ثيابِها , لا تُريد أن تبعد وجهها عن رقبته تخاف النظر إلى عينيه .. تخافه
سلطان أنحنى عليها ليُسند ظهرها على السرير ... رأى عيناها كيف أنها مغمضة بشدة والألم واضح في تقاسيم وجهها .. لعن شيطانه كثيرًا , قبّل جبينها وهو يهمس : آسف ..... أبتعد عنها وهو يرى على كتفه آثار نزيف أنفها .. رمى قميصه على الكنبة و دخل الحمام.
,
عبير : يبه ماأحب أرمي
بو سعود : هالموضوع مافيه نقاش أنا قايل بناتي كلهم بيصيرون أحسن من موظفينا
عبير واقفة بمللْ وهي تثبّت قطعة الخشب أمامها
بو سعود من بعيد : رتيل تعالي هنا
رتيل كانت تحمل قطع خشبية كثيرة : توصخت إيدي .. بروح أغسلها
بو سعود : طيب روحي المغسلة اللي هنا عشان نبدأ أنا عندي شغل بعد ساعة
رتيل : طيّب .. توجهت لمغاسِل التي بجانب الباب الخلفِي .. نظرت بإنعكاس المرآة عبدالعزيز في جانب بيته منحنِيْ وكأنه يبحث عن شيء بين العشبْ , أطالت نظرها وهي تراقبه .. سمعت صوت والدها العالي : رتيييييييييييييل
أغلقت صنبور الماء بربكة وعبدالعزيز رفع عينه لمصدر الصوت ورآها .. أبتعدت بخطوات سريعة لوالدها
عبير : هالسنة ماراح نسافر ؟
بو سعود : يمكن باريس عشان عندي شغل
عبير : طفشنا يبه باريس وباريس نبي نروح بلد جديدة ما قد شفناها
بو سعود : ركزِّي معي يعني ممكن ماراح نروح مكان لأن بعد عندي شغل هنا وإن رحت باريس بآخذكم وياي
رتيل أصابعها مرتجفة وهي ترمي
بو سعود وضع باطن كفّه على جبينها : فيك شي ؟
رتيل : هاا .. ولا شيء
بو سعود أبتسم : ولا شيء ؟
رتيل ببلاهة : لا بس يعني بس
بو سعود : ترجمي
رتيل بتضييع للموضوع : بثبّت القطع ... وأبتعدت
بو سعود : للحين ماتكلمينها ؟
عبير : مهي طايقتني بس فترة وتنسى الموضوع
بو سعود : عبير مايحتاج أقولك ! تبقى هي الصغيرة بعد مايصير يا بعد قلبي تقاطعون بعض !! طيّب الليلة تكلمينها ؟
عبير : تآمرني يبه بس ماأوعدك
رتيل وهي تثبّت آخر قطعة رفعت عينها ورأت عبدالعزيز خلف والدها وعبير بمسافة بعيدة نوعًا ما
رتيل بعينيها كأنها تحذره
عبدالعزيز أبتسم وهو يأشر لها بكفّه" مع السلامة "
بو سعود أنتبه لرتيل وألتفت ولم يرى أحد
رتيل وهي تقف تمتمت : مجنون
بو سعود : تعالي يالله
,
في مكتبْ الدكتُور الفرنسِيْ ,
رؤى بضِيق وهي تجلس أمام ذاك الجهاز الملعون الذي إعتادت فحص بصرها بِه وفي كل مرة يخذلها
الدكتور من خلف الجهاز : جيّد , يبدُو أن هناك تقدّم
أم رؤى : سيعود بصرها قريبا ؟
أخبرها بثقة تامة وأم رؤى ترتسم إبتسامة على محياها بثقة الدكتور : فقط أسبوع
رؤى : كيف أسبوع ؟
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك