رواية روحي لك وحدك -27
انقبض قلبها من كلمته ,, من زماان ما سمعته يقولها كلمه حلوه ,,رفعت شعرها بيدها وهمست : ابي ابدل الملابس ذي ,, اعذرني شوي ابي اكون بالحالي ,,
وقفت بعد ما سحب يده
بس اتزانها ماكان مريح وحست بدوخه نادته بعفويه : سلطان
قرب منها ومسك يدها بس وجه عبير كان مصفر قعدها على طرف السرير ومازال ممسك بيدها اليمين ,, حاول يلمها باليد الثانيه ويرفع شعرها اللي تدرج بكثافه وعشوائيه على خدها ,,
خذت عبير نفس لأن كل لمسه تضرب على وتر في قلبها ,,
همس سلطان : وش تحسين به الحين ,,
تنهدت عبير بضيق
: ممكن تكلم امي تجي ,,
سلطان مازال محتويها : ابشري من عيوني ,, بس لين
تجي امك ممكن اساعدك ,
عبير برفض : بكلم الممرضه تجي تساعدني ,, لو سمحت
ابي اكون بالحالي ,,
طالعها على جنب وما التفتت تشوفه ,, حتى وهي تعبانه
مغريه لأبعد حد ,, وده يحضنها ويقول لها كل اللي في نفسه ,, بس ضايقه انها في وضع
صحي مو مناسب ابداً للعتاب ,
مسح شعرها وباس جبينها وبعده تنهد تنهيده
قطعت قلب عبير :ما طلبتي شي يا بنت مساعد ,, بطلب لك الممرضه وبنتظر الوالده في
الممر لحد ما تجي , خذي راحتك ,,
في غضون ساعه كانت دلال واصله للمستشفى
,,اتصل عليها سلطان وهي في الطريق ,, انصدمت بتسقيط عبير بعد ما قال لها مساعد اول
ما وصل للبيت ,, بغت تجيها لكن مساعد رفض متعمد ,, وحب ان سلطان وعبير يظلون بروحهم
يمكن يحنون على بعض ويعقلون ,,
من بعد ما طلعت الممرضه ما حب يدخل
ويزعجها ,, ظل واقف لحد ما وصلت امها وعند الباب تبادلوا الكلمات الترحيبيه وطلب
منها سلطان تناوله جواله على الطاوله ,,
دخلت دلال وشافت عبير مسترخيه
على السرير ,, خذت الجوال وناولته سلطان وفي ود تكلمت : روح ارتاح شكلك ما نمت
البارح ابد ,,
سمعت عبير كل شي ,, نفسها تعاقبه بأي طريقه على هروبه
المتعمد وسكوته المزعج وغموضه الغير محدود في نظرها ,, برغم نبضاتها السريعه في
وجوده لكن كرامتها اهم من أي شي في نظرها ,,
في هدوء حاولت نايفه تقنع
امها تجي تقعد معهم كم يوم ,, بس رفض امها كان قوي ,, وتحت الحاح نايفه وافقت
تزورها اليوم وتشوف بيتها ,,
سكرت الخط من امها وتحركت تبي تشوف راكان
اذا خلص من الشاور ,, سمعت همهمه غريبه وصوت راكان : اذا انتي محتاجه شي بحول
لحسابك ,, ... انتي عارفه ان قصتنا انتهت من اول يوم تزوجتي فيه ,, ....لا تصيحين
,, انتي عارفه غلاتك عندي بس الوضع الحين غير عن قبل وارجع اقول لك لو انتي محتاجه
أي شي لايردك شي ارسلي لي مسج وبحوله لحسابك ,,
دخلت نايفه الغرفه واول
ما شافها راكان ارتبك وبصوت قلق : طيب يالله فمان الله ,,
ما حبت انها
تسوي نفسها مو عارفه أي شي ,, بس فيه زالزال تحت رجلها في ثواني راح يطيحها ,, ثبتت
خطوتها كأنها تصارع الرجفان اللس سرى في جسمها ,,
وبصوت كله ثقه : ممكن
اعرف من ذي ,,
راكان : قصه قديمه وانتهت ,, وحاول يغير الموضوع : اتصلتي
على امك ,,
نايفه : من ذي يا راكان ,,
راكان بغضب : نايفه ,,
اسمعي ,, فيه اشياء في الماضي ما تعرفين عنها وانتهت ,, قبل اشوفك حتى ,, وحده
مسكينه اساعدها من فتره لفتره وصار لي كم سنه ما قدمت لها مساعده ,,
نايفه
: واي نوع من المساعدات تبيها لا يكون جسمي ,, التفتت لها راكان بحده :
انتي
وش تحكين شكلك مو في وعيك ,,
نايفه : انا سمعت كل شي ,, لا تقول نايفه
صغيره بمشي عليها ,, لا لا ,, انا مستحيل اقبل تخبي علي شي ,,
راااكان :
شي مالك فايده منه وانتهى ,, وبصريح العباره شي ما يخصك وثاني مره ثمني الكلمه قبل
ترمينها ,, واااضح ,, والا اوضح لك ثاني ,,
طلع من الغرفه بغضب بعد ما
رمى كل شي كان في يده ,, وبطريقته وتعامله ركب نايفه الغلط ,, ما كأنه تكلم مع وحده
من شوي وحاول يتهرب من نايفه وما وضح لها منهي ووش تبي منه .
تنهدت بحزن
ومسكت نفسها عشان ما تنهار ,, اعتبرت ان هذا اول موقف فعلي يهزها من راكان ,, راكان
اكبر منها بأكثر من عشر سنوات ,, يمكن يشوفها صغيره ,,والا بزر في نظره للحين ما
تفهم ,, ما عرف ان اليتم انضجها بهداووه ,, وشربت معه المر والضيق وقل المال ,,تغذت
معه بالوحده والصبر والعزم ,, وكان السند هو الشي الوحيد اللي تطلبه في دنيتها
توقعت
ان راكان راح يكون هو الاب والاخ والزوج ,, بس تصرفه حسسها بأنه وحيده مالها أي احد
,,
مر الوقت بسرعه وجت امها بعد العصر ,, وراكان على طلعته من الظهر ,,
ولا اتصل ولا برر لها أي شي ,,
دخلت امها وهي تسمي : لا اله الا الله ,,
ما شالله تبارك الله يا بنتي ,, عوذتك بالرحمن ,,
حاولت انها تكون
طبيعيه ولا يبان عليها أي شي ,, ضيفت امها في الجلسه العائليه :
ومع
السوالف تكلمت امها : نايفه وش فيك متضايقه ؟؟
نايفه بتوتر : اناا!! ما
فيني شي يمه , يمكن عشان ضايقه اقعد في هالبيت بالحالي ,,طلبتك يمه تعالي اقعد معي
,,
تكلمت امها بحنان : يا بنيتي الرجال يبي اذا دخل بيته يحصل حرمته
توسع صدره ,, وتقرب غداءه ,, موب يدخل الا هو في خشة اميتها ,,
نايفه :
هذولا الحريم كلهن يدخلون مع ازواجهم في بيوت اهلهم ليه ما تقول الحرمه نفس الكلام
,,
وبحنان اكبر تكلمت ام نايفه : يا قلبي ذي سنة الحياه الولد مع اهله
,, وراكان يا قليبي ما خذ له مكان بالحاله الا يبي يوسع صدره وياخذ راحته معك ,,
الا ما قلتي لي وينه فيه ,, بيجي اسلم عليه ,,
تضايقت نايفه وبعد فتره :
طلع لزملاءه ,, برسل مسج اقول له عنك
ام نايفه : ابد ابد ,, اتركيه على
راحته ,, انا بصلي العشاء وبروح لبيتي ,,
حاولت نايفه تخفي على امها
مشاعرها وطول الوقت فكرها عند راكان واللي كان يكلمها منهي ,, ومتى يعرفها ,, وش
كانت تعني له ,,
طلبت من السواق يودي امها ,,, انتظرت في المجلس العائلي
وصوله ,, وطفشت من الانتظار ,,
وقررت ما تتصل عليه عشان ما تبين له
اهتمامها به وهي المفروض اللي يسئل عنها ,,
انشغلت بالتلفزيون وبعد
الساعه احدى عشر دخل بهدوء بالغ للبيت ,, التفت للمجلس وشافها تناظره وهي قاعده في
الكرسي بشموخ واضح ما يناسب احد في العالم الا هي ,
اتجهت خطواته لها
وبصوت هادي : مساء الخير ,,
نايفه : مساء النور ,,
راكان
بثقه: غريبه ما نمتي لحد الحين ؟
نايفه بفضول : وليه حنا ننام قبل
هالوقت ,,
راكان : لا بس شفتك ما اتصلتي قلت اكيد نايمه ,,
بثقه
ردت نايفه : وليش اتصل ,, انت من الظهر طالع ,, ولا جاء في بالك تتصل تشوف وش صار
فيني ,,
راكان : والله اللي سمع كلامك الصبح ماله نفس يجي بالمره ,, بس
عشانك صغيره بعديها لك ,, لكن ورب البيت اذا غلطتي بالكلام ثاني لا تلومين الا نفسك
,,
طالعته نايفه بأحتقار : واحد يكلم وحده ويقول أي شي تبينه بحوله
لحسابك ,, وتبيني احسن الظن فيك واثمن الكلام ,, ممكن تحل لي السالفه ,,
راكان
: نايفه تعوذي من الشيطان , قلت لك شي من الماضي راح انتهى بح افهمي ,,
نايفه
بهدوء : لو هو من الماضي ماكان توترت كذا وخبصت الدنيا فوق تحت ,,
ولو
هو ماضي ما كان جددته وكملت عليه لدرجة الفلوس ,, انا مو غبيه وسمعت كل شي
لا
وغلاتها عندك راح تمشي لها حساب ,, بأي منطق ذا ,, وتبيني اتعامل مع الوضع عادي
..
راكان
حاول ما يطلع عن طوره : شوفي السالفه ما تستاهل ذا كله ,, اطلعي خلينا ننام احسن
لنا ,,
نايفه بضيق : انا مستحيل اتحرك من هنا الا تحط النقط على الحروف
وتقول لي من هاذي وليه تحول لحسابها فلوس ,,
راكان بضيق : قال ثور قال
احلبوه وشفيك انتي ما تفهمين ,,
انقبض قلب نايفه لما شافت الحوار بدى
ينزل تحت والفاظ راكان بدت تتساقط من اعلى ,,
نايفه : اعتقد ان اللي
قدامك فاهمه ولو سمحت كلمني مثل منا قاعده اكلمك ,,
راكان بغضب : فهمتك
عشرين مره بس انتي مو راضيه تفهمين الا تسوين مشكله
نايفه بقهر : انت
اللي مو راضي تعترف عن البنت هاذي وتبي تتكتم عن الموضوع ,, لو انا في مكانك وش كان
سويت ,,
وبقهر ما ملك نفسه ضرب خدها بقوووه كبيره وكلماته تطلع منه بغضب
: انا رجال وانتي حرمه لا تساوين نفسك بي ,, دام راسك يابس كذا ومصره تعرفين فما
قدرتي اللي حشمك ومابغى يضايقك ,, هاذي حبيبتي في يوم من الايام ,, هااا ارتحتي
,,
همست نايفه بعد ما حطت يدها على خدها وضربة راكان ورمته لابعد حد
:الرجال ما يمد يده على زوجته الا اذا كان مو واثق من نفسه ,, بس انت بتصرفك اثبت
لي كل اللي ابيه ,,
وطلعت من المجلس تركض على الدرج بعد ما دخلت لوحده
من الغرف عشان ترتاح ,,
سكرت الباب ودخلت في بكاء موجع ,, بعد ما فكرت
ان الدنيا ابتسمت لها اخيراً لكنها اليوم كشرت لها بقوه غير متوقعه ,,
رمى
شماغه على الكنبه وقعد بتوتر وبهمس : لا حول ولا قوة الا بالله ,,
انعصر
قلبه عليها , حبه لها اكبر من كل شي ومستحيل يتأثر بأي مشكله وواثق انها تبادله نفس
مشاعره , قبض يده بوجع وتنهد لما تذكر الكف ,طلع وراها وفتح الغرفه .. انصدم لما
شافها
فاضيه ,, فتح الغرف وحده وراء الثانيه واخر باب لقاه مقفول ,,
غمض عيونه
وبصوت مبحوح : نايفه , كرر نداه لها بس ما ردت ,
ردد في حزن : ناايفه ,,
لكن بعد فتره رجع للغرفه ودخل في داومة تفكير مزعجه من اللي صار ,,
وصلت
طيارة الخطوط الالمانيه للرياض الساعه اثنى عشر بالليل ,, وقلوب ركابها تتفاوت
مشاعرهم من شوق عارم الى صد مؤلم ,, ترقب من البعض وتوتر من البعض الاخر ,,
ولكن
... تبقى القلوب تنبض بالأمل حتى تصل الى ما تريد في يوم من الايام ,,
تمسك
منصور في يد امه وهم يمشون بالممر , بعد ما سبقهم فواز وعبدالرحمن يخلصون
الجوازت
مشت ريما بجنب ربى ومشاعرهم متوتره خوف من فراق من يحبون ,,
استرجعت
ربى في ذاكرتها كل الكلام اللي بتقوله لخالته اول ما يوصلون المطار ,,
بعد
ما انتظروا على الكراسي طالعت في منصور اللي واقف ومتمسك بالعصا بيديه الثنتين في
النصف ويناظر العالم ,, تسارعت دقات قلبها من شوفته ,, الكل يناظره ,, شكله ملفت
بشعره الطويل وجهه اللي كساه التعب ,, التفت ناحيتها وركز نظره عليها ,, فنزلت
عيونها في حجرها بهدوء مبتعده عن الانجذاب القوي اللي يبي يسيطر عليها من خلاله
,,
شافت انها الفرصه المناسبه الحين عشان تتكلم مع خالتها فبهدوء حكت
ربى
: خالتي الله يعافيك انا بروح مع ريما للبيت ابي اسلم على ابوي وامي ,,
ام
محمد : من حقك يا بنتي ,, ولا يهمك اذا عن منصور بخليه في عيوني ,,
وبحزن
غشى فؤادها ,حست بالضياع مره ثانيه ,, لكن قلبها مجروح ويمكن في البعد تسلى اللي
صار ,,
وصلهم عبدالرحمن ينادي على ريما : ريما يالله السواق وصل برى
اتصل علي ,, مشينا ,,
قامت ربى وريما وتفاجئ منصور بها فجاء بجنبها
وبصوت واطي : وين بتروحين ؟؟
ربى بصوت هادي ما يسمعه الا هو : انا انتظر
منك تنفذ اللي بينا , عن اذنك بروح اسلم على اهلي ,,
ومشت ما انتظرت
تسمعه وش راح يرد عليها بس صوته يردد اسمها مره ربى وبعدها فقدت اتصالها بالعالم
وسمعت نبضاتها اللي بكت معها بصوت واطي ,,
دخلت السياره وريما تراقبها
بفضول وتردد في قلبها ما اشبه اليوم بالبارحه ,, كل هذا الحب وتحاولين انك تخفينه
عن عيوننا ,, صعب يا ربى صعب تخفين شي واقع وملموس ,, الله يعينك ياقلبي ,
نسى
معالم الرياض كان مشتاق يتأمل كل شارع وكل زوايه ,, لكن ربى قضت على كل المشاعر
اللي في قلبه ,, حاول يعزي نفسه , انها فترة هدنه بينهم وبعده بترجع احوالهم مثل ما
يبي ,,
لكن ربى تبي تنهي كل شي وما راح تنازل عن شرطها ,, تذكر البارحه
وشكلها نايمه على الارض ,, حزن على وجودها اللي بيفقده ,, نشاطها , صبرها ,, سكوتها
, عزمها ,,
صفات فيها جذبته لشخصيتها غير عن رقتها وبرائتها وجاذبيتها
,,
بعد ما دخل لغرفته اخر الليل مسك جواله يبي يكلمها ويسمع صوتها ,, حس
بحنين جارف يغزي عروقه بحثاً عنها ,, الفاتنه .. ظل يردد لقبها وخزنه بجواله حتى
يظل امامه على طول ,,
دق عليها وقلبه مع كل رنه يتصاعد الى اعلى درجات
التوتر ,,انقطع الخط بعد طول الرنين
,انقبض من الخوف ,, كل شي في الدنيا
ممكن الا انه يفقدها مستحيل بعد ماعرف قيمتها انه يضيعها ثاني حتى لو برغبتها ,,
راح يثبت لها انه يحبها ويبيها ,, مستحيل تكون مشاعره اللي يحس فيها عاديه ,, النبض
اللي يخفق كل ما طرت عليه يدل انه عاشق لها بس ,لو تعطيه فرصه راح يثبت لها انه
جدير بها من الالف الى الياء ,,
خذ شاور ولبس له بيجاما مريحه ,, وسمع
صوت طق خفيف وبصوت هادي كانت العنود واقفه : ممكن ادخل ؟؟
منصور بحب :
تعالي ,, دخلت العنود وجت لحد عنده كان متمدد في السرير ومسترخي على المخدات برااحه
,, مسكت العنود يده وهي جالسه عند طرف السرير ,,
العنود : اتصلت على
ريما ابي اسئل عن ربى ,,
قعد بهدوء متحفز لكل كلمه تبي تقولها وكملت :
صاير بينكم شي ؟؟
منصور بتوتر : ليه وش صاير ؟
العنود : مدري
بس ريما قالت لي ان ربى طول الطريق كانت تصيح وسلمت على اهلها وعلى طول طلعت
لغرفتها ومسكره على نفسها الباب ,, منصور الله يخليك كافي عاد لا تضيق صدرها بشي
,,
منصور بضيق : ممكن تخليني الحين ,, انا تعبان وودي ارتاح ,,
تمددت
ربى على سريرها وهي مازالت ماسكه جوالها بيدها ,, نفسها ترد عليه تسمع صوته بس
ماعندها أي شي تقوله ,, ما تقدر تناقض نفسها قدامه ,, تقول له ما تبيه وهي بتحترق
تبي كلمه منه تهديها ,,
شافت اتصاله الثاني والثالث والرابع ,, لكن ما
قدرت تجاوب على أي شي منها ,,
وصلها مسج ( لو سمحتي ردي ابي اسئلك عن
الدواء )) رمشت بقوه وتذكرت الدواء اللي عطاها منصور في مطار المانيا ,, خبته في
شنطتها عشان ما يضيع ,, قامت بسرعه وفتحت شنطتها
وحطت يدها على فمها في
حركه عفويه ,, تنهدت وخذت نفس عميق ودقت عليه وبهدوء تكلمت : الو
لما
شاف منصور رقمها بعد ما ارسل لها المسج ابتسم بحب وشاف انه اخر طريقه الحيله ,,
تذكر انه عطاها المسكن وشاف انه ممكن انها ترد عليه في حالة الضروره ,
رد
بسرعه وبصوت مبحوح : دنيتي
توترت ربى بطريقه قلبت كل اوراقها من كلمه
حلوه بس ظلت ساكته ما تعرف شلون ترد عليه وكمل بهمس : قلبي ,
كحت بعفويه
وكملت : برسل عبدالرحمن بالدواء نسيت اعطيك اياه ,,
منصور : قلبي
ظل
منصور يلعب على وتر عواطفها بالكلام الحلوو يستجديها ترد عليه وكانت صامده بشكل ما
توقعه ,
ربى بتوتر : نعم
منصور :ما اقدر انام , تنهد وسمع
صوت انفاسها المتوتره .
تماسكت ربى وبهدوء : تصبح على خير ,
لكن
منصور تكلم في ثقه : اذا لي قدر عندك طلبتك لا تسكرين , تلعثمت ربى بتوتر وقدرت
تصارع تهدج صوتها وهمست بثقه : لازم اسكر عن اذنك ,, وسكرت الخط بسرعه خايفه من
نفسها ومن مشاعرها ,, تبي تقوله مشاعرها الحقيقيه ,, لكن كرامتها كانت اقوى من أي
شي ,,
مسك الجوال وناظره بهدوء وضحك بخبث قدر يسيطر عليها جزئياً وهذا
اول المشوار ,, رمى الجوال بجنبه وارخى راسه على المخده وبهمس : ياحبي لك
ياربى,,
ما شافها من الصباح وظل طول اليوم في البيت لما جت
الساعه عشر اتصل على الغرفه وردت عليه دلال بحنان : هلا سلطان وشلونك ,,
سلطان
: الله يسلمك يا ام الجوهره بشريني عن عبير ؟؟ التفتت دلال برقه لعبير المسترخيه
بهدوء وتناظر امها وكملت : عبير ما شالله ماعليها ما ناقصها الا شوفتك ..
قامت
عبير من السرير ترفع جسمها وتأشر على امها بيدها بلاااا ,, بس دلال كانت تسمع سلطان
اللي كان يتكلم : طيب ابي ازورها اجل اذا ماعليك خلاف ,
دلال : ززززين
اجل انا بروح لمساعد اشوفه ,, سكرت دلال والتفتت لعبير : الحين هذا جزاءه اللي من
البارح معك وسهران عندك ومكلم يتطمن عليك ,, عبير عاد لا تمصخينها
ترى
الرجال بيموت يبي رضاك ,,
عبير بزهق : واضح يبي رضاي ,, بس انا قلت لك
ماابيه ,, انتي كيف تقولين عبير تبي تشوفك الحين بيصدق عمره ,,
دلال :
اقول عبوره ,, انا لازم اروح الحين ,, اذا بغيتي شي اتصلي علي بكون عندك بكره
الصباح ياقلبي ,,
طلعت دلال وتركتها في فوضى مشاعرها المتقلبه ,, هي
عارفه انها تعشقه حتى النخاع ,, بس مستحيل انها تبين له أي شي بعد ما تركها ذيك
الليله بالمزرعه كأنها جاريه خذ منها اللي يبي وراح ,, كان ممكن تعطيه رووحها لو
يبي لكن بعد ماعرفت ان ابوها عرضها عليه وقبل عشان ابوها بس تراجعت بمشاعرها خطوات
كثيره ,, جفته بسبب سلبيته ,, سكوته ,, غموضه ,, مو هاين عليه يعترف لها بمشاعره ,,
تأثرت كل ما تذكرت الليله اللي ربطت ارواحهم بهدوء ,, وتعبرت لما شافت بطنها ومسحت
عليه بهدوء بعد ما حست بفقدانها لأخر رابط يجمعهم ,,
برغم المرض كان
ودها تتأكد من شكلها ,, سحبت الدرج اللي بجنبها وخذت مرايتها الصغيره ,,
ضبطت
شكل شعرها المتموج ,, لأول مره حبت انها تغيره من الذهبي وترجعه للونه الاصلي ,,
توترت
وكان ارتباكها واضح حاولت تستعيد توازنها وصارت تمرن صوتها اكثر من مره عشان ما
يبين عليها الخوف ,,
سمعت صوت طق خفيف على الباب وما تكلمت ,, وبهدوء
فتح الباب وناظرها برقه ارهقت مشاعرها المتضاربه ,
دخل وبصوت كله ود :
مساء الخير
ردت عبير بأقتضاب : مساء النور ,,
مشى بخطوات
واثقه ووقف بجنب السرير وراقبها بفضول المحب .. نظراته ضايقت عبير فتكلمت : ما احب
احد يطالعني كذا ,,
ابتسم ابتسامه خفيفه بدون ما يوجه نظراته لها وبهمس
: حتى وانتي زعلانه حلووه
بضيق ردت : بااايخه
ضحك سلطان
بروواق : ليش انا قايل لك نكته وكمل ضحكته وصوتها اللي ضجت به خلايا عبير في شوق
غزى عروقها بصمت ,,
عبير :ما اعتقد انه في داعي تزورني ,,
سلطان
: بتحرميني اتطمن عليك
عبير : خلاص انا طالعه بكره واموري كويسه ,, ما
يحتاج تعب حالك ,,
تضايق سلطان لما عرف انها بتطلع بكره ,, لأنه صار
يشوفها اكثر من يوم كانت في المزرعه
, توتر ان عبير ترجع لموالها السابق
وترفض تشوفه وتصر على الطلاق ,,
شاف ان تسقيطها فرصه انهم يرجعون لبعض
ويحاولون يحلون سوء الفهم اللي بينهم
سلطان : باخذك لبيتك عشان ترتاحين
,
طالعته في غضب وهمست : انا مستحيل اعيش مع واحد اناني مثلك ,, انت ما
تشوف نفسك
كأن محد في الدنيا غيرك ,
سلطان بهدوء : انا مقدر
انك مرهقه واعصابك تعبانه بعد العمليه ,, بس كلها يومين وتصيرين احسن ,,
عبير
بقهر : مابي احسانك ولا عطفك ,, وفرها للي يستاهلها ,,
ناظرها سلطان
وشاف حدة الحوار ترتفع وبغى يمتص غضبها فغير الموضوع بعد ما خذ نفس :ولا يهمك ,
خذ
كرسي وسحبه لحد ما قرب من طرف السرير وقعد فيه بهدوء ,,
صدت عبير للجهه
الثانيه ما تبي تشوفه واعصابها متوتره من نقاشهم وانفاسها تتصاعد في ضيق
من
جلوسه جنبها ,, حاولت تغمض عيونها وتستعيد انفاسها عشان تكون في وضع ترد عليه بدون
ما تكون محتده ,,
استمر الهدوء لأكثر من ربع ساعه وسلطان يرفع عينه فيها
كل لحظه ,, وهي للحين صاده عنه بطريقه ازعجته حييل ,,
تكلم سلطان بثقه :
اذا كان وجودي يزعجك بطلع ,
غمضت عبير عيونها بألم وحاولت تأخذ نفس ..
جسمها يرتجف الم من حديثهم وقساوتهم على بعض ,,
مسك يدها في يده وحضن
كفها بيديه الثنتين ورفعها لفمه وقبلها يدها بحب ,, رجعها بجنبها ,,وهمس : يمكن ما
اعرف اعبر عن مشاعري , بس اعرف شي واحد ,
عبير انتي تعنين لي شي كبير
,,
ناظرها في هدوء يحاول يسمع أي كلمه ترد بها على جملته اليتيمه ولما
شاف صدودها وماحاولت تلتفت له وترد عليه ,, قام بهدوء وبصوت مبحوح : اخليك ترتاحين
,,
طلع من الغرفه بعد ما احكم قبضته بسهوله على قلبها اللي تقطع عشرات
القطع من لحظات ,,
مسكت الملحف بيدها وبعد ما سمعت صوت الباب ,, اطلقت
شهقه مكتومه ,, وانحدرت دموعها في انين يقطع اشلاء قلبها الرقيق ,,
طالعت
في المرايه اكثر من مره ,, تحرك جفونها كذا مره بيدها ,, تورمت بشكل مؤذي ومحزن
لدرجه كبيره من كثر الصياح ,, ما قدرت تنسى ولا كلمه من اللي قالها راكان البارحه
,, اذاها بطريقة اسلوبه في الكلام ,, فكر انها بنت عاديه ومن عايله متواضعه ومالها
أي احد فما شاف أي بأس انه يؤلمها بالضرب او بالألفاظ اللي ما قد استخدمتها في
حياتها مع أي احد وتقليل شأنهم ,,
تربت على الرقي وتهذيب الاخلاق على
مستوى لا يصله ابناء الاغنياء المترفين ,, حرصت امها منذ نعومة اظافرها على تغذيتها
بكل قيمه عاليه حتى تشربت رووحها بكل ما يؤهلها ان تكون فتاه من الطراز الاول ,,
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك