رواية في أحضان الجنوب -23
مَكآن قد يُهيأ للرآئي مِن أول وَهله أنهُ مَنزل لآتسكنُه الآ الأشبآحفـ لآ بأس حيآة أصحآب القُلوب السًودآء قد تكون أبسط ممآ نتخيل
بعد وفآة الأم قبل عآم
وبَعد تَخلي أم فيصل عن أحتِوآئِهآ
آوَتهآ عَجوز المآعِزِ تِلك
فبآتت بِمثآبة الرآعيه تهتم بالمآعِز لتَقوى على العيش
عآمين ولم تَكن كفيله لأن تدفن ذآك الحقد أو تَدمله
مُؤآمره خبيثه مِن نفوسٍ سودآء ضَعيفه
هُوَ يَسرق الطٍفله وهِيَ تتكفل بمآ تَبقى
ومآخُفي كآن أعظم
أوقفَ السيآره المُهتريه أمآم تِلكَ الأسلآك الشآئِكه
وأطفأ الأنوآر بعد صُرآخ فجر اللذي دآم قرآبة السآعه والنصف
ثمً مآ لَبثت حتى أن هدأت وأستكآنت فنآمت
,,,,,,
هَمست وهِيَ تتوخى الحذر وتنظر يمنةً ويَسره [ عسى مآ أحد عرفك بس ]
أبتسم صآح المَقيت بِمَكر [ أفآ عليك ]
أخرج فَجِر من السيآره وهي تَغُط في نوم عميق [ بكت لين فجًرت طبلة أذني ]
قهقهت تلك اللعينه [ ان مآ فَجرت فيهآ مآ أكون سلوى بس روح خلآص ولآعآد تسأل عنهآ ]
قهقه ذآك اللعين بأنتصآر [ الزم مآعلي اني حرقت قلبهآ والبآقي مآيهمني سوي اللي تبينه أنتي ]
حمَلت فَجِر ودَخَلت بِهآ دآخل مَنزِل الأشبآحِ ذآك
,,,,,,,,,,,
ضربآت قلبه لآ تكف عن أيذآئِه
أستغرقت الأم ثلآث سآعآت في غرفة العمليآت
لآيزآل يَقِف أمآم البآب الأخضر يدعي الله مِن الصميم
وكيف لأمرٍ كهذآ أن يَحدُث ؟؟ القريه أمآن بل وأكثر
حتى العُمآل لآ يتجرأون بِفعل تِلك الفَعله الشنيعه
أمسك رأسه بِكلتآ يديه صَرخَ في أعمآقُه بألم من فَعلهآ ؟؟؟؟؟؟
أحسآس الذنب مُهلك ولو عَلِم بِمآ س يحدث لمآ تَخلى عن المَنزِل
وَلو عَلِم بمآ س يُخبأه القدر لمآ توآنآ ثآنيه وآحده عن الرجوع ؟؟
ولكن الله يَفعل مآيُريد
أغمض عينيه بحُرقه وشُكريه تُكرر على مَسآمِعه الأحدآث للمره العآشِرَه
تَزَوًجَهآ ليَحْمِهآ ولم يَفْعل !!
وضع أبو سآره يديه على أكتآف فيصل أمرٌ مآ بِمثآبة المُوآسآه
الأعين قد تَحكي الكَثير والكثير تمتم أبو سآره بَعدهآ
[ الله كبير يآفيصل تطمن على امك وروح شوف حرمتك وبنتهآ ]
وبأي الأعين سيوآجِههآ والذنب ينهش قَلبَه
خُروج الدٍكتور المَسئول عن العَمليه قَطع تَفكيره فهمً بالوقوف على عجل [ هآ يآدكتور بَشٍر؟ ]
زفَرَ الدكتور بتَعب
[ طَعنتين في البطن وحده عميقه بس تدآركنآ الأمر بفضل الله رآح تبقى في العِنآيه
يومين لحد مآتسقر الحآله وان شآء الله تكون بِخير ]
أبتسم فيصل نِصف أبتسآمَه وكأن اللون الأصفر اللذي كسى مَلآمِحه قد تبدد شيء مِنه
فَهَمَس بِـ [ الحَمد لله ]
نآبِعه مِن الأعمآق ومَضى يبحث عَن آثآرِهآ
يُعيد لَهآ أبنَتَهآ ويُفرح قَلبَهآ
,,,,,,,,,,,,,,,,,
قرآبة السآدِسه صبآحاً وفي أكثر الأوقآت بُروده الضبآب قد كسى قمم الجِبآل
حتى أنً أصطدآم النفسَ الحآر بالهَوآء البآرِد قَد يُخرج أمر مآ بِمثآبة الدُخآن مِن الفم
تَقِف على عتَبة البآب حآلٌ يُرثى لَه وتدمِع العيون مِن أجله
سآعآت مِن العذآب قَضتهآ تَجري بين الطُرقآت وبين المَزآرِع
حتى خَرَجت على [ الشآرِع العآم ]
ومآ مِن أثر لآ للرجل المَلعون ولآ لأبنَتهآ
أسنَدت جَسَدَهآ على الجِدآر يمين البآب الحديدي
وأنسآبت دُموعَهآ كَمآ الشًلآل رَفعت يديهآ وغَطت على فَمِهآ
مَع أتسآع حجم عينيهآ لأيستيعآب عمق الكآرِثه اللتي قد حلت عليْهآ
أحمد وردآت الفِعِل ,,
قَلبَهآ اللذي انشَطر ,,
وكرههآ لروحٍ سكنت جسدَهآ فلم تكُن أم بِمآ تَعنيه الكَلمه
لم تَحمي فَلَذة كَبِدِهآ وكَيف لَهآ بأن تتنفسَ الصًعَدآء بارتِيآح دون أن تكون بِرفقتِهآ وتحت جَنآحيهآ
وهل مِن حيآةٍ ترتجي بعد أختِفآء فَجرِهآ
شَعرت وكأنمآ القوه تُسلب مِن جَسَدِهآ بالتدريج
تجمًدت الأطرآف وأطبقت جِفنيهآ مُستسلمه لمآ أنتآبَهآ
وكأن القدر يفرد كِلتآ ذِرآعيه ويَمنعهآ مِن الفَرح
قُدرة القآدِر أكبر وأعظم ستنجلي تِلكَ الغيوم يوماً مآ
مآهُوَ الآ أختِبآر وأبتلآء ..!!
وللحديث بقيه
كونوآ بالقرب
[28]
المَصآئِب المُوجِعه قد تتوآلى على المرأ حتى آخر رَمَق
هُو أختبآر العزيز الجبآر لِقلوبِ العِبآد
قد يفرغ صَبَر أحدِهم فَيجزع
وقد يفرغ صَبرُ آخر فَيحتسِب
هِيَ أقدآر مُقدره من سآلِف الأزمآن
ولآيمكن لكآئِنٍ من كآن تغيرهآ
,,
هَمَس بِوَجَع بَعد أن شآهَدَهآ تَخرج مِن غُرفة حنآن [ هآ بَشري ؟ ]
أقتربَت مِنه وهِي ترد لَهُ بِذآت الهَمْس
[ أبشرك نآمت !! ]
زفرت أم فيصل آهِ نآبِعه مِن أعمآقهآ
نآبِعه مِن أوجآع تَتغرغر دآخِلَهآ وتَستقِر الحَنآيآ تحدثت بِحُرقه
[ فقد الظنآ غييير ذقت ظيمه وشربت
المُر مِنه الله يِصبٍر قلبَهآ ويقر عينهآ برجعة بنتهآ ]
هَمَست سآره بيأس موجهه الحديث لفيصل
[ وين رحت اليوم ووش سآر معك ؟]
أجآب على سُؤآلَهآ وَهو يحتضن رأسِه بين يديه الحزن انهكه وأثقل كآهِله
[ رحت قسم الشرطه ومآلقيت أي جديد
ثم قعدت أدور من العصر لين ذآ الوقت ]
صفق كلتا يديه في بعض واصدر تنهيده عميقه ثم همس بحسره
[ قَربنآ نكمل الشهر وأحنآ على هالحآل لو أعرف بس مِين اللي له مصلحه ويسوي هالسوآة ؟]
مَسًدت سَآرَه على كتفِه بِحنآن بآلغ وهِيَ تَهمس
[ ربك كبير قآدر انه يطفي نَآرَهآ ويريح قلبك]
تمتم بـ [ آمين يآآآرب ]
أكمل بِشكل روتيني وكُل ذرة في جَسَدِه تَصرخ من التعب والأرهآق
[يمه قومي أرتآحي !!]
هَمَست العَجوز المَغبونه
[ أي رآحه ارتجي
وأنآ مِن طلعت من المستشفى لليوم مآشفت بنت النآس بِوعيهآ ]
لحظة صَمت عمت الأرجآء
كُلن مِنهم أبحرَ في بَحره
وكُلن غنى على أوتآر وَجعِه
سآره وشغفهآ فَ حُبًهآ المجنون لفيصل
وأحسآسهآ بالذنب المُفرط لأنه كآن يرعآهآ ليلة الحآدِثَه
ام فيصل وذكرآهآ المريره في فقد أبنآئهآ
قد طَرقت أبوآبَهآ وتَربَعت وَسَط دآرهآ
فيصل تأنيب الضمير اللذي نَهش قلبه
واحسآس المَسؤوليه اللذي أثقل حِمله
..
أنتفضوآ لصوتِ صُرآخَهآ
فَ همً فيصل بالوقوف والأسرآع اليهآ
حآلٌ لآيتخير عن أي حآل لَهآ مُنذو شَهر
تغفي لدقآئِق فتسوتطن غفوتَهآ الكَوآبيس
لتصرخ حُرقةَ قلبِهآ وتنآدي أبنتَهآ المَفقوده
,,
تَنفست العَجوز المَكلومه بِضيق
وأنسآبت دمُوعهآ على خُدود جَعَدهآ الزًمن
وكأن مأسآتَهآ تُعآد بِشكل أقسى
وكأنهآ ترى نفسهآ قبل أعوآم وأعوآم
وكأن كوآبيسهآ اللتي أستولت على منآمآتِهآ لِ سنين طِوآل
تَعود الآن لتُؤرقهآ في أكثر مَن تُحب
هَمَست سآره وهِيَ تَرى دموع العَجوز
[ أهدي يآعمه مُو زين عَشآن صِحتك]
تمتمت بِحُرقه
[ يآعيني على ولدي لآ ليله ليل ولآنهآره نهآر
ويآحسرتي على هالبنت شوي وتستخف ]
رَفعت أكفًهآ عآليآ
تطلب القدير المُتَعآلي أن يجلي العُتمه ويظهر الشمس
أن يعيد المَفقود ويطفئ النيرآن
أسندَتهآ سآره حتى أوصلتهآ الى غُرفَتَهآ
وهي تُتمتم بِ [ اللهم آمين ]
[اللهم أفرج هَمنآ وهَون علينآ مُصيبَتَنآ ]
,,,,,
لآ تَزآل تنهُدآتَهآ في عُلو ولآ تزآلت نبضآت قَلبِهآ في سبآق الألف ميل أو يزيد
شدد مِن قبضته على كتفيها في حين تَمردهآ وصُرآخهآ
ثبتهآ للمره العآشره على التوآلي مُحآوِلاً الحد مِن هَيجآنِهآ
قَرأ المُعوذتين بصوتٍ عآلي
حتى هدأت بعض الشيئ بين أحضآنه
الآ ان آهآتَهآ النآبِعه
مِن صميم وجدآنهآ بِمثآبة الخنآجر اللتي تطعنه في كُل ثآنيه
بين كُل نبضه وأخرى من نبضآت قلبه
تَزوًجهآ لِ يَحميهآ مِن غدر الحيآة
فمآلبثت تِلك الحيآة الآ وأن غدرت بهم معاً
يأبى القدر أن يفتَح ابوآب السًعآدَه لهآ
وتَأبى الأبتسآمه ان تُزين تِلكَ الشفآه
ولكن
رَحمة المولى أوسع وأشمل تمتم بِهآ في أعمآقه
رَحمة المولى أوسع وأشمل
أكمل مآبَدأ فَقرأ الأخلآص وآية الكُرسي
رقآهآ ودعى في قَلبه لهآ بالصبر
لآ تزآل مُغمضه عينيهآ
ومُحكمه قبضة يديهآ الصغيرتين على كَتف فيصل
الآ أن أنفآسَهآ ذآت معآلم كآفيه أنهآ
أبعد مآ تكون في هذه اللحضه عن النوم
تنآول كأس المآء المآثل أمآمه وأبعدهآ عنه قليلا
لآتزآل مُغمضه عينيهآ
بِقوه وكأنهآ أن فتحتهآ رأت مآ سَ يُرعبهآ
هَمس لهآ وهو يَمسَح على شَعرهآ الأسود
[ حنآن يآقلبي أشربي مويه ]
العطش أنهكهآ واللهث خلف السرآب في الكآبوس
أتعبهآ وأستنزف طآقَتَهآ
فَتحت فَمهآ في حين أن أقرب الكأس مِنه
أخذت مآيسد رَمَقَهآ وابتعدت
لن تروى الآ ان رأت فَجرهآ
ولن تهنأ الآ ان عآدت فَلذت كبدهآ وروح جَسَدَهآ
بذآت الصوت المَبحوح اللذي أرقه من شَهر هَمَست بِ أختنآق
[ جيب لي بنتي يآفيصل ]
ذآت الطلب اللذي يتكرر في كُل ليله
وذآت النظره اللتي تحرك كُل ذره دآخِله
وذآت الخنآجر اللتي تستقر الحنآيآ
ابتَلَع ريقه لأكثر مِن مَره
[ صلي ع النبي يآحنآن هذآ أبتلآء مِن الله لآزم تصبرين
انمآ الصبر عند الصدمه الأولى ]
صرخت بصوت عآلي ودموعهآ أشبه بسيلِ جآرف
[ أنمآ الصبر عند الصدمه الأولى
قآلتهآ خلود وتقولهآ انت
بس انآ معآد بي صبر فآظ بِي همي ذي المَره ]
واجهشت في بُكآء مرير دآم دقآئق ثُم
رَفعت عينيهآ المُتورمه وثبتت نَظرهآ على عينيه فَ
هَمَست بِحُرقه مُشدده على حُروفَهآ
[ أنآ أموت يآفيصل صدقيني قآعده اموت ]
كُل أنفِعآلآتهآ تهديه الوَجَع
صُرَخهآ فَ هدوئَهآ مِن ثَمً نحيبهآ
وسكونهآ فَ غضبَهآ وتَوسُلَهآ
رآقَبَهآ بِهدوء مُحآولاً تجميع الأحرف وصيآغة مآيُفيد
دون الكَذب أو زَرع امل وَهمي
تمتم بِ [ لك طولة العمر يآ الغآليه ]
[ انآ مو معتمد ع الشرطه
كل يوم أطلع أدورهآ مآ خليت مكآن
وبعد بدور
ربك كبير يآحنآن أصبري وأحتسبي ]
أستَغفرت رَبَهآ بِحُرقه وأخذت
تَحكي له عن سرآب فجر وكيف كآن يختفي كلمآ أقتربت مِنهآ
أقصوصتَهآ اليوميه
اللتي تَحكيهآ لفيصل بعد مُتنصف كُل ليله
حَلقآت مُسلسل كآبوسهآ لآزآلت مُستَمِره
المَشآهد تتكرر ذآتَهآ مع أختِلآف الأمكِنه
أحتضنهآ وَسَط نَحيبَهآ وأنصت لَهآ
عَل حديثَهآ عمآ يُؤرقَهآ يُهَدٍأ مِن رَوعِهآ
أكمَلت سلسلة أحدآثَهآ وَتعلقت
بِرقبته كمآ الطفله حتى نآمت قبيل الفجر
دون عودة فَجرهآ الضآئِع
,,,,,
.
تَقِف عَلى شُرفه مِن زُجآج تَحدق في الآ مكآن
خوآء فرآغ كبير يستَوطِن ذآتَهآ
أحكمت قبضة يديهآ على الكوب الفآخر
وأرتَشفت مِنه شيئ مِن القَهوه العربيه اللتي تَعشَقهآ
كُل الأمور تَحدُث مُنآقِضه لدينَهآ عآدآتَهآ ومِن ثَمً مَبآدِئَهآ
قصر مآيكِل أبهَرهُم فأنغَمسو في وَحلِ مَلذآته
,
أنتفَضت بِذُعر وهِيَ تشعُر بيدين فَهَد
على كَتفيهآ نطقت بعدهآ بِ
[ بسم الله فَجعتَني ]
ابتَسم هُوَ بملل [ بشرى وش فيك من جينآ وانتي مو طبيعيه ؟ ]
أحتقَنت العينين بالدموع وخَفَقَ القلب لمرآتٍ عِده أي الجُمَل عَليهآ ان تنتَقي حتى تُوصِل لبُرودة
قَلبه حُرقة نآرِهآ
لآ مَجآل للتفكير ف عدم مُبآلته قد تُفتِكُ بِهآ
صرَخت بلآ وَعي
[ من يوم مآجينآ ومآيكل مو مقصركل ليله سهر ورقص للفَجر شرب وقرف وسُكر
كل ذآ والوضع طبيعي وانآ اللي مو طبيعيه ؟؟]
أبتَسم فَهد بأستِهتآر وآثآر الشُرب لآتَزآل عآلقه بِرأسه من ليلة الأمس
,,
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك