رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -184
ريف ابتسمت بشغف لتُردف بعد ثواني قليلة من إغماضها لعينيْها : أنا و أنتِ و باباوالدتها : بابا راح للسما عند الله
ريف : إيه لأن السما أحلى من الأرض و بابا لأنه قلبه حلو لازم يروح للسما . . كِذا يقول فيصل
والدتها بإبتسامة : صح
ريف : بعدين صار فيصل بابا . . ولمَا أنتِ ماما تروحين للسما أنا بصير ماما
والدتها اختنقت من ذكرى هذا الزوج، ضاقت محاجرها لتغرق بالدمع، أكملت ريف بما تحفظه من كلمات فيصل : بعدين يصير لنا بيت كبيييير كبيير في . . أيش إسمها ماما؟ اللي هناك عند الله؟
والدتها بصوتٍ متحشرج : الجنة
ريف : إيوا هناك إحنا عندنا بيت فيه أنا لمَا أكبر و أنتِ ماما و بابا و فيصل . . بنجيب هيفا؟ عادي؟
والدتها لم تستطع الرد، نزلت دموعها بلا توقف، ريف : بروح لهيفا بقولها شي وأرجع على طول
والدتها بلعت غصَتها : لا ماما بكرا تقولين لها . . يالله نامي عشان تصحين بدري وتفطرين وياهم
ريف بعد صمت لدقائق : ماما
والدتها : هلا
ريف : متى نروح للسما؟
والدتها : ما أعرف يا ماما! بس إن شاء الله بنروح للجنة
ريف : بابا بروحه؟ ما يخاف؟
والدتها أرهقتها هذه الأسئلة التي لا تعرفُ لها جواب : إحنا معاه . . وش قالك فيصل؟
ريف : قال لمَا أشوف عيونك ماما أشوف بابا لأن انتو الكبار . . ناسية وشو قال
والدتها تضمَها أكثر لتُردف بصوتٍ تنام به السكينة : قال لمَا نشتاق للناس اللي راحوا للسما نروح نشوف عيون اللي يحبَونهم . . لأن اللي يحبونهم يحفظونهم بعيونهم . . وأنتِ يا ريف تحفظين بابا في قلبك وعيونك صح؟
ريف رفعت رأسها : أنتِ تشوفيني لمَا تبين تشوفين بابا ؟
والدتها : لمَا أبي أشوف بابا أصلي
يُتبع
يسيرُ على الرصيف بجانبِ رتيل، تبقَى شارِعان لتجاوزه والوصُول للعمارة المنزويـة في نهايـة الطريق، وقفا حتى تُضيء إشارة العبُور وأحاديثهم البسيطة في كل ثانيـة ترنُ في صدر الآخر.
نظرت إليْه بضيق الحياة في عينيْها لتُردف : أكره هالشعور! شعور الإحباط واليأس، شعور إني ماني قادرة أسوي أيَ شي يا عبدالعزيز
عبدالعزيز : لو كنتِ تبين تسوين شي قدرتي بدون لا تسألين عن أحد! أعرفك يا رتيل! أعرف حجم تهوَرك وجنُونك
إلتفتت إليه بكامل جسدِها لتبتسم بسخافة الحياة التي تصفعها : تغيَرنا ما عدنا على خُبرك!! لو أقدر كان ما طلعت معك الحين! لو أقدَر كان سويت أشياء كثيرة! بس صرت أخافك
عبدالعزيز : وش اللي تغيَر؟
رتيل بحزن هذا الكون الذي يخرجُ من شفاهِها كنصلٍ مُدمي : إني ماراح أسامحك!
عبدالعزيز نظر إليْها بنظرة غريبة، نظرة تحمل من اليأس ما لاتتحملهُ روحٍ واحدة، اقترب منها حتى تلامس حذاءهُ مع حذاءها، أضاءت إشارة العبور حتى سارت وتركته، تنهَد ليسير خلفها ناحيـة الرصيف الآخر، شدَت على شفتِها السفليَة حتى تكبت دمعًا يُجاهد للصعود نحو محاجرها، وقف بجانبها لآخرِ إشارة عبُور.
عبدالعزيز بصراحتِه المؤذيـة لقلبٍ أمتلئ بندباتٍ مالحة سبُبها صوتُه : ما حاولت أأذيك بأيَ شيء! في الوقت اللي كنت أدوَر فيه عن حياة لي كنتِ قدامي يا رتيل! سمَيه قدَر سمَيه أيَ شي! بس ما حاولت أأذيك! غلطت كثير لكن ما كانت نيتي أبد إني أأذيك لشخصك! ولا كان لي نيَة بأني أدخل قلبك! . .
عقد حاجبيْه وهو ينظرُ لكل شيءٍ عداها، أكمل : كانت نيتي الحياة! . . . إلتفت عليها وهو يُدخل يديْه بجيُوبـِه : تبين تعرفين شعوري؟ مثل الشخص المريض اللي عارف وش نهايته لكن يآكل حبوبه بإنتظام! هو يأس بس مجبور يآكل! وأنا يأست بس مجبور أعيش! ما يأست من رحمة الله! يأست من خلقه، يأست من هالطريقة اللي عايش فيها! يأست من نفسي اللي مو قادرة توقف وتتجاهل! . . . . . وتقولين ماراح أسامحك! وكأني متعمَد أأذيك وأغلط وكأن همَي في الحياة إني أقهرك! وكأن نفسي بإختياري!! . .
نزلت دمعتها الناعمة وهي تُشتت نظراتها بعيدًا عنه، أضاءت إشارة العبور لتسير بجانبه على الرصيف الأخير الذي ينتهي بشقته، في جهةٍ أخرى كان الإحباط يتسلُل لقلبها شيئًا فشيئًا حتى أندفع إلى صوتها بهيئة جُملة : خلنا ننزل شكله ماهو موجود!!
في كل خطوةٍ تخطوها للأسفل كانت هُناك خطواتٌ بالخارج متجهـة إلى العمارة، رفع أصابعه ناحية ياقة قميصه ليفتح أولُ أزاريره وهو يشعرُ بأن العالم بأكمله يحشرُ نفسه بحنجرته ويخنقه، وقف قليلاً من اللاإتزان الذي يواجهه، شعر بالغثيان يغزو معدتِه ويُضبب رؤيتـه، إلتفتت عليه بخوف : عبدالعزيز!!!
عبدالعزيز لثوانِي معدودة رفع رأسه ليُغمض عينيْه بشدَة حتى يُعيد توازنـه.
يالله! أفقدُ شهيتي بالحياة تمامًا، أفقدُ قدرتي على الإتزان بها، أشعرُ بنارٍ تلهبُ صدرِي، لا أُريد أن أموت على يقضة هذا العالم، أُوَد أن أموت بسلامٍ على سريرِي دُون أن أرى أحدًا، لا أُريد أيَ أحدٍ من حولي، فقدتُ من أُريد ومازلتُ أفقد! مازال وجعي من ناصِر يتكاثرُ في داخلي، مازال بُكاء غادة يصرخُ بأذني، لِمَ! أحتاج جواب يشفي لهيبُ السؤال في عينِي! " يالله لو كِنت هِنا يا يبـه " لو كُنت تراني! لو كنت معي! لو كنت تشدَ على معصمِي وتأخذني حيثُ الصواب، لو أنني أبكِي على صدرِك لشفيْتُ والله! لو أنني أجلسُ عند ركبتيْك لداويت حُزني بكفيَك، لو أنني أُبصرك لمرةٍ واحِدة أشرحُ لك بها كيف أنَك تعيشُ بداخلِي وتُرهق عيني التي لا تراك!
فتح عينيْـه ليسير بخُطى بطيئة تجرَ أثقالاً من الحُزن، على بُعدِ خطوات وضعت قدمها على الطابق الأول وباب الخروج أمامها يتضحُ تمامًا، وقفت قليلا لتتنهَد بضيق من أنها ستخرجُ دُون أن تراه، شعرت بإنقباضات قلبها الضيَق من فكرة غيابِه المستمر عنها، في كل ثانيَة تمرُ تشطرُ قلبها المنفعل بحنينه، من خلفها وليد : يالله . .
غادة نزلت لنصف الدرج حتى تجمدَت عيناها دُون أن ترمش، رفع رأسه لتصطدم النيرَان في جوفِه، ثبت في مكانِه ليقمع اللاإتزان الذي يواجهه، سقطت ذراعه التي كانت تُلامس رأسه لتُلامس جانبِه الأيمن من جسدِه، كان كل شيء في جسدِه يرتجف، ارتجفت يديْه وهي تختبئ بمعطفِه الأسود.
كل قوايَ تضعفُ أمامها، أمام العينيْن التي تُشبهني، أهذه غادة أم أنني أتوَهم؟ لا طاقـة ليْ للتخيلات، لم أتخلص من وعثاء الواقع حتى أواجه حياةً إفتراضية أخرى، يالله ساعدني! ساعد رجلاً تخلَت صلابتُه عنه في مواجهة نفسِه، ساعِد رجلاً عبث بالحياة حتى عبثت به و شتتَه، يالله ساعدني! أخافُ من حُزني، أخافُ من إندفاع الموت في جسدِي، أخافُ من البكاء الجافَ الذي يذبلُ في صوتي، أرجُوك يالله إن هذه الحياة تختنقُ بصدرِي، خذني إليْها، ساعِد أقدامي حتى تذهب إليْها، يالله أرجُوك أمسح على حُزني بلطفك وأرحمني في هذه اللحظة، أرجُوك يالله خُذني إليْها.
في الجهة التي تُقابله، أندفع البكاء حتى سكنَت ضوضاء الدُنيا من حولهما وبقيَ الدمعُ يُؤدي مهمة النزول على خدَها الناعم بهدوءٍ.
" عزيز! " تأتِ بصورة تضجَ الحياة لجسدي، تأتِ بهيئة أبِي وأمي وعائلتي كُلها، تأتِ كـ نورٍ يُهذب عتمة قلبي، يجرحنُي الحنين في غيابك كثيرًا، يعبثُ بقلبي ويحرقُني، افترقنـا وفارقتني الحياة تمامًا منذُ ان غاب عن سمعي ذكرِك وذكر من كانوا يحملُون دمَنا و رائحتنا، أنتْ يا " جنَة صدري ". غابت ذاكرتي طويلاً لكنني لا انسى طعمُ الحُب الذي يغرق بفمي بمُجرد ما تُناديني، لا أنسى أبسطُ التفاصيل التي نشتركُ بها وأهمُها " سلطان " الذي ينتهي بأسماءنا وينتهي بكلماتنا، نحنُ الذي عشنا في كنفِ إبتسامته، أشتاقك! خُذني إليْك كما أخذتني الحياة مِنك، يموت صوتي يا عبدالعزيز ولا يُساعدني! أُريد أن أناديِك، أريد أن أستشعرُ مقطع إسمك المارَ على لساني، نادنِي يا عبدالعزيز، نادنِي!
أرجوك يالله لا تخذلني بصوتِي، أرجوك يالله ساعدنِي حتى أعبرُ هذه الخطوات لعناقه، يارب أشتاقه! أشتاقُ صدرِه، يارب خُذني إليه قبل أن أموت في مكاني، " عزيز!! قلب أختِك مجرُوح! تعال داوِي جرحها بصوتِك، تعال أسكِن فجيعة عيونِك بصدرِي، . . نادنِي! رعَى الله نهر يجيء من صوتِك، لصدرٍ أمتلىء بجفافه، رعَى الله قلبك يا روح أختِك.
بإنكسارٍ تام تحرَكت ذراعه اليُمنى وعينيْه تشتَد بحُمرة الدمع المالح، لم ترمش عيناه بعد مازالت تُصارع اليقضَة من أجلها، أقوى مني يالله! هذا اللقاء يُضعفني تمامًا، صوتي يؤذيني وهو يمُوت في داخلي! حنجرتِي يترسبُ بها البكاء ويمنع الكلمات من العبُور! وعيني يترسبُ بها الملح ويمنع نظري من الوضوح، وجسدِي يتصلبُ بالحنين ويمنعُ أقدامي من الحركَة، أنا ممنوع من كل شيء، أوَد أن أقول بوضوح " يا عين أبُوي أشتقت لك ".
بثقل تقدَم خطوتين وهو يتوسلُها بعينيْه أن تأتِ قبل أن تتبخَر قوَاه وينتهي، بخُطى سريعة غادة توجَهت إليه لتقف على أطراف أصابعها وهي تعانقه بشدَه، أغمضت عينيْها بذاتِ الشدَة وهي تغرقُ بعنقه وتستشنق رائحته التي أفتقدتها، أنهارت بالبكاء وأنينها يُسمع صداه، بكَت كأنها تواجهُ البكاء لأولِ مرَة، شدَت على معطفه من الخلف بأصابعها وهي تعانقه بكل قوَاها.
" هذه الرائحة أشتقتُها! هذا العناق أشتقتُه يا عبدالعزيز. "
وقفت ثابتًا وذراعيه لم يتحركا وتُحيطان جسد غادة، يعيشُ أعلى مستويات الصدمَة وكأنه للتو أستوعب أنها حيَة، نزلت دمعتُه وعينيْه لا ترمش، في كل لحظةٍ يعود صدى بكاءها كان الدمعُ في عينيْه يتكاثر دُون أن يسقط، همس بغير تصديق/ همس بهذيان لم يُفهم منه سوى : غادة!!
غادة وهي لا تنفَك عنه من بين بكاءها : أشتقت لك . . أشتقت لك والله العظيم . . .
هذا الصوت مازال حيَا! يالله ثبَت يقيني بما أراه ولا تتركيني أسقطُ بخيالاتي هكذا، نبرتُكِ هذه يا غادة من خدشها؟ لا تسألي عنَي! أنا ما زلت واقف في الطريق الذي رحلتُم به دفعةً واحِدة لتنتهي روحي على دفعاتٍ تستطيلُ بوجعي، ما زلت واقف! وكل ما مضى من بعدِكم كان مُجرد محاولات للحياة ولكنني لم أحيا! لم أعِش كأيَ رجلٍ ينتمي لعائلة، مازلتُم فيَ! تنامون على قلبي ولا تستيقظون أبدًا! " يا ظمآيْ! عطشتِكم يا غادة وما روتني الحياة من بعدِكم! "
رفع ذراعيْه ليُحيطانها، شدَها بقوَة ليُغلق عينيْه بذاتِ الشدَة، أمال رأسِه ليُقبَلها بالقُرب من عينيْها، شدَ على ظهره ليرفعها قليلاً عن مستوى الأرض.
كل شيء يُغيَب الوعي عن قلبي، كُنت سأرضى والله لو كنت أدرِي أنكِ على قيد الحياة ولا نلتقي أبدًا، كنت سأجد سببًا للعيش/للحياة/للسعادة، ولكنني في كل مرَة أشعرُ بأنه لا فائدة! لا أحدًا أقاوم من أجله، لو تعلمين يا غادة كيف يكُون شعور الفرد إن أستفردت به الحياة وأوجعتـه، لو تعلمين كيف يكون الغدر ممن رأيتهُم حياةً ليْ ذريعة للموت، لو تعلمين كيف للشوق أن يأتِ في منامي بشِعًا يُحبط كل أسس طمأنينتي، تخيلتُكِ كثيرًا حتى أخطأت بقدرِ ما تخيلتُك، أنا آسف لأنني لم أكن قويًا كفايةً ولا ذكيًا حتى أكتشفُ أمرك مُبكرًا، وصوتي الآن يُخطئ الخروج! مازال مبحوح في داخلي.
" رائحتِك هذه تُرادف أمي، أمي التي بكيْتُها مرارًا ولم أشعرُ بلذاعة الشوق إلا بها، كيف أشكُر الله عليكِ الآن؟ كيف أقُول الحمدلله بطريقة توازي لُطف الله بيْ! أنتِ هُنا يا غادة! هُنا وأنا أذهبُ لقبرٍ أجهله أبكِي عليه، أنتِ هُنا ولم يهزَني طوال حياتي شيئًا بقدر ما هزَني موتكم، صبرتُ كثيرًا حتى أنهارت قوايَ مرةً واحِدة لتدفعني لفداحةٍ لا أدرِي كيف أتجاوزها! أشتقتُك! أشتقتُك بمرارة البكاء العالق فيَ، بِوحدةِ الأغصان المغروسـة في صحراءٍ شاسعة، بسماءٍ جفَفها الغبَار ولم يُسعفها مطر، بفعلٍ صاخب كانت ردَة فعله : صمت، أشتقتُك كثيرًا وكثيرًا لستُ عميقة كما ينبغي لقلبك " يا روح أخُوك ".
منذُ أن رآه وقبل أن يرفع عينيْه عاد وليد للخلف ليصعد للطابق الثاني ويخرجُ من مخرجٍ آخر، ضرب بقبضته على الجدار، كل شيء ينتمي إلى الحياة يتعمَد الوقوف ضدَي! كنتُ أحتاج وقتًا بسيطًا حتى تثق بيْ ولكن لا مجال للثقة أبدًا، عادت لحياتها التي تُريدها وأنا؟ مثل كل مرةٍ تنتصبُ الخيبة أمامي بثبات.
،
خرجت والدتها من غرفتها بعد أن سكنَت ونامت، لتُقابل ريَان بوجهها : خوفتني بسم الله
ريَان : آسف ما كنت أقصد . . وش فيها الجوهرة ؟
والدتها تنهدَت : ولا شي . . كانت ستتجاوزه ولكن وقف أمامها . . يممه بالي مشغول أبي أعرف
والدتها : ريَان أختك ما تتحمل تسمع منك . .
يُقاطعها : تطمَني ماني مسوي لها شي! تراني أخوها ماني عدوَها
والدتها : أستغفر الله . .
ريَان : وش فيها؟ ماراح أنام لين أعرف
والدتها : طلَقها سلطان
ريَان ثبَت عيناه بعينيَ والدته دُون أن يرمش، صُدِم بما يسمع وهو الذي يظن أن حياتهما تسير كما ينبغي، شعر بأن أحدًا يصفعهُ بكفٍ باردة، لم يتوقع ولا 1٪ أن يصِل حال الجوهرة إلى هذا الحال من أجل سلطان.
والدته : لا تضايقها بشي ولا تعلَم أحد لين أخبَر أبوك . . . تركته دُون أن يخرج من بين شفتيْه كلمة واحدة.
أنا الذي اجبرتها على الموافقة في كل مرَة وأنا الذي أجبرتها على الرفض كثيرًا، ليتني وقفت بوجه هذا الزواج، ليتني لم أجعلها تعيش معه هذا الألم وأنا أُدرك بأن بداية الزواج كانت سيئة، وأن بناءِهم لهذه الحياة كان هشًا، لو أنني فقط تخليَت عن إندفاعي وفكَرت بعقلانيَة تصبَ في مصلحتها. يارب أرحمنا!
تقدَم بخطواتِه ليفتح الباب بخفُوت ويطلَ عليها، أطال النظر إلى ملامحها الشاحبة الباكيَة، أخذ نفس عميق ليتراجع ويُغلق الباب.
عاد إلى جناحه والهمَ يُثقله، نظر لريم التي تعبث بهاتفها لترفع رأسها إليْه، بتذمَر : ولا أحد من أهلي يرَد عليَ! أكيد صاير شي
ريَان عقد حاجبيْه : لا توسوسين كثير
ريم : حتى تليفون البيت محد يشيله! و زوجات أخواني ولا وحدة ترَد!
ريَان أستلقى بضيق : الخبر الشين بيجيك لين مكانك! تطمَني
ريم تركت هاتفها : الله لا يفجعنا بأحد بس . . . رحت تشوف الجوهرة؟
ريَان : لقيتها نايمة
ريم : قلت لك يمكن من الحمل تعبانة وتتحسس من أيَ شي
ريَان بفضفضة لم يعتادها : أحس إني مشتت مو قادر أركَز بشي
ريم : مشتت بمين؟
ريَان : قسيت عليها كثييير ، أجبرتها على أشياء ماتبيها
ريم بلعت ريقها وهي تنظرُ لعينيْه التي تنظرُ للسقف بندمٍ شديد يتضحُ ببريق هذه النظرات.
يُكمل : بس والله كنت خايف عليها! كنت أحسَها طايشة ما تعرف تقرر صح بحياتها، ما أبي أحس إني ظلمتها بس أحس كل شي في ذاك الوقت كان ضدَها
ريم : وإذا كانت طايشة! من حقها تختار حياتها . . ريَان أنت أجبرتها تتزوج سلطان ؟
ريَان : لا كنت رافض! ما أطيق سلطان أصلاً عشان أوافق عليه لكن أبوي هو اللي وافق وطلَعني من الموضوع، بس كنت حاسَ أنه ماهو مناسب لها! وكنت داري أنه يحس في داخله أنه متزوَجها بس كِذا عشان موقف ماهو عشانها الجوهرة بنت عبدالمحسن
ريم بعدم فهم : طيب لا تفكر بأشياء راحت وطلعت برا سيطرتك وتلوم نفسك عليها
ريَان : ماني فاهم الجوهرة! أحاول أتقرَب منها بس ماتعطيني أيَ فرصة . . دايم تحسسني إني أنا وتركي أعداءها
ريم : تركي عمك؟
ريَان بسخرية : إيه عمَنا اللي نسانا
ريم : مو قال أبوك أنه سافر برا ؟
ريَان : إيه وشكله مسوي مصيبة مع أبوي عشان كذا قطع فينا
ريم : أكيد فاهم الجوهرة غلط! مستحيل تحسسكم أنكم أعداءها بالعكس تلقاها تحبكم أكثر من روحها
ريَان : ما لحقتي عليها كيف كانت تتجنَب تطالعني وكيف تقطع أيَ موضوع إذا شاركنا تركي فيه
ريم بعُقدة حاجبيْها : ريان والله شكلك فاهم غلط! ممكن وقتها صار خلاف بينها وبين تركي وتصرفت كذا مو شرط يعني!
ريَان : قلبي يقول فيه شي بين تركي و أبوي والجوهرة! بس مو راضيين يقولون لي وحتى أمي شكلها تعرف ومهي راضية تقولي! لأنها كانت تسأل عن تركي دايم بس الحين ما عادت تسأل عنه
ريم تنهدَت بإبتسامة : أنت اللي لا توسوْس الحين! الخبر الشي بيوصل لعندِك تطمَن
ريَان رُغما عنه إبتسم : خبر عن خبر يفرق
ريم : والله ريان أنت موسوْس كثير
ريَان إلتفت عليها بنظرةٍ جعلتها تندفع بالكلمات : بس يعني ماشاء الله عليك يعني متزن وعاقل وكذا
ضحك ريَان ليُردف : زين الله يسلمك
ريم بعفوية : وش دعوى عاد! تراني أحبك ماأرضى عليك بالشينة بس يعني أنت توْسوس كثير بس هذا عيبك لكن إيجابياتك كثيرة
ريَان أستعدَل بجلسته بعد أن طرقت أسماعه " أحبك "، إلتفت عليها بكامل جسدِه، ريم إرتبكت من قُربه لتُردف : قلت شي غلط؟ تراني أخاف من نظرتك ذيْ!!!
ريَان بإبتسامته التي لا تظهر كثيرًا وإن ظهرت تأخُذ قلب ريم معها : أبد كل اللي قلتيه على عيني وعلى راسي
،
أفلستُ من الدنيَا، هذا ما أنا أيقنت منه تمامًا، في الثانية التي قُلت فيها " أحفظي لي يا عبير ما تبقى من قلبي " تجاوزتني دقيقة الوداع، لو أنَكِ سمحتي ليْ بأن أُحبك فعلاً وجنونًا لأسبوع، فقط أسبوع أسترَدُ به قوام حياةٍ تهشَمت أمامي، ولكنكِ قسيْتِ من أجل العقل، من أجل الأشياء اللامعروفـة، لِمَ نفترق وكلانا يُحب بعضنا البعض؟ لِمَ نسير بطريقيْن منفصليْن ونحنُ نعيشُ تحت سماءٍ واحدة؟ لِمَ يا رحمة الله في عيني؟ كان من المؤسف والله أن تختارِي الفراق وأنا الذي ردَدتُ كثيرًا لا طاقة لي بفراقٍ ينتهي بغيابٍ لديارٍ أخرى تحت التراب؟ كيف وأنتِ ترحلين بخُطاكِ فوق التراب؟ كيف تجرأت القسوة بعينيْك وفي ماؤها جنَة ؟ أخترتِ النهايـة، أنا الذي كنت أظن كثيرًا بأن النساء إن أحببن يتركن قواعد الحياة وقناعتها ويعشقن بجنُون! ولكنكِ كنتِ مختلفة عنهن! أخترتِ السير خلف عقلك وقناعاتها والحياة، أخترتِ موتي. فاشل! أُدرك ذلك، فشلت بالإنسلاخ عن والدِي لأكون بمظهرٍ يليقُ بإبنة عبدالرحمن، فشلت لأني لا أعرف أن أعيش في كنفٍ أحدٍ غير عينا والدِي، أنا لا أعرف تمامًا مالذي يجب أن أفعله! ولكنني في نهاية الأمر أنا إبنه وهذا مالايتقبلهُ والدِك وأنتِ أيضًا.
من خلفه : وين غرقت؟
فارس بضيق : أفكَر
جلس بجانبه : بأيش ؟
فارس صمت قليلاً ليُردف : ما أعرف الصح من الغلط
: أسمعني يا فارس! مافيه أحد معصوم من الخطأ . . كلنا نخطي وكلنا نتصرف أحيانًا بتهويل . . لكن بالنهاية إحنا محنا منزهَين ولا ملائكة . . أهم شي أننا نصلَح أغلاطنا
فارس : وصححت أغلاطي! لكن محد قِبَل
: مع الله كل شي يهون
فارس : أعرف وش بيصير بالنهاية! بسلَم أمري لله وبتقبَل إنه هالزواج اللي أصلاً ما أعرف كيف بدأ، ينتهي! لكن ماراح أتقبَل إنه أبوي ينتهي . . عارف أنه ممكن يكون أسوأ الأشخاص بنظركم لكنه أبوي! مقدر أقول الحق حق ولازم يتعاقب! مقدر أكون كِذا . . .
: كل شخص يا فارس راح يدفع ثمن أخطاءه، أنت الحين تدفع ثمن أخطاءك رغم نيتك الطيبة . . وأبوك راح يدفع ثمن أخطاءه مهما كانت نيَته، وكلنا ندفع ثمن أخطاءنا! مافيه شي نسويه بدون مقابل! ومقابل هالأخطاء عقاب ممكن يكفَر عن أخطاءنا! ليه الله أوجَد الحدود في الدنيا؟ أوجدَها تكفير لنا ورحمة
فارس : وش بتكون عقوبة أبوي؟ القصاص؟
: فارس المسألة مو بكيفية العقوبة . .
يُقاطعه : كنت عارف . . الله يصبَرني على اللي بقى من عُمري
يربت على كتفه بيدِه الحانية : الله يصبَرنا كلنا . . .
فارس الجالس على الطاولة وأمامه دفتر فارغ وقلم، رفع عينه إليْه : ينفع أرسم؟
بإبتسامة : خذ راحتِك
أخذ الدفتر ليثبَت رأس قلم الرصاص بمنتصف الورقـة، إحتار عن أيَ شيءٍ يرسم، يُريد أن يفضفض بالرسِم ويتجاوز حزنه بالرسم، خطَت عيناه بكلماتٍ أطرقت قلبه، كتب : " رعى الله عيناكِ حين جفَت وصدَت " . . .
وقف الآخر ليتجِه نحو هاتفه ويُجيب بدهشة من الصوت الذي يصِل إليه : وعليكم السلام والرحمة
سلطان : بشَرنا عن أحوالك؟
: بخير عساك بخير وصحة
سلطان بحدَة : ماني بخير . . أفكَر بالشخص اللي يغدر فينا
: سلطان
سلطان : أسمعك! وش أسبابك اللي بتقنعني فيها؟ سنة ونص وأنا أركض ورى شي ماله أساس من الصحة والمُشكلة إنك تدري وتعرف! سنة ونص راحت وأنت أكثر شخص تعرف إنه الثانية اللي تضيع منَا عن يوم كامل!!
: تثق فيني؟
سلطان بغضب : لا!
: يا بو بدر تعوَذ من الشيطان
سلطان : أسألك بالله ما فكَرت فينا؟ ما فكَرت وش المصايب اللي بتطيح على راسنا من تصرفك؟ ما فكَرت بعبدالعزيز اللي خليناه يروح للخطر بكامل إرادته عشان معلومة أنت تملكها!!!
: إلا فكرت وعبدالعزيز يهمني قبل كل شي! وكل اللي سويته كنت أبي أنهي فيه شغل أستمر لسنوات
سلطان تنهَد : بس أنت كِذا دمرتني! خليتني أفشل بأكثر شي كنت أبي أنجح فيه وأنتهي منه . . الغلط مو بس فيني! الغلط بيصير على إدارتي كلها! وأنت فاهم قصدي وعارف أنه أيَ غلط بسيط يعتبر في عيوننا عظيم كيف عاد لو كان غلط مثل هالغلط؟ . . ريَحني بس وقولي عن كل اللي تعرفه . . ما عاد أتحمَل أنه يضيع لي وقت ثاني!!!
: طيب أبشر بقولك كل شي
،
ينظرُ بإستغرابٍ تام لهما، وقف ناصِر : كيف يعني ؟
الشخص الذي يجهلُ تماما من يكون : بتطلع براءة وتسأل كيف يعني؟ مفروض تنبسط
ناصِر : بالأول أعرف مين اللي تدخَل
: عبدالرحمن آل متعب . . أرتحت؟
ناصر بشكَ : مستحيل! أنا أعرف مين وراكم
: أنا سويت اللي عليَ وأنت براحتك إذا تبي تخيس بالسجن!!!
تنهَد بضيق من هذه الأفكار التي تطرأ عليه : طيب . .
أتى الضابط ليسلَمه أغراضه الشخصية التي تم ضبطُها له عند دخوله للسجن، أخذها ناصِر ليضعها في جيبه، أرتدى معطفِه ليقيه من برد باريس في هذه الفترة من السنة التي تتجمَد بها الطرق بأكملها من درجة الحرارة المتدنيَة، خرج معه ليلتفت عليه ناصر : سويت اللي عليك وشكرًا ممكن تروح الحين
: بوصلَك
ناصِر : لآ شكرا أنا ادل طريقي
: طيب مثل ما تبي . . . . . أبتعد عنه وهو يلتفت كثيرًا عليه، بمُجرد ما أن دخل ناصِر للجهةِ الأخرى وعبر الطريق، تبعه الشخص على مسافةٍ بعيدة حتى لا يلحظه.
إتجه ناصِر بإتجاه شقتِه وهو يكرهُ كل خطوةٍ يخطوها في باريس التي أصبحت مدينة العذاب بالنسبة لقلبه، بثوانِي قليلة وصَل ليأت صوتُ العجوز المسن : ناسِر!!!
إلتفت ناصر بإبتسامة جاهد أن تخرج بإتزان : كيف حالك ؟
: أصبحت بخير، هل أخرجوك براءة ؟
ناصر هزَ رأسه بالإيجاب ليأتِ صوتُ المسَن متهلهلاً بالفرح : مُبارك . . لحظة هُناك رسائل كثيرة اتت إليْك من عملك
ناصر تنهَد ليمدَ يدِه ويأخذها، قلَبها بين كفيَه وكلها إعلانات و دعواتٍ إنضمام لبعض الإجتماعات والحفلات، وقعت عيناه على عنوان الجامعة التي تنتمي إليها غادة في وقتٍ سابق، ارتجفت حواسَه من الرسالة التي تأتِ بغير وقتها، ترك بقية الرسائل ليأخذ هذه الرسالة ويصعد للأعلى، فتحها قبل أن يصِل لشقته، فتح الباب ليُغلقه بقدمِه من الخلف، وقف بمنتصف الشقة والعالم بأكمله يدُور حوله بالكلمات التي يقرأها.
" أكتب لك بـ 2008 رسالتنا المستقبلية اللي أستهزأت فيها كثير يا ناصر وقلت بلا خرابيط وخليتِك تكتب لي رسالة بعد جهد عظيم، المهم صباح أو مساء الخير على عيُونِك يا ناصر يا زوجي و يا حبيبي، مرَ الحين 5 سنوات على زواجنا، عندنا بيبي ولا بعد : $ ؟ أتوقع بـ 2013 عندنا ولد يشبهك، أكثر شيء أحلم فيه وأتمناه يتحقق بالخمس سنوات الجاية، أننا نكون مستقرين بحياتنا وعندنا أطفال بالأسماء اللي نحبَها وأخترناها . . تذكر لمَا كنَا جالسين عند النهر واتفقنا على أسماء كثيرة، أتفقنا على نُورة إسم أمك الله يرحمها وعلى سارة و على ضيَ و دانَة، وأتفقنا بأسماء الشباب على سلطان و عبدالعزيز و ثامر على إسم أبوك . . كنَا دايم نقول نبي نحتفظ باللي نحبَهم في أطفالنا، أطفالنا اللي ما جوَ، تعرف شي يا ناصر، أنا ما أخاف أفقدِك، أخاف من الحياة بعد فقدِك كيف تنعاش! مرَة قلت لي تعرفين ليه العصافير تغني عندِك؟ تذكر الله عليك. تعرف إني بيومها ما نمت! ولا قدرت أنام، كنت أبي أطير وأطير من الفرحة، كنت أبي أصرخ وأقول فيه شخص مجنون قالي كلمتين ودَت قلبي بداهية، لو تدري وش كثر أفتخر فيك! لمَا يقولي عبدالعزيز أنك إنسان جافَ وحاد وثقيل بشكل ينرفز، أجلس أفكَر في تعاملك معي أحس إني إنسانة مميَزة وإستثنائية، أحس إني شيء عظيم بعيونك وهذا الشعور يكفيني والله، إذا وصلت لك الرسالة وكانت الظروف تمنعنا عن بعض اتصل عليَ، إذا كنَا متهاوشين وأعاندِك تراني كذابة وأبيك تراضيني، وإذا كنَا منفصلين رجَعني لعيُونك، وإذا ما عشت لهالوقت تعال لي بالصلاة، أحب دعواتِك وأحب ( الله يحفظ مكاني بقلب بنت سلطان )، الله يحفظ لي من علَمني الشِعر كيف يكون و الحُب كيف يكون، الله يحفظك كثر ما رددَت مع البدر " المحبة أرض والفرقآ أراضي والزمن كله ترى لا غبتِ ماضي، والله إني ما أشوف إلا عيونك، إن رحلت اليوم أو طوَل مراضي، قالوا العذال والعذَال مرضى، وش بلا حالك من الأشواق قاضي، قلت يهجرني حبيبي لين يرضى! علَموا الظالم ترى المظلوم راضي، جرَحوني في هواك وقلت أبشكي ماهو من جرحي ولكن لـ إعتراضي، وش عليَ لو قطعَوا لأجلك عروقي من رضى بالحُب يرضيه التغاضي "
. . . . . . . . . . . . . . ناصِر/ لِك في الهوَى ديرة ولِك في صدرِي مُلك.
أنتهت الرسالة بإسمها المزخرف على طرفِها " غادة "، لم يحدُث أيَ شيء من هذا، لم تأتِ نورة ولم تأتِ سارة، لم يأتِ سلطان ولم يأتِ ثامر، أنتظرناهما كثيرًا ولكننا لم نفلح، نسيتِ تمامًا من أكون! ولكنني لم أنساك! مازلت أحفظك عن ظهرِ حُب/غيب، مازلت أعرفك تمامًا مهما تلاطم موجُ الغياب عند أقدامِك، كيف يكون منظر الأحلام حين يقرأها شخصًا لم يُحقق ربعها؟ كيف يكون هذا المنظر مُفجعًا بهذه الطريقة؟ لم نسكن الرياض ولم نعيشُ بإستقرارٍ نحلم به، رحلتِ يا غادة منَي في الوقت اللي كان صوتِي يُرقِي قلبي بـ " أحبك "، رحلتِ منَي وأنا الذي أنتصفُ الأشياء معك ولم أستطع أن أنتصفُ قلبي لكِ، أنتِ لم تكوني النصف منِي، كُنتِ " أنا " بأكملي، وكان قلبي يسكُنك كما أنهُ قلبك، أضعنا الطريق، وأضعنا الحياة، لو أنني أملك دقيقتين أقف بها أمامك لأودَعك بما يليق، نحنُ لسنا منفصليْن ولسنا متخاصميْن، كيف أتواصلُ معك؟ لا أملك سوى صوتُك الذي ينمو بيْ، لا أملكُ سواه.
آمنت الآن أن لا عودَة، آمنت أن هذه الرسالة تأتِ بطريقة معزيَة، لم نحقق شيئًا طوال الخمس سنوات شيئًا، ماطلنا بموعدِ الزفاف وقضيْنا وقتنا بالخطط والأحلام ولكننا حين حققنا أول حلم أغتالونا بليلة فرحنا، هل أقول " رحِم الله قلبًا تربَى على حُبك، أم أقول سامح الله الطُرق الذي لم تدلَك علينا ( أنا وقلبي ) ؟ أم أقول لنا الجنَة، لنا الآخرة نحنُ الذين لم نفلح بالدُنيا ؟ "
توقف عن التفكير إثر الإختناق الذي واجهه من كفٍ يجهلها، حاول أن يلتفت ليرى من دخل إلى شقته ولكنه لم يفلح إثر إستنشاقه لمادةٍ مُخدَرة أسقطته ومازالت الرسالة تنام على يدِه بين أصابعه.
تنهَد الآخر ليتصِل ويأتِ صوته صاخبًا : بسرعة تعال شيله معايْ
يُتبع
،
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك