بارت من

رواية روحي لك وحدك -13

رواية روحي لك وحدك - غرام

رواية روحي لك وحدك -13

قبل كذا بكم ساعه كان سلطان يتمشى في شارع الشانز وحيد ,, مر على الواجهات الملونه
وهو يوقف كل شوي ويحدد افكاره المشوشه ,, تركها بدون ما يكلمها ولا كلمه وحده ,, ما حب يقنعها تطلع ,, خلاص هي اتخذت قرار بكيفها ماراح اترجاها ولا احسسها اني ابيها تروح ,, وقف عند قهوة وسحب كرسي وجلس عليه عشان ينقضي الوقت شوي ويرجع للفندق ,,
كانت عبير من الناحيه الثانيه في الغرفه تحوس فيها بعد ما تركها سلطان ,, توقعت انه يقول خلاص ماراح اطلع وبفطر معك لكنه راح في هدوء يشبه غموضه ,,
اتصلت على خدمة الغرف وطلبت منهم يجون ينظفون وشددت انها تبي بنات عشان تاخذ حريتها ,, وبعده طلبت لها فطور خفيف وماحبت اكثر من الكورن فليكس مع الفواكه ,,
اتصلت على ابوها وهي مشتاقه تسمع صوته : صباح الخير فديتك
مساعد : هلا بالغاليه طميني عنك ,,
عبير وهي مستغربه من سؤال ابوها لا يكون عرف انهم سافروا متى امداه يقول له : ابشرك طيبه انت كيفك عسى ماتونس شي ,,
مساعد بضحك : حد يشوف امك ويونس شي شايلتني على كفوف الراحه ,, تعلمي منها يا دنيتي ,, ابي سلطان يعرف انه خذ وحده كفووو
عبير شعرت بغصه : كفايه اني بنتك والا لا ؟؟
مساعد : دامكم وصلتوا باريس ابيك تمرين على محل القهوة اللي في السكه الضيقه تذكرينه
عبير : اوف كورس ,,تبي كيلو قهوه مطحونه بدون كافيين .. عُلم ,, بس كذا انت تآمر يبا ,,
سكرت بعد ما سلمت على امها وهي تفكر في سلطان ما يطوفه أي شي ,, صار متصل على ابوها ومعطيه اخبارهم ,, اكيد عشانها ,,
فتحت التلفزيون وقعدت على الكنبه تابع فيلم كوميدي ,, ومر الوقت بسرعه ما حست فيه ,,
استغربت انه صار له ثلاث ساعات ولحد الحين ما رجع ,, وين بيروح ,, فكرت تتصل عليه تبي تتطمن انه ما صار له حاجه ,, بعد ما دارت في الغرفه كذا مره وهي تطل كل شوي على شارع الشانز من الدريشه يمكن تلمحه او شي ,,
سمعت صوت الباب ينفتح بشويش ,,
دخل سلطان وهو يشوفها تطالع فيه بخوف : وش صاير فيه شي ؟؟
عبير وهي تستفسر : تأخرت بس ,, كل هذا فطور ,,
قعد على الكرسي وهو يكلمها : ما اعتقد انه امري يهمك تفكرين هو فطور والا غيره ..
وقفت عبير : انت ليه كذا ,, انا سئلتك سؤال ترد بتريقه ليه ,,
سلطان وهو يبتسم : مزاجي ,, شي راجع لي ,,
طالعته عبير بقهر ,, وراحت للنافذه تشوف الناس والحركه في الشارع ,, لان بمجرد حوار بسيط معه تحس الهواء يخلص من الغرفه بسرعه ,,
كتفت ايديها وهي تشوف من جنب الستاره وظلت صامته وهي تراقب الوضع ,,
قام سلطان من الكرسي وراح لسريره ويتمدد عليه وهو يراقب السقف ,,
ويفكر في وضعهم الغريب ولحد متى بيظلون متحفزين عشان ابسط سبب كل واحد يهاجم الثاني ,,
سلطان يكلمها بدون ما يلتفت لها : كم مره جيتي باريس ,,
التفتت له عبير فجأه ولما شافته متمدد صدت وهي تقول : كثير ما اذكر ,,
سلطان : اجل تعرفين كل مكان فيها ؟؟
عبير : تقدر تقول تقريبا,,
سلطان وهو يرمي الكره في ملعبها : مساعد قال انه يبي اغراض ووصاك عليها ؟؟
عبير متفاجئه منه : امداه يقولك ,, تووو مسكره منهم قبل شوي
سلطان بثقه : اتصلت عليه وانا في القهوة وقال لي ,, قومي نطلع ونشتري اللي يبي ,,
تحمست انها تغير الجو المشحون ,,
بس قطع عليها سلطان وهو يغمز لها بحركه عفويه : غيري ملابسك ,, انا انتظرك تحت ,,
طلع بعد ما تركها تصارع مشاعرها ,, يلخبطني ذا الانسان ,, باااارد وغااامض ,, ليه ما يتكلم بصراحه عن وضعنا ,,
بسرعه فصخت الفستان وهي ترميه على السرير ,, ولبست بنطلونها الجينز مع بلوزه قطن ,, والتفت بالجاكيت الطويل بعد ما ثبتت حجابها ,, ومسحت الروج بقووه ,,
كان ينتظرها بفارغ الصبر ,, مع انهم مو متفقين ابد ,, بس يشتاق انه يناكدها ليه ما يعرف ,,
يبي يعرف وش اقصاها ,, اقبلت عليه وهو يطالعها بفضول واول ما وصلت : يالله نمشي ,,
سلطان وهو يفسح لها الطريق : يالله !!
كانت مشاعل تصفق لها بسعاده وهي تدور بالفستان : براااافو نيوف يهبل عليك بشكل خيالي ,,
نايفه وخدودها محمره من اعجاب الموظفات : مشاعل جد تشوفينه زين ,,
مشاعل : اقول وش جد وش مزح ,, رووووعه على قولتهم بياخذك منك حته ,,
استحت نايفه من كلماتها وهي تمسك الفستان المرسوم بتفاصيل دقيقه وتشيله من الجنبين عشان تبدل ويطلعون للمشوار الثاني ,,
استغلت مشاعل الفرصه ودقت على راكان اللي ازعجها بالمسجات : اهلا والله شخبار شيخ الرجاجيل ,,
راكان وهو يتنهد : ذبحتيني ,, وينكم ,, ومتى بترجع للبيت ,,
مشاعل : سر ,, ماراح اقول حنا وين ,, بس بنرجع بعد ساعه تقريبا ,,
راكان بترقب : اوكي وهو كذلك ,,
اتصل راكان على ام نايفه وعطاها خبر انه بيزورهم ويبي يسوي مفاجأه لنايفه ,, وطلبها ما تعطيها أي فكره لأن معاه هديه بسيطه وحاب يسوي لها جوو ,,
ام نايفه الفرحه مو سايعتها لانها توسمت في راكان كل خير ,, واكدت له ان البيت بيته متى ما بغى يجي الله يحيه ,,
وقفت شامخه وهم يلبسونها العقد الماسي اللي جابته خالتها وعيونها متحجره وجافه ,,
ما بقى للدمع في عينها مكان بعد اليوم ,, تقلصت اخر دمعه اليوم الظهر ,,وما راح تسمح لنفسها انها تضعف امام منصور وحبه للانتقام منها على شي ما يسوى ابد ,,
الكل يتحرك بدون توقف ,, مزينة الشعر والمكياج ,, امها ,, ريما ,, العنود ,, اللي تسكر شنطتها ,, واللي تشرف على كل صغيره وكبيره ,, واللي تحاول تبث في نفسها أي كلمه ممكن تشجعها ,,
الفرحه الليله مسروقه ,, ومشاعرها اندفنت في ذلك الدفتر الذي بهتت اوراقه من حمله بيديها ,,
هي انثى تحمل في قلبها شموخ وكبرياء لو يوزع على بنات جنسها لكفاهم ,, والليله ستكون حبيسه لتصرفات ذلك المتهور في نظرها ,, كم ياترى ستحتاج لشحذ كل طاقتها في مواجهة تسلطه الغير مبرر ,, في نظرها سيدفع الثمن غالياً ولكن كم خسارتها نتيجة هذا الثمن لا تعلم ابداً فالمواجهه عما قريب ,, وسوف تبرمج قلبها وعقلها للدفاع عن حقوقها بكل ما يحتونه من قوة ,,
اصوات مزعجه وكثيره ,, الجيران والاهل تجمعوا في المجلس وفي انتظار دخولها ,, همهمات
يتناقلنها النسوة ,, لن يتركوا الفضول حتى اخر رمق في ارواحهن ,, حب معرفة الباطن يثير رغبتهم في معرفة تفاصيل الزواج المفاجئ ,,
دخلت وهي تجر خطاها بثقل يجبر الجميع بألانبهار بجمالها ,, تفننت المزينه في ابراز موهبتها ,, وساعدها في ذلك مقاييس الجمال المنحوته في ذلك الوجه الطفولي ,,
لبست فستان سكري سبق وان حضرت به زواج صديقتها ,,
رفعت شعرها بالكامل وهي تلفه بطريقه مبتكره بعد رفض ربى للتسريحه المعقده بسبب سفرها في نفس الوقت ,,
جلست في الوسط وعبر ت الصديقات عن فرحتهم بها وهم يرقصون ويغنون بسرور في حين كانت ابتسامتها باهته وتدل على حزن كبير تغلغل الى ثنايا روحها ,,
كانت المصوره تلتقط لها صور وهي تبتسم لها حتى تتفاعل معها وتنظر للكامير ا بوجه بشوش ,,
فقد كانت هناك نظره منكسره تغشى عينيها ,, ريما كانت تراقب الوضع وترثي لحال اختها الذي قطع فؤادها بالحزن ,,
الجميع في انتظار منصور وهو يزف الى ربى ,, فالعيون تنتظر لحظة اللقاء لعلها تخرج بخبر يدل خلاف او ما شابه ,, فالزواج بهذه الطريقه اثار التسألات العديده ,,
بعد ما انتهى منصور من عشاء الرجال في منزلهم ,, استئذن منهم حتى يجهز نفسه ويستعد للحاق بطائرته ,, ترك البشت جانبا وتأكد من اوراقه ,, وبعدها
ظهر بعكازه الى السياره حيث كان فواز ينتظره بذهول : وين بشتك ؟؟
منصور بقرف : ماله داعي وبنطلع للمطار ,, بعدين مو ضروري البشت
فواز بأستنكار : بالعكس يدل على الفرحه والرسميه ,,والواحد ينتظر ليلة العمر عشان يكون لباسه له يعطيه شعور بالفرح ,, اقول عقبالي قل امين
منصور بضحك : اجل بهديك بشتي والبسه مالي حاجه فيه وضحكهم يتزايد اكثر على تعليقاتهم ,,
بعد ما وصلوا لبيت خالته ابتدى منصور في اول خططه الانتقاميه فاتصل على خالته وهو يلقي
سهامه الاولى : الله يعافيك يا خاله انا انتظر ربى في السياره
فوزيه بضيق وذهول : ليه ما راح تدخل يزفونها لك ,,
منصور بثقه : تعرفين يا خاله ما احب ادخل على الحريم ,, وبعدين مافيه وقت طيارتنا بعد ساعتين بالكثير يادووب ناصل للمطار ,,
تفاجئت فوزيه من تصرف منصور واثار استغرابها بدرجه انها استفسرت من اختها لكن علامة الاستفهام ظلت متربعه على كل الأجوبه ,,
الوحيده اللي ما استغربت من تصرفه هي ربى ,,وحمدت ربها انها ماراح تشوفه الا بالحالهم عشان ترد عليه بطريقتها هي ,,
تحركت وهي تراقب نظرات الحريم لها والاصوات ابتدت تزيد عشان سفرها وزوجها اللي رفض يدخل ياخذها ,,
بدلت فستانها شعورها انه خذلها حتى لو يبي ينتقم كان مسيطر على قلبها ,,
لبست قميص قطن من رالف ومعاه تنوره جينز مرتبه ,, جهزت شنطتها اليدويه وهي تركز على كل حاجاتها ,, طالعت في دفترها وقررت انها تسكر عليه في الدولاب ,, كان ما يفارقها ابدا ,, بس الحين جاء الوقت اللي تنفصل فيه عن حروفها ولو بشكل مؤقت ,
نزلت تحت وعيونهم عليها سمعت الدعوات من كل جهه وبعدها لبست عبايتها ودخلت تبي تشوف ابوها وتسلم عليه ,,
كان ابو عبدالرحمن جالس في الغرفه الملحقه بالبيت ومخصصه لعبدالرحمن عشان يمارس هوايته
دخلت وهو ماسك لوحه مرسومه بالالون الشمعيه وتدل على منظر طبيعي ,, سمع حركتها في الباب ,, واول ما التقت نظراتهم
خرت دمعته بصمت ,, بعد الحادث اللي تعرض له اصبح يرى دوره في الحياه مهمش ,, برغم كل اللي بذلوه المحيطين به لكن عجزه التام هو اللي منعه انه يتجاوب معهم ,,
حرك الكرسي المتحرك وهو يتوجه لها وبعد ما شافته جثت عند رجله وهي تشم يديه بحزن وتقبلها بحنان غمرهم جميعاً
كان يمسك شعرها ويبوس راسها وجبهتها ويضمها كأنه يشعر انه بيفقدها ,,
انعصر قلب منصور من منظرهم ,, هزه المشهد بقوووه ,, بس رغبته اقوى من مشاعره فكلمها بهدوء : ربى نبي نلحق الطياره ,,
سمعت صوته فقامت وهي في قمة القهر منه وتشوف انه بتصرفه بيحرمها من متع من حقها ,,
رتبت حجابها وهي وهي تمسح دموعها اللي طاحت عشان ابوها ,, ماراح تخليه يشوف منها ضعف ,, ولازم يعرف ان قراره بالانتقام منها ماراح يدمر احد الا هو ,,
لبست نقابها وهي تثبت طرحتها ,, وظل يراقبها ,, بعده التفتت له وهي تمشي في خطوات واثقه ومبتعده عن مساره حتى ما تكون بجنبه ,,
طلع منصور مع فواز وهي ركبت وراه في السياره اللي انطلقت كانها تسابق الرياح في سرعتها ,,
ناظرت في يديها اللي شبكتهم في حضنها ,, وتذكرت منظر الحناء في يد البنات العرايس ,, وشلون انحرمت منه بدون أي سبب منها ,,
سرحت في حياتها وانه من يوم وعت على الدنيا وحبه اللي انغرس في قلبها هو سبب حزنها
طالعت فيه وهي تشوف ظهره وشعره من يومه ووسامته تشد الجميع ,, بس اللحظه ذي تحس بقرف منه ومن تصرفاته ,, كأنه شعر انها تراقبه التفت لها والتقت نظراتهم وبسرعة البرق صدت للجهه الثانيه ,,
كان يتكلم مع صديقه بكلمات فهمت منها انه راح يبدأ مواعيد المستشفى خلال اليومين الجايه ,,
وذكروا شخص يمكن يستقبلهم في المطار اسمه ابو هاني ,, عرفت من الحديث انهم راح يسكنون في بيت قريب على المستشفى .. وفي مدينه تبعد عن العاصمه مسافة ساعتين ,,
لحد الحين هي ما عرفت الدوله اللي بيروحون عليها ,, لانها ما فكرت تسئل أي احد ..
سرحت في حياتها معه وكيف راح تكون مواجهتهم ,, توترها زاد اول ما لمحت المطار وانه بعد شوي راح تكون معاه بالحالهم ,,
بعد ما طلعوا من باب الفندق قالت له عبير ان المشوار ياخذ نصف ساعه مشي ,, فما خالف انه يرحون مشي ومنها يتفرجون على المحلات ,, بسبب زحمة الطريق احيانا تمسك يده من الوسط وهي تتحاول تتحاشى انها تزاحم الناس ,, حركتها كانت عفويه جدا بس اثرت في سلطان بدون ما تقصد ,,
وصلوا للمحل وريحة القهوة كانت واصله اخر الطريق ,,
سلطان بضحك : شكلك عارفه السكك اللي هنا ,,
عبير ترد عليه بضحك : اكيد احب اكتشف الطرق الضيقه كود الواحد يحصل فيها شي مميز مو في المحلات الكبيره ,,
سلطان وهو يتناول الكيس ويطلعون من المحل وهم يكملون مشي :اذا كذا اجل اكيد انك اكتشفتي حاجات فيني ,,
تلعثمت عبير ما توقعته يحول الموضوع لشكل شخصي : اممممم تحليل الشخصيات مو اختصاصي ,, بس واضح جدا انك غامض
ضحك سلطان بقووه من كلامها : حلووو وبعد؟؟
عبير تحسه يستدرجها للكلام فشافت المطعم اللي تحب انهم ياكلون فيه واشرت له عليه : وش رايك ندخل احس بالجوع ,,
سلطان بدى يفهمها وتأكد انها تحب تتهرب من المواضيع الخاصه وتبي يكون تعامله معها في الاطار العام ..
استقرت في كرسيها وهي تثبت الحزام منصور قعد بعد ما ناول المضيفه العكاز ,, وناظر فيها وهي تصد تشوف المناظر من النافذه الصغيره ,,
ما تكلم معها بأي كلمه كأنها الكرسي اللي بجنبه عشان كذا تجاهلته تماما ولو مفكر اني بحتاج له راح يكون اكبر غلطان ,,
بعد ما اعلن الكابتن توجهم الى جنيف ,, عرفت ربى مقصد رحلتهم ,, اول مره تزور البلد ذا ,, لو في ظروف احسن ممكن انها تستمتع بكل لحظه لكن مع وجود منصور صارت الدنيا عندها متساويه ومو مهم فيها أي شي ,,
جتها المضيفه وهي تسألها بأنجليزيه عن رغبتها في الاكل والشراب بعد الاقلاع ,,
فردت عليها ربى بطلاقه ولكنه امريكيه واضحه انها بتكتفي بالكابتشينو مع قطعة بسكويت ,
تفاجأ من اسلوبها في الكلام ولباقتها في الحديث ,, بس استغرب من اللكنه كيف اكتسبتها بطلاقه ,, ما حب يسألها ابدا ,,
مر الوقت وكل واحد منهم في عالمه الخاص ,, وما ينظرون لبعض ابدا بل يتحاشون الكلام حتى ما يضطرون انهم يشوفون بعض ,,
بعد ما ضيفوا الركاب ,, امتنعت ربى عن الاكل ,, تتذكر انه اخر وجبه كلتها كانت الفطور ,, وبعده بس مويه كل شوي ,, ما حست بقابليه للأكل ابدا ,, لكن التعب بدى يسري في جسمها والضغط النفسي ,, فصارت تطلب كوفي قهوه بين فتره والثانيه ,,
سرحت في السحاب اللي يمر من جنبهم ,, وعظمة الله سبحانه وتعالى ,, وغمضت وهي تتمنى امنيه صغيره ان ربي يحققها لها ,,
طلبت عبير سلطة سيزار بدون دجاج ,, وايس كريم شوكليت ,, اما سلطان فطلب له سلطه خضراء مع ساندويتش شيدر وحبق ,,
كل وقت يمر معها يزداد بها اعجاباً وتثير فضوله في معرفتها ,, تذكر ايامه الاولى معها على كثر ما اعجب بشكلها بس دلعها وقوة لسانها ما تركت له مجال يتوغل في اعجابه ,, بس بعد ما صارت قدره ودخلت حياته ما راح يفوت فرصه ابداً انه يتعرف عليها لكن بحدود ما تسمح لها انها تشوف حالها عليه ,,
ترك الاكل وصار يراقبها وهي تاكل ,, تحوس بالملعقه في الصحن بس ما تطلع الا بشي بسيط
لاكثر من عشر دقايق وهم ياكلون بشكل هادي فتكلم سلطان : كأنه ما عجبك ؟؟
عبير وهي تهز كتفها : بالعكس مرره لذيذ مو اول مره اذووقه ,,
سلطان بدون اهتمام مبالغ فيه :وراك اجل ما كلتي ,, قربت اخلص وانتي لسى ,,
عبير : امم انا بطيئه شوي في الاكل ,,
كمل اكله وهو يكلمها : اجل خذي راحتك ,, جاته مسجات وراء بعض خلال دقايق ,, وكلها كانت بلوتوث من طاوله بجنبهم ما انتبه لها ابدا ,, فأضطر انه يسكر البلوتوث ,, بدون ما يعطيهم وجه ,,
عبير لماحه بشكل خيالي فهمست بعد ما ناظرت الطاوله ورجعت تأكل : شكلك مرغوب ..
سلطان بثقه : افهم انه ما عندك مشكله ,,
ارتبكت وهي ترد : شي راجع لك ,,
سلطان : يعني تبين تقولين انا مو مهم لك اخذ راحتي ,,
طالعت فيه بعد ما رمت الملعقه بالصحن : افهمها مثل ما تبي ,,
ضحك سلطان من قهرها وهو يكمل الاكل ولاحظ انها تركت كل شي حتى الايس كريم ذاب في مكانه مالمسته ,, تجاهلها وتركها تغلي من جووه على حوارهم الصغير وفهمت من تصرفه انه رااايق فحبت تحارشه : متى بنرجع لندن ,,
سلطان يطالعها بحذر : امداك تزهقين ,,
قامت وهي حابه تنهي القعده : مافيه شي يثير النفس نقعد اكثر ,,
ترك المبلغ على الطاوله ومشى معها وهي تشيل القهوه في يدها ,, خذها منها وهو يهمس : غريبه يا بنت مساعد ,,
ولا مره سمعته يناديها ,, ويتحاشى انه يلفظ اسمها ,, توقعت انه ما عجبه الاسم او ما يبي يكسر الحواجز اللي بينهم ,, ضاقت منه وسكتت بدون ما تزيد معه النقاش ,,
وصلت الطياره وهم على حالهم ,, غرباء تشاركوا لحظة حياة مصيريه ,, غرابة تلفهم من كل اتجاه ,, ونزعه انتقاميه مع شموخ انثى امتزجت بكبرياء مترف لابعد الحدود ,, حتمياً ستكون النتيجه مذهله ولكن ,, مدى الضرر الذي سيلحق بتلك الارواح المعذبه ,,
بعد ما انتهت الاجراءت استقبلهم رجل في الخمسين عند البوابه ,, ابو هاني ,, رجل من دوله عربيه هاجر منذ سنين الى جنيف واستقر مع عائلته بها ,, رحب بهم وهو ينقلهم بسيارته التي استأجرها لحساب منصور ,, واتجهوا مع فجر ذلك اليوم الى المدينه التي ستضمهم فتره من الزمن ,,
بالرغم انهم في الصيف لكن الجو كان بارد نوعا ما ,, ما تحملت ربى برودته وارتجفت بالرغم عنها واول ما دخلت السياره انكمشت في زوايه وهي تضم يدها في حجرها ,,
جلس منصور بجانبها وهو يناظرها بطريقه عطف عليها واشفق على حالها ,,
فتكلم بحذر : خذي الجاكيت حقي اذا بردانه ,,
تكلمت بصوت خافت : لا مو بردانه ,, شكرا .. وانشغلت بالجوال تبعث مسج لأمها
طول الطريق كان الحوار يدور بين ابوهاني ومنصور عن البلده اللي راح تكون فيها المصحه وكم تبعد عن المدينه الرئيسيه ,, وعدد السكان ,, والمحلات الموجوده فيها ,, واكد له انه اختار بيت لهم مو بعيد على بيته في حال احتاجت زوجة منصور أي شي من اهل ابو هاني ,,
تطمن منصور للوضع لانه ناوي ,, يتركها اكبر وقت ممكن ويكون في المصحه ,,
في مكان اخر وقبل كذا بوقت طويل ,, وصلت نايفه للبيت وهي فرحانه تسولف على امها
عن كل شي صغير وكبير ما تركت حاجه وهي تشرح لها بالتفصيل عن الفستان واعجاب الموظفات بها ,,
ولما خلصت تكلمت امها وهي تقول : نسيت اقولك راكان بيجي بعد شوي ,,
نايفه وهي تنط من جلستها : ليه يجي ,, خلاص يمه ماله داعي يجي اكثر من كذا وش تبين الناس يقولون ..
ام نايفه بعقل وحكمه : بالعكس ماله احد حق يتكلم والرجال ما سوى شي غلط ,,
قومي تجهزي قبل يجي عشان ما تعطلينه بالانتظار نفس المره اللي فاتت ,,
حاست في غرفتها وهي تدور شي مناسب ,, مالقت الا من الجديد اللي شرته بلوزه حرير بدرجات البني الفاتحه هاي نك مع ربطه على جنب ,, واسعه بعدين تنزم عند الخصر بطريقه مرتبه ,, وبنطلون ساده باللون البني الغامق ,, اختارته لها مشاعل ,,
رتبت شعرها بشكل احلى من كل مره فتركته ينساب كامل بدون بكله ولا حركات تعيقه
في الاخير رسمت عينها بكحل اسود عشان تكون مختلفه ,, رشت العطر بكثافه
وكانت راضيه تماما عن نفسها ,, جت بتطلع من الغرفه لما سمعت صوت الجرس ,, تشجعت انها تستقبله لأول مره برغم اللي صار في المره اللي فاتت ,,
اول ما فتحت الباب الا امها قد فتحت له وهم يتكلمون واقفين سمعته يقول : طلبتك يا خاله ابي اطلع اتعشى معها في المطعم ,,
ام نايفه بحذر : يا ولدي ما حسبت حسابها وهي قصدها تتهرب منه ,,
راكان الله يهديك يا خالتي ,, انا ودي استانس معها وامشيها لا تردين ياخاله ,,
ارتبكت وقلبها يدف بقوووه من طلبه وسمعت امها تقول : توكل على الله بس تكفى لا تتأخرون
حب راسها وهو يقول : افااا عليك يا خالتي ,, واتصلي علينا الخط لك مفتوح ,,
نادت عليها امها عشان تسلم عليه ,, نظرات عيونه احرقتها لدرجة ما قدرت ترفع عينها فيه ,, امها باستعجال : راكان يبي يوديك تتعشون برى ,, البسي عبايتك ,,
كأنها اله وهي تتحرك بدون مشاعر بدون تفكير ,, احيانا تجي اشياء في وجهنا ما نقدر نردها لانها قدرنا ومكتوبه علينا ,, وهذا اللي كان تشعر به نايفه ,,البست عبايه جديده وخذت شنطتها المتواضعه ,, وطلعت له وهو ينتظرها على نار ,,
ركبت السياره وهي ترجف من الحياء فذي اول مره تطلع معه وتكون بالحالها تماما ,,
راكان مسك يدها وهو يطبع عليها قبله هاديه : يا حي الله الغاليه ,, اخيرا قدرت اقعد معك ,,
نايفه بخجل : كيفك ؟؟
راكان : دامني اشوفك فانا طيب وبخير ,,
جلست بهدوء وهي تحضن يديها بعد ما سحبتها منه وتسمعه وهو يسولف عن بيروت وجوها الحلوو ,, دخلت السياره للحي اللي زارته من قبل اللي فيه ابله مشاعل ,, استغربت ونغزها قلبها من المكان
سئلته بخوف : حنا بنروح للمطعم ؟؟
راكان بحزم : اكيد بس قبل كذا ابي اوريك بيتك اللي راح تسكنينه !!!
نايفه كأن حد معطيها كف حااااار : ارجوك رجعني بيتنا الحين ,,
راكان بثقه : تنزلين والا انزلك انا بنفسي ........
(( الجزء الثاني عشر ))


يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات