رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -103
وليد رفع عينه و علَّقها عليها و الحُزن يطوف حولهارؤى بهمس : لو مثلاً تجيهم رسالة تخبرهم عني !! كيف بيتقبلونها ؟
وليد بإندفاع : بسم الله عليك من اللي صار ليعقوب .. بسم الله عليك يا رؤى لاتفكرين بالموت ! لاتكونين سوداوية
رؤى ببكاء : محد بيحس فيك !! ليت هالعالم تعرف كيف نحس !! ووش نحس فيه لما مانتذكر أسماء نحبها ! مانتذكر أشكالهم ! محد والله محد يعرف كيف نفكِر وكيف نتألم !! يالله يا وليد أحس بنار و أنا أعرف بقرارة نفسي أنه عندي أهل ضايعيين .. عندي اهل ماأعرفهم ... ماأعرف الا أصواتهم
وزَّع عدة مصاحف من القرآن على مساجدٍ كثيرة في الرياض ، منذُ الصباح وهو يدخلُ المساجد واحِدٌ تلو الآخر ، كل هذا يا غادة بنيةٍ لكِ عسى أن يتقبلُها الله ، يالله أجعل كل من قرأ لها يدعُو لها و يشفع لها بدُعائه ، يالله يا رحمن وسِّع قبرها وآنس وحشتها ، يالله يا رحمن يا غفُور يا رحيم أغفر لها ذنُوبها و جازِها عن الحسنات إحسانًا وعن السيئات عفوًا وغُفرانًا ،
جلس في سيارته أمام الأرض البيضاء التي بدأت أُسسها تُظهر و العُمال ذوي القمصان الصفراء ينتشرون حولها ، نزل لهُم و أعطاهُم من المياه الباردة عددًا لا بأس به و بفرحتهم فتح محفظته و وزَّع نقودِه صدقة لهُم ! أعمال الخير تتكاثرُ به دُون أن يعلم قريبٌ منه بها ، لا أحد يظمنُ الجنة لا أحد يثق بشيء يشفعُ له ليُخفف عن عذابه ، و أنت يا ناصر ؟
لا أعرفُ كيف أخفف العذاب عنِّي إلا بصدقاتٍ علَّها تُقبل و تشفع لي يوم لا ظِل إلا ظله .
عاد لسيارته مودعهم مُبتسمًا ، اللهم لا إعتراض على أقدارك ، يالله خفف عليّ عذابُ شوقها ، لم أعد أحتملُ كل هذا ! والله لم أعد أحتمل بُعدها ، يارب يارب أجعلني ممتلىء بك وعوضني ، يارب إني لم أُحبب من النساء إلاها فلا تجعلُ أنثى من بعدِها تقع في قلبي ، يارب خُذني إليْك و قلبي تسكنهُ أنثى واحِدة أستوطنت بيْ و غادرت ! يالله أرحمني .
،
مساءٌ أسوَد قبل عام ، في مكتبه بعد ان أغلق الهاتف و هو يستقبلُ إتصالات المُعزين .
مقرن : بنته الكبيرة متعرضة لجروح كثيرة لكن حالتها مُطمئنة و الباقي راحوا مثل ما راح الله يرحمهم ويسكنهم الفردوس
سلطان الأشدُ تأثيرًا بموت سلطان العيد ، من علَّمه أصُول القتال و كان لهُ الموجِّه والمُعلِم ، أخفض نظره دُون ان يلفظُ بكلمة ،
مقرن : تطمنت على عبدالعزيز و قالي سعد أنه مآخذ إجازة ومايطلع من شقته حتى مايزور أخته في المستشفى
سلطان بهدُوء موجع : كان الله في عونهم ، الله يصبر قليبه
دخل بوسعود و الصدمة ترتسم على ملامحه و أنفاسه غير مُتزنة ويضطربُ صوته : مين قال أنه زوجة ناصر حيَّة ؟
مقرن بإستغراب وقف : أنا شفتها بنفسي و سعد كان هناك !!
بوسعود بتشابُكِ أفكاره : عبدالعزيز دفنهم الأربعة !!!
سلطان وقف الآخر وصدمة تشطُره نصفيْن : كيييف ؟
بوسعود : ماني قادر أفهم !! فيه أحد له مصلحة من هالموضوع !
سلطان ضرب بيده على الطاولة بغضب وهو يجزم بمن خلف كل هذا . . . .
بوسعود بنبرة خافتة و يخشى ما يُفكر بأن يكون صحيح : يا خوفي أنه ما دفن أهله ؟
سلطان رفع عينه : كيف يعني ؟
بوسعود بصوتِه المُتزن المتوتر يشرح لهُما ما عرف للتوّ و أدهش كُلاً من سلطان و مقرن بما يقُول ،
،
تُغلق حقيبتها الثالثـة بعد أن وضعت آخرُ قطعها الناعِمة ، أخذت نفسًا عميقًا و دمُوعها السعيدة تتلألأ : الحمدلله
هيفاء كابرت كثيرًا حتى لا تبكِي معها ولكن سقطت حصُون سخريتها ومُزاحها التي تُخفي به ألمها بالفراق : الله يوفقك يارب
ريم مسحت دمعتها قبل أن تلامس خدها : خلااص لا تبكيني ،
هيفاء أبتسمت لتمنع دمُوعها : ما بقى شي ربي يتمم على خير .. *أتجهت أنظارها نحوَ فُستان الزفاف الأبيض* ياربي ياريوم صدق أنك خايسة يعني لازم تبكيني ..... ومسحت دمُوعها التي هطلت بغزارة.
ريم ضحكت بين دمُوعها لترفع بصرها للأعلى وتمنعُ سيلانِ البقية : هذي حالة طبيعية أننا ننهبل
هيفاء بإبتسامة : أظن كذا
طل برأسه : وش تسوون ؟
هيفاء ألتفتت : ترتب أغراضها
منصُور بإبتسامة : وكيف عروسنا ؟
ريم لم تتحمل عندما رأت منصور لتغرق في بُكائها ،
منصور : أفآآ يالعلم بنت عبدالله تبكي !! ... أقترب منها ليعانقها و تُبلل بدمُوعها ثوبه ،
أقترب وهو يتثاءب بعد أن صحى مُتأخِرًا : يالله صباح خير عسانا من الحييِّن !!
هيفاء بضيق : كنا نرتب ملابس ريوم
يوسف أبتسم إلى أن بانت صفة أسنانه : وش جوِّك ريوم تبكين ؟ مفروض تنبسطين وتفرحين و ترقصين بعد !! الأمور فلة وراه التأزيم بس !
منصور بسخرية : تعرف تواسي والله
يوسف ينظرُ للفستان الأبيض الواضع من الدُولاب ، ضحك ليُردف : والله وكبرتي
منصور بجدية : يوسف !!
يوسف أبتسم : تعالي
ريم أبتعدت عن صدرِ منصور بحرج وهي تمسح دمُوعها
يوسف أقترب منها ليحضنها ويرفعها عن مستوى الأرض بمسافةٍ كبيرة و ينزلُ بها ليخرجُ صوت ريم : نزلنييي تراني كبرت مايصير تشيلني كذا
يوسف : هههههه ... مين اللي كبر ؟
ريم بخجل : ما عدتْ بزر تشيلني
يوسف يضعها على الأرض وهو يمسح دموعها بكفِّه : روقي لاحقة على الهم تحسبين الزواج وناسة ! كلها شهر وبعدها تآكلين تبن
منصور : نعنبا ذا الوجه يا يوسف
يوسف : أنا أقول بناء على التجارب طبعًا أنت معفي من هالتجارب يا بوعبدالله *أردف كلمته الأخيرة بخبث شديد*
منصور : وش قصدك ؟
يوسف : ههههه سلامة قلبك ماأقصد شي
يوسف جلس لتأتي أمه ويُقبل رأسها : وشلونها ريـانة قلبي ؟
أم منصور : بخير وينك ماتنشاف !! ولا قمت مع الناس ولا رحت تصلي الظهر
يوسف : والله مانمت الا الصبح
أم منصور : وش مسهرك !!
يوسف : أشتغل
منصور بسُخرية : عسى ماتعبت ؟
يوسف ويُكمل الكذبة المكشوفة : إلا والله أني تعبان حتى فكرت أرجع أنام بس قلت ماأبي أخرب نومي مررة
يُتبع
،
دخلت محل لادُوريـه الشهير ، رائـحته أسكرتها لتذُوب في لذة الأصناف حتى أحتارت ماذا تطلُب ، و أنواع المكرُون و الألوان الجذابة كانت كفيلة بأنَّ تُطيل في وقتها حتى تختار ، منذُ الأمس ونقاشها الحاد مع سُمية وهي لم تُحادثها و لم تخرُج معها كما أعتادت لتفطران سويًا ، طلبت ما أرادتْ و أتجهت للزاويـة حيثُ الكرسي الخشبي و النقوشات البصليـة تحفُ المكان و تهطلُ بنعومة و رقـة الألوان الهادئة الفاتحة .
مسكت هاتفها و فتحت الواتس آب لترى المُحادثات التي لم تفتحها منذُ يوميْن ، رأت ظلاً عليها لترفع عينها ،
نواف بهدُوء : ممكن أجلس
أفنان ولاتعلمُ أيُّ جرأةِ أكتسبتها الآن : لأ
نواف ضحك بخفُوت ليُردف : يعني شايلة بخاطرك ؟
أفنان بهدُوء مُتزن : لأ وليه أشيل في خاطري يا أستاذ ؟
نواف : بالمناسبة أعتذر عن اللي صار لأن مالي حق أحاسبكم بس تنرفزت لما شفتكم
أفنان لم ترُد عليه وهي تُشتت أنظارها ،
نواف يسحبُ الكرسي ويجلسُ بمقابلها . . : سُمية هنا ؟
أفنان أخذت نفسًا عميق : ما جت
نواف : أجل أشاركك الفطور المتأخر
أفنان بإبتسامة مُندهشة : وعزمت نفسك بعد !!
نواف : ما ظنتي بترفضين ،
أفنان صمتت عندما أتى القارسون و وضع طبقُ مكرُون ملوَّن و طبقٌ آخر يحتوي على الكرواسون الفرنسي ، و كُوب شايْ بطريقة تجهلُ كيف صُنِع من لذة وغرابة طعمه .
نواف طلب الآخر كُوب شاي و نظر إليْها : قالوا أنك بترجعين !
أفنان : عشان عرس أخوي بس برجع أكمل باقي الأيام وآخذ شهادة التدريب إن شاء الله
نواف : مبرووك الله يتمم له على خير
أفنان : الله يبارك فيك ... أنحرجت من الأكل أمامه لم تعتاد أبدًا بالأكل أمام أحد حتى في أيام الجامعة لم تكُن تُحب أن تأكل أمام الطالبات .
نواف أبتسم : ترى ما آآكل
أفنان دُون أن تُسيطر على نظراتِها التي تُبين " سماجته "
نواف غرق بضحكتِه لثواني طويلة وأردف : يالله يا أفنان على الأقل جاملي شوي
أفنان أنحرجت و الحُمرة تغزو ملامحها : ماكان قصدِي
وضع القارسون كُوب الشاي ليردُف نواف : خلاص بشرب الشاي وبروح
أفنان بإندفاع : لآ والله ماهو قصدِي ، لا تفهمني غلط وكذا بس
نواف أبتسم وهو يُزيد تركيزه على شفتيها وهي تتحدثُ بسرعة في ثواني قليلة
أفنان بحرج : بس يعني أنت عارف أني ماني إجتماعية كثير
نواف بهدُوء ينظر لكُوب الشاي و يغرقُ بصمته
أفنان وغرقت هي الأخرى في كُوبِها و الصمتُ يلتفُ حولهُما
نواف قطع الصمت : مفكرة وش تدخلين بعد الدورة ؟
أفنان : لأ للحين مافكرت يعني بشوف وش اللي يناسبني بالوقت خصوصًا
نواف : الفرص بالدمام كبيرة للبنات وأكثر من الشباب
أفنان : إيه تقريبًا لأن صديقاتي اللي ماجوّ هالدورة ضمنوا وظايفهم
نواف أخذ نفسًا عميقًا : الله يوفقك ويكتب لك كل خير
أفنان : آمين ويااك
قطع عليهُمـا هاتف نواف : عُذرًا .. وردّ .. ألو .... هلابِك ... إن شاء الله ... طيب ولايهمِك .. مع السلامة .. وأغلقه ..
ليُردف : زوجتي
دُهِشت تمامًا حتى أتسعت محاجرها بصدمة ،
نواف ولا يعرفُ لِمَ كذِب و لم يقُل " أختي " لا يعرف كيف نطق " زوجتي " في وقتٍ كان يُريد أن يقُول " أختي " هل هذا عنادٌ مُعتاد من لسانِه !! رُغم أنه لم يتعمَّد أن يكذب .
أفنان أبتسمت بهدُوء وبدأت قدمُها اليُمنى بالإهتزاز ،
نواف : حسيتك أنصدمتي !
أفنان : لأ بالعكس .. الله يوفقكم يارب ويرزقكم الذرية الصالحة
نواف : آمين ويـاك
أفنان هي الأخرى لاتعرفُ لِمَ تكذب أيضًا : إن شاء الله قريب
نواف : ماشاء الله ربي يهنيك
أفنان و الكذباتُ تنهال عليها : شهر 5 ميلادي
نواف : قريب مررة
أفنان : أجلناه عشان الدراسة و أموره شوي ماكانت مستقرة
نواف : و رضى تجين هنا بروحك ؟
أفنان أرتبكت من السؤال : إيه طبعًا يعني أبوي هو اللي قاله
نواف : آهآ ، أنا تقريبًا قبل 4 شهور تزوجت وجينا هنا
و أكملُوا سيلاً من الكذبات الغير مفهومة و المُبهمـة و التي لايفهمُون حتى أسبابها . . ولو رآهم أحد لأفرط بضحكِه من قوةِ الكذباتِ و إخفائهم للحقيقة ، كان الجوُ متوتِرًا بكلماتِهم .
،
في العمل الصاخب و الهادىء في مثل الوقت ،
حرك رقبته بتعب ليُردف : وبس هذي الورقة اللي معك آخر شي
بوسعود : طيب روح البيت شكلك تعبان وأتركهم علي اراجعهم
سلطان : لا بس ظهري تصلَّب من الجلسة
بوسعود رفع عينه : سلطان
سلطان أجابهُ بعينِيْه ، ليُردف عبدالرحمن : صاير شي بينك وبين عبدالمحسن ؟ قبلها مع الجوهرة والحين عبدالمحسن !!! ماودي أتدخل بحياتك بس بعد أكيد ماراح أشوف هالتوتر اللي بينكم وأسكت
سلطان تنهَّد : يتهيأ لك
عبدالرحمن : علي هالكلام ؟
سلطان مسح وجهه بيديْه : كلم أخوك وبتعرف أنه مافيه شي
عبدالرحمن : ذكرتني بتركي ، مدري وش بيسوي فيني هالمجنون عرس ريان قرب ولا يرد ولا حتى فكَّر يكلمنا .. الله يهديه بس ... أخرج هاتفه ليُعيد إتصاله على تُركي.
سلطان صمت ليقف : أنا رايح .. تآمر على شي
عبدالرحمن المُنشغل بهاتفه : سلامتك
سلطان أخذ هاتفه و مفاتيحه مُتجهًا لسيارته و في عقله لا يُفكِر إلا بالتوجه لمزرعته ،
،
في غُرفتها لم تخرُج منذُ الصباح تُفكِر بحديثِ رتيل و كلماتِها ، مازالت مصدُومة من أنها زوجة عبدالعزيز و شرعيًا ! لا تُصدق بأنَّ ما بينهُما مُباح و ليس كما تصوَّرت ! مازالت لا تُصدق بأن رتيل تزوجت ! ومن عبدالعزيز ! كيف حصل كُل هذا بهذه السلاسة ؟ لم أتوقع يومًا بأنَّ أبي يفعلها بإحدى بناتِه ! يالله ماذا يحصُل ! من المستحيل أن أبِي يختبرني طوال هذه الفترة ! مرَّت سنة وأكثر منذُ أول مُباغتة من المجهول إليّ ، سنة بأكملها مستحيل أن يكُون خلفها والدي !! يالله لا أستوعب لو انه فعلاً أبي بذاته هو خلف كل هذه الرسائل و الهدايا !
بدأ قلبُها بالنبض سريعًا و الأفكارُ تتشابك عليها ، كل ماهي واثقة به الآن أنَّ شيءٌ في البيت يجلبُ الجنون !
من يكُن خلف هذه الرسائل ؟ لكن سمعته ، سمعتُ صوته والله ! لا من المستحيل أن يطلب أبي من أحدهُم أن يُكلمنِي ؟ و لكن رضاها على رتيل !! يالله يا " يبــه "
مسكت رأسها والصُداع ينهشه من كثرة التفكير ، غير مُصدقة لما يحدُث في حياتها ، هُناك أمور لا تفهمها وفعليًا هي لاتعرفُ كيف تفهمها ،
كيف أرخص أبي رتيل بهذه الصورة ؟ والله هذا مالا أستطيع تصديقه ، و نحنُ المغفلات لاندري عن شيء .
لو عُذر واحِد يشفي حُرقة رتيل ويسدُ ثقب أسئلتي !! عُذرٌ واحد رُبما يقنعنا .
أتجهت للجُدران التي تُزيُّنها لوحاتِه ، أخذت تنزعُها و تضعها فوق بعضها البعض ، أخذتها ووضعتها أسفل سريرها حيثُ الغبار يرتمي على كُتبٍ قديمة مُخبأة هُناك ،
رفعت عينُها للباب الذِي يُطرق ، : تفضَّل
دخلت سليمَة بكيسٍ أنيق من اللونِ الأبيض ، رفعت حاجبها : وش هذا ؟
سليمة : ما بعرِف
عبير أقتربت منها : مين جابه لك ؟
سليمة : هادا يجي هندي ويسلم حق سايق برا
عبير أخذت الكيس : طيب خلاص
سليمة أنسحبت بهدُوء لتترك عبير في غيمة مُضطربة لاتعرفُ جفافها من بللها !
فتحت الكيس لترى كتاب زمانُ القهر علمني لفاروق جويدة ، رمت الكيس لتفتح أول صفحة و بخطِ يده غرقت " إذا كنتُ قد عشت عمرى ضلالاً فبين يديك عرفت الهدى "
شعرت بأنَّ الأكسجين يختفِي و أنَّ لاوجُود للهواء ، قلبُها ينتفض وهي تقرأ ما كتَب وخطُ يدِه أربكها حدُ التجمُد ! جلست و الأفكارُ مازالت تتشابك ! هذا ليس ذوقُ أبِي بالكُتب لكن أشعُر بحُبِه ! من المستحيل أن يكُن زيفًا !!
،
جالِسَــة وبين يديْها جهازُ الأيباد ، تنتظِر بملل الضيفُ الثقيل !
رفعت عينها أمام الباب الذِي يُدلف ، أستعدلت بجلستها ليستقيمُ ظهرها و تبتسم : يا أهلاً
جلسْ سعد بتقزز منها : تدرين أنك تلعبين لعبة ماهي قدِّك !!
أمل بلامُبالاة : والله عاد أنتم بديتوها !! ماكنتم واضحين من البداية ! فجأة أكتشف أنه ..
سعد قاطعها بحدة : ما لك علاقة بهالموضوع ! ومالك دخل فيه من الأساس ! هذا الشي يهم غادة و عبدالعزيز بس أما أنتِ وش تفرق معك إذا عرفتي من البداية أو من الحين
أمل : تفرق كثير !! أنا وش ذنبي أقول كلام لغادة وبعدها أكتشف أنه غلط !! وبعدين تقولون لي ببساطة والله تعاملي معها زين ولا تخلينها تبكي و يا ويلك من فلان الفلاني إذا عرف أنه غادة متضايقة و كله تهديدات بتهديدات
سعد بهدُوء : مين اللي سلمك الفلوس ذاك اليوم ؟
أمل بعصبية : وأنت مالك علاقة تسألني !! سويت شغلي زي ماطلبتوه مني لكن بالنهاية أنا ماني مسؤولة عن أكاذيبكم عليها وعلى غيرها !!
سعد : جننتي البنت وتقولين منتي مسؤولة تدرين أنه سلطان متحلف فيك !! وفوقها بعد بوسعود عاد تخيلي أنتي الوضع بوسعود الحليم يعصِّب !!
أمل أخفت إرتباكها : أصلاً هم مايعرفون عني شيء ! لاتنسى أنهم يحسبوني أمها الله يرحمها
سعد بعد صمت لثواني : وأنا مستعد أقولهم أنك منتي امها وأنه ..
أمل بخبث : وأنه أيش ؟ أنه مقرن متفق معك عليهم !! ... أستغفر الله بس ماأحب أتشمت لكن بصراحة ياشينها قدام بوسعود و بو بدر لو عرفوا !
سعد : تآكلين تبن وتسكتين لا أدفنك في مكانك الحين وتعرفيني زين إن قلت شي أسويه ولا عليّ من أحد
أمل صمتت و الخوفُ يُرعش قلبها
سعد : كل شيء تنسينه تسوين له مسح من مخك ولا بيصير لك شي ماظنتي بيعجبك ولا بيعجب الكلاب اللي وراك
،
أرتدى ثوبـه الأبيض ذو طلةٍ كلاسيكية ، يعتلِي رأسهُ شماغٌ أحمَر ، بأصابعه هذَّب شُعيرات سكسوكتِه السوداء التي تعكسُ بياض بشرتِه التي تميلُ للسُمرَة ، وضع قلمه الأسود والمحفُور به بطريقة عُثمانية " عبدالله القايد " أخذ محفظته السوداء و هاتِفه – جالكسي – و نزل بخطواتٍ سريعة للأسفل و رائحة العُود تسبقه لأمه .
.
.
.
أنتهى قسمت البارت على أساس أنه هذا أقصر و أقل عشان مايكون البداية دسم وتزهقون في الثاني :$
شويّــات وينزل البارت الثاني.
لا تشغلكم عن الصلاة
*بحفظ الرحمن.
الجزء ( 47 )
،
أرتدى ثوبـه الأبيض ذو طلةٍ كلاسيكية ، يعتلِي رأسهُ شماغٌ أحمَر ، بأصابعه هذَّب شُعيرات سكسوكتِه السوداء التي تعكسُ بياض بشرتِه التي تميلُ للسُمرَة ، وضع قلمه الأسود والمحفُور به بطريقة عُثمانية " عبدالله القايد " أخذ محفظته السوداء و هاتِفه – جالكسي – و نزل بخطواتٍ سريعة للأسفل و رائحة العُود تسبقه لأمه
والدته : تبارك المساا
ضحك لينحني مُقبلاً رأسها : متبارك فيك يا أميمتي ...
أتته الصغيرة ذات الشعر البُندقي والبشرة البيضاء ، تركضُ بخطواتٍ متذبذبة ، فتح لها ذراعيه لتدخل بها : هلا بشيخة البنات كلهُم
والدته تسكبُ له القهوة : كل هالكشخة لمين ؟
أبتسم فيصل ليُردف : معزوم
والدته أبتسمت والتي لا يتضح عليها عُمرها أبدًا إبتداءً من شعرها البنِي المرفوع نهايةً بجسدِها المشدُود : و ولد عبدالله مايقولنا وش هالعزيمة ؟
فيصل وهو يُلاعب رِيفْ بيديْه : معزوم على تمايم ولد ريانة حبيبة قلبك ! *أردف كلمته الأخيرة بضحكة*
والدته بدهشة : منصور تزوَّج !!
فيصل : والله يا أميمتي أنك غايبة عن هالعالم ! تزوج وعنده بزر وحتى يوسف تزوَّج
والدته : ماشاء الله ، الله يوفقهم ويهنيهم
فيصل بهدُوء : ماصارت ! عازلة نفسك عن العالم وناسك وحبايبك .. خلاص أطلعي وونسي روحك !
والدته بمثل هدوئه تُضيِّع الموضوع : عطني ريف لاتوصخك ....
فيصل تنهَّد ووقف : تآمرين على شي ؟
والدته : سلامتك وأنتبه على نفسك
فيصل قبَّل كفَّها المُعطَّر بالجنَّة : إن شاء الله . .
خرَج و ركب سيارته البي آم دبليو السوداء ، نظر لنفسه بالمرآة و عقله يغيبْ لأحداثٍ يكرهُها ، أولُ لحظةٍ شتم فيها عبدالرحمن آل متعب و أولُ كلمةٍ سيئة لفظها بوجهِ سلطان بن بدر و أول حقدٍ نفث به على وجهِ عبدالله اليُوسف والِد منصُور .
لا ينسى أبدًا عندما قال لسلطان العيد في وجهه و أمام الجميع " راح أخليك تترجاني " يالله يا وقاحة تلك الكلمة و يا وقاحة نفسي حين قُلتها له .
كل الأشياء السيئة كانت ترتطمُ به عندما توفى والِده إثر التدريبات و ترك كُل الذنب عليهم ، قطع علاقتِه بتلك العوائِل رُغم حبه لهم سابقًا ، قبل سنةٍ تقريبًا تبدَّل الحال و رُغم ندمه على بعض أفعاله التي فعلها بأشخاص لاذنب لهم سوى إرتباطهم بتلك العائلة إلا أنه تغيَّر عندما تعرَّف على شخصٍ أستطاع أن يجعلُ منه شخصًا آخر ، و لأجل هذا الشخص أنا هُنا في الرياض ، قريبًا جدا سأُصلح الأخطاء و سأردُ دين هذا الشخص .
تمتم : يارب أشوفك يا ناصر
،
رسالةٌ قديمة على البريد الإلكتروني تحمل تاريخ 17/12/2009 ،
" رتابـة الأيام تشطُر الحياة سوادًا ، تعال إليْ في مثل يومٍ كهذا أشتهِيكْ كالسماء و أكثر "
ترك حاسُوبه الشخصي ليبحث في الأرفف عن أقراصِ دائريـة تحملُ له الذكرى و تُشبع شوق نظره إليْها ، لايعرفُ لماذا كان يُحب أن يصوِّرها دائِمًا رُبما لأنه يخشى فقدانها لذلك أراد أن يحتفظ بها ، لم يكُن شغوفًا بالتصوير كحالته معها ، كانت شيءٌ إستثنائِي يوثق به حتى الأشياء البسيطة ، تلك الأشياء التي تتركُ في قلبه عمقٌ لا يُسَّد بسهولة ، من يحفظُ الذكريات كثيرًا يخافُ الفُقد ،
أدخل السي دي ليجِد أن الفيديُو مشوشًا ولا يعمل ، شتمُه كأنه إنسانٌ واقِف أمامه ليُدخل السي دي الآخر و فتح له على صفحةِ بياضٍ مُمتدة من قلبها ،
" تُخرج لسانها بشغب و من خلفها ربيعُ باريس الزاهي ، وضعت نظارتُها الشمسية مُردفة : عادي أفصخ حجابي دام مافيه أحد ؟
ناصِر الممسك بالكاميرا : طبعًا لأ
غادة تنزعُ الحجابْ بهدُوء ليتراقص شعرها على كتفيْها والهواءُ يُداعبه ، المكانُ الأخضر جنَّـة تخلُو من الجميع الا ظلالِهم : في قلبك موافق وهذا يكفيني
ناصر : على كيفك قررتي أني موافق !! ...
سارُوا للداخلِ أكثر مُبتعدين عن الأطراف التي توازي الطُرق ، ألتفتت عليه : صورني وبرسلها لهديل عشان تتحمس و توافق على اللي خاطبها
ناصر بضحكة : مين خطبها ؟
غادة : ماأعرفه بس ولد السفير وأبوي مدحه وطيَّره للسماء بس عيَّت تقول ماأبي آخذ واحد عنده ميول سياسي
ناصر بحماس : عبدالعزيز وش قال ؟
غادة : كنك داري ههههه قام يتطنز عليه طلعه ولا شيء !!
ناصر : لأن هو ذاك اليوم مع عادل يقول إذا قررت أتزوج بتزوج بنت شخص بسيط ماراح أتزوج بنت واحد عنده منصب مهم ! وحتى خواتي ماراح أرضى تتزوج واحد ولد شخص مشهور ولا شخص له منصب كبير
غادة : أصلا كل يوم أكتشف في عبدالعزيز عقد بشرية في مخه !! أمس أقوله أنت ولد شخص مشهور وله منصب سابق يعني ممكن فيه ناس تشوفك بهالمنظور قام ضحك وقالي أنا حالة إستثنائية
ناصر : بذكرك باليوم اللي راح يجي ويتزوج وحدة توازيه في المستوى الإجتماعي
أنتهى الفيديو ، يالله لو أكملناه لثواني لو للحظاتٍ بسيطة فقط لأراها أكثر لأسمَع أحاديثٍ أخرى ، لو فقط يا غادة تأتين كالحلم و أراكِ .
،
دخَل سلطان وكعادتِه رمى سلاحه الشخصي مع مفاتيحه على الطاوِلـة الخشبية و أتجه للغرفة العارية من كُل شيء وتضمُ تُركي ، أتجه خلف الكُرسي المربوط به وفتح قيْدِه ، جلس أمامه بصمتْ ،
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك