رواية وصية قلبت حياتي -6
بعدما اطمأننت على صحة المصابين ... عدت أدراجي إلى المنزل ... ووجدت خالتي لطيفة
تنتظرني بقلق ...
- خيرا يا ولدي.. ما الذي آخرك ؟؟
- لا عليك يا خالتي .. كنت في المستشفى مع أفراد أصيبوا بحادث ..
- وكيف هم الآن ؟؟
- الحمد الله ... المريضة ذات الأصابة الخطرة تعدت الخطر .. والأخريان يبدو إن حالتهما
ليست بذاك الخطورة ....
استأذنت من خالتي كي أنام فأنا مستيقظ من الفجر .. آثرت الصمت ولم اخبرها وقلت دعها تنام
وفي الغد اخبرهاااااااااا..
- الحمد الله على سلامتك عزيزتي سمر ؟؟
- سلمك الله أمي ؟
- أمي اخبريني كيف مؤيد ورباب ارجوووووووك ؟
- الحمد الله كلاهما بخير ...
- أريد ان أراهما ...
- لااااااااا أنتي بحاجة إلى الراحة ..
- أرجوك أمي فقط اطمئن عليها ...
- قلت لك لاااااا حالما تصبحين بخير ترينهما ....
كانت نورة وسعاد يتناوبون على رباب وسمر ومؤيد ...
وقلوبهم ممزقة بينهم وعلى الأخص رباب ...
إذن الفجر ..
وهناك قلوب تتضرع إلى الله
- الهي اشف لي رباب يارب أحفظها من كل سوء ...
يارب .... لا تخذلني .
.بعد هذه الكلمات ..نهضت سعاد من السجادة ... وأمل انبثق فيها ...
مؤيد
فاق أخيرا وقام بسرعة يبحث عن رباب وسمر ...
سار بخطى واهنة .. وقلب خائف يارب سترك ..
وفي الممر وجد ممرضه فسألها مستفسرا عن رباب وسمر
طمأنته إن الأمور على خير مايرااام ....
توجه لسمر فوجد والدته التي هشت حينما رأته وبكت متحسسة جسده
- بني هل أنت بخير ؟؟
- نعم يا أمي الحمد الله كما ترين ليس بي بأس مازلت على قيد الحياة ..
- اذكر الله يا ولدي .. ما هذا الكلام ؟
- سمر حبيبتي الحمد الله على سلامتك ؟
- سلمك المولى .. بل أنت الحمدالله على سلامتك ..
- ماهذا الذي أراه في جبهتك ؟
- أنها كما ترى يا أخي جروح بسيطة ..
- الحمد الله عدى الأمر على خير ..
- سأذهب إلى رباب
- مؤيد خذني معك ؟
- لالا تذهبي ارتاحي إنا سأطمئنك عليهااا
- وأنا سأذهب معك ..
ذهبا إلى حجرتها وشعور غريب يتسلل إليه ..
لكنه دهش حينما رأى هذا الشاب الواقف عند باب حجرتها ...
شعر بالغيرة .. بالقهر ...
فصرخ به ؟
- هيه من أنت .. حتى تدخل عليها هكذا ...
- بل من أنت ؟؟
- ماذا؟
- بأي صفة واقف عند حجرتها ؟...
بصفتي ابن عمها وزوجها المستقبلي ..
- من خاااااااااااالد ...!!!
- نعم خالد .يوسف ..
- .. وحتى لو كنت ابن عمها بأي حق تدخل عليها ...
- قلي أنت بأي حق قادم اليها ..
- ولد خالتها واقرب المقربين إليها ..
-
- اسمع ... احتفظ بما تبقى من صحتك وحياتك ...ولا أراك هنا مرة أخرى ...!!!
كاد أن يكون شجارا حادا بينهما لولا تدخل نورة بينهم .. وقد ذهلت حقا بأن هذا هو خالد ....
انصرف خالد وهو هائجا ً لأيه يخشى أن يرتكب فيه جريمة قتل .
لم يكن هو من النوع العدائي ... لكنه اذا شعر احد أن أحدا استفزه لم يرحمه ..
دخل مؤيد إلى الحجرة بعدما غطت سعاد ابنتها واطمأن عليها
.. وكم يشعر بالندم ... بالأسى لأنه هو من تسبب في حالتها
كم يتمنى الآن أن يمسح على شعرها ... أن يبقى طوال الوقت بجانبها ..
وكم يشعر بسكاكين تغرس في صدره ... الغيرة تحرق قلبه وتمزقه أربا أربا
من هذا الخالد الدخيل .. يظهر فجأة ويقول أنا ابن عمها وزوجها المستقبلي ...
يا للقهر ... وضرب بيديه على الجدار بأقصى ما يملك وكأنه يفرغ شحنته بهذه الضربة .
...
وقد اثار استغراب والدته وخالته !!
خرج من الحجرة بائس ...مهموم ... وتوجه إلى حجرته كي يرتاح من المجهود
الذي بذله وهد كيانه .....
لم يهن على خالد أن يترك رباب وأهلها في المستشفى بلا رجل يقف معهم
فاستيقظ بعد ساعتين من النوم العميق ليجد مؤيد ويحصل ماحصل ...
ألح على سعاد إن تأتي وترتاح في بيته ويأتي بخالته لطيفة لترافق عند رباب
.. لكنها رفضت ,, ووعدته بتلبية طلبه بعد أن تشعر بالإنهاك والتعب ...
كتب الطبيب لمؤيد وسمر بالخروج ....ذهبت نورة وأبنائها الى منطقتهم بعد إلحاح
من سعاد بأن يتركوها عند ابنتها رباب .فهي قلقة على أبنائها وتريد
من أختها إن تطمئن عليهم ,,,,,,,,
خالد سارت خطاه إلى البحر ,,, المكان الذي تستقر فيه نفسه حين الشتات
أخذ يفكر في حالته ..... واستغرب من نفسه كيف قال لمؤيد هذا الكلام
( أنا زوجها المستقبلي ) وضحك ساخراً يبدو إن العقل الباطن قد تبرمج
على هذا الأمر واقتنع به بينما قلبه يأبى ذلك وكيف يقتنع وقد تركته
هناك في تلك البلاد البعيده .... ما دفعه لهذا القول هو شعوره بالمسؤولية على عاتقه
ورجاء والده أن يهتم بها ...
عاد إلى المستشفى ليلح على سعاد أن تأتي معه المنزل كي ترتاح بينما
سيذهب هو للاطمئنان على رباب وسيأخذ معه خالته لطيفه ..
رضخت لطلبه فهي في غاية التعب .... وفي الطريق أخذت تتأمله سبحان الله
كم يشبه والده يوسف رحمه الله ... كأني أراه الآن أمامي ...
هناك حيث الهدوء وصوت طنين الأجهزة يخترق سكون المكان ...
فتحت رباب عينييها واستيقظت فزعة .. أين أنا ... ؟؟؟؟
عاد إليها مشهد الحادث حين اعترضتهم سيارة يقودها شاب طائش
في طريق فرعي ليصطدم بهم ...ولا تدري بعد ذلك ماالذي حدث ؟
لترقد أسبوعا على السرير الأبيض وهي غائبة عن الوعي ... دخلت عليها والدتها وقد دهشت
حينما رأتها مستيقظة فاهتز المكان ببكائها وصوت حمدها لله وشكرها له ..
- أمي أين سمر ومؤيد ؟
- هما بخير لا تقلقي ... عادا إلى منزلهما ...
تنفست بارتياح بالرغم خوفها من أن أمها قد لا تقول لها الصحيح ...
علم خالاتها بخبر إفاقتها وتوالت الزيارات عليها مهنئين ,,
شعوره مختلط لا يعلم كيف يصفه
رهبة .. وتردد ..
رهبة منها وكيف يا ترى كيف ستكون المواجهة بيننا ...
وتردد أشعر أني اقتحمت عالمها عنوة .. لأن والدي من فرضني عليها ..
لكن سأدخل .. فأنا المسؤول عنها حتى ولو لم اتقبلها !...
حينما خلا المكان من الزائرين ... طرق الباب طرقا خفيفا ...
لتذهب سعاد ولترى خالد ..
- رباب حبيبتي هناك زائر يريد أن يزورك ..
- من ؟
- خاااااالد ...
..
الجزء ( 8 )
الشروق
ماذا يعني لكم ؟
لابد انه يوم قادم محمل بالتفاؤل والتباشير .. شمسُ تبزغ وأمل يشرق ..
لكنه بالنسبة لي غير ذلك تماماً ..
انهـ مصير مجهول ومستقبل غامض لا أدري ماالذي سيحل بي في الساعات والدقائق القادمة ..
أنني على عجبِ من أمري ومن تغيري
لم أكن كذلكـ كنت
أمل تدب الروح في كل يائس .. أبث العزم والأنس في قلوب بئيسه ..
أحداثُ سنةِ من الزمان صيرتني شخصاَ آخر ,, غير الأول ..
ينظر للمستقبل بنظرة ملؤها الحذر ... باختصار شخص نضج قبل آوانهـ ......
أراقب الشروق من نافذة حجرتي التي تسلل إليها الشعاع من خلالها وصوت طنينـ الأجهزة الكريه يخترق أذناي يشُعرني بالوجل والرهبة ..
غارقة في البياض الذي أبُصره سواد .!!
أزفر بملل متى يُوذن لي بالخروج من هنا .. فأعود لنسيم الحرية بدلا من القيود المفروضة هنا ..
لابد أنكم تتحرقون شوقاً لمعرفة تفاصيل لقائي بخالد ...
حقيقة فوجئت وبقوة حينما أخبرتني والدتي بالزائر الغريب ..
الدهشة ألجمت لساني .. كيف ذلك يعني انه عاد من دراسته وستبدأ الأحداث بيننا ياالهى ....
أومأت برأسي إيجابا أن دعيه يدخل .,.,.,.,
ورأسي تملؤه الأفكار والمخاوف ..
لم أكن أرغب بأن يراني وأنا على هذا الحال ..
طريحة الفراش .. خائرة القوى ..
قولوا لي بربكم كيف يحدث ذلك ؟!!
لم تكتمل تساؤلاتي وحيرتي إلا وبه يدخل ..حاملاً معه باقة جميلة من الجوري وعلبة فاخرة من الشيكولاتة ..
- السلام عليكم ورحمة الله ..
- وعليكم السلام ...
- كيف أنتِ اليوم يارباب ؟
- بخير كما ترى ..
- الحمد الله على سلامتك ..
- سلمك المولى من كل شر ..
- لقد أخبرني الطبيب للتو ..أنكِ عن قريب ستخرجين من هنا ...
- صحيح ؟
- نعم ..
- كيف هي خالتي لطيفة ؟
- أنها بخير وتلقي بالسلام عليكِ ودت لو زارتكِ اليوم ولكن ضيوف أتوها الليلة ..
- جزاها الله عني خيراً لقد تعبت معي في الفترة الماضية لا أدري كيف أشكرها ..
- لا داعي للشكر ياابنة عمي فنحن أسرة واحده ...
-
- ( لا أعلم بما أجيب فكلمته هذه قد صبغت وجهي باللون الأحمر )
هل تأمرونني بأمر ما ؟
سعاد – جزاك الله خيرا لم تقصر معنا بشي يا ولدي .... بارك الله فيك...
وأنتِ يارباب ؟
لا شئ شكرا لك ياخـ ـ الـ د ...
خالتي سعاد ....أود أن أحدثك في الخارج ..
حسناً يا خالد .. سألحق بك الآن ...
- خالتي سعاد ... يسرني أن تمكثوا عندي بعد خروج رباب كي ترتاح من عناء السفر .. فالطبيب أخبرني أنها لا ينبغى أن تسير طويلاً في الطريق ..
- بارك الله بك يا بني أعتقد أن الأمر في غاية الصعوبة فهناك أطفال ينتظروني وبيت وزوج ..
- إذن ترعاها خالتي لطيفه ...
- لااااااااااا يا بني بمفردكما انه أمر صعب جدا ..لا أرضاه عليكما ..
- خالتي لن نكون بمفردنا لأنني سأبيت في الملحق الخارجي ولن أتواجد إلا وقت النوم .. ولن أجبرك على شئ .. ما قلت ذلك غير حرصا ً على صحة ابنتك ..
- أصيل يا خالد مثل والدك رحمه الله ..
- رباب ستعود معي حيث اعتني بها ..
- حسناً أنتِ وما تريدين ..
.....
أصابتني جرأة غريبة فلم يصيبني ذاك الحياء السابق .. لأني تأقلمت مع الوضع تماما ً ...امممم سبحان الله لقد ذكرني بعمي رحمه الله
كأني أراه أمامي ..
أخبرتني والدتي بما جرى بينهما ليلة أمس حقيقة سعدت وأكبرته بعد موقفه وان كنت لازلت أخشاه ..
لكن استغربت لماذا هذا الحرص منه ..
إنني استبعد وبقوة أ ن يكون حبا ً ربما هو شفقة وتأدية واجب لا أقل ولا أكثر ..
- مرحبا
- مرحبا حبيبتي سحر
- اشتقت إليك كثيراً
- وأنا أكثر منك ..
- أشك في ذلك يا خالد ..
-
- ولم تشكين عزيزتي ؟.
- لأنك تبدو انك نسيتني حينما رأيت اهلك أليس كذلك ؟
- أي أهل يا سحر .. انكِ واهمة .. هي مجرد ظروف أشغلتني هذه الأيام لكنها لن تبعدني عنك مهما جرى ...
- لا اصدق ذلك أتجعل الظروف تقاطعني وأنا ثم ( أجهشت بالبكاء ) حبيبتك ...
- أرجوك إلا دموعك فأنأ لا احتمل ذلكـ ...لا تدعيني أغامر وآتيك الآن فوراً ..
- لا داعي لأن تغامر لأنك لو اشتقت إلي حقا سوف تأتي ..رغما عنك
- سحر يبدو انك لا تعلمين أي الم يسبب لي كلامك أنكِ لا تثقين بي مطلقا ...
- اسأل نفسك أولا ..
- أعدكِ إذا ما تحسنت ظروفي سوف أعيد النظر في مااتفقنا عليه ...
- والآن أنا مضطر لإنهاء المكالمة ...
.....
واهاً يا سحر ليتك تعلمين حجم محبتك في قلبي ,, إني أعشقك كثيرا ..
و لقد وقعت في كارثة لا أدري ما نهايتها .. اجزم لو عرفتِ لأقمتِ الدنيا ولم تقعديها !
لكن لن أفرط فيك ولو اضطررت للجمع بينكما أنتِ وابنة عمي !!
سحر
هي زميلتي في الدراسة أحببنا بعضا حباً جارفاً لم تهزه الأعاصير.. في البداية أسرتني بجمالها الطاغي ... أنها حقا تخلب اللب وتأخذ بمجامع القلب ومع الأيام بدأت انجذب لمرحها وكوني كنت هناك مكبلا بالغربة فقد وجدت فيها ما أفتقده ... ثلاث سنوات من العلاقة القوية توجت بعقد القران ..وبدون علم والدي طبعا .. فقد حدثته مراراً وتكرارا ولكنه كان يرفض وبقوة .. لكنني في الأخير خشيت أن تطير من يدي .. فعقدت قراني وعقدت معه العزم أن أقنع والدي في الأمر حين عودتي ..
واقتنعت بفكرة أن والدي سوف يقتنع مع الأيام فمن المؤكد انه تهمه سعادتي ... ولكنــ
كل ما بنيته ذهب أدراج الرياح .. وسعادتي الآن على شفا حفرة ..حفرها لي أبي (رحمه الله ) ..
ولن أخذلك يا والدي سوف أحقق وصيتك ولو على أنقاض سعادتي ..
أما أنتِ يا رباب .. مجرد وصية علي تقبلها ولا أحمل لكِ في القلب أي شعور ,, سوى شعور قريب لقريبته ...
.....
لم أخبركم أن شخصاً مهماً قد زارني في المستشفى ..
تتوقعون من ؟
انه خالي فيصلـ
فوجئت به وهو يدخل علي ..
فلم يكن موجودا وقت الحادث بل كان في رحله بريه مع أصحابه ..
رأيتُ في عينيه نظراتِ عتاب .. ندم .. وغيظ ...
احتضنني بحنان وقبل بين جبيني ..
_ حمدا لله على سلامتك يا الغاليه ..
_ سلمك المولى يا خالي ..
لا أصدق انكِ بخير .. كدتِ تدفعين حياتكِ وحياة أبناء أختي ثمناً لطريق مسدود ..
لكن الطريق المسدود يا خالي هو من أنقذ حياتي أليس كذلك ( رمقته بنظرة ثاقبه )
حدق فيٌ وعلائم غضب تلوح على محياه وهو يجاهد على كتمانها ..
شئ مفروض أن يفعل ذلك لابد أنه كان يشعر بالذنب تجاهك ..
أي ذنب يا خالي هو أصلا من البدء لم يكن يعلم أني ابنة عمه ..
المهم يارباب .. لا تدعي موضوعاً كهذا يفسد ما بيننا هذا الموضوع لن يتم فهمت ؟!..
أو مازلتَ مصرا على رأيك ؟! ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك