بارت من

رواية الريم اللعوب -3

رواية الريم اللعوب - غرام

الجزء التاسع :


جاوبها مشعل بصوت كالفحيح " انتي وشو هاه ..؟
"أنا مو ..
نظر اليها مشمئزاً ومفجوعا بهذا الكلام ليتركها بقسوة ويخرج من الغرفة صافقا الباب خلفه كالعادة لاتعرف حنين مابه أو لماذا انسحب بسرعة دون ان تكمل كلامها ؟؟
توجهت الى الحمام لتبدل ثيابها وترمي بنفسها على السرير لتغط بنوما عميق بعد ان اخذتها الافكار والكوابيس المرعبه
استيقظت مبكرا ولكنها لم تجد مشعل بجانبها كالعادة ولكنها استحمت وارتدت ملابسها وتوجهت الى الصالة فرأته نائما بملابسه وممددا على المقعد الضيق
تقدمت منه لايقاظه فنادته ومن اول مره استيقظ فنظر بعضب اليها ثم تحولت النظرة الى اشمئزاز هذه النظرة رأتها بالامس في عينيه ولكنها لم تناقشه بذلك بل قالت له ببراءة تاامة "مشعل ليه نمت هنا الكنبه ضيقة مره عليك ؟؟
نظر اليها ليقول "انام بجهنم ولا انام بجنب وحده مثلك ! ونهض بسرعة الى الغرفه وسط دهشة حنين التي لاتعرف ماذا دهاه ؟ هل يقرف من المرأة التي عندها عذر شرعي ؟أم ماذا جرى له ؟
جلست على الكنبه وهي تسمع تدفق الماء بالحمام وظلت تفكر وتفكر وتقلب الافكار بمخها وأخيرا استرخت وغفت محلها ولم تصحو الا على هز عنيف بكتفها لتنظر الى مشعل الذي يقف أمامها بشكل مخيف مرعب
"مانمتي زين والا ايش ؟
ردت ببراءة "مدري ايش فيني اول مره انا دوم متعودة اصحى بدري
مشعل " طيب قومي افطري
كان وهو يخاطبها تفور من عينيه شرارات الحقد ولكنها تركته ولم تجادله بنظراته بل توجهت الى طاولة الطعام لتتناول افطارها بشهية فهي لم تتناول العشاء بالامس انتبهت الى ان مشعل يحدق بها فنظرت اليه لتقول "مشعل انت غريب اليوم ايش فيك ؟
مشعل " افكر لك عين بعد تفطرين وتتكلمين وتضحكين عااادي ماكأنك سويتي شي ؟
حنين " مشعل ايش فيك انت تقرف والا ايش ؟
مشعل "ههههههههه الا هذا قمة القرف انا ابتليت بوحده اه بس ايش اقول كلي بس وانثبري ؟
ابتعد الى الغرفه تحت نظرات حنين المتفاجئة من طريقة تفكيره التقليديه امعقول ان مشعل من فئة الجاهلين اللي يقرفون من هذه الطبيعة التي هي من الله في المرأة تركته بمعتقداته دون ان تناقشه ظهر مرة اخرى من الغرفة ليقول لها "أقول جهزي حالك رايحين ابحر
هزت رأسها دون التفوه بكلمه وهكذا توجها الى الشاليهات بأبحر الشمال والجو الجميل على شاطيء البحر في اول خمسة ايام لاحظت حنين أن مشعل بعد نومه في غرفة منفصلة ايضا لايكلمها ولاينظر اليها بتاتا وهذا مازاد من حيرتها مشعل هل كرهها ام ماذا ؟
وهكذا مر الاسبوعين التاليين مثل الاسبوعين الاولين دون أي جديد بعلاقة مشعل بحنين بل زاد منه التجاهل لها
عند الرجوع أخبرها مشعل انهما سوف ينتقلان للعيش في بيت أهله وقد أفرح ذلك حنين حيث انها ستتنفس قليلا مع اخواته دون الحاجه الى الصمت امامه مضطره بسبب نظراته الكارهه لا تعرف ماذا تفعل امام كرهه لها وحقده عليها فهي لم تفعل مايجعلها مذنبة ولكنها لن تحاول التحدث معه او التباحث في موضوعهما لأنها تريد الابتعاد عنه فقط فياليت ذلك يكون سريعا!!
في طريقهما الى المنزل تكلم مشعل أخيرا "اسمعي في بيت اهلي كل شي راح يكون طبيعي بس اياني وياك تحسسينهم بشي والا انتي الا راح تكوني خسرانه ؟
لم تفهم حنين مامعنى ان تكون خسرانه ولكنها صمتت فهي تريد الابتعاد عن المشاكل من خلاله
عندما وصلا استقبلا وسط الترحيب والتهليل والحب من قبل والدة مشعل واخواته
والدة مشعل "هلا والله بعروستنا القمر نورتي حبيبتي وهاه البيت بيتك ولا تستحين وانتي يابنتي ماشترطتي بيت بروحك ففضل مشعل تكونوا بجناحكم
حنين "تسلمي ياخالتي وانا بيت بروحي ماابي لاني ابي أحد يونسني وطول عمري اتمنى يكون لي خوات وماراح القى أحسن من أروجه وبسومه
أريج وابتسام تقدمتا ليأخذاها بالأحضان وسط ضحكهما
أريج "خلاص خلينا نبقي شوي لمشعل
ابتسام اكتفت فقط بالابتسام فهي قليلة الكلام وتستحي من جرأة اختها اريج
مشعل "لا أخذو راحتكم ههههههههه
هاهي حنين تتفاجأ بضحكته بعد ذلك الصمت والوجوم الذي كان مسيطر عليه خلال شهر البصل وليس العسل
عندما انتبه مشعل لصمتها وتحديقها به قال"حنين ماودك تطلعي تشوفي جناحنا ؟
ردت بصوت هامس "طيب يلاا!!
صعدت الى الجناح بصحبته ولم تنصدم عند رؤيتها للجناح في قمة الفخامة والاناقه فصالة الجناح تحوي جلسة ايطالية التصميم بلون أحمر ملكي مع سجادة بنقوش ذهبية وامامها مكتبة عريضة تحوي انواع الكتب وفي منتصفها التلفاز
وانتقلت الى الغرفة الداخلية التي في قمة الذوق الرفيع فالسرير ذو القوائم المرتفعة تعلوها الستائر الشيفون الحمراء الرقيقة وطاولة الزينة الملكية ايضا اعجبت بها حنين
ورأت الغرفة الاخرى التي بها خزانة الملابس شاهدت ملابسها التي ارسلتها والدتها قبل مجيئها الى هنا مرتبة بشكل أنيق ايضا انتبهت الى الحمام الكبير والفسيح وهي سارحة بالتأمل فاجأها الصوت "أقول لاتحاولين تلقين عذر تراها غرفة ماقد حلمتي فيها ؟
حنين وهي ترى الغرور والتكبر في تقاطيع وجهه الوسيمة ردت عليه بثقة "والله انا القصور ماتغنيني عن امي وابوي واخواني فلو ترجعني من الحين لهم يكون احسن ؟
مشعل ربما لم يتوقع ردها فقال "أرجعك ؟ هههه ضحكتيني تبيني ارجعك عشان تاخذي راحتك وتهيتي مثل اول ؟
حنين لم تفهم كيف يعود الى ظنه السيئ بها فقالت "اهيت ؟؟ جد ماعندك عقل كيف أهيت انا انسانه متربية احسن تربية ومااسمح لك تقول عني كذا فاهم ؟
وابتعدت عنه الى داخل الغرفه ولكنه لحق بها ليقول "أقول انتي اعترفتي بعظمة لسانك ماجبت شي من عندي
ارتدت لتواجهه بنظرة مندهشه "أنا ؟ متى قلت لك اني هايته وانسانة منحطة متى هاه ؟
مشعل "ليه نسيتي لما قلتي انك مو بنـــ...
حنين لم تدعه يكمل بل انطلقت صارخة بوجهه .....

الجزء العاشر :


حنين لم تدعه يكمل بل انطلقت صارخة بوجهه "بس انت ايش تقول ؟ انت انسان غبي ماتفهم انا ماقلت كذا ولو انت فهمت كذا خليك غبي وودني بيت اهلى ودني مالي قعدة معك ؟
وسط ذهول مشعل بصراخها لم ينتبه لشتائمها التي قذفتها عليه فالذي فهمه منها انه كان سوء فهم ماحدث بينهما تلك الليله ولكنه عندما رأها تلقي بنفسها على كرسي الزينة لتبكي تكلم بصوت شبه منخفض"حنين انا فهمت اللي انتي قلتيه اول مره بس مدري انتي ايدتيني لما سألتيني اذا اقرف ؟؟ايه اقرف لما ماأكون الاول بحياة زوجتي والا انتي شايفة غير كذا ؟
حنين وهي تغالب دموعها المنهمرة "ايه بس انا كنت باقول لك عن العذر الشرعي ولانطقت ابد عن الكلام اللي انت فهمته بس ظنك السيئ فيا ماراح يروح عنك ابدا فمن الحين لو سمحت وديني بيت اهلي ؟
وقفت حنين تسوي عباءتها وشيلتها ومشعل مندهش ولكنه نطق أخيرا ليقول "حنين استهدي بالله خلاص سوء فهم وانتهينا وان شاء الله مايتكرر ؟
حنين "لا انا ماراح اسمح لنفسي اعيش مع واحد شكاك فاهم ؟
مشعل وهو يتنفس بعمق "طيب ايش اللي يرضيك غير بيت اهلك وصدقيني بانفذه لك بس ابعدينا عن كلام الناس اللي راح يضرك صدقيني انا ماراح اتضرر
حنين علمت ان مايقوله صحيح فهي من سيدفع الثمن لأنها هي في نظر الناس من سيكون الحق عليها فنطقت وهي تنظر الى عينيه بقوه "أنا بقعد بشروط ؟
مشعل وهو يغالب ابتسامه قد ظهرت على شفتيه الغليظتان "انا موافق قبل ماتقوليها بس اجلسي وعيّني من الله خير ؟
حنين جلست ووضعت رجل على رجل بثقة لاتعرف من اين اتت بها فهي الان بموضع قوة امام هذا الشخص الغامض"شوف شروطي يمكن ماتعجبك لكن من الحين اقولك ماراح اغيرها ابد ؟
مشعل بتوجس "قولي بس ؟؟
حنين "أنا محرمة عليك لين آخر السنة هذي وترجعني بيت اهلي وغير كذا ماعندي ؟
مشعل تفاجأ من شرطها ولكنه جاوب بجواب لم تتوقعه حنين ليقول "وأنا موافق بس ارتاحي
وخرج صافقا الباب خلفه كعادته ولكن هذه المرة بهدوء مميت لروح حنين التي استغربت من قوتها في طرح الشرط ومن رده الغير متوقع
استمرت حياة حنين ومشعل على روتين مميت هادئ غير مثير ابدا الا بين اهله واهلها فهي تحب اهله وهو يرتاح لهذا الشيء
وهو يحب رفقة اخويها الشابين وهما معجبان به وهذا الشيء جعل قلب حنين يرتعش كلما جلست معهم لتلاحظ نظرات مشعل الوالهة اليها ولكنها تتحاشاه
ولكنهما وسط تعليقات اخويها الجريئة كانت تفضل الانسحاب وكانا عندما يعودان الى جناحهما تدخل الى غرفتها لتقفلها لانها تعرف انها ضعيفة هذه اللحظات امام مشعل وشخصيته التي اكتشفت مؤخرا انها جذابة بشكل خطير فهو بالاضافة الى الوجه الوسيم يميل الى الفكاهة والضحك وحنون على اخواته اللاتي يذبن عشقا لاخوهن واللاتي لو اكتشفن مابين مشعل وحنين لكنّ طردن حنين بسرعة من حياة مشعل المثالي في نظرهن
ولكن هاهي الستة أشهر الاولى تمر بهدوء وبينما تعودا أن يذهب مشعل الى العمل مبكرا تجلس هي لترتب الجناح الذي منعت الخادمات ان يدخلننه فقط سمحت بغسيل وكي الملابس اما تنظيفه فهو من اختصاصها
تنزل بعد ذلك للجلوس وتناول الافطار مع والدة مشعل وأحيانا والده الذي تكون فترات الاعفاء من العمل كثيرة بحكم ان مشعل يقوم بها بالنيابة عنه وهو يرتاح نظرا لصحته التي تتدهور احيانا
أحباها والدا مشعل وكانا يقولان انها غالية مثل بناتهم وهي تفرح لذلك ولكنها تعود فتحزن عندما تتذكر اتفاقهما هي ومشعل الذي لم يبذل اي جهد للاخلال به فهو ملتزم به تماما انتبهت حنين انها تفكر بالاخلال بالاتفاق فأحمرت وجنتاها من تفكيرها الذي يقول لها انها هي من يريد الاخلال به الان
انتبهت الى الصوت الذي يقول "اللي ماخذ عقلك ؟
حنين اسقطت الكأس الذي بيدها وكأنها أذنبت عندما اتى مشعل وهي تفكر به
مشعل "بسم الله عليك ايش فيك ؟
نزلت حنين لتلملم الزجاج ولكن مشعل نهرها "اتركيه وليه جايبين الشغالات تعالي ابيك هنا بالصالة ؟
حنين بعد ان تمالكت نفسها نظرت اليه بنظره مرتعشه لتسأله "ايش جابك بدري خرعتني صاير شي ؟
مشعل "هههههههههه قولي انك مرتاحه من خشتي ؟ بس عالعموم انا جايك لأن أمي قالت تعااال حالاً قلت يمكن ابوي فيه شي بس طلعت تبينا انا وياك
يلا تعالي ؟
خرجت حنين مع مشعل الى الصالة حيث والداه هناك مبتسمان لهما
بادرت ام مشعل بالقول "هلا ...ان شاء الله اشوف عيالكم يسابقونكم يارب ...قولو امين ؟
مشعل وهو ينظر الى حنين "أمين يمه
ام مشعل" تعالو انتو كم لكم متزوجين ؟
مشعل " مدري أحسها ساعة واحده يمه
وهو ينظر الى حنين ويتحداها بنظراته الحالمه العاشقه
حنين "ست شهور ياخاله وبندخل بالسابع بعد كم يوم
مشعل بابتسامة "قاعدة تعدي لنا ؟
فهمت حنين ماقصده مشعل فهو يقصد اتفاقهما الذي سينتهي بعد خمسة اشهر بالضبط
تجاهلت ام مشعل نظرات الطرفين الغير مفهومة لتقول "طيب ومافكرتوا بالعيال ؟لايكون ياحنين وانا امك تستعملي موانع ؟
كانت ستجيبها حنين بالنفي ولكن مشعل قال بسرعة "ايه يمه انا طلبت منها تستعمل ؟ماابي طفل يجيني ويشاركني باهتمامها الحين القى كل شي يخصني جاهز ومرتب يعني لو فيه بزر اكيد ماراح ألقى الاهتمام اللي الحين والا شرايك حنونه ؟؟
حنين وهي تبلع ريقها بعد هذه النظرات والكلمات من طرف مشعل "ايه ؟ مدري انت اللي تشوفه ؟
أم مشعل "ياعيني ساحرها انت؟ اللي تقوله يتنفذ ؟؟
مشعل وهو ينظر الى حنين بنظرات تعرف هي وحدها معناها "والله حنونه ماني ساحرها لكن ايش ذنبي اذا هي تحبني وتسمع كلامي ؟هااه يمه ؟
وقفت حنين واستأذنت للذهاب الى جناحها لأنها لاتستطيع البقاء في هذا النفاق فهي تعرف انما مشعل يكذب فهو لايحمل لها سوى الحقد والكره ولكنها ستكمل الاتفاق لآخره دون تراجع
هاهي الآن تتجهز للذهاب الى حفلة خطوبة اخيها ولم يتبقى الا شهرين بخصوص اتفاقهما هي ومشعل
لا تصدق حنين انه مضى على زواجها من مشعل عشرة اشهر فقط فقد مرت سريعا صحيح انها لم تكن حياة زوجية طبيعيه ولكن الحياة ببيت حماها وعند أخوات مشعل ممتعه وحتى مشعل سبب شقائها هو انسان الحياة معه ممتعه ولكن حنين لم تتوقف عن سؤال نفسها اهي لا تجذبه اليها كأنثى ؟ أم انه وجد في غيرها مايسليه عنها ؟
عند هذه النقطة ابتدا عرق في اسفل عنقها بالنبض بقوة
وابتدأت حرارتها تعلو أمعقول أن مشعل يعرف غيرها ؟ لا تدري لماذا شعرت بنيران تستعر في جوفها ولكن تفكيرها قطعته أريج وهي تدخل لتقول "حنونه ايش راح تلبسي مانزلتي السوق قريب ؟؟
حنين "يمّه منك داخله كذا طيب تنحنحي ؟
أريج " والله انتي اللي مو حاسه انا دقيت اكثر من مره مع ان الباب مفتوح !!
حنين "راح ألبس فستان اشتريته مع الجهاز حقي شوفيه لونه موووف ايش رايك ؟؟
أريج "الله ؟؟ يجنن وهذا اللون بالذات عليك روووعه تبين تلحسين عقل مشعل ؟؟
حنين ابتسمت ابتسامه هادئه فقد أوحت لها أريج بفكرة ستعرف اذا مشعل لازال معجب بها
أريج "يابنت فين رحتي قاعده أكلمك ؟
حنين " مافي شي بس ابي اتجهز ممكن تطلعي ؟
أريج "على فكرة تسريحتك وماكياجك رهيب !! باااايو بروح ألبس؟

حنين بعد أن ارتدت الفستان نظرت الى نفسها بإعجاب فهي منذ فترة لم تظهر بهذه الجاذبية واللمعان الماكر في عينيها زاد من جاذبيتها فهي مصممة على الفكرة التي برأسها
رشت بعض العطر وتناولت هاتفها النقال لتنفذ بداية الخطة "ألووو مشعل ؟
مشعل " هلا حنين بغيتي شي ؟
حنين بصوت ناعم خطير " ايه ممكن توديني بدري عند أهلي ؟
مشعل " مو قلتي بتروحي مع أخوك ؟
حنين "أيه بس غيرت رأيي وأبيك انت توديني الا اذا فيها عطلة عليك ؟
مشعل وقد تغيرت نبرة صوته "لا مافيها لاعطلة ولاشي ألحين جاي البسي العبايه بس وانتظريني ؟
حنين "لا ماراح أنزل تحت تعال أول الجناح لأن احتمال تتأخر علي وماأبي الماكياج يخرب
مشعل "هههههههههه طيب جاي يلا باي
حنين بهمس " باي


وقفت أمام المرآة أكثر من مرة للتأكد من شكلها ورشت زخات من العطر أكثر من مرة وهي بقمة الحماس لرؤية تأثيرها على مشعل
وقفت أمام الباب تنتظر دخول مشعل ماإن اديرت أكرة الباب حتى بدأ قلبها بالخفقان وظنت أن صوت ضرباته تسمع على بعد ميل
وقفت مكانها تنتظر دخوله
دخل مشعل وتسند على حافة الباب ونظر اليها بهدوء ثم تحولت هذه النظرات الى شيء لاتعرفه ثم أغلق الباب دون ان يتفوه بكلمه
حنين بداخلها :
"قل لي ولو كذبا كلاما ناعما قد كاد يقتلني بك التمثال
مازلت في فن المحبة طفلة بيني وبينك أبحر وجبال"

وهو بنظراته يردّ عليها بداخله :
"لم تستطيعي بعد أن تتفهمي أن الرجال جميعهم أطفال
إني لأرفض أن أكون مهرجا قزما على كلماته يحتال
فإذا وقفت أمام حسنك صامتا فالصمت في حرم الجمال جمال "

كان يتقدم نحوها ببطء فتكلمت هي بمرح "مشعل ايش رايك بشكلي ؟
أكملت كلامها بالدوران حول نفسها وعندما توقفت عن الدوران لاحظت ان مشعل اقترب منها الى درجه كبيره فقال لها بهمس وأنفاسه الحاره تحرق وجهها "قمر !
قمر ياحنونه "
بعد ان نطق بهذه الكلمات رفعت حنين انظارها اليه وتعلقت عيونهما لفترة وهما قريبان من بعضهما
تمنت حنين لو لم تخاطر بهذه اللعبه فهاهو مشعل ينحني لــــــ..

الجزء الحادي عشر:


ــيقبلها بهدوء كالهمس
لم تتمالك نفسها فتراجعت الى الخلف لتقول بتلعثم "برو ..بروح ألبس عبـ..اتي ؟
اتجهت الى الداخل وهي خائفة من ان يتبعها ولكنها بسرعة البرق ارتدت عباءتها وخرجت إليه لتجده واقفا مكانه لايرمش والواضح أنه يفكر فتكلمت بصوت هامس "مشعل يلا ؟
تحرك أمامها بهدوء دون ان ينبس بكلمه وأوصلها ايضا بصمت


خلال الطريق راجعت حنين نفسها وندمت على تهورها في جذب اهتمامه ولكنها عادت لتحدث نفسها بأن ليس هناك ضرر فهي تأكدت أن مشعل مازال يميل اليها
في فترة الحفله لم تستطع التفكير بشيء محدد تفكيرها مشتت بأمور كثيره من أهمها مشعل الذي لم ينطق بكلمه من ساعة لقائهما
وأخيرا عندما حان موعد عودتها الي بيتهم ارادت ان تعود مع امها ولكن والدة مشعل طلبت منها ان تستاذن من مشعل فاتصلت به
وبعد عدد من الرنات رد عليها بصوته الجهوري فتلعثمت قليلاوهي تتذكر قبلته الناعمة
ولكنها نطقت بسرعه حتى لاتطيل الحديث "مشعل بروح مع أهلي ممكن ؟
فاجأها برده "لا !تعالي الحين للسيارة برا !
واقفل الخط بسرعة دون ان ينتظر جوابها
وبدورها هي بسرعه تناولت عباءتها وخرجت اليه أما ام مشعل وأخواته فهن سيتأخرن ليأتين مع والد مشعل
عندما ركبت السيارة كانت غاضبه فلم تسلم أو تتكلم ولكنه تكلم بكل مرح وكأنه لم ينهرها بقوة في الهاتف
"أقول ياحلوه اكيد ماتعشيتي صح ؟
لم ترد فقال متابعا كلامه "أنا بمر على كنتاكي ناخذ احلى عشا ايش رايك ؟
ايضا لم تجبه ولكنه تصرف من تفكيره فهو لابد يعرف انها غاضبه خلال مروره على المطعم ومن ثم نزولهما الى البيت لم ينطقا بحرف
فحنين صامته وهو يلحن بعض الكلمات على شفتيه لاتعرف مابه فهو على غير عادته ؟؟
عندما صعدت الى الجناح لاحظت أن مشعل دخل بسرعة ليضع العشاء على الطاولة بالصالة ثم دخل بسرعه ليقول "ببدل ملابسي بسرعه وبجي !
هي ايضا تريد استبدال ملابسها فأنزلت عباءتها وعلقتها ثم دخلت الى الغرفة لتسمع صوت الماء بالحمام ذهبت لغرفة التبديل وابدلت ملابسها ببيجامة بيضاء اللون لؤلؤية قصيرة وبدون أكمام فهي تعودت أن تلبس مايحلو لها خاصة ان مشعل ينام بالكنبه التي بالصالة فبدلت وبسرعة البرق وضعت العباءة الحريرية عليها عندما سمعته يناديها
خرجت اليه بالصالة لتجده يحضر العشاء فلم تتمالك نفسها فهي جائعة
جلست لتتناول بعض قطع الدجاج اللذيذة وتشرب العصير البارد ولكنها لاحظت ان مشعل يرمقها بنظرات تعرفها تماما ولكنها تجاهلتها
أسرعت بتناول الطعام ثم توقفت لتقول له "تصبح على خير ؟
لم يرد عليها ولكنها واصلت اتجاهها الى الغرفة وعندما وصلت هناك اتجهت الى الحمام لتفريش اسنانها وتنظيف وجهها

بعد أن خرجت انتبهت الى انها لم تقفل الباب فتوجهت بسرعه الى الباب ولكنها لم تجد المفتاح
فاجأها صوت مشعل من خلفها يقول "تدورين على هذا ؟
انتبهت انه يشير الى المفتاح الذي بيده
فقالت "ايه المفتاح ؟
قال وهو يضحك "هههههه لا من اليوم مافيه مفتاح دام بنعيش كزوج وزوجه فهمتي علي ؟
ابتلعت ريقها لتقول بتلعثم "يعني بتخل بوعدك ؟
مشعل " اللي بيننا لايرضي الله ولا رسوله لكن اذا تبيني انفذ البند الثاني من الشرط ماعندي مانع بس البند الاول بنخرقه الحين ؟
حنين " مافهمت كيف يعني ؟
مشعل " يعني أنا بلتزم بالشرط وانه بعد شهرين نفترق وترجعي لحياتك بس بهالشهرين راح نكون زوجين طبيعيين وهذا الشي مايحتاج راي لأنه من حقي اللي حرمتيني منه ؟
دون ان ينتظر منها جوابا رمي المفتاح جانبا وتقدم ليحملها الي داخل الغرفة
في الصباح لم يتحدثا بحرف فهو استيقظ مبكرا للذهاب الى العمل كالعاده وهي استعدت لتنظيف الغرفه ونزلت الى الاسفل عند ام مشعل
كانت طوال فترة الصباح شاردة الذهن تتساءل بينها وبين نفسها عما اذا كان مافعله مشعل نابع من مشاعره تجاهها أو من روح الانتقام فيه فهو لايرضى ان تخرج من بيته مثلما
دخلت اليه
فلم يرضي غروره ان يدعها دون دفع ثمن من طرفها سواء لتحمله لها بدون حقوق أو ثأر لكرامته المهانه
انتبهت حنين ان ام مشعل تحدثها بشيء لم تسمعه ولكنها هزت رأسها ووافقتها على مالاتدري عنه

فترة الغداء مرت هادئة فمشعل يخاطب والده عن أمور الشركة وسأل والد مشعل حنين فجأة "ايش رايك تشتغلي معنا يابنتي ؟
حنين فاجأها السؤال ولكن عندما همت بالاجابة تكلم مشعل بصوره عصبيه "لا يبه حنين مي مشتغله ابد
وانتصب قائما ليستأذن للذهاب الى جناحه ونظر الى حنين التي أكملت طعامها "حنونه يلا ؟
تبعته حنين صامته لاتعرف بماذا تتكلم ولكنها جهزت له مايصمته ويكسر غروره ماان دخلت الى الجناح حتى بادرته بقولها "انت كيف ترد عني بأني مو مشتغله ابد ؟؟
مشعل نظر اليها بصمت
حنين "أنا حتى لو ما اشتغلت الحين بشتغل بعدين كان خليتني ارد ؟
مشعل "انا يهمني انك الحين ماراح تشتغلين وبعدين يحلها الف حلال
لم تنطق بحرف ولكنها اتجهت للجلوس بالصالة لم تشعر الا بيد تطبق على خصرها

الجزء الثاني عشر :


فإذا بمشعل يقول "وين ياحلوه ؟بنقيّل مع بعض ؟
مر الشهر الاول على خير مايكون فمشعل لايمل ولايكل من الجلوس مع حنين وتبادل النكات والقصص أيضا يستشيرها بالتخطيط الاداري الذي هو تخصصها
كانت حنين تشعر احيانا بأنه يكن لها بعض المشاعر حتى وإن كانت ليست الحب فهي مشاعر ألفة أو ود من نوع خاص

بينما كانت تستعد لتجهيز فطائر وفواكه للرحله البحريه التي قررتها أم مشعل كانت حنين تدندن ببعض الالحان الناعمه بين شفتيها ولكن ماأفزعها بعد ذلك انساها هذا المزاج الرائع حيث أن مشعل دخل وبيده ثعبان من النوع الغير سام
حنين "ااااااااااه حرام عليك ايش هذا وخره عني ؟ وخرررررررررره
مشعل "ههههههههههههه خوافه تعالي سلمي على صديقي ؟
وهو يزيد اقترابه منها وهي تبتعد تشهق ودموعها تتساقط بهدوء ولكن مشعل فقط يضحك "ههههههههه حنونه بلا خوف ايش فيك؟
ولكنه لم يكمل الا وجسد حنين يتهاوى فركض ليحملها بين ذراعيه ولتاتي والدته "ايش فيها ؟ مو قلتلك البنت تخاف ؟ حسبي الله على ابليسك
"جيبها هنا نشممها بصل والا كالونيا ؟
بعد أن أفاقت حنين نظرت الى مشعل بغضب وخوف لتقول "بعد الثعبان عني بعده ؟
مشعل "ههههههههه وربي بعدته ياخوافه
حنين بدلع طفولي "ايه أخاااف عندك مانع ؟
مشعل يقترب منها ليقول بصوت منخفض لاتسمعه أمه "اموووت بالخوافين الحلويين أنا " ويكمل بقبله ناعمه على خدها مما دعا حنين الى الخجل والاحمرار أمام والدة مشعل
تمنت حنين لو كان مايقوله مشعل نابعا من داخله ولكن هذا ليس من قلبه كما تعرف حنين فهو لايحبها ابدا لانه لم يقل لها بأن تبقى معه ولم يتبقى سوى أقل من الشهر على اتفاقهما

يتبع ,,,

👇👇👇
تعليقات