بارت من

رواية وصية قلبت حياتي -2

رواية وصية قلبت حياتي - غرام

رواية وصية قلبت حياتي -2

آآآآه يبدو أني أشعر بالجوع حقاً ... تذكرتُ أني لم أتناول شيئاَ منذ الصباح والآن الوقت المغرب يعني مضى وقت طويل ...فشهيتي مسدودة للطعام !

- كيف حالكِ بعد ذاك اليوم يا عزيزتي ؟
- بخير الحمدالله ...
- لقد كان السيد يوسف يُجلكِ فكثيراً ما يردد بأنك ستكونين لولده ..
كح كح غصصتُ بالأكل تذكرت الوصية وكل شئ كيف غابت عن ذهني .. يبدو أني أصبت
باالامبالاة ..
- لا عليك يا بنتي أنا هنا في هذا البيت منذ عشرون سنه ولقد ربيت خالدا بنفسي فقد
توفيت والدته إثناء ولادته ولم يشأ السيد يوسف أن يتزوج بدلاً عنها وكنت له الأم الحنون ..
- شعرت في نفسي بحزن عليه فقد حُرم من والدته مبكراً ..
- رحمها الله وأسكنها جنانه ..
- انتهيت من الطعام وبدأتُ أشعر بنعاس يتسلل إلى أجفاني ..
- دعتني لطيفة إلى النهوض للطابق الأعلى في حجرتي التي أعدتها لي مسبقاً ..

صعدتُ وأنا أتمايل من النعاس
أخذت أتأمل المكان فإذا هي حجرُ مرصوفة بجانب بعضها وأدخلتني إلى الحجرة في جهة اليمين
فتحت عينيُ بدهشة أووووووووه ماهذا الجمال ؟!
ابتسمت لطيفة قالت أنها من ذوق عمكِ رحمه الله
كان مصراً أن تأتي إلى هنا لذا قبيل موته اختار لك الألوان بنفسه
- رحمك الله ياعمي ألهذه الدرجة كنت تحبني ؟!
- وأكثر مما تظنين سيدتي !
- كانت الألوان مزيج بين اللون الوردي والبحري أعطى للحجرة تناغماً ناعماً ومريحاً في
نفس الوقت ...
- استلقيتُ على السير متعبة وشعور بالراحة والجميل يعتريني .....

- لكن ليس يعلم ما تحمله الأيام القادمة إلا الله واستغرقتُ ف نومي وهذا العبارة تدور في رأسي ..

 الجزء ((4))



هذه أول ليلةٍ أمكث بها في منزل عمي ( رحمه الله) لا أعرف ماهو شعوري بالضبط ولكنه قد يكون
شعوراً بالراحة مع بعضِ رهبه لأنني نفذتُ الأمر الأول من وصية عمي وهو العيش في منزله !
تناولنا إفطارنا أنا والسيدة لطيفة استمعتُ معها حقاً فحديثها لا يُمل أخذت تسوقُ لي قصة حياتها
ومجيئها إلى منزل عمي قبل عشرون سنه
...
كم أحببتها هذه المراءة إنها إنسانة رائعة تُشعِرك بالراحة والإطمئنان يبدو أنها في أواسط
الخمسين من العمر هكذا خمنت وتراءى لي
أخذت أتململ فلم أعتد أن أجلس هكذا بلا عمل فلقد اعتدت على القيام بأمور المنزلَ بنفسي
إضافة إلى العمل الذي كان يشغلني في حياتي
لم أخبركم أني أعمل ممرضة في مستوصفٍ حكومي ... هذا العمل أحبه كثيراً أستمتع بأدائه
والقيام به على أكمل وجه ... لكن ما يُكدرَ علي هو المدير المتعجرف الذي يُلقى بأوامر فوق طاقتنا
ولا يسمحَ لنا بأخذ إجازة .. والأمر الآخر هو الألسنة التي تلوكني بحكم إني ممرضة وفي مكانٍ
مختلط !
لكن فليقولوا ما شاءوا طالما إنني أعرف قدر نفسي ومتمسكة بحجابي ولستُ ممن تغرهم هذه
الأمور فقاعدتي عملي وكفى ....
وقد طلبتُ إجازة لمدة شهر أنُسقُ فيها
أموري وحمدتُ الله كثيراً أنني منذ زمن طويل لم أطلب إجازة من عملي وإلا فلن يسمح لي المدير
بذلك ....
أشغلتُ نفسي بعمل التصاميم فأنا هوايتي التصاميم ... لبقائي وحدي السبب في إبداعي بهذا
الجانب لأنني جلُ وقت فراغي أسلي نفسي بعمل التصاميم والحمد الله أثبتُ قدرة في هذا
المجال !

- كيف أنتِ والدتي ؟
- بخير الحمد الله على أتم حال ؟
- كيف هي الأمور في منزل عمك ؟
- على أفضل حال لولا وجود السيدة لطيفة لكان الملل تسرب إلي ..
- ومتى ستأتين لزيارتنا فنحن وإخوتك في شوق كبير لك ؟
- قريب بمشيئة الله يومان أو ثلاثة على الأغلب
- رافقتك السلامة ..
سلمك الله من كل شر ..

أمي متشوقة لي كثيراً كم أفتقدها في حياتي صعبُ أن تتشتت أنت وذاك القلب الرحيم كل في
جهة
ولكنها الظروف على أية حال !!
ويكفى تواصل القلوب والدعوات الصادقة ..
وسأزورها خلال اليومين القادمين فهي لا تبعد كثيراً عن هذه المنطقة قرابة نصف ساعة فقط ..
في نفسي فضول شديد أن أتجول في الفيلا ولم أقاوم فضولي فنهضت
قابلتُ في طريقي السيدة لطيفة ....

- إلى أين يارباب ؟
- أريد أن أقوم برحلة تجول في هذه الفيلا
- ههههههه حسناً سأكونَ الدليل المرافق لك
- ههههههههه حسناً هيا ...
حقيقة أعجبني الطابق الأول فهو ينم عن ذوقٍ رفيع
صالة كبيرة أعدت لمشاهدة التلفاز والجزء المقابل كان صالة الطعام
وصالة أخرى فخمة للضيوف وملحق خارجي للضيوف ..
ولم تقصر السيدة لطيفة تشرح لي كل شئ هههههههه وجدته في طريقي ...


- والآن هل تودين الصعود إلى الطابق الثاني ومشاهدته ؟
وجمت وتغير لوني
- لا مرة أخرى يا خالتي فلستُ على استعداد لأرى حجرة عمي رحمه الله ..
- غمزت لي السيدة حجرة عمكِ أو حجرة ابنه ..
- أصدقكِ القول كلاهما !!
- شدت بيدي إذن تعالي إلى حجرة خالد وانطلقت بي دونما استئذان

الجزء ((5))

الفصل الأول



سكون يخترقُ المكان
ورهبة تجتاح الكيان
ودقات قلب تتسارع
تخفق وجلا ً ... تضطرب شوقاً
شعور بأني اقتحم عالم مجهول ينحصر في ( حجرة ) !
كيف اقتحم عالمه بلا استئذان ؟!!
فيكفي أنه فُرض علي وفُرضت عليه عنوة ...


أُشفق عليكِ حقا يا رباب تبدو اللهفة والحيرة في عينيك جليتان سأتركك كي تأخذي راحتك بعيداً عني ....



- رباب حبيبتي إني ذاهبة الآن ؟
- إلى أين ؟
- لدي ثمة أمور يجب أن أقضيها ..
- حسناً في أمان الله ...





وهنا تجمدت أطرافي رغماً عني
صورة معلقة لخالد تواجه الباب
رباه هممت بالتراجع من حيث أتيت
خُيل إلي أنه ينظر إلي
وقفت عندها برهُة من الزمن

وسمحت لنفسي حينها أن أتأمله فقد دب الأمان إلي أنه ليس بموجود !!
يبدو شاباً طموحاً نظرة عينيه تحكي ذلك ..
تقاسيم وجهه شبيهة بوالده كثيراً لم يكن في غاية الوسامة
غير أنه ينفرد عنه بجاذبية خاصة
همستُ لنفسي أهذا هو من فُرض عليكِ ؟!!!
ابتسمتُ ابتسامة غيظ !
وسمحت لدموعي أن تنساب بنعومة
تُرى كيف سيكون ردة فعلك حينما تواجه المصير !!!


رائحة زكية تسللت إلى أنفي
شعرتُ بالراحة والسكينة حين شممتها
ربما تكون مثل صاحبها !


شعرت بالراحة كثيراً حينما رأيت صورته هو ليس
بذاك الشخص القاسي لكنه شخص في غاية الحنان والصرامة معاً
لا تستغربوا من تحليلي فأنا أجُيد لغة العيون والحكم على الملامح جيدا وبدقة !

همست قد يكون شخصاً ممتازا في نظر الكل بينما ليس بالضرورة أن يكون ممتازاً في نظري لا
أدري الأيام ستكشف حُجبها ....


جناحُ فسيح
ترى مدى الترتيب والنظام فيه
مقسمه إلى ثلاثة أجزاء
جزء غرفة نومه
والجزء الثاني مكتبة عامرة بالكتب التي صُففت بعناية
والآخر يبدو أنه للملابس !

سارت خطاي نحو المكتبة فأنا أعشق الكتب كثيراً

أممم أغلب كتبه سياسيه و روايات عالميه لا أدري كيف اجتمعا !!

صرختُ بفرحة أوووووه ماجدولين روايتي المفضله ومددت يدي بلا شعور وأخذتها حسناً

سأقرأها ...
تابعت سيري فأخذت أتأمل الحجرة ألوان جريئة توحي بجراءته وقوة شخصيته ..
..
استوقف نظري ركن كله ميداليات تكريم له من نادي الفروسيه وصور له وهو يمتطي الخيل
ابتسمت وهمست يبدو فارساً جواداً

لم أسمح لنفسي أكثر من هذا التأمل .... احترمت غياب صاحب المكان

مع إنني رأيت دفتراً لخواطره وألبوماً لصوره لكن لم أشأ أن أفتش أكثر مازال غريبا عني حتى ولو

كان ابن عمي !

حينما أردت الخروج من الحجرة نظرت إلى الصورة مرة أخرى وكأني أريد بها أن تطبع في ذاكرتي
حتى أهيئ نفسي لوجوده !



- انتبهي لنفسكِ يا عزيزتي رباب ولا تتأخري كثيرا فنحن اعتدنا عليك
- حسناً يا خالتي لطيفة أعدكِ لن أتأخر كثيرا وأنا أيضا اعتدت على وجودكم ...
- رعاك الله وحماكِ من كل مكروه
وأوصلي سلامي لوالدتك وأبلغيها عن شوقي إليها كثيراً
حسناً حسناً



ها أنا في الطريق لوالدتي وكم أتمنى أن يطُوى لي الطريق حتى أصل بسرعة فشوقي
يسبقني ....
طلبت من سائقي أن يقف عند محل للهدايا فتوقف و اشتريت لأخوتي الصغار الألعاب التي
يعشقونها
ولم أنسى والدتي فقد أخذت لها جلابية فخمة وكذا خالاتي الثلاث
وكل من يحتلون قلبي ......




وهيج لقاكم مدمعي
وأيقظ شعلة في القلب
لم تخمدِ


أماه

بأي هتافات الشوق أهتف لك

وبأي حبرٍ أصوغ مافي القلب

شوق يعتصرني
يمزقني إرباً أربا
كل همي وكدري عند رؤياكِ
يتلاشى
يتضاءل
كقطرة في بحر !!


كان اللقاء حاراً حاراً بحرارة الشوق الملتهب
في الحنايا وكانت الدموع المنسكبه كأنها مطر يهطل على نار ولم يزدها إلا اشتعالاً !!

آآه يا رباب يا قطعة من قلبي غذيتكِ صغيرة ورعيتكِ كبيرة
كنتِ طفلة حُلوة تجوبين المنزل وتملئينه ضحكاً وسعادة
والآن كبرتِ وفرقت بيننا الدروب وها أنتي تعودين إلي مرة أخرى !!
لم أنسى والدكِ حينما كان يلاعبكِ وكثيراً ما يقول متى تكبرين؟!!!!


والدتي سعاد عمرها 38 سنه إنسانه رقيقة القلب مرهفة الحس ... لا تحتمل الصدمات العنيفة
وكانت أقوى صدمة في حياتها وفاة والدي رحمه الله بعد صراعٍ مع المرض ......

اما اخوتي فهم اربعة

محمد 16 سنه
وزهور 12 سنه
وعماد 10 سنوات
وسارة 5 سنوات

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات