بارت من

رواية وصية قلبت حياتي -15

رواية وصية قلبت حياتي - غرام

رواية وصية قلبت حياتي -15

التزمت الصمت لبرهة وفي داخلها (أعانني الله عليك منذ البداية هكذا .. كيف سأتحمل العيش معك ) ..
ثم اخترق الصمت ... وهدوء المكان رنين محمول خالد ..
تجاهله ببرود .. وحوله على الوضع الصامت ..
أخذا يتحدثان عن ذكريات الطفولة وعن آبائهما قد انغمسا في هذه الذكريات كأن كل واحد منهما يشاطر الآخر .. ذكرياته ..
وكأنهما انفصلا في هذا العالم عن عالم آخر..

- رباب .. خذي واقرئي ..
- ماهذا ؟
- ستعرفين ..
تناولت محموله باستغراب .. وهي تنظر في عينيه كأنها تستشف منها إجابة واضحه ..
قالت بصوت مرتفع ..
( يا سيد خالد .. أطلب الانفصال)
- ماهذا إنني لا افهم شيئا ..ثمـ سكتت معقول .. في حياته امرأة أخرى ..
- هذا هو الموضوع الذي أود إخبارك عنه...

نهضت سحر من سريرها بعدما أرقها التفكير .. وحينما وصلت إلى غرفة الجلوس كانت قد بدأت تشعر بدوار ... فتمايلت ثم تشبثت بالكرسي فجلست وهي تشعر بالتعب والإرهاق ..
- ما بالك تبدين متعبة يا ابنتي ؟
لا ادري يا والدي صداع وإرهاق ..منذ فترة يلازمني لا أعلم لم ..
- الم تفكري بالذهاب إلى المستشفى ..
- بلى أفكر وسأذهب اليوم أو غدا ..
( آه ماهذا الذي أشعر به يبدو أنه سوء في التغذية بسببك يا خالد يامن اهملتني وجرحت قلبي إلى متى .. ستستمر بتجاهلي إلى متى )
انتبهت الى أنها تهز قدمها بشدة ..
- رويدك يا ابنتي .. مابك ..هل أنتِ بخير ؟
- كيف سأكون بخير يا والدي وهذا من يدعى خالدا يتجاهلني ..
- لابأس سأحادثه قريبا ولكن لا تنسي أنك من جنيت على نفسك ..
- أبتي أنا لا أريده إن حادثته اخبره أني أريد الطلاق بأسرع وقت ..
- ماااااااهذا يا بنت ماذا تقولين أمازلت مصرة ؟
- نعم يا أبي يكفى لا أريده فقد كرهته محال أن أعود إليه .. إننا لا نصلح لبعضنا بتاتا ..
- الآن تقولين وكم من مرة قلت لك ولكنك لا تفهمين ..حسنا وأنا أفضل ذلك .. سأحادثه بذلك ..
......

- لم لا تخبرني من قبل يا خالد لم خدعتني لم ؟
- أنا لم أخدعك ... كنت أريد أن يكون فرصة لنا في اللقاء حتى اتقاهم معك أكثر .. وفرضا علمت قبلا هل ستجرؤين وترفضيني وها أنا ذا أخبرتك من أول يوم لنا لأنني أريد أن نبدأ حياتنا بصراحة ووضوح ..
- (نطقت بغصة) ومازلت تحبها ...
- أكذب عليك إن قلت لك إنني اكرهها ولكن تصرفاتها تغيظني .. تنفرني منها .. منذ عودتي لم أحادثها .. اشعر بشئ يمنعني من ذلك ..
- لكنني ارفض أن أعيش مع ضرة تشاطرني زوجي .. أنا لا احتمل أبدا ..
- ولكنك ألا ترين أنها معادلة متساوية بيننا .. أنت كنت متزوجة من قبل .. وأنا متزوج الآن ..ألا يجعلك ذلك .. تتغاضين ..انا أيضا مع نصف امرأة ..
- ( شعرت بالجرح و الاهانه ..) بل هي معادلة غير متكافئة بتاتا .. مالم تعلمه عني أنني مازلت ثم سكتت ..
- ثم ماذااااا أكملي ؟
- نكست رأسها بالأسفل مازلت .. عذراء ..
- حدق فيها متعجبا . غير مصدق ..
ماذا تقولين أنت ؟!!
كيف يكون ذلك وأنتِ متزوجة من قبل ؟
هذه الحقيقة وأحتفظ بالأسباب لنفسي ..
لا أصدق أن أنثى مثلك يقاوم زوجها أمامها ألا أن يكون غير طبيعي !!!
- أشاح ببصره إلى الأفق البعيد ..
- أما هي جعلت تذرف دموعها ..كلمته هزتها ..
دموع الأنثى المجروحة .. التي وأدت أحلامها في مهدها ..دموع من استفزتها الذكريات المرة التي احتفظت بها في صندوق أسرار ها .. تبكي الألمين ألم علمها بأن في حياته امرأة أخرى وأمر السر الذي كشفته وعهدت على نفسها أن لا يعلمه أحد
- هيا انهضي .. سنسير ..
توقف ولمح دموع تتساقط على وجنتاها .. فألمه ذلك .. استثار مشاعره .. بالرغم من جديته إلا انه يملك حنانا ..فياضاً وتخونه قوته أمام دموع الجنس الناعمـ ..
رباب ... مابك .. لم هذه الدموع .. إن دموعك عزيزة علي ..
- لم تجبه بل التزمت الصمت ..

احتضنها بقوة ... كأنما هو يعبر عن أسفه بذلك ..
أما هي فزاد بكاءها وأخذت تنتحب .. وقد تركها حتى تفرغ مابها من شجن ..
( منذ متى وأنا افتقد هذا الحضن الدافئ .. والملاذ الآمن .. لن أتخلى عنك يا خالد.. لن أجعل غريبة تسرقك مني بعد ما صرت إلي .. سأحارب لأجل الحفاظ عليك )
حينما شعرت أنها هدأت ابتعدت قليلا وقد شعرت بالحياء يلفها ..
أما هو ابتسمـ هل أفرغت مخزونك من دموع ؟
- ابتسمت لا .. بقي الكثير ..
- إذن خزنيها في وقت آخر ربما تحتاجين إليها ..
- آمل أن لا أحتاج إليها في وجودك ..
- لن تحتاجي إليها حتما
- والآن هيا لنركب السيارة..


كانت خيوط الفجر بدأت تتسلل إلى السماء .. حينما انطلقا بسيارتهما ..
- متى موعد طائرتك ؟
- في السابعة صباحا ..
- اممم حسنا ..وكيف كنت تريدين أن تذهبي ؟
- كالعادة لوحدي .. وتستقبلني هند في المطار ..
- أريد أن تعلمي انك الآن لن تحتاجي لأحد طالما أنا على قيد الحياة .. أفهمت ؟
( تماسكت فدموعها ستنسكب مرة أخرى ) وبصوت متهدج قالت :
أبقاك الله لي يا خالد ..
- لف برأسه الى جهتها وتبسم ..لم تخبريني .. ما رأيك في ماقلته لك ؟

- مازلت على رأيي لا احتمل وجود ضرة في حياتي .. أنت لم تخبرني ماذا ستفعل ؟ هاهي الفرصة واتتك فلقد طلبت منك الطلاق؟
- أيهون عليك أن أطلقها .. لو كنتِ في مكانها هل رضيت بذلك ؟
- لكنها هي من طلبت ذلك
- اشعر بأنك متناقض ..الم أفهمك حقيقة .. تقول لي انك تحبها ونافرا منها كيف يجتمعان ذلك ؟
- بل يجتمعان يا رباب .. حينما يكون المرء في صراع مع قلبه وعقله .. يكون ذلك ..
- لكن أرجو أن تحل الموضوع قبل الزفاف ؟
- بالتأكيد ..
.....
مشاعري مازالت مجروحة .. كان هذا الخبر بمثابة صاعقة لي حاولت أن أبدو متماسكة أمامه لكنني فشلت .. اشد ما يؤلمـ أن أنصدم مثل هذه الصدمة ..امرأة أخرى في حياته ..بل ويحبها ..
أنا لا ألومه هو مثلي كان ضحية لهذه الوصية ..لكنني حقا لا استطيع أن أتخيل أن أعيش مع امراة أخرى تقاسمني إياه ..يبادلها نفس المشاعر والاهتمام الذي يبادلني اياه .. رباه اشعر بالغيرة تحرقني مجرد تخيلاتي هذه تستفزني كيف لو صارت حقيقة ..وحدثا واقعا ..
بدأ النعاس يداعب أجفاني .. اف أمامنا طريق طويل .. ليتني قبلت باقتراحه أن تأجل الرحلة إلى العصر كي يكون هناك متسع من الوقت للنوم .. لكنني رفضت لإحراجي أن نكون في بيت واحد ..
...


بعد مضي ساعة أيقظني خالد من نومي الذي لم اشعر به لتعبي وإرهاقي فوجدت أننا أمام منزله ..
- هيا يا رباب انهضي كي تصلي الفجر هناك رحلة تنتظرنا.. لم يبق شئ عليها ..
- حسنــــا ...
( شعرت بالحزن عليه حينما رأيت وجهه الذي يبدو التعب والإنهاك واضحا عليه )
- امم خالد ما رأيك لو نأجل الرحلة إلى العصر كي نأخذ قسطا من الراحة ..
- حقا .. رأي سديد .. فأنا لا أرى ما أمامي من شدة نعاسي ..
- تبسمت حسنا .. نوما سعيدا ..
- غمز لي حجرتي تسعك فان كنت ترغبين في النوم معي ... فمرحبا ..
- احمرت خدودي خجلا ...
- بينما هو اخذ يقهقه بشدة .. كأنما يستمتع بإحراجي

توجهت إلى الداخل .. فكان البيت يوحي بالهدوء .. يبدو أن الكل نيام .. كنت اشعر بأني لا أقوى على السير لتعبي ..
( لا اعرف أين أنام أحسست بالغربة وأنا في منزلي .... كنت محرجة من الصعود إلى الأعلى لكنني عزمت وصعدت )
توضأت لصلاة الفجر .. وبعد أن انتهيت من الصلاة .. استلقيت على السرير أغمضت عيني استسلاما للنوم ..
بعدما أخذ له حمام دافئ واستعد للنوم جال برأسه ما دار بينه وبين رباب .. وابتسمـ حينما تذكر دموعها .. هو بنفسه مستغرب لا يعلم لماذا هذه الدموع ؟
حقا إن دموعهن سهله ..

مازال إلى الآن متخبط في مشاعره يشعر بالحيرة ,, رباب من منظوره ابنه عم وزوجة عزيزة وغالية ..
أما سحر فهي الحبيبة والعشيقة .. التي صدها بتجاهله ..
شعر برغبة قوية أن يحادث سحر .. ضغط على اسمها في محموله ( ملهمتي )
اتصل مرة فلم تجيب وأتبعها بأخرى وأيضا لم ترد ..
( غريبة لا أظنها الآن نائمة لماذا لا ترد علي يبدو حقا أنها غاضبه )
فلتغضب ولترضى غدا ..
ولم يستطع أن يقاوم النووووم ..

( لوت فمها بسخرية أخيرا تكرم الأستاذ واتصل علي .. سأذيقك مثل ما أذقتني طيلة هذا الشهر )
شعرت بالغثيان والدوار يعود إليها فاضطجعت على سريرها وهي تئن .. وبعد أن خف مابها نهضت إلى مراءاتها وتفاجأت من شكلها ..
وجهها مصفرا وهالات سوداء تحيط بعينيها والتعب واضح فيها .. ويلاه ... سأذهب اليوم إلى الطبيب .. فحالتي زادت سواء ..

استيقظت على صوت آذان الظهر ..
ترى هل هذا آذان الظهر أو العصر ؟!
نظرت في ساعة محمولها وتنهدت بارتياح ...

(الحمدالله آذان الظهر يبدو أني لم آخذ كفايتي من النوووم ... عبست ملامحها اليوم الساعة الحادية عشر مساء لدي دوااااام .. )


بعد أن أنهت صلاتها توجهت للأسفل وصلت إلى انفها رائحة الغداء وشعرت بالجوع
(امممم رائحة شهيه)
دلفت إلى المطبخ لتجد الخالة لطيفه تباشر الغداء ..
_ أهلا بعروستنا ...
- كيف حالك خالتي ؟
- بخير .. يا ابنتي
- - امممممم أشم رائحة شهية ..
- نعم هذا الغذاء ستأكلون اليوم من طبخي ..
- شكرا يا خالتي أبقاك الله لنا ..
طلبت من الخادمة أن تعد لها كوبا من القهوة ..
فاتجهت إلى غرفة الجلوس وفتحت التلفاز .. أخذت تقلب في القنوات بملل .. وزفر .. كانت تشعر بالغليان والقهر كلما تتذكر موضوعه الذي أخبرها به .. لكن مايطمأنها انه لم يتزوج بها زواجاً فعلياَ
وثوان إذا بالخادمة .. تحضر كوب القهوة .. مع شطيرة من الجبن ..

- ما بال الجميلة تتململ ؟
فزعت من صوته ..
- خالد .. متى استيقظت ..
- للتو ..

- يبدو انكِ مثلي لم تأخذ قسطك من النوم ..
- ليس تماما ...

نظر إلى كوب القهوة .. المتبقي نصفه ,, فأخذه وقضى عليه ..

خجلت وابتسمت بالعافية ..
- عافاك الله ..
- الا تعلمين إنني لأول مرة أذوق مثل هذه القهوة في لذتها .. ثم غمز لها .. لأنك بالتأكيد شربتها قبلي ..

- .............


احم احم .. هههههه خالد .. ارحم الفتاة لقد غدت مثل الطماطم .. ترفق بها .. قليلا ..

- أنا يا خالتي حرام عليك .. لم أفعل شيئا .. هي ناولتني كوبها وقالت لي اشربه يسعدني ذلك ..
- ( فتحت عيناها على وسعها ) أنااااااااا ..
- ههههههههه لا عليكِ أعرف حركاته .. لقد خبزته وعجنته ..


في منزل نورة كانوا الأسرة مجتمعه يشربون الشاي الأخضر بعد وجبة الغداء المعتادة ..
نوة : ما شاء الله تبارك الله ُرزق احمد ابن جارتنا الليلة بـمولود ..
سمر : ما شاء الله هو في سن مؤيد تقريبا ..
مؤيد: سبحان الله الأيام تركض من يصدق أن أحمد يصبح أبا ..
نورة : العقبى لك يا ولدي ..
مؤيد : إن شاء الله سأدع الأمر لك ,,
سمر: حقا مؤيد تريد أن تتزوج ؟
مؤيد : نعم وما المشكلة ؟
نورة : بارك الله بك ..منذ زمن وأنا أنتظرك بابني ..
مؤيد : من كنت ارقبها تزوجت ومضت في شأن آخر وأنا أيضا سأذهب في شأن آخر ..
سمر : هنااااء بنت عمي أنها جميلة جدا وخلوقة ما رأيك ؟
نورة : نعم هناء منذ زمن أتمناها لك ..
مؤيد : أنا لا اذكرها كثيرا .. لكن من تعجبكم نخطبها ..
سمر : ( انطلقت تزغرد بفرحة ) أخيرا سيصبح لدينا عرس ..
مؤيد : ههههههههههه نسيتِ أنك ستتزوجين قبلي ..
سمر : أووووووه دعني أفرح يا أخي ...

- هل ألغيتَ الحجز وحجزت آخرا ؟
- لا ..
- لم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- لأننا سنذهب بالسيارة ..
- حقا لكن المسافة بعيدة ..
- والمانع ..
- اشعر برغبة قوية .. لأن نسافر بالسيارة ..
- حسنا .. ما يريحك افعله .. لكن لا تنسى إنني في الحادية عشر يبدأ دوامي ..
- لا لم أنسى .. سنسير بعد صلاة العصر مباشرة وفي الثامنة إن شاء الله نكون قد وصلنا ..
- جيد ..

والآن هيا سأريك حجرتنا .. وتعطيني رأيك فيها ؟
- حسنا ...
( كنت خجله منه ..لكنني أخفيت حرجي وجعلت الأمر طبيعي ..حتى لا يقول هذه مريضة بالخجل ههههه)

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات