بارت من

رواية طاريك ينفض القلب -52

رواية طاريك ينفض القلب - غرام

رواية طاريك ينفض القلب -52

جوجو..تسمعيني شقول ؟؟؟
هزّت جواهر رأسها بالموافقة بدون أن تفتح فمها ...وبعد قليل توقفت السيارة أمام
باب الفيلا ونزلت جواهر من السيارة ودخلت البيت وأغلقت الباب وراءها.. انتظرها
سالم إلى أن دخلت ثم انصرف وتوجه للمجلس..
في نفس الوقت كان سيف مع سعيد في المجلس عبد الله واحمد عندما دخل عليهم
سالم وسألوه عن ما جرى في المستشفى ...
سالم : يسلم عليك الدكتور جاسم ويسأل عنك ...
انتبه سيف لجملته ورفع رأسه ونظر له باهتمام وسمع أحمد يجيبه : شخباره ؟
للحين دب وإلا ضعف ؟؟
سالم : نفس الشي والكرش كبرت...
عبد الله: شخبار أمي مزنه ؟؟ شقال عنها ؟؟
سالم : المسكينة عندها انسداد في 3 شرايين في القلب ولازم عملية توسيع...
أحمد : تفوو ...3 شرايين مره وحده!!!
سالم وهو يتنهد : نعم ... 3 ...
سيف: مهب لازم يسوون قسطرة قبل ؟؟
سالم : امبلا ... قال لازم يسوي .. ولازم نرد عليه بأسرع وقت عشان يحدد موعد
لها ...
أحمد : أنا بروح عنكم شوي وبرجع ...
علموا أنه سيذهب لجواهر وأكملوا مناقشاتهم بعد أن خرج...
دخل أحمد البيت وبعد أن سلم وجلس معهم طلب من جواهر أن تذهب معه ليحدثها
في موضوع ... وقامت معه للصالة الأخرى وسألها عن حالة أمها بالتفصيل ثم
سألها : وليش ما قلتيله يحدد موعد القسطرة وأنتي عنده؟
جواهر: قلت لازم اسأل عنها أكثر واقرا عنها وبعدين بتصل فيه...
أحمد بعد دقيقة صمت : ترى أنا سألت عن صلاة الرجال..
جواهر وبدون اهتمام: انزين؟
أحمد : صلاته رديه ...
جواهر: خلاص عيل .. هذي إجابتك اللي تنطرها ... شتنطر من واحد صلاته رديه
حتى لو ملك العالم بفلوسه وجماله ....
هز أحمد رأسه موافقاً ثم وقف وغادرهم عائداً للمجلس ...وهناك وبعد ساعة اقترب
من سيف وهمس في أذنه : الرضيعة رفضت عبد العزيز ...
أجابه سيف: على خيرة الله ...
بعد ساعة
كانت جواهر في غرفتها تتحدث مع نوف ...
نوف: وأمج قلتيلها كل هذيه؟
جواهر: لا ..طبعاً...حاولت بقدر الإمكان أني ارسم على وجهي ابتسامة وأنا أقولها
أنهم للحين ما يعرفون وإنها لازم تسوي عملية المنظار وبعدها بنعرف..
نوف: وصدقتج ؟
جواهر: ما كان عندها بديل ...
نوف: ومتى قررتي تسوونها؟؟
جواهر: مادري ؟؟؟ بسوي بحث في النت بعد شوي وبكره بكلم احمد بأخذ رايه
وبعدين يصير خير..
نوف: أنا رايي تتوكلين على الله وتسوون المنظار اول...
جواهر: المنظار مهب مشكلة المشكلة اللي عقب المنظار...
نوف : شرايج تتطلبين من الدكتور تقرير وتطرشينه حق لندن أحسن ...
جواهر: كنت أفكر في هالحل... بس ابغي أدور أحسن مستشفى...الليلة أن شاء الله
ما راح ارقد إلا إذا لقيت أجوبه حق كل الأسئلة اللي راسي ...
نوف : عيل اخليج الحين ...روحي خلصي شغلج ولا تسهرين وايد وراج دوام..
جواهر: عادي أروح الدوام وأنا مواصلة... أصلاً وين تجيني النوده وأنا فيني كل
هل هّم....
نوف: تعوذي من ابليس ...اذكري ربج ...
جواهر: لا اله الا الله.... ما تصدقين يا نوف ...أحس أن الهم اللي فيني لو يتوزع
على الناس كلهم بعد بيزيد ....
نوف: الله يهداج يا جوجو شهالكلام ؟؟؟ إذا هَونتيها بتهون ترى...
جواهر: الله بيعين أن شاء الله ... يلله روحي حق ريلج ...
نوف: تصبحين على خير...
جواهر: وأنتي من هله..
في نفس الوقت في مقهى كوستا كان سيف جالساً مع سعيد وهو يفكر ثم التفت
عليه وقال : ياخي انقهرت ....مخلين أختهم تروح مع ولد عمهم وهم قاعدين..
يعني يوم ما راحت بروحها راحت مع ولد عمها ... محد مهتم فيها ابد؟
سعيد: يكفي أنت مهتم ...
سيف بغضب: متفرغ أنت بعد ؟
ثم بعد لحظات ...قال سيف: من صدقي أنا ...حتى مع موعد مهم مثل هذا ما راحوا
معاها...
سعيد : أنت تدري أنها معتمده على نفسها وايد ... واستقلاليه بعد وشفتها بعينك
يوم سافرتوا مع بعض صح والا لا؟
سيف: أنا ما أتكلم عن الاستقلالية بالعكس أنا تعجبني ... لكن أنا اقصد الدعم
المعنوي ... هذي أختهم لازم يحسون فيها ويوقفون معاها..
سعيد : عندي حل ... عشان ما تنقهر مره ثانية ..
سيف: قول يا فصيح ...
سعيد: أخطبها وعطها كل الدعم المعنوي والعاطفي بعد ... شرايك ؟؟
سيف: تقول فيها ؟؟؟ بس أتأكد من شعورها تجاهي وبعدين بتوكل على الله...
سعيد: أي شعور أي بطيخ ... شكلك تبغي تتهرب ومهب عارف ..وطلعت هالحجة..
سيف: حرام عليك يا سعيد ... الحين أنت تقول جذيه ..!!! أنا الزم ما علي كرامتي
وأنت تعرف عدل هالشي .. لو ما كنت متأكد أنها تبادلني الشعور أو على الأقل
تقبلني وإلا مستحيل أحط نفسي في الموقف ...
سعيد: يقولك مافي كرامة في الحب ..
سيف: صح ...بين اثنين يحبون بعض مهب بين واحد ايه ووحده ما يندرى عنها..
سعيد: الحين تبغي تقنعني أن في وحده في الدوحة تقدر تمسك نفسها عن لا تعجب
فيك !!!!
سيف: البنات يحبون اللي مثلك شكلهم حلو ...يغّرهم الشكل بس..
سعيد : ما عليك قصور ... شهالكلام اللي تقوله ؟؟
سيف: أقول الصدق ....أقول اللي أشوفه ...
في غرفة جواهر
قضت جواهر ليلها كله وحتى آذان الفجر في البحث في الانترنت قامت لتصلي الفجر
وعادت لمقعدها وبعد ساعة استحمت واستعدت للذهاب للعمل وعندما نزلت طلبت
من الخادمة قهوة ثقيلة وجلست مع أمها قليلاً قبل أن تكمل قهوتها وتتوجه
لعملها...لاحقاً في السيارة كان صوت القرآن يذَكّرها برحمة الله ...
عندما وصلت كانت لا تزال مكتئبة من المعلومات التي قرأتها طوال الليل ودخلت
مكتبها بهدوء وبدون أي رغبه لمخاطبة أحداً اليوم ...
بعد ساعة كان سيف يطرق الباب ودخل بعد أن رآها واضعة رأسها على المكتب..
رفعته بسرعة عندما سمعت صوت الطرق ...بدا عليها السهر والتعب ... سّلم
وجلس أمامها وسألها : شحال الوالدة ؟
جواهر: الحمد لله سيدي ...
سيف: قال لنا سالم عن موعدكم أمس...وأنا عندي رأي إذا تسمحين لي يعني؟؟
نظرت جواهر له وكأنها تسأله المعونة ولم تقل شيئاً تركت عيناها تقول له كل
شي..رحبت به وأخبرته عن حاجتها لشخص يساندها في هذه اللحظة ويقف معها..
شخص تعتمد عليه وترمي بحملها عليه ... حملها الذي كسر ظهرها.. اخبرها بأنه
معها في كل شي ... وأنه رهن إشارتها ....
تذكر أنهم في المكتب فقال : توكلي على الله وسوو القسطرة عشان تتأكدون من
حالة الشرايين بالضبط ... أنا كنت مع أبوي الله يرحمه يوم صارت له نفس الحالة
بالضبط .... والقسطرة وضحت لنا أشياء أكثر في تشخيص حالته ...
جواهر: أن شاء الله سيدي...
سيف: متى قال لكم د. جاسم أنه يقدر يسويها؟
جواهر: بأسرع وقت سيدي ..بس لازم اتصل فيه عشان يحدد موعد العملية ..
سيف: اتصلي الحين فيه قبل لا تنشغلين ..
جواهر: أن شاء الله سيدي الحين بتصل...
كانت تنتظر انصرافه حتى تقوم بالاتصال ....لاحظ سيف ذلك فقام من مكانه وهو
يقول: الله يعطيج العافية...
انصرف إلى مكتبه وابتسامة على وجهه وجلس وفتح شاشة الكمبيوتر وانشغل به
في لحظة..
اتصلت جواهر في العيادة وحددت مع الطبيب موعد سريع لعملية القسطرة لأمها
خلال أيام وسيتصلون بها لأعلامها بالوقت بعد ساعة...وفعلاً اتصلوا فيما بعد
وحددوا يوم الأحد القادم موعداً للعملية...
في المساء في مجلس أحمد
أخبرهم سعيد بأن عقد قرانه سيكون يوم الخميس وباركوا له وابتسم سيف قائلاً :
الفال لي ...
سعيد : أن شاء الله أنت عزّم وتوكل على الله ...
سيف: وتخلي عرسك مع عرسي في نفس اليوم ؟
سعيد: كيف ..كيف ...ما سمعت ؟؟ بايعها أنا ؟؟؟ أنا ما بغيت اعرس أقوم اربط يوم
عرسي بك!!! عز الله بنطر... لا يبه استريح .... بعرس بروحي أنا ...
سيف: بل عليك... صدقوا يوم قالوا ...من لقى احبابه نسى صحابه....
سعيد: والله لين شفت احبابي بنسى الدنيا كلها مهب بس أصحابي... أصلاً ذيك
الساعة ولا أعرفكم موليه...
ضحك الشباب لجملته ...
التفت سيف إلى سالم وسأله : وأنت متى بتنسى أصحابك؟
سالم : بسم الله علي... أنا للحين ما شفت الدنيا وأنت تبغي تحبسني... !!وبعدين
ليش أنت ما تعرس يوم أنك شيبت ... الحق على الدنيا يا خوك قبل لا تفنقش...
ضحك الجميع على سالم إلا سيف الذي نظر إليه بغضب ثم قال : شابت لحيتك .. أنا
شيبت يا اللي ما تفهم ؟ أنا إلا اكبر منك بكم سنه بس....
سالم : واضح ...واضح.... خف علينا يالصغير....
في نفس الوقت
كانت جواهر تتحدث مع نوف في غرفتها ...
جواهر: أنا كنت راقده يوم تتصلين ... تدرين مواصلة من أمس...
نوف: كنت أبغي اتطمن ... وشقررتي؟
جواهر: كلمت الدكتور وحددنا يوم الأحد موعد حق العملية...
نوف: زين ... زين ... متى قررتي...
جواهر: اليوم في الدوام ... عقب بحثي طول الليل جاني سيف وقاللي أنها أحسن
لو سوتها...
نوف: لحظه ... لحظة... سيف !! ما غيره مديرج؟؟
جواهر: ايه ..فيه غيره بعد؟؟
نوف: صار سيف الحين !!! مهب مديرج!!!
جواهر بدلع: عااااد ... انا اكلمج انتي ..شحقه الرسميات بعد ؟؟؟
نوف: ما علينا ... شقالج هو ؟؟؟ ابغي بالتفصيل الممل ..
جواهر بعد أن حكت لها كل شي: لو شفتي وجهه وهو يكلمني... وإلا عيونه ...
حسيت فيه فهمني بدون ما أقول أي شي...
نوف : يا عيني يا عيني ... أشوف تطورت العلاقة...!!
جواهر: نووووووووف...
نوف: بلا نوف .. بلا خرابيط ...اعترفي... يعجبج وتعجبينه ...
جواهر: مادري يا نوف.... مشاعري بدت تتغير ...حتى هو صار غير معاي.. صار
حنون ...وهذا اللي خلاني تغيرت.... وصرت أشوفه بعيون ثانية ...
نوف: يعني ... فيه أمل؟؟
تنهدت جواهر بقوة ثم قالت : أخاف يا نوف... أخاف يطلع مثل فهد ....
نوف : الله لا يقوله ... لو مثله جان ما رافقوه اخوانج... وبعدين انتي سافرتي
معاه ..شفتي عليه شي ؟؟
جواهر: لا ...بس ...
نوف: بدون بس... لين متى بتمين حاطه حوالين نفسج طوفه كبيرة ما في أي ريال
يقدر يدخل منها ...
جواهر: تلوميني يا نوف؟؟؟!!! أنتي الوحيدة اللي تعرفين بقصتي معاه وتلوميني!!!
نوف: ما الومج يا حبيبتي ...بس ما ابغيج تتعقدين من كل الريايل بسبة واحد حقير
ما عنده ضمير ... ترى أصابع يدج مهب وحده...
بدا الضيق يزيد في صدر جواهر فاستأذنت من نوف وأقفلت الهاتف وجلست على
سريرها وضمت لها ساقيها كما تفعل دوماً أن تضايقت ووضعت ذقنها على ركبتها
وأخذت تفكر....وتتذكر ....
فهد وبعد أن أعيته الحيلة تجاهها ورفضها لكل الدعوات التي قدمها لها ..أصبح
يتفادى ملاقاتها واعتقدت أنه فهم أنها لن تقبل بأن تكون واحده من الفتيات اللاتي
يواعدهن ..بعد أن اعتاد على إظهار اهتمامه بها أمام الجميع ومعاملتها بحب ودلال
لظنه أنها تتعزز عليه كالبقية ....
وفي يوم ...كانت تعمل إلى وقت متأخر مع أستاذها هاملتون على بحث لها في
متحف التاريخ الطبيعي عندما انتبهت إلى تأخر الوقت وانصراف الجميع... والهدوء
يعم المكان فقد انصرف الطلبة الذين يزورون المتحف منذ ساعات وأقفل أبوابه إلا
من العاملين به أو من بعض طلبة الجامعة ذوي التصاريح الخاصة كالذي تضعه
جواهر على قميصها....
والمتحف يقع بالقرب من الجامعة في Parks Road ويدخله الزائرون مجاناً ...
سقفه الزجاجي الفريد من نوعه يجلب له المعماريين من كل مكان والذي يُدخل
شعاع الشمس في النهار كان مظلماً بظلمة السماء والأعمدة المتراصة في الدور
الأرضي مكونه من أحجار بريطانية مختلفة جمعها العالم الجيولوجي جون فيلبس
وهو القيّم على المتحف ... كانت تماثيل العلماء المشهورين موجودة بين هذه
الأعمدة في الدور الأرضي... وهو يتكون من طابقين وأربعة أقسام ...علم طبقات
الأرض والمعادن والحيوان والحشرات ... ويجمع ويحفظ ويعرض مجموعة
التاريخ الطبيعي الخاص بالجامعة لرفع مستوى البحث والتدريس لطلبة الجامعة...
أخذت أوراقها وسارت في الطابق الفارغ إلا من المعروضات ولم تسمع إلا صوت
كعب حذائها ... فتحت الباب المؤدي للدرج ونزلت بثقة وقبل أن تصل لاستراحة
الدرج أحسّت بشي غريب .. أحست بأنها ليست لوحدها فأسرعت بالنزول قبل أن
يطفأ النور الذي أشعلته عندما فتحت الباب ...لم تنتبه للزاوية في استراحة الدرج
والذي اختبأ فيها فهد وجذبها له بذراعها عندما مرت أمامه ...الصق ظهرها على
صدره وهو يقول لها في إذنها بصوت كفحيح الافعى : ما بغيتي تنزلين ... صار لي
سنة أنطرج حبيبتي....
حاولت التملص منه وهي تقول بحّده : هد يدي ليش ماسكها ؟
فهد : بتشردين عني ....وأنتي وحشتيني ... تعرفين شكثر وحشتيني ؟؟
جواهر بضعف: فهد ... أرجوك هدني ...
فهد: مهب قبل لا أخذ اللي جيت عشانه ... تعبت وأنا انطرج ... وايد تغليتي علي..
من تحسبين نفسج؟؟؟ ليش تعذبيني ؟؟؟
ووضع شفتيه اللزجة على خدها ليقبلها ...وهي تنتفض بقوة وتحاول التملص منه
يتبع ,,,,
👇👇👇

تعليقات