رواية طاريك ينفض القلب -31
كان لطيف ولأول مرة ...فكرت ( اكيد في شي في مخه ...مستحيل يصير طيب
في يوم وليلة...ياترى ليش هاللطف المفاجىء!!!! شحليله لين كان طيب...وطلع
دمه خفيف الأخ ...أنسان في منتهى الغرابه....طبيعته تتغير على حسب المزاج
.... مثل جو لندن .... ساعات صحو وساعات عواصف وامطار)
انتبهت على الجرسون وهو يضع الإطباق على الطاولة ...كان منظرها يحفّز
النفس على التذوق فمَدت يدها وقطعت الخبر الطازج وبدأت في تناول الطعام...
بعد ساعة كانوا قد أنتهوا من غدائهم فذهبت معهم الى الدور الثالث وتوجهت
وحدها حيث قسم الماركات وبحثت عن Iceberg ووجدت مجموعة من
القمصان أختارت اثنان منها وتوجهت للبائعة لتدفع ....وجالت قليلاً في الاقسام
المجاورة ووجدت تنورة سوداء طويلة Armani ذات قصة مميزة طلبت
مقاسها ومقاس نوف وأخذت معها جاكيت قررت أن ترتدي هذه البدله غداً
للمطار ... أشترت لها بلوزة مناسبة ووضعها البائع لها في حافظة خاصة
طوتها على ذراعها وذهبت لقسم الاحذيه وقاست حذاء اسود وابيض ذا كعب
عالي من Channel أخذته منها البائعه وذهبت معها لتدفع ثمنه ...وعندما
قاربت الساعة الثامنة توجهت إلى المدخل الرئيسي واتصلت بأحمد تعلمه
بمكانها.. وبعد عدة دقائق وصل هو وزوجته وخرجوا معاً إلى الشارع وأوقف
لهم سيارة أجرة وعادوا للفندق...
فيما بعد استحمت وصلت ثم لبست لها بيجامة قطنية خفيفة وفتحت حقيبتها على
الأرض وحاولت أن توظب ثيابها وهي تحدث امها ولكنها لم تقدر على اكمالها
فجلست على السرير وأتصلت في نوف...وبعد أن حكت لها شي سمعت جواهر
ضحكة على الطرف الاخر من السماعه...
جواهر: ماتعلميني شيضحكج أنتي الحين؟
نوف : من التطورات الجديدة...
جواهر: شقصدج؟ أي تطورات؟
نوف : يحاتيج ويدافع عنج...وانتي كله ظالمته....وبعد يسولف معاج بطريقة
ظريفة وبدون هواش وتقولين أي تطورات؟
جواهر: يمكن كان قصده مساعدتي بس هو احرجني ...شبيقول الوكيل ؟؟أكيد
بيقول هذي شاكية حق مديرها ..وبعدين هذي كانت فكرتي عشان اخلي اساتذي
يجي ويشوف البلاد عشان يقتنع لأنه أكيد بيحبها ...
نوف: درينا أنها فكرتج بس بعد تصرفه معاج في غاية النبل لا تنكرين..
جواهر: بيذلنا عشان تصرف مثل كل البشر؟ بس بتشوفين بيرجع حق طبيعته
لما نرجع الدوحة وبذكرج...
نوف : والله انج ماتعرفينه ....وانتي اللي بتشوفين ...
جواهر: بخليج الحين أبغي ارتب شنطتي واسَكرّها... تصبحين على خير...
نوف : شردتي هاه ؟؟؟ معلينا تصبحين على سيف...ههههههههههه
أقفلت جواهر الهاتف وأخذت تفكر في كلام نوف وهي تكمل ترتيب اغراضها
أبقت البدلة الجديدة فقط في الدولاب مع لوازم الحمام الذي ستأخذها عندما
تستيقظ من نومها ولم تقفل الحقيبة ....كان الوقت متأخر جداً ولكن النوم جافاها
فقررت مشاهدة التلفاز لبعض الوقت وأطفئت النور مع مضي الوقت اكتشفت أنها
لن تنام فأقفلته وذهبت وجلست في كرسيها أمام النافذه بعد أن فتحت الستارة
وشاهدت أضواء الشوارع وهي متلألئة على مد البصر .....
تفكيرها قادها لتصرفات مديرها ولطفه الشديد معها هل هو فعلاً كما تقول
نوف؟؟
بعد ساعة انقشع ظلام الليل بمنتهى السلاسة ليحل بدلاً منه ضوء النهار بعد أن
صلت الفجر عادت لجلستها أمام النافذة أخذت تراقب الشروق وانتشار أشعة
الشمس الذهبية في السماء مع وجود الكثير من الغيوم البيضاء ...بدا أن الجو
تحسن في اليوم الأخير لهم في المدينة..لاحظت أن هناك مجموعة حمام تشرب
من الماء المتساقط على العشب من التروية الآلية وقطة تتربص بهم ...تمشي
بهدوء وتقترب منهم حتى تهجم ولكنهم يطيرون ساعة أن تصل وتكرر المحاولة
معهم ....بعد دقائق مرت عليهم سيدة وهي تحمل فتات خبز في كيس ورقي ....
ألقته على العشب وتطاير الحمام نحوها وكأنه تعود عليها أن تطعمهم كل يوم
... بدوا أنهم اعتادوا عليها وأنهم كانو ينتظرونها.. فكرت بكمية الأجر الذي
تناله هذه المرأة من عملها هذا... تثاءبت فقامت من جلستها واستلقت على
السرير وجرت اللحاف على جسمها ثم تثاءبت مرة أخرى فأغمضت عينيها
واستسلمت للنوم ...
سيف كان يتحدث مع الجرسون بنفس لهجته المصرية فسأله الجرسون : أنت
ازاي بتتكلم مصري كده ؟
سيف: أصل أمي من الزازيئ .
وصدقه المسكين وبما أن المقهى شبه فارغ إلا منهم فقد جلس معهم وأخذ
يتندر معهم ...
سيف: أنتى بئالك كم سنة عايش هنا؟
الجرسون : بئالي أن شاءالله 7 سنين جيت... عند خالي هنا بعد مافضلت 5
سنين بعد ماتخرجت من غير شغل ..
سيف: ولعنه ....5 سنين بدون شغل؟ كنت عايش ازاي؟
الجرسون : زي كل الناس اللي في سني ...كنت باخد المصروف من ابويا ..
سيف: يعني معقوله مالقيت شغله أي شغله؟؟ أنت خريج أيش؟
الجرسون : لسانس فلسفة..
سيف: من زاده...للحين حد يدرس هالتخصص؟
الجرسون : غصب عني يا استاز ...دا كله من مكتب التنسيئ ..
سيف: يادي مكتب التنسيئ.... هوا لسه موجود؟ دحنا بنسمع عنه من تلاتين
سنه...
الجرسون: ولسه حيفضل خمسين سنه...هتشوف...
سيف: بس قوللي ...أنت جاي لندن عشان تشتغل جرسون !!! ماكنت اشتغلت
في بلدك ياشيخ وبلاها الغربة...
الجرسون : هو أنا طلت وقلت لا؟ مافيش محدش كان عاوز يشغلني...
سيف: وانت لازم تشتغل في مصر؟ كنت رحت اسكندرية والا شرم..
الجرسون : ومين ألك أني مارحتش ؟؟ رحت يا استاز رحت ...بس هم كانوا
عاوزين خريج فنادئ ..اول مايعرفوا أني فلسفة يئولوا لي مافيش شغل...
بس ربنا رزئني بالشغلانه دي بعد ماخدت تصريح شغل وبئالي تأمين طبي
وأجازة مدفوعة لمدة شهر كل سنتين والمدير طيب والحمدلله ...وفي الصيف
بيكون الشغل على ودنه والعرب بيدوا بئشيش حلو .... الحمدلله على كل حال..
سيف : ماتئلويش أنك اتجوزت انجليزية..
الجرسون وهو يضحك: لا ...خالي اللي اتجوز..أنا خطبت بنت عمي وكمان سنة
هنتجوز أن شاءالله...
سيف: ربنا يوفئك ...
الجرسون وهو ينهض : الجميع أن شاءالله ...
ابتسم خلف وهو يسأل سيف: أنت كيف اتقنتها اللهجة ..ليكون صدق أمك
مصرية..
سيف: روح زين....أنا في مصر دايماً اسوي جذيه معاهم ويصدقون
ويستانسون بس مهب كلهم طيبين مثل هذا ...الصيف اللي فات كنت هناك...
ومرينا على معصرة بناخذ سندويشات أنا وخويي والا يطلع لنا واحد ويطالعنا
وبعدين يصد ويروح ....وأحنا نهرن له وهو مطقع وشوي والا يصارخ من
بعيد علينا ... أنا صراحة أنقهرت وكنت بحَرك لكن جانا واحد ثاني أحسن منه
وخذا طلبنا وهو يتأسف عن رفيجه وماتأخر علينا وجاب لنا السندويشات جان
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك