بارت من

رواية طاريك ينفض القلب -27

رواية طاريك ينفض القلب - غرام

رواية طاريك ينفض القلب -27

بروح وبرجع أعيش نفس السالفة مرة ثانية ...
نوف: تصدقين ...أنتي ممله وتحبين تسوين افلام هندية وتعيشين فيها...
جواهر: الله يسامحج...
نوف: أنا من صجي ....السالفة أنتهت من سنين ....وراعيها في بلاده وماراح
تشوفينه وتلاقينه مستانس ولا يتذكرج .....خلاص فكري بطريقة ايجابية
وتذكري انج بتروحين تشوفين جامعتج وتقابلين دكاترتج...وبتمشين في
الشوارع اللي ياما مشيتي فيها والمطاعم الي كلتي فيها والمكتبات اللي
تحبينها...استهدي بالله وتوكلي عليه ...أنتي بكرة لازم تكونين جواهر القوية
قدامهم كلهم وتنجحين في هذي المهمة وتثبتين روحج على الأقل قدام نفسج ...
جواهر بتردد : الكلام اللي تقولينه أنا أعرفه عدل بس الشعور ماقدر اتحكم
فيه...
نوف: تجاهليه ...قاوميه ...ارجعي حق جواهر الاوليه ....
جواهر: بحاول ...
نوف: واشتري لي البسكوت اللي كنتي تشترينه لي قبل... تذكرين؟
جواهر: متفرغه...وين بالقى وقت اروح اشتري ...اقولج بروح مع الوكيل
والمدير .... وأكيد لي خلصنا بنرجع لندن تدرين هي الا ساعة بينهم ....
نوف: بل بل ...كلتيني...خلاص يبه مانبغيه هالبسكوت ..
جواهر: ولا يهمج بشتريلج من هارودز ...انتي تحبينه بعد...
نوف: هارودز ...هارودز ....يا الله العوض ولا الحريمه...
سيف كان قد اتفق مع خلف وابوحسن على السهر في مطعم "ضوء القمر" في
Edgware Road كان يهرب من التفكير في جواهر ....كان قد أشترى
جريدة الوطن من المكتبة القريبة فجلس يتصفحها على أنغام الاغاني العربية
وصحون المقبلات على الطاولة ...
في الصباح حملت جواهر معطفها الطويل بيدها وحقيبتها الصغيرة باليد الاخرى,
كانت ترتدي بدلتها البنية مع الشيلة والحذاء البيج ووقفت أمام الباب الرئيسي
للفندق..كانت الساعة التاسعة والربع ولم يكن هناك الا حسين ...دقائق وأنضم
لهم الوكيل وسيف استقلا السيارة الاولى وصعدت هي وحسين السيارة الأخرى
وتوجهوا إلى اكسفورد ...وما أن خرجوا على الطريق السريع حتى تساقط
عليهم المطر ولكن على شكل زخات خفيفة فشغّل السائق المسّاحه وأدار المسجل
وإذا بصوت ماجدة الرومي يصدح بشعر نزار قباني قصيدة كلمات ...

يُسمعني.. حـينَ يراقصُني كلماتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحـتِ ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات
والمطـرُ الأسـودُ في عيني يتساقـطُ زخاتٍ.. زخات
يحملـني معـهُ.. يحملـني لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات
وأنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ كالريشةِ تحملها النسمـات
يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات
يهديني شمسـاً.. يهـديني صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات
يخـبرني.. أني تحفتـهُ وأساوي آلافَ النجمات
و بأنـي كنـزٌ... وبأني أجملُ ما شاهدَ من لوحات
يروي أشيـاءَ تدوخـني تنسيني المرقصَ والخطوات
كلماتٍ تقلـبُ تاريخي تجعلني امرأةً في لحظـات
يبني لي قصـراً من وهـمٍ لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات
وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي لا شيءَ معي.. إلا كلمات
كأن نزار يعرف حكايتها مع فهد لأنه وصف شخصيته بدقة متناهيه ....كان
يتعمد أن يثير شفقتها عليه في كل مرة يلقاها حتى تصدقه في ما سيقوله لاحقاً..
مرة يشتكي الوحدة القاسية والتي لا يجد من يعينه على مرارتها...ومرة يشتكي
من وضعه الاجتماعي الذي يتطلب منه الموافقة على أشياء كثيره يرفضها لو
كان من العامة ....كان يلتقيها في الطرقات وتفاجأ به في المكتبة أمامها أو حتى
في المقهى الايطالي الذي اعتادت أن تقضي فيه أوقاتها مع ندى بين
المحاضرات..وهي كانت تصدقه وبمنتهى السذاجة كانت تصدقه....لم تعلم بأنه
قد أجرى رهان مع أصحابه يقضي بفوزه بقلبها بسهوله وهي الطالبه الملتزمة..
كان السائقان يعرفان الطريق للجامعة فلم تمض الساعة الا وهم في
المدينة....وهناك ساعة قبل موعدهم مع البروفيسور ...
تلقى حسين اتصال في هاتفه فأجاب: نعم سيدي ...أن شاءا لله سيدي...
ثم أمر السائق بتقدم الطريق والتفت لجواهر وقال لها: سعادة الوكيل يقول
اختاري قهوة قريبة عشان نشرب فيها شي ونتناقش قبل الموعد ...
وجهت جواهر السائق بنفسها ليدخل شارع جانبي ثم أخر حتى دخل شارع
اسمهBroad Street ومروا على العديد من المكتبات ومحلات الهدايا التذكارية
وأوقفت السائق أمام مقهى صغير ونزلت وتبعها حسين ثم الوكيل وسيف. أختار
حسين طاولتين وطلب من الجرسون أن يلصقهما معاً وجلسوا جميعاً حولها
نظرت جواهر للشارع المقابل ورأت مكتب معلومات أكسفورد فابتسمت عندما
تذكرت الأيام الأولى لها في المدينة والتي قضت ساعات منها في هذا المكتب ثم
في هذا المقهى...

طلبت اكبريسو وطلب سيف مثلها أما الوكيل فطلب له قهوة وحسين مثله..وبدأ
الوكيل بالحديث قائلاً : جواهر...أنتي تعتقدين أنه ممكن يوافق على أقتراحنا
وينتقل الدوحة ؟
جواهر: .........صعب اقرر الحين سيدي...بس أعتقد أني اقدر أقنعه..هو يحب
مرته وايد وممكن يرضى لي عرف أنه في مصلحتها ...
الوكيل: أنا ببتدي ...بعرض عليه الشغله وانتي كمَلي واقنعيه...
جواهر: بحاول سيدي..بحاول...
سيف مشجعاً : أنتي قدّها وقدود...أنا متأكد أنج بتقدرين عليه...
ابتسمت جواهر بخجل وقالت: أن شاء الله سيدي...
توقف الحديث عند هذا الحد وأنفرد كلً بأفكاره ....الوكيل بكيفية أستقطاب هذا
البروفيسور المعروف...وسيف بجواهر وخجلها القاتل ومراقبة
نظراتها...وجواهر بالمهمة الصعبة التي تنتظرها والتي ترغب كثيراً بأن تنجح
فيها...وبعد نصف ساعة عادت السيارات وأقلتهم لمبنى الجامعة وتحديداً للمبنى
الذي فيه مكتب Russell Oliver....البروفيسور المعروف...
لاحظ سيف وهو يتبع جواهر أن المباني مختلفة التصميم ولكنها متجاورة
والمساحات الخضراء منتشرة بكثرة حولها...مشوا في ساحة كبيرة امتلأت
بالطلبة الى مبنى حجري قديم دخلوا من باب كبير الى بهو ضخم يتوسطه درج
حجري ضخم وأبواب خشبية, اثنان منها مفتوحة ويؤدي إلى ممرات دخلوا من
أحدهم وبعد أن اجتازوا عدة أبواب وقفوا أمام أحدهم والذي طرقته جواهر ثم
دخلت وتبعوها ....سلمت على المرأة العجوز القابعة خلف المكتب ثم عرفتها
على المجموعة فحيتهم بلباقة ودعتهم جميعاً للجلوس على الكراسي الجلدية
لحين إخطار البروفيسور...كان الضوء الوحيد في الغرفة قادم من النافذة
العريضة ... كان بإمكانهم رؤية ذرات الغبار تنتشر في الجو من خلال انعكاس
الضوء عندما جلسوا على المقاعد... لم يستطع سيف أن يمسك نفسه من أن
يقول : جنه غلطنا ودخلنا مقبرة خوخ عنخ امون .....مافي ليتات والمكان مغبر

من القلب ...
ضحك الجميع على جملته حتى جواهر ...لكنها فسرت الأمر بقولها : هذي أقدم
جامعة انجليزية عمرها أكثر من 9 قرون ويمكن من القرن الثاني عشر ويدرس
فيها أكثر من 130 جنسية مختلفة وبدوا يدرسون فيها عقب ما منع الملك هنري
الثاني الطلاب الانجليز من الدراسة في جامعة باريس ...
سيف : يعني نفس الفراعنه ....( قالها وهو يبتسم ) حتى السكرتيرة ...أخاف
إلا رفيقنا يطلع مثلهم وتصير جيتنا على فشوش ....
جاءتهم السكرتيرة قبل أن يعلق أحد على جملته لتعلن عن استعداد البروفيسور
على استقبالهم ...دخلوا مكتب مختلف تماماً والنوافذ تحتل الحائط خلف مكتبه
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات