همس حتى ما يسمعوه طلال ومحمد: أممم...تبين مساعدة؟؟
لجين: لا...لا... بس وخر...خليني أذاكر...
جلند باستنكار: ذاكري ...حد ماسكك؟؟
همست من بين أسنانها: والله... والله إذا ما جبت درجة زيينه فالإمتحان... ما تلوم إلا نفسك... وخر...
كانت ردة فعله إنه ضحك وتم بمكانه وقال: لا... على قولتك "مو موخر"... يلااا ذاكري... طلال يناظرنا بعيون حادة...
همست لجين: تصرفاتك الشاذة... كأننا مالكين من سنتين... مو من أمس بس...
ضحك جلند وقال: عادي... ناظري خالي محمد... أحسه عادي ما يشوفني زودتها...
لجين: إلا زودتها... أبعد... أبعد وخليني أذاكر...
ضحك وما رد عليها... يدري يضغط عليها...صحيح... نفسها عزيزة عليها...ما ترضى ترضخ لأحد... وهو متأكد إنها تهتم فيه إذا ما تحبه... بس يحتاج للوقت حتى تحبه مثل ما يحبها... آآه يحبها... ويعشق كل شي فيها... يدري إنها طفلة فذاتها... ويحب شقاوتها... وبكذا عاهد نفسه يحميها... ويهتم فيها.. ويتحمل كل كلمة جارحة منها...
(بعد يومين...)
وليد جهز قبل يومين عزومة أو صدقة بما معناها... وهذا بسبب شفى أبوه خالد... عزم كل أهله وعائلته... وكل الضباط معاه بالعمل... وهذا غير معارفه وجيرانه... لبس ثوبه وقبل لا يلبس مصره... خرج من غرفة الملابس لأنه سمع صوت تكسير... شاف الخنساء واقفة على جنب وهي ماسكة دميتها... كانت تناظر زجاجة عطر تكسرت وتناثرت فالمكان... رفعت أنظارها له وأشرت على الزجاج...
همست بخوف: هي... كذا... طاحت... أنا... طاحت... وحدها...
شاف الخوف بعيونها... أستغرب لحركتها... حاول يهديها... قرب منها...
وقال: مو مشكلة... أبعدي...
ناظرت الخنساء للزجاج المكسور... وكأنها حست بالذنب لأنها السبب... نزلت بكل عفوية على الزجاج وصارت تلمه... ما كانت أبد مهتمه بالزجاج إلي يخدش ركبتها... وصل لها وليد بلحظة ومسكها من كتفها وبعدها عن الزجاج...
قالها بصوت معصب شوي: الخنساء... مو قلت لك أبعدي؟!
وناظر ركبتها المخدوشة... وهمس بألم: ركبتك أنخدشت...
الخنساء كانت تركز على ملامحه المتضايقة... تضايقت بالمرة وزعلت لأنها السبب بزعله وضيقة... جلسها عالسرير...
قال: لا تتحركي... بروح أجيب معقم وستيكر...
وهو راح من هنا الخنساء ناظرت الزجاج المكسور بذنب... رجع وليد للغرفة وعقم خدوش ركبتها... وقام بيروح لكن الخنساء مسكت يده... ناظرها حيران ورجع جلس جنبها...
تكلمت الخنساء بتقطع: عطر وليد... الخنساء تحبها... أبي شوي... بس هي طاحت... طاحت وحدها...
ناظرها وليد لحظات... ومد يده لخدها...
همس بصوت متأمل: ليش تحبين عطري؟! عطر وليد؟!
ارتخت ملامح الخنساء الزعلانه وبدت تحس بالراحة... لأنه مو متضايق وزعلان...
قالت تبتسم بكل حلاوة وعفوية: لأن... خالد... يحب... عطر بابا...
التوت ملامح وليد للعبوس... كل ماله يبي يحصل جواب يدل على إن الخنساء القديمة بترجع... أو يبي بس لمحة ترجع له الأمل... يتفاجأ بالخنساء تطعنه بأجوبتها إلي جايه من عالم بعيد... بعييييد عن عالمه... تنهد وسند جبينه ليده فترة... والخنساء رجعت تناظره تتسائل عن سبب هالضيق... وقف وليد بسرعة وهو خايب الأمل... نظف المكان من الزجاج ورجع شايل مصره من كتوفه... وبدا يلفه بطريقة آليه وماهرة حوالين كمته... ونساها... نسى الخنساء وهو فعالم ثاني شارد يفكر بمخططات وأوراق تروح وتجي بباله...
الخنساء جلست بعيد تناظره بعيون وسيعه... هي السبب فضيقه... إلحين بس تأكدت... ويمكن كانت كذا من قبل... بس...
..
"حاولت أنزع فيك هالقسوة لكن مادريت إن ذاتك أنزرعت من جذورها بهالقسوة...وتذكري فالأخير إن جزاك يا أمي عند رب العالمين..."
"تذكر إنك مو بمهمة عمل... أنت مو سجاني حتى تأمرني وتصرخ علي..."
"ما عدت بحاجة حتى أذكر كلمة "أمي" بقاموسي ... لأنك ما قد هالكلمة بالنسبة لي... تطمني أنا تزوجت... تزوجت مغصوبة... وبكذا أنتي مو ملزومة فيني... لكن تذكري إني... حملتك مقدار كل دمعة تنزل مني... وهي على رقبتك ليوم الدين... موتي قريب... قريب بشكل ما تتوقعين... وأنتي إلي بتمشين على نعشي... أفرحي... وأستبشري... لأن وليد بدا بكل جهل... يـــغـــسلنـــي"
"مشيت مثل المجنونة حوالين البيت أحاول ادور على مدخل وأنا حافية... بس الأبواب كلها متسكرة... ما راح أستسلم هالبيت فيه ريحة أبوي..."
" أرجوكم... أرجوكم إلا وليد... سوا فيني إلي تبون ما عدا ترموني على هالوليد... أكرهه... إهاناته مثل فحيح الأفعى... وإتهاماته مثل لسعة العقرب... أكرهه... "
"زواجي منك ما كانت رغبة فيك... وحطي فبالك إني داري عن أخلاقك الوسخة...أنتي مجرد مسؤولية من عمي المرحوم لا أكثر ولا أقل...."
"بكيت لأن تأكد لي إلحين إني وحيدة...إني بلا سند...بكيت لأن عزتي وشموخي أنجرحت وأندمت بكل قسوة... وبكيت لأول مرة إني عاجزة لأني خرساء..."
"وتكورت على نفسي... أعذب نفسي بإهانات وليد ... انتفضت من البرد... أحس ببرد بأطرافي...أحس بأحاسيس مو المفروض أحس بها..."
" أنا مو جارية عندك ...إذا قلت لي إرمي نفسك فالنار أرميها..."
"أنت صممت قناعاتك... ورسمت مصيري معك... نخوتك... شموخك... شهامتك... كل هالمعاني هي السبب بهالمعمعة إلي إحنا فيها... أنت بقسوتك وسخريتك وإهاناتك... قتلت المشاعر إلي أنذبحت وأندمت... وصدقني... صدقني إن مصير ي عندك هو الفناء...غسلتني وأنتهيت... وأنت على أستعداد بابتسامة تترتعش لها الشفاه حتى تكفني... تــــكــــــــــفـــنــي... تـــكـــــــفـــنــي يا وليد..."
..
نزلت راسها ليدها وضغطت عليها بكل قوة... بكل قوة تحاول تهدي العواصف إلي تتدفق براسها... دمعت عينها من الألم ونزلت عيونها لحضنها... ناظرت الدمية... ناظرتها بكل حنية... نست ألمها بكل سهولة وهي تبوس الدمية... وتولي جل إهتمامها لخالد... خالد الوهمي... إلي هو بس محتاج لها...
.
هدى: الله يخيك لجين أطلعي للخنساء... أختاري لها لبسة وأهتمي فيها... قبل شوي وليد نازل...
ابتسمت لجين وهدى تهمس لها وهم بالمطبخ... حتى ما يسمعوها الجارات إلي كانوا يساعدونهم فالقهوة والشيل وغيره... طلعت لجين بهدوء وهي تفكر إنها غلطت أكبر غلطة لما وافقت تسوي الملكة والخنساء ما زالت على حالها... بس لأن حالة الخنساء ما تبشر بالخير كان الحال مفقود الأمل...
كانت تمشي وهي تفكر... ما أنتبهت للشخص إلي صدمها... أو صدمته... ما فرقت إلا لما رفعت راسها وشافت جلند يوازن طولها حتى لا تطيح...
بالمرة لجين شالت يده ورمتها عجنب... وبانت العصبية فوجهها...
همست بعصبية: هيييي أنت ما تستحي... وإلا مو قادر على فرقاي جاي تحضني قدام العالم والناس؟!
أنفجر جلند بالضحك: هههههههههه... وإنتي الصادقة يا حبيبتي مو قادر على فرقاك...
شهقت لجرأته وهمست: صدق ما تستحي...
ابتسم بخطورة: والله لجين صرت أكره كلمة "ما تستحي"... تصوريني كأني منزوع الحياء... وعاد إذا سمعتها منك مرة تحمليني عندها...
لجين ما أعطت كلامه أي إهتمام: أنت ما تخوفني بتهديدك...
جلند يناظرها بمكر ويبتسم: أكيد؟؟
بغيظ كملت... وهي طبعاً مترددة: أيوه...
وزادت بقهر وهي تلوي شفايفها: يلي ما تستحي...
ما حست إلا وهي مثبته على الجدار... وجلند مكتف يدها... يبتسم بشرررر...
جلند يقلب عيونه: صحيح؟؟
خافت بجد... جرأته تفوق الوصف...وهي ما قدها...
لجين بخوف: لا...لا... أنا غلطانة وحقك علي...
جلند إبتسم بانتصار: متأكدة؟؟
لجين بقهر: أيوه...أيوه...متأكدة...
سكت جلند... ورجع يقول فجأة: يلا أريدك تراضيني...
فتحت عيونها على وسعها: شو؟؟
رص على كلماته: تـ..را..ضيـ...ني...
لجين بدون مبالاة تحاول تفلت منه عن يشوفهم أحد: بشو؟؟
قرب خده منها: أممم تكفي بوسة...
شهقت: يلي ما تـ....
خلى يده على شفتها يقاطعها... وابتسم: رجعنا؟؟
نفضت يده عنها... وخلتها على كتوفه ...ودفعته عنها... تركها بإرادته... فنسلت من بين يده ... وشردت...
جلند ضحك بحلاوة: ههههههههه... تعالي... وين رايحة؟؟
لجين ووجها محمر: الخنساء... تنتظرني... بعد عني يلي...
ومشت شوي وهمست قبل لا تطلع الدرج بكل تمرد: يلي ما تستحي...
وتركته وهي تشوفه أسند ظهره للجدار ويضحك... وقلبها طبووول... طبووول من المشاعر إلي أختلطت ببعضها... ما تدري هو شو يحاول يثبت لها بالضبط؟!
كانت الخنساء مستانسة وهي تسمع مزون ومازن إلي كانوا يسولفوا لها عند باب المطبخ... طبعاً ما يقدروا يبعدوا أكثر لأن الحوش الأمامي والمجلس الخارجي متروس رجاجيل... أما الصالة والمجالس فتضج بالحريم... سمع مازن صوت جلند ينادي عليه... وقف وطلع للحوش...
أما مزون فقالت: الخنساء... أقولك... تعالي نروح المسبح... تعرفي اليوم وليد مشغل كل اللمبات بالبيت... والمسبح طالع روووعة... مازن خبرني...
قالت الخنساء وكأنها تفكر: بس ماما هدى... قالت... لا حوش...
مزون بلحظة تمرد: يوووه ماما دائماً تقول كذا... يلاااا خلينا نروح ونرجع بسرعة...
وقفت الخنساء بسرعة... أعجبتها الفكرة لأنها تبي تخرج من هالأجواء المزحومة... عدلت تنورتها المفروشة البنية وقميصها البيج والحزام إلي معطنها ذوق عالي... لفت شيلتها بعد ما أمنت دميتها لمزون... ومشت وراها للمسبح... قعدوا عشر دقايق يناظروا المكان... كانت أصوات الضجة تجيهم مثل الهمس... والخنساء نست نفسها وأنكبت تحضن خالد وتهمس له...
سمعوا وقتها صوت مازن ينادي على مزون: مزوووون... وينك؟! تعالي بابا يريدك...
مزون بلحظة تناست الخنساء وتقافزت لمازن إلي كان معصب إنها ما تجاوبه... وراحت وراه... أما الخنساء فتنهدت لحظات ولفت تبي ترجع للمطبخ... إلا إنها سمعت صوت وليد... صوته دوم يبث فيها الأمان... لفت تدور عليه... وما حصلت نفسها إلا وهو مواجهة لوليد وشاب يعادل سن وليد وكان هذا بدر... ما كانوا ملاحظينها لأن وليد كان معطنها ظهره وبدر مواجه له بس وليد مغطي عليه...
بدر: ومن متى هالكلام صار يا وليد؟! أنا ما قلت ما تسوي أي شيء بدون إستشارتي؟!...
وليد: مجرد بحث يا بدر...
بدر بعصبية: بحث بسجلات وبيانات قانونية... ما يحـ...
قاطعه وليد بجمود: أنت أدرى إني ما بوقف ساكن وأنتو لحد إلحين مو قادرين تحددوا مكانه...
بدر بتنهيدة: تدري إننا راقبنا... قلبنا شقته فوق تحت حتى نقدر نحدد وين بالضبط يختبي هالإنسان... بس طلع مو هين... لأسابيع مختفي بس صدقني بالنهاية بيطلع...
وليد قاطعه هالمرة بإنفعال: مو هين... غبي... متخلف... مجرم... ما يهمني أنا... مستحيل أنتظر طلوعه من وين متخبي مثل الفار... أنا بنفسي إلي راح اوصل له...
وصرخ على بدر بإنفعال أكبر وأكبر: وأنا أنا يا بدر إلي راح أخذ بثأر ولد وزوجتي... أنا... وأنت ما تقدر تمنعني...
مسكه بدر بعصبية تعادل عصبيته: وليد... أنت صديقي... أخوي... أخوي قبل لا تكون صديقي... أخوي إلي ما أرضى إنه يرمي نفسه بالمشاكل و...
قاطعه وليد بصراخ خشن وهو يضحك: ههههه... بدر أنا... أنا تخاف علي من هالمجرم؟! ما تدري إني بشغلي عايش المخاطر؟! وما فرقت... ما فرقت أبد...
وسحب يد بدر منه ورماها وهو يقول بقهر: إلا لا... فرقت... فرقت إن هذي زوجتي... وولدي... ولدي خالد... إلي مات... مات وترك أمه هايمة بدنيا غريبة...
كان بدر يبي يرد عليه لو إنه لف على جنب وطاحت عينه عالخنساء... ما كان يعرفها فسكت وناظر وليد وبعينه سؤال من تكون هذي حتى تتجول بالبيت وتتسمع لهم؟!... وليد أول ما شاف عيون بدر عليه وعلى وراه لف يشوف الخنساء واقفة وهي تمسك بدميتها خالد...
ومثل أي شاب عنده نخوة مشى وليد مدهوش للخنساء...
سألها بالهمس: شو تسوين هنا؟!
الخنساء بتقطيع وهي تناظره وكلها خوف لأن ملامحه ماتبشر بالخير: أنت... أنا... عند مسبح... سمعت أنت... أبي...
وسكتت لما امتدت يد وليد لزندها وسحبها شوي وهو يقول: تعالي... أرجعك داخل البيت...
كان مقهور ومو حاس بتصرفاته وسحبها شوي بمفاجأة حتى إن دميتها طاحت من يديها... وقفت فجأة وسحبت يدها...
رجعت لوراها وهي تشهق: لاااا... خالد... ولدي... طاح...
ومسكت بالدمية كأنها تحس بألمه... ناظرت وليد وهي عتبانه... ما كان همها العصبية والغضب على ملامحه...
قالت بزعل: أنت... طيحت خالد... خالد يصيح... أنت ما تعرف؟!
وصارت تبوس خالد وتهدهده بكلمات حلوة... وليد حس بالخجل لأن بدر كان متابع لكل الموقف رغم إنه بعد عنهم... رجع وليد بدون شعور ومسكها يبي يدخلها داخل... وهالمرة بعنف...
صرخت الخنساء وهي تدفع يدها عنها: آآآآآييي... عورتني...
رجعت وراها بعناد وهي ترفض تتحرك وراه... عرف وليد إنها بتعانده إذا أستمر بهالأسلوب معها...
قال بكل هدوء قدر عليه لو إن صوته مازال جامد وبارد: الخنساء... تعالي... ندخل... الدنيا برد وأنتي ما راح تستحملي هالجو...
ناظرته الخنساء... كان صح تحس شوي برد... مشت شوي معه بس كأنها تذكرت ولفت لوراها...
أشرت على بدر وقالت فجأة: وهو... ليش... أنت هنا... برد... أدخل داخل...
بدر تحمرت خدوده ونزل راسه طول الوقت عيونه كانت تجوب بعيد عنهم... بس يسمع صوتهم وكلامهم... وتأكد وقتها كثر المعاناة إلي عايشها وليد... وليد ما قدر يستحمل ومسكها أكثر وضغط عليها بعنف... يدري مو قصدها... بس... بس...
وصلوا عند المطبخ... الخنساء من ألم يدها دمعت عينها وهي تحاول تفلت من بين يديه...
الخنساء بتمرد باين على وجهها: آآآيييي... يدي...
تركها وليد وقال بعصبية: الخنساء أنا مو قلت لك من قبل... الحوش ما تجينه؟!
الخنساء قالت بعناد: أيوه... بس أنا مسبح... كنت أبي... أشوفه...
خفت حدة وليد... ما قدر يلبس قناع الغضب وهالبراءة كتاب يقراه بعيون الخنساء... تراجع وتركها بدون كلمة إضافيه... أما الخنساء فاهتزت شفايفها... عصبيته تألمها... ما تدري ليش كانت مرة تخاف من عصبيته... وليش كانت سبب فآلامها...
..
" شعور غريب أنتابني وأنا أحس بيده القاسية تمتد لطرحتي وتنزلها... شعور غريب أنتابني وأنا احس بنظرته مشتته والدنيا صارت خرسا... "
" إنت يا وليد جرحت المشاعر وأدميتها... وأنا ما عاد فيني شعور طيب إتجاهك... الكره هو إلي يسري فشراييني...وأنا أدري إني ألعب بالنار..."
"وأنا ...أنا مسحيل أتعايش مع هذا الشيء... مستحيل... مستحيل..."
"أدري عن لعبتك التافه هذي... لكن إنتي سألتي نفسك إنك قدها هاللعبة أو لا؟؟؟"
"أكرهك... أكرهك... أتركني... إنت ناسي إن الدم إلي يسريي فشراييني دم أمي؟! "
"ما زلت عايف المستعمل... عايفه... بس... والله لذوقك من القهر إلي يسري فيني... من ألم الشرف المطعون إلي راح يحرق صدرك..."
" بنظرة غضب مكتوم...مسك كتوفي بإيد شرسة... يهز فيني... روح من الضيم تداعت...وتجرد... من قيم...دعوها فسالف الزمن... بالأخلاق... وأتخذ... من العنف... صديق... ضيفه ...وأضافه... في قاموسه..."
" بكيت ...على جنين ... يدعوه بالمشاعر ...بأكثر الأساليب قسوة... جهض... و توسلت له ... يرأف...بمخلوق...هو يتيم...قبل كونه...وحيد ...
لكن وليد صم أذنه الغضب... وعمى عينه القهر... وأخرست فمه الإهانات..."
"ظلم... ليلة سودا... وحيرة... وندم على تسرع... وعيون دامية..."
"عيووون داميــــة... داميـــــة".......
..
حست بألم... هالمرة كان يزيد ويزيد... هالمرة غير... غير عن كل المرات... غير عن كل المرت... صارت تدور بكل جنون حوالين نفسها لحد ما أرتمت على الأرض... مشت تتسحب للجدار تستند عليه... كان المكان هادي بشكل غريب... تشبثت بالدمية وحضنتها تستمد طاقتها منها... من حبها لخالد... ونست نفسها لحظات...
ركضت مزون وتخطت الخنساء إلي كانت تستند عالجدار... قامت تلتفت يمين ويسار تدور عليها... ولما طاحت عينها على جنب مظلم والخنساء كانت فيه تبكي بصمت... كانت الخنساء تعيد المشهد إلي كان فيه وليد معصب... ما تدري ليش تحس بالألم لهالنظرة الحزينة والعصبية؟!...
قربت مزون وهي تقول: يووووووه الخنساء شو يجلسك هنا... تعالي... تعالي...
الخنساء مسحت دموعها وناظرت مزون... مزون أول ما شافت الدموع...
قالت بعبوس: ليش تبكين؟!
ولما تذكرت إنها خلتها قبل لوحدها... أعتذرت ببراءة: آسفة... آسفة الخنساء خليتك وحدك... نسيتك... مازن كان...
وكأنها تذكرت وتداركت الكلام إلي كانت تبي تقوله قالت بلهفة: الخنساء... تعالي... تعالي... ما راح تصدقي من جاي...
مسكت يد الخنساء تحاول تسحبها لداخل: مفاجأة... بابا قال لمازن ومازن قالي مفاجأة... مفاجأة لك يا الخنساء...
وبعدها ضحكت بكل حلاوة وهي متحمسة: بس أنا بقولك... بابا قال خلي الخنساء تجي علشان يسوا المفاجأة لك... بس أنا بقولك... علاء وعماد وطارق وليلى وصلوا من صحار إلحين... تعالي... تعالي... شوفيهم...
وكانت تسحبها بكل لهفة... وصلوا للصالة وراحوا لمجلس الرجال الداخلي إلي كان فاضي من الحريم... ما فيه إلا سيف وخالد وهدى وأخوة الخنساء ونورة أمهم... الخنساء وقفت عند العتبة... ما تدري ليش لما إنحطت عينها على الأولاد أهتز شيء بداخلها... بس أغلقت تفكيرها وهي تتشبث بالدمية... سحبتها مزون لداخل أكثر...
مزون: تعااااالي... تعااااالي...
وبلحظة... بلحظة قفز علاء... وبدون أي كلمة من الجالسين... راح لها ولف يده حوالينها وشدها لحضنه...
همس وهو يبكي: الخنساء... كيف حالك يالخنساء؟! أشتقتلك... أشتقتلك...
وعماد وطارق بالمثل قربوا منهم ولموها لدائرة حضنهم... الخنساء كانت جامدة وهي تتلقهى هالترحيب... رفعت أنظارها لخالد وسيف بنظرة حايرة...
خالد قال بكل حنية: الخنساء... يا بنتي هذولا أخوانك... ما تذكريهم؟!
ناظرتهم الخنساء تتفحصهم... ورجعت تناظر عمها وهي تهز راسها بلا... جلسوها أخوانها جنبهم وهم يحكوا لها... وكل هذا ونورة ساكته ومو مبين من ملامحها أي شيء...
سألت الخنساء فجأة: أنت من؟!
وهي تسأل علاء... ورجعت تأشر عليهم واحد واحد: وأنت؟! وأنت؟! وآآآه هذي... بعد من؟!
قام سيف وعرفها عليهم بكل صبر...
الخنساء قالتها بعدها بحلاوة: أنا الخنساء... وهذا... ولدي... خالد...
وأشرت على الدمية بيدها...
قالت لطارق إلي كان قريب منها وإلي كان يناظر الدمية بحيرة... هو الطفل إلي الموقف كان بالنسبة له شاذ كيف لنورة إلي رفعت أنظارها للدمية وترفعها للخنساء إلي مشغولة بهددة خالد الوهمي...
ضحكت الخنساء شوي بخفوت وقالت بحلاوة وحنان: هو شوي يصيح... بس خلاص... هو يحب ماما... يسكت... ينام...
تجرع علاء ريقه... حس بألم... ألم ينغرز بقلبه... مسك يد الخنساء...
قال برجفة: الخنساء... هذا... هذا...
وما قدر يكمل... الخنساء ناظرته أول بعيون وسيعة متخوفة بس بعدها رجعت تحكي لهم بسوالف والله إنها لتقتل الواحد من الضحك بس... الوصف إلي ساد المكان ما كان إلا إنه ساكن... ساكن وهادئ ومميت بشكل مؤلم...
وقف سيف يقول: وين وليد يا مزون؟! مو قلت لك ناديه...
مزون قالت: بااااابا كله أنا...انا... مازن راح يناديه...
الخنساء تذكرت وليد لحظة بعدها قالت بعبوس: كان عند مسبح... بس هو عصب... زعل... الخنساء عند مسبح... خلاص أنا ما أحبه... هو عصب طيح خالد...
ما أهتمت أحد يفهمها أو يجاوبها لأنها لفت على الطفلة ليلى بين يدين أمها... مشت لها وابتسمت للطفلة... ناظرت نورة وإلي لحد إلحين مو مصدقة أبد إن هذي إلي واقفة قدامها هي الخنساء...
الخنساء مسكت يد ليلى وضحكت: الله... ما شاء الله حلووووه...
وقرصت خدودها بكل رقة وهي تضحك لها... ومدت يدها لنورة وهي تراويها خالد...
الخنساء: وهذا خالد... ولدي أنا... حلو صح؟!
نورة بدون ما تحس شفايفها رجفت وهي تناظر الدمية بيد الخنساء وكلها توتر... قالوا لها البنت جنت ومرضت... بس ما توقعت تستقبلها بنت زوجها المتوفى بهالإستقبال... هزت راسها تتجرع ريقها تفهمها إنها فهمت... جلست الخنساء جنبها وصارت بشكل غريب عن أهلها تسولف لنورة... مرة تضحك ومرة تعبس... ومرة تبوس ليلى بوسة خاطفة... ومرة تسأل أسئلة متابعة وطويلة لنورة... نورة تضطر تجاوب عنها بإختصار وتوتر...
دخل وقتها وليد وهو وجه متوتر... سلم عالأولاد بكل حرارة... رغم كل شيء يبقون أولاد عمه... أخوان الخنساء حبيبته... وريحة عمه الراحل... ناظر نورة وسلم عليها وعلى ليلى... أما الخنساء تحاشت تناظره...
وليد قال برقة للخنساء وهو ناسي عصبيته من قبل: الخنساء... تذكرين علاء... عماد وطارق... وليلى؟!
ما جاوبته الخنساء وعبست فوجهه وبصورة عفوية لفت يدها على يد نورة وتشبثت فيها... وكان رد نورة إنها إرتجفت...
قالت الخنساء بزعل: لا تكلم الخنساء... ما أبي...
وليد متفاجأ: ليش؟!
الخنساء: أنت عورتني... طيحت خالد...
وليد حاول يعتذر: أنا... آسفة الخنساء... ما دريت...
هزت الخنساء راسها بعناد وحطت يدها على أذنها كأنها تقوله " أنا ما أسمعك"...
ولفت لنورة قالت لها بكل رجاء وبراءة: قولي وليد أبعد... خلاص... خنساء تحبه لا... خالد بعد...
ارتجفت شفايف نورة وجمدت مكانها ما تدري شو تقول... الخنساء شجعتها تجاوب...
نورة قالت بتوتر وكأنها تساير الخنساء: خلاص وليد... خلـ... خليها على راحتها...
مافي أحد كان متاكد إن هذي هي نورة إلي تتكلم... وليد ناظر الخنساء لحظات طويلة وبعدها تنهد وبعد... أما الخنساء فبالسريع خطفت لحظة من الزمن... طبعت بوسة على خد نورة... وإلي حمرت بقوة... أبد أبد بحياتها ما توقعت هالشيء راح يصير لها... ومن منو؟! من الخنساء... الخرسا... أو إلي كانت خرسا... من بنت زوجها...
قالت الخنساء بهمس متقطع: شكــ...ـراً... أحبك... أنا...
ما ردت عليها نورة لأنها كانت فحالة من الإضطراب... ورجعت الخنساء تسولف لها...
.
.
ثقلت عيون الخنساء ووقفت تبي تطلع تنام... خلاص التعب أثقل حركتها... مشت للصالة وراحت المطبخ تبي تشرب ماي... سمعت صوت مألوف لها... رجعت تناظر من باب المطبخ إلي يوصل للمسبح... وعرفت بدر وهو يتكلم بالموبايل... ناظرته لحظة كأنها تفكر بوليد... وأتخذت قراراها... مشت له وهو توه مسكر موبايله ومدخله بثوبه...
وقف جامد لما شافها واقفة قدامه ماسكه بدميتها...
قالت الخنساء بتردد: أنت... ليش... عصبت... وليد؟!
بدر ما رد... ما عرف شو يقول...
الخنساء تقول بعبوس: وليد عصب... أنا... لأن أنت... عصبت وليد...
ولما شافته بعد يتكلم ضربت رجلها على الأرض بقهر... خلت عيون بدر تنفتح بحيره...
الخنساء صرخت بقهر: لا تعصب وليد...
وردت تأشر بإبهامها وتهدده: لا تعصب وليد... فاهم؟!
بدر حس بالشفقة عليها...
قال بكل هدوء: إن شاء الله ما بعصب بوليد...
الخنساء بتهديد أكبر: ولا تزعل... وليد...
هز بدر راسه بإن شاء الله... ورفع عيونه وطاحت فجأة على طيف كان يقرب منهم... كان وليد يرتجف من المشاعر... مشاعر الغيرة إلي نهشت صدره...
قرب وليد من الخنساء وضغط بقوة على كتوف الخنساء وقال بعصبية: شو تسوين... هنا؟!
ولف لبدر وقال من بين أسنانه: بدر...
بدر تكلم ببرود لما شاف العتب بعيون وليد: لا تقول حاجة يا وليد... داري زوجتك وحتى وهي بدون وعيها أنت بعرش قلبها متربع...
ولف تاركهم... وليد بدون ما يدري زاد ضغط على كتف الخنساء... وشدها له وهو يرتجف من الغيرة...
همس لها: أنا مو قلت الحوش ما تجينه؟! شو قلتي لبدر؟!
الخنساء أرتجفت بين يديه... أول مرة يعاملها بهالطريقة... أو لا عاملها من قبل بطريقة أزفت من هذي وندم... أيوه... ندم على كل لحظة...
..
"آآآآآه يا الخنساء... أرجوك أسمعيني... أسمعيني...سامحيني... ولا تعذبيني أكثر من كذا... كل ثانية وكل لحظة... أحس إني خنت عمي... خنته وهو إلي أمني عليك... أرجوووك ... أرجوووك... سامحيني... سامحيني..."
" قولي إنك سامحتيني... سامحتيني على كل شيء... قوليها... ما عدت قادر يالخنساء... ما عادت تكفيني الكلمات..."
"ما كفاك... حتى... بكل... نفس... باردة... تداويني...؟!؟!"
" أعيدها لك... أعيدها إني غلطان وأعترف... وما أطلب منك إلا السماح... سامحيني يالخنساء وريحيني..."
"لا تحاول... أنا ميته المشاعر وهمساتك هذي ما تنفعني... "
"تبيني أسولف لك بشو؟! بحركات يدي إلي تعتبرها عمتي مجنونة...؟! روح لنشوى وبتسولف لك بلسانها... وبلاش تبتلش بخرساء... "
"ما أبي إلا تمنحيني فرصة... نقدر فيها نبدا من جديد... أعذري فيني القساوة والألم إلي شهدتيه مني... أعذري فيني التسرع وأرحمي الندم إلي يسري فيني...أرجوك ما أبي منك إلا كلمة سامحتك نابعة من هنا..."
"هنــ من ــــــــــا... هنا... هنا"
..
أرتعشت الخنساء بشكل غير طبيعي... ووليد أكيد وهو بحالته إنعمى من شوفة الخوف بعيونها... والتعب يخدر أطرافها...
همس وليد بعصبية: جاوبيني يا الخنساء... شو كنتي تقولين لبدر؟!
الخنساء على ألم راسها رمت يده بطريقة عنيفة وشردت من بين يديه... تشبثت بخالد وتجاهلت وليد ولفت تهرب منه...
مسكها وليد بقوة وهي معطته ظهرها: الخنساء...؟!
قاطعته الخنساء وهي تلف له وتضربه على صدره... صرخت: لا... يدي... بعد... أحبك أنا لا... لا... لا... أنا أكرهك... أكرهك... أكرهك...
أرتجفت شفايف وليد ومسكها من زنودها... ضغط بكل قوة وهو ينحني لها... حتى إن الدمية خالد طاحت عالأرض وهذا للمرة الثانية...
همس بقهر: لا إنتي ما تكرهيني... ما تكرهيني...
وهي تتابع خالد بين رجولها ساكن... صرخت بقهر وشهقت بألم... ضربته... شمخته... رفسته... وكان مستحيل يتزعزع من مكانه... بالنهاية كان مستحيل تبقى على قوتها... أهتزت وبكت...
وليد أول ما شاف دموعها تنزل... ندم... ندم على كل إلي سواه... وإلي ما سواه... وشدها له لحضنه يطمنها... يحاول يهديها وينسيها ويغافلها عن تصرفه القاسي الهمجي... كان يحس بجسدها الصغير يرتجف بين يديه... وندم أكثر وأكثر إن هو سبب بكاها...
وهو يحاول يطمنها تفاجأ فيها دفعته بكل قوه بلحظة غافلته فيها... تراجعت ومسكت الدمية خالد...
صرخت بقوة: أكرهك... أكرهك... أنت... كنت أول... كذا... بعدين الخنساء حبيتها... بس كذبت وكذبت...
ولفت تركض... وليد تركها لحظات يحاول يهدي من نفسه بالأول... وبعدها يروح لها يلاطفها... يحاول يهديها... دخل من باب المطبخ وطلع للمجلس على طول...
الخنساء وقفت فالظلام وهي متخبية تشوف وليد يدخل المطبخ... وقفت تسكن نبضات قلبها الجنونية...
ناظرت البوابة الخارجية... مشت لها... كان تفكيرها منصب على إن البعد عن غضبه وحزنه وقهره وزعله هو منيتها بذاك الوقت... البعد أصبح رغبة تعتمل بقلبها... تبي تدور على مكان كان بعقلها دوم يتربع... تدور على بيت صغير... بسيط... فيه غرفتين وصالة... مطبخ صغير وحوش متوسط... بيت من الأحاسيس أنبنى... ومن العواصف أنهدم... بس وينه... وينه؟!
لفت الخنساء يمين يسار وهي توصل للبوابة الخارجية بعد ما أنسلت من عيون وليد... وقفت تفكر... من هنا... أو من هنا... أو من هناك...؟! وبالنهاية قادتها رجولها وإلي أخذت القرار والشور من خلفية عقلها النايم... وإلي فجأة إستيقظ لفكرة وصولها لهالبيت... لازم... لازم تروح لهالبيت... كان هو فيه... كان هو إلي رباها وكبرها وما طالبها بشيء...
مسكت خالد بكل قوة تستمد شجاعتها منه... والظلام بدا يبلعها بكل بطء...
..
..]].. كنت محلم بغيرك
كنت مرضى بديلك
وكل ماتبعد اجيلك
واليوم لاماني اسيرك
..
كنت مالك محبتي
كنت اهلي وعزوتي
كنت تحلي دنيتي
بس البعد اصبح رغبتي
..
خلاص ابعد وانسى
لاتجبرني عليك اقسى
حياتي بعدك احلى
ارجوك ابعد وانسى..[[..
.{.منقول.}.
{{ نهاية الفصل الرابع عشر...
.. نلتقي على خير }}
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك